السَّيْفُ الذي يُضْرَبُ به م مَعْرُوفٌ وأسْمَاؤُهُ تُنِيفُ علَى أَلْفٍ وذَكَرْتُهَا في الرَّوْضِ الْمَسْلُوفِ فِيمَا له اسْمَانِ إِلَى الأُلُوفِ . ج : أَسْيَافٌ وسُيُوفٌ وعليهما اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وأَسْيُفٌ وهذِه عن اللِّحْيَانِيِّ ومَسْيْفَةٌ كَمَشْخَةٍ وشاهدُ أسْيُفٍ ...
السَّيْفُ الذي يُضْرَبُ به م مَعْرُوفٌ وأسْمَاؤُهُ تُنِيفُ علَى أَلْفٍ وذَكَرْتُهَا في الرَّوْضِ الْمَسْلُوفِ فِيمَا له اسْمَانِ إِلَى الأُلُوفِ . ج : أَسْيَافٌ وسُيُوفٌ وعليهما اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وأَسْيُفٌ وهذِه عن اللِّحْيَانِيِّ ومَسْيْفَةٌ كَمَشْخَةٍ وشاهدُ أسْيُفٍ قَوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه الأًزْهَرِيُّ :
كأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمَانِيَةٌ ... عَضْبٌ مَشَارِبُهَا باقٍ بها الأُثُرُ وسَافَةُ يَسِيفُهُ : ضَرَبَهُ به وقد سِفْتُهُ فأَنَا سَائِفٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ وكذلك : رَمَحْتُهُ ونَقَلَهُ الكِسَائِيُّ أَيضاً . ورَجُلٌ سَائِفٌ : ذُو سَيْفٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
قال : وسَيَّافٌ : صَاحِبُهُ ج : سَيَّافَةٌ
أو السَّيَّافَةُ : هُمُ الذين حُصُونُهُمْ سُيُوفُهُمْ قَالَهُ اللَّيْثُ
وصَدَقَةُ السَّيَّافُ كَأَنَّهُ لِعَمَلِهِ السُّيُوفَ مُحَدِّث ؟ ٌ
وهُم في الدَّارِ أَسْيَافٌ : أَي أَحْزَابٌ عن ابنِ عَبَّادٍ
قال : سَافَتْ يَدُه تَسِيفُ أَي : سَئِفَتْ وقد تقدَّم
قال : والْمَسَائِفُ : السِّنُونَ الْقَحْطُ وذكَره ابنُ سِيدَه في " س و ف " وقال : هي السِّنُونَ المُجْدِبَةُ والأَصْلُ وَاوِيُّ وهو الصَّوَابُ
قال الكِسَائِيُّ : رَجُلٌ سَيْفَانٌ : أي طَوِيلٌ مَمْشُوقٌ كالسَّيْفِ زاد الجَوْهَرِيُّ : ضَامِر البَطْنِ وهي بِهَاءٍ قال اللَّيْثُ : امْرَأَةٌ سَيْفَانَةٌ وهي : الشَّطْبَةُ كأَنَّهَا نَصْلُ سَيْفٍ أو هُوَ خَاصٌّ بِهِنَّ كما قَالَهُ الخَلِيلُ
والسَّيْفُ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ : سَمَكَةٌ كأَنَّهَا سَيْفٌ
السَّيْفُ بِالفَتْحِ فقط : شَعْرُ ذَنَبِ الْفَرَِس وفي اللِّسَانِ : سَيْبُ الفَرَسِ
والسِّيفُ بِالكَسْرِ خُاصَّةً : سَاحِلُ الْبَحْرِ والجَمْعُ : أَسْيَافٌ كما في الصِّحاحِ
السِّيفُ : سَاحِلُ الْوَادِي أو لِكُلِّ ساحِلٍ سيفٌ أو إنَّمَا يُقَالُ ذلك لِسِيفِ عُمَانَ
السِّيفُ أَيضاً : الْمُلْتَزِقُ بأُصُولِ السَّعَفِ مِن خِلاَلِ اللِّيفِ وليس به وفي الصِّحاحِ : كاللِّيفِ : قال الجَوْهَرِيُّ وهذا الحَرْفُ نَقَلْتُهُ من كِتَابٍ من غَيْرِ سَماعٍ وزاد غيرُه : وهو أَرْدَأُهُ وأَخْشَنُهُ وأجْفَاهُ وقد سَيِفَ سَيَفاً قال الجَوْهَرِيُّ ويُنْشَدُ :
" نَخْلُ جُؤَاثَي نِيلَ مِنْ أَرْطَابِهَا
" والسِّيفُ واللِّيفُ علَى هُدَّابُها السِّيْفُ : ع وبه فُسِّرِ قَوْلُ لَبِيدٍ :
" ولَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبِي كُلُّهُمْ بِعَدَانِ السِّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ
والعَدَانُ : السَّاحِلُ
والسِّيفُ الطَّوِيلُ : سَاحِلٌ طَوِيلٌ جِدّاً كأَنَّه قُطِعَ بالسَّيْفِ مَسِيرَةَ مِائَةِ فَرْسَخٍ وهو ساحلُ بَحْرِ البَرْبَرَةِ مِمَّا يَلِي مَقْدَشُو قال الصَّاغَانِيُّ : وقد رأَيْتُه في شهرِ رَمَضَانِ سنة 609 . وخَوْرُ السِّيفِ : د دُونَ سِيرَافَ مِمَّا يَلِي كَرْمَانَ وقد ذُكِرَ في الرَّاءِ . والْمُسِيفُ : مَن عَلَيْهُ السَّيْفُ كما في الصِّحاحِ وقال الكِسَائِيُّ هو المُتَقَلِّدُ بالسَّيْفِ فإِذا ضَرَبَ به فهو سَائِفٌ
قال ابنُ عَبَّادٍ : المُسِيفُ : هو الشُّجَاعُ مَعَهُ السَّيْفُ
قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : دِرْهَمٌ مُسَيَّفٌ كَمُعَظَّمٍ : جَوَانِبُهُ نَقِيَّةٌ مِن النَّقْشِ
وأَسَافَ الْخَرْزَ : خَرَمَهُ قِيلَ : يَائِيَّةٌ فمَوْضِعُ ذِكْرِه هنا كما فَعَلَهُ ابنُ فَارِسٍ والجَوْهَرِيُّ وقد تقدَّم في ( س و ف )
وتَسَايَفُوا وسَايَفُوا واسْتَافُوا وعَلَى الأَولِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : أَي تَضَارَبُوا بِالسُّيُوفِ قال اللَّيْثُ : وقد اسْتِيفَ الْقَوْمُ قال ابنُ جَنِّي : اسْتَافُوا : تَنَاوَلُوا السُّيُوفَ كقوْلِك : امْتَشَنُوا سُيُوفَهم وامْتَخَطوُهَا قال : فأما تَفْسِيرُ أَهلِ اللُّغَةِ أَنَّ اسْتَافَ القومُ في معنَى تَسَايَفُوا فتَفْسِيرُه علَى المَعْنَى كعَادَتِهم في أَمْثَالِ ذلك
وسَيْفُ بنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ مِن رِجَالِ الصحِيحَيْنِ قال المِزِّيُّ : رَوَى له الجَمَاعَةُ سِوَف التِّرْمِزِيِّ رَوَى عَنْهُ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَان وغيرُه
سَيفُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ثِقَتَانِ غيرَ أَن الذهَبِيّ ذكَر في الأول أَنه رُمِىَ بالقَدَرِ والثانِي ذكَره ابنُ حِبّانَ في الثِّقَاتِ وقال ورُبما خَالَفَ
سَيْفُ بنُ عُمَرَ الضبِّيُّ التيِميمِيُّ الأَسَدِيُّ صَاحِبُ التَّوَالِيفِ منها كتابُ الفُتُوحِ وهو مَشْهُورٌ
سَيْفُ بنُ محمدٍ وابنُ هَارُونَ وابنُ مِسْكِينٍ وابنُ وَهْبٍ أَبو رُهْمٍ التمِيميُّ بَصْرِيٌّ يَرْوِي عن أَبي الطُّفَيْلِ وعنه ابنُ عُلَيَّةَ
سَيْفُ بنُ مُنِيرٍ التابِعِيُّ عن أَبي الدَّرْدَاءِ
وسَيْفُ بنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ الكُوفِيُّ التَّمّارُ عن مُجَالِدٍ
وأَبو سَيْفٍ الْمَخْزُومِيِّ التابِعِيُّ قال الذهَبِيُّ في ذُيْلِ الدِّيوانِ : لا يُعْرَفُ ضُعَفَاءُ
أَما الأَولُ : وهو سَيْفُ بنُ عُمَرَ فإِنه يَرْوِي عن عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ والأَعْمَشِ والثوْرِيِّ وابنِ جُرِيْجٍ ومُوسَى بنِ عُقْبَةَ قال يحيى : ضَعِيفُ الحديثِ وقال أبو حَاتِمٍ الرازِيُّ : مَتْرُوكُ الحَدِيثِ وكذا النسَائِيُّ والدارَقُطْنِيُّ وقال أَبو دُاوُدَ : كَذّابٌ وقال النسَائِيُّ : ليس بِثِقَةٍ ولا مَاْمُونٍ
وأَمَّا الثَّالِثُ فإِذا كان الذي يَرْوِي عن إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبي خالدٍ وسُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ فقد ضَعَّفَهُ النِّسَائِيُ والدَّارَقُطْنِيُّ وقال يحيى : ليس بشَيْءٍ قال ابنُ الجَوْزِيِّ في الضُّعَفَاءِ : ورَجُلٌ آخَرُ يُسَمَّى سَيْفَ بنَ هارُونَ الذي يَرْوِي عنه شُعْبَةُ ضَعَّفَهُ أَحمدُ وقال يحيى بنُ مالكٍ : قلتُ : وأَرْوَدَهُ الذَّهَبِيُّ في الدِّيوانِ إلاَّ أنه قال : عن شُعْبَةَ قال : وكأَنَّهُ البُرْجُمِيُّ . انتهى والصَّوابُ ما قَالَهُ ابنُ الجَوْزِيِّ
وأَما الرابعُ فقال الدَّارَقُطْنِيُّ : ليس بالْقَوِىِّ وقال ابنُ حِبَّانَ : يَأْتِي بالمَقْلُوباتِ والمَوْضُوعَاتِ لا يَحِلُّ الاحْتِجاجُ به لِمُخالَفَةِ الأَثْباتِ
وأَمَّا الخامسُ فضَعَّفَهُ أحمدُ وقال يحيى : كان هَالِكاً وقال النَّسَائِيُّ : ليس بِثَقَةٍ كذا قَالَه ابنُ الجَوْزِيِّ والذَّهَبِيُّ قلتُ : وقد أَوْرَدَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثِقَاتِ التَّابِعِين
وأَمَّا السادسُ فقد ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وقال الأَزْدِيُّ : لا يُكْتَبُ حَدِيثُه
وأَمّا السَّابعُ فضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيضاً
ويُنْظَرُ في كَلاَمِ المُصَنِّفِ بوُجُودهٍ :أوَّلاً : فإنَّهُ اقْتَصَرَ في ذِكْرِ الثِّقَاتِ على رَجُلَيْن مع أَنَّهُم تكلَّمُوا في أَوَّلِهِمَا كما تقدَّم وفي ثِقَاتِ التَّابِعِين ممَّنْ لم يذْكُرْهُم سَيْفُ بنُ الهُذَيْلِ وسُيْفُ بن سُبَيْعَةَ كِلاهُمَا عن ابنِ عُمَرَ وسَيْفٌ أَبُو الحَسَنِ عن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وسَيْفٌ الْمَازِنِيُّ عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وسَيْفٌ غيرُ مَنْسُوبٍ عن عَوْنِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ هؤلاءِ ذكَرهم ابنُ حِبَّانِ
