الأَبَدُ الدهر. الجمع: آباد، وأُبود. ويقال: لا أَفعل ذلك أَبَدَ الآبدين. وأَبدَ الآباد: مدى الدهر. وفي المَثَل: " طال الأَبَدُ على لُبَد ": يضرب للشيء يُعَمَّر، ويمُرّ عليه دهرٌ ...
أَبَداً ظرف زمان للمستقبل، يستعمل مع الإِثبات والنفي، و يدُل على الاستمرار. نحو: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
}. وقد يُقيَّد هذا الاستمرار بقرينة، نحو: {إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً ما دَامُوا ...
الأَبَدُ محرَّكَةً : الدَّهْرُ مُطلقاً وقِيل : هو الدَّهرُ الطَّويلُ الّذي ليس بمحدودٍ . ج آبَادٌ وآبدٌ ونقل الشِّهاب عن الرَّاغب أَنّ آباد مُوَلَّد ليس من كلام العرب . والأَبَدُ : الدَّائم . يقال أَبَدٌ آبِدٌ وأَبِيدٌ أَي دائمٌ . والأَبَدُ القَدِيمُ الأَزَليُّ . وقالوا في المثَل : طَالَ الأَبَدُ على لُبَد يُضْرَبُ لكلّ ما قَدُمَ . قال الرَّاغب في المفردات : الأَبَدُ بالتحريك عبارةٌ عن مُدّة الزّمانِ الممتَدّ الّذي لا يَتجزّأُ كما يتجزَّأُ الزَّمَان وذلك أَنّه يقال زمانُ كذا ولا يقال أَبدُ كذا . وكان حقُّه أَن لا يُثنَّى ولا يُجْمَع إِذْ لا يُتَصوّر حُصولُ أَبد آخرَ يُضَمّ إِليه فيُثنَّى ولكن قدْ قيل : آبادٌ وذلك على حَسبِ تَخصيصِه ببعْضِ ما يَتناولُه كتَخصِيص اسم الجِنْسِ في بعْضِه ثمّ يثنى ويُجمع على أَنّه ذكَرَ بعضُ النّاس أَن آباد مُولّد وليس من كلام العربِ الغرباءِ . والأَبَدُ : الوَلَد الّذي أَتَتْ عليه سَنَةٌ . وقولهم : لا آتِيهِ أَبَدَ أتأبدينَ كأرضكنَ - وهذه عن ألص أغانيّ وليس على النَّسب لأَنّه لو كان كذلك لكانُوا خُلَقَاءَ أَن يقولوا الأَبَدِيِّينَ . قال ابن سِيده : ولم نَسمعه . قال : وعندي أَنّه جمْع الأَبَدِ بالواو والنون على التَّشنيع والتَّعظيم كما قالوا أَرَضونَ - وأَبَدَ الأَبَدِ محرّكةً وأَبَدَ الأَبِيدِ وأَبَدَ الآبادِ - وفي شرْح شيخنا : قالوا : وقد يضافُ المُفرد لجمْعه للمبالغَة كأَنّه ثابتٌ في غيره بالنِّسبة إِليه كأَبَدِ الآبادِ وأَزَلِ الآزالِ كذا نقلَ من خطّ السَّيف الأَبهريّ . وفي شرْح الخلاطيّ أَنَّ ذِكْر الآبادِ تأْكيد كذا بخطّ الشِّهَاب . وأَبَدَ الدَّهْرِ وأَبِيدَ الأَبِيد بمعنّى أَي هذه التَّراكيبُ كلُّهَا بمعنَى تأكيد دَوامِ الأَمرِ الّذي أَتَى به . وفي حديث الحَجِّ " قال سُرَاقةُ بن مالكٍ : أَرأَيْت مُتْعَتنا هذه أَلِعامِنَا أَمْ للأَبَدِ فقال : بل هي للأَبَد وفي رواية أَمْ لأَبَدٍ ؟ فقال : بل هي لأَبد أَبدٍ وفي أُخرَى بلْ لأَبدِ الأَبَدِ أَي هي لآخرِ الدّهر . وأَبَدٌ أَبيدٌ كقولهم : دَهرٌ دَهيرٌ . والأَوابِدُ : الوُحُوشُ الذَّكرُ آبِدٌ والأُنثَى آبِدةٌ سُمِّيَت بذلك لبقائها على الأَبد . وقال الأَصمعيّ لأَنَّها لم تَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهَا قطّ إِنّمَا مَوتُها عن آفَةِ وكذلك الحَيّةُ فيما زَعَمُوا كالأُبَّدِ بضمّ فتشديد والأُبُودُ كالأَوابِد . قال ساعدة بن جؤية :
أَرَى الدّهْرَ لا يَبقَى على حَدَثَانِه ... أُبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَة جَلْعَدُ
ومن المجاز : جاءَ فُلانٌ بآبِدةٍ أَي داهِيَة يَبقَى ذِكْرُهَا على الأَبَد وجمْعها الأَوابِد وهي الدَّوَاهِي والأَوابِد أَيضاً : القَوافِي الشُّرَّدُ مَجاز . قال الفرزدق :
لن تُدرِكُوا كَرَمي بلُؤْمِ أَبيكُم ... وأَوابدي بتَنحُّلِ الأَشعارِوأَبِدَ عليه كفَرِحَ : غَضِبَ كعَبِدَ وأَمِدَ ووَمِدَ ووَبِدَ أَبَداً وعَبَداً وأَمَداً ووَمَداً ووَبَداً . وأَبِدَ البَهِيمُ يَأْبَد أُبُوداً وتأَبّدَ تأَبُّداً : تَوَحَّشَ . والتّأَبُّد : التّوحُّشُ وكذلك أَبِدَ الرّجلُ بالكسر : تَوحّشَ فهو أَبِدٌ . وأَتَانٌ اَبِدٌ . في كلِّ عامٍ تلِد عن ابن شُميل . وقال أَبو منصور : أَمَةٌ إِبِدٌ كإِبلٍ مسموعان . وعن أَبي مالكٍ : ناقةٌ أَبِدُ مثْل كَتِف . ورُوِيَ إِبْدٌ مثْل قنْوٍ قال الأَزهريّ : وأَحسبهما لُغتين أَي وَلُودٌ قال ابنُ شُميل . وليس في كلام العرب فِعلٌ إِلاَّ إِبِدٌ وإِبِلٌ ونِكِحٌ وخِطِبٌ إلاَّ أَن يَتكلَّف متكلَّف فيَبنِيَ على هذه الأَحْرف ما لم يُسمعْ عن العرب . قال أَبو منصور : إِبِدٌ وإِبِلٌ مسموعانِ وأَمّا نِكِحٌ وخِطِبٌ فما سَمِعتُهمَا ولا حَفظتهما عن ثِقةٍ ولكن يقال : نِكْحٌ وخِطْبٌ . والإِبِدٌ بكسرتين الجَوارِح من المَالِ . وهي الأَمَةُ والفرُس الأُنثَى والأَتَانُ المتَوحِّشة يَسكُنَّ البيداءَ يُنْتَجْن في كلّ عامٍ . وقالوا : لن يَبلَغَ الجَدّ النَّكِد إِلاّ الإِبِد في كلِّ عامٍ تَلِد . والإِبِدَانِ : الأَمَةُ والفَرَسُ الأُنثَى لأَنَّهما تأْتيانِ كلَّ عامٍ بولَدٍ و . قال أَبو مالك : ناقةٌ إِبِدَةٌ : وَلُودٌ وقد رُويَ بفتْح الهمزة أَيضاً . والأَبْيَدُ كحَيْدَرٍ : نَبَاتٌ مثْل زَرْع الشَّعير سوَاءً وله سُنْبلة كسُنْبُلةِ الدُّخْنَةِ فيها حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ وهي مَسمَنَةٌ للمال جِدّاً عن أَبي حنيفة . وأُبَّدَةُ كقُبَّرةٍ : د بالأَندلُس وصَرَّح الحافظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وغيرهما بأَنّ دال أُبَّدة معجمة وصَرَّحَ به البدْر الدّمامينيّ في حَواشِي المغنِي . قلت : وفي لُبّ الُّلباب والتكملة إِهمال الدال كما للمصنّف . ومَأْبِدٌ كمَسجدٍ : ع بالسَّرَاة وهو جَبَلٌ وغلِطَ الجَوهريُّ فذكره في ميد وقد سَبقَه في هذا التغليط الصّاغانيّ في التكملة وقد ضبط بالتحتيّة - على ما ذَهبَ إِليه الجوهريّ - في المعجم وفي المراصد فلا غلطَ كما هو ظاهرٌ وتَصحّضفَ عليه في الشِّعر الذي أَنشَدَه أَيضاً كما سيأْتي إِنشاده في ميد إِنْ شاءَ اللّه تعالى لأَبي ذُؤَيب الهُذليّ . وقد يقال : قد رُوِيَ بهما فلا غَلَطَ ولا وَهَمَ . وأَبِدَ الرَّجلُ وتَأَبَّدَ : تَوحَشَ . وتأَبَّد المَنْزِلُ : أَقْفَرَ وأَلِفَتْه الوُحُوشُ . وتأَبَّدَ اوَجْهُ : كَلِفَ ونَمِشَ . وتأَبَّدَ الرَّجلُ : طالتْ غُرْبَتُه وفي نُسخة : عُزْبَته بالعَيْن المهملة والزّاي وهو الصواب وقَلَّ أَرَبُهُ أَي حاجتُه في النِّساءِ وليس بتصحيف تأَبَّلَ قاله الصّاغانيّ . وأَبَدَت البَهيمةُ تَأْبدُ بالكسر وتَأْبُدُ بالضّمّ : تَوَحَّشَت وكذا تأَبَّدَتْ . وأَبَدَ بالمَكَانِ يَأْبِدُ بالكسر أُبُوداً بالضّمّ : أَقامَ به ولم يَبرَحْهُ . وأَبَدْت به آبُدُ أُبُوداً كذلك ومن المَجاز : أَبَدَ الشَّاعرُ يَأْبِدُ أُبُوداً إِذا أَتَى بالعَويصِ في شَعرِه وهي الأَوابدُ والغرائبُ وما لا يُعرَف مَعناهُ على بادِيءِ الرَّأْي . ونَاقَةٌ مُؤبَّدة إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً من التأْبُّد وهو التّوحُّش . والتَّأْبِيد : التَّخْلِيد ويقال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً مُؤبَّداً إِذا جعَلَها حَبيساً لا تباعُ ولا تُورَث . ومن المَجاز : جاءَ فُلانٌ بآبِدة أَي بأَمْر عظيمٍ تَنفِر منه وتَستوْحِش . والآبِدَة : الكلمة أَو الفَعْلَةُ الغريبةُ والدَّاهِيَةُ يَبْقَى ذِكرُهَا أَبداً أَي على الأَبدِ . ومما يستدرك عليه : الأَوابِدُ للطَّيْر المقِيمةِ بأَرْضٍ شِتَاءَهَا وَصَيْفَهَا من أَبَدَ بالمكان يأَبِد فهو آبِدٌ . فإِذا كانت تَقْطَع في أَوْقاتها فهي قَوَاطِعُ . والأَوابَدُ ضِدُّ القواطِع من الطّيْر . وقال عُبَيْد بن عُمير : الدُّنيَا أَمَد والآخرةُ أَبَد . وأَبِيدَةُ : كسَفينة : مَوضعٌ بين تَهامةَ واليمنِ . قال :
بَدَّدَه تَبْدِيداً : فَرَّقَه فتَبَدّدَ : تَفرَّقَ . يُقال : شَمْلٌ مُبَدَّد . وتَبَدَّدَ القَومُ : تَفرَّقُوا . وبَدَّه يَبُدُّه بَدّاً : فَرَّقه . وبَدَّدَ زَيدٌ : أَعيَا أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد نقله الصاغَابيّ . وجَاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ وذَهب القَومُ بَدَادِ بَدَادِ أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ . قال حسّان بن ثابت وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ فرَدُّوا السَّرْحَ وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ جَدُّ عبدِ اللّه بن مَسْعَدةَ فقال حسّان :
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا ... سَلْمٌ غَداةَ فَوارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَحْفَلاً ... لَجِباً فشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وقال الجوهريّ : وإِنّمَا بُنيَ للعَدْل والتأْنِيث والصِّفة فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بْنِيَ بثلاثٍ لأَنّه ليس بعد المنع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب . وحكَى اللِّحْيَانيّ : جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هذا وبَدَادَ بَدَادَ وبَدَدَ بَدَدَ مبنيّان على الفتح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ وبَدَداً بَدَداً على المصدر أَي متفرِّقَةً . وفي اللِّسان : واحداً بعد واحدٍ . قال شيخنا : وكلُّها مبنيّة ما عدا الأَخيرَ وكلُّهَا في مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ الَّلفظِ أَيضاً . وبَدَّ رِجْلَيه في المِقْطَرة : فَرَّقَهُمَا . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا . ويقال ذَهَبُوا عَبَادِيدَ تَبَادِيدَ هكذا بالمثنّاة الفوقيّة في نُسختنا وفي بعضها بالياءِ التحتية على ما في اللِّسانِ وأَبادِيدَ أَي فرَقاً مُتَبدِّدينَ ورَجلٌ أَبَدُّ : مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ عن الجَنبَين أَو هو العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً . وقيل : هو المتباعِدُ ما بينَ الفَخِذَيْن مع كثرَةِ لَحمٍ وقيل : عريض ما بينَ المَنْكِبَيْنِ . وقد بَدِدَتْ كَفَرِحَتُ بَدَداً محرّكَةً وعن ابن السِّكِّيت : البَدَدُ في الناس : تَبَاعُدُ ما بينَ الفَخذَيْن من كَثرةِ لحْمِهما تقول منه : بَدِدْتَ يا رجُلُ بالكسْر فأَنت أَبَدُّ . وبَقَرَةٌ بَدّاءُ . والبَدُّ بالفتح : التَّعَب . وَبَدَّدَ : تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد
" لما رَأَيْتُ مِحْجَماً قد بَدَّدا
" وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
" دَعْوتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا والبِدّ بالكسر : المِثْل وهما بِدّانِ . والبِدّ أَيضاً : النَّظِير كالبَدِيدَةِ يقال : ما أَنتَ لي ببَدِيدٍ فتكلِّمَني . والبُدُّ بالضَّم : البَعُوضُ هكذا في نُسختنا وهو خَطأُ والصَّوَابُ العِوَضُ كما في اللِّسان والصّحاح وغيرهما من الأُمّهَات . وقال ابن دُريد : البُدّ الصَّنَمُ نفْسُه الّذي يُعبَد لا أَصْل له فارسيٌّ معَرَّبُ بُتْ . ج بِدَدَةٌ كقِرَدَةٍ وأَبْدَادٌ كخُرْجٍ وأَخراجٍ وقيل : البُدّ : بَيْتُ الصَّنَمِ والتصاويرِ وهو أَيضاً مُعرّب ولو قال والصَّنَم أَو بَيْته مُعَرَّب كان أَخصَرَ . والبُدُّ أَيضاً : النَِّيب من كلِّ شيْءٍ كالبِدَاد بالكسر والبُدَادِ والبُدَّةِ هما بالضّمّ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابيّ . وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب :
" فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانحاًقال ابن سيده : والمعروف بُدْأَتَهَا وجمْع البُدّة بُدَدٌ وجمْع البِدَاد بِدَدٌ كلّ ذلك عن ابن الأَعرابيّ . وخُطِّىء الجوهريُّ في كَسرِهَا . قال الصّغانيّ : البُدَّةُ بالضَّمّ : النَّصيب عن ابن الأَعرابيّ بالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍو في ياقوتة العقم . ونصُّ عبارة الجوهريّ والبِدَّةُ بالكسر : القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب قلت وفي الدُّعاءِ الَّلهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً واقتُلْهم بدَداً قال ابن الأَثير : يُروَى بكسر الباءِ جمع بِدَّةَ وهي الحِصَّة والنصيب أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حصّتُه ونَصِيبه . قولهم لابُدَّ اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي أَي لا فِرَاقَ منه عن أَبي عَمرٍو . وقِيلَ : لا بدَّ منه : لا مَحَالَةَ منه . وقال الزّمخشريّ : أَي لا عِوَضَ ومعناه أَمرٌ لازمٌ لا تمكِن مُفارقتُه ولا يُوجَد بَدلٌ منه ولا عِوَضٌ يقوم مَقامَه . قال شيخنا : قالوا : ولا يُستعمَل إِلاَّ في النَّفْيِ واستعمالُه في الإِثبات مُوَلَّد . وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ مُقتضَى اصطلاحه أَن يكون بالفتح والذي ضبطه الجوهَرِيُّ بالكسر وبَدِيدُهما ذلك المَحشُّو الّذي تحتَهما وهو خَريطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ لئلاّ يُدْبِرَ الخَشَبُ الفَرَسَ أَو البعيرَ . وقال أَبو منصور البِدَدانِ في القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه . والجمْع بَدَائدُ وأَبِدَّةٌ تقول : بَدَّ قضتَبَه يَبُدّه . وقالَ غيره : البِدَادُ : بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ ومن الشِّقّ الآخرِ مثلُه وهما مُحيطانِ مع القَتب . وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك : بَدّ الرَّجلُ رِجْلَيْه إِذا فرَّجَ ما بينهما كذا في الصّحاح . والبَدِيدُ كُأَمِيرٍ : الخُرْجُ بضمّ الخاءِ وسكون الراءِ هكذا في نُسختنا والّذي في الصّحاح : والبَدِيِدَانِ الجُرجان هكذا كما تَراه بجيمين والبَدِيدة : المَفَازةُ الواسعَةُ . والبِدَاد : بالكسر لِبْدٌ يُشَدُّ مَبدُوداً على الدّابَّة الدَّبِرَةِ . وبُدَّ عن دُبُرِهَا أَي شُقَّ . والبِدَادُ والبِدَادَة بكسرهما والفتحُ لُغة في الأَوّل وبهما رُوِيَ قَول القُطَاميّ :
