شاعَ الخبَرُ في النّاسِ يَشيعُ شَيْعاً بالفتح وشُيوعاً بالضَّمِّ ومَشاعاً بالفتح وشَيْعوعَةً كدَيْمومَةٍ وشَيَعاناً مُحَرَّكَةً اقتصر الجَوْهَرِيّ منها على الرَّابعِ فهو شائعٌ : ذاعَ وفَشا وظَهَرَ وانْتَشَرَ وقولُهم : هذا خَبَرُ شائعٌ وقد شاع في النَّاسِ معناه : قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ فاستوى عِلْمُ النّاس به ولم يكن علمُه عند بعضِهِم دونَ بعضٍ . وَسَهْمٌ شائعٌ وشاعٍ ومُشاعٌ : غيرُ مَقسوم الثاني مَقلوبٌ كما يُقالُ : سائرُ الشيءِ وسارُهُ قاله الجَوْهَرِيُّ قال ابن برّيّ : وشاهده قولُ ربيعةَ بنِ مَقروم :
" له رَهَجٌ منَ التَّقريبِ شاعٌ أَي شائعٌ ومثلُه :
" خَفَضوا أَسِنَّتَهُم فكُلٌّ ناعْ أَي نائعٌ . ويُقال : ما في هذه الدَّارِ سَهْمٌ شائعٌ أَي مُشتهِرٌ ومُنْتَشِرٌ ونصيبُ فلانٍ في جميعِ هذه الدَّارِ شائعٌ ومُشاعٌ أَي ليس بمَقسومٍ ولا بمَعزولٍ . يُقال : هذا شَيْعُ هذا أَي شَوْعُهُ أَو مِثلُه الأَخير قولُ أَبي عُبَيدٍ . والشَّيْعُ : المِقدارُ يقال : أَقامَ فلانٌ شَهراً أَو شَيْعَهُ . نقله الجَوْهَرِيُّ أَي مِقدارَه أَو قريباً منه . الشَّيْعُ : ولَدُ الأَسَد كما في بعضِ نُسَخ الصِّحاحِ وزادَ صاحِبُ اللسانِ : إذا أَدرَكَ أَنْ يَفرِسَ وفي بعضها : الأَسَدُ والأَوَّل قول الليث وابن دُريد . وآتيكَ غداً أَو شَيْعَهُ أَي بعدَه كما في الصحاحِ وزادَ في اللسان : وقِيلَ : اليومُ الذي يتبعُه قال عمرُ بنُ رَبيعةَ :
قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا ... أَو شَيْعَهُ أَفلا تُشَيِّعُنا وفي الصِّحاح : أَفلا تُوَدِّعُنا . وشَيْعُ اللهِ : اسمٌ كتَيْمِ اللهِ وهو شَيْعُ الله بن أَسَدِ بن وَبْرَة نقله الحافظ . وشَيْعانُ : ع باليَمَنِ من مِخلاف سِنْحانَ . وشِيعَةُ الرَّجُلِ بالكسْرِ : أَتباعُه وأَنصارُه وكُلُّ قومٍ اجتمعوا على أَمْرٍ فهُم شِيعَةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : مَعنى الشِّيعَةِ : الذين يتبعُ بعضُهُم بَعضاً وليس كلُّهُم مُتَّفقينَ . وفي الحديثِ : " القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ " أَي أَولِياؤُه . أصلُ الشِّيعَةِ : الفِرْقَةُ من النّاسِ على حِدَةٍ وكلُّ مَن عاوَنَ إنساناً وتَحَزَّبَ له فهو له شيعةٌ قال الكُمَيْتُ :
