مَادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً ومَيَدَاناً محرَّكَةً : تَحَرَّكَ بِشِدَّة ومنه قوله تعالى " أَنْ تَمِيدَ بِكُم " أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شديدةً كذا في البصائر . ماد الشيْءُ يَمِيدُ مَيْداً : مَالَ وزَاغَ وزَكَا وفي الحديث لَمَّا خَلَق اللهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ . وفي حَدِيثِ ابن عَبَّاسٍ فَدَحَا اللهُ الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا فَمَادَتْ . وفي حديثِ عَلِيٍّ فَسَكَنَت مِنَ المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ . مَادَ السَّرابُ مَيْداً : اضْطَرَبَ . مادَ الرَّجُلُ يَمِيدُ إِذا انْثَنَى وتَبَخْتَرَ . ما دَهُم يَمِيدُهم إِذا زَارَهُمْ قيل : وبه سُمِّيَت المائدةُ لأَنه يُزَار عَلَيْهَا . مَادَ قَوْمَه غَارَهُم ومَادَهم يَمِيدُهم لغةٌ في مَارَهم من المِيرَةِ والمُمْتَاد مُفْتَعَلٌ منه وهو مجاز قيل : ومنه سُمِّيَت المائدةُ . من المَجاز : مَادَ الرجلُ يَمِيدُ فهو مائِدٌ : أَصَابَه غَثَيَانٌ وحَيْرَةٌ ودُوَار مِن سُكْرٍ أَو رُكوبِ بَحْرٍ مِن قَوْمٍ مَيْدَى كرَائِبٍ ورَوْبَى وفي البصائر : مَيْدَى كحَيْرَى . ومادَ الرَّجُلُ : تَحَيَّرَ . وروى أَبو الهيثم المائدُ : الذي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حتى يُدَارَ به ويَكَاد يُغْشَى عليه فيقال : مادَ به البَحْرُ يَمِيدُ به مَيْداً وقال الفَرَّاءُ : سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول : المَيْدَى : الذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ وفي حديثِ أُمِّ حَرامٍ المائدُ في البَحْرِ له أَجْرُ شَهِيدٍ هو الذي يُدَارُ بِرَأْسِه مِن رِيحِ البَحْرِ واضْطَرابِ السَّفِينةِ بالأَمْواجِ . مَادَت الحَنْظَلَةُ تَمِيدُ : أَصَابَها نَدًى أَو بَلَلٌ فتَغَيَّرَتْ وكذلك التَّمْرُ . والمائدةُ : الطَّعَامُ نَفْسُه من مَادَ إِذا أَفْضَل كما في اللسان وهذا القولُ جَزَم به الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ أَي وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ كما في التقريبِ واللسانِ وصرّح به ابنُ سِيدَه في المحكم ونقَلَه في فَتْح البارِي قال شيخُنا : والآيةُ صَرِيحَةٌ فيه قالَه أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ قيل : المائدة : الخِوَانُ عليه الطّعامُ قال الفارسيُّ : لا تُسَمَّى مائدةً حتى يَكون عليها طَعَامٌ وإِلاَّ فهي خِوَانٌ . قلت : وقد صرَّح به فقهاء اللُّغَةِ وجزمَ به الثَّعالبيُّ وابنُ فارس واقتصر عليه الحريريُّ في دُرَّة الغَوَّاص وزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ الخَوَاصّ وذكر شيخُنا في شَرْحِها أَنه يجوز إِطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ مُجَرَّداً عن الطعامِ باعتبار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع . وقال ابنُ ظَفَرٍ : ثَبَت لهَا اسمُ المائدة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا كما قيل لِقْحَةٌ بعد الوِلاَدة قال أَبو عُبَيْد : وفي التنزيل " رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ " المائدة في المعنَى مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة وهي مثل " عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ " وقيل : من مَادَ إِذا أَعْطَى يقال مادَ زَيْدٌ عَمْراً إِذا أَعطاه وقال أَبو إِسحاق الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعِلَة من مَاد يَمِيد إِذا تَحَرَّك فكأَنَّهَا تَمِيدُ بما عَلَيْهَا أَي تَتحَرَّكُ وقال أَبو عُبيدة : سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل عليه بها وفي العِنَاية : كَأَنَّها تَعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عليها وفي المصباح : لأَن المالكَ مَادَهَا للناسِ أَي أَعطاهم إِيَّاها ومثلُه في كتاب الأَبْنية لابن القطّاع كالمَيْدَةِ فِيهما أَي في الطَّعام والخِوَانِ قاله الجَرْمِيُّ وأَنشد :
وميْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ ... تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِالمائدة : الدائِرَةُ من الأَرْضِ على التشبيهِ بالخِوان . وفَعَلَه مَيْدَى ذلك أَي من أَجْلِه . والذي في اللسان مَيْدَ ذلك قال : ولم يُسْمَع : مِنْ مَيْدَى ذلك ومَيْدٌ بمعنَى غيرٍ أَيضاً وقيل هي بمعنَى عَلَى كمَا تَقَدَّم في بَيْدَ قال ابنُ سِيدَه : وعسَى أَن يكون مِيمُه بَدَلاً من باءِ بَيْد لأَنها أَشهر . ومِيدَاءُ الشيْءِ بالكسر والمَدّ : مَبْلَغُه وقِيَاسُه . ومن الطَّرِيقِ : جَانِبَاهُ وبُعْدُهُ وسَنَنُه يقال : لم أَدْرِ ما مِيدَاءُ ذلك أَي لم أَدْر ما مَبْلَغُه وقِيَاسُه وكذلك مِيتَاؤُه أَي لم أَدْرِ ما قَدْرُ جَانِبَيْهِ وبُعْده وأَنشد :
" إِذَا اضْطَمَّ مِيدَاءُ الطَّرِيقِ عَلَيْهِمَامَضَتْ قُدُماً مَوْجَ الجِبَالِ زَهُوقُ ويُروَى مِيتَاءُ الطَّرِيق . والزَّهُوق : المُتَقَدِّمة من النُّوق قال ابنُ سيده : وإِنما حملْنا مِيدَاءَ وقَضَيْنَا بأَنَّهَا يَاءٌ على ظاهرِ اللفْظِ مع عَدَمِ م و د . ويقال : بَنَوْا بُيوتَهم على مِيدَاءٍ واحِدٍ أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ وقال الصاغانيُّ : إِن كان سُمِع : مِيدَاءُ الطَّرِيقِ على طَرِيقِ الاعْتِقَابِ لِمِئْتَائِه فهو مَمْهُوزٌ مِفْعَالٌ من أَدَّاه كذا إِلى كذا وموضعه أَبواب المعتلّ كمَوْضِع المِئتَاءِ وإِن كان بناءً مُسْتقِلاًّ فهو فِعْلاَلٌ وهذا مَوضِعُه . يقال : هذا مِيدَاؤُهُ وبِمِيدَائِهِ وبِمِيدَاهُ أَي بحِذَائِه ويُروَى بِمَيْدَى دَارِه . مفتوح الميم مقصور أَي بِحِذَائِها عن يعقوب . ومَيَّادَةُ مُشدَّدَةً اسم أَمَة سَوْدَاء وهي أُمُّ الرَّمَّاح ككَتَّانٍ بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ وفي بعض النسخ الثَّرْبَان الشاعِرِ نُسب إِليها فيقال له : ابنُ مَيَّادَة وزَعموا أَنه كان يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه ويقول :
" اعرَنْزِمِي مَيَّادَ لِلْقَوَافِيوالمَيْدَانُ بالفتح ويُكْسَر وهذه عن ابن عَبَّاد أَي معروف المَيَادِينُ قال ابنُ القَطَّاع في كتاب الأَبنية : اخْتُلِف في وَزْنِه فقيل فَعْلاَن من مَاد يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ ومعناه أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فيه وتَتَثَنَّى مُتَعَطِّفَةً وتَضْطَرِبُ في جَوَلاَنِها وقيل وزنه فَلْعَانُ من المَدَى وهو الغايةُ لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فيه إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ والجَوَلاَنِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فصار مَيْدَاناً كما قيل في جَمْعِ بَازٍ بِيزَانٌ والأَصل بِزْيَانٌ ووزن بازٍ فَلْعٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ وقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا أَقامَ فتكون الياءُ والأَلف فيه زائدتينِ ومعناه أَن الخَيل لزِمَت الجَوَلاَنَ فيه والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه . المَيْدَانُ : مَحَلَّةٌ بِنَيْسَابُورَ وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ منها أَبو الفَضْلِ محّمدُ بن