المَهْرُ : الصَّداق ج مُهور . وقد مَهَرَها كَمَنَع ونَصَرَ يَمْهَرُها ويَمْهُرُها مَهْرَاً وأَمْهَرها : جَعَلَ لها مَهْرَاً وفي حديث أمِّ حبيبة : " و أَمْهَرها النَّجاشيُّ من عنده " أي ساقَ لها مَهْرَها أو مَهَرَها : أَعْطَاها مَهْرَاً فهي مَمْهُورة . وأَمْهَرَها : زوَّجَها من غَيْرِه على مَهْرٍ قال ساعِدَةُ بن جُوَيَّة :
إذا مُهِرَتْ صُلْباً قليلاً عِراقُةُ ... تقولُ ألاَ أَدَّيْتَني فتَقَرَّبِ وقال آخر :
أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبةً عَجْرَفِيَّةً ... وأُمهِرْنَ أَرْمَاحاً من الخَطِّ ذُبَّلا
وفي المثَل : كالمَمْهورة إحْدى خَدَمَتيْها . يُضرَب للأحمق البالغ في الحُمْق للغاية وذلك أنْ طالَبَتْ حَمْقَاءُ بَعْلَها لمّا دخل بها بالمَهْر وقالتْ : لا أُطيعُك أو تُعطيني مَهْرِي . فَنَزَع إحدى خَدَمَتيْها من رِجْلها وَدَفَعها إليْها فرضِيَتْ بها لحُمْقِها . ونظيرُها أنّ رجلاً أعطى آخرَ مالاً فتزوَّجَ به ابنةَ المُعطي ثم امْتَنَّ عليها بما مَهَرَها وساقَ إليها فقالوا : كالمَمْهورة من مالِ أبيها . يُضرَب في الذي يَمْتَنُّ فيما ليس له . والمَهِيرَةُ كسَفينة : الحُرَّة والجَمْع المَهائر وهي الحَرائر وهي ضِدُّ السَّراريِّ والمَهِيرة أيضاً : الغالِيَة المَهْر . والماهِر : الحاذقُ بكلِّ عملٍ وأكثر ما يُوصف به السابِح المُجيد ج مَهَرَةٌ محرّكة . قال الأعشى يذكر فيه تَفْضِيل عامرٍ على عَلْقَمةَ بن عُلاثة :
إنَّ الذي فيه تَمَاَرَيْتُما ... بَيِّن للسامِع والناظرِ
ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُون الذي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِر
مِثلَ الفُراتيّ إذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصيِّ والماهِرِ الجُدّ : البئر . والظَّنون : التي لا يُوثَق بمائها . والفُراتيّ : الماءُ المنسوب إلى الفرات وطَما : ارتفع . والبُوصِيّ : المَلاَّح . والماهِر : السابِح وكذلك المُتَمَهِّر قاله الزمخشريُّ . وقد مَهَرَ الشيءَ وفيه وبه كَمَنَع يَمْهَر مَهْرَاً بالفتح ومُهوراً بالضم ومَهاراً ومَهارَةً بفتحِهِما أي صارَ حاذِقاً . وفي اللسان : مَهارةً ومِهارةً كسَحابة وكِتابة . والمُهْر بالضمِّ : عَظْمُ الزَّوْر وهو الكِرْكِرَة كالمُهْرَة وبه فَسَّر الجَوْهَرِيّ قولَ الشاعر :
" جافِي اليدَيْنِ عن مُشاشِ المُهْرِ المُهْر : ثَمَرُ الحَنْظَل ج مِهَرَة كعِنَبة نقله الصَّاغانِيّ . المُهْر : ولَدُ الفرَسِ والرَّمَكَة أو أولُ ما يُنتَج منه ومن غيرِه أي من الخَيْل والحُمُر الأهليَّة وغيرِها كما قاله ابنُ سِيدَه ج في القليل أَمْهَارٌ وفي الكثير مِهارٌ ومِهارةٌ . قال عديُّ بنُ زَيْدٍ :
وذي تَناويرَ مَمَعْونٍ له صَبَحٌ ... يَغْذُو أوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهَارا يعني بالأمْهار هنا أولادَ الوَحْش . وقال آخر :
كأنَّ عَتيقاً من مِهارةِ تَغْلِبٍ ... بأَيْدي الرِّجال الدّافنينَ ابنَ عَتَّابْ قال ابنُ سِيدَه : هكذا الرواية بتَسْكين الباء والأُنثى مُهْرَة والجمعُ مُهَرَات ومُهَرٌ . قال الرَّبيعُ بن زياد العَبْسِيُّ :
ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهارِ والأُمّ مُمْهِرٌ . يقال : فرَسٌ مُمْهِرٌ أي ذاتُ مُهْرٍ وقد أَمْهَرَت : تَبِعَها مُهْرٌ . والمُهْرَةُ بالضمّ : خَرَزَةٌ كان النِّساءُ يَتَحَبَّبْنَ بها أو هي فارسيَّةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : وما أُراه عربيَّاً . والمُهَر كصُرَد : مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ في الصَّدْر أو هي غَراضِيف الضُّلوع واحدَتُها مُهْرَةٌ كأنَّها فارسيّة قال أبو حاتم : وأُراها بالفارسيّة أراد فُصوصَ الصَّدرِ أو خَرَزَ الصّدر في الزَّوْر أنشد ابْن الأَعْرابِيّ لغُداف :
" عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعن رَحَاها ومَهْرَةُ بنُ حَيْدَان بن عَمْرُو بن الحافِ بنِ قُضاعة بالفتح أبو قَبيلة وهم حَيٌّ عظيم وإليها يَرْجِع كلّ مَهْرِيّ منهم أبو الحَجَّاج زبيد بن سعد المَهْريّ من أهل مصر والإبلُ المَهْرِيّة منه أي من هذا الحيِّ منسوبة إليهم ج مَهارَى كسَكارى هكذا هو مضبوط في النسخ وفي اللسان بكسر الراء وتخفيف الياء ومَهار بحذفِ الياءِ ومَهارِيُّ بكسرِ الراءِ وتشديد الياء قال رؤبة :
به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ ... بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِو أَمْهَر الناقةَ : جَعَلَها مَهْرِيَّةً . والمَهْرِيَّة : حِنطَةٌ حَمْرَاء قال أبو حنيفة : وكذلك سفاها وهي عظيمةُ السُّنْبُل غليظةُ القَصَب مُرَبَّعة . وماهِرٌ ومُهَيْرَة كجُهَيْنَة : اسْمان وكذا مُهَيْرٌ ومَهْرِيٌّ ومِهْران بالكسر . ومَهْوَرٌ كقَسْوَر : ع قال ابنُ سِيدَه : وإنما حَمَلْناه على فَعْوَل دون مَفْعَلٍ من هارَ يَهُور لأنّه لو كان مَفْعَلاً منه كان مُعتَلاًّ ولا يُحمَل على مُكَرَّرِه لأنَّ ذلك شاذٌّ للعَلَمِيَّة . قلتُ : وقال السُّكَّرِيُّ : مَهْوَرٌ : بلدٌ قال المُعَطَّل الهُذَلِيُّ :
