الزّيدُ بالفتح والكسر والتحريك قال شيخنا : ولو قال الزَّيْد ويُكسر ويُحرّك كان أَخصر وأَوْفَقَ بقواعده والزِّيادةُ بالكسر والمَزِيدُ والمَزَادُ والزَّيْدَانُ بفتح فسكون كلّ ذلك بمعنى أي بمعنى النُّمُوِّ والزّكَاءِ . الأَخير شاذٌّ كالشَّنْآن ولذلك قالوا : الشَّنْآن واللَّيَّان لا ثالثَ لهما وعلى ما للمصنّف يُزَادُ : زَيْدَأنُ . ويقال هم زَيْدٌ على المِائَة وزِيدٌ بالكسر والفتح وبهما رُوِيَ قولُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانِيِّ :
وأَنتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِائَةٍ ... فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُونِي وزِدْتُه أَنا أَزيده زِيادةً : جَعَلْت فيه الزِّيادة وأَمَّا الزُّوَادَة بالضّمّ فتَصْحيفٌ من الجَوْهَريّ وإِنما هي الزُّوَارَة والزِّيارة بالراءِ بلا ذِكْر النُّمُوِّ نبَّه عليه الصاغانيّ في تكملته وعبارة الجَوْهريّ إنما هو نَقْلٌ عن يَعقُوبَ عن الكِسَائيّ عن شُيوخه فلا أَدري كيف يُنْسَب الغلَطُ إلى الناقل فتأَمَّلْ . وزادَه اللهُ خَيْراَ وزَيَّدَه خَيْراً إِشارةٌ إلى أَن زَأد يتَعَدَّى إلى مَفْعُولَين ثانيهمَا : خَيْراً ومنه قوله تعالى : " فزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً " وأَمثاله ولا عبرةَ بمن أَنكَره فَزادَ وقد يَتعدَّى لواحد ومطاوعُه : زاد لازماً وازدَاد ومُطَاوع المتعدِّي لاثنين يَتعدَّى لواحدٍ نحو زادَ كذَا وازدادَ
وفي العِنايَة أَن ازدادَ يَرِدُ في كلامهم لازماً ومتعدِّياً باتّفاق أَهل اللُّغة وقالوا : إن الازديادَ أبلغُ من الزِّيادة كالاكتساب والكَسب كذا قاله شيخنا
ومن المجاز : استزادَهُ : استقصَرَه وشَكَاه أَي عتب عليه في أَمرٍ لم يَرْضه وطَلبَ منه الزِّيادة ويقال : لا مُستزادَ على ما فعَلْت ولا مَزِيدَ عَليْه وهو يَستزِيد في حَدِيثه . والتَّزيُّدُ : الغَلاَءُ في السِّعْر كالتَّزايُدِ وتَزَايْدوا في الثمن حتى بلغ منتهاه كما فيث الأساس وفي اللسان وتَزَايَدَ أَهلُ السُّوقِ على السِّلْعةِ إِذا بِيعَتْ فيمَنْ يَزِيدُ والتَّزيُّد : الكَذِبُ في الحَدِيث . والتَّزيُّد : سَيْرٌ فوق العَنَقِ يقال تَزيَّدَت الإِبلُ في سَيْرها : تكلَّفتْ فوق طاقَتها . وفي الأَساس : تَزيَّدَت الناقةُ : مَدَّت بالعُنُق وسارَت فوق العَنَقِ كأَنَّهَأ تَعوم براكِبها . وكذلك الفرَسُ . والتزّيُّد : تَكلُّفُ الزِّيادةِ في الكَلامِ وغيرِه أَي الفعْلِ وإِنسانٌ يَتَزيَّد في حَدِيثِه وكلامِه إِذا تَكلَّف مُجاوَزةَ ما يَنْبَغِي وأَنشد :
إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ ... وقُلْ مِثْلَ ما قالُوا ولا تَتَزَيَّدِ ويُروَى بالنون . وقد تقدَّم . كالتَّزايُدِ فيه وفي الغلاءِ كما مَرَّت الإِشارةُ إِليه . يقال فيهِما : تَزَيَّدَ وتَزايَدَ . والمَزَادَةُ : الرَّاوِيَةُ . قال شيخُنا : وإِطلاقُ المَزَادَة على الرَّاوِيَةِ وبالعكس إِنما هو مَجازٌ في الأَصحّ . قالوا سُمِّيَت رَاوِيَةً مجازاً للمُجاورة إِذ الرَّاوِيَةُ هي الدَّابَّةُ التي تَحْمِلُها وهو الذِي جَزَم به في المِفْتَاح وزَعم طائفةٌ من أَهلِ اللُّغَة منهم أَبو منصور أَن عَيْنَ المَزادَةِ واوٌ وأَنَّهَأ من الزَّوْد وبه جَزَمَ صاحبُ المِصْباحِ وأَوردَه صاحبُ اللسان في الواو والياء وهو وَهَمٌ . قال الخَفَاجِيُّ في شرح الشفاءِ : هي من الزيادة لأَنه يُزادُ فيها جِلْدٌ ثالثٌ كما قاله أَبو عُبَيْدَةَ لا من الزَّادِ كما تَوهَّمَ وقال السيد في شرح المفتاح ح : ومن فَسَّرَ المزادةَ بما جُعِل فيها الزّادُ فقدْ سَهَا أَو المَزَأدة لا تكون إِلا من جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بثالثٍ بينهما لِتَتَّسِعَ وكذلك السَّطِيحةُ ح : مَزَادٌ ومَزَايِدُ قاله أَبو عُبَيدَةَ : والظاهر من عبارة المصنّف أَنهما قولانِ والمعروف أَن الثاني بيانٌ للأَول كما قاله شيخُنا . وفي المحكم : والمَزَأدَةُ التي يُحمَل فيها الماءُ وهي ما فُئِمَ بجِلْدِ ثالثٍ بين الجِلْدَيْنِ لتتَّسِعَ سُمِّيِّ بذلك لمَكَانِ الزِّيادة وقيل : هي المَشْعُوبة من جانبٍ واحدٍ فإِن خَرَجَتْ من وَجْهَيْنِ فهي شَعِيبٌ . وقالوا : البَعيرُ يَحمِل الزَّادَ والمَزَأدَ أَي الطَّعامَ والشَّرَابَ والمَزادةُ بمنزلةِ رَاوِيةٍ لا عَزْلاءَ لها . قال أَبو منصور : المَزَادُ بغير هاءٍ هي الفَرْدةُ التي يَحْتَقِبها الرَّاكبُ بِرَحْلِه ولا عزلاءَ لها . وأَما الرَّاوِيةُ فإِنها تَجْمَع بينْ المَزادتينِ يُعكَمانَ على جَنْبَي البَعِير ويُرَوَّى عليهما بالرِّواءِ وكلّ واحدة منها مَزَادةٌ والجمع مَزايِدُ . وربما حذَفُوا الهاءَ فقالوا : مَزَادٌ . وقال ابن شُمَيْل : السَّطِيحة جلدان مُقابَلاَنِ والمَزَأدةُ تكون من جِلْدين ونِصْف وثَلاثةِ جُلود سُمِّيَتْ لَأنها تَزِيد على السَّطِيحَتَيْنِ . قال شيخُنا : والمعروفُ في المَزَادةِ فتح الميم . وقال صاحب المصباح : القِياسُ كسرُها لأَنها آلة يُستقَى فيها الماءُ . قلت : ويخالفه قول السيد في شرح المفتاح : إنها ظَرْفٌ للماء وعليه فالقيَاسُ الفتْحُ ويؤَيِّده قولُه بعدُ : يُستَقَى فيها إذ لو كانَتْ آلةً لقال يُسْتَقَى بِهَا . فَتأَمَّلْ . والله أعلم
والزَّوائِدُ : زَمَعَاتٌ في مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ لزيادِتها . وذ الزَّوَائد : الأَسَدُ سُمِّيَ به لتَزيُّده في هَدِيره وزَئِيره وصوتِه قاله ابن سيده وأَنشد :