وما لِيَ إلاّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وما ليَ إلاّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ ويقعُ على الواحدِ والاثنينِ والجَمعِ والمُذَكَّرِ والمؤنَّثِ بلفظٍ واحِدٍ ومعنى واحِدٍ . وقد غلَبَ هذا الاسمُ على كلِّ مَن يَتولَّى عَلِيّاً وأَهل بيتِه رضي الله عنهم أَجمعينَ حتّى صارَ اسماً لهُم خاصّاً فإذا قيلَ : فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه منهم وفي مَذهب الشيعَةِ كذا أَي عندَهم أَصلُ ذلكَ من المُشايَعَةِ وهي المُطاوَعَةُ والمُتابَعَةُ . وقيل : عَيْنُ الشِّيعَةِ واوٌ مِن شَوَّعَ قومَهُ إذا جمعَهُم وقد تقدَّمت الإشارَةُ إليه قريباً وقال الأَزْهَرِيّ : الشِّيعَة : قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوَى عِتْرَةِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ويُوالونَهُم . قال الحافظُ : وهم أُمَّةٌ لا يُحْصَوْنَ مُبتدِعَةٌ وغُلاتُهم الإماميَّةُ المُنتظِرِيَّةُ يَسُبُّونَ الشَّيخَينِ وغُلاةُ غُلاتِهِم ضُلاّلٌ يُكَفِّرونَ الشَّيخين ومنهم من يرتَقي إلى الزَّندَقَةِ أَعاذَنا الله منها . ج : أَشياعُ وشِيَعٌ كعِنَبٍ قال الله تعالى : " كما فُعِلَ بأَشياعِهِم " وقولُه تعالى : " ولَقَد أَهلَكْنا أَشْياعَكُمْ " قيل : المُراد بالأَشياعِ أَمثالُهُم ممن الأُمَمِ الماضيَةِ ومَن كانَ مَذهبه مذهبهم قال ذو الرُّمَّةِ :
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشياعِهِم خبراً ... أَم راجَعَ القلبَ من أَطرابِه طَرَبُ وقال تعالى : " إنَّ الّذينَ فرَّقوا دينَهُمْ وكانوا شِيَعاً " أَي فِرَقاً مُختلِفينَ كلُّ فرقةٍ تُكَفِّرُ الفرقةَ المُخالفةَ لها يعني به اليهودَ والنَّصارى . وشِعْتُ بالشَّيءِ كبِعْتُ : أّذَعْتُهُ وأَظْهَرْتُه هكذا في النُّسَخِ : بالشَّيءِ ومثلُه في العُبابِ والأَولَى بالسِّرِّ كما في اللسان كأَشَعْتُه وأَشَعْتُ به قال الطِّرْمّاح :
جَرى صَبَباً أَدَّى الأَمانةَ بَعدَما ... أَشاعَ بلَوماهُ عَلَيَّ مُشيعُشِعْتُ الإناءَ شَيْعاً : ملأْتُهُ فهو مَشيعٌ كمَبيعٍ ومنه : هو ضَبٌّ مَشيعٌ للْحَقودِ كما سيأْتي . منَ المَجاز : في الدُّعاءِ : حَيَّاكُمُ اللهُ وشاعَكُمُ السَّلامُ كمالَ عليكُمُ السّلامُ هكذا في النُّسَخ وفيه سَقْطٌ والصَّوابُ : كما يُقال : عليكُم السّلام قال الشّاعِرُ :
أَلا يا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السّلامُ وهذا إنَّما يقولُه الرَّجُلُ لأَصحابه إذا أرادَ أَن يُفارِقَهُم كما قال قيسُ بنُ زُهيرٍ لَما اصْطَلَحَ القَومُ : يا بني عَبْسٍ شاعَكُم السَّلامُ فلا نظرتُ في وجْهِ ذُبيانِيَّةٍ قتلْتُ أَباها أو أَخاها وسارَ إلى ناحية عُمانَ وهناكَ عَقِبُه ووَلَدُه كما في الصِّحاح والعُبابِ . شاعَكُم السَّلام : تَبِعَكُم نقله الصَّاغانِيّ أَو شاعَكُم : لا فارَقَكُم وهو قريبٌ من قول ثَعلَبٍ : أَي صَحِبَكُم وشَيَّعَكُم . ومنه قولُهم : شاعَكَ الخيرُ أَي لا فارقَكَ قال لُبيدُ رضي الله عنه :
فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قبورَهُمْ ... أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَوِّرِ شاعَكُم : ملأَكُمُ السَّلامُ يَشاعُكُم شَيْعاً وهذا نقله يونُسُ . يُقال : شاعَكُمُ اللهُ بالسَّلامِ كما في الأَساس . والمعنى واحدٌ ويُقال : أَشاعَكُمُ السَّلام وأَشاعَكُم به : أَتبعَكُم أَي عَمَّكُم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً . وقال ثعلَبٌ : معنى أَشاعَكُم السَّلامَ : أَصحَبَكم إيّاه وليس ذلكَ بقَويٍّ . والشّاعُ : بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ فهو يُقطِّعُه إذا هاجَ نقله الأَصمعيُّ وأَنشدَ :
ولقد رَمى بالشّاعِ عندَ مُناخِهِ ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهديرِ أَو المُنتشِرُ من بولِ النّاقة إذا ضربَها الفَحْلُ شاعٌ أَيضاً نقله الأَصمعيُّ كذلك وأَنشدَ :
يُقَطِّعْنَ للإبساسِ شاعاً كأَنَّه ... جَدايا على الأَنْساءِ منها بَصائرُ قد أَشاعَتْ به إشاعَةً إذا رمَتْهُ رَمياً وأَرسلَتْهُ مُتَفَرِّقاً وقطَّعَتْهُ مثل أَوزَغَتْ ببَولِها وأَزْغَلَتْ ولا يكونُ ذلكَ إلاّ إذا ضربَها الفَحْلُ ولا تكونُ الإشاعةُ إلاّ في الإبلِ . والشَّاعَةُ : الزَّوجَةُ لِمُشايَعَتِها الزَّوجَ ومتابَعَتها قاله شَمِرٌ ومنه الحديث : أَنَّه قال لِعَكَّافِ بنِ وَداعَةَ الهِلالِيِّ رضي الله عنه : " أَلَكَ شاعَةٌ " كما في العُبابِ . قلتُ : ووَرَدَ أَيضاً أَنَّ سيفَ بنِ ذي يَزَن قالَ لعبد المُطَّلِب : هلْ لكَ من شاعَةٍ ؟ أَي زَوجَةٍ . الشَّاعَةُ : الأَخبارُ المُنتشرَةُ عن ابن الأَعرابيِّ . والشِّياع ككِتابِ هكذا في نُسَخ الصِّحاح ووُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكريّا : المِشياعُ كمِحراب : دِقُّ الحَطَبِ تُشَيَّع به النّار أَي توقَدُ وقد يُفتَحُ والكَسْرُ أَفصَح كما يُقال : شِبابٌ لِلنّار وجِلاءٌ لِلعَينِ وعليه اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجاز . في حديث عليٍّ رضي الله عنه : أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنّارَةِ والشِّياعِ قال ابنُ الأَعرابيِّ : الشِّياعُ : مِزمارُ الرَّاعي ومنه قولُ مَريَمَ عليها السّلامُ : اللهمَّ سُقْهُ بلا شياعٍ تَعني الجَرادَ أَي بلا زَمّارَةِ راعٍ . وفي الأَساسِ : هو مِنفاخُ الرَّاعي سُمِّيَ به لأَنَّه يَصيحُ بها على الإبِلِ فتَجتَمِعُ . الشِّياعُ : صوتُه وهذا نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ :
" حَنينَ النِّيبِ تَطرَبُ للشِّياعِ وهو قول قيس بنِ ذَريح وصدرُه :