فإنْ أُمسِ في أَهْلِ الرَّجيعِ ودونَنا ... جِبالُ السَّراة مَهْوَرٌ فَعُوائِنُ كذا قَرَأْتُه في أشعار الهُذَلِيِّين . ونهرِ مِهْران بالكسر : نهرٌ عظيم بالسِّنْد وبخُراسان يُعرَف بجَيْحُون ويقال : إنه منهما تمتَدُّ الدّنيا . قال أبو النَّجْم :
فسافَروا حتى يَمَلُّوا السَّفَرا ... وسارَ هادِيهِم بهمْ وسَيَّرا
بَرَّاً وخاضوا بالسَّفينِ الأَبْحُرا ... ما بَيْنَ مشهْرانَ وبَيْنَ بَرْبَرا قال ابنُ دُرَيْد : وليس بعربيٍّ . ومِهْران : ة بأَصْفَهان . ومِهْران جَدُّ أبي بكر أحمد بن الحُسَيْن الزاهد المُقرئ المِهْرانِيّ النَّيْسابوريّ مُجاب الدَّعوة عن ابن خُزَيْمة وعنه الحاكِم وهو صاحبُ الغايةِ والشامِل مات سنة 381 . والمِهار ككِتاب : العُود الغليظُ في رأسِه فَلْكَةٌ يُجعَل في أَنْفِ البُخْتِيّ . عن أبي زيدٍ : يقال : لم تُعطِ هذا الأمرَ المِهَرَة كعِنَبَة وضبطه الصَّاغانِيّ بفتح فكسر مُجَوِّداً أي لم تَأْتِه من قِبلِ وَجْهِه . ويُقال أيضاً : لم تَأْتِ إلى هذا البِّناء المِهَرَة أي لم تَأْتِه من قِبَلِ وَجْهِه ولم تَبْنِه على ما كان ينبغي . وقالوا : لم نَفْعَل به المِهَرَة ولم تُعطِه المِهَرَة وذلك إذا عالَجْت شيئاً فلم تَرْفُق به ولم تُحسِن عَمَلَه وكذلك إذا أَدَّب إنساناً فلم يُحسِن . كذا في اللسان . والتَّمْهِيرُ : طَلَبُ المَهْرِ واتِّخاذُه . قال أبو زُبَيْد يصفُ الأسَد :
أَقْبَلَ يَرْدِي كما يَرْدِي الحِصانُ إلى ... مُسْتَعْسِبٍ أرِبٍ منه بتَمْهيرِ يقول : أقبلَ كأنّه حِصان جاء إلى مُسْتَعْسِب وهو المُسْتَطْرِق لأُنثاه أَرِبٍ : ذي إرْبَة أي حاجة . والمُتَمَهِّر : الأسَد الحاذقُ بالافْتِراس وَتَمَهَّرَ الرجلُ في شيءٍ إذا حَذَقَ فيه كَمَهَر فيه . ومما يُستدرَك عليه : المُهَيْرَة : مصغَّراً كِنايةٌ عن الزَّوْجة وبه فُسِّر قولُ الحَريريِّ في الحَضْرَمِيَّة : تَذْهَبُ في الدُّوَيْرَة لتَجْلِدَ عُمَيْرة وتَسْتَغني عن المُهَيْرَة . ومَهْر البَغِيّ المَنهيّ عنه هو أُجرةُ الفاجِرة . وأمُّ أَمْهَارٍ : اسمُ قَارَةٍ . وفي التَّهذيب هَضْبَة . وقال ابنُ جَبَلَة : أُكُمٌ حُمرٌ بأَعْلى الصَّمَّان ولعلَّها شُبِّهَت بأَمْهارِ الخَيْل فسُمِّيت بذلك . قال الرَّاعي :
مَرَّتْ على أمِّ أَمْهَارٍ مُشَمِّرَةً ... تَهْوِي بها طُرُقٌ أوساطُها زُورُوقال الفَرَّاء : تحتَ القَلبِ عُظَيْمٌ يقال له : المُهْرُ والزِّرُّ وهو قِوامُ القَلْب . والمُهْر بالضمّ : فِراخُ حَمامٍ يُشبِه الوَرَشان وجمعُها : مِهَرَة كعِنَبَة قاله الصَّاغانِيّ . وتُسمَّى النّعجَة : الماهِرُ وتُدعى فيقال : ماهِرْ ماهِرْ . ومُهْرَات بالضمّ : بلدٌ قُربَ حَضْرَمَوْت . ومِهْروان بالكسر : بلدٌ في سَهْلِ طَبَرِسْتان . ومِهْرَةُ بالكسر من أجدادِِ أبي عليٍّ الحَدَّاد ومن أَجْدَادِ أبي مَسْعُود كُوتاه . وعبدُ الوهّاب بن عليّ بن مِهْرَة حدَّث . ومَهْرُويَه بفتح الميم وضمِّ الراء جدّ أبي الحسن عليّ بن محمد بن مَهْرُويه القَزْوينيّ حدّث عن علي بن عبد العزيز البَغَوِيّ . ومِهْيار الدَّيْلَمِيّ كمِحْراب : شاعرُ زَمانه . وجَناب بن مُهَيْر العَبْديّ كزُبَيْر عن عَطاءٍ ومحمد وعلوان ابنا مُفلِح بن المُهَيْر وابنُ أخيهما مُقلِّدُ ابنُ عليِّ بن مُفلِح بن المُهَيْر كلّهم عن أبي الحسن بن العَلاَّف وروى عنهم ابنُ سُوَيْد في مشيخته . وعزُّ الدين الحسنُ بن الحُسين بن المُهَيْر البغداديّ سمع يَحْيَى بن بَوْشٍ ومات سنة 666 ومُهَيْرٌ عمّ سعيد بن عَرُوبة قاله قَتادة كذا في كتاب الصحابة لأبي القاسم البَغَويّ . ومُهَيْرة : لقب مُحرِز بن نَضْلَة الصّحابيّ . وماهر بن عبد الله بن نَجْمٍ المَقْدِسِيّ حدَّث عن الزَّيْن العِراقيّ والشَّرَف يَحْيَى المَنَاويّ وغيرِهما أجازَ شيخَ الإسلامِ زكريّا وكريمَ الدِّين أبا الفضل محمد بن محمد بن العِماد البِلْبيسيّ وغيرُهما . ومما يُستدرَك عليه : مهجر
هَرَّهُ يَهُرُّه بالضمّ ويَهِرُّه بالكسر هَرَّاً وهَرِيراً : كَرِهَه قال المُفضّل بنُ المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة :
ومَن هَرَّ أطرافَ القَنا خَشْيَةَ الرَّدى ... فليسَ لمَجدٍ صالحٍ بكَسوبِ وقال الجَوْهَرِيّ : الهِرُّ : الاسمُ من قَوْلِك : هَرَرْتُه أَهِرُّه هَرَّاً . هَرَّ الكلبُ إليه يَهِرُّ بالكسر هَريراً وهِرَّةً وهو أي هَريرُ الكلبِ : صَوْتُه وهو دون نُباحِه من قِلّةِ صَبْرِه على البَرد . قال القُطَامِيّ يصفُ شِدّةَ البَرد :
أرى الحقَّ لا يَعْيَا عليَّ سبيلُه ... إذا ضافَني لَيْلاً مع القُرِّ ضائِفُ
إذا كَبَّدَ النَّجمُ السماءَ بشَتْوَة ... على حينِ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ
قال ابنُ سِيدَه : وبالهَريرِ شُبِّه نظَرُ بعضِ الكُماةِ إلى بعضِ في الحرب وفي الحديث : " أنّ الكلبَ يَهِرّ من وراءِ أَهْلِه " يعني أنّ الشجاعةَ غَريزةٌ في الإنسان فهو يَلْقَى الحروبَ ويُقاتِل طَبْعَاً وحَمِيَّةً لا حِسْبَةً فضربُ الكلبَ مثلاً إذ كان من طَبْعِه أن يَهِرَّ دون أَهْلِه ويَذُبّ عنهم . يقال : هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَريراً فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إذا نَبَحَ وَكَشَرَ عن أَنْيَابِه وفي حديث شُرَيْح : لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّار أي إذا قَتَلَ الرجلُ كلبَ آخَرَ لا أُوجِب عليه شيئاً إذا كان نَبّاحاً لأنّه يؤذي بنُباحه . وهَرَّهُ البردُ يَهِرُّه هَرَّاً : صَوَّتَهُ كأَهَرَّه إهْراراً هَرَّت القَوسُ هَريراً : صوَّتَتْ عن أبي حنيفة وأنشد :
مُطِلٌّ بمُنْحاةٍ لها في شِمالِه ... هَريرٌ إذا ما حَرَّكَتْه أنامِلُهْ منَ المَجاز : هرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمى والشوكُ هَرَّاً : يَبِسَ فاجْتَنبْتَه الرّاعيَةُ كأنّه يَهِرّ في وُجوهِها قاله الزَّمَخْشَرِيّ وقيل : هَرَّ إذا اشتدَّ يُبسُه وَتَنَفَّشَ فصارَ كأظفارِ الهِرِّ وأنيابِه قال :
رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى ... إذا ما هَرَّ وامْتَنعَ المَذاقا هَرَّ يَهِرُّ هَرَّاً : أكلَ هَرورَ العِنَب وهو ما تناثَرَ من حَبِّه كما سيأتي قريباً . هَرَّ بسَلْحِه وهَكَّ به : رمى به عن ابْن الأَعْرابِيّ . وهَرَّ يَهَرُّ بالفتح إذا ساءَ خُلُقُه عن ابْن الأَعْرابِيّ . والهِرّ بالكسر : السِّنَّوْر ج : هِرَرَةٌ كقِرَدةٍ وقِرْد وهي هِرَّةٌ ج : هِرَرٌ كقِرَبٍ وقِرْبَة وقد جاء ذِكرُها في حديث الإفك : " حتى هَجَرَتْني الهِرَّة " راجع حياة الحَيَوانِ للدَّمِيريّ . الهِرُّ : سَوْقُ الغنَم والبِرُّ : دُعاؤُها قاله يونس وبه فُسِّر قولهم : لا يَعْرِف هِرَّاً من بِرٍّ أو الهِرُّ : دُعاؤُها والبِرُّ : سَوْقُها ؛ وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهِرُّ دُعاءُ الغنَمِ إلى العلَف والبِرُّ : دُعاؤُها إلى الماء . وهِرُّ : اسمُ امرأة قال الشاعر :
" أَصَحَوْتَ اليومَ أم شاقَتْكَ هِرّ والهُرَار بالضمّ : داءٌ كالوَرَمِ بين جِلدِ الإبلِ ولَحمِها قال غَيْلانُ بن حُرَيْث :
فإلاّ يكُنْ فيها هُرارٌ فإنّني ... بسِلٍّ يُمانِيها إلى الحَولِ خائفُ أي خائفٌ سِلاّ والباءُ زائدة . والبعيرُ مَهْرُورٌ : أصابه الهُرار وناقةٌ مَهْرُورة كذلك وقيل : هو داءٌ يَأْخُذها فَتَسْلَحُ عنه أو هو سَلْحُ الإبل من أيِّ داءٍ كان . قال الكسائيّ والأُمويّ : من أَدْوَاءِ الإبلِ الهُرار وهو استِطلاقُ بُطونِها وقد هُرَّت هَرَّاً وهُرَاراً وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ : استَطْلَقَ حتى مات وهَرَّه هو وأَرَّه : أَطْلَقه من بَطْنِه الهَمزةُ في كلّ ذلك بدلٌ من الهاءِ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : به هُرار إذا اسْتطلَقَ بَطْنُه حتى يموت . منَ المَجاز : طَلَعَ الهَرّاران وهما نَجْمَان . وقال الزَّمَخْشَرِيّ وابنُ سِيدَه : هما النَّسْرُ الوقِعُ وقَلبُ العَقرَب وأنشد الثاني لشُبَيْل بن عَزْرَة الضُّبَعيّ :
وساقَ الفَجرُ هَرَّارَيْه حتى ... بَدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ وقد يُفرَد في الشِّعرِ قال أبو النَّجم يصف امرأةً :
" وَسْنَى سَخونٌ مَطْلَعَ الهَرّارِ وقال الزَّمَخْشَرِيّ : إنّما سُمِّيا بذلك لأنّ هريرَ الشتاءِ عند طُلوعِهما . قال الصَّاغانِيّ : وهما الكانُونان وهما شَيْبَانُ ومِلْحان . والهَرّار كشَدّاد : فرَسُ مُعاوية بنِ عُبادة نقله الصَّاغانِيّ . والهرُّ بالفتح : ضَرْبٌ من زَجْرِ الإبلِ . هِرّ بالكسر : د وموضع قال :
فواللهِ لا أَنْسَى بلاءً لَقِيتُه ... بصَحراءِ هِرٍّ ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا قلت : وهو بلدٌ بالعجم ويُسمّى الآن بإيرانشهر . هُرّ بالضمّ : قُفٌّ باليَمامة . قال ياقوت : يجوز أن يكون منقولاً من الفِعل لم يُسمَّ فاعلُه ثم استُعمِل اسماً . الهُرُّ : الكثيرُ من الماءِ واللبَن وهو الذي إذا جرى سَمِعْتَ له هَرْ هَرْ وهو حكايةُ جَرْيِهِ كالهُرْهورِ والهَرْهارِ والهُراهِر كعُلابِط . وقال الأَزْهَرِيّ : والهُرْهور : الكثيرُ من الماءِ واللبَن إذا حَلَبْته سَمِعْتَ له هَرْهَرةً وقال :سَلْمٌ ترى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا ... إذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَراو سَمِعْت له هَرْهَرةً أي صَوْتَاً عند الحَلْب . والهَرْهار : الرجلُ الضَّحَّاكُ في الباطل وقد هَرْهَر هَرْهَرةً . الهَرْهار : اللحمُ الغَثُّ نَقَلَه الصَّاغانِيّ . الهرْهارُ : الأسد سُمِّي به لهَرْهَرَتِه وهي تَرْدِيد زَئيرِه وهي التي تُسمّى الغَرْغَرَة كالهُرِّ والهُراهِر بضمِّهما . وقال النَّضرُ بن شُمَيْل : الهِرْهِرُ كزِبْرِجٍ : الناقةُ يَلْفِظ رحِمُها