أَحمدَ المَيْدَانِيُّ هكذا في النُّسَخ والذي قاله ابنُ الأَثير : أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محّمد بن أَحمد ابن إِبراهيم النَّيْسَابُوري أَديبٌ فاضل صَنَّف في اللُّغَة وسمِع الحديثَ ومات سنة 518 ، والظاهر أَن في عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً والصَّوابُ كما في التّبصير للحافظِ وغيرِه : منها أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ العَرَبِيَّة بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب مَجْمَع الأَمْثَال وغيره مات سنة 518 وابنه أَبو سعيد سعد بن أَحمد الأَديب له تَصانِيفُ كتَبَ عنه ابنُ عَساكِرَ . وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّيْسابوريّ سمعَ محمّد بن يحيى الذُّهليّ وهكذا ذكرَه ياقوت في المعجم فكأَنَّ أَصلَ العِبَارةِ : منها أَبو الفضل أَحمد بن محمّد وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد فتأَمَّل قال ياقوت : ومنها أَيضاً الإِمام أَبو الحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد بن حَمْدَان المَيدانيّ انتقل مِن نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمَذَانَ واسْتَوْطَنَهَا وتَزَوَّج من أَهْلِهَا وكان يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفين بعِلْم الحَدِيث والوَرَع قال شِيرَوَيْه : لم تَرَ عَيْنايَ مِثْلَه وقال غيرُه : لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِه توفِّيَ ببغداد سنة 471 . قلت : ومنها أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن منصور المَيْدَانيّ عن إِبراهيم بن الحارث البغداديّ وعنه الحاكِمُ . المَيْدَانُ أَيضاً : مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ . منها أَبو الفَضْلِ هكذا في النُّسخ والصَّواب كما في معجم ياقوت : أَبو الفَتْح المُطَهَّرُ بنُ أَحْمَد المُفِيد ورَدَّ ذلك عليه أَبو موسى وقال : لا أَعلم أَحداً نَسَبُه بهذا النَّسَب . قال أَبو مُوسى : ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ منها محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المدينيّ المَيْدَانِيّ حدثني عنه والدي وغيرُه وجعله أَبو موسى ثالثاً . قلت : ونسبه ابنُ الأَثير إِلى مَحَلَّةِ نَيْسَابُور وقال : ومنها أَبو الفتح المُطَهَّر بن أَحمد بن جعفر المُفيد عن أَبي نُعَيْم الحافظ وغيرِه . المَيْدَانُ أَيضاً مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ ويُعرَف بشارع المَيْدَان . منها عبدُ الرحْمنِ بن جامع بن غُنَيْمَة المَيْدَانيّ وكان يكتب اسمه غُنَيمْة سمع أَبا طالبٍ يُوسف وأَبا القاسم بن الحُصَين وغيرَهما وتوفّيَ سنة 582 . وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ المَيدانيّ سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل وتوفّيَ سنة 608 . وجَمَاعَةٌ آخَرون مثل أَبي عبد الله محمّد بن إٍسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عن القَنْبِيّ ويحيى بن يحيى وعنه أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الحسن البزَّار وذَكرَه الأَمير الميدان أيضاً محلة عظيمة بخوارزم خربت . ومَيْدَان : مدينةٌ في أَقصَى بلادِ ما وراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ . وشَارِعُ المَيْدَانِ : مَحَلَّةٌ كبيرة بِبغْدَادَ خَرِبَتْ وقال ياقوت : هي هذه التي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ باب الأَزْج . المَيْدَانُ : شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ في بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ . والمُمْتَادُ مُفْتَعِل من مَادَهُم يَمِيدُهم إِذا أَعطاهم وهو المُسْتَعْطِي . يقال : امتَادَه فمَادَه المُمْتَادُ أَيضاً : المُسْتَعْطَى وهو المسؤول المطلوب منه العَطَاءُالمُتَفضِّل على الناسِ قال رُؤبَة : تَفضِّل على الناسِ قال رُؤبَة :
