الإِرْبَةُ
والإِرْبُ الحاجةُ وفيه لغات إِرْبٌ وإِرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة وفي
حديث عائشة رضي اللّه تعالى عنها كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم
أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه تعني أَنه صلى اللّه عليه وسلم كان أَغْلَبَكم
لِهَواهُ وحا
الإِرْبَةُ
والإِرْبُ الحاجةُ وفيه لغات إِرْبٌ وإِرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة وفي
حديث عائشة رضي اللّه تعالى عنها كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم
أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه تعني أَنه صلى اللّه عليه وسلم كان أَغْلَبَكم
لِهَواهُ وحاجتِه أَي كان يَمْلِكُ نَفْسَه وهَواهُ وقال السلمي الإِرْبُ الفَرْجُ
ههنا قال وهو غير معروف قال ابن الأَثير أَكثر المحدِّثين يَرْوُونه بفتح الهمزة
والراءِ يعنون الحاجة وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراءِ وله تأْويلان أَحدهما
أَنه الحاجةُ والثاني أَرادت به العُضْوَ وعَنَتْ به من الأَعْضاءِ الذكَر خاصة
وقوله في حديث المُخَنَّثِ كانوا يَعُدُّونَه من غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ أَي
النِّكاحِ والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَب كله كالإِرْبِ وتقول العرب في المثل
مَأْرُبَةٌ لا حفاوةٌ أَي إِنما بِكَ حاجةٌ لا تَحَفِّياً بي وهي الآرابُ
والإِرَبُ والمَأْرُبة والمَأْرَبةُ مثله وجمعهما مآرِبُ قال اللّه تعالى ولِيَ
فيها مآرِبُ أُخرى وقال تعالى غَيْرِ أُولي الإرْبةِ مِن الرِّجال وأَرِبَ إِليه
يَأْرَبُ أَرَباً احْتاجَ وفي حديث عمر رضي اللّه تعالى عنه أَنه نَقِمَ على رجل
قَوْلاً قاله فقال له أَرِبْتَ عن ذي يَدَيْكَ معناه ذهب ما في يديك حتى تَحْتاجَ
وقال في التهذيب أَرِبْتَ من ذِي يَدَيْكَ وعن ذي يَدَيْكَ وقال شمر سمعت ابن
الأَعرابي يقول أَرِبْتَ في ذي يَدَيْكَ معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج وقال أَبو
عبيد في قوله أَرِبْتَ عن ذِي يَدَيْك أَي سَقَطَتْ آرابُكَ من اليَدَيْنِ خاصة
وقيل سَقَطَت مِن يدَيْكَ قال ابن الأثير وقد جاءَ في رواية أُخرى لهذا الحديث
خَرَرْتَ عن يَدَيْكَ وهي عبارة عن الخَجَل مَشْهورةٌ كأَنه أَراد أَصابَكَ خَجَلٌ
أَو ذَمٌّ ومعنى خَرَرْتَ سَقَطْتَ وقد أَرِبَ الرجلُ إِذا احتاج إِلى الشيءِ
وطَلَبَه يَأْرَبُ أَرَباً قال ابن مقبل
وإِنَّ فِينا صَبُوحاً إِنْ أَرِبْتَ بِه ... جَمْعاً بِهِيّاً وآلافاً ثمَانِينا
جمع أَلف أَي ثمَانِين أَلفاً أَرِبْتَ به أَي احْتَجْتَ إِليه وأَرَدْتَه
وأَرِبَ الدَّهْرُ اشْتَدَّ قال أَبو دُواد الإِيادِيُّ يَصِف فرساً
أَرِبَ الدَّهْرُ فَأَعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحاركِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ
قال ابن بري والحارِكُ فَرْعُ الكاهِلِ والكاهِلُ ما بَيْنَ الكَتِفَيْنِ
والكَتَدُ ما بين الكاهِلِ والظَّهْرِ والمَحْبُوكُ المُحْكَمُ الخَلْقِ من حَبَكْتُ
الثوبَ إِذا أَحْكَمْتَ نَسْجَه وفي التهذيب في تفسير هذا البيت أَي أَراد ذلك منا
وطَلَبَه وقولهم أَرِبَ الدَّهْرُ كأَنَّ له أَرَباً يَطْلُبُه عندنا فَيُلِحُّ
لذلك عن ابن الاعرابي وقوله أَنشده ثعلب
أَلَم تَرَ عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَى ... إِذا جاءَ قانِصُها تُجْلَبُ
إلَيْهِ وما ذاكَ عَنْ إرْبةٍ ... يكونُ بِها قانِصٌ يأْرَبُ
وَضَع الباءَ في موضع إِلى وقوله تعالى غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ مِنَ الرِّجال قال
سَعِيد بن جُبَيْر هو المَعْتُوهُ [ ص 209 ] والإِرْبُ والإِرْبةُ والأُرْبةُ
والأَرْبُ الدَّهاء ( 1 )
( 1 قوله « والارب الدهاء » هو في المحكم بالتحريك وقال في شرح القاموس عازياً
للسان هو كالضرب ) والبَصَرُ بالأُمُورِ وهو من العَقْل أَرُبَ أَرابةً فهو
أَرِيبٌ مَن قَوْم أُرَباء يقال هو ذُو إِرْبٍ وما كانَ الرَّجل أَرِيباً ولقد
أَرُبَ أَرابةً وأرِبَ بالشيءِ دَرِبَ به وصارَ فيه ماهِراً بَصِيراً فهو أَربٌ
قال أَبو عبيد ومنه الأَرِيبُ أَي ذُو دَهْيٍ وبَصَرٍ قال قَيْسُ بن الخَطِيم
أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَمَّا رأَيْتُها ... على الدَّفْعِ لا تَزْدَادُ
غَيْرَ تَقارُبِ
أَي كانت له إِرْبَةٌ أَي حاجةٌ في دفع الحَربِ وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَباً
مِثال صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً وأَرابةً أَيضاً بالفتح إِذا صار ذا دَهْيٍ وقال
أَبو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي عُبَيْدَ بن زُهْرةً وفي التهذيب يمدح رجلاً
يَلُفٌّ طَوائفَ الأَعْدا ... ءِ وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
ابن شُمَيْل أَرِبَ في ذلك الأَمرِ أَي بَلَغَ فيه جُهْدَه وطاقَتَه وفَطِنَ له
وقد تأَرَّبَ في أَمرِه والأُرَبَى بضم الهمزة الدَّاهِيةُ قال ابن أَحمر
فلَمَّا غَسَى لَيْلي وأَيْقَنْتُ أَنَّها ... هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمّ
حَبَوْكَرا
والمُؤَارَبَةُ المُداهاةُ وفلان يُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا داهاه وفي الحديث أَنَّ
النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم ذَكَر الحَيَّاتِ فقال مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ
وشَرَّهُنّ وإٍرْبَهُنَّ فليس منَّا أَصْلُ الإِرْب بكسر الهمزة وسكون الراء
الدَّهاء والمَكْر والمعنى مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيةَ شَرِّهنَّ فليس
منَّا أَي من سنتنا قال ابن الأَثير أَي مَنْ خَشِيَ غائلَتها وجَبُنَ عن قتْلِها
لِلذي قيل في الجاهلية إِنها تُؤْذِي قاتِلَها أَو تُصِيبُه بخَبَلٍ فقد فارَقَ
سُنَّتَنا وخالَفَ ما نحنُ عليه وفي حديث عَمْرو بن العاص رضي اللّه عنه قال
فَأَرِبْتُ بأبي هريرة فلم تَضْرُرْنِي إِرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ قَبْلَ
يَوْمَئذٍ قال أَرِبْتُ به أَي احْتَلْتُ عليه وهو من الإِرْبِ الدَّهاءِ
والنُّكْرِ والإِرْبُ العَقْلُ والدِّينُ عن ثعلب والأَرِيبُ العاقلُ ورَجُلٌ
أَرِيبٌ من قوم أُرَباء وقد أَرُبَ يَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب في العقل وفي الحديث
مُؤَاربَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَناء أَي إِنَّ الأَرِيبَ وهو العاقِلُ لا يُخْتَلُ
عن عَقْلِه وأَرِبَ أَرَباً في الحاجة وأَرِبَ الرَّجلُ أَرَباً أَيِسَ وأَرِبَ
بالشيءِ ضَنَّ بِهِ وشَحَّ والتَّأْرِيبُ الشُّحُّ والحِرْصُ وأَرِبْتُ بالشيءِ
أَي كَلِفْتُ به وأَنشد لابن الرِّقاعِ
وما لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَيا ... ةِ عَنْها مَحِيصٌ ولا مَصْرِفُ
أَي كَلِفٍ وقال في قول الشاعر
ولَقَدْ أَرِبْتُ على الهمُومِ بِجَسْرةٍ ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْتُ بها على الهُمومِ والإِرْبُ العُضْوُ
المُوَفَّر الكامِل الذي لم يَنقُص منه شيءٌ ويقال لكلّ عُضْوٍ إِرْبٌ يقال
قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَي عُضْواً عُضْواً وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ
وفي الحديث أَنه أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة [ ص 210 ] فأَكَلَها وصلّى ولم
يَتَوَضَّأْ المُؤَرَّبَةُ هي المُوَفَّرة التي لم يَنْقُص منها شيءٌ وقد
أَرَّبْتُه تَأْرِيباً إِذا وفَّرْته مأْخوذ من الإِرْب وهو العُضْو والجمع آرابٌ
يقال السُّجُود على سَبْعة آرابٍ وأَرْآبٌ أَيضاً وأرِبَ الرَّجُل إِذا سَجَدَ ( 1
)
( 1 قوله « وأرب الرجل إِذا سجد » لم تقف له على ضبط ولعله وأرب بالفتح مع التضعيف
) على آرابِه مُتَمَكِّناً وفي حديث الصلاة كان يَسْجُدُ على سَبْعةِ آرابٍ أَي
أَعْضاء واحدها إرْب بالكسر والسكون قال والمراد بالسبعة الجَبْهةُ واليَدانِ
والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ والآرابُ قِطَعُ اللحمِ وأَرِبَ الرَّجُلُ قُطِعَ
