" الكِبْرِيتُ " بالكسر أَهمله الجوهريّ هنا وأَورده في - ك ب ر - وذكره هنا بناءً على أَصالَةِ التَّاءِ وصَرَّح غيرُ واحدٍ بزيادتها فموضِعه الرّاءُ كعِفْرِيتٍ وهو " من الحِجَارة المُوقَدِ بِهَا " قال ابنُ دريد : لا أَحْسَبُهُ عَرَبِيّاً صَحِيحاً ومثْلُه في شِفَاءِ الغَلِيل . الكِبْرِيتُ : " : اليَاقُوتُ الأَحْمَرُ " قاله ابنُ دُرَيْدٍ وجعَلَ شيخُنَا استعمالَه فيه من المَجَازِ . الكِبْرِيتُ " : الذَّهَبُ " الأَحْمَرُ قال رُؤبَة :
هل يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ ... أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ
قال ابن الأَعْرَابيّ : ظَنّ رُؤبةُ أَن الكِبرِيتَ ذَهَبٌ قال شيخُنا : وخَطِىء فيه ؛ لأَنَّ العَرَبَ القدماءَ يُخْطِئون في المَعَانِي دونَ الأَلفاظِ . الكبريتُ الأَحْمَرُ - عن الليث - يقال : هو " جَوْهَرٌ " و " مَعْدِنُه خَلْفَ " بلادِ " التُّبَّتِ بوادِي النَّمْلِ " الذي مَرَّ عليه سيِّدُنَا سليمانُ عليه وعلى نبيِّنَا أَفضلُ الصلاةِ والسلام كذا في التهذيب وعن الليث : الكِبْرِيتُ : عَيْنٌ تَجْرِى فإِذا جَمَدَ ماؤُهَا صار كِبْرِيتاً أَبيضَ وأَصْفَرَ وأَكْدَرَ وقال شيخُنَا : وقد شَاهَدْتُه في مواضِعَ : منها هذا الذي قَرِيبٌ مِن الملاَلِيحِ ما بين فَاس ومِكْنَاسَةَ يُتَدَاوَى بالعَوْمِ فيه من الحَبِّ الإِفْرِنْجِيّ وغيره ومنها مَعْدِنٌ في أَثناءِ إِفْرِيقِيَّة في وَسَطِ بَرْقَةَ يُقَال له : البُرْجُ وغير ذلك واستعماله في الذَّهَبِ كأَنَّهُ مَجَازٌ لقولهم : الكِبْرِيتُ الأَحْمَرُ ؛ لأَنَّه يُصْنَعُ منه ويَصْلُح لأَنواعٍ من الكِيمياءِ ويكونُ من أَجْزَائِها . انتهى . وفي اللسان : يُقَال : في كلِّ شيْءٍ كِبْرِيتٌ وهو يُبْسُه ما خلا الذَّهَبَ والفِضَّةَ فإِنَّهُ لا يَنْكَسِر فإِذا صُعِّدَ أَي أُذِيبَ ذَهَبَ كِبْرِيتُه . قال أَبو منصور : ويقال : " كَبْرَتَ بَعِيرَهُ " إِذا " طَلاهُ بِه " أَي بالكِبْرِيتِ مَخْلُوطاً بالدَّسَمِ والخَضْخَاض وهو ضَرْبٌ من النِّفْطِ أَسودُ رقيقٌ لا خُثُورَةَ فيه وليس بالقَطِرَانِ ؛ لأَنَّهُ عُصَارَةُ شَجرٍ أَسودُ خَاثِر كذا في التّكملة وهو للتَّداوِي من الجَرَبِ ؛ لأَنَّه صالحٌ لرَفْعِه جِدّاً . ونقل القزوينيّ - في عَجَائبه عن أُرسطو - الكِبْرِيتُ أَصناف : الأَحمرُ الجَيِّدُ اللونِ والأَبيُض اللّونِ هو كالغُبَارِ ومنه الأَصفَرُ فمَعْدِنُه بالمَغْرِب لا بأْس في موضعه بقُرْبِ بحر أَوْقيَانُوسَ على فراسِخَ منه وهو نافعٌ من الصَّرَع والسَّكَتاتِ والشَّقِيقَةِ ويَدْخُل في أَعمالِ الذّهَب وأَمّا الأَبيضُ فيُسوِّدُ الأَجسامَ البِيضَ وقد يكونُ كامِنُه في العُيُونِ التي يَجْرِي منها الماءُ الجاري مَشُوباً به ويُوجَد لتلكِ المياهِ رائحةٌ مُنِتنَةٌ فمَن اغْتَمَسَ في هذه العيونِ في أَيّامٍ معتَدِلَةِ الهواءِ أَبرأَه من الجِرَاحَاتِ والأَوْرَامِ والجَرَب والسّلَعِ التي تكون من المِرَّةِ السَّوْدَاءِ . وقال ابنُ سِيناءَ : إِنَّ الكِبْرِيتَ من أَدْوِيَةِ البَرَصِ ما لم تَمَسَّه النارُ وإِذَا خُلِطَ بصَمْغِ البُطْمِ قَلَعَ الآثارَ التي تكون علَى الأَظْفَارِ وبالخلِّ على البَهَقِ ويَجْلُو القُوَبَاءَ وهو طِلاءٌ للنِّقْرِسِ مع النَّطْرُونِ والماءِ ويَحْبِسُ الزُّكامَ بَخُوراً . وفيه خواصُّ غيرُ ذلك ومَحلُّه المُطَوَّلاتُ من كتب الطِّبِّ