عالَ يَعيلُ عَيْلاً وعَيْلَةً وعُيولاً بالضَّمّ وبالكَسْر ومَعيلاً : افتقرَ قالوا في الدُّعاءِ : مالَه مالَ وعالَ عالَ : أي افتقرَ وقيل : مالَ وعالَ بمعنىً واحدٍ : افتقرَ واحتاجَ وفي الحديث : " ما عالَ نُقْتَصِدٌ ولا يَعيلُ " أي ما افتقرَ وفي حديثِ صِلَةٍ : " أمّا أنا فلا أَعيلُ فيها " وقال أُحَيْحةُ بنُ الجُلاَح :
وما يدري الفَقيرُ متى غِناهُ ... وما يدري الغَنِيُّ متى يَعيلُ فهو عائِلٌ قال الله تَعالى : " وَوَجَدكَ عائِلاً فَأَغْنى " أي أزالَ عنكَ فَقْرَ النَّفسِ وجعلَ لك الغَناءَ الأكبرَ المعنيَّ بقوله : الغِنى غِنى النَّفسِ أو وَجَدَكَ فقيراً إلى رحمةِ الله وعفوِه فَأَغْناكَ بما تقدّمَ من ذَنْبِكَ وما تأخَّر وفي الحديث : " إنّ الله يُبْغِضُ العائِلَ المُخْتالَ " ج : عالَةٌ كحائِكٍ وحاكَةٍ ومنه الحديث : " أنْ تَدَعَ وَرَثَتكَ أَغْنِياءَ خيرٌ من أن تترُكَهم عالَةً يَتَكَفَّفون الناسَ " أي فقراء وعُيَّلٌ بضمٍ فتشديد قال :
فَتَرَكْنَ نَهْدَاً عُيَّلاً أَبْنَاؤُهم ... وبَنو كِنانَةَ كاللُّصوصِ المُرَّدِ تركَ أولادَه يتامى عَيْلَى كَسَكْرى أي فُقراء . والاسمُ العَيْلَة ومنه قَوْله تَعالى : " وإن خِفتُم عَيْلَةً " . والمُعيل : الأسدُ والنَّمِرُ والذِّئْبُ ؛ لأنّه يُعيلُ صَيْدَاً إعالَةً أي يَلْتَمِسُ . وعالَني الشيءُ يَعيلُني عَيْلاً وَمَعيلاً : أَعْوَزني وأَعْجَزَني رواه الأحمرُ . عالَ الرجلُ وكذا الفرَسُ في مَشْيِه يَعيلُ : إذا تمايَلَ وتكفَّأَ واختالَ وتبختَرَ وهو في الفرَسِ مَمْدُوحٌ يدُلُّ على كرَمِه كَتَعَيَّلَ قال ابنُ بَرِّي : ومن العَيْل : التبَخْتُر قولُ حُمَيْدٍ :
... . لم تَجِدْ لها ... تَكاليفَ إلاّ أن تَعيلَ وَتَسْأَما عالَ الضالَّة يَعيلُ عَيْلاً وَعَيَلاناً : إذا لم يَدْرِ أين يَبْغِيها رواه أبو زيدٍ . عالَ في الأرضِ يَعيلُ عَيْلاً وعَيولاً بالضَّمّ والفتحِ هكذا في النسخِ وضبطَ في المُحكَمِ بالضَّمّ والكسرِ : ذهبَ ودارَ كعارَ وقال ابنُ الأَنْباريِّ : إذا ذهبَ فيها . وامرأةٌ عَيَّالَةٌ : مُتَبَخْتِرَةٌ مَيّالَةٌ في مِشْيَتِها . والعَيْلان : الذكَرُ من الضِّباع . عَيْلان بلا لامٍ : أبو قَيسٍ وهو إلياسُ بنُ مُضَرَ بنِ نزارٍ أو الصوابُ : قَيْسُ عَيْلانَ مُضافاً ويُؤَيِّدُ القولَ الأوّلَ قولُ سَحْبَانَ :
لقد عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلانَ أنَّني ... إذا قلتُ : أمّا بَعْدُ أنِّي خَطيبُها وقال زُفَرُ بنُ الحارثِ :
ألا إنّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ ... إذا وَجَدَتْ رِيحَ العَصيرِ تغَنَّتِ ويؤَيِّدُ القولَ الثاني قولُ الآخَر :
إلى حَكَمٍ من قَيْسِ عَيْلانَ فَيْصَلٍ ... وآخَرُ من حَيَّيْ رَبيعَةَ عالِمِ وقولُ العَجّاج :
" وَقَيْسَ عَيْلانَ وَمَنْ تقَيَّسا
وليسَ له سَمِيٌّ قال الجَوْهَرِيُّ : وليس في العربِ عَيلانُ غيره . قلتُ : وعَيلانُ بنُ جاوَةَ : بَطْنٌ من باهِلَةَ هكذا ضبطَه الرُّشاطِيُّ . يُقال : هو في الأَصل اسمُ فرَسِهِ فأُضيفَ إليه وقال ابن الكلبيِّ في جَمهَرَة نسَبِ قيسِ بنِ عيلانَ : إنَّما عَيلانٌ عَبدٌ لِمُضَرَ فحَضَنَ إلياسَ فغَلَبَ عليه ونُسِبَ إليه وقال السُّهَيلِيُّ في الرَّوْضِ : قيسُ بنُ عَيلانَ هو المَشهورُ عندَ أَهل النَّسَبِ وبعضهم يقول قيسٌ هو عَيلانُ لا ابنُه قال : وعُرِفَ قيسُ بنُ عَيلانَ بفَرَسٍ له يُسَمَّى عَيلانَ كما عُرِفَ قيسُ كُبَّةَ في بَجيلَةَ بفَرِسٍ له اسمُهُ كُبَةُ وكان هو وقيسُ عَيلانَ مُتجاوِرَيْنِ فإذا ذُكِرَ أَحدُهما وقيل : أَيُّ القَيْسَينِ هوَ ؟ قيل : قَيسُ عَيلانَ أَو قيسُ كُبَّةَ وقيل : عَيلانُ : اسمُ كلبٍ كانَ له وقيل : اسمُ جَبَلٍ وُلِدَ عندَه وقيل : اسمُ غلامٍ لِمُضَرَ كانَ حضَنَهُ وقيل : كانَ جواداً أَتلَفَ مالَه فأدرَكَتْهُ عَيْلَةٌ فسُمِّيَ عَيلانُ . والعِيالُ ككِتابٍ : جمعُ عَيِّلٍ كسَيِّدٍ وهم الذينَ يتكَفَّلُ بهمُ الرَّجُلُ ويَعولُهُم قال :