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ ... إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتَادْ هكذا أَنشده الأَخْفَش قاله الجوهريُّ قال الصاغانيُّ والرِّوايةُ :
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَّادْ ... مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
" إلى أمير المؤمنين الممتاد وقولُ الجوهَرِيِّ مائدٌ في شعر أَبي ذُؤّيْب :
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ ... وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ اسمُ جَبَلٍ غَلَطٌ صَرِيحٌ كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيٍّ ونقله الصاغانيُّ في التكملة . والصَّوَابُ مَظّ مَأْبِد بالباءِ المُوَحَدةِ كمَنْزِلٍ في اللُّغَة وفي البَيْتِ المذكور ولا يخفَى أَنّ مثلَ هذا لا يُعَدُّ غَلَطاً وإِنما هو تَصْحِيف وهكذا قالَه الصاغانيُّ في التكملة أَيضاً وقد تقدَّم الكلام عليه في م ب د
ومما يستدرك عليه : مِدْتُه وأَمَدْتُه : أَعْطَيْتُه . وامْتَادَه : طَلَب أَن يَمِيدَه . ومَادَ . إِذا تَجِرَ . ومَادَ : أَفْضَلَ . ومَادَنِي فُلانٌ يَمِيدُني إِذا أَحْسَن إِلىَّ . وفي حديث عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه يَذُمُّ الدُّنيا فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ . فَعُولٌ من مادَ إِذا مَال . ومادَ مَيْداً : تَمَايَلَ ومادَت الأَغصانُ : تَمَايَلَتْ . وغُصنٌ مائدٌ ومَيَّادٌ : مائلٌ وغُصونٌ مِيدٌ . قال الأَزهريُّ : ومن المقلوب : المَوائد المَآوِد : الدَّوَاهِي وقال ابنُ أَحْمَر : وصَادَفَتْ نَعِيماً ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا قالوا : يَعْنِي ناعِماً هكذا أَنشَده الجوهريُّ قال الصاغانيُّ : وهو غَلَطٌ وتَحْرِيف والرواية أَغْيَدَا والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه :
" أَأَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ وَمَيْدٌ لُغة في بَيْدٍ بمعنى غَيْرٍ وقيل : معناهما عَلَى أَنَّ وفي الحديث أَنَا أَفْضَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني سَعْدِ بن بَكْر وفَسَّرَه بعضهم من أَجلِ أَنِّي وفي الحديث نَحْنُ الآخِرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم . ومن المَجاز : مادَت المرأَةُ وماسَتْ وتَمَيَّدَت وتَمَيَّسَتْ . ومادَتْ به الأَرْضُ : دَارَتْ . ورجلٌ مائدٌ : يُدَارُ به . والمَطْعُون يَمِيدُ في الرُّمْحِ كما في الأَساس . واستَدْرَكَ شيخُنَا : مَيْدَان الخُلَفاءِ وهو في المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ وهو عند أَهل الأَخبار من عشرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ كأَنّه كِنَايَة عن اسم مُدَّةِ الخِلافة . قلت : ومَيْدَان الغَلَّةِ : مَحَلَّةٌ بِمصرَ . والمَيْدَانانِ : مَحَلَّتَانِ بِبُخَارَا . والمَيْدَانُ بِدِمَشْقَ اثنانِ
فصل النون مع الدال المهملة