أوْذِي زَوَائدَ لا يُطافُ بأَرضِهِ ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ وذو الزَّوائد : جُهَنِيٌّ صَحابِيٌّ سَكَن المدينة . وعن أَبي أُمامةَ بن سَهْل قال : هو أَوّل من صَلَّى الضُّحَى ؛ كذا في مُعْجَم ابن فَهْد والتَّجْريد للذَّهَبِيّ والاستيعاب والإِصابة . ولم يذكروا اسمه . وقال ابنُ عبد البَرّ : له رِوايةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداعوسَمَّوْا : زَيْداً وَيزِيدَن سمَّوْه بالفِعْل المستقبَل مُخَلًّى من الضمير كيَشْكُر ويَعْصُر وَزُبَيْداً كزُبَيْر وزِيَاداً ككِتاب وزَيَّاداً ككتَّان وزيْدَكاً بزيادة الكاف . روى المدائنيُّ عن أبي سعيد القُرَشيّ عن زَيْدَكٍ خبَراً ذكرَه الحافظُ ومَزِيداً كمَصِرٍ وزَيْدَلاً بزيادة اللام كزِيادتِها في عَبْدَل للفعْليَّة . قال الفارسيُّ : وصَحّحوه لأَن العَلم يَجُوز فيه ما لا يَجُوز ي غيْره ومن ذكل العلاءُ بن زَيْدلٍ عن أَنس وَاهٍ . و زَيْدَوَيه بضم الدّال اسمٌ مركب كقولهم : عَمْرَوَيْه . ووجدَ في بعض النسخ بعد زِيَادٍ وزيّاد : وزِيَادَة . وبعد زَيْدَل : ومَزْيُودَة
وزِيَادَانُ بالكسر : نَهْرٌ وناحِيَةٌ بالبصرةِ والصواب في هذا السياق أَن يقول : وزِيَادَانِ : ناحِيَةٌ بالبصرة وأَما نهر البصرة فنهرُ زِيَادٍ لا زِيادان . وقد أخذه من سياق الصاغاني ونصه : زِيادَانُ ناحيَةٌ ونهرٌ بالبصرة يُنسب إلى زيَاد مَوْلى بني الهُجَيم فتأَمَّلْ . وزَيْدَانُ كسَحْبَانَ : د بل صُقْعٌ متَّسعٌ متَّصلٌ بنهرْ موسى بن محمد الهاشمي من عَمَلِ الأَهْوَازِ كذا في معجم البكريّ . وزَيْدانُ قَصْرٌ بِظَفارِ من اليَمَن . والصواب أَنه بالراءِ
وقد استركنا به في ريدوزَيْدَانُ : ع بالكُوفة ويقال فيه صَحراءُ زيدان منه أَبو الغنائمِ محمدُ بن محمد بن علي بن جَناح الهمداني توفي سنة 537 . وأبو زَيْدَانَ : دَوَاءٌ م أَي معروف وهو المشهور عند الأطِباءِ بالفاوَانيا وعُود الكهنيا وعُود الصَليب وبجزيرة إقريطش : بعبد السلام وهو أَصْل شجرة . ولهم في ذلك تفصيلُ مُودعٌ في التذكرة وغيرها . وزَيْدَوَانُ بفتح الدال : ة بالسُّوِس منها : أبو يعقوبَ إِسحاقُ بن إبراهيم ابن شادَأن السُّوسيّ من شيوخ أبي بكرٍ ابن المُقرِي . ويَزِيدُ : نهرٌ بدمشق ينسب إلى يَزِيدَ بن معاوية بن أبي سفْيَان مَخْرَجُه ومَخْرَجُ البَرَدَى واحدٌ إلا أن هذا يَجِيئُ في لِحْفِ جَبلٍ بينه وبين الأَرضِ نحوُ مائَتْي ذراعٍ أَو نحوها يسقي ما لا يصل إليه مياه بَرَدَى ولا ماءُ ثورَا . واليَزِيدَانُ نهرٌ بالبصرة منسوبٌ إلى يزيد بن عَمرٍو الأُسيّديّ وكان رجُلَ أَهلِ البصرة في زمانه قال ياقوت : وهذا اصطلاحُ أهل البصرة يَزيدون في الاسم أَلفاً ونوناً إذا نسبوا أَرضاً إلى رَجل . واليَزِيدِيَّةُ : اسمُ مدينة ولاية شَرَوَانَ وهي المشهور بشَمَاخِي أَيضاً عن السِّلَفِيّ . قاله ياقوت . والزَّيْدَي كسَكْرَى كذا في النُّسخ : ة باليَمَامَة وضبطه الصاغانيُّ بكسر الدال وتشديد الياء . والزَّيْديَّةُ : ة ببغداد بالسِّوَادِ منها أبو بكرٍ محمدُ بن يحيى بن محمد الشَّوْكيّ روى عنه الخطيبُ توفِّي سنة 438 . والزَّيْدِيَّة : ماءٌ لبني نُمَيْرٍ والزِّيْدِيوّن من المُحدِّثين : جَماعَةٌ كثيرةٌ مَنسوبَة إلى الإمام الشهيد صاحب المَذهب زيدِ بن علي بن الحُسَين بن عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنهم وأَرضاهم عنا مَذْهَباً أَو نَسَباً وهم أَوّلُ خوارج غَلَوْا غيرَ أَنهم يَروْن الخُروجَ مع كلّ خارجٍ وطائفةٌ منهُم امتحنوه فرأَوه يَتولَّى أَبا بكرِ وعُمر فرَفَضوه فسُمُّوا رافِضةً . فمن الذين جَمَعُوا بين النَّسَب والمذهب أَبو البركات عُمرُ بن إبراهيم ابن محمد بن أَحمدَ بن عليّ بن الحُسَيْن ابن حَمزة بن يحيىَ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحُسَيءن بن عليّ بن أَبي طالبٍ الشّرِيف الحُسَيْنيّ الزَّيْديّ نَسباً ومَذْهَباً . قال ابن الأَثير : كوفيٌّ حدَّثَ عن الخَطيب أَبي بكرٍ الحافظ وأَبي الحُسَيْن بن النقّور وعنه أَبو سَعْد السّمْعَانيّ وأَبوه وعُمِّرَ حتى أَلْحَق الأَحفادَ بالأَجدادِ وقد أَعقَب زيدٌ الشَّهيدُ من ثلاثة : عيسى مُؤْتِم الأَشبالِ والحُسَيْنِ صاحب العَبْرَةِ . ويَحيى . ونِسْبَتِي بحمد الله تعالى متَّصلة إلى عيسى مُؤْتم الأَشبالِ وقد بَيَّنْتُ ذلك في شَجرة الأَنساب . وزَيْدُ بن عبدالله بن خارجَة الزَّيْدِيُّ روى عنه عبد العزيز الإِدريسيُّ من ولد فرضيِّ الأُمةِ كاتِب الوَحْيِ زَيْدِ بن ثابِت الصحابيّ رضي الله عنه من بني مالك ابن النَّجّار . وحرُوفُ الزيادةِ عَشَرةٌ ويجمَعُها قولك : اليومَ تَنْساهُ وقد سَقطت هذا العبارةُ من نُسخ كثيرة ولذا استدركه شيخُنا
وفي اللسان : وأَخرَج أَبوالعَبَّاسِ الهَاءَ من حُروفِ الزيادةِ وقال : إِنّما تَأْتي منفصلَةً ليبانِ الحَرَكَةِ والتأْنيثِ وإِن أَخْرَجْتَ من هذه الحروف السِّينَ واللاّم وضمَمْتَ إليها الطّأءَ والثاءَ والجيم صارت أَحَدَ عَشَرَ حرفاً تُسَمَّى : حُرُوفَ البَدَلِ . قال شيخُنا : وقد أَورَدَ هذه الحروفَ العُلماءُ في كُتبهم وجمعوها في تراكِيبَ مختلفة أَوْصَلُوهَأ إلى نحوِ مائةٍ ونَيّف وثلاثين تَركيباً
ومن أحسن ضَوابطِها : قولُ أَبي محمد عبدِ المَجيد بن عَبْدُونَ الفِهْرِيّ :
سَأَلْتُ الحُروفَ الزَّائداتِ عن اسْمِها ... فقالَتْ ولم تَكْذِب : أَمانٌ وتَسْهِيلُ قال : ومن ضوابطها : أَهْوَى تِلِمْسَانَ ونظَمَه الإِمام أبو العباس أحمد المقري في قوله :