سلامٌ على يَحيى ولا يُرْجَ عِندَهُ ... وَلاءٌ وإنْ أَزْرَى بعَيِّلِهِ الفَقْرُ ويُقال : عندَه كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفْساً من العِيالِ وجج : أَي جَمْعُ الجَمعِ عَيايِلُ وخَصَّه بعضُهُم بالنِّسْوَةِ فقال : ونِسوَةٌ عَيايِلُ وذكر في عول قريباً . وصَخْرُ بنُ العَيْلَةِ أَو العَيِّلَةِ ككَيِّسَةٍ ويُقال : ابنُ أَبي العَيِّلَةِ بنِ عَبْدِ الله بينِ ربيعةَ البَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ : صَحابِيٌّ نزلَ الكوفَةَ له وِفادَةٌ ورِوايَةٌ وله حديثٌ رواهُ أَبو داودَ روى عنه أَبو حازِمٍ ولم يُصَرِّح المصنِّفُ بكونِه صحابيّاً وكأَنَّه سَها . قال الفرَّاءُ : يُقال : عِيالَةُ البِرْذَوْنِ اليَوْمَ بالكَسْرِ ومَعالَّتُه شَديدَةٌ أَي علَفُه ولا يَخفى ما في عبارة المصنِّف من القصورِ . قال يونُسُ : يُقال : طالَ عَيلَتي إيّاكَ أَي كالَ ما عُلْتُكَ أَي مُنْتُكَ . روى صَخرُ بنُ عَبْد اللهِ بنِ ربيعةَ عن أَبيهِ عن جَدِّهِ قال : بينما هو جالسٌ بالكوفةِ في مَجلسٍ مع أَصحابه فقال : سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول : " إنَّ من البَيانِ لسِحراً وإنَّ من العِلمِ جَهلاً وإنَّ من الشِّعرِ حُكْماً وإنَّ من القولِ عَيَلاًً " ويُروَى : عَيالاً قال صعصَعَةُ : العَيَلُ مُحَرَّكَةً : عَرْضُكَ حديثَكَ وكلامَكَ على من لا يَريدُهُ وليسَ من شأْنِهِ كأَنَّه لمْ يَهْتَدِ لِمَنْ يُريدُه كما في العبابِ والنِّهايَةِ . العَيِّلَةُ ككَيِّسَةٍ : من أَسمائهِنَّ منهم العَيِّلَةُ بنتُ المُطَّلِبِ جَدَّةٌ للزُّبَيْرِ . والعَيِّلَةُ بنتُ مَعبَدِ بنِ بُجَيرِ بنِ عبدِ بنِ قصيِّ بنِ كلابٍ كانت زوجَ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدٍ والدِ الزُّبَيرِ . ومما يُستدرَكُ عليه : العالَةُ : الفاقَةُ . والعائلَةُ : العَيْلَةُ وبه قُرِئَ : " وإنْ خِفْتُمْ عائلَةً " . والعَيِّلُ كسَيِّدٍ : الفقيرُ . ورَجُلٌ مُعَيَّلٌ كمُعَظَّمٍ : ذو عِيالٍ ويقال فيه أَيضاً : مُعْيِلٌ كمُكرِمٍ وقد تقدَّم . وعَيَّلَ عِيالَهُ : أَهملَهُم ودابَّتَهُ : أَهملَها في المفازَةِ وسَيَّبَها قال ابنُ برّيّ : شاهِدُه قولُ الباهِليِّ :
نَسقي قَلائصَنا بماءٍ آجِنٍ ... وإذذا يقومُ بها الحَسيرُ يُعَيَّلُ أَي يُسَيَّبُ . وعالَ الرَّجُلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ : كَثُرَ عِيالُه فهو مُعِيلٌ والمرأَةُ مُعِيلَةٌ وقال الأَخفش : صارَ ذا عِيالٍ وقال ابنُ الكَلبِيِّ : ما زِلْتَ مُعيلاً من العَيْلَةِ أَي مُحتاجاً والعِيلَةُ جَمْعُ العائلِ وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : العِيلُ بالكَسرِ : العَيْلَةُ وأَيضاً جمع العائلِ لِلفقيرِ ولِلمُتَكَبِّرِ والمُتَبَخْتِرِ . والعَيَّالُ كشَدّادٍ : المُتَبَخْتِرُ المُتمايِلُ في مَشيِه يوصَفُ به الرَّجُلُ والفرَسُ والأَسَدُ قال أَوْسٌ : لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبرِيَّةٌ كالمَرْزُبانِيِّ عَيّالٌ بآصالِويُروى : عَيَّارٌ . والعَيِّلُ ككَيِّسٍ : من الذِّئبِ والأَسَدِ والنَّمِرِ : المُلتَمِسُ الباحِثُ والجَمعُ عَيابيلُ على غير قياسٍ أَنشدَ سيبويهِ لِحَكيمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ يصِفُ قَناةً نَبَتَتْ في مَوضِعٍ مَحفوفٍ بالجِبالِ والشَّجَرِ :
" حُفَّتْ بأَطوارِ جِبالٍ وحُظُرْ
" في أَشِبِ الغِيطالِ مُلتَفِّ السَّمُرْ
" فيها عياييلُ أُسودٌ ونُمُرْ وقيل : العَيايِيلُ : جَمعُ العَيَّالِ للمتبخْتِر في مَشيِه وقال ابنُ السِّيرافِيِّ : كأَنَّه قال : فيها مُتَبَخْتِراتٌ أَسُودٌ ولم يجعلْها جَمعَ عَيِّلٍ لكن جعلَها جمع عَيَّالٍ وقال أَبو محمّد بن الأَعرابيِّ : صَحَّفَ ابنُ السِّيرافِيِّ والصّوابُ غَيايِيلُ بالغَينِ المُعجَمَةِ جَمعُ غِيلٍ على غيرِ قِياسٍ . ومِكيالٌ عائلٌ : زائدٌ على غيره عن ابْن الأَعْرابِيّ . والتَّعْيِيلُ : سوءُ الغِذاءِ نقله الجَوْهَرِيُّ . وقال يونُسُ : لا يَعيلُ أَحَدٌ على القَصْدِ أَي لا يَحتاجُ . وقال أَبو عَمروٍ : العَيْلَى كسَكْرَى : التي تبكي على المَيِّتِ . والخَليعُ المُعَيَّلُ : المُسَيَّبُ وقيل : هو الذي أُسيءَ غِذاؤُه قال تأَبَّطَ شّراً :
ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُهُ ... به الذِّئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ وزُفَرُ بنُ عَيلانَ عن إبراهيمَ بنِ دُحَيم . وجُنادَةُ بنُ جَرادَةَ العَيلانِيُّ : صَحابِيٌّ نسبته إلى عَيلانَ بنِ جاوَةَ بَطْنٌ من باهِلَةَ . وفي المُتأَخِّرينَ مُظَفَّرُ بنُ إبراهيمَ بنِ جماعَةَ العَيلانِيُّ الضَّريرُ الشاعِرُ في زمن الكاملِ بنِ العادِلِ قيَّدَه الحافِظُ أَبو القاسِمِ الإسْعِرْدِيُّ
فصل الغين مع اللام
الفعل بالكسر : حركة الإنسان وقال الصاغاني : هو إحداث كل شيء من عمل أو غيره فهو أخص من العمل . أو كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد كما في المحكم وقيل : هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير أولا كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا قاله ابن الكمال . وقال الراغب : الفعل : التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإيجاده أو بغيره ولما كان لعلم أو بغيره ولما كان بقصد أو غيره ولما كان من الإنسان أو الحيوان أو الجماد والعمل مثله والصنع أخص منهما انتهى . وقال الحرالي : الفعل : ما ظهر عن داعية من الموقع كان عن علم أو غير علم لتدين كان أو غيره وقال الجويني : الفعل : ما كان في زمن يسير بلا تكرير والعمل : ما تكرر وطال زمنه واستمر ورد بحديث : " ما فعل النغير " . والفعل عند النحاة : ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة وقال السعد في شرح التصريف : الفعل : بالكسر : اسم لكلمة مخصوصة . وبالفتح مصدر فعل كمنع وفعل به يفعل فعلا وفعلا فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وقال قوم : المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر قال ابن كمال : ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء في المصدر قال شيخنا وفيه نظر وقيل : لا نظير له لفعله يفعله فعلا إلا سحره يسحره سحرا وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا وصرع يصرع صرعا وصرعا وقرأ بعضهم : " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " . الفعل : كناية عن حياء الناقة وعن فرج كل أنثى . الفعال كسحاب : اسم الفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه قاله الليث . الفعال : الكرم قال هدبة :
ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا أو يكون الفعال فعل الواحد خاصة في الخير والشر يقال : فلان كريم الفعال وفلان لئيم الفعال قاله ابن الأعرابي قال الأزهري : وهذا هو الصواب ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح . قال المبرد : الفعال يكون في المدح والذم وهو مخلص لفاعل واحد وإذا كان من فاعلين فهو فعال بالكسر قال الأزهري : وهذا هو الجيد قلت : وهو إذن مصدر فاعل . وهو أيضا جمع فعل كقدح وقداح وبئر وبئار كما في الصحاح . الفعال : نصاب الفأس والقدوم ونحوه كالمطرقة قال ابن بري : الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس فإنها مكسورة الفاء يقال : يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان والحدثان : الفأس التي لها رأس واحدة وقال ابن الأعرابي : الفعال : العود الذي في خرت الفأس يعمل به وقال ابن مقبل في نصاب القدوم وسماه فعالا :
وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت ... هوي قدوم القين حال فعالها قال ابن فارس : لا أدري كيف صحتها وأنشد ابن الأعرابي :
أتته وهي جانحة يداها ... جنوح الهبرقي على الفعال ج : فعل ككتب . والفعلة محركة : صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه لأنهم يفعلون قال ابن الأعرابي : والنجار يقال له : فاعل . قلت : وقد خص به الآن من يعمل بالطين ويحفر الأساس . الفعلة كفرحة : العادة . من المجاز : افتعل عليه كذبا وزورا : أي اختلقه قال ذو الرمة :
غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا وقال ابن الأعرابي : افتعل فلان حديثا : إذا اخترقه وأنشد :
ذكر شيء يا سليمى قد مضى ... ووشاة ينطقون المفتعلقال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل بالفتح أي على صيغة اسم المفعول أي جاء بأمر عظيم قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل وجاء بالمفتعل من الخطأ . ويقال : عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل : إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . وفعال كقطام قد جاء بمعنى افعل . وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك :
تعرض ضيطارو فعالة دوننا ... وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة وهي قبيلة معروفة . ومما يستدرك عليه : الفعال بالفتح : مصدر كذهب ذهابا نقله الجوهري . ويجمع الفعل على أفعال كقدح وأقداح . وقوله تعالى : " وفعلت فعلتك التي فعلت " أراد المرة الواحدة كأنه قال : قتلت النفس قتلتك وقرأ الشعبي : " فعلتك " بالكسر على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها ؛ لأنه قتله بوكزة هذا عن الزجاج قال : والأول أجود . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة . واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل : فعالة وفعولة وأفعولة ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري ؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها فعل كقولك : فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن وفاعلاتن مستفعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر . ويقال : شعر مفتعل : إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل . وقوله تعالى : " وكنا فاعلين " أي قادرين على ما نريده . وقوله تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي مؤتون قاله الزجاج وقيل : معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون . وتقول : إن الرشا تفعل الأفاعيل وتنسي إبراهيم وإسماعيل الأفاعيل : جمع أفعول أو إفعال : صيغة تختص بما يتعجب منه قاله السعد في حواشي الكشاف وهو عربي وقيل : مولد . وقال الراغب : والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بينهما فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه فهو أعم من المنفعل ؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان والطرب الحاصل من الغناء وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل : لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله عز وجل فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر
عالَ في الحُكْمِ : جارَ ومالَ عن الحقِّ . عالَ الميزانُ : نقَصَ وجارَ أَو زادَ أَو ارتفعَ أَحدُ طرفيه عن الآخرِ أَو مالَ وهذا عن اللِّحيانِيّ قال :
إنّا تَبِعنا رسولَ الله واطَّرَحوا ... قولَ الرَّسولِ وعالوا في المَوازينِ ومنه قولُ عثمان رضي الله تعالى عنه كتبَ إلى أَهل الكُوفةِ : لسْتُ بمِيزانٍ لا أَعُولُ . أَي لا أَميلُ عن الاستواءِ والاعتدالِ وبه فَسَّرَ أَكثَرُهم قولَه تعالى : " ذلكَ أَدْنى أَن لا تعولُوا " أَي ذلكَ أَقربُ أَن لا تَجوروا وتَميلوا . يَعولُ عَوْلاً ويَعيلُ عَيْلاً فهو عائلٌ . وعالَ أَمرُهُم : اشْتَدَّ وتَفاقَمَ يُقال : أمْرٌ عالٍ وعائلٌ : أَي مُتفاقِمٌ على القلبِ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فذلكَ أَعلى منكِ فَقداً لأَنَّه ... كريمُ وبَطني لِلكرامِ بَعيجُ إنَّما أَرادَ أَعْوَلَ أَي أَشَدَّ فقلَبَ فوزْنُه على هذا أَفْلَع . عالَ الشيءُ فلاناً يَعولُه عَولاً : غلبَه وثَقُلَ عليه وأَهمَّه قاله الفَرّاءُ ومنه قراءَةُ ابنِ مَسعودٍ : " ولا يَعُلْ أَنْ يأْتِيَنِي بهَمْ جَميعاً " مَعناهُ : لا يَشُقُّ عليه ذلك ويقال : لا يَعُلْنِي أَي لا يَغلِبُني وقالت الخَنساءُ :
ويَكفي العشيرَةَ ما عالَها ... وإن كانَ أَصغرَهُم مَولِدا
عالَت الفريضَةُ في الحساب تَعولُ عَولاً : زادَتْ قال اللِّحيانِيُّ : ارتفَعَتْ زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَن تَزيدَ سِهاماً فيدخُلَ النُّقصانُ على أَهل الفَرائضِ قال أَبو عُبَيدٍ : أَظُنُّه مأْخوذاً من المَيْلِ وذلكَ أَنَّ الفريضَةَ إذا عالَتْ فهي تَميلُ على أَهل الفريضَةِ جميعاً فتَنقُصُهُم ومنه حديثُ مريمَ : وعالَ قلَمُ زَكَرِّيّا أَي ارتفَعَ على الماءِ . وعُلْتُها أَنا وأَعَلْتُها بمَعنىً يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى كما في الصحاحِ وروى الأَزْهَرِيُّ عن المُفَضَّلِ أَنَّه أُتِيَ في ابنَتَيْنِ وأَبَوينِ وامرأَةٍ فقال : صارَ ثمنُها تُسْعاً قال أَبو عُبيدٍ : أَرادَ أَنَّ السِّهامَ عالتْ حتّى صارَ للمرأَةِ التُّسْعُ ولها في الأَصلِ الثُّمُنُ وذلكَ أَنَّ الفريضةَ لو لم تَعُلْ كانت من أَربعَةٍ وعِشرينَ فلمّا عالت صارَت من سبعةٍ وعِشرينَ فللابْنَتَيْنِ الثُّلُثانِ سِتَّةَ عشَرَ سَهْماً وللأبوين السُّدُسانِ ثمانيةُ أَسهُمٍ وللمرأَة ثلاثَةٌ وهذه ثلاثةٌ من سبعةٍ وعشرينَ وهو التُّسعُ وكان لها قبلَ العَولِ ثلاثَةٌ من أَربعةٍ وعشرينَ وهو الثُّمُنُ وهذه المسأَلَةُ تُسَمَّى المِنبَرِيَّةَ لأنَّ عَلِيّاً رضي الله تعالى عنه سُئلَ عنها وهو على المِنبَرِ فقال من غير رَوِيَّةٍ : صارَ ثُمُنُها تُسعاً لأَنَّ مجموعَ سِهامِها واحِدٌ وثُمُنُ واحِدٍ فأصلُها ثمانيةٌ والسِّهامُ تِسعَةٌ وقد مَرَّ ذِكرُها في : نبر . عالَ فُلانٌ عَوْلاً وعِيالَةً ككِتابَةٍ وعُؤولاً بالضَّمِّ كَثُرَ عِيالُهُ كأَعوَلَ وأَعْيَلَ على المُعاقَبَةِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ذلكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعولوا " أَي : أَدْنى لِئَلاّ يَكْثُرَ عِيالُكُم وهو قول عبد الرحمن بنِ زيد بن أَسلَمَ قال الأَزْهَرِيّ : وإلى هذا القولِ ذهبَ الشّافِعِيُّ قال : والمَعروفُ : عال الرَّجُلُ يَعولُ : إذا جارَ وأَعالَ يُعيلُ : إذا كثُرَ عِيالُه . وقال الكِسائيُّ : عالَ الرَّجُلُ يَعولُ : إذا افْتَقَرَ قال : ومن العربِ الفصحاءِ مَن يقولُ : عالَ يَعولُ : إذا كَثُرَ عِيالُه قال الأَزْهَرِيّ : وهذا يؤَيِّدُ ما ذهبَ إليه الشَّافعِيُّ في تفسير الآيةِ لأَنَّ الكِسائِيَّ لا يَحكي عن العَرَبِ إلاّ ما حفِظَهُ وضبطَه قالَ : وقولُ الشَّافعيِّ نفسِه حُجَّةٌ لأَنَّه رضي الله تعالى عنه عربيُّ اللِّسانِ فَصيحُ اللَّهْجَةِ قال : وقد اعْتَرَضَ عليه بعضُ المُتَحَذْلِقينَ فخَطَّأَهُ وقد عَجِلَ ولم يتثَبَّتْ فيما قال ولا يَجوزُ للحَضَرِيِّ أَنْ يَعْجَلَ إلى إنكارِ ما لا يَعرِفُه من لغاتِ العرب . وفي حديث القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ : إنَّه دخلَ بها وأَعولَتْ أَي ولَدَتْ أَولاداً قال ابنُ الأَثيرِ : الأَصْلُ فيه أَعْيَلَتْ أَي صارَتْ ذات عِيالٍ وعزا هذا القولَ إلى الهَرَوِيِّ وقال : قال الزَّمخشريُّ : الأَصلُ فيه الواوُ يقالُ : أَعالَ وأَعْوَلَ : إذا كثُرَ عِيالُه فأمّا أَعْيَلَتْ فإنَّه في بنائه مَنظورٌ إلى لفظِ عِيالٍ لا أَصْلِه كقَولِهم : أَقيالٌ وأَعيادٌ . وتقول العربُ : مالَه عالَ ومالَ فعالَ : كَثُرَ عيالُهُ ومالَ : جارَ في حُكمِهِ . وعالَ عِيالَهُ عَوْلاً وعُؤُولاً كقُعودٍ وعِيالَةً بالكَسر : كفاهُم مَعاشَهُم قاله الأَصمعيُّ قال غيرُه : مانَهُم وقاتَهُم وأَنفقَ عليهِم ويُقال : عُلْتُه شَهراً : إذا كفَيْتَهُ مَعاشَهُ وقيل : إذا قامَ بما يحتاجون إليه من قُوتٍ وكِسوَةٍ وغيرِهما وفي الحديثِ : كانت له جارِيَةٌ فعالَها وعلَّمَها أَي أَنفَقَ عليها وفي آخَر : وابْدأْ بِمَنْ تَعولُ أَي بِمَنْ تَمُونُ وتلزَمُكَ نفقَتُهُ في عيالِكَ فإنْ فَضَلَ شيءٌ فليَكُن للأجانبِ وقال الكُمَيْتُ :
كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ ... لَدَى الحَبْلِ حتّى عالَ أَوْسٌ عِيالَها ويُروَى غالَ بالغَينِ وقال أُمَيَّةُ :
غَذَوْتُكَ مَولوداً وعُلْتُكَ يافِعاً ... تُعَلُّ بِما أَجني عَلَيْكَ وتَنْهَلُكأَعالَهُمْ وعَيَّلَهُمْ . وأَعوَلَ الرَّجُلُ : رفعَ صوتَه بالبُكاءِ والصِّياحِ كعَوَّلَ تَعويلاً قاله شَمِرٌ . والاسمُ العَوْلُ والعَوْلَةُ والعَويلُ وقد تكونُ العَوْلَةُ : حرارَةَ وَجْدِ الحَزينِ والمُحِبِّ من غيرِ نِداءٍ ولا بُكاءٍ قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ :
فكَيْفَ تَسْلُبُنا لَيلى وتَكْنُدُنا ... وقد تُمَنَّحُ منكَ العَوْلَةُ الكُنُدُ وقد يكونُ العَويلُ صَوتاً من غير بكاءٍ ومنه قولُ أَبي زُبَيدٍ :
" لِلصَّدْرِ منه عَويلٌ فيه حَشْرَجَةٌ أَي زئيرٌ كأَنَّه يَشتَكي صدرَهُ وفي حديثِ شُعبَةَ : كانَ إذا سمِعَ الحديثَ أَخَذَهُ العَويلُ والزَّويلُ حتّى يحفظَه وأَنشدَ ثعلبٌ لعُبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ عُتبةَ :
زَعُمَتْ فإنْ تَلحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ... جَوادٌ وإنْ تُسْبَقْ فنفسَكَ أَعْوِلِ أَرادَ فعلى نفسِكَ أَعوِلْ فحذَفَ وأَوصَلَ . قال أَبو زيدٍ : يُقال : أَعولَ عليه إذا أَدَلَّ عليه دالَّةً وحَمَلَ عليه كعَوَّلَ يقال : عَوِّلْ عَلَيَّ بما شئتَ أَي اسْتَعِنْ بي كأَنَّه يقول : احْمِلْ علَيَّ ما أَحْبَبْتَ . قال أَبو زيدٍ أَيضاً : أَعوَلَ فلانٌ : إذا حَرَصَ كأَعالَ وأَعيَلَ فهو مُعوِلٌ ومُعِيلٌ وبه فَسَّرَ بعضُهُم قولَ أَبي كَبيرٍ الهُذَلِيِّ :
فأَتيْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريمِ المُعْوِلِ أَعْوَلَتْ القوْسُ : صَوَّتَتْ كما في المُحكَم والعُبابِ وصحَّفَهُ بعضُهم فقال : الفَرَسُ ومثلُهُ وقع في نسخَةِ اللِّسانِ . وعِيلَ عَوْلُهُ : ثَكِلَتْهُ أُمُّه . عِيلَ صَبري غُلِبَ قال أَبو طالبٍ : ويكونُ بمعنى رُفِعَ وغُيِّرَ عمّا كان عليه من قولِهمْ : عالَت الفريضَةُ : إذا ارْتَفَعَتْ وفي حديثِ سَطْيحٍ : فلمّا عِيلَ صَبرُه أَي غُلِبَ فهو مَعُولٌ كمَقُولٍ قال الكُمَيْتُ :
وما أَنا في ائتِلافِ ابْنَي نِزارٍ ... بمَلبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُولِ أَي لستُ بمَغلوبِ الرأيِ وقولُ كُثَيِّرٍ :
وبالأَمسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهُمْ ... لَعَمري فَعيلَ الصَّبْرَ مَنْ يتَجَلَّدُ يَحتَمِلُ أَنْ يكونَ أَرادَ عيلَ على الصَّبرِ فحَذَفَ وعَدَّى ويحتملُ أَنْ يَجوزَ على قوله : عِيلَ الرَّجُلُ صبرَهُ قال ابنُ سِيدَه : ولم أَرَهُ لغيرِه كعالَ فيهِما يقال : عالَ عَوْلُهُ وعالَ صَبري الأَخيرُ نقله اللِّحيانِيُّ عن أَبي الجَرَّاحِ قال : فجاءَ به على فِعلِ الفاعِلِ . وعِيلَ ما هو عائلُه أَي غُلِبَ ما هو غالِبُه قال الجَوْهَرِيُّ : يُضرَبُ لِمَنْ يُعجَبُ من كلامِهِ ونَحوِهِ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : أَو غير ذلك قال : وهو على مَذهبِ الدُّعاءِ قال النّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
وأَحْبِبْ حَبيبَكَ حُبّاً رُوَيداً ... فليس يَعولُكَ أَنْ تَصرِما وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ فرَساً :
خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفالِجِيِّ يَنُوشُنِي ... بِسَدْوِ يدَيهِ عِيلَ ما هُوَ عائلُهْ وهو كقولِكَ للشيءِ يُعجِبُكَ : قاتلَه الله وأَخزاهُ اللهُ . والعَوْلُ : كلُّ ما عالَكَ من الأَمرِ أَي أَهمَّكَ كأَنَّه سُمِّيَ بالمَصدَرِ . العَوْلُ أَيضاً : المُستَعانُ به في المُهِمّاتِ . أَيضاً : قوتُ العِيالِ . وعوَّلَ عليهِ مُعَوَّلاً : اتَّكَلَ واعْتَمَدَ عن ثعلَبٍ وبه فسَّرَ قولَهُ :
" فهَلْ عِندَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ على أَنَّه مَصدَرُ عوَّلَ أَي اتَّكَلَ كأَنَّه قال : إنَّما راحَتي في البُكاءِ فما مَعنى اتِّكالي في شِفاءِ غليلي على رسم دارِسٍ لا غَناءَ عندَهُ عنِّي ؟ فسبيلي أَنْ أُقْبِلَ على بُكائي وقيل : المُعَوَّلُ هنا : مَصدر عَوَّلْتُ بمعنى أَعْوَلْتُ أَي بكَيْتُ فيكونُ معناهُ : فهل عند رسمٍ دارِسٍ من إعوالٍ وبُكاءٍ . والاسمُ العِوَلُ كعِنَبٍ يُقال : هو عِوَلي أَي عُمدَتي قال تأَبَّطَ شَرّاً :
لكِنَّما عِوَلي إنْ كنتُ ذا عِوَلٍ ... على بَصيرٍ بكَسْبِ المَجْدِ سَبَّاقِقرأْتُ في شرحِ قصيدةِ : تأَبَّطَ شَرّاً للمُفضّلِ الضَّبِّيِّ ما نَصُّه : أَبو عِكرِمَةَ روى : عِوَلي بكسر العينِ في اللفظتينِ جميعاً وغيرُ أَبي عكرِمَةَ روى عَوَلي بفتح العينِ والواوِ جميعاً كلتا اللَّفظَتينِ رواهُما هكذا وهذه روايَةُ أَحمدَ بنِ عُبيدٍ جعلهما مَصدرَينِ ومن كسَرَهُما جعلَهما جمعَ عَوْلَةٍ كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ يقول : لو أَنِّي بكَيْتُ على أحد بكيت على هذا الذي هذه صفتُه بَصير بِكَسْبِ المَجْدِ إلخ . وعَيِّلُكَ ككَيِّسٍ وعِيالُكَ مثل كتابٍ : مَنْ تَتَكَفَّلُ بهم وتَعولُهُم واوِيَّةٌ يائيَّةٌ ولذا أَعادَها المصنِّفُ في عيل أَيضاً وقال ابن برّيّ : العِيالُ ياؤُهُ مُنقلبةٌ عن واوٍ لأَنَّه من عالَهُم يَعولُهُمْ : إذا كفاهم مَعاشَهُم وكأَنَّه في الأَصل مَصدرٌ وُضِعَ على المَفعولِ ج : عالَةٌ عن كُراع قال ابنُ سيدَه : وعندي أَنَّه جمعُ عائلٍ على ما يكثُر في هذا النَّحْوِ وأَمّا فَيْعَلٌ فلا يُكَسَّرُ على فَعَلَةٍ البَتَّة وأَصلُ العَيِّلِ عَيْوِلٌ فأُدْغِمَ وفي حديث حنظَلَةَ الكاتبِ : فإذا رجَعْتُ إلى أَهلي دَنَتْ منّي المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ . وقد تقعُ على الجماعةِ ومنه الحديثُ : رَجُلٌ يُدْخِلُ على عَشَرَةِ عَيِّلٍ وعاءً مِنْ طَعامٍ يُريدُ على عشرة أَنْفُسٍ يَعولُهُم فقال : عَشَرَةَ عَيِّلٍ ولم يَقُل : عَيايِل . يُقال : نِسْوَةٌ عَيايِلُ ومنه حديثُ ذي الرُّمَّةِ ورُؤبَةَ في القَدَرِ : أَتُرَى اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدَّرَ على الذِّئْبِ أَنْ يأْكُلَ حَلوبَةَ عَيايِلَ عالَةٍ ضَرائِكَ . وعَيَّلَهُم : صَيَّرَهُم عِيالاً أَو أَهملَهُم قال :
" لقدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ والمِعْوَلُ كمِنبَرٍ : الحديدَةُ يُنقَرُ بها الجِبالُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الفأْسُ العَظيمَةُ التي يُنقَرُ بها الصَّخْرُ والجَمْعُ مَعاوِلُ . والعالَةُ : النَّعامَةُ عن كراع فإمّا أَنْ يَعنِيَ بهِ هذا النَوعَ من الحيوانِ وإمّا أَن يعنِيَ به الظُّلَّةَ لأن النعامة أيضاً : الظلة وهو الصحيح . العالَةُ : شِبهُ الظُّلَّةِ يُستَتَرُ بها من المَطَرِ مُخفَّفَةَ اللامِ . قد عَوَّلَ تَعويلاً : اتَّخَذَها ونَصُّ الصحاحِ : تَقولُ منه : عَوَّلْتُ عالَةً : بنيْتُها قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ :
" فالطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدا قال ابنُ بَرِّي : الصحيحُ أنّ البيتَ لساعِدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيِّ . قلتُ : وهكذا قرأتُه في ديوانِ شِعرِ الهُذَلِيِّينَ في قصيدةٍ لساعِدَة وقال شارِحُه السُّكَّريُّ : المُعَوِّل : الذي يبني العالَة وهو أن يقطعَ الشجرَ فيستَظِلَّ به من المطَر . عَوَّلَ عليه وبه : أي اسْتعانَ به . وعليه المُعَوَّل : أي المُتَّكَل . والاسمُ العِوَل كعِنَبٍ وقد مرَّ شاهدُه من قَوْلِ تأبَّطَ شَرَّاً . يقال : ما له كال ولا مال أي شيء يقال أيضاً : ماله عالَ ومالَ : دُعاءٌ عليه فعالَ أي كَثُرَ عِيالُه ومالَ : جارَ في حُكمِه . ويقال للعاثِر : عا لكَ عالِياً كقولِهم : لَعاً لكَ عالِياً يُدعى له بالإقالة وفي التهذيب : دعاءٌ له بأنْ يَنْتَعِشْ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
