الأَحَدُ بمعنى الواحِدِ وهو أَوّل العَدد تقول أَحدٌ واثنانِ وأَحدَ عَشَرَ وإِحدَى عَشْرة . والأَحَد : اسمُ علَمٍ على يَوْم من الأَيّام المعروفة فقيل هو أَوّل الأَسبوع تقول : مضَى الأَحدُ بما فيه فيفرَد ويذكَّر عن اللِّحيانيّ . ج آحَادٌ وأُحْدَانٌ بالضَّمّ أَي سَواءٌ يكون الأَحدُ بمعنَى الواحد أَو بمعنى اليوم أَو ليسَ له جَمْعٌ مطلقاً سواءٌ كان بمعنَى الواحدِ أَو بالمعنَى الأَعمّ الّذي لا يعرّف ويخاطب به كلُّ من أُريد خِطابُه . وفي العباب : سُئل أَبو العبّاس : هل الآحادُ جمْع أَحَدٍ ؟ فَقَال : مَعَاذَ اللّه ليس للأَحَد جمْعٌ . ولكن إِن جعلْته جمْع الواحد فهو محتمل كشاهِد وأَشْهادٍ . أَو الأَحَدُ أَي العرّف باللام الذي لم يُقْصَد به العَدد الركّب كالأَحدَ عشرَ ونحوِه لا يُوصَفُ به إِلاَّ حَضرةُ جنابِ اللّه سُبحانه وتعالى لخُلوصِ هذا الاسمِ الشَّرِيفِ له تعالَى . وهو الفَرْد الّذِي لم يَزَلْ وَحْدَه ولم يكن معه آخَرُ . وقيل أَحَدِيَّته معناها أَنّه لا يَقبَل التَّجزِّي لنَزاهَته عن ذلك . وقيل : الأَحَدُ الّذي لا ثانيَ له في رُبُوبيّته ولا في اللسان : هو اسمٌ بُنِيَ لنفْيِ ما يُذكَر معه من العَدد تقول : ما جاءَني أَحدٌ والهمزة بدلٌ من الواو وأَصلُه وَحَدٌ لأَنّه من الوحْدة . ويُقَال الأَمْرِ المُنَفَاقِم العَظيم المشتَدّ الصَّعْبِ الهَائل : إِحْدَى - مؤنّث وأَلِفُه للتأْنيث كما هو رأْيُ بكسْر الهمزة وفتْح الحاءِ كعِبَرٍ كما هو المشهور . وضَبطَه بعضُ شرّاح شيخنا : والمعروف الأَوّل . لأَنّه جمعٌ لإِحدَى وهي مكسورة وفِعْلَى مكسوراً لا يُجمَع على فُعَل بالضّمّ . وقصْدُهم بهذا إِضافة المفرد إِلى جَمْعه مبالغةً على ما صَرّحُوا . قال الشِّهاب : وهذا الجمْع وإِنْ عُرِفَ في المؤنّث بالتاءِ لكنّه جُمِعَ به المؤنَّث بالأَلف حَمْلاً لها على أُختها أَو يُقدَّر له مُفرَد مُؤنّث بهاءٍ كما حَقّقَه السُّهَيليّ في ذِكرَى وذِكَرٍ . وفُلانٌ أَحَدُ الأَحَدِينَ محرّكةً فيهما وواحِدُ الأَحَدِينَ هكذا في النُّسخ والّذِي في نُسخةِ شيخِنا : واحِدُ الواحِدين بكسْرٍ ففتْح . وهما جمْع أَحَدٍ وواحدٍ وأَنشد قول الكُميت :
" وقدْ رَحَعُوا كحَيٍّ واحِدينا وسُئلَ سُفيانُ الثَّوْرِيُّ عن سفيانَ بنِ عُيينةَ قال : ذاك أَحَدُ الأَحَدِينَ . قال أَبو الهَيثم : هذا أَبلغُ المَدْحِ . قال ثمّ الظّاهر أَنَّ هذا الجمعَ مستعملٌ للعُقَلاءِ فقط وفي شروح التّسهيل خِلافه ف'ِنّهم قالوا في هذا التركيب : المرادُ به إِحدَى الدواهِي لكنّهم يَجمعُونَ ما يَستعظمونه جمْع العقلاءِ ووَجْهُه عند الكوفيّين : حتّى لايُفرَّقَ بينَ القِلَّة والكثْرة . وفي اللُّباب : مالا يَعقِل يُجمَع جمْع المذكّرِ في أَسماءِ الدَّواهِي تنزيلاً له مَنزِلة العُقَلاءِ في شِدَّة النِّكاية وواحِدُ الآحادِ وإِحْدَى الإِحَدِ هو كالسابِق إِلاّ أَن ذاك في الدَّواهِي وهذا في العاقِل الّذي لا نَظير له . وضبطوه بالوجهين كما مَرّ . قال رجلٌ من غَطفَان
" إِنّكُمُ لنْ تَنْتَهوا عن الحَسَدْ
" حتَّى يُدَلِّيكُم إِلى إِحْدَى الإِحَدْ
" وتَحْلُبُوا صَرْماءَ لم تَرْأَمْ ولَدْ
قال شيخنا : ولم يُفرِّقوا في الإِطلاق ولا في الضَّبط بل هو بالوجهَين في الدَّواهِي ومَنْ لا نَظير له من العقَلاءِ والفرْق بينهما من الكلام كما سيأْتي بيانُه . أَيْ لامِثْلَ له وهو أَبْلَغُ المدْحِ لأَنّه جَعلَه داهِيَةً في الدَّواهِي ومُنفرِداً في النفرِدين ففضَّله على ذوِي الفضائل لا على المطلَق مع إِبهامِ إِحدَى وأَحَد الدّال على أَنّه لا يَدرِي كُنْهَه . قال الدّمامينيّ في شرح التسهيل : الّذي ثبتَ استعمالُه في المدْح أَحَد وإِحدى مضافَين إِلى جمْعٍ من لَفظهما كأَحد وأَحدِين أَو إِلى وَصْف كأَحدِ العلماءِ ولم يُسمع في أَسماءِ الأَجناس انتهى . قال ابن الأَعرابيّ : قولهم ذاك أَحَدُ الأَحدِين أَبلغُ المدْح . ويقال : فلانٌ وَاحدُ الأَحدِين وواحدُ الآحادِ . وقولهم هذا إِحدَى الآحادِ قالوا : التأْنيث للمبالَغة بمعنَى الدّاهيةِ كذا في مجمع الأَمثال . وفي المحكم : وقوله :
حتَّى استثارُوا بيَ إِحدى الإِحَدِ ... لَيثاً هِزَبراً ذا سِلاحِ مُعتدِي فسَّره ابن الأَعرابيّ بأَنه واحدٌ لا مِثْلَ له . والفرْق بين إِحدَى الإِحَد هذا وإِحدَى الإِحدِ السابقِ بالكلام تقول : أَتَى بإِحْدَى الإِحَدِ أَي بالأَمْرِ المُنْكَرِ العظيمِ ويقال ذلك عند تَعظيم الأَمرِ وتهويلِه ويقال فلان إِحْدى الإِحَد أَي واحدٌ لاَ نظَير له قاله ابن الأَعرابيّ فلا فَرْقَ في اللّفظ ولا في الضّبط وبه تَعلم أَنّه لا تَكرارَ لأَنّ الإِطلاقَ مختلِفٌ فهو كالمشترك لأَنّه هنا أُريدَ به العُقَلاءُ وهو غير ما أَريدَ به في الأَمْرِ المتفاقم وأَنّشوه حَمءلاً على الدّاهِية فكأَنّه قيل : هو داهِيَةُ الدَّوَاهِي . والدَّاهِيَة من الدّهَاءِ وهو العَقْل أَو ممزوجاً بمكْر وتَدبيرٍ أَو من الدّاهِيَة المعروفَة لأَنّه يُدْهِشُ مَن يُنازِلُه كذا في شروح الفصيح . قال الشِّهَاب : وظَنّ أَبو حَيَّانَ أَنَّ أَحدَ الأَحَدِينَ وَصْفُ المذكَّرِ وإِحدَى الإِحَدِ وَصْفُ المؤنَّثِ ورَدَّه الدّمامينيّ في شرْح التَّسهيل . قال في التسهيل : ولا يُستعمل إِحدَى من غير تَنْيِيف دون إِضافَةٍ وقد يقال لما يُستعظَم مَّما لا نَظيرَ له : هو إِحدَى الأَحَدِين وإِحْدَى الإِحَدِ . قال شيخنا : وهذا لعلّه أَكثرِيٌّ وإِلاّ فقد وَرَدَ في الحديث إِحدى مَن سَبْعٍ وفسّروه بلَيالِي عادٍ أَو في الفائق وغيره . قلت : وهو في حديث ابن عبّاس رضي اللّه عنهما وبُسِطَ في النهاية . وأَحدَ كسَمعَ : عَهِدَ يقال : أَحِدْتُ إِليه أَي عَهِدْت . وأَنشد الفرَّاءُ :
" سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْد الّذي أَحِدُوايريد بالعَهْد الذي عَهِدوا كما في اللّسان في وحد . قال الصّاغانيّ : قَلَبُوا العَيْن هَمزةً والهاءَ حاءً وحُرُوف الحلق قد يُقَام بعْضُها مُقامَ بعضٍ . وأَحُدٌ بضمَّتين وقال الزُمخشريّ : رأَيْت بخطّ البرّد : أُحْدٌ بسكون الحاءِ منوّن جَبَلٌ بالمَدِينة على ساكِنهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام وفيه وَرَدَ أُحُدٌ جَبَلٌ يُحبُّنَا ونُحِبُّه قال شيخنا : وأَنكرَه جَماعَةٌ وقالوا إِنّه لا