قَالَتْ حُرُوفُ زِيَاداتٍ لسائِلِهَا ... هَوِيت من بَلْدةٍ : أَهْوَى تِلِمْسَانَا قال : وجَمعها الشيخُ ابنُ مالك أربع مراتٍ في أربعة أمثلة بلا حَشْو في بيت واحد مع كمالِ العُذُوبة فقال :
هَنَاءٌ وتَسْلِيمٌ تَلاَ يَوْمَ أُنْسِهِ ... نِهَايَةُ مَسْئولٍ أَمانٌ وتَسْهِيل وحكي أن أبا عثمان المازني سئل عنها فأنشدَ :هَوِيتُ السِّمانَ فَشَيَّبْنَنِي ... وَقَدْ كُنْتُ قِدْماً هَوِيتُ السِّمَانا فقيل له : أَجِبْنَا فقال : أَجبتكم مَرَّتين . ويروى أَنه قال : سَأَلْتُمونِيها فأَعطيتكم ثلاثةَ أَجوبَة . قال شيخُنَا : ومن ضوابِطِها : اليوم تَنْساه . الموتُ يَنساه . أَسلمَني وتَأهَ . هم يتَسَاءَلُون . التَّنَاهِي سُمُوّ تَنمِي وَسائِله تَهَاوُني أَسلَمُ ما سأَلتَ يَهُونُ نَوَيتُ سُؤالهم . نَوَيت مَسائِلَه سأَلْتُم هَوَانِي . تأَمَّلَهَا يونُس . أَنَمَى تَسهِيل . سألتَ ما يَهُون . وسُليمانُ أَتاه . هو استَمَألَنِي . وَهَيّنٌ ما سأَلت . وهي كثيرةن جمع منها ابنُ خَروف نحو اثنين وعشرين ضابطاً ونَظَمَها جماعةٌ وهذه زُبْدة ذلك . انتهى
قلتُ : وقد خَطَر ببالي في أَثناءِ هذا المقَام بعضُ كلمات مُركبّة من حُروف الزيادةِ لا بأْسَ بإ ؟ ِيرادِها هُنا وهي أَحدٌ وعشرون تركيباً . منها : تَيَّمَني وسَلاه ومن سَلاَتَيّاهٌ . تَيمَّن لي وَسهَا . هُولى استأْمَن . واستئمِن له . يوم نلْت ساه . ناوِي أَتسَلاَّه . وهي لامَسَتْني أَو هو لَمَستْنِي . أُنْسِي له يوم . آه لو مَسَّتني . السًّنَام وهي . سَمِّ ولا تَنْهى . السَّنا يَؤُمُّهُ . تسمَّى نوائِلُه . تَسالمِي أَهْون . ونهى ما تسأَل . وإِني سأَلْتهم . أَو تسهي نميل . وهي أَسلمتني . هم السوى وأَنت . وعند إِعمالِ الفِكر تَظهر ألفاظ كثيرة ليس هذا محلَّها وفي هذا القدر كفايةٌ . والزِّيَادِيَّةُ بالكسر والتخفيف مَحَلَّة بالقَيْرَوَانِ من إِفريقية وزَيْدٌ مصروفاً : ع من مَرْج حَسّانَ بالجزيرة كانت به الوَقْعةُ . وتَزِيدُ بنُ حُلْوانَ بنِ عِمْرَان بن الحَافِ بن قَضَاعةَ هكذا بالمثنّاة الفوقيّة وفي نُسختنا : بالفوقيّة والتحتية : أَبو قَبِيلَة . ومنه البُرُود التَّزِيديَّة قال عَلْقَمَةُ :
رَدَّ القِيَانُ جِمالَ الحَيِّ فاحتَمَلُوا ... فكلُّهَا بالتَزَيِدِيَّات مَعْكُومُ وهي بُرُودٌ فِيها خُطوطٌ حُمْرٌ يُشبَّه بها طَرائِقُ الدَّمِ قال أَبو ذُؤَيْب :
يَعْثُرْنَ في حَدَّ الظُّبَات كَأَنَّمَا ... كُسِيَتْ بُرُودَ بنِي تَزِيدَ الأَذْرُعُ قال أبو سعيد السُّكّريُّ : العامة تقول : بني تَزيد . ولم أسْمعْها هكذا . قال شيخُنا : قيل : وصوابه تَزيد بن حَيْدَانَ كما نَبَّهَ عليه العَسكريُّ في التصحيف في لحن الخاصّة . وفي كتاب الإيناس للوزير المغربي : في قُضاعةَ تَزِيدُ بنُ حُلوانَ . وفي الأَنصار تَزِيدُ بن جُشَمَ بن