وَهُوَ مَعَكُمُ أَيْنَمَا كُنْتُمْ(قرآن). "الْحَقُّ مَعَكَ". ب. مَعْنَى زَمَان الاجْتِمَاعِ: "وَصَلُوا ...
وَهُوَ مَعَكُمُ أَيْنَمَا كُنْتُمْ(قرآن). "الْحَقُّ مَعَكَ". ب. مَعْنَى زَمَان الاجْتِمَاعِ: "وَصَلُوا مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ". 2. يُسْتَعْمَلُ غَيْرَ مُضَافٍ فَيُنَوَّنُ وَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ بِمَعْنَى "جَمِيعاً" فِي حَالَةِ الْمُثَنَّى أَوِ الجَمْعِ وَيُعْرَبُ فِي حَالَةِ الْمُثَنَّى أَوِ الجَمْعِ حَالاً: "أَخْبَرْتُ الصَّدِيقَيْنِ مَعاً بِمَا حَدَثَ". "جَاءَ الأَصْدِقَاءُ مَعـاً" "جِئْنَا مَعاً".
قُلْتُ : وهذا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الأَوْلَعَ والأَوْلَقَ وَزْنُهما فَوْعَلٌ فإِنْ قِيلَ : أَفْعَلُ - كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ قَوْمٌ - فالصَّوابُ ذِكْرهُ في الوَاوِ كما سَيَأْتِي قالَهُ شَيْخُنَا . قُلْتُ : وهو قَوْلُ عَرَّامٍ ونَصُّه : يُقَالُ : بِفُلانٍ مِنْ حُبِّ فُلانَةَ الأَوْلَعُ والأَوْلَقُ وهو شِبْهُ الجُنُونِ ومحل ذكره في و حلب عز وجل كما سيأتي أَ م ع
الإِمَّعُ والإِمَّعَةُ كهِلَّعٍ وهِلَّعَةٍ ويُفْتَحَانِ الفَتْحُ لُغَةٌ عن الفَرَّاءِ . وقال ابنُ السَّرّاجِ : إِمَّعٌ فِعَّلٌ لأَنَّهُ لا يَكُونُ إِفْعَلُ وَصْفاً وهو الرَّجُلُ لا رَأْيَ لَهُ ولا عَزْمَ فهو يُتَابِعُ كُلَّ أَحَدٍ عَلَى رَأْيِهِ ولا يَثْبُتُ علَى شَيٍْ والهاءُ فيهِ لِلْمُبَالَغَةِ . ومنه حَدِيثُ عَبْدِ الله بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه : اغْدُ عالِماً أَو متعلماً ولا تَكُنْ إِمَّعَةً ولا نَظِيرَ لَهُ إِلاّ رَجُلٌ إِمَّرٌ وهو الأَحْمَقُ . قَالَ الأَزْهَرِيُّ : وكَذلِكَ الإِمَّرَةُ وهو الَّذِي يُوَافِقُ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى ما يُرِيدُه قال الشَّاعِرُ :
" لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ
" سَأَلْتُه عَمَّا مَعَهْ
" فَقَالَ ذَوْدٌ أَرْبَعَهْ وقالَ آخَرُ :
" فلا دَرَّ دَرُّكَ مِنْ صَاحِبٍ فَأَنْتَ الوُزَاوِزَةُ الإِمَّعَهْ
وفي حَدِيثِ أَيْضَاً : لا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً . ورُوِيَ عن ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ : كُنّا في الجَاهِلِيَّةِ نَعُدُّ الإِمَّعَةَ هو مُتَّبِع النَّاسِ إِلى الطَّعَامِ من غَيْرِ أَنْ يُدْعَى وإِنَّ الإِمَّعَةَ فِيكُمُ اليَوْمَ المُحْقِبُ الناسِ دِينَه . قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : والمَعْنَى الأَوّلُ يَرْجِعُ إِلَى هذا . قُلْتُ : ومَعْنَاهُ المُقَلّدُ الَّذِي جَعَلَ دِينَهُ تابِعاً لدِينِ غَيْرِه بلا رَوِيَّةٍ ولا تَحْصِيلِ بُرْهَانٍ . وفي أَمَالِي القَالِي : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبَارِيّ حَدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَدِينِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الفَضْلِ الرَّبَعِيّ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بنُ دارم عن أَبيه عَنْ جَدِّه عَنْ الحَارِثِ الأَعْوَرِ قالَ : سُئل عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ تعالىَ عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَدَخَلَ مُبَادِراً ثُمَّ خَرَجَ في رِدَاءٍ وحِذَاءٍ وهو مُتَبَسِّمٌ فقيلَ له : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنَّكَ كُنْتَ إِذا سُئِلْتَ عن المَسْأَلَةِ تَكُونُ فيها كالسِّكَّةِ المُحْمَاةِ قالَ : إِنّي كُنْتُ حَاقِناً ولا رَأْيَ لحَاقِنٍ ثُم أَنْشَأَ يَقُولُ :
إِذا المُشْكِلاتُ تَصَدَّيْنَ لِي ... كَشَفْتُ حَقَائِقَها بالنَّظَرْ
لِسَانِ كشِقْشِقةِ الأَرْحَبِيِّ ... أَو كالحُسَامِ اليَمَانِي الذَّكَرْ
ولَسْت بإِمَّعَةٍ فِي الرِّجالِ ... أُسَائلُ هذَا وذَا ما الخَبَرْ ؟ ولكِنَنِي مِذْرَبُ الأَصْغَرَيْنِ أُبَيِّنُ مَعْ مَا مَضَى ما غَبَرْ وقِيلَ : الإِمَّعَةُ : المُتَردِّدُ فِي غَيْرِ صَنْعَةٍ . ورُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سُئِلَ : ما الإِمَّعةُ ؟ قالَ : مَنْ يَقُولُ : أَنا مَعَ النّاسِ . قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ : أَرادَ بذلِكَ الَّذِي يَتْبَعُ كُلَّ أَحَدٍ عَلَى دِينِهِ أَيْ لَيْسَ المُرَادُ بِهِ كَرَاهَةَ الكَيْنُونَةِ مع النّاسِ . وقال اللَّيْثُ : رَجُلٌ إِمَّعَةٌ يَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ : أَنَا مَعَكَ
ولا يُقَالُ : امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ . فإِنَّهُ خَطَأٌ أَو قَدْ يُقَالُ حَكَاه الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ
وتَأَمّعَ الرَّجُلُ واسْتَأْمَعَ : صَارَ إِمَّعَةً ورِجالٌ إِمَّعُونَ ولا يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتّاءِ
فصل الباء مع العين