وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً(قرآن).
النَّقْبُ : الثَّقْبُ في أَيّ شْيءٍ كان نَقَبَه يَنْقُبه نَقْباً . وشيءٌ نَقِيبٌ : منقوبٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
أَرِقْتُ لِذِكْرِهِ من غَيْرِ نِوْبٍ ... كما يَهْتَاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ يَعني بالمَوْشِيِّ يَرَاعةً . ج : أَنْقابٌ ونقَابٌ بالكسر في الأَخير . النَّقْبُ : قَرْحَةٌ تَخْرُجٌ بالجَنْبِ وتَهْجُم على الجَوْف ورأْسُها في داخل قاله ابْنُ سيدَهْ كالنَّاقِبَةِ . ونَقَبَتْهُ النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً : أَصابتْه فَبَلَغَتْ منه كنَكَبَتْه . النَّقْبُ : الجَرَبُ عامّة ويُضَمُّ وهو الأَكْثَرُ وبه فسَّرَ ثعلبٌ قولَ أَبي محمَّد الحَذْلَمِيّ :
" وتَكْشِفُ النُّقْبَةَ عن لِثَامِهَا يقولُ : تُبْرِئُ من الجَرَب . وفي الحديث : أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم قال : " لاَ يُعْدِي شيءٌ شيئاً ؛ فقال أَعرابيٌّ : يا رسُولَ اللهِ إِنَّ النُّقْبَةَ قد تَكُونُ بمِشْفَرِ البَعِيرِ أَو بذَنَبهِ في الإِبلِ العظيمةِ فَتجْرَبُ كلُّهَا ؛ فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : فمَا أَعْدَى الأَوّلَ " قال ؟ الأَصْمَعِيُّ : النُّقْبَةُ هي أَوَّلُ جَرَبٍ يَبْدَأَ يُقَالُ للبَعِير : به نُقْبَةٌ وجَمعُها نُقْبٌ بسكون القاف لأَنّهَا تَنْقُبُ الجِلدَ نَقْباً أَي : تَخْرِقُهُ ؛ وأَنشد أَيضاً لدُرَيْد بْنِ الصِّمَّةِ :
مُتَبَذِّلاً تَبْدُو محاسِنُه ... يَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ وفي الأَساس : ومن المَجَاز : يقالُ : فلانٌ يَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْب : إِذا كان ماهِراً مُصيباً . أو النُّقْبُ : القِطَعُ المُتَفَرِّقةُ وهي أَوَّلُ ما يَبدُو مِنْهُ أَي : من الجَرَب الواحدة نُقْبةٌ . وعن ابْن شُمَيْلٍ : النُّقْبَةُ : أَوّلُ بدْءِ الجَرَب ترى الرُقْعَة مِثْلَ الكَفِّ بجَنْبِ البعيرِ أَو وَرِكهِ أَوبمِشْفَرِه ثُمَّ تَتمَشَّى فيه حَتَّى تُشْرِبَهُ كُلَّهُ أَي : تَمْلأَهُ كالنُّقَبِ كَصُرَدٍ فيهما أَي في القَوْلَيْنِ وهما : الجَرَبُ أَو أَوّل ما يَبدو منه . النَّقُبُ : أَنْ يَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَهُ في حُضْرِهِ ولا يَبسُطَ يَدَيْهِ ويكون حُضْرُهُ وثْباً . النَّقْبُ : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ فِي الجَبَلِ كالمَنْقَبِ والمَنْقَبَةِ أَي : بِفَتحِهِمَا مع فتح قافهما كما يُدلُّ لذلك قاعدتُه . وقد نبَّهْنا على ذلك في : ن ض ب . وفي اللِّسان : المَنْقَبةُ : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بينَ دارَيْنِ لا يُسْتطاعُ سُلُوكُه وفي الحديثِ : " لا شُفْعةَ في فَحْلٍ وَلاَ منَقْبَة " فسَّرُوا المَنْقَبة بالحائط . وفي روايةٍ : " لا شُعْفَةَ في فِنَاءٍ ولا طَرِيقٍ ولا مَنْقَبَة " . المَنْقَبَةُ هي الطَّرِيقُ بين الدّارَيْنِ كأَنّهُ نُقِبَ من هذه إِلى هذه وقيلَ : هو الطَّرِيقَ الّتي تعلُو أَنْشَازَ الأَرْضِ . والنُّقْبُ بالضَّمِّ فسكون . و ج المَنْقَبِ والمنْقَبَةِ : المَنَاقِبُ وجمعُ ما عداهُمَا : أَنْقَابٌ ونِقَابٌ بالكَسر في الأَخير . وأَنشد ثعلبٌ لابْنِ أَبي عاصِيةَ :
تَطَاوَلَ لَيْلى بالعِرَاقِ ولم يَكُن ... عليَّ بأَنْقَابِ الحِجازِ يَطُولُ
وفي الحديث : " إِنّهُمُ فَزِعُو من الطّاعون فقال : أَرْجُو أَنْ لا يَطْلُعَ إِلينا من نِقَابِها " قال ابْنُ الأَثِير : هي جمعُ نقْبٍ وهو الطَّرِيقُ بينَ الجَبلَيْنِ . أَراد أَنَّهُ لا يَطْلُعُ إِلينا من طُرُقِ المَدِينة . فأَضْمر عن غير مذكورٍ . ومنه الحديثُ : " عَلَى أَنْقابِ المدِينةِ ملائكةٌ لا يدْخُلُها الطّاعُونُ ولا الدَّجّال " هو جمع قِلّة لِلنَّقْبِ . نَقْب بلا لامٍ : ع قال سُلَيْكُ بْنُ السُّلَكةِ :
" وهُنَّ عِجالٌ من نُبَاك ومن نَقْبِ في المُعْجَمِ : قَرْيةٌ باليَمامَةِ لبنِي عَدِيِّ بن حَنيفةَ وسيأَتي بقيّة الكلام
المِنْقَبُ كَمِنْبَر : حَدِيدَةٌ يَنْقُبُ بها البّيْطَارُ سُرَّةَ الدّابَةِ لِيخْرُجَ منها ماءٌ أَصفرُ . وقد نَقَبَ يَنْقُبُ ؛ قال الشّاعرُ :
كالسِّيدِ لَمْ يَنْقُبِ البّيْطَارُ سُرَّتَهُ ... ولَم يُسِمْهُ ولم يَلمِسْ له عَصَبَا المَنْقَبُ كَمَقَعَدٍ : السُّرَّةُ نفْسُها . قال النَّابغةُ الجعْدِيُّ يَصِفُ الفَرسَ :
كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرفِ القُنْبِ فالمَنْقبِ وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لِمُرَّةَ بْنِ مَحْكانَ :
أَقَبّ لم يَنْقُبِ البّيْطَارُ سُرَّتَه ... ولَم يَدِجْهُ ولمْ يَغْمِزْ له عَصَبَا أَو هو من السُّرَّة : قُدَّامُها حيث يُنقّبُ البّطنُ وكذلك هو من الفَرَس
فَرَسٌ حسَنٌ النُّقْبَة هو بالضَّمِّ : اللَّوْنُ . النُّقْبَةُ : الصَّدَأَ وفي المُحْكَم : النُّقْبةُ : صَدَأَ السَّيْفِ والنَّصْل قال لَبِيدٌ :
جُنُوحَ الهالِكِيّ على يَدَيْهِ ... مُكِبًّا يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصَالِ وفي الأَساس : ومن المَجَاز : جَلَوْتُ السَّيْفَ والنَّصْلَ من النُّقَبِ : آثارِ الصَّدإِ شُبِّهت بأَوائلِ الجَرَبِ النُّقْبَة : الوَجْهُ قال ذُو الرُّمَّة يَصِف ثَوراً :
