أَوَيْتُ
مَنْزلي وإِلى منزلي أُوِيّاً وإِوِيّاً وأَوَّيْتُ وتأَوَّيْتُ وأْتَوَيْتُ كله
عُدْتُ قال لبيد بصَبُوحِ صافِيةٍ وجَدْتُ كرِينَةً بِمُوَتَّرٍ تَأْتَى له
إِبْهامُها إِنما أَراد تَأْتَوِي له أَي تفتعل من أَوَيتُ إِليه أَي عُدْتُ إِلا
أَنه قلب ال
أَوَيْتُ
مَنْزلي وإِلى منزلي أُوِيّاً وإِوِيّاً وأَوَّيْتُ وتأَوَّيْتُ وأْتَوَيْتُ كله
عُدْتُ قال لبيد بصَبُوحِ صافِيةٍ وجَدْتُ كرِينَةً بِمُوَتَّرٍ تَأْتَى له
إِبْهامُها إِنما أَراد تَأْتَوِي له أَي تفتعل من أَوَيتُ إِليه أَي عُدْتُ إِلا
أَنه قلب الواو أَلفاً وحذفت الياء التي هي لام الفعل وقول أَبي كبير وعُراضةُ
السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها تَأْوِي طَوائفُها لعَجسٍ عَبْهَرِ استعارَ
الأُوِيّ للقِسِيّ وإِنما ذلك للحيوان وأَوَيْتُ الرجل إِليَّ وآوَيْتُه فأَما
أَبو عبيد فقال أَوَيْته وآوَيْتُه وأَوَيْتُ إِلى فلان مقصورٌ لا غير الأَزهري
تقول العرب أَوَى فلانٌ إِلى منزله يَأْوِي أُوِيّاً على فُعول وإِواءً ومنه قوله
تعالى قال سآوي إِلى جبل يعصمني من الماء وآوَيْتُه أَنا إِيواءً هذا الكلام الجيد
قال ومن العرب من يقول أَوَيْتُ فلاناً إِذا أَنزلته بك وأَويْتُ الإِبل بمعنى
آوَيْتُها أَو عبيد يقال أَوَيْتُه بالقصر على فَعَلْته وآوَيْتُه بالمد على
أَفْعَلْته بمعنى واحد وأَنكر أَبو الهيثم أَن تقول أَوَيْتُ بقصر الأَلف بمعنى
آوَيْتُ قال ويقال أَوَيْتُ فلاناً بمعنى أَوَيْتُ إِليه قال أَبو منصور ولم يعرف
أَبو الهيثم رحمه الله هذه اللغة قال وهي صحيحة قال وسمعت أَعرابيّاً فصيحاً من
بني نُمَير كان استُرْعِيَ إِبلاً جُرْباً فلما أَراحَها مَلَثَ الظَّلامِ
نَحَّاها عن مَأْوَى الإِبلِ الصِّحاحِ ونادَى عريفَ الحيّ فقال أَلا أَيْنَ آوِى
هذه الإِبلَ المُوَقَّسَة ؟ ولم يقل أُووِي وفي حديث البَيْعة أَنه قال للأَنصار
أُبايعكم على أَن تُؤْوُوني وتنصروني أَي تضموني إِليكم وتَحُوطوني بينكم يقال
أَوَى وآوَى بمعنى واحد والمقصور منهما لازم ومتعدّ ومنه قوله لا قَطْع في ثَمَرٍ
حتى يَأْوِيَهُ الجَرِينُ أَى يَضُمه البَيْدَرُ ويجمعه وروى الرواةُ عن النبي صلى
الله عليه وسلم أَنه قال لا يَأْوِي الضالةَ إِلا ضالٌّ قال الأَزهري هكذا رواه
فصحاء المحدّثين بالياء قال وهو عندي صحيح لا ارتياب فيه كما رواه أَبو عبيد عن
أَصحابه قال ابن الأَثير هذا كله من أَوَى يَأْوي يقال أَوَيْتُ إِلى المنزل
وأَوَيْتُ غيري وآويْتُه وأَنكر بعضهم المقصور المتعدّي وقال الأَزهري هي لغة
فصيحة ومن المقصور اللازم الحديثُ الآخر أَما أَحدُهم فأَوَى إِلى الله أَي رجع
إِليه ومن الممدود حديثُ الدعاء الحمد لله الذي كفانا وآوانا أَي ردَّنا إِلى
مأْوىً لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم والمأْوَى المنزلُ وقال الأَزهري سمعت
الفصيحَ من بني كلاب يقول لمأْوَى الإِبلِ مَأْواة بالهاء الجوهري مَأْوِي الإِبل
بكسر الواو لغة في مَأْوَى الإِبل خاصة وهو شاذ وقد ذكر في مأْقي العين وقال
الفراء ذكر لي أَنَّ بعض العرب يسمي مأْوَى الإِبل مأْوِي بكسر الواو قال وهو نادر
لم يجئ في ذوات الياء والواو مَفْعِلٌ بكسر العين إِلا حرفين مَأْقي العين ومأْوِي
الإِبل وهما نادران واللغة العالية فيهما مأْوى ومُوق وماقٌ ويُجْمَع الآوي مثل
العاوي أُوِيّاً بوزن عُوِيّاً ومنه قول العجاج فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ
كما يُداني الحِدَأُ الأُوِيُّ شبه الأَثافي واجتماعَها بحدإِ انضمت بعضها إلى بعض
وقوله عز وجل عندها جنة المأْوى جاء في التفسير أَنها جنة تصير إِليها أَرواح
الشهداء وأَوَّيْتُ الرجلَ كآوَيْته قال الهذلي قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ
مُؤَوِّيةٌ مِسْعٌ لها بِعضاهِ الأَرضِ تَهْزيزُ قال ابن سيده هكذا رواه يعقوب
والصحيح مؤوِّبةٌ وقد روى يعقوب مؤوّبة أَيضاً ثم قال إِنها رواية أُخرى والمَأْوى
والمَأْواة المكانُ وهو المأْوِي قال الجوهري المَأْوَى كل مكان يأْوي إِليه شيء
ليلاً أَو نهاراً وجنة المأْوى قيل جَنَّةُ المَبيت وتَأَوَّت الطير تَأَوِّياً
تَجَمَّعَتْ بعضُها إِلى بعض فهي مُتَأَوِّيَة ومُتَأَوِّياتٌ قال أَبو منصور
ويجوز تَآوَتْ بوزن تَعاوَتْ على تَفاعَلَتْ قال الجوهري وهُنَّ أُوِيٌّ جمع آوٍ
مثل باكٍ وبُكِيٍّ واستعمله الحرثُ بن حِلِّزة في غير الطير فقال فتَأَوَّتْ له
قَراضِبةٌ من كلِّ حَيٍّ كأَنَّهم أَلْقاءُ وطير أُوِيٌّ مُتَأَوِّياتٌ كأَنه على
حذف الزائد قال أَبو منصور وقرأْت في نوادر الأَعراب تَأَوَّى الجُرْحُ وأَوَى
وتَآوَى وآوَى إِذا تقارب للبرء التهذيب وروى ابن شميل عن العرب أَوَّيتُ بالخيل
تَأْوِيَةً إِذا دعوتها آوُوه لتَريعَ إِلى صَوْتِك ومنه قول الشاعر في حاضِر
لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ يقال للخيل في أَسْلافِه آوُو قال أَبو منصور وهو معروف من
دعاء العرب خيلها قال وكنت في البادية مع غلام عربي يوماً من الأَيام في خيل
نُنَدِّيها على الماء وهي مُهَجِّرة تَرْوُدُ في جَناب الحِلَّة فهبت ريح ذات
إِعْصار وجَفَلَتِ الخيلُ وركبت رؤوسَها فنادى رجل من بني مُضَرّس الغلام الذي كان
معي وقال له أَلا وأَهِبْ بها ثم أَوِّ بها تَرِعْ إِلى صوتك فرفع الغلام صوته
وقال هابْ هابْ ثم قال آوْ فراعَتِ الخيلُ إِلى صوته ومن هذا قول عدي بن الرِّقاع
يصف الخيل هُنَّ عُجْمٌ وقد عَلِمْنَ من القَوْ لِ هَبي واقْدُمي وآوُو وقومي
ويقال للخيل هَبي وهابي واقْدُمي واقْدمي كلها لغات وربما قيل لها من بعيد آيْ
بمدة طويلة يقال أَوَّيْتُ بها فتأَوَّتْ تَأَوِّياً إِذا انضم بعضُها إِلى بعض
كما يَتَأَوَّى الناسُ وأَنشد بيت ابن حلِّزة فتأَوَّت له قراضبة من كل حيٍّ
كأَنهم أَلقاءُ وإِذا أَمرتَ من أَوَى يأْوِي قلت ائْوِ إِلى فلان أَي انضمَّ
إِليه وأَوِّ لفلان أَي ارْحمه والافتعالُ منهما ائْتَوَى يأْتَوِي وأَوى إِليه
أَوْيَةً وأَيَّةً ومأْوِيَةً ومأْواةً رَقَّ ورَثى له قال زهير بانَ الخَلِيطُ
ولم يَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا
( * عجز البيت وزودوك اشتياقاً أية سلكوا )
وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُخَوِّي في سجوده حتى كنا نأْوي له
قال أَبو منصور معنى قوله كنا نَأْوي له بمنزلة قولك كنا نَرْثي له ونُشْفِقُ عليه
من شدَّة إِقلاله بَطْنَه عن الأَرض ومَدِّه ضَبُعَيْه عن جَنْبَيه وفي حديث آخر
كان يصلي حتى كنتُ آوي له أَي أَرِقُّ له وأَرثي وفي حديث المغيرة لا تَأْوي من
قلَّة أَي لا تَرْحَمُ زوجها ولا تَرِقُّ له عند الإِعدام وقوله أَراني ولا
كُفْرانَ لله أَيَّةً لنَفْسِي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِ فإِنه أَراد أَوَيْتُ
لنفسي أَيَّةً أَي رحمتها ورَقَقْتُ لها وهو اعتراض وقولُه ولا كفران لله وقال
غيره لا كفران لله قال أَي غير مُقْلَق من الفَزَع أَراد لا أَكفر لله أَيَّةً
لنفسي نصبه لأَنه مفعول له قال الجوهري أَوَيْت لفلان أَوْيَةً وأَيَّةً تقلب
الواو ياء لسكون ما قبلها وتدغم قال ابن بري صوابه لاجتماعها مع الياء وسبقها
بالسكون واسْتَأْوَيْنُه أَي اسْتَرحمته استِيواءً قال ذو الرمة على أَمْرِِ من لم
يُشْوِني ضُرُّ أَمْرِه ولو أَنِّيَ اسْتَأْوَيْتُه ما أَوى ليا وأَما حديث وهب
إِن الله عز وجل قال إِني أَوَيْتُ على نفسي أَن أَذْكُرَ من ذكرني قال ابن
الأَثير قال القتيبي هذا غلط إِلا أَن يكون من المقلوب والصحيح وأَيْتُ على نفسي
من الوَأْي الوَعْدِ يقول جعلته وَعْداً على نفسي وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة
حديث الرؤيا فاسْتَأَى لها قال بوزن اسْتَقى ورُوي فاسْتاء لها بوزن اسْتاق قال
وكلاهما من المَساءَة أَي ساءَتْه وهو مذكور في ترجمة سوأَ وقال بعضهم هو
اسْتالَها بوزن اخْتارَها فجعل اللام من الأَصل أَخذه من التأْويل أَي طَلَبَ
تأْويلَها قال والصحيح الأعول أَبو عمرو الأُوَّة الداهية بضم الهمزة وتشديد الواو
قال ويقال ما هي إِلا أُوَّةٌ من الأُوَوِ يا فتى أَي داهيةٌ من الدواهي قال وهذا
من أَغرب ما جاء عنهم حتى جعلوا الواو كالحرف الصحيح في موضع الإِعراب فقالوا
الأُوَوُ بالواو الصحيحة قال والقياس في ذلك الأُوَى مثال قُوّة وقُوىً ولكن حكي
هذا الحرف محفوظاً عن العرب قال المازني آوَّةٌ من الفعل فاعلةٌ قال وأَصله
آوِوَةٌ فأُدغمت الواو في الواو وشُدّت وقال أَبو حاتم هو من الفعل فَعْلةٌ بمعنى
أَوَّة زيدت هذه الأَلف كما قالوا ضَربَ حاقَّ رأْسه فزادوا هذه الأَلف وليس آوَّه
بمنزلة قول الشاعر تأَوَّه آهةَ الرجلِ الحَزينِ لأَن الهاء في آوَّه زائدة وفي
تأَوَّه أَصلية أَلا ترى أَنهم يقولون آوّتا فيقلبون الهاء تاء ؟ قال أَبو حاتم
وقوم من الأَعراب يقولون آوُوه بوزن عاوُوه وهو من الفعل فاعُولٌ والهاء فيه
أَصلية ابن سيده أَوَّ لَهُ كقولك أَوْلى له ويقال له أَوِّ من كذا على معنى
التحزن على مثال قَوِّ وهو من مضاعف الواو قال فأَوِّ لِذِكراها إِذا ما ذَكَرْتُها
ومن بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا وسماء قال الفراء أَنشدنيه ابن الجراح فأَوْه مِن
الذِّكْرَى إِذا ما ذكرتُها قال ويجوز في الكلام من قال أَوْهِ مقصوراً أَن يقول
في يَتَفَعَّل يَتأَوَّى ولا يقولها بالهاء وقال أَبو طالب قول العامة آوَّهْ
ممدود خطأٌ إِنما هو أَوَّهْ من كذا وأَوْهِ منه بقصر الأَلف الأَزهري إِذا قال
الرجل أَوَّهْ من كذا رَدّ عليه الآخرُ عليك أَوْهَتُك وقيل أَوَّه فعلة هاؤها
للتأْنيث لأَنهم يقولون سمعت أَوَّتَك فيجعلونها تاء وكذلك قال الليث أَوَّهْ
بمنزلة فعلة أَوَّةً لك وقال أَبو زيد يقال أَوْهِ على زيد كسروا الهاء وبينوها
وقالوا أَوَّتا عليك بالتاء وهو التهلف على الشيء عزيزاً كان أَو هيناً قال
النحويون إِذا جعلت أَوّاً اسماً ثقلتَ واوها فقلت أَوٌّ حَسَنَةٌ وتقول دَعِ
الأَوَّ جانباً تقول ذلك لمن يستعمل في كلامه افْعَلْ كذا أَو كذا وكذلك تثقل
لَوّاً إِذا جعلته اسماً وقال أَبو زُبَيْدٍ إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوّاً عَناءُ
وقول العرب أَوِّ من كذا بواو ثقيلة هو بمعنى تَشَكِّي مشقَّةٍ أَو همٍّ أَو حزن
وأَوْ حرف عطف وأَو تكون للشك والتخيير وتكون اختياراً قال الجوهري أَو حرف إِذا
دخل الخبر دلَّ على الشك والإِبهام وإِذا دخل الأَمر والنهي دل على التخيير
والإباحة فأَما الشك فقولك رأَيت زيداً أَو عمراً والإِبهام كقوله تعالى وأَنا أَو
إِياكم لعلى هدى أَو في ضلال مبين والتخيير كقولك كل السمك أَو اشرب اللبن أَي لا
تجمع بينهما والإِباحة كقولك جالس الحسن أَو ابن سيرين وقد تكون بمعنى إِلى أَن
تقول لأَضربنه أَو يتوبَ وتكون بمعنى بل في توسع الكلام قال ذو الرمة بَدَتْ مثل
قَرْنِ الشمسِ في رَوْنَقِ الضُّحَى وصُورَتِها أَو أَنتِ في العَينِ أَمْلَحُ
يريد بل أَنت وقوله تعالى وأَرسلناه إِلى مائة أَلف أَو يزيدون قال ثعلب قال الفراء
بل يزيدون قال كذلك جاء في التفسير مع صحته في العربية وقيل معناه إِلى مائة أَلف
عند الناس أَو يزيدون عند الناس وقيل أَو يزيدون عندكم فيجعل معناها للمخاطبين أَي
هم أَصحاب شارَةٍ وزِيٍّ وجمال رائع فإِذا رآهم الناس قالوا هؤلاء مائتا أَلف وقال
أَبو العباس المبرد إِلى مائة أَلف فهم فَرْضُه الذي عليه أَن يؤَدّبه وقوله أَو
يزيدون يقول فإِن زادوا بالأَولاد قبل أَن يُسْلموا فادْعُ الأَولاد أَيضاً فيكون
دعاؤك للأَولاد نافلة لك لا يكون فرضاً قال ابن بري أَو في قوله أَو يزيدون
للإِبهام على حدّ قول الشاعر وهَلْ أَنا إِلاَّ من ربيعةَ أَو مُضَرْ وقيل معناه
وأَرسلناه إِلى جمع لو رأَيتموهم لقلتم هم مائة أَلف أَو يزيدون فهذا الك إِنما
دخل الكلام على حكاية قول المخلوقين لأن الخالق جل جلاله لا يعترضه الشك في شيء من