أخاكَ الذي إنْ زَلَّتِ النَّعلُ لم يَقُلْ ... تَعِسْتَ ولكن قالَ عا لكَ عالِيا والمَعاوِل والمَعاوِلَة : قبائلُ من الأَزْد والنِّسبةُ إليهم مَعْوَلِيٌّ بفتحِ الميم كذا قيَّدَه ابنُ السَّمْعانيِّ وبه جَزَمَ أبو عليٍّ الجيّانيُّ وقيَّدَه ابنُ نُقطةَ بالكَسْر وصوَّبَه ابنُ الأثير وهم بَنو مَعْوَلةَ بن شَمْسِ بنِ عَمْرِو بن غالبِ بن عثمانَ بن نَصْرِ بن زهرانَ بن كَعْبِ بن الحارثِ بن كَعْبِ بن عَبْد الله بن مالكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْد منهم غَيْلانُ بنُ جَريرٍ المَعْوَليُّ البَصريُّ تابعيٌّ عن أنسٍ وعنه قَتادَةُ وشُعبَة ثقة . وقال الشاعرُ يصفُ حَماماً :
وإذا دَخَلْتَ سَمِعْتَ فيها رَنَّةً ... لَغَطَ المَعاوِلِ في بيوتِ هَدادِقال الجَوْهَرِيّ : مَعاوِلُ وهَدادٌ : حَيَّانِ من الأَزْد . وسَبْرَةُ بنُ العَوّال كشَدّادٍ : رجلٌ معروفٌ . وخارِجَةُ بنُ عَوّالٍ الرَّدْمانيُّ : شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ مع عَبْد الله بن عمروٍ هكذا في النسخ والصوابُ مع عَمْرِو بنِ العاص كما هو نصُّ العُباب ومن مَوالي خارِجَةَ هذا يَزيدُ بن ثَوْرِ بن زيادِ بن ثُمامَة : من المُحدِّثين وبَنو رَدْمَان من رُعَيْن . في الصِّحاح : عَوْلَ : كَلِمَةٌ مثلُ وَيْبَ يقال : عَوْلَكَ : وَعَوْلَ زَيْدٍ وَعَوْلٌ لزَيدٍ قال شيخُنا : وهذا صريحٌ في أنّ عَوْلَ يُستعمَلُ بمعنى وَيْلَ مُطلَقاً على جهةِ الأصالَة والذي في شرحِ التَّسهيل لمُصنِّفِه أنّه لا يُستعملُ إلاّ تابعاً لوَيْلَ وصرَّحَ به غيرُه ووافَقَه أبو حيَّان وغيرُه من شُرّاحِ التسهيل وهو الذي اقتصرَ عليه الجَلالُ في هَمْعِ الهَوامِع انتهى . قلتُ : وهو نصُّ سيبويه في الكتاب قال : وقالوا : وَيْلَه وَعَوْلَه لا يُتكَلَّمُ به إلاّ مع وَيْلَه وقال الأَزْهَرِيّ : وأما قولُهم : وَيْلَه وَعَوْله فإنّ العَوْلَ والعَويلَ : البُكاء وقال أبو طالِبٍ : النَّصبُ في قولِهم : وَيْلَه وَعَوْلَه على الدُّعاءِ والذَّمِّ كما يقال : وَيْلاً له وتُراباً له . واعْتَوَل أي بَكى مثل : عَوَّلَ وأَعْوَلَ قال ذو الرُّمَّة :
له أَزْمَلٌ عند القِذافِ كأنَّه ... نَحيبُ الثَّكالى تارةً واعْتِوالُها وأعالَ الرجلُ : افْتقرَ وأيضاً : صارَ ذا عِيالٍ . وعُوالٌ كغُرابٍ : حَيٌّ من بَني عَبْد الله بن غَطَفَانَ قال الحُصَيْنُ بنُ الحُمامِ المُرِّيّ :
وجاءَتْ جِحاشٌ قَضُّها بقَضيضِها ... وَجَمْعُ عُوالٍ ما أدَقَّ وأَلأَما عُوالٌ : مَوْضِعان . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَواويل : جَمْعُ عِوّالٍ مصدر عَوَّل : إذا بكى وحذفَ الشاعرُ ياءَه ضرورةً فقال :
" تَسْمَعُ مِن شُذَّانِها عَواوِلا وفي الحديث : " المُعْوَلُ عليه يُعَذَّب " أي الذي يُبكى عليه من المَوتى ويُروى كمُحَمَّدٍ والمعنى واحدٌ . والمُعْوِل كمُحسِن : الذي يُعْوِلُ بدَلالَةٍ أو مَنْزِلةٍ وقيل : هو الذي يحملُ عليكَ بدالَّةٍ وبه فُسِّرَ قولُ أبي كبيرٍ الهُذَليِّ أيضاً . وقال يونُس : لا يَعُولُ على القصدِ أحَدٌ : أي لا يحتاج . والمُعَوَّل كمُحَمَّدٍ : المُستَغاث والمُعتمَد . وقد يُستعارُ العِيالُ للطَّيرِ والسِّباعِ وغيرِهما من البهائمِ قال الأعشى :
وكأنَّما تَبِعَ الصُّوارَ بشَخصِها ... فَتْخَاءُ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها وأنشدَ ثعلبٌ في صِفةِ ذِئبٍ وناقةٍ عَقَرَها له :
فَتَرَكْتُها لعِيالِه جَزَرَاً ... عَمْدَاً وعَلَّقَ رَحْلَها صَحْبِي ورجلٌ مُعيلٌ كمُحمَّدٍ ومُكْرِمٍ : ذو عِيالٍ قُلِبَت الواوُ ياءً للخِفّةِ وقول أُميّةَ ابن أبي الصَّلْت :
سَلَعٌ ما ومِثلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا وعالَت البَيْقورا أي أنّ السنَةَ الجَدْبَةَ أَثْقَلتْ البقرَ بما حُمِّلَتْ من السَّلَع والعُشَر وقد ذُكِرَ في بقر . والعَويل : الضعيف وقد سمَّوْا حَبْلاً من حبالِ السفينةِ بذلك . والعَوالَة : الاحتِياجُ والتَّطَفُّل