الماءَ كِبَراً فلا تَلْقُح . والجمع الهَراهِر وقال غيرُه : هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أيضاً وقال ابن السِّكِّيت : يقال للناقةِ الهَرِمَةِ : هِرْهِرٌ . والهُرْهور بالضمّ : ضَرْبٌ من السُّفُن . والهُرْهور : ما تَناثَرَ من حَبِّ عنقودِ العِنَب . زاد الأَزْهَرِيّ : في أصلِ الكَرْم كالهرورِ . مُقتضى إطلاقه أن يكون كصَبور وقد ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بالضمّ وزاد : والهُرورة كلّ ذلك عن الأصمعيّ قال : هو ما تَساقَط من الكَرْم من عِنَبِه الرَّديءِ قال : وقال أَعرابيّ : مَرَرْتُ على جَفْنَةٍ وقد تحرَّكتْ سُروغُها بقُطوفها فَسَقَطت أَهْرَارُها فَأَكَلْتُ هُرْهورَةً فما وَقَعَتْ ولا طارَتْ . قال الأصمعيّ : الجَفْنة : الكَرْمَة والسُّروغ : جمع سَرْغٍ بالغين معجمة : قُضبان الكَرْم . والقُطوف : العناقيد . قال : ويقال لما لا يَنْفَع : ما وَقَعَ ولا طارَ . وهَرَّ يَهُرُّ إذا أَكَلَ الهَرور وقد تقدّم في أوّل المادة وهذا موضع ذِكره . الهُرْهور : الهَرِمَةُ من الشاءِ كالهِرْهِر بالكسر نقله الصَّاغانِيّ والذي صرّح به ابن السِّكِّيت أنّ الهِرْهِرَ : الهَرِمَةُ من النُّوق كما سَبَقَت الإشارةُ إليه ولكنّ الصَّاغانِيّ قال في آخرِ كلامِه : وكذلك النّاقةُ فَجَمَع بين القولَيْن والمصنِّف قلّده فقصّر فيه فتأَمَّلْ . الهُرْهور : الماءُ الكثيرُ إذا جرى سَمِعْتَ له هَرْ هَرْ وهو حكايةُ جَرْيِه وهذا بعينِه قد تقدّم قريباً عند ذِكرِ الهُرّ بالضمّ فهو تَكْرَار مع ما قَبْلَه وفي تخصيصه الماءَ هنا دونَ اللبَن نَظَرٌ قَوِيٌّ وكذلك الاقتِصار هنا على الهُرْهور دون الهُرّ وهما واحد وقد يضْطَرّ المصنّف إلى مثل هذا كثيراً في كلامه من غيرِ نَظَرٍ ولا تأَمُّل فيذكُرُ المادّةَ في مَوْضِع ثم يعيدُها إمّا بذِكر عِلّتِها أو بزيادةِ نَظائرِها في موضع وهو مخالفٌ لما اشترطه على نَفْسِه من الاختصار البالغ في كتابه فتأمّل وكُن من المُنْصفين . وَهَرْهَرَ بالغنَم : دَعاها إلى الماءِ فقال لها هَرْ هَرْ . وقال يعقوب : هَرْهَرَ بالضَّأْن خَصَّها دونَ المَعزِ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهَرْهَرةُ : دُعاءُ الغنَم إلى العلَف وقال غيرُه : الهَرْهَرَة : دُعاء الإبلِ إلى الماء ففي كلام المصنِّف قُصورٌ لا يخفى أو هَرْهَرَ بها : أَوْرَدَها الماءَ كأَهرَّ بها إهْراراً وهذه عن الصَّاغانِيّ . هَرْهَرَ الشيءَ : حرَّكَه لغة في مَرْمَره قال الجَوْهَرِيّ : هذا الحرفُ نقلتُه من كتاب الاعْتِقاب لأبي تراب من غير سماع فرحم الله الجَوْهَرِيّ ما أَكْثَرَ ضَبْطَه وإتْقانِه . هَرْهَرَ الرجلُ : تعدَّى نقله الصَّاغانِيّ . والهَرْهرَةُ حِكايةُ صَوت الهِنْد كالغَرْغَرَة يَحكي به بعضَ أَصوات الهِند والسِّنْد في الحَرْب وفي بعض الأُصول : عند الحرب . الهَرْهَرَة : صَوْتُ الضَّأْن خَصَّها يعقوب دون المَعزِ وقد هَرْهَرَ بها وقد تقدّم . الهَرْهَرَة : زَئيرُ الأَسدِ وهي الغَرْغَرَة أَيضاً وبه سُمِّيَ هَرْهاراً وقد تقدّم . الهَرْهَرَة : الضَّحكُ في الباطل ورَجُلٌ هَرْهارٌ وقد تقدّم . والهِرْهِيرُ بالكسْر : سَمَكٌ . والهِرْهِير : جِنسٌ من أَخبث الحيّات قيل إنه مركَّب من السُّلحفاة وبين أَسودَ سالخٍ ينام ستَّةَ أَشهُرٍ ثمَّ يتحرَّك وقالوا لا يسلَمُ سَلِيمُه وفيه جِناس الاشتقاق وفي بعض النُّسخ : لَديغُه . وهَرُورٌ كصَبور : حِصْنٌ من أَعمال المَوصل شماليَّها بينهما ثلاثون فَرسخاً وهو من أَعمال الهَكَّارِيَّة بينه وبين العِماديّة ثلاثةُ أَميالٍ ومنه مَعْدِنُ المُوميَا والحَديد . هَرورٌ ع وهو حِصْنٌ من عملِ إرْبِلَ في جبالها من جهة الشَّمال . وعبد الرّحمن بن صخْر الدَّوْسِيّ الصحابيّ المشهور اختُلِف في سبب تكْنِيَتِه بأَبي هُرَيْرَة فقيل : لأَنّه رأَى النَّبيُّ صلىالله تعالى عليه وسلم قي كُمِّه هِرَّةً فقال : يا أَبا هُرَيْرَةَ . فاشتهر به قال السُّهَيْلِيّ : كَنَّاه لِهِرَّةٍ رآها معه وروى ابن عساكر بسنده عن أَبي إسحاق قال : حدَّثني بعض أّصحابي عن أَبي هُرَيْرَة قال : إنَّما كَنَانِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بأَبي هريرة لأَني كنتُ أَرْعى غَنَماً فوجدْتُ أَولادَ هِرَّةٍ وَحْشِيَّةٍ فجعلتُها في كُمِّي فلمّا رُحْتُ عليه سمِع أَصواتَ هِرَّةٍ فقال : ما هذا ؟ فقلتُ : أَولادُ هِرَّةٍ وجدتُها . قال : فأَنتَ أَبو هُرَيْرَةَ . فلَزِمَتْني بعدُ قال ابن عبد البَرّ : هذا هو الأَشْبَهُ عندي . وفي بعض الروايات ما يدلّ على أَنَّه كُنِي بها في الجاهليَّة . وفي صحيح البُخاريّ : أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم قال له يا أَبا هِرّ . واختُلِف في اسمه على نَيِّف وثلاثين قولاً وقوله في اسمه أَي مع اسم أَبيه فقيل : يزيد بن عرقة ذكره أَبو أَحمد وسعد بن الحارث وسعيد بن الحارث وسَكَنُ بن صَخْر وسُكَيْن بن دَوْمَة ذكرها ابن عبد البرّ . وسُكَيْن بن صَخْر وسُكَيْن بن عامِر وسُكَين بن عَمْرو وسُكَيْن بن دَوْمَة وسُكَيْن بن ملّ وسُكَيْن بن هانئ وعامر بن عبد شمس واختاره أَبو مُسْهر . وعامر بن عُمَيْر وعامر بن غَنْم وعامر بن عمير وعامر بن عبد نهْم وعبدُ الله بن عامر وعبد الله بن عائذ وعبد الله بن عَمرو وعَبْد الله بن عبد شمس وعَبْد الله بن عبد العُزَّى وعبد الرّحمن بن صخْر وعبد الرحمن بن عمرو وعبد الرحمن بن غَنْم وعبد بن عبد غَنْم وعبد شمس بن صَخْر وعبد شمس بن عامر وعبد شمس بن عبد عَمرو وعبد عَمرو بن عبد غنْم . رواه ابن الجارود بسَنَدِه وعبد نعم بن عامر . ذكره ابن الجوْزيّ وعبد نِهْم بن عامر وعبد نِهْم بن عُتبَة وعُبيد بن عامر وعمرو بن عامر وعَمرو بن عبد غَنْم وصحّحه الفلاس وعُمَيْر بن عامر فهذه خمسة وثلاثون قولاً وأَمّا ما ذُكر في اسمه خاصّةً دون أَبيه فخمسة أَقوال : جُرْثُوم وقيل : عبد تَيْم وقيل : عبد يا لِيْل وقيل : عبد العُزَّى وقيل : كُرْدُوس وصحَّح الأَخيرَ الفلاَّسُ . هذه الأَقوال من تاريخ ابن عساكر ومن كتابي الكُنى للحاكم وابن الجارود وقيل : اسمه عبد الله واختاره الحافظ الدّمياطيّ وقيل : اسمه عبد شمس وصَحَّحه يحيى بن مَعِين والأَصحُّ من هذه الأَقوال كلّها عبد الرحمن بن صخْر كما قاله الحاكم والنَّوَوِيّ وصحَّحه البخاريّ وقال الشيخ تقي الدين القُشَيْرِيّ : الذي عند أَكثر أَصحاب الحديث المُتأَخِرين في الاستعمال أَنَّ اسمه عبد الرحمن بن صخر . من المَجاز قولُهم لا يعرِفُ هِرّاً من بِرٍّ وفي بعض الأُصول : ما يَعرفُ تقدّم في ب ر ر وأَحسَن ما قيل في تفسيره : ما يعرِفُ مَنْ يَهِرُّه أَي يكرهه ممّن يبَرّه . ورأْسُ هِرٍّ : ع بأَرض فارس بالساحل يُرابَطُ فيه . وهُرَيْرَةُ من أَعلامِهِنَّ أَي النِّساء . وهُريرَة : ع آخر الدَّهْناءِ ويُفهَم من كلام الصَّاغانِيّ أَنَّ آخر الدَّهْناءِ هو المُسَمَّى بهُرَيْرَة ولم يقيّد موضعاً ومثله كلام الحفصيّ فالصَّواب عدم ذكر المَوْضع . وهِرَّانُ بالكسْر : حِصْنٌ بذَمارَِ من حصون اليَمن ومَعاقِلها . ويومُ الهَرِيرِ كأَمير : من أَيّامهم المَعروفة وكان بين بَكر بن وائلٍ وبين بني تميم وهو من الأَيّام القديمة قُتِلَ فيه الحارث بن بَيْبَةَ المُجاشِعيّ سيِّدُ تَميم قتَلَه قيسُ بنُ سِباع من فُرسان بَكْر بن وائل فقال شاعرُهم : له تعالى عليه وسلم قي كُمِّه هِرَّةً فقال : يا أَبا هُرَيْرَةَ . فاشتهر به قال السُّهَيْلِيّ : كَنَّاه لِهِرَّةٍ رآها معه وروى ابن عساكر بسنده عن أَبي إسحاق قال : حدَّثني بعض أّصحابي عن أَبي هُرَيْرَة قال : إنَّما كَنَانِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بأَبي هريرة لأَني كنتُ أَرْعى غَنَماً فوجدْتُ أَولادَ هِرَّةٍ وَحْشِيَّةٍ فجعلتُها في كُمِّي فلمّا رُحْتُ عليه سمِع أَصواتَ هِرَّةٍ فقال : ما هذا ؟ فقلتُ : أَولادُ هِرَّةٍ وجدتُها . قال : فأَنتَ أَبو هُرَيْرَةَ . فلَزِمَتْني بعدُ قال ابن عبد البَرّ : هذا هو الأَشْبَهُ عندي . وفي بعض الروايات ما يدلّ على أَنَّه كُنِي بها في الجاهليَّة . وفي صحيح البُخاريّ : أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم قال له يا أَبا هِرّ . واختُلِف في اسمه على نَيِّف وثلاثين قولاً وقوله في اسمه أَي مع اسم أَبيه فقيل : يزيد بن عرقة ذكره أَبو أَحمد وسعد بن الحارث وسعيد بن الحارث وسَكَنُ بن صَخْر وسُكَيْن بن دَوْمَة ذكرها ابن عبد البرّ . وسُكَيْن بن صَخْر وسُكَيْن بن عامِر وسُكَين بن عَمْرو وسُكَيْن بن دَوْمَة وسُكَيْن بن ملّ وسُكَيْن بن هانئ وعامر بن عبد شمس واختاره أَبو مُسْهر . وعامر بن عُمَيْر وعامر بن غَنْم وعامر بن عمير وعامر بن عبد نهْم وعبدُ الله بن عامر وعبد الله بن عائذ وعبد الله بن عَمرو وعَبْد الله بن عبد شمس وعَبْد الله بن عبد العُزَّى وعبد الرّحمن بن صخْر وعبد الرحمن بن عمرو وعبد الرحمن بن غَنْم وعبد بن عبد غَنْم وعبد شمس بن صَخْر وعبد شمس بن عامر وعبد شمس بن عبد عَمرو وعبد عَمرو بن عبد غنْم . رواه ابن الجارود بسَنَدِه وعبد نعم بن عامر . ذكره ابن الجوْزيّ وعبد نِهْم بن عامر وعبد نِهْم بن عُتبَة وعُبيد بن عامر وعمرو بن عامر وعَمرو بن عبد غَنْم وصحّحه الفلاس وعُمَيْر بن عامر فهذه خمسة وثلاثون قولاً وأَمّا ما ذُكر في اسمه خاصّةً دون أَبيه فخمسة أَقوال : جُرْثُوم وقيل : عبد تَيْم وقيل : عبد يا لِيْل وقيل : عبد العُزَّى وقيل : كُرْدُوس وصحَّح الأَخيرَ الفلاَّسُ . هذه الأَقوال من تاريخ ابن عساكر ومن كتابي الكُنى للحاكم وابن الجارود وقيل : اسمه عبد الله واختاره الحافظ الدّمياطيّ وقيل : اسمه عبد شمس وصَحَّحه يحيى بن مَعِين والأَصحُّ من هذه الأَقوال كلّها عبد الرحمن بن صخْر كما قاله الحاكم والنَّوَوِيّ وصحَّحه البخاريّ وقال الشيخ تقي الدين القُشَيْرِيّ : الذي عند أَكثر أَصحاب الحديث المُتأَخِرين في الاستعمال أَنَّ اسمه عبد الرحمن بن صخر . من