الكَدْسُ كالضَّرْب : إِسْرَاعُ المُثْقَل في السَّيْر أَو هو إِسْرَاعُ المُثْقَل فيه وَمَآلُهما وَاحدٌ . وقد كَدَسَت الإِبلُ كَدْساً أَي أَسْرَعتْ في ثِقَلٍ ورَكِبَ بَعْضهَا بَعْضاً في سَيْرهَا وقال الفَرّاءُ : الكَدْسُ : إِسْرَاعُ الإِبل في سَيْرِهَا وقد كَدَسَت الخَيْلُ قال الشّاعرُ :
" إِنّا إِذا الخَيْلُ عَدَتْ أَكْدَاسَاً
" مِثْلِ الكلاَبِ تَتَّقِي الهَرَاسَا والكَدْسَةُ : عَطْسَةُ البَهَائمِ قال الرّاجزُ :
" الطَّيْرُ شَفْعٌ والمَطَايَا تَكْدِسُ
" إِنِّي بأَنْ تَنْصُرَني لأُحِسِسُ
وقيل : الكُدَاسُ للضَّأْن : مثْلُ العُطَاس للإِنْسان وقد تُسْتَعْمَل فِينَا ومنه الحَديثُ : إِذا بَصَقَ أَحَدُكُم في الصَّلاة فليَبْصُقْ عن يَسَاره أَو تَحْتَ رِجْله فإِنْ غَلَبَتْهُ كَدْسَةٌ أَو سَعْلَةٌ ففي ثَوْبهِ . وقد كَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً وكُدَاساً إِذا عَطَسَ . ويُقَالُ : أخَذَه فكَدَسَ به الأَرْضَ أَي صَرَعُه وأَلْصَقَه بها . والكَادِسُ : ما يُتَطَيَّرُ به من الفَأْل والعُطَاسِ وغَيْرِهمَا والجَمْعُ : الكُدُوسُ ومنه قيلَ للظَّبي وغيرِه إِذا نَزَل من الجَبَل : كَادِسٌ وقد كَدَسَ كَدْساً إِذا تَطَيَّر . وقيل : الكَادِسُ : القَعِيدُ من الظِّباءِ وهو الَّذي يَجيءُ منْ خَلْفِكَ قالَهُ الخَليلُ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَلَوْ أَنَّني كُنْتُ السَّليمَ لَعُدْتَني ... سَريعاً ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوَادِسُ ويُتَشّاءَمُ به كما يُتَشَاءَمُ بالبارِحِ وقد كَدَسَ كَدْساً . والكُدْسُ بالضَّمِّ وكرُمَّانٍ الأَخيرُ نَقَلَه الصّاغَانيُّ عن ابن عَبّادٍ : الحَبُّ المَحْصُودُ المَجْمُوعُ وهو العَرَمَةُ من الطَّعَام والتَّمْرِ والدَّرَاهم ونحْو ذلكَ وجَمْعُه أَكْدَاسٌ . وكَدَسَهُ كَدْساً فتَكَدَّسَ . والكُدَاسُ كغُرَابٍ ما كُدِسَ منَ الثَّلْج . والكُدَاسَةُ بهاءٍ : ما يُكُدَسُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعضٍ . والكُنْدُسُ عُرُوقُ نَبَاتٍ دَاخلُهُ أَصْفَرُ وخَارجُهُ أَسْوَدُ مُقَيِّيءٌ مُسْهلٌ جَلاَّءٌ للْبَهَق وإِذا سُحِقَ ونُفِخَ في الأَنْفِ عَطَّسَ وأَنارَ البصَرَ الكَليلَ وأَزَالَ العَشَا قال الصّاغَانيُّ : وقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ في الشَّين المُعْجَمة وهو تَصْحيفٌ لا رِيْبَ فيه بدليل الإِْشتقاق . والتَّكَدُّسُ : السُّرْعَةُ في المَشْيِ عن ابن الأَعْرَابيِّ وقد تَكَدَّسَ الفَرَسُ إِذا مَشَى كأَنَّهُ مُثْقَلٌ وقيلَ : التَّكَدُّسُ : مشْيَةٌ من مِشَاءِ القِصَار الغِلاَظ قال مُهَلْهِلٌ :
وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدَّارِعينَ ... كمَشْيِ الوُعُولِ عَلَى الظَّاهِرَهْ والتَّكَدُّسُ : أَنْ يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه ويَنْصِبَ مَا بَيْنَ ثَدْيَيْه هكذا في النُّسَخ وفي بعضٍ : ويَنْصِبَ إِلَى ما بَيْنَ يَدَيْه إِذا مَشَى وكَأَنَّه يَركَبُ رَأْسَه وكذلكَ الوُعُولُ إِذا مَشَتْ قالَه ابنُ الأَعْرَابيِّ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : قال النَّضْرُ : أَكْدَاسُ الرَّمْل : وَاحدُها كُدْسٌ وهو المُتَرَاكِبُ الكَثيرُ لا يَزَايلُ بَعْضُه بَعْضاً . وفي حَديث قَتَادَةَ : كان أَصحابُ الأَيْكةِ أَصحابَ شجَرٍ مُتَكادِسٍ أَي مُلْتَفّ مُجْتَمِعِ هو من تَكَدَّسَت الخَيْلُ إِذا إزْدَحَمَتْ ورَكِبَ بَعْضُها بَعْضاً . والكَدْسُ بالفَتْح : الجَمْعُ ومنه كُدْسُ الطَّعَام . وكَدَسَ السّائقُ والراكِبُ الإِبلَ أَيْ حَرَّكَهَا عن ابن القَطَّاع . والمَكْدُوسُ : المَدْفُوعُ . وتَكَدَّسَ الإِنْسَانُ إِذا دُفِعَ من وَرَائه فسَقَط . والكَدْسُ : الطَّرْدُ والجَرْحُ والشّين لغةٌ فيه . ويقَال : عْنَده من دَرَاهمَ وثِيَابٍ كُدْسٌ مُكَدَّسٌ وأَكْدَاسٌ مَكَدَّسةٌ وهو مَجَازٌ . ونَخْلٌ مُتَكَادِسٌ : مُلْتَفٌّ مُتَرَاكِبٌ هكذا يُرْوَى بالدال
الدَّسُّ : دَسُّكَ شَيْئاً تحتَ شَيْءٍ وهو : الإِخْفَاءُ قاله اللَّيْثُ . ودَسَسْتُ الشْيءَ في التُّرابِ : أَخْفَيْتهُ . والدَّسُّ أَيضاً : دَفْنُ الشيْءِ تحتَ الشيْءِ وإِدْخَالُه ومنه قوله تَعالَى : " أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ " أَي يَدْفِنُه أَي الموؤُودَة ورَدَّ الضَّمِيرَ على لفظِه . قالَهُ الأَزْهَرِيُّ كالدِّسِّيسَى كخِصِّيصَى . والدَّسِيس كأَمِيرٍ : الصُّنَانُ الذي لا يَقْلَعُه الدَّوَاءُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والدَّسِيسُ : مَنْ تَدُسُّه لِيَأْتِيَكَ بالأَخْبَارِ وهو شَبِيهُ المُتَحَسِّس . ويُقَال : انْدَسَّ فُلانٌ إلى فُلانٍ يأْتِيهِ بِالنَّمائمِ . والعامَّةُ يُسَمُّونه الدّاسُوسَ . والدَّسِيسُ : المَشْوِيُّ عن ابن الأَعْرَابِيِّ
والدُّسُسُ بضَمَّتَيْن : الأَصِنَّةُ الدِّفِرَة الفائِحِةُ عنه أَيضاً . والدُّسُسُ : المُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِهم يَدْخُلُونَ مع القُرَّاءِ ولَيْسُوا مِنْهُمُ عنه أَيضاً . وقال أَبو خَيْرَةَ : الدَّسَّاسَةُ : شَحْمَةُ الأَرْضِ وهي العَنَمَة . قال الأَزْهَرِيُّ : وتُسَمِّيها العربُ : الحُلْكَةَ وَبناتِ النَّقَا تَغُوصُ في الرَّمْلِ كم يَغُوصُ الحُوتُ في الماءِ وبَها تُشَبَّهُ بَنَانُ العَذَارَى . والدَّسّاسُ : حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ أَحْمَرُ كالدَّمِ مُحَدَّدُ الطَّرَفِيْنِ لا يُدْرَى أَيُّهما رأْسُه غلِيظُ الجِلْدِةِ لا يأْخُذ فيه الضَّرْبُ وليسَ بالضَّخمِ غَلِيظٌ . قال : وهي النَّكَّازُ . قال . الأَزْهَرِيُّ : هكذا قرأْتُه بخَطِّ شَمِرٍ . وقال ابن دُرَيْدٍ : وهو ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ ولم يُحَلِّه . وقال أَبو عَمْرو : الدَّسّاسُ في الحَيَّاتِ : هو الذي لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْهِ رأْسُه وهو أَخْبَثُ الحَيَّاتِ يَنْدَسُّ في التُّرَابِ فلا يَظْهَر للشَّمْسِ وهو على لونِ القُلْبِ من الذَّهَبِ المُحَلَّى . الدُّسَّةُ بالضَّمِّ : لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ . ودَسَّ الشيءَ يَدُسُّه دَسّاً ودَسَّسَه ودَسَّاهُ - الأَخِيرَةُ على البَدَلِ كَرَاهِيةَ التَّضْعِيف - ومنه قولُه تَعَالَى : " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " أُبْدِلَتْ بعضُ سِيناتِهَا ياءً كتَظَنَّيْتُ في تَظَنَّنْتُ من الظَّنِّ لأَنَّ البَخِيلَ يُخْفِي مَنْزِلَه ومالَه والسَّخِيُّ يُبْرِزُ مَنْزِلَه فيَنْزِلُ عَلَى الشَّرَفِ من الأَرْض لِئلاَّ يَستَتِرَ عَلَى الضِّيفانِ ومَنْ أَرادَه ولكلٍّ وَجْهٌ . قاله الفَرَّاء والزَّجَّاج . أَو مَعْنَاه : أَفْلَح مَن جَعَلَ نَفْسَه زَكِيَّةً مُؤْمِنَةً وخاب مَن دَسَّ نَفْسَه مع الصّالِحِينَ وليسَ مِنْهُم كذا نَقَلَه ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . أَو مَعْنَاه : خَابَتْ نَفْسٌ دَسَّاها اللهُ تَعَالى . قالَهُ الفَرَّاءُ . أَو المعنَى : دَسَّاها : جَعَلَها خَسِيسَةً قَلِيلَةً بالعَمَلِ الخَبِيثِ . ويُقَال : خابَ مَنْ دَسَّ نَفْسَه فأَخْمَلَهَا بتَرْكِ الصَّدَقَةِ والطَّاعَةِ . وانْدَسَّ : انْدَفَنَ وقد دَسَّهُ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : العَرْقُ دَسَّاسٌ أَي دَخّالُ . وقيل : دَسَّهُ دَسًّا إِذا أَدْخَله بقُوَّةٍ وقَهْرٍ . والدَّسِيسُ : إِخْفَاءُ المَكْرِ . وانْدَسَّ فُلانٌ إِلى فُلانٍ يَأْتِيهِ بالنَّمَائِمِ وهو مَجَازٌ وهي الدَّسِيسَةُ . والدَّسُّ : نَفْسُ الهِنَاءِ الّذِي تُطْلَى به أَرْفَاغُ الإِبِلِ وبَعِيرٌ مَدْسُوسٌ . وقد دَسَّه دَسًّا : لَمْ يَبَالغْ في هِنَائِه . قال ذُو الرُّمَّة :
تَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كَأَنَّهُ ... فَنِيقُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ ومن أَمْثَالهم : لَيْسَ الهِنَاءُ الدَّسِّ . المَعْنَى : أَنَّ البَعِيرَ إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ مِن هِنائِه على مَوْضِعِ الجَرَبِ ولكِن يُعَمُّ بالهِنَاءِ جَمِيعُ جِلْدِه ؛ لئلاَّ يَتَعَدَّى الجَرَبُ مَوْضِعَه فيَجْرَبَ مَوْضِعٌ آخَرُ . يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْتَصِرُ مِن قَضَاءِ حاجةِ صاحِبِهِ عَلَى ما يَتَبَلَّغُ بهِ ولا يُبَالِغُ فيها