وثانيا : فقد فَاتَه سَيْفُ بنُ أَبي زِيَادٍ التَّيْمِيُّ قال أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ : مَجْهُولٌ وسَيْفُ بنُ عُمَيْرَةَ الكُوفِيُّ يَرْوِي عن التَّابِعِين قال الأَزْدِيُّ : تَكَلَّمُوا فيه كذا في كتاب الضُعَفاءِ لابنِ الجَوْزِيِّ ومِثْلُه في حَوَاشِي الإِكْمَالِ
وثَالِثاً فإِنَّ سَيْفَ بنَ وَهْبٍ - الَّذِي ذَكَرَه - تابِعِيٌّ ولَمْ يُشِرْ لهُ المُصَنِّفُ مع الإِشَارَةِ في غَيْرِه فَتَأَمَّلْ
وسَيْفُ الغُرابِ : الدَّلَبُوثُ كقَرَبُوسٍ وقد تقدَّم في الثَّاءِ أَنَّهُ نَبَاتٌ أَصْلُه وَوَرَقُهُ مِثْلُ نَبَاتِ الزَّعْفَرَانِ سَوَاء وبَصَلَتُه في لِيفِهِ قال أَبو حَنِيفَةَ : وإِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّ وَرَقَهُ دَقِيقُ الطَّرَفِ كَالسَّيْفِ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : رَجُلٌّ سَيَّافٌ : إذا كان سَفَّاكاً لِلدِّماءِ وهو مَجَازٌ
ورِيحٌ مِسْيَافٌ : يَقْطَعُ كالسَّيْفِ قال الشاعرُ :
أَلاَ مَنْ لِقَبْرٍ لا تَزَالُ تَهُجُّهُ ... شَمَالٌ ومِسْيَافُ الْعَشِيِّ جَنُوبُ وبُرْدٌ مُسَيَّفٌ كمُعَظَّمٍ : فيهِ كصُوَرِ السُّيُوفِ
وسَيِفَتِ النَّخْلَةُ وانْسَافَتْ بمعنىً . وأَسَافَ القَوْمُ : أَتُوا السِّيفَ حَكاهُ الفَارِسِيُّ
والمُسِيفُ : الفَقِيرُ عن ابنِ بَرِّيّ أَوْرَدَهُ هنا
والسَّائِفَةُ : اسْمُ رَمْلٍ بعَيْنِهِ
وتَسَيَّفَه : ضَرَبَهُ بالسَّيْفِ
ويُقَال : نَزَلُوا بالسِّيْفِ أَي : بالسَّاحِل وهم أَهْلُ أَسْيَافٍ وأَرْيَافٍ . وبُرْدٌ مُسَيَّفٌ كمُعَظَّمٍ : عَرِيضُ الخُطُوطِ كالسَّيْفِ
ومن المَجَازِ : بَيْنَ فَكَّيْهِ سَيْفٌ صَارِمٌ
فصل الشين مع الفاء
الأَسَفُ مُحَرَّكَةً : أَشَدُّ الْحُزْنِ وقد أَسِفَ عَلَى ما فَاتَه كفَرِحَ كما في الصِّحاحِ والاسمُ أسَافَة كسَحَابَةٍ وأَسِفَ عَلَيْه : غَضِبَ فهو أَسِفٌ ككَتِفٍ ومنه قوله تعالى : ( غَضْبانَ أَسِفاً قال شيخُنا : وقَيَّدَه بعضُهم بأَنَّه الحُزْنُ مع ما فَاتَ لا مُطْلَقاً وقال الرَّاغِبُ : حقيفقةُ الأَسَفِ : ثَوَرانُ دَمِ القلبِ شَهْوَةَ الانْتِقَامِ فمتى كان ذلك عَلَى مَن دُونَه انْتَشَر وصار غَضَباً ومتى كان عَلَى مَن فَوْقَه انْقَبَضَ فصارَ حُزْناً ولذلك سُئِل ابنُ عَبَّاس عن الحُزْنِ والغَضَبِ فقال : مَخْرَجُهما واحدٌ واللَّفْظُ مُخْتلِف فمَن نازَع مَن لا يقْوَى عليه أَظْهَرَ غَيْظاً وغَضَباً ومَنْ نازَع مَن لا يقْوَى عليه حُزْناً وجَزَعا ولهذه قال الشاعر :
" فحُزْنُ كل أَخِي حُزْنٍ أَخو الْغَضَبِ وسُئِلَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَن مَوْتِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : ( َراَحَةُ لِلْمُؤْمِنِ وأَخْذَةُ أَسَفْ لِلْكَافِرِ ) ويُرْوَي : أَسِفٍ ككَتِفٍ أَي أَخْذَةُ سَخَطٍ أو أَخْذَةُ ساخِطٍ وذلِك لأَنَّ الغَضْبانَ لا يَخْلُو مِن حُزْنٍ ولَهَفٍ فقِيل له : أَسِفٌ ثم كَثُرَ حتى اسْتُعْمِل في مَوْضِعٍ لا مَجالَ للحُزْنِ فيه وهذِه الإِضافةُ بمعنَى مِن كخاتمِ فِضَّةٍ وتكون بمعنَى في كقولِ صِدْقٍ ووَعْدِ حَقٍّ وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : أَسِفَ فلانٌ عَلَى كذا وكذا وتَأَسَّف وهو مُتَأَسِّفٌ عَلَى ما فَاتَهُ فيه قَوْلان : أَحدُهما : أن يكونَ المعنَى حَزِنَ عَلَى ما فَاتَهُ ؛ لأَنَّ الأَسَفَ عندَ العَربِ الحُزْنُ وقِيل : أَشَدُّ الْحُزْنِ وقال الضَّحَّاكُ في قوله تعالى : ( إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً ) : أَي جَزَعاً وقال قَتَادَةُ أَسَفاً أَي غَضَباً وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) أَي : يا جَزَعاهُ
والأَسِيفُ كأَمِيرٍ : الأجير لِذُلِّهِ قاله المُبَرِّدُ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتُ أَيضاً
الأَسِيفُ الْحَزِينُ المُتَلَهِّفُ عَلَى مَا فَاتَ قال ابنُ السِّكِّيتِ : الأَسِيفُ : الْعَبْدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والجَمْعُ : الأُسَفاءُ قال اللَّيْثُ : لأَنَّه مَقْهُورٌ مَحْزُونٌ وأَنْشَدَ :
كَثُرَ الآنَاسُ فيما بَيْنَهُم ... مِنْ أَسِيفٍ يَبْتَغِي الْخَيْرِ وحُرّْ والاسْمُ الأَسَافَةُ كسَحَابَةٍ . والأَسْيفُ أَيضاً : الشَّيْخُ الْفَانِي والجَمْعُ الأَسَفَاءُ ومنه الحديثُ : ( فنَهَى عن قَتْلِ الأُسَفَاءِ ) ويُرْوَي : الْعُسَفَاء والْوُصَفَاء وفِي حَدِيثٍ آخَرَ : ( لا تَقْتُلُوا عَسِيفاً وَلاَ أَسِيفاً )
الأَسِيفُ أَيضاً : الرجلُ السَّرِيعُ الْحُزْنِ والرَّقِيقُ الْقَلْبِ كالأَسُوفِ كصَبُورٍ ومنه قولُ عائشةَ رضيَ الله عنها : إِنَّ أَبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ ( إِذا قَامَ لَمْ يُسْمَعْ مِن البُكَاءِ )
الأَسِيفُ أَيضاً : مَنْ لا يَكادُ يَسْمَنُ
من المَجَازِ : أَرْضٌ أَسِيفَةٌ بَيّنَةُ الأَسافَةِ : لا تكادُ تُنْبِتُ شَيْئاً كما في الصِّحاح وفي الأَساسِ لا تَمُوجُ بالنَّباتِ . وأُسَافَةٌ ككُنَاسَةٍ وسَحَابَةٍ : رَقِيقَةٌ أَو لا تُنْبِتُ أَو أَرْضٌ أَسِفَةٌ بَيِّنَةُ الأَسَافَةِ لا تَكَادُ تُنْبِتُ
وكسَحَابَةٍ : قَبيلةٌ من العرب قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى الطُّهَوِيّ :
" تَحُفُّهَا أَسَافَةٌ وجَمْعَرُ
" وخُلَّةٌ قِرْدَانُها تَنَشَّرُ جَمْعَر أَيضاً : قَبِيلَة وقد ذُكِرَ في مَحَلِّه وقال الفَرَّاءُ : أَسَافَةُ هنا مَصْدَرُ أَسِفَتِ الأَرْضُ إِذا قَلَّ نَبْتُهَا والجَمْعَرُ : الحِجَارَةُ المَجْمُوعة
أَسَفٌ كأَسَدٍ : ة بالنَّهْرَوَانِ مِن أَعْمَالِ بَغْدَاد بقُرْبِ إِسْكاف يُنْسَب إِليها مسعودُ بن جامِع أَبو الحَسَن البَصْرِيُّ الأَسَفِيُّ حَدَّث ببغداد عن الحُسَيْن بن طَلْحَةَ النِّعالِيِّ وعنه أَبو محمد عبدُ الله ابنُ أَحمد بن محمد الخَشَّاب المُتَوَفَّي سنة 540
وأُسْفُونَا بالضَّمِّ وضَبَطَه ياقُوتُ بالفَتْح : ة قُرْبَ الْمَعَرَّةِ وهو حِصْنٌ افْتَتَحَه محمودُ بنُ نصرِ بنِ صالح بنِ مِرْدَاسٍ الكِلاَبِيُّ فقال أَبو يَعْلَى عبدُ الباقي بنُ أَبِي حُصَيْن يَمْدَحُه ويذكُره :
عِدَاتُكَ مِنْكَ فِي وَجَلٍ وخَوْفٍ ... يُرِيدُون المَعَاقِلَ أَنْ تَصُونَا
فَظَلُّوا حَوْلَ أُسْفُونَا كَقَوْمٍ ... أَتَي فِيهِمْ فَظَلُّو آسِفِينَا وهو خَرَابٌ اليَوْمَ
إِسَافٌ ككِتَابٍ هكذا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ وياقُوتُ زاد ابنُ الأَثِيرِ : أَسَافٌ مثلُ سَحَابٍ : صَنَمٌ وَضَعَهُ عَمْرُو بن لُحَيٍّ الخُّزَاعَيُّ عَلَى الصَّفَا ونَائِلَةُ عَلَى الْمَرْوَةِ وكانَا لقُرَيْشٍ وكان يُذْبَحُ عليْهِمَا تُجَاهَ الْكَعْبَةِ كما في الصِّحاح أَوهُمَا رَجُلان مِن جُرْهُمَ : إِسَافُ بنُ عَمْروٍ ونَائِلُةُ بِنْتُ سَهْلٍ فَجَرَا في الْكَعْبَةِ وقِيل : أَحْدَثَا فيها فمُسِخَا حَجَرَيْنِ فعَبَدَتْهُمَا قُرَيْشٌ هكذا زَعَمَ بَعْضُهُم كما في الصِّحاح . قلتُ : وهو قَوْلُ ابن إِسْحَاق قال : وقيل : هما إِسافُ بنُ يَعْلَى ونَائِلَةُ بنتُ ذِئْبٍ وقيل : بنتُ زقيل وإِنَّهُمَا زَنَيَا في الكَعبةِ فمُسِخَا فنَصِبَا عند الكعبةِ فأَمَرَ عمرُو بن لُحَيٍّ بعِبَادَتِهما ثم حَوَّلَهُمَا قُصَيٌّ فجَعَلَ أَحدَهما بلِصْقِ الْبَيْتِ والآخَرَ بِزَمْزَم وكانَت الجاهِلِيَّةُ تَتَمَسَّحُ بهما
وأَمَّا كَوْنُهما مِن جُرْهُمَ فقال أَبو المنذر هِشَامُ بن محمد : حَدَّثنِي أَبِي عن أَبي صالحٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهم أَنَّ إِسافاً : رجُلٌ مِن جُرْهُمَ يُقَال : إِسَافُ بنُ يَعْلَى ونَائِلَةُ بنت زَيْدٍ مِن جُرْهُم وكانَ يَتَعَشَّقُهَا مِن أَرْضِ اليَمَنِ فَأَقْبَلاَ حَاجَّيْنِ فدَخَلاَ الكَعْبَةَ فَوَجَدَا غَفْلَةً مِن الناسِ وخَلْوَةً مِن الَبَيْتِ فَفَجَرَا فمُسِخَا فأَصْبَحُوا فَوَجَدُوهما مَمْسُوخَيْنِ فأَخْرَجُوهُمَا فوَضَعُوهُمَا مَوْضِعَهُمَا فعَبَدَتهْمُا خُزَاعَةُ وقُرَيْشٌ ومَن حَجَّ البَيْتَ بَعْدُ مِن العربِ