الخَزْرجِ ابن حارثَةَ . وسائر العرب غير هذين فبالياء المنقوطة من أَسفل . وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْضِ : إن في بني سَلِمَةَ من الأَنصار سارِدَةَ بني تَزِيدَ بنِ جُشَمَ بالفَوْقِيّة . ولا يُعْرَفُ في العَرَبِ تزيدُ إِلاّ هذا وتَزيدُ بن الحافِ بن قُضاعةَ وهم الذين تُنْسَب إِليهم الثِّيابُ التَّزِيديَّةُ . قلت : وبه قال الدَّار قُطنيُّ والحَقّ بيده ووافَقه على ذلك أَئِمَّةُ النَّسَب كابنِ الكَلْبيّ وأَبي عُبَيْد ومن المتأَخِّرين الأَميرُ ابنُ ماكُولا وابن حَبِيب . وذهب السمعاني وابن الأَثير وغيرهما إلى أن تَزِيدَ بَلْدَةٌ باليمن يُنسَج بها البُرودُ منها عَمْرُو بن مالِكٍ الشاعِرُ القائلُ :
ولَيْلَتُنا بآمِدَ لم نَنَمْها ... كلَيْلَتِنَا بِمَيَّا فَارِقِينَا ونَقَل شيخُنا عن بعض العلماء أن بني يَزيدَ بالتحتيّة تُجَّارٌ كانوا بمكةَ إليهم نُسِبَت الهَوَادِجُ اليَزِيدِيَّة . وقد غَلِطَ الجوهري وتَبِعَهُ المصنف . قاله العسكريُّ في تَصحيف الخاصَة . وإِبِلٌ كَثيِرَةُ الزَّيائد أَي كثيرة الزَّيادَات قال :
" بِهَجْمَة تَمْلأُ عَينَ الحاسد
" ذَاتِ سُرُوحٍ جَمَّةِ الزَّيائِدِ ومن قال الزّوائِد فإنما هي جماعةُ الزائدة وإنما قالوا : الزَّوائد في قَوَائم الدابة كذا في اللسان
ومما يستدرك عليه :يقال للرجل يُعطَى شيئاً : هل تَزدادُ ؟ المعنى هل تَطْلُب زِيادةً على ما أَعْطَيْتُك : وتقول : افْعَلْ ذلك زيادةً والعامة تقول : زائدةً . وتقول : الوَلَدُ كَبِدُ ذي الوَلَد ووَلَدُ الوَلدِ زِيادةُ الكَبِد وهو من سَجَعات الأَساس . وزيادة الكَبِد : هَنَةٌ متعلقة منها لأنها تزيد على سطحها وجمعُها زَيائِد . وهي الزائدة وجمعها الزّوائِدُ
وفي التهذيب : زائدةُ الكبِدِ جَمْعُها زَيائِدُ . وقال غيره : وزائدةُ الكبدِهُنيَّةٌ منها صغيرةٌ إلى جَنْبِهَا مُتنحَّيَة عنها وزائدةُ السَّاقِ شَظِيّتُها . وكان سعيد بن عثمان يُلقّب بالزَّوَائِدِيّ لأنه كان له ثلاثُ بَيْضات زَعَموا . وهو في الصحاح . والزِّيادة : فَرٍسٌ لأبي ثَعْلَبَةَ . وزَيدُ الخَيْلِ بن مُهَلْهِل الطائي مشهورٌ سماه النبي صلى الله عليه وسلم زَيْدَ الخَيْرِ . وأَبو زِيَادٍ : كُنْيَةُ الذَّكرِ قال أَبو حليمةَ :
وضَاحِكَةٍ إليَّ من النِّقَابِ ... تُطَالِعُنِي بِطَرفٍ مُسْتَرابِ
تُحاوِلُ ما يقومُ أَبو زِياد ... ودُونَ قِيَامِهِ شَيْبُ الغُرابِ
أَتَتْ بِجِرابِهَا تَكْتَالُ فِيهِ ... فعادَتْ وهْي فارِغَةُ الجِرابِ واستدرك شيخُنا : بني كعب بن عُلَيم بن جَنَاب يقال لهم بنو زَيْدَ غير مصروف عُرفُوا بأُمِّهم : زَيْد بنت مالك . وزَيْدُ في أَعلام النساء قليل والجماهيرُ على منْعه من الصرف على ما هو الأَعرفُ في مثْله للتَّمييز بينه وبين عَلَم الذَّكر . ولكن جَوَّزَ المبرّد فيه وفي أَمثاله الصْرفَ أَيضاً كما حقّقَ في مصنَّفات العربيّة