ولاحَ أَزْهَرُ مشْهُورٌ بنُقْبَتِهِ ... كأَنَّهُ حِينَ يعْلُو عاقِراً لَهَبُ كذا في الصّحاح . وفي لسان العرب النُّقْبَةُ : ما أَحاطَ بالوَجْهِ من دَوائِرَ . قال ثعلب . وقيل لامرَأَة : أَيُّ النسّاءِ أَبغضُ إِليكِ ؟ قالت : الحَدِيدَةُ الرُّكْبَةِ القَبِيحَةُ النُّقْبَةِ الحاضِرَةُ الكِذْبَةِ . النُّقْبَةُ أَيضاً : ثَوْبٌ كالإِزارِ تُجْعَلُ له حُجْزَةٌ مُطِيفَةٌ هكذا في النُّسْخ والَّذِي في الصَّحِاح ولسان العرب والمُحْكم : مَخِيطةٌ - من خاطَ - من غيرِ نَيْفَقٍ كحَيْدَرِ ويُشَدُّ كما يُشَدُّ السَّراوِيلُ . ونَقَبَ الثَّوْب يَنْقُبُه : جَعَلَهُ نُقْبةً وفي الحديث : " أَلْبَسَتْنَا أُمُّنا نُقْبَتَهَا " هي السَّرَويلُ الّتي تكونُ لها حُجْزَةٌ من غير نَيْفَقٍ فإِذا كان لها نَيْفَقٌ فهي سَراويلُ . وفي لسان العرب : النُّقْبَة : خرْقَة يُجْعلُ أَعْلاها كالسَّراويل وأَسفلُها كالإِزار وقيل : هي سراوِيلُ بلا سَاقيْنِ . وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ مولاة امْرأَةٍ اختَلَعتْ من كُلِّ شَيْءٍ لها وكُلِّ ثوْب عليها حَتَّى نُقْبَتِها فلم يُنْكِرْ ذلك " . النُّقْبَةُ : واحِدَةُ النُّقَبِ للجَرَبِ أَو لِمَبادِيه على ما تقدّمَ . قد تَنقَّبَتِ المّرْأَةُ وانْتَقَبَتْ وإِنَّها لحَسَنَةُ النِّقْبَةِ بالكسْرِ وهي هَيْئةُ الانْتِقابِ وجَمْعُه : النِّقَب بالكسر ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ :
بِأَعْيُنِ منها مَلحيات النِّقَبْ ... شَكْلِ التِّجَارِ وحَلاَلِ المُكْتَسَبْ وَروَى الرِّياشِيّ : النُّقَبْ بالضَّمّ فالفتح وعنَى دَوائرَ الوَجْهِ كما تقدّم . رجلٌ ميْمُونُ النَّقِيبِة : مباركُ النفْسِ مُظفَّر بما يُحاوِلُ . نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبيْد . وقال ابْن السكِّيتِ : إِذا كان مَيْمُونَ الأَمرِ يَنجَحُ فيما حاولَ ويَظفَرُالنَّقِيبةُ : العَقْلُ هكذا في النُّسخ وتَصفَّحْتُ كُتُب الأَمّهات فلم أَجِدْه فيها غيرَ أَنّي وجدتُ في لسان العرب ما نَصُّه : والنَّقِيبَةُ : يُمْنُ الفِعْلِ فلعلَّهُ أَراد الفِعْل ثُمَّ تصحَّف على النّاسخ فكتب " العَقْل " محل " الفعل " . فكتب " العَقْل " محل " الفعل " . وفي حديث مَجْدِيّ بْنِ عمْرٍو : " إِنَّهُ مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ " أَيْ : مُنْجَحُ الفِعَالِ مُظَفَّرُ المَطَالبِ . فليُتَأَمَّلُ . قال ثَعْلَب : إِذا كان مَيْمَونَ المشورَةِ ومحمودَ المُخْتَبَرِ . عن ابْنِ بُزُرْجَ : مالَهُم نَقيبةٌ أَي نفاذ الرأَيِ . قيل : النَّقِيبة : الطَّبِيعَة . وقيل : الخَلِيقة . وفي لسان العرب : قولهُم : في فلان مَنَاقبُ جميلَةٌ : أَي أَخلاق وهو حَسَنُ النَّقيبةِ : أَي جميلُ الخليقة . وفي التهذيب في ترجمة عرك : يقال : فلانٌ ميمونُ العَرِيكَةِ والنَّقِيبةِ والنَّقيمةِ والطَّبِيعة بمعنىً واحدٍ