خبره وهذا أَلطف مما يُقَدَّرُ فيه وقال أَبو زيد في قوله أَو يزيدون إِنما هي
ويزيدون وكذلك قال في قوله تعالى أَصلواتك تأْمرك أَن نترك ما يعبد آباؤنا أَو أَن
نفعل في أَموالنا ما نشاء قال تقديره وأَن نفعل قال أَبو منصور وأَما قول الله
تعالى في آية الطهارة وإِن كنتم مَرْضى أَو على سفر أَو جاء أَحدٌ منكم من الغائط
أَو لمستم النساء ( الآية ) أَما الأَول في قوله أَو على سفر فهو تخيير وأَما قوله
أَو جاء أَحد منكم من الغائط فهو بمعنى الواو التي تسمى حالاً المعنى وجاء أَحد
منكم من الغائط أَي في هذه الحالة ولا يجوز أَن يكون تخييراً وأَما قوله أَو لمستم
النساء فهي معطوفة على ما قبلها بمعناها وأَما قول الله عز وجل ولا تُطِعْ منهم
آثماً أَو كفوراً فإِن الزجاج قال أَو ههنا أَوكد من الواو لأَن الواو إِذا قلتَ
لا تطع زيداً وعمراً فأَطاع أَحدهما كان غير عاص لأَنه أَمره أَن لا يطيع الاثنين
فإِذا قال ولا تطع منهم آثماً أَو كفوراً فأَوْ قد دلت على أَنّ كل واحد منهما
أَهل أَن يُعْصَى وتكون بمعنى حتى تقول لأَضربنك أَو تقومَ وبمعنى إِلاَّ أَنْ
تقول لأَضربنَّك أَو تَسْبقَني أَي إِلا أَن تسبقني وقال الفراء أَو إِذا كانت
بمعنى حتى فهو كما تقول لا أَزالُ ملازمك أَو تعطيني
( * لعل هنا سقطاً من الناسخ وأصله معناه حتى تعطيني والا إلخ ) وإِلا أَن تعطيني
ومنه قوله عز وجل ليس لك من الأَمر شيء أَو يتوب عليهم أَو يعذبهم معناه حتى يتوب
عليهم وإِلا أَن يتوب عليهم ومنه قول امرئ القيس يُحاوِلُ مُلْكاً أَو يَموتَ
فيُعْذَرا معناه إِلا أَن يموت قال وأَما الشك فهو كقولك خرج زيد أَو عمرو وتكون
بمعنى الواو قال الكسائي وحده وتكون شرطاً أَنشد أَبو زيد فيمن جعلها بمعنى الواو
وقَدْ زَعَمَتْ ليلى بأَنِّيَ فاجِرٌ لِنَفْسِي تُقاها أَو عَليها فُجُورُها معناه
وعليها فجورها وأَنشد الفراء إِِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا خُوَيْرِبانِ
يَنقُفَان الْهامَا
( * قوله « خويربان » هكذا بالأصل هنا مرفوعاً بالالف كالتكملة وأنشده في غير موضع
كالصحاح خويربين بالياء وهو المشهور )
وقال محمد بن يزيد أَو من حروف العطف ولها ثلاثة معان تكون لأَحد أَمرين عند شك
المتكلم أَو قصده أَحدهما وذلك كقولك أَتيت زيداً أَو عمراً وجاءني رجل أَو امرأَة
فهذا شك وأَما إِذا قصد أَحدهما فكقولك كُلِ السمَكَ أَو اشربِ اللبنَ أَي لا
تجمعها ولكن اخْتَر أَيَّهما شئت وأَعطني ديناراً أَو اكْسُني ثوباً وتكون بمعنى
الإِباحة كقولك ائْتِ المسجد أَو السوق أَي قد أَذنت لك في هذا الضرب من الناس
( * قوله « ائت المسجد أو السوق أي قد أذنت لك في هذا الضرب من الناس » هكذا في
الأصل ) فإِن نهيته عن هذا قلت لا تجالس زيداً أَو عمراً أَي لا تجالس هذا الضرب
من الناس وعلى هذا قوله تعالى ولا تطع منهم آثماً أَو كفوراً أَي لا تطع أَحداً منهما
فافهمه وقال الفراء في قوله عز وجل أَوَلم يروا أَوَلم يأْتهم إِنها واو مفردة
