الضَّنْكُ : الضِّيقُ في وفي المُحْكَم : مِنْ كُلِّ شَيءٍ للذَّكَرِ والأنْثَى . ومَعِيشَةٌ ضَنْكٌ : ضَيقَةٌ وكُلُّ عَيش من غَيرِ حِل ضَنْكٌ وِإنْ كانَ مُوَسَّعًا وقولُه تَعالَى : " فإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا " أي غَيرَ حَلالٍ قالَ أَبُو إِسْحاقَ : الضَّنْكُ أَصْلُه في اللُّغَةِ الضِّيقُ والشِّدَّة ومَعْناه - واللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ هذه المَعِيشَةَ الضَّنْكَ في نار جَهَنّم قال : وأَكْثَرُ ما جاءَ في التَّفْسِير أَنّه عَذابُ القَبر وقال قَتادَةُ : أي جَهَنَّمَ وقالَ الضَّحّاك : الكَسبُ الحَرامُ . وقد ضَنُكَ - ككَرُمَ - ضَنْكًا وضَناكَةً وضُنُوكَةً بالضّمِّ : ضاقَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مكانٌ ضَنْكٌ بَيِّنُ الضَّنْكِ والضَّناكَةِ : إِذا كانَ ضَيِّقًا وعَيش ضَنْكٌ بَيِّنُ الضُّنُوكَةِ والضَّناكَةِ . وضَنُكَ فُلانٌ ضَناكَةً فهُوَ ضَنِيك : ضَعُفَ في رَأْيِه وجِسمِه ونَفْسِه وعَقْلِه قالَ أَبو زَيْد : يُقالُ للضَعِيفِ في بَدَنِه ورَأْيِه ضَنِيكٌ . والضُّناكُ كغُرابٍ : الزُّكامُ كالضّنْكَةِ بالضَّمِّ . وقَدْ ضُنِكَ كعُنيَ فهُو مَضْنُوكٌ : إِذا زُكِمَ واللَّهُ أَضْنَكَه وأَزْكَمَه وفي الحَدِيثِ أَنَّه عَطَسَ عِنْدَه رَجُلٌ فَشَمَّتهُ رَجل ثم عَطَسَ فشَّمَّتَه ثُمَّ عَطسَ فأَرادَ أَنْ يُشَمِّتَه فَقال : دَعْهُ فإِنَّه مَضْنُوكٌ أي مَزْكُومٌ قال ابنُ الأَثِيرِ : والقِياسُ أَنْ يُقالَ : مُضْنَكٌ ومُزْكَمٌ ولكِنَّه جاءَ على أضْنِكَ وأزْكِمَ . والضُّنْأَكُ كجُنْدَبٍ بفَتْحِ الدّالِ وجَنْدَلٍ الأُولَى عن اللِّحْيانِيِّ : الصُّلْبُ المَعْصُوبُ اللَّحْمِ من الرِّجالِ وهي ضُنْأَكَةٌ قد أغْفِلَ هنا عن اصْطِلاحِه فليُتَنَبَّهْ لذلِكَ . والضّنْأَكُ كجُنْدَبٍ فقط : النّاقَةُ العَظِيمَة المُوَثَّقَةُ الخَلْقِ
والضِّناكُ ككِتاب : المُوَثَّقُ الخَلْقِ الشَّدِيدُ للذَّكَرِ والأُنْثَى يكونُ ذلك في النّاسِ والإِبِلِ وكذلك من النَّخْلِ والشَّجَرِ
والضِّناكُ : الثَّقِيلَةُ العَجُزِ الضَّخْمَةُ من النِّساءِ وقال اللَّيْثُ : هي التّارَّةُ المُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" وقَدْ أُناغِي الرَّشَأَ المُحَبَّبا
" خَوْدًا ضِناكًا لا تَمُدُّ العَقُبَا
أرادَ أنّها لا تَسِيرُ مع الرجالِ . وقالَ العَجّاجُ يَصِفُ جارِيَةً :
" فهي ضِناكٌ كالكَثِيبِ المُنْهال قالَ شيخُنا : المَعْرُوفُ في الثَّقِيلَةِ العَجُزِ أَنّها الضَّناكُ بالفتح والكَسرُ الذي اقْتَصَر عليه المُصَنِّفُ لم يَذْكُرُوه إِلاّ على جِهَةِ الإِنْكار . قلتُ : والفَتْحُ اقْتَصَرَ عليه الجَوهَرِيُّ ومِثْلُه للفَارَابي في دِيوانِه وقال غيرُهما : الصَّواب بالكَسرِ نَبَّه عليه الصّاغاني وابنُ بَرِّيّ وصَوَّباهُ فلا مَعْنَى لقَوْلِ شَيخِنا : لم يَذْكُرُوه إِلا على جِهَةِ الإِنْكارِ فتأَمَّلْ . وبه فَسَّرُوا حَدِيثَ وائِلِ ابنِ حُجْرٍ : في التِّيعَةِ شاة لا مُقَوَّرَةُ الألْياطِ ولا ضِنَاكٌ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : الضِّناكُ بالكسرِ : الكَثِيرُ اللَّحْمِ ويُقالُ للذَّكَرِ والأُنْثَى بغَيرِ هاءٍ . والضِّناكُ : الشَّجَر العَظِيمُ عن ابنِ عَبّاد . والضّنِيكُ كأَمِيرٍ : العَيشُ الضَّيِّقُ عن أبي عَمْرو . والضَّنِيكُ : التّاجُ الّذِي يَعْمَلُ أي : يَخْدُمُ بخُبرِه عن أبي زَيْدٍ . والضَّنِيكُ : المَقْطُوعُ عن أبي عَمْرو
ومما يُستَدْرَكُ عليه : أَضْنَكَه اللَّهُ : أَزْكَمَه فهو مَضْنُوكٌ نادِرٌ . وناقَةٌ ضِناكٌ : غَلِيظَةُ المُؤَخَّر . وضَنُكَ السَّحابُ ككَرُمَ : غَلُظَ والْتَفَ
ورَجُلٌ مُتَضَنِّكٌ أي : مُتَهَوِّكٌ