المَجاز قولُهم لا يعرِفُ هِرّاً من بِرٍّ وفي بعض الأُصول : ما يَعرفُ تقدّم في ب ر ر وأَحسَن ما قيل في تفسيره : ما يعرِفُ مَنْ يَهِرُّه أَي يكرهه ممّن يبَرّه . ورأْسُ هِرٍّ : ع بأَرض فارس بالساحل يُرابَطُ فيه . وهُرَيْرَةُ من أَعلامِهِنَّ أَي النِّساء . وهُريرَة : ع آخر الدَّهْناءِ ويُفهَم من كلام الصَّاغانِيّ أَنَّ آخر الدَّهْناءِ هو المُسَمَّى بهُرَيْرَة ولم يقيّد موضعاً ومثله كلام الحفصيّ فالصَّواب عدم ذكر المَوْضع . وهِرَّانُ بالكسْر : حِصْنٌ بذَمارَِ من حصون اليَمن ومَعاقِلها . ويومُ الهَرِيرِ كأَمير : من أَيّامهم المَعروفة وكان بين بَكر بن وائلٍ وبين بني تميم وهو من الأَيّام القديمة قُتِلَ فيه الحارث بن بَيْبَةَ المُجاشِعيّ سيِّدُ تَميم قتَلَه قيسُ بنُ سِباع من فُرسان بَكْر بن وائل فقال شاعرُهم :وعَمْرو وابنُ بَيْبَةَ كان منهم ... وحاجب فاسْتَكانَ على الصَّغار و منَ المَجاز : هارَهُ يُهارُّه إذا هَرَّ في وَجْهه كما يَهِرُّ الكَلْبُ ومنه حديث أَبي الأَسود : المَرأَةُ التي تُهَارُّ زَوْجَها . قال سيبويه في الكتاب : في المَثَل : شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ يُضْرَبُ في ظهور أَمارات الشَّرِّ ومَخايِلِه وإنَّما احتِيجَ في هذا الموضع إلى التَّوكيد من حيث كان أَمْراً مُهِمّاً وذلك لمّا سمع قائله هَرِيراً أَي هَريرَ كَلْبٍ فأَضاف منه وأَشْفَقَ لاستماعه أَن يكون من طارقِ شَرٍّ فقال ذلك تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُسْتَمِعِه وليس هذا في نفسِه كأَنْ يَطْرُقَه ضَيْفٌ أَو مُسْتَرْشِد فلمّا عناه وأَهمَّه أَكَّدَ الإخْبارَ عنه وأَخرجه مُخْرَجَ الإغْلاظِ به أَي ما أَهَرَّ ذا نابٍ إلاّ شَرٌّ أَي أَنَّ الكلامَ عائدٌ إلى معنى النَّفْيِ وإنَّما كان المعنى هذا لأَنَّ الخَبَرِيَّةَ عليه أَقْوى أَلا تَرى أَنَّكَ لو قلتَ : أَهَرَّ ذا نابٍ شُرٌّ لكنتَ على طَرَفٍ من الإخبار غير مؤكَّدٍ فإذا قلت : ما أَهَرَّ ذا نابٍ إلاّ شَرٌّ كان أَوْكَدَ أَلا تَرى أَنَّ قولك : ما قام إلاّ زيدٌ أَوْكَدُ من قولك : قام زيدٌ ولهذا حَسُنَ الابتداءُ بالنَّكِرَة لأَنَّه في معنى ما تقدّم . وبسطَه في المُخْتَصر والمطوّل والإيضاح وشُروحِها وحَواشيها وفيما ذكرناه كِفايةٌ . ومما يستدرك عليه : هَرَّ فلانٌ الحَرْبَ هَريراً أَي كَرِهَها وهو مَجاز وكذا هَرَّ الكأْس وهو مَجاز أَيضاً وقال عَنترَةُ في الحَرب :
حَلَفْنا لهُم والخَيْلُ تَرْدِي بنا مَعاً ... نُزايِلُكُمْ حَتّى تَهِرُّوا العَوالِيا وفلانٌ هَرَّه الناسُ إذا كَرِهوا ناحِيتَه وهو مَجاز أَيضاً قال الأَعشى :
أَرى الناسَ هَرُّوني وشُهِّرَ مَدْخَلي ... ففي كُلِّ مَمْشىً أَرْصَدَ الناسُ عَقْرَبا والهَرَّار كَشَدَّاد : الكَلْبُ إذا كَشَّر عن أَنيابه . وقد يطلق الهَرير على صوت غير الكلب ومنه الحديث : " إنِّي سمعتُ هَريراً كهَرير الرَّحَى " أَي صوتَ دَوَرانها . وفي حديث خُزيمة : وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعضٍ من الجَهْد . والهِرُّ بالكسْر : العُقوق وبه فسَّر الفَزارِيُّ المثلَ المَذكور وقال ابن الأَعرابيّ : الهِرُّ : الخُصُومة وبه فَسَّر المثَل وقال أَيضاً : لا يَعْرِفُ هارا من بارَا لو كُتِبَتْ له . وقال أَبو عُبَيد : ما يَعرفُ الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرة . والتَّهَرْهُرُ : صوت الرِّيح تهَرْهَرَت وهَرْهَرَت واحدٌ ذكره الأَزْهَرِيّ في ترجمة عقر قال وأَنشد المُؤَرِّجُ :
وصِرْت مملوكاً بقاعٍ قَرْقَرِ ... يَجري عليْك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ
يالك من قُبَّرَةٍ وقُنْبُرِ ... كُنْت على الأَيّام في تَعَقُّرِوهَرَّ في وجه السائلِ إذا تَجَهَّمَه وهو مَجاز وهَرَّ الشتاءُ وللشتاءِ هَريرٌ كما قالوا : كَلِبَ الشِّتاءُ والبَرْدُ وهو مَجاز . ويقال : هَلَكَ من لا هَرَّارَ له كشَدّاد أَي لا سفيه له يَهِرٌّ عنه عَدُوَّه وهو مَجاز . وهَرَّت الإبلُ : أَكْثَرَت من أَكلِ الحَمْض عن ابن القطّاع . ومِمَّن تَكَنَّى بأَبي هُريرةَ جماعةٌ من المحَدِّثين فمنهم أَبو هريرةَ مِسْكِينُ بن دِينارٍ الخَيّاط عن مُجاهدٍ وعنه وَكِيع . وأَبو هُريرةَ عُرَيْف بن دِرْهم الحَمَّال التَّيْميّ . وأَبو هريرة عبد القُدُّوس يَروي عن الحسَن والجَريريّ . وأَبو هريرَةَ بيَّاعٌ السَّابِرِيّ . وأَبو هُريرة محمد بن فِراس الصُّوفيّ هؤلاء الخمسة في كتاب الكُنى لابن الجارود وأَبو هُريرَة عُبيد الله بن هُبَيرة عنه ابن لَهِيعَة وأَبو هُريرةَ وهْبُ الله بن رِزْق كان يسكن الحَمراءَ وهذان من كتاب ابنِ يونس . قلت : وأَبو هريرة عبد الملك بن عبد الرحمن القَلانِسيّ رَوَى عنه أَبو الفتح الخَوَرْنَقِيّ شيخٌ لابن السّمعانيّ . وأَبو عليّ الحَسَنُ بن الحُسَيْن الشافعِيّ عُرف بابن أَبي هُريرة عن ابن سُرَيْج وشرح مختصر المُزَنِيّ مات سنة 345 ، وبنو أَبي هُرَيْرَة بَطْنٌ من بني الحَسَن في وادي سُرْدَرٍ من اليَمَن يقال إنَّهم من ذُرِّيَّة الشريف يَحيى الهادي بن الحُسَيْن بن القاسم الرَّسِّيّ المدفون بجامع صَعْدَة . والهُرارُ كغُرابٍ : مَوضِعٌ في طرف الصَّمّان عن الصَّاغانِيّ . قلْت : هو في ديار بني تميم وقيل : هو قُفٌّ باليَمامَة قال النَّمِرُ :