إِرْبُه وأَرِبَ عُضْوُه أَي سَقَطَ وأَرِبَ الرَّجُل تَساقَطَتْ أَعْضاؤُه وفي
حديث جُنْدَبٍ خَرَج برَجُل أُرابٌ قيل هي القَرْحَةُ وكأَنَّها مِن آفاتِ الآرابِ
أَي الأَعْضاءِ وقد غَلَبَ في اليَد فأَمَّا قولُهم في الدُّعاءِ ما لَه أَرِبَتْ
يَدُه فقيل قُطِعَتْ يَدُه وقيل افْتَقَر فاحْتاجَ إِلى ما في أَيدي الناس ويقال
أَرِبْتَ مِنْ يَدَيْكَ أَي سَقَطتْ آرَابُكَ من اليَدَيْنِ خاصَّةً وجاء رجل إِلى
النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال دُلَّني على عَمَل يُدْخِلُني الجَنَّةَ فقال أَرِبٌ
ما لَهُ ؟ معناه أَنه ذو أَرَبٍ وخُبْرةٍ وعِلمٍ أَرُبَ الرجل بالضم فهو أَرِيبٌ
أَي صار ذا فِطْنةٍ وفي خبر ابن مسعود رضي اللّه عنه أَنَّ رجلاً اعترض النبي صلى
اللّه عليه وسلم لِيَسْأَلَه فصاح به الناسُ فقال عليه السلام دَعُوا الرَّجلَ
أَرِبَ ما لَه ؟ قال ابن الأَعرابي احْتاجَ فَسَأَلَ ما لَه وقال القتيبي في قوله
أَرِبَ ما لَه أَي سَقَطَتْ أَعْضاؤُه وأُصِيبت قال وهي كلمة تقولها العرب لا
يُرادُ بها إِذا قِيلت وقُوعُ الأَمْرِ كما يقال عَقْرَى حَلْقَى وقَوْلِهم
تَرِبَتْ يدَاه قال ابن الأَثير في هذه اللفظة ثلاث رِوايات إِحداها أَرِبَ بوزن
عَلِمَ ومعناه الدُّعاء عليه أَي أُصِيبَتْ آرابُه وسقَطَتْ وهي كلمة لا يُرادُ
بها وقُوعُ الأَمر كما يقال تَرِبَتْ يدَاك وقاتَلكَ اللّهُ وإِنما تُذكَر في معنى
التعجب قال وفي هذا الدعاء من النبي صلى اللّه عليه وسلم قولان أَحدهما تَعَجُّبُه
من حِرْصِ السائل ومُزاحَمَتِه والثاني أَنه لَمَّا رآه بهذه الحال مِن الْحِرص
غَلَبه طَبْعُ البَشَرِيَّةِ فدعا عليه وقد قال في غير هذا الحديث اللهم إِنما
أَنا بَشَرٌ فَمَن دَعَوْتُ عليه فاجْعَلْ دُعائي له رَحْمةً وقيل معناه احْتاجَ
فسأَلَ مِن أَرِبَ الرَّجلُ يَأْرَبُ إِذا احتاجَ ثم قال ما لَه أَي أَيُّ شيءٍ به
وما يُرِيدُ قال والرواية الثانية أَرَبٌ مَّا لَه بوزن جمل أَي حاجةٌ له وما
زائدة للتقليل أَي له حاجة يسيرة وقيل معناه حاجة جاءَت به فحذَفَ ثم سأَل فقال ما
لَه قال والرواية الثالثة أَرِبٌ بوزن كَتِفٍ والأَرِبُ الحاذِقُ الكامِلُ أَي هو
أَرِبٌ فحذَف المبتدأَ ثم سأَل فقال ما لَه أَي ما شأْنُه وروى المغيرة بن
عبداللّه عن أَبيه أَنه أَتَى النبيَّ صلى اللّه عليه سلم بِمِنىً فَدنا منه
فَنُحِّيَ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم دَعُوه فأَرَبٌ مَّا لَهُ قال
فَدَنَوْتُ ومعناه فحاجَةٌ ما لَه فدَعُوه يَسْأَلُ قال أَبو منصور وما صلة قال
ويجوز أَن يكون أَراد فَأَرَبٌ منالآرابِ جاءَ به فدَعُوه وأَرَّبَ العُضْوَ
قَطَّعه مُوَفَّراً يقال أَعْطاه [ ص 211 ] عُضْواً مُؤَرَّباً أَي تامّاً لم
يُكَسَّر وتَأْرِيبُ الشيءِ تَوْفِيرُه وقيل كلُّ ما وُفِّرَ فقد أُرِّبَ وكلُّ
مُوَفَّر مُؤَرَّبٌ والأُرْبِيَّةُ أَصل الفخذ تكون فُعْلِيَّةً وتكون أُفْعولةً
وهي مذكورة في بابها والأُرْبةُ بالضم العُقْدةُ التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ
حَلاًّ وقال ثعلب الأُرْبَةُ العُقْدةُ ولم يَخُصَّ بها التي لا تَنْحَلُّ قال
الشاعر
هَلْ لَكِ يا خَدْلةُ في صَعْبِ الرُّبَهْ ... مُعْتَرِمٍ هامَتُه كالحَبْحَبه
قال أَبو منصور قولهم الرُّبَة العقدة وأَظنُّ الأَصل كان الأُرْبَة فحُذفت الهمزة
وقيل رُبةٌ وأَرَبَها عَقَدها وشَدَّها وتَأْرِيبها إِحْكامُها يقال أَرِّبْ
عُقْدتَك أَنشد ثعلب لكِناز بن نُفَيْع يقوله
لجَرِير
غَضِبْتَ علينا أَنْ عَلاكَ ابنُ غالِبٍ ... فَهَلاَّ على جَدَّيْكَ في ذاك
تَغْضَبْ
هما حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّه ... أَناخَا فَشَدّاك العِقال
المُؤَرَّبْ
واسْتَأْرَبَ الوَتَرُ اشْتَدَّ وقول أَبي زُبَيْد
على قَتِيل مِنَ الأَعْداءِ قد أَرُبُوا ... أَنِّي لهم واحِدٌ نائي الأَناصِيرِ
قال أَرُبُوا وَثِقُوا أَني لهم واحد وأَناصِيري ناؤُونَ عني جمعُ الأَنْصارِ
ويروى وقد عَلموا وكأَنّ أَرُبُوا من الأَرِيب أَي من تَأْرِيب العُقْدة أَي من
الأَرْب وقال أَبو الهيثم أَي أَعجبهم ذاك فصار كأَنه حاجة لهم في أَن أَبْقَى
مُغْتَرِباً نائِياً عن أَنْصاري والمُسْتَأْرَبُ الذي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو
غيره من النَّوائِب بآرابِه من كل ناحية ورجل مُسْتَأْرَبٌ بفتح الراءِ أَي مديون
كأَن الدَّين أَخَذ بآرابه قال
وناهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍ ... مُسْتَأْرَبٍ عَضَّه السُّلْطانُ
مَدْيُونُ
وفي نسخة مُسْتَأْرِب بكسر الراءِ قال هكذا أَنشده محمد بن أَحمد المفجع أَي أَخذه
الدَّين من كل ناحية والمُناهَزةُ في البيع انْتِهازُ الفُرْصة وناهَزُوا البيعَ
أَي بادَرُوه والرَّهِقُ الذي به خِفَّةٌ وحِدّةٌ وقيل الرَّهِقُ السَّفِه وهو
بمعنى السَّفِيه وعَضَّهُ السُّلْطانُ أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عليه
الأَمْرَ والتِّرْعِيةُ الذي يُجِيدُ رِعْيةَ الإِبلِ وفلان تِرْعِيةُ مالٍ أَي
إِزاءُ مالٍ حَسَنُ القِيام به وأَورد الجوهري عَجُزَ هذا البيت مرفوعاً قال ابن
بري هو مخفوض وذكر البيت بكماله وقولُ ابن مقبل في الأُرْبةِ
لا يَفْرَحُون إِذا ما فازَ فائزُهم ... ولا يُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ
قال أَبو عمرو أَراد إِحْكامَ الخَطَرِ من تأْرِيبِ العُقْدة والتَّأْرِيبُ تَمَامُ
النَّصيبِ قال أَبو عمرو اليَسر ههنا المُخاطَرةُ وأَنشد لابن مُقبل
بِيض مَهاضِيم يُنْسِيهم مَعاطِفَهم ... ضَرْبُ القِداحِ وتأْرِيبٌ على الخَطَرِ
وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَورد ابن بري صدره شُمّ مَخامِيص يُنْسِيهم
مَرادِيَهُمْ [ ص 212 ] وقال قوله شُمّ يريد شُمَّ الأُنُوفِ وذلك مما يُمدَحُ به
والمَخامِيصُ يريد به خُمْصَ البُطونِ لأَن كثرة الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ
والمَرادِي الأَرْدِيةُ واحدتها مِرْداةٌ وقال أَبو عبيد التَّأْرِيبُ الشُّحُّ
والحِرْصُ قال والمشهور في الرواية وتأْرِيبٌ على اليَسَرِ عِوضَاً من الخَطَرِ
وهو أَحد أيْسارِ الجَزُور وهي الأَنْصِباءُ والتَّأَرُّبُ التَّشَدُّد في الشيءِ
وتَأَرَّب في حاجَتِه تَشَدَّد
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) أرب الإِرْبَةُ والإِرْبُ الحاجةُ وفيه لغات
إِرْبٌ وإِرْبَةٌ وتَأَرَّبْتُ في حاجتي تَشَدَّدْت وتَأَرَّبَ علينا تَأَبَّى
وتَعَسَّرَ وتَشَدَّد والتَّأْرِيبُ التَّحْرِيشُ والتَّفْطِينُ قال أَبو منصور
هذا تصحيف والصواب التَّأْرِيثُ بالثاءِ وفي الحديث قالت قُرَيْشٌ لا تَعْجَلُوا
في الفِداءِ لا يَأْرَبُ عليكم مُحَمَّدٌ وأَصحابُه أَي يتَشَدَّدون عليكم فيه
يقال أَرِبَ الدَّهْرُ يَأْرَبُ إِذا اشْتَدَّ وتَأَرَّبَ علَيَّ إِذا تَعَدَّى
وكأَنه من الأُرْبَةِ العُقْدةِ وفي حديث سعيد بنِ العاص رضي اللّه عنه قال
لابْنِه عَمْرو لا تَتَأَرَّبْ على بناتي أَي لا تَتَشَدَّدْ ولا تَتَعَدَّ
والأُرْبةُ أَخِيَّةُ الدابَّةِ والأُرْبَةُ حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ تُوارَى في
الأَرض وجمعها أُرَبٌ قال الطرماح
ولا أَثَرُ الدُّوارِ ولا المَآلِي ... ولكِنْ قد تُرى أُرَبُ الحُصُونِ ( 1 )
( 1 قوله « ولا أثر الدوار إلخ » هذا البيت أورده الصاغاني في التكملة وضبطت الدال
من الدوار بالفتح والضم ورمز لهما بلفظ معاً اشارة إِلى أَنه روي بالوجهين وضبطت
المآلي بفتح الميم )
والأُرْبَةُ قِلادةُ الكَلْبِ التي يُقاد بها وكذلك الدابَّة في لغة طيئ
أَبو عبيد آرَبْتُ على القومِ مثال أَفْعَلْتُ إِذا فُزْتَ عليهم وفَلَجْتَ وآرَبَ
على القوم فَازَ عَلَيهم وفَلَجَ قال لبيد
قَضَيْتُ لُباناتٍ وسَلَّيْتُ حاجةً ... ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ
مُؤْرِبِ
أَي نَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ غالب يَسْلُبُها وأَرِبَ عليه قَوِيَ قال
أَوْسُ بن حَجَرٍ
ولَقَدْ أَرِبْتُ على الهُمُومِ بجَسْرةٍ ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
اللَّجُونُ مثل الحَرُونِ والأُرْبانُ لغة في العُرْبانِ قال أَبو عليّ هو