" إذا ما تُذْكَرينَ يَحِنُّ قَلبيوروى أَبو محمّدٍ الباهِلِيُّ : حَنينَ العودِ . الشِّياعُ : الدُّعاةُ عن ابنِ الأَعرابيِّ وهي جَمعُ داعٍ ووقعَ في التَّكملَةِ : الشِّياعُ : الدُّعاءُ . قال أَبو سعيدٍ : يُقال : هُمْ شُيَعاءُ فيها كفُقَهاءَ أَي كلُّ واحِدٍ منهم شَيِّعٌ لصاحبِه ككَيِّسٍ وكذا هذه الدَّارُ شَيِّعَةٌ بينَهُم أَي مُشاعَةٌ . والمَشيعُ كمَكيلٍ : الحَقودُ المَملوءُ لُؤماً قال ابنُ الأَعرابيِّ : سَمعتُ أَبا المَكارِمِ يَذُمُّ رَجُلاً يَقولُ : هو خَبٌّ مَشيعٌ أَرادَ أَنَّه مثلُ الضَّبِّ الحَقودِ ولا يُنتفَعُ به من قولِكَ : شعْتُهُ أَشيعُه إذا ملأْته وهو مَجازٌ . قال ابنُ دُريدٍ : المِشْيَعَةُ كمِكْنَسَةٍ : قُفَّةٌ للمرأَةِ لِقُطْنِها ونَحوِه كما في العُباب واللسان سُمِّيَت بذلك لأَنَّها تصحَبُها وتتْبَعُها . الشَّيوعُ كصَبور الوَقودُ والثَّقوبُ . قال أَبو حنيفَةَ : هو الضِّرامُ من الحَطَبِ وهو ما دَقَّ من النَّباتِ فأَسرعَت فيه النّارُ الضَّعيفَةُ حتّى تَقوَى على الجَزْلِ تَقولُ : أَعطِني شَيوعاً وثَقوباً . انتهى أَي كما تقول : أَعطِني شِياعاً وشِباباً كما قالَهُ الزَّمخشريُّ ولو ذكرَهُ عندَ الشِّياع كان أَولَى وأَجمَعَ وأَجرى على قاعِدَتِه . قال أَبو حنيفة : الشَّيْعَة : بالفتح وإنَّما ضبطَه لئلاّ يُظَنَّ أَنَّه بتشديد التَّحتِيَّةِ فليسَ قوله : بالفتح مُستَدْرَكاً : شجَرَةٌ دونَ القامَةِ لها قضبانٌ فيها عُقَدٌ ونورٌ أَحْمَرُ مُظلِمٌ صَغيرٌ أَصغر من الياسمينة تَجرُسُها النَّحْلُ ويأْكُلُ النّاسُ قدّاحَها يتَصَحَّحُون به وله حرارةٌ في الفم وعسلُها طَيِّبُ الرَّائحةِ صافٍ شديد الصَّفاءِ هكذا في العبابِ زاد في التَّكملة فتَطيبُ والضَّميرُ إلى الشَّجرَةِ ونَصُّ كتاب النَّباتِ : به أَي بنورِها وهو الصَّوابُ قال صاحبُ اللسانِ : وجدنا في نُسخَةٍ من كتابِ النَّباتِ مَوثوقٍ بها : تُعبَقُ بضَمِّ التّاءِ وتخفيف الباءِ وفي نُسخَةٍ أُخرى : تُعَبَّقُ بتشديد الباءِ . زادَ في العُبابِ : وهي مَرعىً ومَنابِتُها القِيعانُ وقُرْبَ الزَّرْعِ . وأَشاعَ بالإبلِ : أَهابَ بها أَي صاحَ بها ودعاها إذا استأْخَرَ بعضُها . قال الزَّمخشريُّ : ومنه سُمِّيَ مِنفاخُ الرَّاعي شِياعاً وقال الطِّرِمّاحُ يصِفُ النَّحْلَ :
إذا لمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعياً تَطَرَّقَتْ ... شَماريخَ لم يَنعِقْ بهِنَّ مُشيعُ أَي لمْ يُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ . أَشاعَتِ النّاقةُ ببَولِها وكذا شاعَتْ كما في الأَساسِ : رَمَتْ به مُتَفَرِّقاً وقَطَّعَتْه وهذا قد تقدَّمَ للمصنِّف قريباً فهو تَكرارٌ وكذلكَ : أَشاعَ الجَمَلُ ففي عبارة المُصنِّفِ مع التكرار قُصورٌ لا يَخفى وقد سبَقَ أَنَّ الإشاعَةَ لا تكونُ إلاّ للإبِلِ . ورَجُلٌ مِشياعٌ كمِذياعٍ زِنَةً ومَعنىً أَي يُذيعُ السِّرَّ ويُشيعُه ولا يَكتُمُه . وشَيَّعَ بالإبلِ : أَشاءَ بها هكذا في سائر النُّسَخ ومثلُه في نُسَخ العُباب وصوابُه : أَشاعَ بها أَي صاحَ بها كما في الأَساس واللسانِ . شَيَّعَ فلاناً عندَ رَحيلِه : خرجَ معه لِيُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنزِلَه قاله الليثُ وقيل : هو أَن يخرُجَ معه يُريدُ صُحبَتَه وإيناسَه إلى مَوضِعٍ ما . منَ المَجاز : شَيَّعَ شَهرَ رَمضانَ إذا صامَ بعدَهُ سِتَّةَ أَيّامٍ من شوَّالَ أَي أَتبعَهُ بها . شيَّعَه بالنّارِ : أَحرقَه وقيل : كلُّ ما أُحرِقَ فقد شُيِّعَ . منَ المَجاز : شَيَّعَ فلاناً إذا شجَّعَهُ وجَرَّأَهُ يقال : فلانٌ يَشَيِّعُه على ذلكَ أَي يُقَوِّيهِ ومنه تَشييعُ النّارِ بإلقاءِ الحَطَبِ عليها يُقَوِّيها قال كُثَيِّرٌ :
فيا قلبُ كُنْ عَنها صَبوراً فإنَّها ... يُشَيِّعُها بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَيَّعُ شَيَّعَ الرَّاعي إذا نفَخَ في اليراعِ وهي القصبَةُ قاله الليث . قال ابنُ السِّكِّيتِ : شَيَّعَ النّارَ : أَلقى عليها حَطَباً يُذْكِيها به نقله الجَوْهَرِيُّ قال كُثيِّرٌ :
وأَعرَضَ مِنْ رَضْوى مع الليلِ دونَها ... هِضابٌ تَرُدُّ العَيْنَ عَمَّنْ يُشَيِّعُمنَ المَجاز : المَشَيَّعُ كمُعَظَّمٍ : الشُّجاعُ نقله الجَوْهَرِيّ ومنهم من خَصَّ فقال : من الرِّجالِ سُمِّيَ به لأَنَّ قلبَهُ لا يَخْذُلُه كأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه شُيِّعَ بغيرِه أَو بقُوَّةِ قلبِه وفي الأَساس : وقد شُيِّعَ قلبُه بما يَركَبُ به كُلَّ هَولٍ . وفي اللسان : قد شَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ وشايَعتْهُ وشَجَّعَتْه قال رُؤْبَةُ :
وقد أَشُجُّ الصَّحْصَحانَ البَلْقَعا ... فأَذْعَرُ الوَحْشَ وأَطوي المَسْبَعا
" في الوَفد مَعْروفَ السَّنا مُشَيَّعا منَ المَجاز : المُشَيَّعُ : العَجولُ نقله الزَّمخشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ . في الحديث : نَهى صلّى الله تعالى عليه وسلَّم عن المُشَيَّعَةِ في الأَضاحي تُروَى بالفتح أَي التي تحتاجُ إلى مَن يُشَيِّعُها أَي يَسوقُها لِتأَخُّرِها عن الغَنَمِ حتّى يُتبِعَها الغَنَمَ لِضَعْفِها وعَجَفِها فهي لا تقدرُ على اللُّحوقِ بهم إلاّ بالسَّوْقِ تُروَى بالكَسرِ أَيضاً وهي التي لا تزالُ تُشَيِّعُ الغَنَمَ أي تتْبَعُها لِعَجَفِها أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تمشي وراءَها . يُقال : شايَعَهُ كما يُقال : والاهُ منَ الوَلْيِ . كما في الصِّحاحِ . شايَعَ بإبِلِهِ : صاحَ ودَعاها إذا اسْتأْخَرَ بعضُها . شايَعَ فُلاناً إذا تابعَه على أَمْرٍ أَو رأْيٍ وقَوَّاهُ ومنه حديثُ صَفوانَ : أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نَفسي أَي تُتابِعُني وأَصلُ المُشايَعَةِ : المُتابعةُ والمُطاوَعَةُ . والمُشايِعُ : اللاّحِقُ نقله الجَوْهَرِيُّ قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