هل تَذْكُرينَ جُزِيتِ أَفْضَلَ صالِحٍ ... أَيّامَنا بمُلَيْحَةِ فهُرارِها كذا في المعجم . وهُرَيْر بن عبد الرَّحمن بن رافِع بن خَديج كزُبَيْر عن أَبيه عن جَدِّه ووَلَداه رِفاعَة وعبد الله حَدَّثا . وهَرَّار كشَدّاد في بني ضَبة . وليلةُ الهَريرِ كأَمير . من ليالي صِفِّين قُتِلَ فيها ما يقرُبُ من سبعين أَلْفَ قتيلٍ ومِمَّن قُتِل حَيّان بن هَوْذَة النَّخْعِيّ وكان صاحب راية عليٍّ رضي الله عنه . وأَخوه بَكْر ذَكرَه ابنُ العَديم في تاريخ حلب
" إذا كانَ هِنْزَمْرٌ ورُحْتُ مُخَشَّما هور
هارَه بالأَمْرِ هَوْراً : أَزَنَّه واتَّهمَه وهُرْتُ الرّجُلَ بما ليس عنده من خَيْرٍ إذا أَزْنَنْته أَهْوره هَوْراً . قال أَبو سعيد : لا يقال ذلك في غير الخير . هارَه بكذا : ظنَّه به قال أَبو مالك بن نُوَيرَة يصف فرَسَه :
رَأَى أَنَّني لا بالكثير أَهُورُهُ ... ولا هوَ عَنِّي في المُواساة ظاهِرُ أَهوره أَي أَظُنُّ القليلَ يكفيه يقال : هو يُهارُ بكذا أَي يُظَنُّ بكذا . وقال آخرُ يصفُ إبلاً :
قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها ... أَنِّي بشِرْبِ السُّوءِ لا أَهُورُها أَي لا أَظُنُّ أَنَّ القليلَ يكفيها ولكن لها الكثير . والاسم منهما الهُورَةُ بالضَّمّ . هارَهُ عن الشَّيءِ : صَرَفَه نقله الصَّاغانِيّ . هارَه على الشَّيْءِ : حملَه عليه وأَراده به . منَ المَجاز : هَارَ القَومَ يَهُورهم هَوْراً إذا قتلَهم وكَبَّ بعضَهم على بعض كما يَنهار الجُرُفُ . قال ساعِدة بن جُؤَيَّة الهذليّ :
فاسْتَدْبَروهُم فَهارُوهُم كأَنَّهُمُ ... أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ هكذا يُروَى وفي أُخرى :
" كِيدُوا جَميعاً بآناسٍ كأَنَّهم
وكَبْكَب يُذَكَّر ويُؤَنَّث . هارَ الرَّجُلَ يَهُوره هَوْراً : غَشَّه هارَ الشَّيْءَ يَهُورُه هَوْراً : حَزَرَه . وقيل : للفَزاريّ : ما القِطْعة من الليل ؟ فقال : حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قِطعةٌ يَحْزُرهَا . يقال : ضَرَبَ فلاناً فَهَارَه أَي صَرَعَه كهَوَّرَه وهارَ البِناءَ هَوْراً : هدمَه وكذا الجُرُفَ هَوْراً وهُوُؤراً فهَارَ وهو هائرٌ وهَارٍ على القلب وتَهَوَّرَ وتَهَيَّرَ الأَخيرة على المُعاقَبة وقد يكون تَفَيْعَل أَي تَهَدَّم قيل : : انْصَدَع من خلْفه وهو ثابتٌ بعدُ في مكانه فإذا سقطَ فقد انْهارَ وتَهَوَّرَ وفي حديث ابن الضَّبْعاءِ : فتَهَوَّرَ القَليبُ بمَنْ عليه . يقال : هارَ البِناءُ وتَهَوَّرَ إذا سقَط وكُلُّ ما سقطَ من أَعلى جُرُفٍ أَو شَفيرِ رَكِّيَّةٍ في أَسفلها فقد تهَوَّرَ وتَدَهْوَرَ . وهَوَّرْتُه فتَهَوَّرَ وانْهارَ أَي انْهدم . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهَائِر السَّاقط والرَّاهي : المُستقيمُ . وتَهَوَّر الرَّجلُ إذا وقعَ في الأَمر بقِلَّةِ مُبالاةٍ . وفي الأَساس : بغير فِكْرٍ وهو مَجاز . تَهَوَّرَ الوَعَكُ الناسَ إذا أَخذَهم وعَمَّهم . منَ المَجاز : تَهَوَّرَ اللَّيْلُ إذا ذهبَ وأَدْبَرَ . تَهَوَّرَ اللَّيْل إذا وَلَّى أَكْثَرُه ويقال في هذا المعنى بعينِه : تَوَهَّرَ الليلُ وقد تقدّم وفي بعض النُّسخ : واللَّيْل : ولَّى أَوْ ذَهَبَ أَكْثَرُه . ورَجلٌ هارٌ وهارٍ الأَخيرة على القَلْب وهَيَّارٌ ككَتَّان هكذا في سائر النُّسخ والذي في أُمَّهات اللغة كلّها : هَائرٌ وفي بعضها : هَيَارٌ كسَحاب وسيأْتي له في هير ضَعيفٌ وقال الأَزْهَرِيّ : رَجلٌ هارٌ إذا كان ضعيفاً في أَمره وأَنشد :
" مَاضي العَزِيمَةِ لا هَارٌ ولا خَزِلُ وقال ابن الأَثير : يقال هو هَارٌ وهَارٍ وهَائرٌ فأما هائرٌ فهو الأَصل من هَارَ يَهُور وأَمّا هَارٌ بالرَّفع فعلى حذف الهمزة وأَمّا هارٍ بالجَرِّ فعلى نقل الهمزة إلى بعد الرَّاءِ كما قالوا في شائك السِّلاح شاكِي السِّلاح ثم عُمِلَ به ما عُمِلَ بالمَنْقوص نحو قاضٍ وداعٍ . قال ابن دريد : الهَوْرُ بالفتح : البُحَيْرَةُ تَغِيضُ بها وفي بعض الأُصول فيها مِياهُ غِياضٍ وآجامٍ فَتَتَّسِع ويكثر ماؤُها . ج أَهْوارٌ . الهَوْرُ : القطيع من الغَنَم نقله الصَّاغانِيّ سُمِّيَ به لأَنَّه من كثرته يتَساقَطُ بعضُه على بعض . الهَوْرَةُ بهاءٍ المَهْلَكَةُ وجَمْعُها الهَوْراتُ وبه فُسِّرَ الحديث الآتي ذكرُه . عن أَبي عَمْرو : الهَوَرْوَرَةُ : المَرأَة الهالِكَةُ . يقال : اهْتَوَرَ إذا هلَكَ . قال الأَصْمَعِيّ : التَّيْهُور : ما انْهارَ من الرَّمْل وقيل : ما اطْمَأَنَّ من الأَرْضِ هكذا في سائر النُّسخ وقد ضَرَب عليه الصَّاغانِيّ بقلَمِه وذَكرَ الرَّمْلَ عِوضاً عنه وفي اللسان ذكر الأَرض . التَّيْهُورُ الشَّديدةُ من السَّباسبِ يقال : تِيهٌ تَبْهُورٌ أَي شَديدٌ ياؤُه على هذا مُعاقِبَةٌ بعد القلْب وفي حواشي ابن برّيّ . ما نصّه : أَسْقَطَ الجَوْهَرِيّ ذِكْرَ تَيْهُورِ الرَّمْلِ الذي ينهار لأَنَّه يحتاج فيه إلى فضلِ صنعةٍ من جهة العربيَّة . وشاهد تَيْهور الرَّملِ المُنْهارِ قول العجّاج :