فُعْلانٌ من الإِرْبِ والأُرْبُونُ لغة في العُرْبُونِ وإِرابٌ مَوْضِع ( 2 )
( 2 قوله « وإراب موضع » عبارة القاموس واراب مثلثة موضع )
أَو جبل معروف وقيل هو ماءٌ لبني رِياحِ بن يَرْبُوعٍ ومَأْرِبٌ موضع ومنه مِلْحُ
مَأْرِبٍ
معنى
في قاموس معاجم
رَبا الشيءُ
يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً زاد ونما وأَرْبَيْته نَمَّيته وفي التنزيل العزيز
ويُرْبي الصدَقات ومنه أُخِذَ الرِّبا الحَرام قال الله تعالى وما آتَيْتُم من
رباً ليَرْبُوَ في أَموالِ الناسِفلا يَرْبُو عند الله قال أَبو إِسحق يَعني به
دَفْعَ الإِ
رَبا الشيءُ
يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً زاد ونما وأَرْبَيْته نَمَّيته وفي التنزيل العزيز
ويُرْبي الصدَقات ومنه أُخِذَ الرِّبا الحَرام قال الله تعالى وما آتَيْتُم من
رباً ليَرْبُوَ في أَموالِ الناسِفلا يَرْبُو عند الله قال أَبو إِسحق يَعني به
دَفْعَ الإِنسان الشيءَ ليُعَوَّضَ ما هو أَكثرُ منه وذلك في أَكثر التفسير ليس
بِحَرامٍ ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أَخذ قال والرِّبا رِبَوانِ فالحَرام كلُّ
قَرْض يُؤْخَذُ به أَكثرُ منه أَو تُجَرُّ به مَنْفَعة فحرام والذي ليس بحرام أَن
يَهَبَه الإِنسان يَسْتَدْعي به ما هو أَكْثَر أَو يُهْديَ الهَدِيَّة ليُهْدى له
ما هو أَكثرُ منها قال الفراء قرئ هذا الحرف ليَرْبُوَ بالياء ونصب الواو قرأَها
عاصم والأَعمش وقرأَها أَهل الحجاز لتَرْبُو بالتاء مرفوعة قال وكلٌّ صوابٌ فمن
قرأَ لتربو فالفعل للقوم الذين خوطبوا دل على نصبها سقوط النون ومن قرأَها
ليَرْبُوَ فمعناه ليَرْبُوَ ما أَعطيتم من شيء لتأْخذوا أَكثر منه فذلك رُبُوّه
وليس ذلك زاكياً عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فتلك تَرْبُو
بالتضعيف وأَرْبى الرجل في الرِّبا يُرْبي والرُّبْيَةُ من الرِّبا مخففة وفي
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح أَهل نجران أَن ليس عليهم رُبِّيَّةٌ
ولا دَمٌ قال أَبو عبيد هكذا روي بتشديد الباء والياء وقال الفراء إِنما هو
رُبْيَة مخفف أَراد بها الرِّبا الذي كان عليهم في الجاهلية والدماءَ التي كانوا
يُطْلَبون بها قال الفراء ومثل الرُّبْيَة من الرِّبا حُبْيَة من الاحْتِباء سماعٌ
من العرب يعني أَنهم تكلموا بهما بالياء رُبْيَة وحُبْيَة ولم يقولوا رُبْوَة
وحُبْوة وأَصلهما الواو والمعنى أَنه أُسقط عنهم ما اسْتَسْلَفُوه في الجاهلية من
سَلَفٍ أَو جَنَوه من جناية أُسقط عنهم كلُّ دمِ كانوا يُطْلبون به وكلُّ رِباً
كان عليهم إِلاَّ رؤوسَ أَموالهم فإِنهم يردّونها وقد تكرر ذكره في الحديث والأَصل
فيه الزيادة من رَبا المالُ إِذا زاد وارْتَفَع والاسم الرِّبا مقصور وهو في الشرع
الزيادة على أَصل المال من غير عَقْدِ تبايُعٍ وله أَحكام كثيرة في الفقه والذي
جاء في الحديث رُبِّيَّة بالتشديد قال ابن الأَثير ولم يعرف في اللغة قال الزمخشري
سبيلها أَن تكون فُعُّولة من الرِّبا كما جعل بعضهم السُّرِّيَّة فُعُّولة من
السَّرْوِ لأَنها أَسْرى جواري الرجل وفي حديث طَهْفةَ من أَبى فعليه الرِّبْوَةُ أَي
من تَقاعَدَ عن أَداءٍ الزكاةِ فعليه الزيادةُ في الفريضة الواجبة عليه كالعُقُوبة
له ويروى من أَقَرَّ بالجِزْية فعليه الرَّبْْوَةُ أَي من امتنع عن الإِسلام
لأَجْل الزكاة كان عليه من الجِزْية أَكثرُ مما يجب عليه بالزكاة وأَرْبى على
الخمسين ونحوها زاد وفي حديث الأَنصار يوم أُحُدٍ لئِنْ أَصَبْنا منهم يَوْماً
مثلَ هذا لَنُرْبِيَنَّ عليهم في التمثيل أَي لَنَزِيدَنَّ ولَنُضاعِفَنَّ الجوهري
الرِّبا في البيع وقد أَرْبى الرجلُ وفي الحديث من أَجْبى فقد أَرْبى وفي حديث
الصدقة وتَرْبُو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أَعْظَمَ من الجبل ورَبا السويقُ ونحوه
رُبُوّاً صُبَّ عليه الماءُ فانْتَفَخ وقوله عز وجل في صفةِ الأَرضِ اهْتَزَّتْ
ورَبَتْ قيل معناه عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ وقرئ ورَبأَتْ فمن قرأَ ورَبَتْ فهو رَبا
يَرْبُو إِذا زاد على أَيِّ الجهاتِ زاد ومن قرأَ ورَبأَتْ بالهمز فمعناه
ارْتَفَعَتْ وسابَّ فلان فلاناً فأَرْبى عليه في السِّباب إِذا زاد عليه وقوله عز
وجل فأَخَذَهم أَخْذَةً رابِيَة أَي أَخْذَةً تَزِيدُ على الأَخَذات قال الجوهري
أَي زائِدَةً كقولك أَرْبَيْت إِذا أَخَذْتَ أَكثرَ مما أَعْطَيْتَ والرَّبْوُ
والرَّبْوَةُ البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ أَنشد ابن الأَعرابي ودُونَ جُذُوٍّ
وابْتِهارٍ ورَبْوةٍ كأَنَّكُما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ أَي لسْتَ تقدر عليها
إِلاَّ بَعْدَ جُذُوٍّ على أَطْراف الأَصابِعِ وبَعْدَ رَبْوٍ يأْخُذُكَ
والرَّبْوُ النَّفَسُ العالي ورَبا يَرْبُو رَبْواً أَخَذَه الرَّبْوُ وطَلَبْنا
الصَّيْدَ حتى تَرَبَّيْنا أَي بُهِرْنا
( * قوله « حتى تربينا أي بهرنا » هكذا في الأصل ) وفي حديث عائشة رضي الله عنها
أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما لي أَراكِ حَشْيَا رابيَةً أَراد
بالرابية التي أَخَذَها الرَّبْوُ وهو البُهْرُ وهو النَّهِيجُ وتَواتُرُ
النَّفَسِ الذي يَعْرِضُ للمُسْرِعِ في مَشْيِه وحَرَكَتِه وكذلك الحَشْيا ورَبا
الفَرَس إِذا انَتَفَخَ من عَدْوٍ أَو فَزَعٍ قال بِشْر بن أَبي خازم كأَنَّ
حَفِيفَ مُنْخُرِه إِذَا مَا كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ والرِّبَا العِينَة
وهو الرِّمَا أَيضاً على البَدَل عن اللحياني وتثنيته رِبَوانِ ورِبَيان وأَصله من
الواو وإِنما ثُنِّيَ بالياء للإِمالة السائغة فيه من أَجل الكسرة ورَبَا المالُ
زادَ بالرِّبَا والمُرْبِي الذي يَأْتي الرِّبَا والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ
والرُّبْوَةُ والرِّبْوة والرَّباوة والرُّباوة والرِّباوَة والرَّابِيَة
والرَّباةُ كلُّ ما ارْتَفَعَ من الأَرض ورَبا قال المُثَقِّب العَبْدي عَلَوْنَ
رَباوَةً وهَبَطْنَ غَيْباً فَلَمْ يَرْجِعْنَ قَائِمَةً لِحِينِ وأَنشد ابن
الأَعرابي يَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُهَا وإِنْ هُوَ وَافَى الرَّبَاةَ
المَدِيدَا المديدَ صفة للعَشَنَّقِ وقد يجوز أَن يكون صفة للرَّبَاةِ على أَن
يكون فَعِيلاً في معنى مَفْعولةٍ وقد يجوز أَن يكونَ على المعنى كأَنَه قال
الرَّبْوَ المَدِيدَ فيكون حينئذ فَاعِلاً ومَفْعولاً وأَرْبَى الرجلُ إِذا قام
على رابِيَة قال ابن أَحمر يصف بقرة يَخْتَلِف الذِّئْبُ إِلى ولَدها تُرْبِي له
فَهْوَ مَسْرورٌ بطَلْعَتِها طَوْراً وطَوْراً تَناسَاهُ فتَعْتَكِرُ وفي الحديث
الفِرْدَوْسُ رَبْوَة الجَنَّةِ أَي أَرْفَعُها ابن دُرَيْدٍ لفُلان على فلان
رَباءٌ بالفتح والمَدِّ أَي طَوْلٌ وفي التنزيل العزيز كمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ
والاختيار من اللغات رُبْوةٌ لأَنها أَكثر اللغات والفتحُ لُغة تَمِيمٍ وجَمْعُ
الرَّبْوة رُبىً ورُبِيُّ وأَنشد ولاحَ إِذْ زَوْزَى به الرُّبِيُّ وزَوْزَى به
أَي انْتَصَب به قال ابنُ شُمَيْلٍ الرَّوابِي ما أَشْرَف من الرَّمْلِ مثلُ
الدَّكْدَاكَةِ غيرَ أَنها أَشَدُّ منها إِشْرافاً وهي أَسْهَلُ من الدَّكْداكةِ
والدَّكْدَاكَةُ أَشَدُّ اكْتِنازاً منها وأَغْلَظُ والرَّابِيَة فيها خُؤُورَةٌ
وإشْرافٌ تُنْبِتُ أَجْوَدَ البَقْلِ الذي في الرّمال وأَكثرَه يَنْزِلُها الناسُ
ويقال جَمَل صَعْبُ الرُّبَةِ أَي لَطيف الجُفْرةِ قاله ابن شميل قال أَبو منصور
وأَصله رُبْوَةٌ وأَنشد ابن الأَعرابي هَلْ لَكِ يا خَدْلَةُ في صَعْبِ الرُّبَهْ
مُعْتَرِمٍ هامَتُه كالحَبْحَبَهْ ؟ ورَبَوْت الرَّابِية عَلَوْتها وأَرضٌ
مُرْبِية طَيّبة وقد رَبَوْت في حِجْرِهِ رُبُوّاً ورَبْواً الأَخيرة عن اللحياني
ورَبِيْتُ رِباءً ورُبِيّاً كِلاهما نَشَأْتُ فيهم أَنشد اللحياني لمسكين الدارمي
ثَلاثَة أَمْلاكٍ رَبَوْا في حُجُورِنَا فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ ؟
هكذا رواه رَبَوْا على مِثال غَزَوْا وأَنشد في الكسر للسَّمَوْأَل بنِ عَادِياءَ
نُطْفَةً مَّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ أَمِرَتْ أَمْرَها وفيها رَبِيتُ كَنَّها
اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيٍّ فتَجافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ ولكُلٍّ من رِزْقِه ما
قَضَى الْ لَهُ وإِن حكّ أَنْفَه المسْتَمِيتُ ابن الأَعرابي رَبِيت في حجرِه
ورَبَوْتُ ورَبِيتُ أَرْبَى رَباً ورُبُوّاً وأَنشد فَمَنْ يكُ سائلاً عَنِّي
فإِنِّي بمَكَّة مَنْزِلي وبِها رَبِيتُ الأَصمعي رَبَوْتُ في بَني فلان أَرْبُو
نَشَأْتُ فيهِم ورَبَّيْتُ فلاناً أُرَبِّيه تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُه ورَبَبْتُه
ورَبَّبْته بمعنى واحد الجوهري رَبَّيْته تَرْبِية وتَرَبَّيْته أَي غَذَوْتُه قال
هَذا لكل ما يَنْمِي كالوَلَد والزَّرْع ونحوه وتقول زَنْجَبيل مُرَبّىً
ومُرَبَّبٌ أَيضاً أَي معمول بالرُّبِّ والأُرْبيَّة بالضم والتشديد أَصل الفَخِذِ
وأَصله أُرْبُوَّة فاستثقلوا التشديد على الواو وهما أُرْبِيَّتان وقيل
الأُرْبِيَّة ما بَيْنَ أَعْلى الفَخِذ وأَسْفَل البَطْنِ وقال اللحياني هي أَصل
الفخذ مما يلي البطنَ وهي فُعْلِيَّة وقيل الأُرْبِيّة قَرِيبَة من العانَة قال
وللإِنسان أُرْبِيَّتان وهما العانَة والرُّفْعُ تَحْتَها وأُرْبِيَّة الرجل أَهلُ
بَيْتِه وبنُو عَمِّه لا تكون الأُرْبِيَّة من غيرهم قال الشاعر وإِنِّي وَسْطَ
ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ بِلا أُرْبِيَّة نَبَتَتْ فُروعا ويقال جاء في أُرْبِيَّةٍ من
قومه أَي في أَهل بيته وبَنِي عمّه ونحوهم والرَّبْوُ الجَماعة هم عشرة آلاف
كالرُّبَّة أَبو سعيد الرُّبْوة بضم الراء عشرة آلاف من الرجال والجمع الرُّبي قال
العجاج بَيْنَا هُمُو يَنْتَظِرون المُنْقَضَى مِنَّا إِذا هُنَّ أَراعِيلٌ رُبَى
وأَنشد أَكَلْنا الرُّبَى يا أُمَّ عَمْروٍ ومَنْ يَكُنْ غَرِيباً بأَرْضٍ يأْكُلِ
الحَشَراتِ والأَرْباء الجماعات من الناس واحدهم رَبْوٌ غير مهموز أَبو حاتم
الرُّبْية ضَرْب من الحَشَرات وجمعه رُبىً قال الجوهري الإِرْبيانُ بكسر الهمزة
ضرب من السمك وقيل ضَرب من السمكِ بيضٌ كالدُّود يكون بالبصرة وقيل هو نَبْتٌ عن
السيرافي والرُّبْية دُوَيْبَّة بين الفَأْرة وأُمِّ حُبَيْنٍ والرَّبْوُ موضع قال
ابن سيده قَضَيْنا عليه بالواو لوجودنا رَبَوْت وعدمنا رَبَيت على مثال رَمَيت
معنى
في قاموس معاجم
الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق
لا شريك له وهو رَبُّ الأَرْبابِ ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ إِلاّ بالإِضافةِ قال ويقال الرَّبُّ
بالأَلِف واللام لغيرِ اللّهِ وقد قا
الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق
لا شريك له وهو رَبُّ الأَرْبابِ ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ إِلاّ بالإِضافةِ قال ويقال الرَّبُّ بالأَلِف واللام لغيرِ اللّهِ وقد قالوه في الجاهلية للمَلِكِ قال الحرث ابن حِلِّزة وهو الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلى يَوْمِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ والاسْم الرِّبابةُ قال:
يا هِنْدُ أَسْقاكِ بلا حِسابَهْ ... سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ
والرُّبوبِيَّة كالرِّبابة وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ منسوبٌ إِلى الرَّبِّ على غير قياس وحكى أَحمد بن يحيى لا وَرَبْيِكَ لا أَفْعَل قال يريدُ لا وَرَبِّكَ فأَبْدَلَ
الباءَ ياءً لأَجْل التضعيف وربُّ كلِّ شيءٍ مالِكُه ومُسْتَحِقُّه وقيل صاحبُه ويقال فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً فهو رَبُّه
يقال هو رَبُّ الدابةِ ورَبُّ الدارِ وفلانٌ رَبُّ البيتِ وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ ويقال رَبٌّ مُشَدَّد ورَبٌ مخفَّف وأَنشد المفضل وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه ... رَبٌ غيرُ مَنْ يُعْطِي الحُظوظَ ويَرْزُقُ
وفي حديث أَشراط الساعة وأَن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّها أَو رَبَّتَها قال الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّر والمُرَبِّي والقَيِّمِ والمُنْعِمِ قال ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه عزّ وجلّ وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِيفَ فقيلَ ربُّ كذا قال وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى [ ص 400 ] وليس بالكثيرِ ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر قال وأَراد به في هذا الحديثِ المَوْلَى أَو السَّيِّد يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً فيكون كالمَوْلى لها لأَنَّه في الحَسَب كأَبيه أَراد أَنَّ السَّبْي يَكْثُر والنِّعْمة تظْهَر في الناس فتكثُر السَّراري وفي حديث إِجابةِ المُؤَذِّنِ اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِبَها وقيل المتَمِّمَ لَها والزائدَ في أَهلها والعملِ بها والإِجابة لها وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه لا يَقُل المَمْلُوكُ لسَيِّده ربِّي كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له لمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ فأَما قوله تعالى اذْكُرْني عند ربك فإِنه خاطَبَهم على المُتَعارَفِ عندهم وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به ومنه قَولُ السامِرِيّ وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل حتى يَلْقاها رَبُّها فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِيها إِليها وجَعْلُهم أَرْباباً لها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ وفي حديث عروةَ بن مسعود رضي اللّه عنه لمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه دَخل منزله فأَنكَر قَومُه دُخُولَه قبلَ أَن يأْتِيَ الربَّةَ يعني اللاَّتَ وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِيفٌ بالطائفِ وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه المُغِيرةُ وقوله عزّ وجلّ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيةً مَرْضِيَّةً فادْخُلي في عَبْدي فيمن قرأَ به فمعناه واللّه أَعلم ارْجِعِي إِلى صاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ منه فادخُلي فيه والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ وقوله عزّ وجلّ إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ قال الزجاج إِن العزيز صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ قال ويجوز أَنْ يكونَ اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ
والرَّبِيبُ المَلِكُ قال امرؤُ القيس
فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِيبِهم ... ولا آذَنُوا جاراً فَيَظْعَنَ سالمَا
أَي مَلِكَهُمْ ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً مَلَكَه وطالَتْ مَرَبَّتُهم الناسَ ورِبابَتُهم أَي مَمْلَكَتُهم قال علقمةُ بن عَبَدةَ
وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعتُ رُبوبُ
( 1 )
( 1 قوله « وكنت امرأً إلخ » كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي )
ويُروى رَبُوب وعندي أَنه اسم للجمع وإِنه لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَمَمْلُوكٌ والعِبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ عزّ وجلّ أَي مَمْلُوكونَ ورَبَبْتُ القومَ سُسْتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم وقال أَبو نصر هو من الرُّبُوبِيَّةِ والعرب تقول لأَنْ يَرُبَّنِي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِي فلان يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِي وسَيِّداً يَمْلِكُنِي وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين فقال أَبو سفيانَ غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ فأَجابه صفوانُ وقال بِفِيكَ الكِثْكِثُ لأَنْ يَرُبَّنِي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ ابن الأَنباري الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام يكون الرَّبُّ المالِكَ ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع [ ص 401 ] قال اللّه تعالى