النَّقِيبة : العَظِيمَة الضَّرْعِ من النُّوقِ قاله ابْن سِيدَه وهي المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً بَيِّنَة النِّقَابَة . قال أَبو منصور : وهذا تصحيفٌ إِنَّمَا هي الثَّقِيبة وهي الغَزيرةُ من النُّوقِ بالثّاءِ المُثَلَّثَة . والنَّقِيبُ : المِزْمارُ ولِسَانُ الميزَانِ والأَخيرُ نقله الصَّاغانيّ . النَّقِيبُ مِنَ الكِلاَبِ : ما نكرة موصوفة أَي : كَلْبٌ نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ أَو حَنْجَرَتُه كما في الأَساس ليَضْعُفَ صوته يَفْعَلُه اللَّئيمُ لِئَلاَّ يَسْمَع صَوْتُه الأَضيافُ كما في الصَّحِاح . وفي اللسان : ولا يَرْتَفِعَ صوتُ نُبَاحه وإِنّما يَفعل ذلك البُخَلاءُ من العرب لئَلاَّ يَطْرُقَهم ضَيفٌ باسْتِمَاعِ نُباحِ الكلابِ . النَّقِيبُ : شاهدُ القَوْمِ و . هو ضَمِينُهم وعَرِيفُهم ورأْسُهم ؛ لأَنَّه يُفَتِّشَ أَحوالَهم ويَعْرِفُها وفي التَّنْزِيل العزيز وبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً قال أَبو إِسحاقَ : النَّقِيبُ في اللُّغة كالأَمينِ والكفيل . وقَدْ نَقَبَ عليهم نِقَابَةً بالكَسْر من باب : كَتَب كِتَابةً فَعَلَ ذلِك أَي : من التَّعرِيف والشُّهودِ والضَّمَانَة وغيرِها . قال الفرّاءُ : نَقُبَ ككَرُمَ ونقله الجماهيرُ . نَقِبَ مثل عَلِمَ حكاها ابْنُ القطّاع نَقَابةً بالفتحِ : إِذا أَردت أَنه لَمْ يَكُنْ نَقِيباً فصار . وعبارةُ الجَوْهَرِيُّ وغيرِه : فَفعَلَ
النِّقَابة بالكَسْرِ الاسْمُ وبالفَتْح : المصْدرُ مثل الوِلايَةِ والوَلايَة نقله الجَوْهَرِيُّ عن سِيبَويْه . وفي لسان العرب : في حديث عُبَادَةَ ابْنِ الصّامِت : " وكانَ من النُّقَبَاءِ " جمع نَقِيبٍ وهو كالعرِيف على القوم المُقَدَّم عليهم الَّذِي يَتعرَّفُ أَخبارهُمْ ويُنَقِّبُ عن أَحوْالهم أَي يُفَتِّش . وكان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم قد جَعَلَ ليلة العَقَبِة كُلَّ واحدٍ من الجماعة الّذين بايَعوه بها نَقيباً على قومِه وجماعته ليأْخذوا عليهم الإِسلامَ ويُعرِّفوهم شَرائِطَهُ وكانو اثْنَيْ عشَرَ نقيباً كُلُّهُم من الأَنصار ؛ وكان عُبَادةُ بْنُ الصّامِتِ منهم . وقيل : النَّقِيبُ : الرَّئيسُ الأَكبرُ . وإِنّما قيلَ للنَّقِيب : نَقيبٌ لأَنَّهُ يَعلَمُ دَخِيلَةَ أَمرِ القوم وَيَعْرِفُ مَنَاقِبَهم وهو الطَّرِيق إِلى معرفةِ أَمورهم . قال : وهذا الباب كُلُّه أَصلُهُ التَّأْثِيرُ الَّذِي له عُمْقٌ ودُخُولٌ . ومن ذلك يقالُ : نَقَبْتُ الحائطَ : أَي : بَلَغْتُ في النَّقْبِ آخِرَهُ . والنِّقَابُ بالكَسْرِ : العالمُ بالأَمور . ومن كلام الحَجّاجِ في مُناطَقَتِه للشَّعْبِيّ : إِنْ كانَ ابْنُ عَبّاسِ لَنِقَاباً وفي رواية إِنْ كانَ ابْنُ عَبّاس لَمِنْقَباً . النِّقَاب والمِنْقَبُ بالكَسْر والتَّخْفيف : الرَّجُلُ العالمُ بالأَشْيَاءِ الكثيرُ البَحْثِ عنها والتَّنْقِيبِ عليها أَي : ما كانَ إِلاَّ نِقاباً . قال أَبو عُبَيْدٍ : النِّقَابُ هو الرَّجُلُ العَلاَّمَةُ وهو مَجَازٌ . وقال غيرُهُ : هو الرَّجُلُ العالم بالأَشياءِ المبَحِّث عنها الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فيها ؛ قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يمدَحُ رَجُلاً :
كَرِيمُ جَوَادٌ أَخُو مَأْقِطٍ ... نِقَابٌ يُحَدَّثُ بالغَائِبِقال ابْنُ بَرِّيّ : والرِّوايةُ " نَجِيحٌ مليحُ " قال : وإِنّمَا غَيَّرَهُ مَنْ غيّرَه لأَنَّهُ زَعَمَ أَنّ المَلاَحَةَ الّتي هي حُسْنُ الخَلْقِ ليست بموضعٍ للمدْحِ في الرِّجال إِذْ كانت المَلاحةُ لا تَجرِي مَجْرَى الفضائلِ الحَقيقيّة وإِنّمَا المليحُ هنا هو المُستشفَى بِرَأْيِهِ على ما حُكِيَ عن أَبي عَمْرو . قال : ومنه قولُهم : قُريْشٌ مِلْحُ النّاسِ : أَي يُسْتَشْفَى بهم . وقال غيرُهُ : الملِيحُ في بَيْتِ أَوْسِ يُرَادُ به المُسْتَطَابُ مُجالَسَتُه . وقال شيخُنَا : وهذا من الغَرَائِبِ اللُّغَوِيّة ورُودُ الصِّفَة على فِعَال بالكَسر فإِنّه لا يُعْرَفُ . النِّقابُ أَيضا : مَا تَنْتَقْبُ به المَرْأَةُ وهو القِنَاعُ على مارِنِ الأَنْف قاله أَبو زيد . والجَمْعُ نُقُبٌ . وقد تَنَقَّبَتِ المرأَةُ وانْتَقَبَتْ . وفي التّهْذِيب : والنِّقابُ على وُجوه . قال الفَرّاءُ : إِذا أَدْنَتِ المّرْأَة نِقابَها إِلى عينها فتِلْكَ الوَصْوصَةُ فإِن أَنزَلَتْهُ دُونَ ذلك إِلى المَحْجِرِ فهو النِّقَابُ فإِن كان على طَرَفِ الأَنْف فهو اللِّفَامُ . وفي حديث ابْنِ سِيرِينَ : " النِّقَابُ مُحْدَثٌ " أَرادَ : أَنّ النِّسَاءَ ماكُنَّ يَنْتَقِبْن أَي : يَخْتَمْرِن . قال أَبو عُبَيْد : لَيْس هذا وجهَ الحديثِ ولكِنَّ النِّقابَ عند العرب هو الذي يَبدو منه مَحْجِرُ العَينِ ؛ ومعناه : أَنَّ إِبْداءَهُنَّ المَحاجِرَ مُحْدَثٌ إِنّما كان النِّقَابُ لاصِقاً بالعين وكانت تَبدُو إِحدَى العينّيْنِ والأَخْرَى مستورَةٌ والنِّقابُ لا يَبْدُو منه إِلاّ العينانِ . وكان اسمه عِنْدهُم الوَصْوَصَةَ والبُرْقُعَ وكان من لِبَاسِ النّساءِ ثُمَّ أَحْدَثْنَ النِّقَابَ بَعْدُ . النِّقَابَ : الطَّرِيقُ في الغِلَظِ قال :
وتَرَاهُنَّ شُزَّباً كالسَّعَالِي ... يتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقابِ يكون جَمعاً ويكون واحداً كالمِنْقَبِ بالكسر أَي : فيهما ولو لم يُصرِّحْ . وقد تقدَّم بَيانُ كُلٍّ منهما . وإِطلاقه على العالِم ذكرَه ابْنُ الأَثِير والزَّمَخْشَرِيُّ . وهو في ابْنِ عَبَّاس لا في ابْنِ مَسعودٍ كما زَعمَه شيخُنا . وقد صرَّحْنَا به آنفاً . النِّقَابُ : ع قُرْبَ المدِينَةِ المُشْرَّفَة على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسّلام من أَعمالها يَنشعِبُ منه طَريقانِ إِلى وادي القُرَى ووادِي المِياهِ ذكره أَبو الطَّيِّب فقال :
وأَمْسَتْ تُخبِّرُنا بالنِّقَاب ... ووادِي المِياهِ ووادِي القُرَى كذا في المعجم . من المَجَاز : النِّقَابُ : البَطْنُ ومنه المثَلُ : فَرْخَانِ في نِقَاب يُضْرَبُ للِمُتَشابِهَيْنِ أَورده في المُحْكم والخُلاصة . ويقال : كانا في نِقَابٍ واحدٍ : أَي كانا مِثْلَيْنِ ونَظِيرينِ . كذا في الأَساس . ونَقَبَ في الأَرْضِ بالتَّخفيف : ذَهَب كأَنْقَب رُبَاعِياً . قال ابْنُ الأَعْرَابيّ : أَنْقَب الرَّجُلُ : إِذا سار في البلادِ . ونَقَّب مُشَدَّداً : إِذا سارَ في البلاد طَلَباً للمهْرَب كذا في الصَّحِاح وفي التنزيل العزيز : " فَنَقَّبُوا في البِلادِ هَلْ مِن مَحِيِص " قالَ الفَرّاءُ : قرَأَهُ القُرّاءُ مُشَدَّداً يقولُ : خَرَقُوا البِلادَ فسارُوا فيها طَلَباً للمَهْرَبِ فهل كان لهم مَحِيصٌ من الموت ؟ ومَن قرأَ فَنَقِّبوا فإِنه كالوعيد أَي اذْهبُوا في البلاد وَجِيئُوا وقال الزَّجّاجُ : فنَقِّبُوا : طَوِّفُوا وفَتِّشُوا . قالَ : وقرأَ الحَسَنُ بالتَّخْفِيف ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ :
وقد نَقَّبْتُ في الآفاقِ حَتَّى ... رَضِيتُ من السَّلامة بالإِيابِ أَي : ضَربْتُ في البلاد وأَقبلْتُ وأَدبرْتُ . نَقَّبَ عَنِ الأَخْبَارِ وغيرِها : بَحَثَ عَنْها وإِنّمَا قَيَّدْنا " غيرها " لئَلا يَردَ ما قالَهُ شيخُنَا : ليس الأَخبار بقيْد بل هو البحث عن كُلِّ شْيءٍ والتَّفْتيشُ مطلقاً . نَقَّبَ عن الأَخبار : أَخْبَرَ بِها . وفي الحديث : إِنِّي لمْ أْومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قُلُوب النّاس " أَي : أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ . نَقَّبَ الخُفَّ المَلبوسَ : رقَّعَهُنَقَبَتِ النَّكْبةُ فُلاناً تَنْقُبُه نَقْباً أَصَابتْهُ فبلَغَتْ منه كنَكَبَتْه . ونَقِبَ الخُفُّ كَفَرِحَ نَقَباً : تَخَرَّقَ وهو الخُفُّ الملبُوسُ . نَقِبَ خُفُّ البَعيرُ : إِذا حَفِيَ حَتَّى يَنْخَرِقَ فِرْسِنُه فهو نَقبٌ . أَو نَقِبَ البعيرُ إِذا رَقَّتْ أَخْفَافُه كَأَنْقَبَ . والَّذِي في اللسان وغيرِه : نَقِبَ خُفُّ البَعيرِ إِذَا حَفِيَ كأَنْقبَ ؛ وأَنشد لِكُثِّيرِ عَزَّةَ :
وقد أَزْجُرُ العَرْجَاءَ أَنْقَبَ خُفُّها ... مَناسمُهَا لا يَسْتَبِلُّ رَثيمُهَا أَراد : ومناسِمُها فحذفَ حرْفَ العَطْفِ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه " أَتاه أَعْرَابيّ فقال : إِنّي على ناقةٍ دَِبْراءِ عَجْفاءِ نَقْباءِ واستَحْمَلُه فظَنِّهُ كاذِباً فلم يَحْمِلْهُ فانْطَلَقَ وهو يقول :
" أَقسَم باللهِ أبو حَفْصٍ عُمَر
" ما مَسَّها مِن نَقَبٍ ولا دَبَرْ أَراد بالنَّقَب هنا : رِقَّةَ الأَخْفَافِ وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : " ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِعِ " أَي : يَرْفُق بهما . ويجوزُ أَن يكون من الجَرَب . وفي حديثِ أَبِي موسى : " فَنَقِيَتْ أَقْدَامُنَا " أَي : رَقَّتْ جُلُودُها وتَنَفَّطَتْ من المَشْيِ . كذا في لسان العرب . نَقَّب في البِلادِ : سارَ وهو قولُ ابْن الأَعْرَابِيِّ وقد تقدّم . ولا يَخْفَى أَنَّه أَغنَى عنه قولُهُ السّابق : ونَقَبَ في الأَرْض : ذَهب . لِرجوعِهما إِلى واحدٍ . ثُمَّ رأيتُ شيخَنا أَشار إِلى ذلك أَيضاً . ولَقِيتُهُ نِقَاباً بالكسر : أَي مُوَاجَهَةً أَو من غَيْرِ مِيعَادٍ ولا اعتماد كناقَبْتُهُ نَقَاباً أَي : فَجْأَةً ومَرَرْتُ على طريق فناقَبَنِي فيه فلانٌ نِقَاباً : أَي لَقِيَني على غيرِ مِيعَاد . وانتصابُهُ على المصدر ويجوز على الحال كذا في مَجمع الأَمثال . نَقَبْتُ الماءَ نَقْباً ونِقَاباً مثل التِقاطاً : هَجَمْتُ عَلَيْه وورَدْتُ من غيرِ أَن أَشْعُرَ به قبلَ ذلك وقيلَ : وَردْتُ عَلَيْهِ من غَيْرِ طَلَب . والمَنْقَبَةُ : المَفخَرَةُ وهي ضِدُّ المَثْلَبَةِ . وفي اللّسان : المَنْقَبَةُ : كَرَمُ الفِعْلِ وجَمعُها المَنَاقِبُ يقال : إِنّه لَكَرِيمُ المَنَاقِبِ من النَّجَدات وغيرِهَا وفي فلانٍ مَناقِبُ جَمِيلَةٌ : أَي أَخلاقٌ حسَنَةٌ . وفي الأساس : رجلٌ ذُو مَنَاقِبَ وهي المَآثِرُ والمَخابِرُ . المَنْقَبَةُ : طَرِيقٌ ضَيِّقُ بين دارَيْنِ لا يُستطاعُ سُلُوكُه . في الحديث " لا شُفْعَةَ في فَحْلٍ ولا مَنْقَبَةٍ " فَسَّرُوا المَنْقَبَةَ الحائط وفي رواية : ولا شُفْعَةَ في فِناءٍ ولا طَرِيقٍ ولا مَنْقَبَة المنقَبَةُ هي الطَّرِيقُ بينِ الدّارَيْن كأنّه نُقِبَ من هذِه إِلى هذِه . وقيلَ : هِي الطَّرِيقُ الّتي تعلو أَنْشازَ الأَرْضِ . والأَنْقابُ : الآذانُ لايُعْرفُ لها واحِدٌ كذا في المُحْكَم وغيرِه قال القُطامِيُّ :
كانتْ خُدُودُ هِجَانِهِنَّ مُمَالَةً ... أَنْقابُهنَّ إِلى حُدَاءِ السُّوَّقِ ومنهم مَنْ تكلَّف وقال : الواحدُ نُقْبٌ بالضَّمّ مأْخوذ من الخَرْق ويرْوي : أَنَقاً بِهنَّ أَي : إِعجاباً بِهِنَّ . والنّاقِب والنّاقِبةُ : داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان من طُولِ الضَّجْعَةِ . وقيل : هي القُرْحةُ الّتي تَخْرجُ بالجَنْبِ . نُقَيْبٌ كَزُبيْر : ع بَيْنَ تَبُوكَ وَمعَانَ في طريق الشّام على طريق الحاجّ الشّاميّ . ونَقِيبٌ أَيضاً : شِعْبٌ من أَجَإٍ قال حاتِم :
وسالَ الأَعَالي مِنْ نَقِيبٍ وَثَرْمَدٍ ... وَبَلِّغْ أُنَاساً أَنّ وَقْرَانَ سَائِلُ وَنَقَبَانةُ محرَّكَةً : ماءَةٌ بِأَجَإٍ أَحَدِ جَبَلَيْ طَيّئٍ وهي لِسِنْبِسٍ منهم . والمَنَاقِبُ : جَبَلٌ مُعْتَرِضٌ قالوا : وسُمِّي بذلك لأَنّه فيه ثَنايَا وطُرُقٌ إِلى اليَمَامَةِ واليَمَنِ وغيرِها كأَعَالِي نَجْدٍ والطّائف ففيه ثلاثُ مَناقبَ وهي عِقَابٌ يقالُ لإِحْداهَا الزَلاّلَةُ وللأُخْرَى قِبْرَيْن وللأُخْرَى : البيضاءُ . قال أَبو جُؤَيَّةَ عائذُ بْنُ جُؤَيَّةَ النَّصْرِيُّ :
أَلا أَيُّها الرَّكبُ المُخِبُّونَ هلْ لَكُمْ ... بأَهْلِ العقِيقٍ والمناقِبِ مِنْ عِلْمٍ وقال عَوْفُ بن عبدِ اللهِ النصْرِيّ :نهاراً وإِدْلاجَ الظَّلامِ كأَنَّه ... أَبو مُدْلِجٍ حتَّى تَحُلُّوا المنَاقِبَا وقال أَبو جُنْدَب الهُذَليّ أَخو أَبي خِرَاش :
وحيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها ... لَدَى قُرَّانَ حتَّى بَطْنِ ضِيمِ فإِذا عَرَفْتَ ذلك ظَهر أَنَّ قولَ المُصَنِّف فيما بعدُ : المناقِبُ : اسْم طَرِيقِ الطّائفِ من مكَّةَ المشَّرفة حَرَسها الله تعالَى تَكرارٌ معَ ما قبلَهُ . وأَنْقَبَ الرجلُ : صارَ حاجِباً أَو أَنْقبَ إِذا صار نَقِيباً كذا في اللسان وغيرِهِ . أَنْقَبَ فُلانٌ إِذا نَقِبَ بَعِيرُهُ . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه قال لامرأةٍ حاجَّة : " أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ " أَي : نَقِب بَعِيرُكَ ودَبِرَ . وقد تقدَّمَ ما يتعلَّقُ به . ومَمَّا يُستدركُ عليه : نَقْبُ العيْنِ : هو القَدْحُ بلسانِ الأَطِبّاءِ وهو مُعَالَجَةُ الماءِ الأَسودِ الّذِي يَحْدُثُ في العينِ . وأَصلُهُ من نَقْبِ البيْطَارِ حافر الدّابَّةِ لِيَخْرُجَ منه ما دَخَل فيه . قاله ابْنُ الأَثيرِ في تفسيرِ حديث أَبي بكر رَضِيَ الله عنه : " أَنَّه اشْتَكَى عيْنَهُ فكَرِه أَنْ يَنْقُبَها " . وفي التَّهْذِيب : إِنَّ عليه نُقْبَةً أَي أَثراً . ونُقْبَةُ كُلِّ شَيءٍ : أَثَرُهُ وهَيْئَتُهُ . وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ : فُلانٌ ميمونُ النَّقِيبَةِ والنَّقِيمةِ : أَي اللَّونِ . ومنه سُمِّيَ نِقَابُ المَرْأَةِ ؛ لأَنَّهُ يَسْتُرُ لَونَها بلَونِ النِّقابِ . ونَقْبُ ضاحِك : طَريقٌ يُصْعِدُ في عارضِ اليَمَامَةِ ؛ وإِيّاهُ فيما أَرى عَنَى الرّاعِي : يُسَوِّقُهَا تِرْعِيَّةٌ ذو عباءَةٍ بما بَيْنَ نَقْبٍ فالحَبِيسِ فأَفْرَعا ونَقْبُ عازِبٍ : موضعٌ بينَه وبين بيتِ المَقْدسِ مسِيرَةُ يوم للفارِس من جِهةِ البَرِّيَّةِ بينَهَا وبينَ التِّيهِ . وجاءَ في الحديث : " أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم لَمّا أَتَى النَّقْبَ " قال الأَزْرٌقيُّ : هو الشِّعْبُ الكبيرُ الّذي بينَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ عن يَسَارِ المُقْبِلِ من عَرَفَةَ يُرِيد المُزْدَلِفَةَ ممّا يَلِي نَمِرَةَ . وقال ابْنُ إِسحاقَ : وخرج النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم في سنة اثنتينِ للهجرة فسلَكَ على نَقْبِ بَني دِينارٍ من بني النَّجّار ثُمَّ على فَيْفَاءِ الخَبَارِ . ونَقْب المُنَقَّى بَيْن مَكَّةَ والطّائفِ في شعر محمّد بْنِ عبدِ الله النُّميْريّ :
أَهاجَتْكَ الظَّعائِنُ يَوْمَ بانُوا ... بِذِي الزِيِّ الجَمِيلِ من الأَثاثِ
ظَعائِنُ أُسْلِكَتْ نَقْبَ المُنَقَّى ... تُحَثُّ إِذا ونَتْ أَيَّ احتِثاث ونَقْبُونُ : قريةٌ من قُرَى بُخَارَى كذا في المُعْجَم . ونيقب : موضعٌ عن العِمرانيّ ن ك ب