قال هشام : إِنَّمَا وُضِعا عندَ الكَعْبَةِ لِيَتَّعِظَ بهما النَّاسُ فلمَّا طالَ مُكْثُهُمَا وعُبِدَتِ الأَصْنَامُ عُبِدَا مَعَهَا وكان أَحَدُهُما بلِصْقِ الكَعْبَةِ ولهما يَقولُ أَبو طالبٍ - وهُوَ يَحْلِفُ بِهِمَا حِينَ تَحَالَفَتْ قُرَيْشٌ عَلَى بني حاشِمٍ - :
" أَحْضَرْتُ عندَ البَيْتِ رَهْطِي ومَعْشَرِيوأَمْسَكْتُ مِنْ أَثْوَابِهِ بِالْوَصَائِلِ
وحَيْثُ يُنِيخُ الأَشْعَرُونَ رِكَابَهُمْ ... بِمُفْضَى السُّيُولِ مِن إِسَافٍ ونَائِلِفكَانا علَى ذلك إِلى أَنْ كَسَرَهُمَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الفَتْحِ فِيمَا كَسَرَ مِن الأَصْنامِ . قال : ياقوت : وجاءَ في بعضِ أَحَادِيثِ مُسْلِمٍ أَنَّهُمَا كَانَا بِشَطِّ الْبَحْرِ وكانتِ الأَنْصَارُ في الْجَاهِلِيَّةِ تُهِلُّ لهما وهو وَهَمٌ والصَّحِيحُ أنَّ التي كانتْ بشَطِّ البَحْرِ مَنَاةُ الطَّاغِيَةُ
وإِسَافُ بْنُ إِنْمَارٍ وإِسَافُ ابنُ نَهِيكٍ أو هو نَهِيكُ بْنُ إِسافٍ ككِتَابٍ ابنِ عَدِيٍّ الأَوْسِيُّ الْحَارِثيُّ : صَحَابِيَّانِ الصَّوابُ أَن الأخِيرَ له شِعْرٌ ولا صُحْبَةَ له كما في مُعْجَم الذَّهَبِيّ
وأسْفَهُ : أَغْضَبَهُ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ مِن حَدِّ ضَرَبَ والصوابُ : آسَفَهُ بالمَدِّ كما في العُبَاب واللِّسَان ومنه قَوْلُه تعالى ( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ) أَي أَغْضَبُونَا
ويُوسُفُ وقد يُهْمَزُ وتُثَلَّثُ سِينُهُمَا أَي : مَعَ الهَمْزِ وغَيْرِه ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ : قال الفَرّاءُ : يُوسُفُ ويُوسَفُ ويُوسِفُ ثلاثُ لُغَاتٍ وحُكِىَ فيه الْهَمْزُ أَيضاً انتهى
وقَرَأَ طلَحَةُ بنُ مُصَرِّف : ( لَقَدْ كَانَ فِي يُؤْسِفَ ) بالْهَمْزِ وكَسْرِ السِّين كما في العُبَابِ وهو الْكَرِيمُ ابنُ الكرِيِم ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام يُوسُفُ بنُ عبدِ اللهِ بن سَلاَم أَجْلَسَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في حَجْرِه وَسَمَّاهُ ومَسَحَ رَأْسَه ويُوسُفُ الفِهرِيُّ روَى عنه ابنُه يَزِيدُ في قِصَّةَ جُرَيْحٍ بخَبَرٍ باطِلٍ : صَحَابِيَّانِ
وأَمَّا يُوسُفُ الأَنْصَارِيُّ الذي روَى له ابنُ قَانِعٍ في مُعْجَمِهِ فالصَّوابُ فيه سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ
وتَأَسَّفَ علَيْه : تَلَهَّفَ وقد تَقَدَّمَ عنِ ابنِ الأَنْبَارِيِّ ما فِيه غُنْيَةٌ عن ذِكْرِه ثانياً
وقال أحمدُ بنُ حَواسٍ : كان ابنُ المُبَارَكِ يَتَأَسَّفُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ ويقول : لِمَ لَمْ أَطْرَحْ نَفْسِي بين يَدَيْ سُفْيَانَ ؟ ما كنتُ أَصْنَعُ بفلانٍ وفلانْ ؟ : ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : رجلٌ أَسْفَانُ وآسِفٌ كحَنْانٍ ونَاصِرٍ : مَحْزُونٌ وغَضْبانُ وكذلِكَ الأَسِيفُ
والأَسِيفُ أَيضاً : الأَسِيرُ وبِهِ فُسِّرِ قَوْلُ الأَعْشَي :
أَرَى رَجُلاً مِنْهُمْ أَسِيفاً كَأَنَّمَا ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبَا يقول : هو أَسِيرٌ قد غُلَّتْ يَدُهُ فجَرَحَ الْغُلُّ يَدَهُ
والأَسِيفَةُ : الأَمَةُ
وآسَفَهُ : أَحْزَنَهُ
وتَأَسَّفَتْ يَدُهُ : تَشَعَّثَتْ وهو مَجَاز
وإِسَافٌ ككِتَابٍ : اسْمُ الْيَمِّ الذي غَرِقَ في فِرْعَوْنُ وجُنُودُه عن الزَّجَّاجِ قال : وهو بِنَاحِيَةِ مِصْرِ
وخالد وخُبَيْب وكُلَيْب بنو إِسَافِ الجُهَنِيِّ صَحَابِيُّون الأَوَّلُ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وقُتِلَ بالْقَادِسِيَّةِ
السَّوْفُ : الشَّمُّ يُقَال سَافَهُ يَسُوفُه : إِذا شَمَّهُ ويَسَافُهُ لُغَةٌ فيه
قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : السَّوْفُ : الصَّبْرُ
وبِالضَّمِّ والسُّوَفُ كَصُرَدٍ : جَمْعَا سُوفَةٍ بِالضَّمِّ : اسْمٌ لِلأَرْضِ كما يَأْتي
والْمَسَافُ والْمَسَافَةُ والسِّيفَةُ ...