فيَسْقِي ربَّه خَمْراً أَي سَيِّدَه ويكون الرَّبُّ المُصْلِحَ رَبَّ الشيءَ إِذا
أَصْلَحَه وأَنشد يَرُبُّ الذي يأْتِي منَ العُرْفِ أَنه ... إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ زادَ وتَمَّما
وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير رضي اللّه عنهم لأَن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِي غيرُهم أَي يكونون عليَّ أُمَراءَ وسادةً
مُتَقَدِّمين يعني بني أُمَيَّةَ فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير يقال رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ
والأَرضَ ادَّعَى أَنه رَبُّهما والرَّبَّةُ كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِمَذْحِج وبني الحَرث بن كَعْب يُعَظِّمها الناسُ ودارٌ رَبَّةٌ ضَخْمةٌ قال حسان بن ثابت
وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ ... وأَوْسِيَّةٍ لي في ذراهُنَّ والِدُ ورَبَّ ولَدَه والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً ورَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً عن
اللحياني بمعنى رَبَّاه وفي الحديث لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها أَي تَحْفَظُها وتُراعِيها وتُرَبِّيها كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه وفي حديث ابن ذي يزن أُسْدٌ
تُرَبِّبُ في الغَيْضاتِ أَشْبالا أَي تُرَبِّي وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ بالتكرير الذي فيه وتَرَبَّبَه وارْتَبَّه ورَبَّاه تَرْبِيَةً على تَحْويلِ
التَّضْعيفِ وتَرَبَّاه على تحويل التضعيف أَيضاً أَحسَنَ القِيامَ عليه وَوَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةَ كان ابْنَه أَو لم يكن وأَنشد اللحياني
تُرَبِّبُهُ من آلِ دُودانَ شَلّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لا تُضيعُ سِخَالَها وزعم ابن دريد أَنَّ رَبِبْتُه لغةٌ قال وكذلك كل طِفْل من الحيوان غير الإِنسان
وكان ينشد هذا البيت كان لنا وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف المُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو قال وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل والصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِيبٌ وكذلك الفرس والمَرْبُوب المُرَبَّى وقول سَلامَة بن جندل
ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ يجوز أَن يكون أَراد بمربوب الصبيّ وأَن يكون أَراد به الفَرَس ويروى مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ والأَسْفَى الخفيفُ الناصِيَةِ والأَقْنَى الذي في أَنفِه احْديدابٌ والسَّغِلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ والسَّكْنُ أَهلُ الدار والقَفِيُّ والقَفِيَّةُ ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِيُّ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله وهو
مِنْ كلِّ حَتٍّ إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ ... صافِي الأَديمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوب
الحَتُّ السَّريعُ واليَعْبُوب الفرسُ الكريمُ وهو الواسعُ الجَرْي وقال أَحمد بن يَحيى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلّى اللّه عليه وسلّم كأَنه جمعُ رَبِيبٍ فَعِيلٍ بمعنى [ ص 402 ]
فاعل وقولُ حَسَّانَ بن ثابت
ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لنا ... يَوْمَ الخُروجِ بِساحَةِ القَصْرِ
مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافيةٍ ... مِمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ
يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ والحائرُ مُجْتَمَعُ الماءِ ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ والهاءُ العائدةُ على مِمَّا محذوفةٌ تقديره
مِمَّا تَرَبَّبَه حائرُ البحرِ يقال رَبَّبَه وتَرَبَّبَه بمعنى والرَّبَبُ ما رَبَّبَه الطّينُ عن ثعلب وأَنشد في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر والرَّبِيبةُ
واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها وغَنمٌ ربائِبُ تُرْبَطُ قَريباً مِن البُيُوتِ وتُعْلَفُ لا تُسامُ هي التي ذَكَر
ابراهيمُ النَّخْعِي أَنه لا صَدَقةَ فيها قال ابن الأَثير في حديث النخعي ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ الرَّبائبُ الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ وليست بِسائمةٍ واحدتها رَبِيبَةٌ بمعنى مَرْبُوبَةٍ لأَن صاحِبَها يَرُبُّها وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لا تَأْخُذِ الأَكُولَة ولا الرُّبَّى ولا الماخضَ قال ابن الأَثير هي التي تُرَبَّى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة وجمعها رُبابٌ بالضم وفي الحديث
أَيضاً ما بَقِيَ في غَنَمِي إِلاّ فَحْلٌ أَو شاةٌ رُبَّى والسَّحَابُ يَرُبُّ المَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ والرَّبابُ بالفتح سَحابٌ أَبيضُ وقيل هو السَّحابُ واحِدَتُه رَبابةٌ وقيل هو السَّحابُ المُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب قال ابن بري وهذا القول هو المَعْرُوفُ وقد يكون أَبيضَ وقد يكون أَسْودَ وفي حديث النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء قال أَبو عبيد الرَّبابةُ بالفتح السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً وجمعها رَبابٌ وبها سمّيت المَرْأَةُ الرَّبابَ قال الشاعر
سَقَى دارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى ... مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبابِ ثَخِينُ
وفي حديث ابن الزبير رضي اللّه عنهما أَحْدَقَ بِكُم رَبابه قال
الأَصمعي أَحسنُ بيت قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان
على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه قال ابن بري ورأَيت من يَنْسُبُه
لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ
إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام ... فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ
أَجَشَّ مُلِثّاً غَزيرَ السَّحاب ... هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب ... وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كأَنَّ الرَّبابَ دُوَيْنَ السَّحاب ... نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ
والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّيهِ والمَرَبُّ الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَرًى قال ذو الرمة
خَناطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ ... مَرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ
وهي المَرَبَّةُ والمِرْبابُ وقيل المِرْبابُ من الأَرضِين التي كَثُرَ نَبْتُها ونَأْمَتُها وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ والمَرَبُّ المَحَلُّ ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ والتَّرَبُّبُ الاجْتِماعُ ومَكانٌ مَرَبٌّ بالفتح مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ قال ذو الرمة
بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ ... بِأَجرَعَ مِحْلالٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ
قال ومن ثَمَّ قيل للرّبابِ رِبابٌ لأَنهم تَجَمَّعوا وقال أَبو عبيد سُمُّوا
رباباً لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ فأَكلوا منه وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم وتَحالفُوا
عليه وهم تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ والرِّبابُ أَحْياء ضَبّةَ سُمُّوا بذلك
لتَفَرُّقِهم لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت
رُبِّيٌّ بالضم فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع
رَدَدْتَه إِلى الواحد كما تقول في المساجِد مَسْجِدِيٌّ إِلا أَن تكون سميت به