الأَمَدُ محرَّكَةً قال الرّاغب في المفردات : يقال باعتبار الغَاية والزّمَان عامّ في الغاية والمبدإِ . ويَعبَّر به مَجازاً عن سائر المدَّة . والأَمَد : المُنْتَهَي من الأَعمار . يقال : ما أَمَدُك ؟ أَي مُنتهَى عُمرِك . وفي القرآن " فطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فقَسَتْ قُلوبُهُمْ " قال شَمِرٌ : الأَمَدُ مُنتهَى الأَجلِ قال : وللإِنسان أَمَدانِ : أَحدُهما ابتداءُ خَلْقِه الّذي يظهَر عند مَوءلدهِ والأَمدُ الثاني الموتُ . ومن الأَوّل حديث الحجّاج حين سأَلَ الحَسَن فقال له ما أَمَدُك : قال : سَنَتَانِ من خلافةِ عُمرَ أَراد أَنّه وُلِدَ لسَنتين بَقِيَتَا من خِلافَةِ عُمَرَ رَضِي اللّه عنه . والأَمَدُ : الغَضَبُ . أَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ وأَبِدَ إِذا غَضِبَ عَلَيْه . والآمِدُ كصاحبٍ : المملوءُ من خَيرٍ أَو شرٍّ . نقله الصَّاغَانيّ . وعن أَبي عَمرٍو : الآمِدُ : السَّفينةُ المشحونةُ كالآمِدَةِ والعامِدِ والعامِدةِ . وآمِدُ : د بالثُّغُور في ديار بكْر مُجاورةٌ لبلادِ الرُّوم . وفي المراصِد : هي لفظةٌ رُوميَّة بلد قَديمٌ حَصينٌ رَكِينٌ مَبنيٌّ بالحجارة السُّود على نَشْز ودجْلةُ مُحيطةٌ بأَكثرِه مستديرةٌ به كالهِلالِ وهي تُسقَى من عيونٍ بقُرْبِه . ونقل شيخُنَا عن بعض أَنّه ضبطه بضَمِّ الميم . قلْت : وهو المشهور على الأَلسنة . قال :
بآمدَ مَرّةً وبرَأْسِ عَينٍ ... وأَحْياناً بمَيَّا فارِقينَا ذهبَ إِلى الأَرض أَو البُقْعَة فلم يَصْرِف . وممن نُسِبَ إِليها الإِمَامُ العَلاّمَة أَبو محمّدٍ محمود بن مَودُود بن سالمٍ الملقّب بسَيفِ الدِين صاحب التصانِيف كذا في كشف القِنَاع المدني للبدر العَيْنيّ . والتَّأْمِيدُ : تَبْيينُ الأَمَدِ كالتأْجيل تَبيين الأَجلِ نقله الصاغانيّ . وسِقَاءٌ مُؤمَّدٌ كمعظَم : ما فيه جَرْعَةُ ماءٍ نقلَه الصاغانيّ . والأُمْدَة بالضّمّ : البَقِيَّةُ نقله الصاغَانيّ أَي من كلِّ شْيءٍ . ويقال : له أَمَدٌ مأْمودٌ أَي مُنتَهَى إِليه نقلَه الصاغانيّ . وأَمَدُ الخَيلِ في الرِّهان : مَدَافِعُها في السّباق ومنتهَى غاياتِها الّتي تَسبق إِليه . ومنه قَول النابغةِ :
" سَبْقَ الجَوادِ إِذَا استَولَى على الأَمَدِ أَي غَلَب على مُنتَهاه حين سبقَ . والإِمِّدَانُ بتشديد الميم كإِسْحِمَان وإِضْحيَان : ع وهو أَيضاً : الماءُ على وَجْهِ الأَرضِ عن كراع . قال ابن سيده : ولسْت منه على ثقة . ومالَها أَي لهذه الأَلفاظِ الثلاثةِ رابعٌ . ثم إِنّ هذه العبارةَ مأْخوذَةٌ من كتاب الأَبنية لابن القَطّاع ونصّها : وتأْتي أَبنِيةُ الأَسماءِ على إِفْعلانٍ بالكسر نحو إِسْمِحَان لجبَلٍ بعَينِه ولَيلة إِضْحيان وإِمِّدان بتشديد الميم اسم موضع . فأَمّا الإِمِدَّان بتشديد الدّال فهو الماءُ الذي يَنِزّ على وَجْه الأَرض . قال زيد الخَيل :
فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَين عنِّي كما أَبتْ ... حِيَاضَ الإِمدَّانِ الظِّباءُ القَوامحُ قال شيخنا : فقد أَورده المصنف هنا وسها عنه في بقيّة الموادّ . فإِسْحمان عند ابن القطّاع فيه لُغتانِ الفتح والكسر والإِضْحيان فيه لُغة واحدة . والإِمّدان قال فيه : إِنّه بتشديد الميم مع كسر الهمزة فهي زائدة فمَوضع ذِكره ممد بميمين ودال حتى تكون الميمانِ أَصليتين الأُولى فاءُ الكلمة والثانية عَينها والهمزة حينئذ زائدةٌ وهي من باب هذه الأَوزان : ولذلك تَرجم لها المصنّف في فصل الميم كما يأْتي له في الزيادة . وأَمّا إِذا كانت الهمزة أَصلّية كما هو نصُّ المصنّف لذِكْره إِيّاهَا في فَصْلِهَا فوزنه فِعِلاَّن فلا يكون من هذه المادّة ولا من هذه الأَوزان ففي كلام المصنّف كابن القطّاع نظرٌ ظاهر ولو جرَيْنَا على تَشْدِيدِ الدّال كما قال ابن القطّاع وحَكمْنا بزيادةِ الهمزةِ فيكون موضعه حينئذٍ مدد فلا دَخْلَ له هنا . وقد ذكره الجوهريُّ في مدد ونَبّه على أَنه إِفعلان وأَورده المصنّف ولم يتعرّض له بوزْن ولا غيره واللّه أَعلم . وآمِدُ بن البَلَنْدَي بن مالك بن دُعْر قيل إِليه نُسِبَت مدينَة آمِدَ