قال القلْقَشَنْدِيُّ : وفي مَذْحجٍ زيدُ اللهِ بنُ سَعْدِ العَشِيرةِ . قال أبو عُبَيْدٍ وقد دَخَلوا في جُعْفِيّ . وقال أَبو عمرو : هو زَيدُ اللاَّتِ وأبو أحمدَ حامدُ بن محمدّ الزَّيْدِيّ إلى زَيْدِ بن أَبي أَنيسةَ مات ببغداد سنة 329 . وزيد بن عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالك ابن جَدعَاءَ بطْن من طَيِّئٍ منهم صُهَيْبِ بن عبْد رِضَأ بن حُوَيْص بن زيدٍ الزَّيديّ الشاعر الطائي . وأَبو المغيرةِ زِيَادُ بنُ سَلْم بن زِيادٍ الزِّيادِيّ إلى زِيادِ ابن أَبيه وكان يقال له زياد ابن سُمَيَّة . وفي مَذْحجٍ زِيَادُ بن الحارِث بن مالِك بن رَبيعةَ منهم عبد الله بن قُرَادٍ الصحابيّ ذكرَه خليفةُ . وعبد الحجر بن عبد المَدَان بن الدَّيّان بن قَطَن بنِ زِياد وَفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه عبدَ الله . وأَبو حَسَّان الحسن بن عثمانَ الزَّيَاديّ إلى جَدِّه زِيَاد وجعفَر بن محمد بن الليث الزٍّياديّ البصريّ وأَبو طاهرٍ محمد بن محمد بن مَحْمِش الزِّياديّ الفَقِيه النِّيْسَابُوريّ : مُحَدِّثُون . وأَبو عَوْنٍ محمد بن عَوْن الزِّيادِيّ إلى ولاءِ زِيَاد ابن أَبيه . وأَبو محمد الفضلُ بن محمد الزَّياديّ إمام سَرَخْسَ في عصرِه عنه المسعانيّ وغيره قدمَ بغدادَ مَرَّتَيْن توفي سنة 505 بسَرَخْسوالزَّيَاديَّةُ من الخوارِج : فِرقة نُسِبوا إلى زِيادِ بن الأَصفَر ويقال لهم : الصُّفْريّة أيضاً . وفي قبائل الأَزدِ : زِيَادُ بن شمسِ ابن عمرِو بن غانِمِ بن غالبِ بن عُثمانَ بن نصْرِ بن زَهرانَ يُنسب إليه برير بن شمس بن عَمرو بن عائد بن عبد الله بن أَسَد بن عائد بنِ زِيَاد الموصليّ الزِّياديّ فارس مشهور . وأَبو زَيدٍ سعيدُ بن الرَّبِيع الهَرَويّ البصريّ . وسعيد بن زياد الأَنصاريّ . وسعيد بن زبد بن دِرهم الأَزدي . وزِياد بن أَيُّوبَ أَبو هاشمٍ البغداديّ . وزِياد بن جُبَير بن حيَّة الثَّقفيّ . وزيادُ بن حَسَّان الأعلم . وزياد بن الرَّبِيع أَبو خِدَاش . وزياد بن سعد الخُرَاسلتيّ . وزِياد بن عبد الله البكائيّ . وزِياد بن علاقة أبو مالك الكوفي وزياد بن فيروز أَبو العالية . وزياد بن نافع الأَوَّابيّ من رجال الصحيحَيْن . والزَّيْدِيَّة : طائفةٌ من العرب بجِيزة مصر ينتسبون إلى أَبي زيدٍ الهِلاليّ . والزَّيَّأدِيَّة بفتح وتشديد ومَحَلّة زَيَّاد ككَتَّان : قريتانِ بمصر . وبيت الفقيه الزَّيدية مدينة باليمن . وزُيَيْد بن الصَّلْت : تابعيٌّ عن عُمَر وابنُه الصَّلْتُ بن زُيَيْد شيخٌ لمالك . وعبد الله بن زُيَيْد أَخو عليّ بن محمد بن الحسين لأُمّه محدِّث . وفَرْوَة بن زُيَيْد المَدِينيّ ذكره الأَميرُ
فصل السين مع الدال المهملتين
أَزْدُ بنُ الغَوْثِ بن نَبْت بن مالِكِ بن كَهْلاَنَ بنِ سَبَإٍ وهو أَسْد بالسِّين أَفصحُ وبالزّاي أَكثرُ . قال الوَزير في كتاب الإِلحاق بالاشتقاق إِنّه اشتقاقٌ بعيدٌ لا يَصِحُّ عند أَهْل النظَرِ قال : والصّحيح ما أَخبَرني به أَبو أُسامةَ عن رِجاله قال : عَسْد والأَسْد والأَزد هذه الثّلاثُ الكلماتُ معنَاهَا كلِّهَا القُبُل . قال : والأَزْد أَيضاً يكون بمعنَى العَزْد وهو النِّكاح نقله شيخنا أَبو حَيٍّ باليَمَن ومن أَولادِه الأَنصارُ كلُّهم . قال الشيخ عبد القادر بن عمر البغداديّ الحنفيّ : اسمه دِرْءٌ بكسر فسكون وآخره همزة والأَزْد لَقبُه . وصرّحَ أَبو القاسم الوزير أَنّه دِرَاءٌ ككِتَاب وصحَّحَه الأَمير وغيرُه . وفي الاستيعاب : الأَزْدُ جُرثومةٌ من جراثيمِ قَحْطَانَ وافتَرَقَتْ فيما ذكَرَ أَبو عُبيدةَ وغيرُه من علماءِ النَّسب على نَحْوِ سبْعٍ وعشرين قَبيلةً . ويقال أَزْدُ شَنُوءَة وأَزْدُ عُمَان وأَزْدُ السَّرَاةِ . وفي مُختَصَر الجمْهرة أَنّ شَنوءَة اسمُه الحارث وقيل عبد اللّه . وعُمَان كغُرَاب : بَلدٌ على شاطىء البَحْرِ بينَ البَصرةِ وعَدَن . والسَّرَاة : أَعظمُ جِبالِ العرب . ويقال لبعضٍ آخرَ : أَزْدُ غَسّانَ وهو اسمُ ماءٍ فمن شَرِبَ منه منهم سُمِّيَ أَزْدَغَسَّانَ وهم أَربَعُ قبائلَ ومن لم يَشرب منهم لم يُقَلْ له ذلك . وإِليه يُشير قولُ حسّان بن ثابت :
إِمّا سأَلتِ فإِنّا مَعشَرٌ نُجُبٌ ... الأَزْدُ نِسْبتُنا والماءُ غَسَّانُ وقال النَّجَاشيّ واسمه قيسُ بن عَمْرٍو وكان عاهدَ أَزْدَ شَنَوءَةَ وأَزْدَ عُمَانَ أَن لا يَحُولا عليه فثَبتَتْ أَزدُ شَنُوءَةَ على عَهْدِه دونَ أَزدِ عُمَانَ فقال :
وكنْتُ كذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صَحيحةٍ ... ورِجْلٍ بها رَيْبٌ من الحَدَثان
فإَمَّا الّتي صَحَّتْ فأَزدُ شَنُوءةٍ ... وأَمَا الَتي شَلَّتْ فأَزْدُ عُمَانِ وأَزْدُ بن الفَتْح الكَشِّيُّ محِّدثٍ روَى عنه محمَّد بن صالح النّسَفِيّ ومما بقى عليه : أَزْدُ بنُ عِمْرانَ بن عَمْرِو بن عامرٍ ذكرَه أَهلُ الأَنساب . وأَزْدٌ ككَتِف مجرّداً عن الأَلف واللام في لغة الأَكثر ابنُ عبد اللّه ابن قادِم بن زَيد عَرِيب بنُ جُشَم بنِ حاشِد بن خَيْرانَ بن نَوْف بن هَمْدَانَ كذا جَزَمَ به ابن المرهبيّ في كتابه في اَخبار هَمْدَان وأَشعَارها وذكَره ابن الكلبيّ وضَبَطَه محرّكة ومنهم من أَلحقَه الأَلفَ والّلاَم . وآزاد بمعنى التّمر الجَيِّد فارسيٌّ معرَّب قال أَبو عليّ الفارسيّ : إِن شِئتَ جعلْته كخاتَام أَو على أَفعَال بصيغةِ الجمْع كما في المصباح . والأَزْد : النِّكاحُ كالعَزْدِ