تُبَكِّي على إثْرِ الشَّبابِ الّذي مَضى ... ألا إنَّ إخوانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ
أَتجزَعُ ممّا أَحدَثَ الدَّهْرُ بالفتى ... وأَيُّ كريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوارِعُ
وما المالُ والأَهلونَ إلاّ وَديعَةٌ ... ولا بُدَّ يوماً أَنْ تُرَدَّ الوَدائعُ
فيَمضونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بعدَهُم ... كما ضَمَّ أُخرى التّالياتِ المُشايِعُ هكذا فَسَّرَه أَبو عُبيدٍ . وتَشَيَّعَ الرَّجُلُ : إذا ادَّعَى دَعوى الشِّيعَةِ كما في الصحاح والعباب أَو صارَ شِيعِيَّاً كما يقال : تَحَنَّفَ وتَشَفَّعَ . قال أَبو سعيدٍ : هما مُتشايِعانِ في دارٍ أَو أَرضٍ ومُتشاعانِ هكذا في النُّسَخ وصوابُه : مُشتاعانِ أَي شَريكان فيها وهم شُيَعاءُ فيها وكلُّ واحدٍ منهم شَيِّعٌ لصاحِبِه وقد تقدَّم . أَبو بَكْرٍ محمّد بنُ مَنصورٍ الشِّيعِيُّ بالكَسر من شيعَةِ المَنصورِ مُحَدِّثٌ روى عن نَصرِ بنِ عليٍّ الجَهْضَمِيِّ وعنه أَبو حَفصٍ الكَتّانِيُّ . يقال : هُوَ شِيعُ نِساءٍ بالكَسر أَي يُشَيِّعُهُنَّ أَي يَتْبَعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ . ومما يستدرَك عليه : وتَشايَع القومُ : صاروا شِيَعاً والشِّياعُ بالكَسر : المُتابَعَةُ كالتَّشَيُّعِ . وشَيَّعَه على رأْيِه وشايعَه كلاهما : تابعَه وقَوَّاه وشَيَّعَتْهُ نفسُه على ذلكَ وشايَعَتْه كلاهما : تَبِعَتْهُ وشَجَّعَتْه قال عنترةُ :
ذُلُلٌ رِكابي حيثُ كنتُ مُشايِعي ... لُبِّي وأَحْفِزُه برَأْيٍ مُبرَمِ وشايَعَه عندَ الرَّحيلِ : شيَّعَه . ويُقال : ما تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعينُني على المَشيِ وأَنشدَ شَمِرٌ :
وأَدماءَ تَحبو ما يُشايِعُ ساقُها ... لدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومأْتَمِيقول : قد عُقِرَتْ فهي تَحبو لا تمشي والضَّاري الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْبِ به . وتَشَيَّعَ في الشَّيءِ : استهلَكَ في هواهُ . وشاعَ الشَّيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيوعاً وشَيْعُوعَةً ومَشِيعاً : ظهرَ وتفرَّقَ . وشاع فيه الشَّيْبُ والمَصدَرُ ما تقدَّم وتَشَيَّعَه كلاهما : استطارَ وهو مَجازٌ . وأَشاعَ ذِكرَ الشَّيءِ : أَطارَهُ . وأَشَعْتُ المالَ بينَ القومِ والقِدْرَ في الحَيِّ إذا فرَّقْتَه فيهم نقله أَبو عُبيدٍ . وكُلُّ شيءٍ يكونُ به تمامُ الشيءِ أَو زيادَتُهُ فهو شائعٌ له . وشَيَّعَهُ تَشيِيعاً : أَرسلَه وأَتبعَه . وشاعَ الصَّدعُ في الزُّجاجَةِ : استطارَ وافترَقَ عن ثعلَبٍ . وجاءت الخيلُ شَوائعَ وشَواعِيَ على القلبِ أَي مُتَفَرِّقَةً قال الأَجدَعُ بنُ مالِكِ بنِ مَسروقِ بنِ الأَجدَعِ :
وكأَنَّ صَرعاها قِداحُ مَقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فهُنَّ شَواعي وشاعت القطرَةُ من اللَّبَن في الماءِ وتشَيَّعَتْ : تَفَرَّقَتْ وكذا شَيَّعَ فيه أَي : تفرَّقَ فيه . واشتاعَت النّاقَةُ ببَولِها كأَشاعَتْ وأَشاعَتْ : خَدَجَتْ وفي الحَديث : " الشِّياعُ حَرامٌ " قال ابنُ الأَثيرِ : كذا رواه بعضُهُم وفسَّرَه بالمُفاخَرَةِ بكَثرَةِ الجِماعِ وقال أَبو عَمروٍ : إنَّه تصحيفٌ وهو بالسِّينِ المُهملَةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ كما تقدَّمَ قال : وإن كانَ مَحفوظاً فلعلَّه من تسميةِ الزَّوجَةِ شاعَةً . وبناتُ مُشَيِّعٍ : قرىً مَعروفَةٌ قال الأَعشى :
من خَمرِ بابلَ أُعرِقَتْ بمِزاجِها ... أَو خَمرِ عانَةَ أَو بناتِ مُشَيِّعا ويقال : هذا شَيْعُ هذا : لِلَّذي وُلِدَ بعدَه ولم يُولَد بينَهُما نقله الجَوْهَرِيُّ في شوع وقلَّدَه المصنِّفُ وما يُغني عن ذكره هنا . وتشايَعَتِ الإبِلُ : تَفَرَّقَتْ . وشايَعَ بهم الدَّليلُ فأَبصروا الهُدَى أَي نادَى بهم وشيَّع هذا بهذا : قوّاهُ به . وتَشَيَّعَه الغضَبُ : استخفَّه وضَرَّمَه كما تُشَيَّعُ النّارُ وهو مَجازٌ . والحَسَنُ بنُ عَمروٍ المَرْوَزِيُّ وإسماعيلُ بنُ يونُسَ الشِّيعِيَّانِ بالكَسر إلى شيعةِ المَنصورِ الأَوّلُ روى عن مُسلمِ بنِ مُقاتِلٍ المَكِّيُّ والثّاني شيخٌ للدّارَقَطْنِيّ . ومحمَّدُ بنُ عيسى الشِّيعِيُّ بفتح الياءِ : شَيْخٌ للحاكِمِ
فصل الصاد المهملة مع العين
أُزَيْعٌ كزُبَيْرٍ أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ وهو مِنَ الأَعْلامِ أَصْلُه وُزَيْعٌ . قُلْتُ : فيَنْبَغِي ذِكْرُهُ هُنَاكَ كما فَعَلَهُ الصّاغَانِيُّ وغَيْرُهُ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وسَيَأْتِي ذلِكَ لِلْمُصَنِّفِ أَيْضاً في وزع . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : أَ ش ع
أَيْشُوعُ بالفَتْحِ قالَ اللَّيْثُ في تَرْكِيب و ش ع : هُوَ اسْمُ عِيسَى عَلَيْهِ وعَلَى نَبِيِّنا أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ وسَيَأْتِي ذِكْرُه في و ش ع بالعِبْرَانِيّة كما سَيأْتِي هُناكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالى