صَالَ عَلى قِرْنِهِ يَصُولُ عليْهِ صَوْلاً وصِيَالاً ككِتَابٍ وصُؤُولاً كقُعُودٍ وصَوَلاَناً مُحَرَّكَةً وصَالاً ومَصَالَةً : سَطَا وحَمَلَ عليْهِ قالَ :
ولَم يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عَلَيْهِمْ ... وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ ويُقالُ : رُبَّ قَوْلٍ أَشَدُّ من صَوْلٍ وقالَ عَمْرُو بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبْدِ مُرَادٍ :
فَإِنْ تَغْمِزْ مَفَاصِلَنا تَجْدْنا ... غِلاَظاً في أَنَامِلِ مَنْ يَصُولُ وفي حَدِيثِ الدُّعاءِ : بِكَ أَصُولُ أي أَسْطُو وأَقْهَرُ . ومِنَ الْمَجازِ : صَالَ فُلانٌ عَلى فُلاَنٍ . إذا اسْتَطَالَ عَليْهِ وقَهَرَهُ . وصَالَ الْفَحْلُ على الإِبِلِ صَوْلاً فهوَ صَؤُولٌ : قاتَلَهَا وقَدَّمَها . وصَالَ الْعَيْرُ عَلى الْعَانَةِ : شَلَّهَا وحَمَلَ عَليْها يَكْدِمُها ويَرْمَحُها . وصَالَ عَلَيْهِ صَوْلاً وصَوْلَةً : وَثَب والصَّوْلةُ : الوَثْبَةُ . وصِيلَ لَهُمْ كَذا بالكسْرِ : أي أُتِحَ قالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ :
فَصِيلَ لهم قَرْمٌ كَأَنَّ بِكَفِّهِ ... شِهَاباً بَدَا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ يَلْمَعُ
والْمِصْوَلُ كمِنْبَرٍ : شَيْءٌ يَنْقَعُ فيهِ الْحَنْظَلُ لِتَذْهَبَ مَرَارَتُهُ عن أَبي زَيْدٍ . والمِصْوَلَةُ بِهَاءٍ : المِكْنَسَةُ التي يُكْنَسُ بها نَواحِي البَيْدَرِ عن ابْن الأَعْرابِيِّ . والصِّيلَةُ بالكَسْرِ : عُقْدَةُ الْعَذَبَةِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ في ص ي ل . وصَوْلٌ بالفَتحِ : ة بِصَعِيدِ مِصْرَ الأَدْنَى شَرْقِيَّ النِّيلِ تُذْكَرُ مَعَ بَرْنِيل منها أبو عبد اللهِ محمدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ فِطْرٍ الأَنْصارِيُّ الصَّوْلِيُّ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ كانَ زاهِداً مُتَعَفِّفاً كَتَبَ عنهُ الرَّشِيدُ العَطَّارُ في مُعْجَمِهِ وماَ سنة 638 ، هكذا في التَّبْصِيرِ للحافِظِ قالَ : لمْ يَذْكُرْ هذه التَّرْجَمَةَ العَسْكَرِيُّ ولا الدَّارَقُطْنِيُّ ولا عبدُ الْغَنِيِّ ولا ابنُ الدَّبَّاغِ ولا السِّلَفِيُّ ولا ابنُ مَاكُولاَ ولا بنُ نُقْطَةَ ولا ابنُ سُلَيْمٍ ولا الصَّابُونِيُّ ولا الْفَرَضِيُّ ولا الذَّهَبِيُّ ولا مُغْلْطَاي فسُبْحانَ الرَّزَّاقُ . وصُولٌ بِالضَّمِّ : رَجُلٌ مِنَ الأَتْراكِ كانَ هوَ وأَخُوهُ فَيْرُوزُ مَلِكَيْ جُرْجَانَ تَمَجَّسَا وتَشَبَّها بالفُرْسِ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : أَسْلَمَ صُولٌ عَلى يَدِ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ ولَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى قُتِلَ يَزِيدُ وإِلَيْهِ يُنْسَبُ أبو بَكْرٍ محمدُ بنُ يحيى بن عبد اللهِ بنِ العَبَّاسِ ابنِ مُحمدِ بنِ صُولٍ الصُّولِيُّ نَدِيمُ الرَّاضِي باللهِ وكانَ دَيِّناً فَاضِلاً ولهُ تَصَانِيفُ حَسَنَةٌ مَشْهُورَةٌ رَوَى عن أبي دَاوُدَ والمُبَرِّدَ وثَعْلَبٍ وعنهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وابنُ حَيُّوْيَه ماتَ بالبَصْرَةِ سنة 336 ، وكذا ابنُ عَمِّهِ إِبراهيمُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عبد اللهِ بنِ العَبَّاسِ . وصُولٌ : ع قالَ حُنْدُجُ بنُ حُنْدُجٍ الْمُرِّيُّ :
في لَيْلِ صُولٍ تَنَاهَى الْعَرْضُ والطُّولُ ... كأَنَّما لَيْلُهُ باللِّيْلِ مَوْصُولُ
لِساهِرٍ طالَ في صُولٍ تَمَلْمُلُهُ ... كَأَنَّهُ حَيَّةٌ بالسَّوْطِ مَقْتُولُ
ما أَقْدَرَ اللهَ أنْ يُدْنِي على شَحَطٍ ... مَنْ دَارُهُ الحَزْنُ مِمَّنْ دَارُهُ صُولُوتَكَرََّ هذا الاسْمُ في هذهِ القِطْعَةِ . والتَّصْوِيلُ : إِخْراجُكَ الشّيْءَ بالمَاءِ كإِخْراجِ الْحَصَاةِ مِنَ الرُّزِّ وأيضاً : كَنْسُ نَواحِي الْبَيْدَرِ والتَّشْدِيدُ للمُبالَغَةِ ولو قالَ : كَسْحُ البَيْدَرِ كان أَخْصَرَ ومنهُ قَوْلهم : حِنْطَةٌ مُصَوَّلَةٌ وقد صَوَّلْناها ويُقالُ : صُوْلَةٌ مِنْ حِنْطَةٍ بالضَّمِّ وصُوَلٌ كسُوْرَةٍ وسُوَرٍ . والجَرَادُ يُصَوَّلُ في مَشْوَاهُ تَصْوِيلاً : أي يُساطُ كما في العُبابِ . وصَاوَلَهُ مُصَاوَلَةً وصِيَالاً وصِيالَةً بِكَسْرِهِما : واثَبَهُ ومنهُ الحَدِيثُ : بِكَ أُصَاوِلُ في رِوَايةٍ . وصَوْلَةُ كخَوْلَةَ : اسْمُ رَجُلٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الصَّؤُولُ مِنَ الرِّجَالِ : الذي يَضْرِبُ النَّاسَ ويَتَطَاوَلُ عليْهِم قالَ الأَزْهَرِيُّ : الأَصْلُ فيهِ تَرْكُ الهَمْزِ وكأَنَّهُ هُمِزَ لاِنْضِمَامِ الْوَاوِ وقد هَمَزَ بعضُ القُرَّاءِ : " وإِن تَلْؤُوا " بالهَمْزِ " أو تُعْرِضُوا " لاِنْضِمامِ الْوَاوِ . والفَحْلاَنِ يَتَصَاوَلاَنِ أي يَتَوَاثَبَانِ وقالَ اللَّيْثُ : جَمَلٌ صَؤُولٌ : يَأْكُلُ رَاعِيهِ ويُواثِبُ النَّاسَ فيأْكُلُهُم . ويُقالُ : أَصْوَلُ مِنْ جَمَلٍ . وقالَ حَمْزَةُ الأَصْبَهانِي في أَمْثَالِهِ : صالَ الجَمَلُ إذا عضَّ . وقد تَفَرَّدَ به حَمْزَةُ . وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : المِصْوَلُ بالكسرِ : ما يُكْسَحُ به السُّنْبُلُ مِنَ الْعِيدَانِ والأَقْمِشَةِ يُقالُ : صَالَ الْبُرَّ صَوْلاً . وأبو نَصْرٍ إِبراهِيمُ نُ الحُسَينِ بنِ حاتِمٍ البَغْدَادِيُّ يُعْرَفُ بابنِ صَوْلَةَ بالفَتْحِ : مُحدِّثٌ . وَصُولٌ بالضَّمِّ : مَدِينَةٌ في بِلادِ الخَزَرِ . وصُوْلَيَانُ : بِلادُ سَواحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ . ولَقِيتُهُ أَوَّلَ صَوْلَةٍ أي أَوَّلَ وَهْلَةٍ كَما في الأَسَاسِ . وهو ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ إِذا كانَ يأْكُلُ الطَّعامَ ويَنْهَكُهُ ويبالِغُ فيهِ
الأَصْل : أَسْفَلُ الشيء يُقال : قَعَدَ في أَصْل الجَبَلِ وأَصْلِ الحائِطِ وقَلَعَ أَصْلَ الشَّجَرِ ثم كَثُرَ حَتّى قِيلَ : أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ : ما يستَنِدُ وُجُودُ ذلك الشيءِ إِليهِ فالأب أَصْلٌ للوَلَدِ والنَّهَرُ أَصْلٌ للجَدْوَلِ قالَه الفَيومي وقال الرّاغِبُ : أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ قاعِدَتُه التي لو تُوُهِّمَتْ مُرتَفِعَةً ارْتَفَعَ بارْتِفاعَها سائِرُه وقالَ غَيرُه : الأَصْلُ : ما يُبنَى عليه غَيرُه . كاليَأْصُولِ وهذه عن ابنِ دُرَيْد وأَنْشَدَ لأبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ :
فهَزَّ رَوْقَى رِمالِي كأَنّهما ... عُودَا مَداوِسَ يَأْصُولٌ ويَأْصُولُ أي أَصْلٌ وأَصْلٌ أُصُولٌ لا يُكَسَّرُ على غير ِذلك كما في المُحْكَمِ وآصُلٌ بالمَدِّ وضَمِّ الصادِ وهذه عن أبي حَنِيفَةَ وأَنْشَد لِلَبِيدٍ - رضي الله تَعالَى عنه - :
تَجْتافُ آضلَ قالِصٍ مُتَنبذٍ ... بعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَمِيلُ هَيَامُها ويروَى : أصْلاً قالِصًا
وأَصُلَ ككَرُمَ أَصالَةً : صارَ ذا أَصْلٍ قالَ أمَيَّةُ الهُذَلِيُ :
وما الشُّغْلُ إِلاّ أَنَّني مُتَهَيِّبٌ ... لعِرضِكَ ما لَمْ يَجْعَل الشيء يَأْصُلُ أَو ثَبَت ورَسَخَ أَصْلُه كتَأَصَّلَ
وأَصُلَ الرَّأي أَصالَةً : جاد واسْتَحْكَمَ
والأَصِيلُ كأَمِيرٍ : الهَلاكُ والمَوْتُ كالأصِيلَةِ فيهِما قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر :
خافُوا الأَصِيلَةَ واعْتَلَّتْ مُلُوكُهُم ... وحُمِّلُوا من أَذَى غُرمٍ بأَثْقالِ ويُروَى : خافُوا الأَصِيلَ وقَدْ أَعْيَتْ
وأَصِيلُ : بالأَنْدَلُسِ كما في العُبابِ ومَعْجَمِ ياقُوت زادَ الأخِيرُ : قالَ سَعْدُ الخَيرِ : رُّبما كانَ من أعْمالِ طُلَيطلَةَ يُنْسَبُ إِليه أَبو مُحَمّد عبد اللّه بنُ إِبْراهِيمَ ابنٍ مُحَمّد الأَصِيلِي المُحَدِّثُ تَفَقّه بالأنْدَلُسِ فانْتَهَتْ إِليه الرياسةُ وصَنّفَ كتابَ الآثارِ والدَّلائِلِ في الخِلافِ ثم ماتَ بالأَنْدَلُس في نحوِ سَنَةِ تِسعِينَ وثلاثمائة وكان والدُه إِبراهيمُ أَدِيبًا شاعِرًا . قلتُ : وأَبُو محمَّد هذا راوِيَةُ البُخاريِّ وبهذا سَقَطَ ما اعْتَرَضه شيخُنا فقالَ : هذا غَلَطٌ لَفْظًا ومَعْنًى أَما لَفْظًا فلاَنَّ ظاهِرَه بل صَرِيحَه أَنَّ البلدَ اسمهُ أَصِيلٌ كأَمِير وليسَ كذلك بل لا يُعْرَفُ هذا اللّفظُ في أَسماءِ البلْدانِ المَغْرِبيَّةِ أَنْدَلُسًا وغيرَه بل المَعْرُوفُ أَصِيلا بأَلِف قَصْرٍ بعد الّلامِ ويُقال لَها : أَزِيلاَ بالزّاي وأَما مَعْنًى فلأَنَّها ليسَتْ بالأَنْدَلُس ولا ما يَقْرُبُ منها بل هي بالعُدْوَةِ قربَ طنْجَةَ وبينَها وبينَ الأَنْدَلُسِ البحرُ الأعظمُ ومنها الأَصِيلِيُّ راوِيَةُ البُخارِيِّ وغَيرُ واحد انتهيوالعجب من قوله بل لا يُعْرفُ إِلى آخره وقد أَثْبَتَه ياقُوت والصّاغانِيُ وهُما حُجَّةٌ وكونُ أَنّ الأَصِيلِيَ من البَلَدِ الذي بالعُدْوَةِ كما قَرَّرَه شيخُنا يُؤيِّدُه قولُ أبي الوَلِيدِ بنِ الفَرضي ؛ فإِنَّه ذكرَ أَبا مُحَمّدٍ الأصِيلِيَ المَذْكُورَ في الغُرَباءِ الطّارِئِينَ على الأَنْدَلُس فقال : ومن الغُرَباءِ في هذا الباب عبدُ اللِّه بن إبْراهِيمَ بنِ محمّدٍ الأَصِيلِيُّ من أَصِيلة يُكْنى أبا مُحَمَّد سمِعْتُه يقولُ : قدِمْتُ قرطُبَة سنة 342 فسَمِعْتُ بها من أَحْمَدَ بنِ مُطّرفٍ وأَحْمَدَ بنِ سَعِيد وغيرِهما وكانت رِحْلَتي إِلى المَشْرِقِ في مُحَرَّم سنة 351 ودخلتُ بَغْدادَ فسَمِعْتُ بِها من أبي بَكْرٍ الشِّافِعِي وأبي بَكْرٍ الأَبْهَريِّ وتَفقَّه هُناكَ لمالِكِ بنِ أنسٍ ثم وَصَل إِلى الأَنْدَلُس فقرَأَ عليه الناسُ كتابَ البُخاريِّ رِوايَة أبي زيْدٍ المَروَزِيِّ وتُوُفي لإِحْدَى عَشْرَة ليلةً بَقِيَتْ من ذِي الحجّةِ سنة 392 قال ياقُوت : ويُحَقِّقُ قول أبي الوَلِيدِ أَنَّ الأَصِيلِيَ من الغُرَباء ِ - لا مِنَ الأنْدَلُس كما زعَم سَعْدُ الخير - ما ذَكرَه أَبو عُبَيدٍ البَكْرِيُّ في المَسالِكِ والمَمالِكِ عند ذِكْرِ بلادِ البربرِ بالعُدْوةِ بالبر الأَعْظمِ فقالَ : ومَدِينَةُ أَصِيلة : أَوّلُ مُدُنِ العُدْوةِ مما يلي الغربَ وهي في سَهْلَةٍ من الأَرْضِ حولَها رَوابٍ لِطافٌ والبَحْرُ بغَربيِّها وجَنُوبيِّها وكانَ عَلَيها سُورٌ له خَمْسَةُ أَبْوابٍ وهي الآن خَرابٌ وهي بغَربي طَنْجَةَ بينَهُما مرحَلَة فتأَمل
والأَصِيلُ : مَنْ لَه أَصْلٌ أي : نَسَبٌ وقالَ أَبو البَقاءِ : هو المُتَمَكنُ في أَصْلِهِ
والأَصِيلُ : العاقِبُ الثابت الرَّأي يُقال : رَجُلٌ أَصِيلُ الرَّأي أي مُحْكَمُه وقد أَصُلَ ككَرُمَ أَصالَةً
والأَصِيلُ : العَشِيُّ وهو الوَقْتُ بعدَ العَصْرِ إِلى المَغْرِب أُصُلٌ بضَمَّتَيْنِ كقَضِيبٍ وقُضُبٍ وأُصْلانٌ بالضّمِّ كبَعِيرٍ وبُعْرانٍ وآصالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهاد وطَوى وأَطْواءٍ وأَصائِلُ كرَبيبٍ ورَبائِبَ وسَفِينٍ وسَفائِنَ قالَ اللّه تَعالَىِ : " بالغُدُوِّ والآصال " وشاهِدُ الأصائِلِ قَوْلُ أبي ذُؤيب الهُذَليِّ :
لَعَمْرِي لأَنْتَ البَيتُ أكْرِمُ أَهْلَه ... وأَقْعُدُ في أَفْيائِهِ بالأَصائِلِ وقَدْ أَورَدَ المُصَنِّفُ هذه الجُمُوعَ مُخْتلِطَةً ويمكن حَمْلُها على القِياسِ على ما ذَكَرنَا وفيه أمُورٌ
الأَول : أَنّ الأصُلَ - بضَمَّتَين - مُفْرَدٌ كأَصِيلٍ وعليه قَوْلُ الأَعْشَى :
يَوْمًا بأَطيَبَ مِنْها نَشْرَ رائِحَة ... ولا بأَحْسَنَ مِنْها إِذْ دَنَا الأُصُل نَبّه عليه السُّهَيليّ وغيره
والثاني : أَنَّ الصَّلاحَ الصَّفَديَّ ذَكر في تَذْكِرَتِه أَنّ الآصالَ جَمْعُ أصُلٍ المُفْرَد لا الجَمْع كطُنُبٍ وأَطْنابٍ
والثالِثُ : أَنَّ الأَصائِلَ جَمْعُ أَصِيلَة بمَعْنَى الأَصِيلِ لا جَمْعُ أصيل وقد أَغْفَلَه المُصَنفُ وقد أَشْبَعَ في تَحْرِيرِه الكَلامَ السُّهيلِيُ في الرَّوْضِ في السِّفْرِ الثّاني منه فَقال : الأصائِلُ : جَمْعُ أَصِيلَةٍ والأُصُلُ جَمْعُ أَصِيلٍ وذلِكَ أنَّ فعائِلَ جَمْع فَعِيلَةٍ والأَصِيلَة لُغَةٌ مَعْروفَةٌ في الأَصِيل وظَنَّ بعضُهم أَنَّ أَصائِلَ جَمْعُ آصالٍ على وَزْنِ أَفْعالٍ وآصال جَمْع أُصُلٍ نَحْو أَطْنابٍ وطُنُب وأُصُل جَمْعُ أَصِيلٍ مثل رَغِيف ورغُف فأَصائِلُ على قَوْلِهِم جَمْعُ جَمْعِ الجَمِع وهذا خَطَأ بَينٌ من وُجُوهٍ منها : أنًّ جَمْعَ جَمْعِ الجَمْعِ لم يُوجَدْ قَطُّ في الكَلامِ فكَيفَ يَكُونٌ هذا نَظِيرَه ؟ومن جِهَةِ القِياسِ إِذا كانُوا لا يَجْمَعُونَ الجَمْعَ الذي لَيسَ لأُدْنَى العَدَدِ فأَحْرَى أَن لا يَجْمَعُوا جَمْعَ جَمْعِ الجَمْعِ وأَبْينُ خَطَأٍ في هذا القَوْلِ غَفْلَتُهم عن الهَمْزَةِ التي هي فاءُ الفِعْلِ في أَصِيل وأُصُلٍ وكذلك هي فاءُ الفِعْلِ في أَصائِلَ ؛ لأَنّها فِعائِلُ وَتَوهَّمُوها زائِدَةً كالتي في أَقاوِيلَ ولو كانَتْ كذلك لكانَت الصّادُ فاءَ الفعل وِإّنما هي عَينُه كما هي في أَصِيلٍ وأصل فلو كانت أَصائلُ جمع آصال مثل أقْوال وأَقاوِيلَ لاجْتَمَعَتْ هَمْزَةُ الجَمْعِ مع هَمْزَةِ الأَصْلِ ولقالُوا فيه : أَواصِيل بتَسهِيلِ الهَمْزَةِ الثانِيَةِ قال : ولا أَعْرِفُ أَحداً قالَ هذا القَوْلَ أَعْني جَمْعَ جَمْعِ الجَمعِ غير الزَّجّاجي وابنِ عُزَيْز انْتَهى فتَأمّلْ ذلك
وتَصْغِيرُ أُصْلانٍ الذي هو جَمعُ أَصيلٍ أُصَيلانٌ وهو نادِرٌ كما قالُوا في تَصْغِيرِ جِيرانٍ أَجْيار قال السِّيرافِيُ : لأنَّه إنما يُصَغّر من الجَمِيعِ ما كانَ على بِناءِ أدْنَى العَدَدِ وأَبْنِيَة أَدْنَى العَدَدِ أَرْبَعَةٌ : أَفْعالٌ وأَفْعُل وأفْعِلَة وفِعْلَة ولَيسَتْ أُصْلان واحِدَة منها فوجَبَ أَن يُحْكَمَ عليه بالشّذُودِ قال : وإِن كان أُصْلانٌ واحِداً كرمّانٍ وقُربانٍ فتَصْغِيرُه على بابِهِ ورَّبما قِيلِ : أُصَيلالٌ بقَلْبِ النُّونِ لامًا يُقالُ : لَقِيتُه أُصيلالاً وأُصَيلانًا حكاة اللِّحْيانيُ وفي الأَساسِ : لَقِيتُه أَصِيلاً وأُصُلاً وأُصَيالاً وأُصيلانًا أي : عَشِيًّاً وبالوَجْهَين رُويَ قَوْلُ النّابِغَة :
وقَفْتُ فِيها أُصَيلالاً أُسائِلُها ... عَيَّتْ جَوابًا وما بالرَّبْعِ من أَحَدِ وآصَلَ إِيصالاً : دَخَلَ فيهِ أي في الأَصِيلِ ويُقالُ : أَتَيناهُ مُوْصِلِينَ ولَقِيتُه مُوْصِلاً أي داخِلاً في الأَصيلِ
وأَخَذَه بأَصِيلَتِه وهذه عن ابنِ السِّكيتِ أي بأَجْمَعِه وكَذا جاءُوا بأَصِيلَتِهِم وكذا ب أصلته مُحَرَّكَةً وهذه عن ابنِ الأَعرابِي أي أَخَذَه كُلّه بأَصْلِه لم يَدَعْ منه شَيئًا
وكَزُبَيرٍ أُصيل بنُ عبد الله الهُذَلِي أَو الغِفاريُّ صَحابِيٌ رضي اللّه تَعالَى عنه وهو الذي قالَ له النَّبِيُ صَلّى اللُّه عليه وسَلّمَ حينَ وصَفَ له مَكَّةَ : " حَسبُكَ يا أصيلُ "
والأَصَلَةُ مُحَرَّكَةً : حَيَّةٌ صَغِيرَة قَتّالَةٌ وهي أَخبثها لها رِجْلٌ واحِدَةٌ تَقُومُ عليها ثم تَدُورُ ثم تَثِبُ ومنه الحَدِيث : كأَنَّ رَأْسَه أَصَلَةٌ أَو عَظِيمَةٌ تُهْلِكُ بنَفْخِها . أَصَل وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
" فاقْدُرْ لَه أَصَلَةً من الأَصَلْ
" كبساءَ كالقُرصَةِ أَو خُفِّ الجَمَلْ وأَصِلَ الماءُ كفَرِحَ : أَسِنَ أي تَغَيَّرَ طَعْمُه ورِيحُه من حَمْأةٍ فيهِ عن ابْنِ عَبّاد
وأَصِلَ اللَّحْمُ : إِذا تَغَيَّرَ كذلك
وأَصِيلَتُك : جَمِيعُ مالكَ أَو نَخْلِكَ وهذه حِجازِيَّةٌ كما في العُبابِ
وأَصَلَه عِلْمًا يَأْصُلُه أَصْلاً : قَتَلَه عِلْمًا منِ الأَصل بمَعْنَى أَصابَ أَصْلَه وحَقِيقَتَه أو مِنَ الأصَلَةِ : حَيَّةٌ قَتّالَةٌ كما في الأَساسِ
وأَصَلَتْه الأَصَلَةُ أَصْلاً : وثَبت عَلَيه فَقَتَلَتْهُ
والأَصِلُ ككَتِف : المُستَأْصِلُ يُقالُ قَطْعٌ أَصِلٌ أي : مُستَأْصِلٌ
ومما يستدرك عليه : جاءُوا بَأَصِيلَتِهم أي : بأَجْمَعِهم نقله الزَّمَخْشرِيّ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ
ويُجْمَع الأَصيلُ - للوَقْتِ - على إِصال كأفِيلٍ وإِفال نَقَله الصَّاغاني
ومَجْدٌ أَصِيلٌ : ذو أَصالَة
وقالَ ابنُ عَبّاد : شَر أَصِيلٌ أي شَدِيد
قالَ والأَصَلَة ُ - مُحَرَّكَة - من الرِّجالِ : القَصِيرُ العَرِيضُ وامْرَأَةٌ أَصَلَةٌ
قالَ : والإِصْلِيلُ بالكَسرِ : مرقف الفَرَسِ شامِيّةٌ والجَمْعُ الأَصالِيلُ
وقَوْلُهم : لا أَصْلَ له ولا فَصْلَ فالأَصْلُ : الحَسَبُ والفَصْلُ : اللسانُ كما في العُبابِ وفي اللسان : أي لا نَسَبَ له ولا لِسانَ وزادَ المُناويُّ : أو لا عَقْلَ له ولا فَصاحَةَ
ويقال : أَصَّلَ الأُصُولَ كما يُقال : بَوَّبَ الأَبْوابَ ورَتب الرتَبَوقال المُناوِيُّ : أَصَّلْتُه تَأْصِيلاً : جَعَلْتُ له أَصْلاً ثابِتًا يُبني عليه غَيرُه
واسْتَأْصَلَه : قَلَعَه مِنْ أَصْلِه أَو بأُصُولهِ
وفي الأَساسِ : إِنَّ النَّخْلَ في أَرْضِنَا لأَصِيل أي : هوَ بها لا يَزالُ باقِيًا لا يَفنَى
وأَهْلُ الطّائِفِ يَقُولُون : لِفُلانٍ أَصِيلَة : أي أَرْضٌ تَلِيدَةٌ يَعِيشُ بِها
واسْتَأْصَلَتِ الشَّجَرَة : نبتَتْ وثَبَتَ أَصْلُها
واسْتَأْصَلَ شَأْفَتَهُم : قَطَعَ دابِرَهُم
وقال المُناوِي : قَوْلُهم : ما فَعَلْتُه أَصْلاً مَعْناهُ ما فَعَلْتُه قَط ولا أَفْعَلُه أَبَداً ونَصْبُه على الظرفِيَّةِ أي : ما فَعَلْتُه وَقْتًا ولا أَفْعَلُه حِينًا من الأَحْيانِ
وأَصِيلُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِي مُحَمّدِ بنِ الصَّدْرِ مُحَمّدِ بنِ الكَرِيمِ عَبدِ الكَرِيمِ السَّمَنُّودِيُّ الأَصْلِ الدِّمْياطِي شَيخٌ مُعْتَقَدٌ بينَ الدِّمْياطِيينَ كان مُقِيمًا تَحْتُ المَرقَبِ يُقالُ : إِنّ والِدَه رَأي النَّبيَ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ فَمَسَح ظَهْرَه وقالَ بارَكَ اللّه في هذه الذُّرِّيَّةِ وأنَّ وَلَده هذا مَكْتُوبٌ في ظَهْرِه بقَلَمِ القُدْرَةِ مُحَمَّدٌ ماتَ بدِمْياطَ سنة 883 ذكره السَّخاوِيُّ
قلتُ وولده بها يُعْرَفُونَ بالأَصِيلِيِّينَ
ويُقال : أَصَلَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا وكذا كقَوْلِكَ : طَفِقَ وعَلِقَ
والمُستَأْصَلَةُ : الشّاةُ التي أُخِذَ قَرنُها من أَصْلهِ
واسْتَعْمَلَ ابنُ جِنِّي الأَصْلِيَّةَ مَوضِعَ التَّأَصُّلِ وهذا لم يَنْطِقْ بهِ العَرَبُ
والأُصُولِي : يُعرَفُ به الأُسْتاذُ أَبُو إِسْحاقَ الأسْفَرايِيِني المتَكَلِّمُ لتَقَدّمِه في عِلْمِ الأُصُولِ