يُسكَّن إِلاّ في الضّرورة ولعلّ الذي رآه كذلك . وأَحَد محرَّكَةً : ع نَجْديٌّ أَو هو كزُفَر كما ضبطَه البَكريّ . وسُوقُ الأَحَد : مَوضعٌ منه أَبو الحُسَيْن أَحمَدُ بن الحُسين الطَّرَسُوسيّ روَى عَنْه ابنُ الأَكفانيّ توفي سنة 461 أَو هو مُشدَّد الدّالِ جَبَلٌ فيذكر في حدد إِن شاءَ اللّه تعالى . واسْتَأْحَدَ الرَّجلُ واتَّحَدَ : انفَرَدَ وقَول النّحويّين جاءُوا أُحَادَ أُحَادَ ممنوعَين للعَدْل في اللّفظ والمعنَى جميعاً أَي واحِداً واحِداً . ويقال : ما اسْتَأْحَدَ بِه أَي بهذا الأَمرِ : لم يَشْعُرْ به يَمانيَة . وأَحَّدَ العَشَرَةَ تأْحيداً أَي صَيَّرَهَا أَحَدَ عَشَرَ حكَى الفرّاءُ عن بعض العرب : معي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهُنَّ أَي صيِّيرهنَّ أَحدَ عَشَرَ وأَحَّدَ الاثنينِ أَي صيَّرَهما واحدةً وفي الحديث أَنّه قال لرَجل أَشارَ بسَبَّابتَيه في التَّشهُّد : أَحِّدْ أَحِّد أَي أَشِرْ بإِصْبع واحدة . ويقال : ليس للواحد تَثنيةٌ ولا للاثنين واحدٌ من لفْظه وجِنسِه كما أَنَّه ليس للأَحد جمْعٌ . هو من بقيّة قَول أَبي العبّاس أَحمد بن يَحيى ثعلب وقد نقلَه الشِّهاب في شرْح الشِّفَاءِ . قال شيخنا : وهو قد يَخالِف قَولَ المصنّف فيما يأْتي أَو الواحد قد يُثنيّ كما سيأْتي . ومما يستدرك عليه : أَحَدٌ النَّكرة فإِنّه لم يَتعرّض لها قال الجوهريّ : وأَمّا قَولهم : ما بالدّار أَحدٌ فهو اسمٌ لمَن يَصلح أَن يُخَاطَب يَستوِي فيه الواحدُ والجمْع والمؤنَّث . وقال تعالَى " لَسْتُنَّ كأَحَدِ مِن النِّسَاءِ " . وقال " فمَا مِنْكُم مِنْ أَحَدِ عَنْهُ حاجِزِينَ . وفي حواشِي السَّعْدِ علَى الكشّاف أَنّه لا يقع في الإِثبات إِلاّ بلفظ كلّ . وقال أَبو زيد : يقال : لا يَقوم لهذا الأَمرِ إِلاّ ابنُ إِحداهَا أَي الكريمُ من الرّجال
الحَدُّ : الفَصْلُ الحَاجِزُ بَيْنَ الشيئينِ لئلاّ يَختلط أَحدُهما بالآخَرِ أَو لئلاّ يَتعدَّى أَحدُهما على الآخَرِ وجمعُه حُدُودٌ . وفصل ما بين كُلِّ شَيْئيْنِ حَدٌّ بينهما والحَدُّ : مُنْتَهَى الشَّيْءِ ومنه أَحدُ حُدودِ الأَرضينَ وحُدُود الحَرَم وفي االحدِيث في صفة القُرآنِ لكُلّ حَرْفٍ حَدٌّ ولكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ قيل : أَراد لكُلِّ مُنْتَهىً له نهاية
والحَدُّ من كل شيء : حِدَّتُه ومنه حديث عمر كُنْتُ أدَارِي من أَبي بكرٍ بعض الحَدِّ وبعضهم يرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدّ الهَزْلِ . وحَدُّ كل شيءٍ : طَرَفُ شباته كحَدِّ السِّكّينِ والسَّيْفِ والسِّنَانِ والسَّهْمِ وقيل : الحَدُّ من كل ذلك : مَارَقّ من شَفْرَتِه والجمع حُدودٌ
والحَدُّ منك : بَأْسُكَ ونَفَاذُكَ في نَجْدَتِك يقال : إنه لَذُو حَدٍّ وهو مَجازٌ