" إلى أَراطِ ونَقاً تَيْهُورِوزْنه تَفْعُول والأَصل فيه تَهْيُور فقدِّمت الياءُ التي هي عين إلى مَوضع الفاءِ فصار تَيْهُوراً فهذا إن جعلتَه من تَهَيَّرَ الجُرف وإن جعلتَه من تَهَوَّرَ كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً ويكون مقلوبَ العينِ أَيضاً إلى موضِع الفاءِ والتَّقدير فيه بعدَ القلب : وَيْهُور ثم قُلِبت الواو تاءً كما قُلبَت في تَيْقُور وأَصله وَيْقُور من الوَقار . والهَارُ : الضَّعيفُ السَّاقطُ من شِدَّة الزَّمان وبه فُسِّرَ حديث خُزَيْمَة : تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً والمَطِيَّ هاراً ويروى بالتَّشديد . الهَوَارَةُ : كسحابة : الهَلَكَةُ ومنه الحديث الذي لا طريق له كما قاله الصَّاغانِيّ : " مَنْ أَطاعَ اللهَ " ونصّ الحديث " رَبَّه فلا هَوَارَةَ علَيْه " أَي لا هُلْكَ . قلْت : وقد رُويَ عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّه خطبَ فقال : " مَنْ يَتَّقِي اللهَ لا هَوارَةَ عليه " فلم يَدْروا ما قال فقال يحْيى بن يَعْمُر : أَي لا ضيعةَ عليه . وفي الحديث أَيضاً : " مَن اتَّقى اللهَ وُقِيَ الهَوْراتِ " أَي الهَلَكات وقال الصَّاغانِيّ : أَي المَهالِك واحدتُها هَوْرَة وقد تقدّم قريباً وهذا من المصنّف غريب جدّاً فإنَّه ذكر المفرد أَوّلاً ثم ذكرَ بعدَه الحديثَ الذي جاءَ فيه ذِكْرُ جَمْعِه ففرَّقَهما في محَلَّيْن . منَ المَجاز : رجلٌ هَيِّرٌ ككَيِّسٌ إذا كان يتَهَوَّر في الأَشياءِ ونص التكملة : يتَهَيَّر في الأَشياءِ . ومَهْوَرٌ كمَقْعَدٍ : ع بالحجاز نقله الصَّاغانِيّ وقال ياقوت : ويُرْوَى مَهْوىً . ومما يُستدرك عليه : يقال : خَرْقٌ هَوْرٌ أَي واسعٌ بعيدٌ . قال ذو الرُّمَّة :
هَيْماءُ يَهْماءُ وخَرْقٌ أَهْيَمُ ... هَوْرٌ عليه هَبَواتٌ جُثَّمُ
" للرِّيحِ وَشْيٌ فوقَه مُنَمْنَمُويقال : هَوَّرْنا عنَّا القَيْظَ وجَرَمْناهُ وجَرَّمْناه وكَبَبْناه بمعنىً . وهَوَّارة مشدّداً ابن قيْسِ بن زُرْعَة بن زهير بن أَيْمن بن هَميسع بن حمْيَر الأَكبر : قبيلةٌ كبيرةٌ بالمغرب وفيه اختلافٌ كبير وقد أَلَّفت في ذلك رسالةً سمَّيْتها رَفْع السِّتارَة عن نسب الهَوَّارة ويقال : إنَّ المُثَنَّى بن المِسْوَرِ بن المُثَنَّى بن خلاع بن أَيمَن بن رُعَيْن بن سعد بن حِمْيَر الأَصغر خرج من مصر في طلب إبلٍ له فقَدَها فذهب في أَثرِها إلى المَغْرِب فلما دخل إفريقية قال لغلامه : أَيْنَ نحْنُ ؟ قال : تَهَوَّرْنا . فنزَلَ على قَوْمٍ من زَنَاتَة فتَزَوَّجَ أُمَّ صِنهاج فكثُرَ منها نسلُه فهم الهَوَّارِيُّون . وهذا نقله المَقريزيّ في : البيان والإعراب عمَّن في مصر من قبائل الأَعراب . ثم ذكر منهم قبائل كثيرة بالمغرب . قلْت : ومنهم أبو موسى عبد الرحمن بن موسى الهَوَّاري لقِيَ مالكاً وصنَّف في القراآت والتَّفسير ذكره الرُّشاطِيّ وآخرون . قال المَقريزيّ وأَمّا هوّارةُ الصَّعيدِ فإنه أَنزلهم الظاهرُ برقوق بعد واقعة بدر بن سلام هنا في سنة 782 فأَقطَع لإسماعيل بن مازِن منهم ناحيةَ دجِرْجا وكانت خراباً فعَمَرَها وهو جَدُّ المَوازِنِ وأَقام بها حتّى قتله عليّ بن عريب منهم وهو جَدُّ العرابيّ فوُلِيَ بعده الأَمير عمر بن عبد العزيز الهَوَّاري . قلْتُ : وبنو عُمَرَ بطنٌ كبير بالصَّعيد وهو جَدُّ الأُمراءِ كلهم إلاّ من شَذَّ ومن ولده محمّد أبو السّنون ويوسف بن عمر بن عبد العزيز فأَمّا محمّد فوَلِيَ بعد أَبيه وفَخُمَ أَمرُه وعَمَرَ الصَّعيدَ ووَلِيَ يوسف بعد أَخيه وولَدُه إسماعيلُ بن يوسف كان محمودَ السِّيرة توفِّي بمصر سنة 853 وحفيده الأَمير شرف الدِّين عيسى بن يوسف بن إسماعيل كان من أَجِلاّءِ بني عُمَر يُذاكِرُ الفُقَهاءَ مع كثرة البِرِّ والإحسان لهم وكانَ مليح الشَّكل كثير التَّهجُّدِ توفِّي سنة 863 ، كذا في معجم الشيخ عبد الباسط . ومن ولده الأَمير ريَّان بن أَحمد بن عيسى جَدّ الرَّيايِنَة توفِّيَ سنة 889 ، وداوُد بن سليمان بن عيسى وُلِدَ بعدَ التسعين والثَّمانمائة وعبد العزيز وعليّ ابنا عيسى بن يونس وغير هؤلاء ومن أَراد الزِّيادةَ فعليه برسالتنا المذكورة فإنَّنا قد استوفينا فيها أَنسابَهم وأَخبارَهم . وليس هذا محلّ التَّطويل ولكن نَفْثَة مَصْدور . وهُور بالضَّمّ : قريةٌ بمصر من أَعمال الأَشمُونين . وهُورينُ : قريتان بمصر إحداهما من أعمال قُوَيْسنا وتُعرَف بنَطابةَ والثانية بالغربية وتعرَف بهُورِين بهرْمَن وقد نسب إلى هذه الأَخيرةِ جماعةٌ من المحدِّثين . والهوَّارين : قريةٌ نقله الحسَن بن رشيق القَيروانِيّ