السَّوْفُ : الشَّمُّ يُقَال سَافَهُ يَسُوفُه : إِذا شَمَّهُ ويَسَافُهُ لُغَةٌ فيه
قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : السَّوْفُ : الصَّبْرُ
وبِالضَّمِّ والسُّوَفُ كَصُرَدٍ : جَمْعَا سُوفَةٍ بِالضَّمِّ : اسْمٌ لِلأَرْضِ كما يَأْتي
والْمَسَافُ والْمَسَافَةُ والسِّيفَةُ بالْكَسْرِ الأُولَى والثَّانِيَةً نَقَلَهُمَا ابنُ عَبَّادٍ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الثَّانِيَةِ : الْبُعْدِ وهو مَجَازٌ يُقَال : كم مَسَافَةُ هذه الأَرْضِ ؟ وبَيْنَنَا مَسَافَةُ عِشْرِين يَوْماً وكذلك : كم سِيفَةُ هذه الأَرْضِ ومَسَافُهَا ؟ وإنَّمَا سُمِّيَ بذلك لأَنَّ الدَّلِيلَ إِذا كانَ في فَلاَةٍ شَمَّ تُرَابَهَا لِيَعْلَمَ أَعَلَى قَصْدٍ هو أَمْ لا وذلك إذا ضَلَّ فإِذا وَجَدَ الأَبْعَادَ عَلِمَ أَنَّه علَى طَرِيقٍ وقال امْرُؤُ القَيْسِ :
علَى لاَحِبٍ لا يُهْتَدَي بِمَنَارِهِ ... إِذَا سَافَهُ الْعَوْدُ الدِّيَافِىُّ جَرْجَرَا أي : ليس به مَنَارٌ فيُهْتَدَي به وإذَا سَافَ الجَمَلُ تُرْتَبَهُ جَرْجَرَ جَزَعاً مِنْ بُعْدِهِ وقِلَّةِ مَائِهِ فَكَثُرَ الاسْتِعْمَالُ حتى سَمَّوُا الْبُعْدَ مَسَافَةً قَالَه الجَوْهَرِيُّ
وفي الأسَاسِ : المَسَافَةُ : المَضْرَبُ البَعِيدُ وأصْلُهَا : مَوضِعُ سَوْفِ الأِدلاَّءِ يتَعَرَّفُون حَالَهَا مِن بُعْدٍ وقُرْبٍ وجَوْزٍ وقَصْدٍ ويُقَال : بَيْنَهُم مَسَاوِفُ ومَرَاحِلُ
والسَّائِفَةُ : الرَّمْلَةُ الدَّقِيقَةُ وقد تقدم ذِكْرُها أيضاً في " س أَ ف " وأوْرَدَهُ الجَوْهَرِيُّ هنا وأنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامِ :
كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا كُرَّاثُ سَائِفَةٍ ... طَارَتْ لَفَاِئِفُهُ أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ له أيضاً :
وهَلْ يَرْجِعُ التَّسْلِيمَ رَبْعٌ كأَنَّهُ ... بِسَائِفَةٍ قَفْرٍ ظُهُورُ الأَرْاقِمِ قال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : السَّائِفَةُ مِن اللَّحْمِ بِمَنْزِلَةِ الْحِذَيْةِ
والأَسْوَافُ كأَنَّهُ جَمْعُ سَوْفٍ بمعنَى الشَّمِّ أَو الصَّبْرِ قال ياقُوتُ : ويجوز أن يُجْعَل جَمْعَ سَوْفَ - الحرفُ الذي يدخُل علَى الأَفْعَالِ المُضَارِعةِ - اسْماً ثم جَمَعَه وكُلُّ ذلك سَائِغٌ : ع بعيْنِهِ بِالْمَدِينَةِ علَى سَاكِنها أفْضَلُ السَّلامِ بنَاحِيَةِ البَقِيعِ وهو مَوْضِعُ صَدَقةِ زَيْدِ ابنِ ثابتٍ الأَنْصَارِيِّ وهو مِن حَرَمِ المدينةِ وقد تقدَّم ذِكْرُه في " ن ه س "
السَّوَافُ كَسَحَابٍ : الْقِثّاءُ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عن الطُّوسِيِّ هكذا هو بالقَافِ والثَّاءِ المُثَلَّثةِ في بعضِ الأُصُولِ وهو الصحيحُ وفي بَعْضِها : الفَنَاءُ بالفاءِ المَفْتُوحةِ والنُّونِ لِمُنَاسَبةِ ما بَعْدَهُ هو قَوْلُه : والمْوُتانُ في الإِبِلِ يًقَال : وَقَعَ في الْمَالِ سَوَافٌ أَي : موتٌ كما في الصِّحاحِ أو هو بِالضَّمِّ كما رَوَاهُ الأَصْمَعِيَّ أو في النَّاسِ والْمَالِ وبِالضَّمِّ : مَرَضُ الإِبِلِ ويُفْتَحُ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهو خَارِجٌ عن قِيَاسِ نَظَائِرِهِ وفي الصِّحاحِ : قال ابنُ السِّكِّيتِ : سَمِعْتُ هِشَاماً المَكْفُوفَ يقول : إِنَّ الأَصْمَعِيَّ يقول : السُّوافُ بالضَّمِّ ويقول : الأَدْواءُ كُلُّهَا تَجيءُ بِالضَّمِّ نحو النُّحَازِ والدُّكَاعِ والقُلابِ والخُمالِ فقال أَبو عمروٍ : لا هو السَّوافُ بالفَتْحِ وكذلك قال عُمَارَةُ بنُ عَقِيلِ بن بِلاَلِ بنِ جَرِيرٍ قال ابنُ بَرِّيّ : لم يَرْوِهِ بالفَتْحِ غيرُ أبي عمروٍ وليس بشَيْءٍ
يُقَال : سَافَ الْمَالُ يَسُوفُ ويَسَافُ سَوْفاً : هَلَكَ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى يَسُوفُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الأَسْوَدِ العِجْلِيِّ :
لَجَذْتَهُمُ حَتَّى إذَا سَافَ مَالُهُمْ ... أَتَيْتَهُمُ في قَابِلٍ تَتَجَدَّفُ سَافَ المالُ : وَقَعَ فيه السَّوَافُ أَي المُوتَانُ