رجلاً فلا تَرُدَّه إِلى الواحد كما تقول في أَنْمارٍ أَنْمارِيٌّ وفي كِلابٍ
كِلابِيٌّ قال هذا قول سيبويه وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال سُمُّوا بذلك
لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم قال الأَصمعي سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في
رُبٍّ وتَعاقَدُوا وتَحالَفُوا عليه وقال ثعلب سُموا ( 1 )
( 1 قوله « وقال ثعلب سموا إلخ » عبارة المحكم وقال ثعلب سموا رباباً لأنهم
اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة ( أي بالكسر ) على
فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اه أي بالضم )
رِباباً بكسر الراءِ لأَنهم تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً وهم خَمسُ
قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْل وتَيْمٌ وعَدِيٌّ
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) ربب الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ
كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله وفلان مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم
ومَرَبّ الإِبل حيث لَزِمَتْه وأَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا لَزِمَتْه وأَقامَتْ به
فهي إِبِلٌ مَرابُّ لَوازِمُ ورَبَّ بالمكان وأَرَبَّ لَزِمَه قال رَبَّ بأَرضٍ لا
تَخَطَّاها الحُمُرْ وأَرَبَّ فلان بالمكان وأَلَبَّ إِرْباباً وإِلباباً إِذا
أَقامَ به فلم يَبْرَحْه وفي الحديث اللهمّ إِني أَعُوذُ بك من غِنًى مُبْطِرٍ
وفَقْرٍ مُرِبٍّ وقال ابن الأَثير أَو قال مُلِبٍّ أَي لازِمٍ غير مُفارِقٍ مِن
أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ به ولَزِمَه وكلّ لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ
وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ دامَت وأَرَبَّتِ السَّحابةُ دامَ مَطَرُها وأَرَبَّتِ
الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه وأَرَبَّتِ الناقةُ بولدها لَزِمَتْه
وأَحَبَّتْه وهي مُرِبٌّ كذلك هذه رواية أَبي عبيد عن أَبي زيد ورَوْضاتُ بني
عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن الرِّبابَ والرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ الحَبْرُ ورَبُّ
العِلْم وقيل الرَّبَّانِيُّ الذي يَعْبُد الرَّبَّ زِيدت الأَلف والنون للمبالغة
في النسب وقال سيبويه زادوا أَلفاً ونوناً في الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تخصيصاً
بعِلْم الرَّبِّ دون غيره كأَن معناه صاحِبُ عِلم بالرَّبِّ دون غيره من العُلوم
وهو كما يقال رجل شَعْرانِيٌّ ولِحْيانِيٌّ ورَقَبانِيٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر
وطول اللِّحْيَة وغِلَظِ الرَّقبةِ فإِذا [ ص 404 ] نسبوا إِلى الشَّعر قالوا
شَعْرِيٌّ وإِلى الرَّقبةِ قالوا رَقَبِيٌّ وإِلى اللِّحْيةِ لِحْيِيٌّ
والرَّبِّيُّ منسوب إِلى الرَّبِّ والرَّبَّانِيُّ الموصوف بعلم الرَّبِّ ابن
الأَعرابي الرَّبَّانِيُّ العالم المُعَلِّم الذي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم
قبلَ كِبارها وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَمّا ماتَ عبدُاللّه بن عباس رضي
اللّه عنهما اليومَ ماتَ رَبّانِيُّ هذه الأُمَّة ورُوي عن علي رضي اللّه عنه أَنه
قال الناسُ ثلاثةٌ عالِمٌ ربَّانيٌّ ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ وهَمَجٌ
رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق قال ابن الأَثير هو منسوب إِلى الرَّبِّ بزيادة الأَلف
والنون للمبالغة قال وقيل هو من الرَّبِّ بمعنى التربيةِ كانوا يُرَبُّونَ
المُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم قبلَ كبارِها والرَّبَّانِيُّ العالم الرَّاسِخُ
في العِلم والدين أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ وقيل العالِم العامِلُ
المُعَلِّمُ وقيل الرَّبَّانِيُّ العالي الدَّرجةِ في العِلمِ قال أَبو عبيد سمعت
رجلاً عالماً بالكُتب يقول الرَّبَّانِيُّون العُلَماءُ بالحَلال والحَرام
والأَمْرِ والنَّهْي قال والأَحبارُ أَهلُ المعرفة بأَنْباءِ الأُمَم وبما كان
ويكون قال أَبو عبيد وأَحْسَب الكلمَة ليست بعربية إِنما هي عِبْرانية أَو سُرْيانية
وذلك أَن أَبا عبيدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِيّين قال أَبو عبيد وإِنما
عَرَفَها الفقهاء وأَهل العلم وكذلك قال شمر يقال لرئيس المَلاَّحِينَ رُبَّانِيٌّ
( 1 )
( 1 قوله « وكذلك قال شمر يقال إلخ » كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس
الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة
فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ ) وأَنشد
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه في قوله تعالى
كُونوا رَبَّانِيِّينَ قال حُكَماءَ عُلَماءَ غيره الرَّبَّانيُّ المُتَأَلِّه
العارِفُ باللّه تعالى وفي التنزيل كُونوا رَبَّانِيِّين والرُّبَّى على فُعْلى
بالضم الشاة التي وضعَت حديثاً وقيل هي الشاة إِذا ولدت وإِن ماتَ ولدُها فهي
أَيضاً رُبَّى بَيِّنةُ الرِّبابِ وقيل رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من
وِلادتِها وقيل شهرين وقال اللحياني هي الحديثة النِّتاج مِن غير أَنْ يَحُدَّ
وَقْتاً وقيل هي التي يَتْبَعُها ولدُها وقيل الرُّبَّى من المَعز والرَّغُوثُ من
الضأْن والجمع رُبابٌ بالضم نادر تقول أَعْنُزٌ رُبابٌ والمصدر رِبابٌ بالكسر وهو
قُرْبُ العَهْد بالولادة قال أَبو زيد الرُّبَّى من المعز وقال غيره من المعز
والضأْن جميعاً وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً قال الأَصمعي أَنشدنا مُنْتَجع ابن
نَبْهانَ حَنِينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها قال سيبويه قالوا رُبَّى ورُبابٌ
حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على هذا البناءِ كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة
فقالوا جِفارٌ إِلاَّ أَنهم ضموا أَوَّل هذا كما قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ
ورُخالٌ وفي حديث شريح إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها وحكى اللحياني غَنَمٌ
رِبابٌ قال وهي قليلة وقال رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ وقيل إِذا
عَلِقَتْ وقيل لا فعل للرُّبَّى والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن قال الأَعشى
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِل تَرْتَبُّ ... سُخاماً تَكُفُّه بخِلالِ
وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع [ ص 405 ] والرَّبِيبةُ الحاضِنةُ قال ثعلب
لأَنها تُصْلِحُ الشيءَ وتَقُوم به وتَجْمَعُه وفي حديث المُغِيرة حَمْلُها رِبابٌ
رِبابُ المرأَةِ حِدْثانُ وِلادَتِها وقيل هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي
عليها شهران وقيل عشرون يوماً يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير وذلك مَذْمُوم
في النساءِ وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها
والرَّبُوبُ والرَّبِيبُ ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره وهو بمعنى مَرْبُوب ويقال
للرَّجل نَفْسِه رابٌّ قال مَعْنُ بن أَوْس يذكر امرأَته وذكَرَ أَرْضاً لها
فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها ... رَبِيبَ النَّبيِّ وابنَ خَيْرِ
الخَلائفِ
يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة وهو ابنُ أُمِّ سَلَمةَ زَوْجِ النبي صلّى اللّه عليه
وسلّم وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب وأَبوه أَبو سَلَمَة وهو رَبِيبُ النبي صلّى
اللّه عليه وسلّم والأُنثى رَبِيبةٌ الأَزهري رَبِيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من
غيره وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ يريد
بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن قال والرَّبِيبُ أَيضاً يقال لزوج
الأُم لها ولد من غيره ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها رَبيبةٌ
وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ وفي الحديث الرَّابُّ كافِلٌ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم
وهو اسم فاعل مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه وفي حديث مجاهد كان
يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه يعني امرأَة زَوْج أُمِّه لأنه كان
يُرَبِّيه غيره والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم قال أَبو الحسن الرماني هو
كالشَّهِيدِ والشاهِد والخَبِير والخابِرِ والرَّابَّةُ امرأَةُ الأَبِ وَرَبَّ
المعروفَ والصَّنِيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً حكاهما
اللحياني ورَبَّبها نَمَّاها وزادَها وأَتَمَّها وأَصْلَحَها ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ
كذلك أَبو عمرو رَبْرَبَ الرجلُ إِذا رَبَّى يَتيماً وَرَبَبْتُ الأَمْرَ
أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً أَصْلَحْتُه ومَتَّنْتُه ورَبَبْتُ الدُّهْنَ
طَيَّبْتُه وأَجدتُه وقال اللحياني رَبَبْتُ الدُّهْنَ غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو
بعض الرَّياحِينِ قال ويجوز فيه رَبَّبْتُه ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ
الحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ والرُّبُّ الطِّلاءُ الخاثِر وقيل هو دبْسُ
كل ثَمَرَة وهو سُلافةُ خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ والجمع الرُّبُوبُ
والرِّبابُ ومنه سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ وأَصْلَحتَه
به وقال ابن دريد رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ ثُفْلُه الأَسود وأَنشد كَشائطِ
الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حتى يكون رُبّاً
يُؤْتَدَمُ به عن أَبي حنيفة وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ والحُبَّ بالقِير
والقارِ أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً ورَبَّبْتُه متَّنْتُه وقيل رَبَبْتُه دَهَنْتُه
وأَصْلَحْتُه قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً
فَإِنَّ عِراراً إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ ... فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِبِ
العَمَمْ
[ ص 406 ]
فإِن كنتِ مِنِّي أَو تُريدينَ صُحْبَتي ... فَكُوني له كالسَّمْنِ رُبَّ له
الأَدَمْ
أَرادَ بالأَدَم النُّحْي يقول لزوجته كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ
أَدِيمُه أَي طُلِيَ برُبِّ التمر لأَنَّ النِّحْي إِذا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابَتْ
رائحتُه ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه يقال رَبَّ فلان
نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به وهو نِحْيٌ مَرْبُوب
وقوله سِلاءَها في أَديمٍ غيرِ مَرْبُوبِ أَي غير مُصْلَحٍ وفي صفة ابن عباس رضي
اللّه عنهما كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ الرُّبُّ ما
يُطْبَخُ من التمر وهو الدِّبْسُ أَيضاً وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق
قيل هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ والمُربَّبَاتُ الأَنْبِجاتُ وهي المَعْمُولاتُ
بالرُّبِّ كالمُعَسَّلِ وهو المعمول بالعسل وكذلك المُرَبَّياتُ إِلا أَنها من
التَّرْبيةِ يقال زنجبيل مُرَبًّى ومُرَبَّبٌ والإِربابُ الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ
والرِّبابةُ بالكسر جماعةُ السهام وقيل خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ وقيل خِرْقةٌ
تُشَدُّ فيها وقال اللحياني هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ شبيهة
بالكِنانة يكون فيها السهام وقيل هي شبيهة بالكنانةِ يجمع فيها سهامُ المَيْسرِ
قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار وأُتُنَه
وكأَنهنَّ رِبابةٌ وكأَنه ... يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداح ويَصْدَعُ
والرِّبابةُ الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ وقيل الرِّبابةُ سُلْفَةٌ
يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الحُرْضَةِ وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ
للقِدح وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِبِه هَوًى
والرِّبابةُ والرِّبابُ العَهْدُ والمِيثاقُ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ
وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْني فَضِعْتُ
رُبُوبُ
ومنه قيل للعُشُور رِبابٌ والرَّبِيبُ المُعاهَدُ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس فما
قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِيبِهِمْ وقال ابن بري قال أَبو علي الفارسي أَرِبَّةٌ
جمع رِبابٍ وهو العَهْدُ قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً
تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ... الجِوارَ ويُعْطِيها الأَمانَ
رِبابُها
قوله تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ والرِّبابُ العَهْدُ الذي
يأْخُذه صاحِبُها من الناس لإِجارتِها وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ وقال شمر الرِّبابُ
في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ وقال غيره يقول إِذا أَجار المُجِيرُ هذه الخَمْر
أَعْطَى صاحِبَها قِدْحاً ليَعْلَموا أَنه قد أُجِيرَ فلا يُتَعَرَّض لها كأَنَّه
ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ المَيْسِر والأَرِبَّةُ أَهلُ المِيثاق قال
أَبو ذُؤَيْب
كانت أَرِبَّتَهم بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوار وكانوا مَعْشَراً غُدُرا
[ ص 407 ] قال ابن بري يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم ( 1 )
( 1 قوله « التقدير ذوي إلخ » أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه ) وبَهْزٌ
حَيٌّ من سُلَيْم والرِّباب العُشُورُ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب ويعطيها الأَمان
ربابها وقيل رِبابُها أَصحابُها والرُّبَّةُ الفِرْقةُ من الناس قيل هي عشرة آلافٍ
أَو نحوها والجمع رِبابٌ وقال يونس رَبَّةٌ ورِبابٌ كَجَفْرَةٍ وجِفار والرَّبَّةُ
كالرُّبَّةِ والرِّبِّيُّ واحد الرِّبِّيِّين وهم الأُلُوف من الناس والأَرِبَّةُ
مِن الجَماعاتِ واحدتها رَبَّةٌ وفي التنزيلِ العزيز وكأَيِّنْ مِن نَبيِّ قاتَلَ
معه رِبِّيُّون كثير قال الفراءُ الرِّبِّيُّونَ الأُلوف وقال أَبو العباس أَحمد
بن يحيى قال الأَخفش الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ قال أَبو العباس ينبغي أَن
تفتح الراءُ على قوله قال وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ وهي الجماعة وقال
الزجاج رِبِّيُّون بكسر الراء وضمّها وهم الجماعة الكثيرة وقيل الربيون العلماء
الأَتقياءُ الصُّبُر وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ وقال أَبو طالب الربيون الجماعات
الكثيرة الواحدة رِبِّيٌّ والرَّبَّانيُّ العالم والجماعة الرَّبَّانِيُّون وقال
أَبو العباس الرَّبَّانِيُّون الأُلوفُ والرَّبَّانِيُّون العلماءُ و قرأَ الحسن
رُبِّيُّون بضم الراء وقرأَ ابن عباس رَبِّيُّون بفتح الراءِ والرَّبَبُ الماءُ
الكثير المجتمع بفتح الراءِ والباءِ وقيل العَذْب قال الراجز والبُرَّةَ السَمْراء
والماءَ الرَّبَبْ وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله وقيل
برُبَّانِه بجَمِيعِه ولم يترك منه شيئاً ويقال افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه
أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه ومنه قيل شاةٌ رُبَّى ورُبَّانُ الشَّبابِ
أَوَّله قال ابن أَحمر
وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه ... وأَنْتَ من أَفنانِه مُفْتَقِر
ويُروى مُعْتَصِر وقول الشاعر
ربب الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ
كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله
خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّها شَبابُه ... أَعْجَبَها إِذْ كَبِرَتْ رِبابُه