والحَدُّ من الخَمْرِ والشَّرَابِ : سَوْرَتُه وصَلابَتُه . قال الأَعشى : وكأْسٍ كعَيْنِ الدِّيكِ بَاكَرْتُ حَدَّهَا بِفْتِيَانِ صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ والحَدُّ : الدَّفْعُ والمَنْعُ وحَدَّ الرَّجُلَ عن الأَمْر يَحُدُّ حَدّاً : مَنَعَهُ وحَبَسَهُ تقول : حَدَدْتُ فُلاناً عن الشّرِّ أَي مَنَعْتُه ومنه قولُ النابغة : إلا سُلَيْمَانَ إذ قال الإلهُ لهُ قُمْ في البَرِيَّةِ فاحْدُدْهَا عن الفندِ كالحَدَدِ محرَّكَةً يقال : دُونَ ما سَأَلْتَ عنه حَدَدٌ أي مَنْعٌ . ولا حَدَدَ عنه أي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ قال زيد ابنُ عَمْرو بن نُفَيْلٍ
لاَ تَعْبُدُنَّ إلهاً غَيْرَ خالِقِكمْ وإن دُعِيتُم فقُولوا دُونَه حَدَدُ وهذا أَمْرٌ حَدَدٌ أَي مَنِيعٌ حرامٌ لا يَحِلُّ ارتْكابهُ
والحَدُّ : تَأْدِيبُ المذْنِبِ كالسارِق والزَّانِي وغيرِهما بما يَمْنَعُه عن المُعَاوَدَةِ ويَمنَعُ أَيضاً غَيْرَه عن إِتْيَانِ الذَّنْبِ وجَمْعُه حُدُودٌ . وحَدَدْتُ الرَّجُلَ : أَقَمْتُ عليه الحَدَّ . وفي التهذيب : فَحُدُودُ الله عز وجلّ ضَرْبانِ : ضرب منها حُدُودٌ حدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكِحِهم وغيرها ممّا أَحَلّ وحَرَّم وأَمَرَ بالانتهَاءِ عمّا نَهَى عنه منها ونَهَى عن تَعَدِّيهَا والضرب الثاني عُقوباتٌ جُعِلَتْ لمنْ رَكِبَ ما نَهَى عنْه كحَدّ السّارِق وهو قَطْعُ يَمِينِه في رُبْع دِينارٍ فصاعداً وكحَدِّ الزَّانِي البِكْر وهو جَلْدُ مائةٍ وتَغْرِيبُ عامٍ وكحَدِّ المُحصنِ إذا زَنَى وهو الرَّجْمُ وكحَدِّ القاذف وهو ثمانُونَ جَلْدَةً سُمِّيَتْ حُدوداً لأنها تَحُدُّ أي تَمْنَع من إتيان ما جُعِلَتْ عُقوباتٍ فيها وسميت الأولى حُدُوداً لأنها نهاياتٌ نَهى الله عن تَعدِّيها
والحَدُّ ما يَعْتَرِي الإنسان من الغَضبِ والنَّزَقِ كالحِدَّةِ بالكَسر وقد حَدَدْتُ عليه أَحِدُّ بالكسر حِدَّةً وحَدّاً عن الكسائي . وفي الحديث الحِدَّةُ تَعتري خيارَ أُمَّتي الحِدَّةُ كالنشاطِ والسُّرعَةِ في الأُمورِ والمضاءِ فيها مأخوذٌ من حدِّ السيفِ والمُرَاد بالحِدَّة هنا المَضَاءُ في الدِّين والصَّلابةُ والمَقْصِد إلى الخَيْرِ ويقال : هو من أَحدِّ الرجال وله حَدٌّ وحِدَّةُ واحْتَدَّ عليه وهو مجازٌ
والحَدُّ : تمييزُ الشيءِ عن الشَّيْءِ وقد حَدَدْتُ الدَّارَ أَحُدُّهَا حَدَّاً والتَّحْدِيدُ مثله وحَدَّ الشيءَ من غيره يَحُدُّ حَدَّاً وحَدَّدَه : مَيَّزَه وحَدُّ كُلِّ شيْءِ مُنتهاه لأنه يرُدُّه ويمنعه عن التّمادِي والجَمع الحُدُودُ وفي حاشيةِ البَدْرِ القَرَافِيّ : لو قال : تَمْيِيزُ شيْءٍ عن شيْءٍ كان أولَى لأن المعرفةَ إذا أُعيدتْ كانتْ عَيْناً فكأَنّه قال تمييزُ الشيْءِ عن نَفْسِه بخلاف النَّكِرِة فإنها تكون غيْراً . انتهى
ويقال : فلانٌ حَدِيدُ فُلانٍ إذا كانَ دَارُه إلى جانبِ دَارِه أَو أَرْضُه إلى جانبِ أَرْضِه
ودَأرِي حَدِيدَةُ دَارِه ومُحَادَّتُهَا إذا كان حَدُّهَا كحَدِّهَا
والحَديدُ من أَى معروفٌ وهو هذا الجَوهرُ المعروفُ لأَنه مَنِيعٌ القِطْعَةُ منه حَديدةٌ : ج حَدائدُ وحَدِيدَاتُ هكذا في النُّسخ والصواب حَدَائِداتٌ وهو جمعُ الجمعِ قال الأَحْمَرُ في نَعْتِ الخَيْلِ
" وهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِدَاتِهَا والحَدَّادُ ككَتَّان : مُعالجُه أي الحدِيدِ أي يُعالج ما يَصْطَنِعُه من الحِرَفِ . ومن المَجاز الحَدَّادُ : السَّجَّانُ لأَنّه يَمنَع من الخُروج أو لأنه يُعالِج الحَديدَ من القُيُودِ قال :