والسَّافُ : كُلُّ عَرَقٍ مِن الْحَائِطِ كما في العُبَابِ والصِّحاحِ في اللِّسَانِ : السَّافُ في البِنَاءِ : كُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ ؛ يُقَال : سَافٌ مِنَ البِنَاءِ وسَافَانِ وثَلاثَةُ آسُفٍ وقال اللَّيْثُ : السَّافُ : ما بين سَافَاتِ الْبِنَاءِ أَلِفُهُ وَاوٌ في الأَصْلِ وقال غيرُه : كُلُّ سَطْرٍ مِن اللَّبِنِ والطِّينِ في الجِدَارِ سَافٌ ومِدْمَاكٌ
قال ابنُ عَبَّادٍ : السَّافُ مِن الرِّيحِ : سَفَاهَا الْوَاحِدَة سَافَةٌ هكذا هو نَصُّ المَحِيطِ وفيه مُخالَفَةٌ لِقَاعِدَتِهِ
والسَّافَةُ والسَّائِفَةُ والسُّوفَةُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى أُولاَهُنَّ : الأَرْضِ بَيْنَ الرَّمْلِ والْجَلَدِ
وقال أبو زيادٍ : السَّائفةُ : جَانِبٌ مِن الرَّمْل أَلْيَنُ ما يكونُ منه والجَمْعُ : سَوَائِفُ قال ذُو الرُّمَّةِ :
" وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى اللِّثَاثِ كَأَنَّهُذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِى السَّوَائِفِ وقال جابرُ بنُ جَبَلَةَ : السَّائِفَةُ : الحَبْلُ مِن الرَّمْلِ
وسَافَهَا : دَنَا مِنْهَا وفي العُبَابِ بَعْدَ قَوْلِهِ : وكذلك السُّوفَةُ : كأَنَّهَا سَافَتْهما أَي : دَنَتْ منهما وهكذا هو نَصُّ المُحِيطِ
والْمَسَافُ : الأَنْفُ لأَنَّهُ يُسَافُ به كذا في المُحِيطِ أي : يُشَمُّ
قال : والْمَسُوفُ : الْهَائِجُ من الْجِمَالِ يعني المَشْمُومَ وإذا جَرِبَ البَعِيرُ وطُلِيَ بالقَطِرَانِ شَمَّتْهُ الإِبِلُ ويُرْوَي بالشِّينِ المًعَجْمَةِ كما سيأْتِي
قال الصَّاغَانِيُّ : وأَمَّا الشَّيِّفَةُ ككَيِّسَةٍ لِلطَّلِيعَةِ كذا في نُسَخِ العُبَابِِ وفي التَّكْمِلَةِ : الطَّبِيعَة هكذا وصُحِّحَ عليه فَبِالْمُعْجَمَةِ كما سيأْتي وفيه رَدٌّ علَى صاحبِ المُحِيطِ حيثُ أَوْرَدَهُ المُهْمَلَةِ
وسَوْفَ أَفْعَلُ ويُقَالُ : سَفْ أَفْعَلْ وسَوْ أَفْعَلُ لُغَتَانِ في : سَوْفَ أَفْعَلُ وقال ابنُ جِنِّيّ : حَذَفُوا تَارةً الواوَ وأُخْرَى الفاءَ فيه لُغَةٌ أخْرَى وهي : سَى أَفْعَلُ هكذا هو في النُّسَخِ وفي اللّسَانِ : سَايكونُ فحذَفُوا اللاَّمَ وأَبْدَلُوا العَيْنَ طَلَباً لِلْخِفَّةِ : حَرْفٌ مَعْنَاهُ الاسْتِئْنَافُ أو كَلِمَةُ تَنْفِيسٍ فِيمَا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن سِيبَوَيْه قال : أَلا تَرَى أَنَّك سَوَّفْتَهُ إِذا قلتَ له مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ : سوف أَفعلُ ولا يُفْصَلُ بينَهَا وبينَ أَفْعَلُ لأَنَّهَا بمَنْزِلَةِ السِّينِ في سَيَفْعَلُ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : سوف : كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في التَّهْدِيدِ والْوَعِيدِ والْوَعْدِ فإِذا شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَهَا اسْماً نَوَّنْتَهَا وأَنْشَدَ :
" إِنَّ سَوْفاً وإنَّ لَيْتاً عَنَاءُ ويُرْوَي :
" إِنَّ لَوَّا وإِنَّ لَيْتاً عَنَاءُ فنَوَّنَ إذْ جَعَلَهُمَا اسْمَيْن قال الصَّاغَانِيُّ : الشَّعْرُ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ وسِيَاقُهُ :
لَيْتَ شِعْرِي وأَيَْ مِنّيَ لَيْتٌ ... إنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَواًّ عَنَاءُ وليس في روَايَةٍ من الرِّوَاياتِ ( إن سوفاً )
ثم قال ابن دُرَيْدٍ : وذكَر أَصْحَابُ الخَلِيلِ عنه أَنَّه قال لأبي الدُّقَيْشِ : هل لَكَ في الرُّطَبِ ؟ قال : أَسْرَعُ هَلٍّ وأَوْحَاه فجَعَلَهُ اسْماً ونَوَّنَهُ قال : والبَصْرِيُّونَ يَدْفَعُون هذا
مِن المَجَازِ : يُقَال : فُلاَنٌ يَقْتَاتُ السَّوْفَ أَي : يَعِيشُ بِالأَمَانِيِّ وكذلك قَوْلُهُم : وما قُوتُه إلا السَّوْفُ كما في الأَساسِ
والفَيْلَسُوفُ : كلمةٌ يُونَانِيَّةٌ أَيْ : مُحِبُّ الْحِكْمَةِ أَصْلُهُ فَيْلاَ سُوفَا فَيْلاَ : هو الْمُحِبُّ وسُوفَا : وهو الْحِكْمَةِ والاسْمُ منه الْفَلْسَفَةُ مُرَكَّبَةً كَالْحَوْقَلَةِ . والحَمْدَلَةِ والسَّبْحَلَةِ كما في العُبَابِ