أَبو عمرو الرُّبَّى أَوَّلُ الشَّبابِ يقال أَتيته في رُبَّى شَبابِه ورُبابِ
شَبابِه ورِبابِ شَبابِه ورِبَّان شَبابه أَبو عبيد الرُّبَّانُ من كل شيءٍ
حِدْثانُه ورُبّانُ الكَوْكَب مُعْظَمُه وقال أَبو عبيدة الرَّبَّانُ بفتح الراءِ
الجماعةُ وقال الأَصمعي بضم الراءِ وقال خالد بن جَنْبة الرُّبَّةُ الخَير
اللاَّزِمُ بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِيقُ فلا يكاد يذهب وقال اللهم إِني أَسأَلُك
رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ فقيل له وما رُبَّةُ عَيْشٍ ؟ قال طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه
وقالوا ذَرْهُ بِرُبَّان أَنشد ثعلب
فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ وإِلاّ تَذَرْهُمُ ... يُذيقُوكَ ما فيهم وإِن كان أَكثرا
قال وقالوا في مَثَلٍ إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك فأَرْخِ بِرُبَّانٍ أَزْرَكَ
وفي التهذيب إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ مِن رُبَّى أَزْرَكَ يقول إِن
عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ واسْتَرْخِ أَنتَ واسْتَرِحْ ورُبَّانُ غير
مصروف اسم رجل [ ص 408 ] قال ابن سيده أَراه سُمي بذلك والرُّبَّى الحاجةُ يقال لي
عند فلان رُبَّى والرُّبَّى الرَّابَّةُ والرُّبَّى العُقْدةُ المُحْكَمةُ
والرُّبَّى النِّعْمةُ والإِحسانُ والرِّبَّةُ بالكسرِ نِبْتةٌ صَيْفِيَّةٌ وقيل
هو كل ما اخْضَرَّ في القَيْظِ مِن جميع ضُروب النبات وقيل هو ضُروب من الشجر أَو
النبت فلم يُحَدَّ والجمع الرِّبَبُ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتازاً لِمَرْتَعِه ... مِن ذِي الفَوارِسِ يَدْعُو
أَنْفَه الرِّبَبُ
والرِّبَّةُ شجرة وقيل إِنها شجرة الخَرْنُوب التهذيب الرِّبَّةُ بقلة ناعمةٌ
وجمعها رِبَبٌ وقال الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات لا تَهِيج في الصيف تَبْقَى
خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً ومنها الحُلَّبُ والرُّخَامَى والمَكْرُ والعَلْقى يقال
لها كلها رِبَّةٌ التهذيب قال النحويون رُبَّ مِن حروف المَعاني والفَرْقُ بينها
وبين كَمْ أَنَّ رُبَّ للتقليل وكَمْ وُضِعت للتكثير إِذا لم يُرَدْ بها
الاسْتِفهام وكلاهما يقع على النَّكِرات فيَخْفِضُها قال أَبو حاتم من الخطإِ قول
العامة رُبَّما رأَيتُه كثيراً ورُبَّما إِنما وُضِعَتْ للتقليل غيره ورُبَّ
ورَبَّ كلمة تقليل يُجَرُّ بها فيقال رُبَّ رجلٍ قائم ورَبَّ رجُلٍ وتدخل عليه
التاء فيقال رُبَّتَ رجل ورَبَّتَ رجل الجوهري ورُبَّ حرفٌ خافض لا يقع إِلاَّ على
النكرة يشدَّد ويخفف وقد يدخل عليه التاء فيقال رُبَّ رجل ورُبَّتَ رجل ويدخل عليه
ما ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده فيقال رُبما وفي التنزيل العزيز رُبَّما
يَوَدُّ الذين كفروا وبعضهم يقول رَبَّما بالفتح وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما
ورُبَتَما وَرَبَتَما والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم ولذلك إِذا صَغَّر
سيبويه رُبَّ من قوله تعالى رُبَّما يودّ ردَّه إِلى الأَصل فقال رُبَيْبٌ قال اللحياني
قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن رُبَّما يودُّ بالتثقيل وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ
المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش رُبَما يَوَدُّ بالتخفيف قال الزجاج من قال إِنَّ رُبَّ
يُعنى بها التكثير فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب فإِن قال قائل فلمَ جازت رُبَّ في
قوله ربما يود الذين كفروا ورب للتقليل ؟ فالجواب في هذا أَن العرب خوطبت بما
تعلمه في التهديد والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل فيقول له لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على
فِعْلِكَ وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ ويقول رُبَّما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ
ما صَنَعْتَ وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو
كان مِمَّا يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب أَو كان الإِنسان يخاف أَن
يَنْدَمَ على الشيءِ لوجَبَ عليه اجْتِنابُه والدليل على أَنه على معنى التهديد
قوله ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا والفرق بين رُبَّما ورُبَّ أَن رُبَّ لا
يليه غير الاسم وأَما رُبَّما فإِنه زيدت ما مع رب ليَلِيَها الفِعْلُ تقول رُبَّ
رَجُلٍ جاءَني وربما جاءَني زيد ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه ورُبَّ خَمْرةٍ
شَرِبْتُها ويقال ربما جاءَني فلان وربما حَضَرني زيد وأَكثرُ ما يليه الماضي ولا
يَلِيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً كقوله تعالى رُبَما يَوَدُّ الذين
كفروا ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى وإِن كان لفظه
مُسْتَقْبَلاً وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما [ ص 409 ] وأَنشد ابن
الأَعرابي
ماوِيّ يا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْواءَ كاللَّذْعَةِ بالمِيسَمِ
قال الكسائي يلزم مَن خَفَّف فأَلقى إِحدى الباءَين أَن يقول رُبْ رجل فيُخْرِجَه
مُخْرَجَ الأَدوات كما تقول لِمَ صَنَعْتَ ؟ ولِمْ صَنَعْتَ ؟ وبِأَيِّمَ جِئْتَ ؟
وبِأَيِّمْ جئت ؟ وما أَشبه ذلك وقال أَظنهم إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة
دخول التاءِ فيها في قولهم رُبَّتَ رجل ورُبَتَ رجل يريد الكسائي أَن تاءَ
التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً أَو في نية الفتح فلما كانت تاءُ
التأْنيث تدخلها كثيراً امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث وآثروا النصب يعني
بالنصب الفتح قال اللحياني وقال لي الكسائي إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً فقد أَخبرتك
يريد إِن سمعت أَحداً يقول رُبْ رَجُلٍ فلا تُنْكِرْه فإِنه وجه القياس قال
اللحياني ولم يقرأْ أَحد رَبَّما بالفتح ولا رَبَما وقال أَبو الهيثم العرب تزيد
في رُبَّ هاءً وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ فلا
يخفض بها ما بعد الهاءِ وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ
بطل عَمَلُها وأَنشد
كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه ... ورُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِنْ العَطَبِ
نصب عَطِباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة وقولهم رُبَّه رَجُلاً ورُبَّها امرأَةً أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر ثم أَلزَمَتْه التفسير ولم تَدَعْ أَنْ
تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً
وامرأَة وقال ابن جني مرة أَدخلوا رُبَّ على المضمر وهو على نهاية الاختصاص وجاز
دخولها على المعرفة في هذا الموضع لمُضارَعَتِها النَّكِرَة بأَنها أُضْمِرَت على
غير تقدّم ذكر ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة نحو رجلاً
وامرأَةً ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَمَا احتاجت إِلى تفسيره وحكى
الكوفيون رُبَّه رجلاً قد رأَيت ورُبَّهُما رجلين ورُبَّهم رجالاً ورُبَّهنَّ
نساءً فَمَن وَحَّد قال إِنه كناية عن مجهول ومَن لم يُوَحِّد قال إِنه ردّ كلام
كأَنه قيل له ما لكَ جَوَارٍ ؟ قال رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ وقال ابن
السراج النحويون كالمُجْمعِينَ على أَن رُبَّ جواب والعرب تسمي جمادى الأُولى
رُبّاً ورُبَّى وذا القَعْدةِ رُبَّة وقال كراع رُبَّةُ ورُبَّى جَميعاً جُمادَى
الآخِرة وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية والرَّبْرَبُ القَطِيعُ من بقر
الوحش وقيل من الظِّباءِ ولا واحد له قال
بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى ولا أُمَّ شادِنٍ ... غَضِيضَةَ طَرْفٍ رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ
وقال كراع الرَّبْرَبُ جماعة البقر ما كان دون العشرة