يَقُولُ ليَ الحَدَّادُ وهْوَ يَقُودُني ... إِلى السِّجنِ لا تَفْزَعْ فَما بِكَ مِنْ بَاسِوالحَدَّادُ : البَوَّابُ لأَنّه يَمنَع من الخُروج وهو مَجاز أَيضاً . والحَدَّادُ : الَحْرُ . وقيل نَهْرٌ بعَيْنِه قال إِياسُ بنُ الأَرَتِّ
ولو يكونُ عَلَى الحَدَّادِ يَمْلِكُه ... لمْ يَسْقِ ذا غُلَّةٍ مِن مَائِه الجَاري وفي الحديث حينَ قَدِمَ منْ سَفَرٍ فأَرادَ النَّاسُ أَنْ يَطْرُقُوا النِّساءَ لَيْلاً فقال : أَمْهِلُوا كي تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ قال أَبو عُبَيْدٍ : الاسْتِحدادُ استفعالٌ من الحَدِيدَةِ يعني الاحْتِلاَق بالحَديدِ استعمله على طريقِ الكِناية والتَّوْرِيَة
وحَدَّ السِّكِّينَ والسَّيْفَ وكُلَّ كَلِيلٍ يَحُدُّهَا حَدّاً وَأَحَدَّهَا إِحدَاداً وحَدَّدَهَا شَحَذَها ومَسَحَهَا بحجَرٍ أَو مِبْرَد وحَدَّدَه فهو مُحَدَّدٌ مثْلُه قال اللِّحياني : الكلام : أَحَدَّها بالأَلف واقتصر القَزَّازُ على الثُّلاثّي والرُّباعي بالأَلف وأَغْفَلَ الجوهَرِيُّ الثلاثي واقتصَر ابنُ دريد على الثُّلاثي فقط فَحَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً المُتَعدِّي منهما كَنَصَر واللازم كضَرَبَ واحْتَدَّتْ فهي حَدِيدٌ بغير هاءٍ وبهاءٍ كما في اللسان
وحُدَادٌ كغُرَاب نقلَه الجوهريّ عن الأصمعي . وزعمَ ابن هِشامٍ أنَّ الحِدَادَ جَمْعٌ لحَدِيدٍ كظَرِيف وظِرَاف وكَبِيرٍ وكِبَار . قال : وما أَتى على فَعِيلٍ فهذا معناه وضَبطَه ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيُّ في شَرْح الفَصِيح بالكَسْرِ ككِتَابٍ ولِبَاس وحكى أبو عَمْرٍو : سَيْفٌ حُدَّادٌ مثل رُمّانٍ وقال حكاهما ابن سيدَهْ في المُحْكَم وابنُ خَالَوَيْه في الأفق واللّبْلّى في شرح الفصيح قال ابنُ خالوَيْه : ولا يُقال سِكِّينٌ حَادٌ وهو قولُ الأَكثَر قال شيْخُنَا وجَوًَّزه بعض قياساً
ج حَدِيدَاتٌ وحدائدُ وحِدَادٌ . وحَدَّ نَأبُه يَحِدُّ حِدَّةً ونابٌ حَدِيدٌ وحَدِيدَةٌ كما تقدَّم في السِّكّين ولم يُسْمَع فيها حُدادٌ . وَحدّ السيفُ يَحِدّ حِدَّة واحتَدَّ فهو حادٌّ حديدٌ وأَحدَدْته وسُيوف حِدَادٌ وأَلسِنة حِدادٌ ورَجُلٌ حَدِيدٌ وحُدَادٌ كغُرَابٍ من قَوْمٍ أَحِدَّاءَ وأَحِدَّةِ وحِدَاد بالكسر يكون في اللَّسَنِ محرَّكَةً والفَهْمِ والغَضَبِ . والفِعْل من ذلك كُلِّه حَد يَحِدّ حِدَّة وحَدَّ عَلَيْه يَحِدُّ من حَدِّ ضربَ حَدَداً محرّكَةً وحَدَّدَ مشدّداً وقد سقط هذا من بعض النسخ واحْتَدَّ فهو مُحْتَدُّ واسْتَحَدَّ إِذا غَضِبَ . وحادَّه مُحَادَّةً : غاضَبَه وعَادَاه مثل شاقَّه وخالَفَه ونازَعه ومَنعَ ما يَجِبُ عَلَيه كتحادَّه وكأَنّ اشتقاقَه من الحَدّ الّذي هو الحَيِّزُ والنّاحِيَةُ كأَنه صارَ في الحَدّ الّذي فيه عَدُوُّه كما أَن قولَهُم : شاقَّه : صارَ في الشِّقِّ الّذي فيه عَدُوُّه . وفي التهذيب اسْتَحدَّ الرَّجلُ واحْتَدّ حِدَّةً فهو حَدِيدٌ قال الأَزهريّ : والمسموع في حِدَّةِ الرّجلِ وطَيْشِه احْتَدَّ قال : ولم أَسمعْ فيه اسْتَحَدَّ إِنما يقال اسْتَحدَّ واستَعَأن إِذا حَلَق عَانَته
ونَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ بكسر الجيم إِذا كان يُوجَد منها أَي الجرَّةِ رائحةٌ حَادَّةٌ وذلك ممّا يُحمَد . وقولهم : رائحةٌ حادَّةٌ أي ذَكِيَّةٌ على المَثل
وحَدَّدَ الزَّرْعُ تَحدِيداًإذا تَأَخَّرَ خُروجُه لِتَأَخُّرِ المَطَرِ ثم خَرجَ ولم يُشَعِّبْ وحَدَّدَ إِليه وله : قَصَدَ ويُقال حَدَّدَ فُلانٌ بَلداً أَي قَصَدَ حُدُودَه قال القُطَامِيّ :
مُحَدِّدِينَ لِبَرْق صابَ مِنْ خَلَلٍ ... وبالقُرَيَّةِ رَادُوهُ بِرَدَّادِ أَي قاصِدينَ
وحَدَادِ حُدَيَّة مبنيّاً على الكسْرِ كَقَطَامِ كلمةٌ تُقَالُ لمَنْ تُكْرَه طَلْعَتُه عن شَمِرٍ وقولهم :
" حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ وقال مَعقِل بنُ خُوَيلدٍ الهُذلّي
عُصَيْمٌ وعَبْدُ اللهِ والمَرْءُ ... وحُدِّي حَدَادِ شَرَّ أَجْنحَةِ الرُّخْمِ أَراد : اصْرِفِي عَنَّا شَرَّ أَجْنحة الرخَم يَصفُه بالضَّعْفِ واستِدْفاعِ شَرِّ أَجْنحة الرَّخمِ على ما هي عليه من الضَّعْفِ . والحَدُّ الصَّرْفُ عن الشَّيءٍِ مِن الخيرِ والشَّرِّوالمحدود المحروم والمَمْنُوع من الخَيْرِ وغيرِه وكُلُّ مَصْرُوفٍ عن خيرٍ أَو شَرٍّ مَحدودٌ كالحُدِّ بالضّم وعن الشَّرِّ وقال الأزهري : المَحْدُودُ : المَحْرُومُ قال : ولم أَسمعْ فيه : رَجُلٌ حُدٌّ لغير اللّيْث وهو مثل قولهم رَجُلٌ حُدٌّ إذا كان مَجوداً . وقال الصّاغانيّ : هو ازْدِوَاجٌ لقولِهِم رَجلٌ جُدٌّ
والحَادُّ من حَدَّتْ ثُلاثيّاً والمُحِدُّ مِنْ أَحَدَّتْ رُبَاعِيّاً وعلى الأَخِيرِ اقتصرَ الأصمعيُّ وتَجْرِيدُ الوَصفينِ عن هَاءِ التأْنيثِ هو الأَفصحُ الّذي اقتصرَ عليه في الفَصِيح وأَقرّه شُرَّاحُه . وفي المصباح : ويقال مُحِدَّةٌ بالهاءِ أَيضاَ . تَأرِكَةُ الزِّينَةِ والطِّيب وقال ابن دُريدٍ : هي المرأَةُ التي تَتركُ الزِّينةَ والطِّيبَ بعد زَوْجِها لِلْعِدَّةِ يقال حَدَّتْ تَحِدُّ بالكسر وتَحُدُّ بالضّمّ حَدَّاً بالفَتح وحِدَاداً بالكسر وفي كتاب اقتطاف الأَزَاهِرِ للشِّهاب أَحمدَ بنِ يُوسفَ بن مالكٍ عن بعض شُيُوخ الأَندلُس أَنّ حَدَّت المرأَةُ على زَوْجها بالحاءِ المهملة والجيم قال : والحاءُ أَشهرُهما وأَما بالجيم فمأْخُوذٌ من جَدَدْتُ الشَّيءَ إذا قَطَعْتُه فكأَنها أَيضاً قد انقطعتْ عن الزِّينةِ وما كَأنتْ عَلِيه قبل ذلك . وأَحَدَّتْ إِحداداً وأَبَى الأَصمعيُّ إلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ ولم يَعْرِف حَدَّتْ . وفي الحديث لا تُحِدُّ المرْأَةُ فوقَ ثلاثٍ ولا تُحِدُّ إِلاّ على زَوْج قال أَبو عُبيد : وإحدادُ المرأَةِ على زَوْجها : تَرْكُ الزِّينةِ . وقيل : هو إِذَا حَزِنَتْ عليه ولَبِسَتْ ثِيَابَ الحُزْنِ وتَركَتِ الزينة والخِضابَ قال أبو عبيد : ونُرَى أَنّه مأْخوذٌ من المَنْعِ لأَنّهَا قد مُنِعَتْ من ذلك ومنه قيل للبوّابِ حَدَّادٌ لأَنّه يَمْنَع النَّاسَ من الدُّخولِ وقال اللِّحيانّي في نوادره : ومن أَحدّ بالأَلف جاءَ الحديثُ قال : وحكَى الكسائيُّ عن عُقَيْلٍ : أَحَدَّتِ المرأَةُ على زَوْجها بالأَلف . قال أبو جعفرٍ : وقال الفَرَّاءُ في المصادر وكان الأولون من النَّحْوِيين يُؤثِرون أَحَدَّت فهي مُحِدٌّ قال : والأُخْرَى أَكثَرُ من كلامِ العَربِ . وأَبو الحَدِيدِ رَجلٌ من الحَرُورِيَّةِ قَتَل امرَأَةً من الإجماعيينَ كانت الخَوارِجُ قد سبَتْهَا فغالَوْا بها لحُسْنِهَا فلما رأَى أَبو الحدِيد مُغَالاتَهم بها خَافَ أَن يَتفاقَم الأَمْرُ بينهم فوَثب عليها فقَتَلَها . ففي ذلك يقولُ بعضُ الحَرورِيَّةِ يَذكُرها :
أَهَابَ المُسلمونَ بهَا وقالُوا ... عَلَى فَرْط الهَوَى هَلْ مِن مَزِيدِ
فَزَادَ أبو الحَدِيدِ بنَصْلِ سَيْفٍ ... صَقيلِ الحَدِّ فِعْلَ فَتىً رَشِيدِ أُمُّ الحَدِيدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ الرجزِ كجعْفَرٍ وإيّاهَا عَنَى بقوله :
قَدْ طَرَدتْ أُمُّ الحَدِيد كَهْدَلاَ ... وابْتَدَرَ البَابَ فكَانَ الأَوَّلاَ وحُدٌّ بالضّمّ : ع بِتِهامَةَ حكاه ابنُ الأَعرابيّ وأَنشدَ
فَلوْ أَنّها كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً ... لَقَدْ نَهِلَتْ مِن ماءِ حُدٍّ وعلَّتِ وعن أبي عمرٍو : الحُدَّةُ بالضم الكُثْبَةُ والصُّبَّةُ
ويقال : دَعْوَةٌ حَدَدٌ محرَّكَةً أَي باطِلَةٌ . وأَمْرٌ حَدَدٌ : مُمتَنِعٌ باطلٌ وأَمْرٌ حَدَدٌ . لا يَحِلّ أن يُرْتكَبَ . وحَدَادَتُك بالتفح امْرأَتُك حَكاه شَمِرٌ . وحَدادُكَ بالضّمّ أَنْ تفعل كذا أي قُصَارَاكَ ومُنْتَهَى أَمرِك . ومالِيَ عَنْه مَحَدٌّ بالفتح كما هو بخط الصاغاني ويوجد في بعض النُّسخ بالضمّ ومُحْتَدٌّ وكذا حَدَدٌ ومُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ ومَحِيدٌ ومَصْرِفٌ ومَعْدِلٌ كذا عن أَبي زيد وغيرِهوبَنُو حَدَّانَ بنِ قُرَيْعِ بن عَوْفِ بن كَعْبٍ جاهِليٌّ ككتّأنٍ : بَطْنٌ من تميم من بني سَعدٍ منهم أَوْسُ بنُ مَغْرَاءَ الحَدَّانِيُّ الشاعر قاله الدارقُطْنِيّ والحافظُ . وبالضَّمِّ الحَسَنُ بنُ حُدَّانَ المُحَدِّث الرّاوِي عن جَسْرِ بن فَرْقَدٍ وعنه ابن الضَّرِيسِ . وذُو حُدّانَ بنُ شَرَاحِيلَ في نَسب هَمْدَانَ وفي الأَزْدِ حُدَّان بن شَمْس بضم الشين المُعجمة ابن عَمْرِو بن غالبِ بن عَيْمَانَ بن نَصْر بن زَهرانَ هكذا في النُّسخ وقيَّدَه الحافظُ وغيرُه . وسَعِيدُ بن ذي حُدَّانَ التّابِعِيّ يروِي عن عليٍّ رضي الله عنه . وحُدَّانُ بنُ عَبْدِ شَمْس حَيٌّ من الأَزد وأَدخَل عليه ابنُ دُرَيدٍ اللاَّم . قلتُ هو بعَينِه حُدَّان بن شمْسٍ الّذي تقدّم ذكرُه وذُو حُدَّان أَيضاً في أَنْسَابِ هَمْدَن وهو بِعَيْنِه الذي تقدم ذكره آنِفاً قال ابنُ حبيب : وإليه يُنْسَب الحُدَّانِيُّون
وَحَدَّةُ بالفتح : ع بين مَكَّة المشَرَّفةِ وجُدَّةَ وكانت قبلُ تُسَمّى حَدَّاءَ وهو وَادٍ فيه حِصنٌ ونَخلٌ قال أبو جُنْدَب الهُذلِيّ
بَغَيْتُهُمُ ما بَيْنَ حَدَّاءَ والحَشَى ... وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْل فَعَاصِمَا وحَدَّة : ة قُرْبَ صَنْعَأء اليمنِ نقله الصاغاني ووَادٍ بتِهامَةَ . والحَدَادَةُ : ة بين بَسْطَامَ ودَامِغَانَ وقيل بين قُوِمسَ والرّيّ مِن منازِل حاجِّ خُرَاسَانَ منها عليُّ بنُ محمَّد بنِ حاتمِ ابن دِينَارٍ القُومسِيّ الحَدَادِيُّ عن جَعفَرِ بنِ محمّدٍ الحَدَادِيّ وعنه ابنُ عَدِيٍّ والإِسماعيليّ وأَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ بنِ نصرٍ الحَدَادِيّ صاحب كتابِ عُيون المجالس رَوَى عن الفقيه أَبي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيّ وعنه كثيرون والحسنً بن يُوسفَ الحَدَادِيّ عن يُونس بنِ عبدِ الأَعْلَى وغير هؤلاءِ وقد استوفاهم الحافظُ في التَّبْصِير
والحَدَّادِيَّةُ : ة بِوَاسِط العراقِ وأُخْرى من أَعمالِ مِصر . وحَدَدٌ محرّكةً : جَبَلٌ بتَيْمَاءَ مُشْرِفٌ عليها يبتدِئً به المُسَافر وأَرْضٌ لكلْبٍ نقل الصاغانّي
وحَدَوْدَاءُ بفتح الحاءِ والدّالِ وتُضمّ الدّال أَيضاً : ع ببلادِ عُذْرَة وضبطه البَكريّ بدالين مفتوحتين . وفي التكملة : حَدَوْدَى وحَدْوَدَاء أَي بالقصر والمَدّ والدالاتُ مفتوحة فيهما فتأَملْ . والحَدْحَدُ كفَرْقَد : القَصيرُ من الرِّجالِ أَو الغَلِيظُ
ومما يستدرك عليه : الحَدَّادُ : الزّرّادُ وعن الأَصمعيّ : استَحَدّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرَتَه بحَديدةٍِ وغيرها وحَدَّ بَصرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه الأُولَى عن اللِّحْيَانيّ كلاهما حَدَّقَه إِليه ورَمَاه به ورجلٌ حَدِيدُ الناظِر على المثَل لا يُتَّهَمُ برِيبَة فيكون عليه غَضَاضةٌ فيها فيكون كما قال تعالى " يَنظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفيٍّ " والحَدّادُ الخَمّارُ قال الأَعشى يصف الخَمْرَ والخَمّارَ
فقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ دِيكُنَا ... إِلى جوْنَةٍ عنْد حَدَّادِهَا فإِنّه سَمَّى الخَمَّارَ حدَّاداً وذلك لمَنعِه إِيّاهَا وحِفْظِه لها وإِمْسَاكِهِ لها وإِمْسَاكِهِ لها حتى يُبْذَل له ثَمَنُها الذي يُرْضِيه . وحُدَّ الإِنسانُ : مُنِعَ من الظَّفَرِ . وقوله تعالى " فَبَصرُكَ اليومَ حديدٌ " أي رأْيُك اليومَ نافِذٌ
وحَدَّ اللهُ عنَّا شَرَّ فُلانٍ حَدّاً : كَفَّه وصَرَفَه ويُدْعَى على الرّجُلِ فيُقَال : اللّهُمْ احْدُدْه أي لا تُوفِّقْه للإِصابةِ
وقال أَبو زيدٍ : تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّش . والحِدَادُ : ثِيابُ المَأْتم السُّودُ . ويقال : حَدَداً أَنْ يكون كَذا كقولِك : مَعاذَ اللهِ وقد حَدَّدَ اللهُ ذلك عَنَّا . وفي الأَمثال الحديدُ بالحديدِ يُفْلَح . وبنو حديدةَ قبيلَةٌ من الأَنصار . والحُدَيدةُ مصغَّراً : قريَةٌ على ساحلِ بحْرِ اليمن سمعْتُ بها الحديث . وأَقام حَدَّ الرَّبِيع : فَصلَه وهو مجاز . وفي عبد القيس حَدَّادُ بنُ ظالم بن ذُهْلٍ وعبدُ المَلكِ بن شَدّادٍ الحَدِيدِيّ شيخٌ لعَفّانَ بن مُسلِم وأَبو بكرِ ابنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بن أَبي الحَديد وآلُ بيتهِ بدِمشْق . وأَبو عليٍّ الحَدَّادُ الأَصبهانيّ وآلُ بيتهِ مَشهورُون