فَثَمَّ كَفَيْناهُ البِدَادَ ولم نَكنْ ... لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ به الصَّدْرُوالمُبَادّة في السّفَر : أَنْ يُخرِجَ كلُّ إِنسان شيئاً من النَّفقة ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه هكذا في نسختنا وهو خطأٌ والصّواب فيُنْفِقونه بَيْنَهُمْ . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ والاسمُ البُدّة والبِدَادُ جمْعهما بُدَد وبُدُد . وبَايَعَهُ بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً وفي بعضٍ : مُبادَدَة وبِدَاداً ككِتَاب كلاهما : بَاعَهُ مُعَارَضَةً أَي عَارَضهُ بالبَيْع وهو من قَولك : هذا بِدُّه وبَدِيده أَي مِثله . وبَدَّهُ أَي بَدَّ صاحبَه عن الشْيءِ : أَبعَدَه وكَفَّه وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمرِ أَي أَدْفعه عنك . وبدَّ الشْيءَ يَبُدُّه بَدّاً : تَجافَى به . وقال ابن سيده : البَادُّ : باطِنُ الفَخِذ وقيل : هو ما يلي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ وقيل : هو ما بين الرِّجلَين ومنه قول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ : إِني لأُرخِي له بادِّي قال ابنُ الأَعرابيّ : سُمِّيَ بادّاً لأَنّ السَّرْجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما فهو على هذا فاعلٌ في معنى مفعولٍ وقد يكون على النَّسبِ . وقال ابن الكلبيّ : كان دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركوبه الخيلَ أَعراءً . وبادّاه : ما يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه . وقال القُتَيبيّ : يقال لذلك الموضعِ من الفَرس بادٌّ . والبَدَّاغءُ من النساءِ : الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ المتباعدةُ الشُّفْرَيْن وقيل : هي المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين . ويقال : بيني وبينَك بُدَّةٌ . البُدَّةُ بالضّمّ : الغاية والمُدّة . وقال الفرَّاءُ : طَيْرٌ أَبادِيدُ وفي بعض نُسخِ الصّحاح المصحَّحة : يباديد بالتحتية وتَبَادِيدُ بالمثناة الفوقيّة أَي متفرِّقة كذا في النُّسخ وفي الصّحاح : متفرّق ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ : أَي مَفترق . وتَصحَّفَ على الجوهريّ فقال : طيرٌ يَبادِيد . وأَنشد :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرون مَتَى ... يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ يَبَادِيدُ برفع يباديد على أَنّه صفة طير وكذا رواه يعقوب . قال أَبو سهْل الهَرويّ : وقرأْته بخطّ الأَزهريّ في كِتابه كما رواه الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ وإِنما هو طَير اليَنَاديدِ بالنون والإِضافة . وفي إِصلاح المنطق في باب ما يقال الياءِ والهمزة يقال أَعْصُرُ ويَعْصُر وأَلَمْلَم وَيلَمْلم وطَيرٌ يَنادِيدُ : متفرِّقة بالنون . ومن أَقوى الدلائل أَنَّ القَافية مكسورة ودعَوى الإِقواءِ على ما زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم . وقبله :
ونحْنُ في عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم ... من مُشْتَكِ كَبْلَه منهمْ ومَصفود كأَنّمَا أَهل حجْر الخ . والبيت لعُطَارِد بن قَرّانَ الحنظليّ أَحد اللّصوص . وقوله أَي الجوهريّ في إِنشاد قَول الرّاجز وهو أَبو نُخيلةَ السَّعدي . من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْدِ أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ الأَبَدِّ غلطٌ والصَّواب :
" بَدّاءُ تَمشِي مِشْيةَ الأَبَدِّ لأَنّه في صِفَة امرأَةِ . وبعده :
" وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِيوالطائف : الجُنون : والزُّؤْد : الفزَعُ . وقد سبقه إِلى ذلك ابن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ . ويقال : لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً فابْتَدَّاهُ بالضَّرب ابتداداً إِذا أَخَذَاه من جانِبَيْهِ أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه . والسَّبُعانِ يَبتَدّانِ الرَّجلَ إِذا اَتَيَاه من جانِبَيْهِ . والرَّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا يَرضِع هذا من ثَدْيٍ وهذا من ثَدْيٍ . ويقال : لو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه ويقال : لَمَا أَطاقَه أَحدُهما . وهي المبادّة ولا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا ولكن ابتدَّها ابنَاها . ويقال : مالَه به بَدَدٌ ولا بَدّةٌ بالفَتْح ويروَى بالكسر أَيضاً أَي ماله به طَاقَةٌ ولا قُوّة . والبَدِيدَةُ كذا في النُّسخ كسَفِنَة والصَّوَاب البَدْبَدَة بموحَّدتين مفتوحَتين كما هو بخطّ الصّغانيّ : الدَّاهِيَةُ يقال : أَتانَا ببَدْبَدَةٍ . والأَبَدُّ : الحائكُ لتَباعُدِ ما بينَ فَخْيه . والأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ : الفَرَسُ بَعِيدُ ما تَبْينَ اليَدَين وقيل : هو الّذي في يَديه تَباعُدٌ عن جَنَبْيه وهو البَدَدُ . وبَعيرٌ أَبَدُّ وهو الّذي في يَديْه فَتَلٌ . وقال أَبو مالكٍ : الأَبَدّ : الواسعُ الصَّدْرِ . والأَبَدُّ الزَّنِيمُ : الأَسَدُ وَصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ في يديه وبالزَّنيم لانفراده . وتبدّدُوا الشّيْءَ : اقتسَمُوه بِدَداً بالكسر أَي حِصَصاً جمع البِدّة بالكسر وهو النّصيب والقِسْم قاله ابن الأَعرابيّ . وقد أَنكرَ شيخنا ذلك على الجوهريّ كما سبَقَ . وفي حديث عِكْرِمة فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ . وتَبدَّدَ الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ : أَخَذَه كُلَّه . وفي الأَساس : أَخذَ بجَانِبَيْهِ . قال ابنُ الخطيم :
كأَنّ لَبّاتِها تَبَدَّدَهَا ... هَزْليَ جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ وبَدْبَدْ أَي بَخْ بَخْ نقلَه الصَّاغَانيّ . والقوم تَبادُّوا . وقولهم : لَقُوا بَدَادَهم بالفتح كلاهما بمعنًى واحدٍ أَي أَخَذُوا أَقْرَانَهُم ولَقِيَهم قَومٌ أَبْدَادُهم أَي أَعدادُهم لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ . ويقال : يا قومُ بَدَادِ بدَادِ مَرّتَيْن كقطَام أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه . قال الجوهَرِيّ : وإِنمَّمَا بُنِيَ هذا على الكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر وهو مَبنيّ . ويقال إِنّما كُسر لاجتماع الساكنَين لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ, واسْتَبَدَّ فُلانٌ به أَي تَفَرَّدَ به دونَ غَيره . كذا في بعض نُسخ الصحاح وفي أَكثرها انفرَدَ به وقد جاءَ ذلك في حديثِ عليٍّ رضي اللّه عنه . والبَدَادُ كسَحابٍ : المُبارَزةُ . والعرب تقول : لو كانَ البَدَادُ لما أَطَاقُونا أَي لو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ . وفي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ . وفي حديث يَومِ حُنين إِنّ سيِّدنَا رسولَ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَبَدَّ يدَه - أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض - فأَخَذَ قَبضَةً . والرَّجلُ إِذا رأَى ما يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يقال : أَبَدَّ فُلانٌ نَظَره إِذا مَدَّه وأَبدَدْتُه بَصَرِي . وفي الحديث كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السُّجُود أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما ويُقال للمصلِّي : أَبِدَّ ضَبْعَيْك . وأَبَدَّ العَطَاءَ بَيْنَهم أَي أَعطَى كُلاًّ منهم بُدَّتَه بالضّمّ ويروَى بالكسر كما للزَّمخشريّ أَي نَصيبه على حِدَة ولم يَجْمَعْ بين اثنَين بسكون ذلك في الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ . قال أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ :
فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ ... بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ قيل : إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهامَه في حُمرِ الوَحْشِ . وقيل : أَي أَعْطَى هذا حتَّى عَمَّهم . وقال أَبو عُبيد : الإِبداد في الهِبَة : أَن تَعطيَ واحداً واحداً . والقِرَان : أَن تَعطيَ اثنينِ اثنين . وقال رجلٌ من العرب : إِنّ لي صِرْمَةً أُبِدّ منْهَا وأَقرُن . وقال الأَصمَعِيّ : يقالَ أَبِدَّ هذا الجزورَ في الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه أَي نَصيبه . وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربَيعةَ :
" أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالمينَاقيل : معناه أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ واحداً واحداً حَّتى تَعمَّهم . وقيل : معناه : أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ ؟ من قَولك : مالَكَ منه بُدٌّ . والبَدَد محرَّكَةً : الحاجَةُ . وبَدْبَدٌ كفَدْفَد : ع بل هو ماءٌ في طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ . قال كُثَيِّر :
إِذَا أَصبَحَتْ بالَحِبْس في أَهْلِ قَرْيةٍ ... وأَصْبَحَ أَهلِي بين شَطْبٍ فَبَدْبَدِ وبُدَيْد كزُبَيرٍ : جَدُّ جِلِّزة بكسر الجيم واللام المشدّدة وفي بعض النُّسخ بالحاء بدل الجيم وهو الصواب . وهو ابن مَكروه اليَشْكُرِيّ والد الحارثِ وعَمرٍ والشاعِرَين . ومما يستدرك عليه : كَتِفٌ بَدّاءُ : عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ . وامرأَةٌ : مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بعضها من بعض . واستبدَّ بأَمِيرِه : غَلَبَ عليه فلا يَسْمَع إِلاّ منه . وفي حديث أُمِّ سَلَمةَ أَنَّ مَسَاكِينَ سَأَلُوها فقالَتْ : يا جارِيَةُ أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةٌ أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً ... قَولاً يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ فسَّره فقال : يُبِدُّهم : يُفرِّق القَوْلَ فيهم . قال ابن سِيده : ولا أَعرف في الكلام أَبْدَدْتُه : فَرَّقْتُه . وتَبادَّ القَومُ : مَرُّوا اثنين اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ واحدٍ منهما صاحبَه . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد والعِدَاد : المُناهدة . وبَدَّدَ الرَّجلُ إِذا أَخرَجَ نَهْدَه . ويقال : أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى أَي زاد عليه عَدَدَ الحَصَى . ومنه قول الكُميت :
مَنْ قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ ... في الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ له أَجَلُ ويقال : بَدّدَ فُلانٌ تَبديداً إِذا نَعسَ وهو قاعد لا يَرْقد . وفلاةٌ بَدْبَدٌ : لا اَحدَ فيها . وتَبَادُّوا : تَبَارَزُوا . ومن المَجاز : استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ : غلَبَ عليه فلم يَقدِر أَن يَضبطه