وأَسَافَ الرَّجُلُ إِسَافَةً : هَلَكَ مَالُهُ فهو مُسِيفٌ كما في الصِّحاحِ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ
وقال غيرُه : أَسافَ الرَّجُلُ : وَقَعَ في مَالِهِ السَّوَافُ قال طُفَيْلٌ :
فَأَبَّلَ واسْتَرْخَى بهِ الْخَطْبُ بَعْدَمَا ... أَسَافَ ولَوْ لاَ سَعْيُنَا لم يؤَبَّلِوفي حديثِ الدُّؤَلِيِّ : " وقَفَ علىَّ أعْرَابِيُّ فقال : " أَكَلَنيِ الفَقْرُ ورَدَّنِي الدَّهْرُ ضَعِيفاً مُسيفاً "
قال أبو عُبَيْدٍ : أَساف الْخَارِزُ إسافَةٍ : أَثْأَي فَانْحَرَمَتِ الْخُرْزَتَانِ
وأَسافَ الخَرْزَ : خَرَمَهُ قال الرَّاعِي :
كأَنَّ العُيُونَ المُرْسِلاَتِ عَشِيَّةً ... شَآبِيبَ دَمْعٍ لم يَجِدْ مُتَرَدَّدَا
مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ مُسِيفَةٍ ... أَخَبَّ بِهِنَّ الْمُخْلِفَانِ وأَحْفَدَا قال ابنُ عَبَّادٍ : أَسَافَ الْوَالِدَانِ إذا مَاتَ وَلَدُهُمَا فَالوَلَدُ مُسَافٌ وأَبُوهُ مُسِيفٌ وأَمُّهُ مِسْيَافٌ في المَثَلِ : ( أَسَافَ حتى مَا يَشْتَكِي السَّوَافَ " قال الجَوْهَرِيُّ : يُضْرَبُ لِمَنْ تَعَوَّدَ الْحَوَادِثَ نَعُوذُ باللهِ منْ ذلك وأَنْشَدَ لِحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ :
فَيَالَهُمَا مِنْ مُرْسَلَينِ لِحَاجَةٍ ... أَسَافَا مِنَ الْمَالِ التِّلاَدَ وأَعْدَمَا وفي الأَسَاسِ : لِمَنْ مَرَنَ علَى الشَّدَائِدِ ويُقَال : ( أَصْبَرُ علَى السَّوافِ مِن ثَالِثَةِ الأَثَافِ "
وسَوَّفْتُهُ تَسْويفاً : مَطَلْتُهُ وذلك إذا قلتَ : سوف أَفْعَلُ قال ابنُ جِنِّي : وهذا كما ترى مُأْخُوذٌ مِن الحَرْفِ وفي شَرْح نهجِ البَلاغَةِ لابْنِ أَبي الحَدِيد أَنَّ أَكْثَرَ ما يُسْتَعْمَلُ التَّسْوِيفُ للوَعْدِ الذي لا إنْجَازَ له نَقَلَهُ شيخنا
حكَى أَبو زَيْدٍ : سَوَّفْتُ فُلاَناً أَمْرِى : أَي مَلَّكْتُُ إِيَّاهُ وحَكَّمْتُهُ فيه يَصْنَعُ ما يشاءٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وكذلك : سَوَّمْتُهُ
وقال ابنُ عَبّادٍ : رَكِيَّةٌ مُسَوِّفَةٌ كَمُحَدِّثَةٌ : أي يُقَالُ : سَوْفَ يُوجَدُ فيها الْمَاءُ أَو يُسَافُ مَاؤُهَا فَيُكْرَهُ ويُعَافٌ والوَجْهَانِ ذَكَرَهما الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً هكذا
وكمُحَدِّثٍ : مَن يصْنَعُ ما يَشَاءُ لا يَرُدُّهُ أَحَدٌ
واسْتَافَ : اشْتَمَّ والمَوْضِعُ مُسْتَافٌ
وسَاوَفَهُ : سَارَّهُ والمرأَةُ : ضَاجَعَهَا ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : سُئِفَ الرَّجُلُ فهو مَسْئُوفٌ : أي فَزِعَ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ هنا وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في الشِّين المُعْجَمَةِ وهما لُغَتَانِ
وسَاوَفَهُ مُسَاوَفَةً : مَاطَلَهُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لابنِ مُقْبِلٍ :
" لَوْ سَاوَفَتْنَا بِسَوْفٍ مِنْ تَحِيَّتِهاسَوفَ الْعَيُوفِ لَرَاحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا انْتَصَبَ سَوْفَ العَيُوفِ علَى المَصْدَرِ المَحْذوفِ الزِّيَادة
ويقال : إنّه لَمُسَوِّفٌ : أَي صَبُورٌ وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ :
هذا ورُبَّ مُسَوِّفِينَ صَبَحْتُهُمْ ... مِنْ َخْمِر بَابِلَ لَذةً لِلشَّارِبِ والتَّسْوِيفُ : التَّاْخِيرُ وفي الحديثِ : أنَّه لَعَنَ المُسَوِّفَةَ من النِّسَاءِ وهي التي لا تُجِيبُ زَوْجَها إذا دَعاهَا إِلى فِرَاشِهِ وتُدَافِعُه فيما يُرِيدُ منها وتقولُ : سَوْفَ أَفْعَلُ
وسَاوَفَهُ : شَمَّهُ
والسَّائِفَةُ : الشَّطُّ مِن السَّنامِ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه
وأَسافَهُ اللهُ : أَهْلَكَهُ
وإِنَّهَا لَمْساوِفَةُ السَّيْرِ : أي مُطِيقَتُهُ
والسَّافُ : طائرٌ يَصِيدُ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه
ومن مَجازِ المَجَازِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
وأبْعَدِهِمْ مَسَافَةَ غَوْرِ عَقْلٍ ... إِذا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ . كما في الأَسَاسِ