دخلت عليها أَلف الاستفهام كما دخلت على الفاء وثم ولا وقال أَبو زيد يقال إِنه
لفلان أَو ما تنحد فرطه ولآتِينك أَو ما تنحد فرطه
( * قوله « أو ما تنحد فرطه إلخ » كذا بالأصل بدون نقط ) أَي لآتينك حقّاً وهو
توكيد وابنُ آوَى معرفةٌ دُوَيبَّةٌ ولا يُفْصَلُ آوَى من ابن الجوهري ابن آوَى
يسمى بالفارسية شغال والجمع بناتُ آوَى وآوى لا ينصرف لأَنه أَفعل وهو معرفة
التهذيب الواوا صياح العِلَّوْض وهو ابن آوى إِذا جاع قال الليث ابن آوى لا يصرف على
حال ويحمل على أَفْعَلَ مثل أَفْعَى ونحوها ويقال في جمعه بنات آوى كما يقال بناتُ
نَعْش وبناتُ أَوْبَرَ وكذلك يقال بناتُ لَبُون في جمع ابن لبون ذَكَرٍ وقال أَبو
الهيثم إِنما قيل في الجمع بنات لتأْنيث الجماعة كما يقال للفرس إِنه من بنات
أَعْوَجَ والجمل إِنه من بنات داعِرٍ ولذلك قالوا رأَيت جمالاً يَتَهادَرْنَ وبنات
لبون يَتَوَقَّصْنَ وبناتِ آوى يَعْوينَ كما يقال للنساء وإِن كانت هذه الأَشياء
ذكوراً
معنى
في قاموس معاجم
الودُّ مصدر
المودَّة ابن سيده الودُّ الحُبُّ يكون في جميع مَداخِل الخَيْر عن أَبي زيد
ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو من الأُمْنِيَّة قال الفراء هذا أَفضل الكلام وقال
بعضهم وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غير ذكر هذا في قوله تعالى يَوَدُّ
أَحدُهم لو ي
الودُّ مصدر
المودَّة ابن سيده الودُّ الحُبُّ يكون في جميع مَداخِل الخَيْر عن أَبي زيد
ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو من الأُمْنِيَّة قال الفراء هذا أَفضل الكلام وقال
بعضهم وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غير ذكر هذا في قوله تعالى يَوَدُّ
أَحدُهم لو يُعَمّر أَي يتمنى الليث يقال وِدُّكَ وَوَدِيدُكَ كما تقول حِبُّكَ
وحَبِيبُك الجوهري الوِدُّ الوَدِيدُ والجمع أَوُدٌّ مثل قِدْحٍ وأَقْدُحٍ وذِئْبٍ
وأَذْؤُبٍ وهما يَتَوادّانِ وهم أَوِدّاء ابن سيده وَدَّ الشيءَ وُدًّا وَوِدًّا
وَوَدّاً وَوَدادةً وَوِداداً وَوَداداً ومَوَدَّةً ومَوْدِدةً أَحَبَّه قال إِنَّ
بَنِيَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ ما ليَ في صُدُورِهْم مِنْ مَوْدِدَِهْ أَراد من مَوَدّة
قال سيبويه جاء المصدر في مَوَدّة على مَفْعَلة ولم يشاكل باب يَوْجَلُ فيمن كسر
الجيم لأَن واو يَوْجَلُ قد تعتل بقلبها أَلفاً فأَشبهت واو يَعِدُ فكسروها كما
كسروا المَوْعِد وإِن اختلف المعنيان فكان تغيير ياجَل قلباً وتغيير يَعِدُ حذفاً
لكن التغيير يجمعهما وحكى الزجاجي عن الكسائي ودَدْتُ الرجل بالفتح الجوهري تقول
وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنك تفعل ذلك أَوَدُّ وُدًّا وَوَدًّا
وَوَدادةً وَوِداداً أَي تمنيت قال الشاعر وَدِدْتُ وَِدادةً لو أَنَّ حَظِّي من
الخُلاَّنِ أَنْ لا يَصْرِمُوني ووَدِدْتُ الرجل أَوَدُّه ودًّا إِذا أَحببته
والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ المَوَدَّة تقول بودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر
أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنّا وبِودِّيكَ لَوْ تَرَى أَكْفاني فإِنما أَشبع
كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء وقوله عز وجل قل لا أَسأَلكم عليه أَجراً
إِلا المودَّةَ في القُربى معناه لا أَسأَلكم أَجراً على تبليغ الرسالة ولكني
أُذكركم المودّة في القربى والمودّةَ منتصبة على استثناء ليس من الأَوّل لأَن
المودّة في القربى ليست بأَجر وأَنشد الفراء في التمني وددتُ ودادة لو أَن حظي قال
وأَختارُ في معنى التمني وَدِدْت قال وسمعت وَدَدْتُ بالفتح وهي قليلة قال وسواء
قلت وَدِدْتُ أَو وَدَدْتُ المستقبل منهما أَوَدُّ ويَوَدُّ وتَوَدُّ لا غير قال
أَبو منصور وأَنكر البصريون ودَدْتُ قال وهو لحن عندهم وقال الزجاج قد علمنا أَن
الكسائي لم يحك ودَدْت إِلا وقد سمعه ولكنه سمعه ممن لا يكون حجة وقرئ سيجعل لهم
الرحمنُ وُدّاً ووَدّاً قال الفراء وُدًّا في صدور المؤمنين قال قاله بعض المفسرين
ابن الأَنباري الوَدُودُ في أَسماءِ الله عز وجل المحبُّ لعباده من قولك وَدِدْت
الرجل أَوَدّه ودّاً ووِداداً وَوَداداً قال ابن الأَثير الودود في أَسماءِ الله
تعالى فَعُولٌ بمعنى مَفْعُول من الودّ المحبة يقال وددت الرجل إِذا أَحببته فالله
تعالى مَوْدُود أَي مَحْبوب في قلوب أَوليائه قال أَو هو فَعُول بمعنى فاعل أَي
يُحبّ عباده الصالحين بمعنى يَرْضى عنهم وفي حديث ابن عمر أَنّ أَبا هذا كان
وُدًّا لعمر هو على حذف المضاف تقديره كان ذا وُدّ لعمر أَي صديقاً وإِن كانت
الواو مكسورة فلا يحتاج إِلى حذف فإِن الوِدّ بالكسر الصديق وفي حديث الحسن فإِنْ
وافَق قول عملاً فآخِه وأَوْدِدْه أَي أَحْبِبْه وصادِقْه فأَظهر الإِدغام للأَمر
على لغة الحجاز وفي الحديث عليكم بتعلم العربية فإِنها تدل على المُروءةِ وتزيد في
الموَدّةِ يريد مَوَدَّةَ المشاكلة ورجل وُدٌّ ومِوَدّ وَوَدُودٌ والأُنثى وَدُودٌ
أَيضاً والوَدُودُ المُحِبُّ ابن الأَعرابي الموَدَّةُ الكتاب قال الله تعالى
تُلْقُون إِليهم بالموَدَّةِ أَي بالكُتُب وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي
وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ خَيْفانةً جَمُومَ الجِراءِ وَقاحاً وَدُوداً قال ابن سيده
معنى قوله وَدُوداً أَنها باذلةٌ ما عندها من الجَرْي لا يصح قوله ودُوداً إِلا
على ذلك لأَن الخيل بهائمُ والبهائم لا ودَّ لها في غير نوعها وتوَدَّدَ إِليه
تحبب وتوَدَّده اجْتَلَبَ ودَّه عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقولُ توَدَّدْني إِذا
ما لَقِيتَني بِرِفْقٍ ومَعْروفٍ مِن القَوْلِ ناصِعِ وفلان وُدُّكَ ووِدُّكَ
وَوَدُّكَ بالفتح الأَخيرة عن ابن جني ووَديدُك وقوم وُدٌّ ووِدادٌ وأَوِدَّاءُ
وأَوْدادٌ وأَودٌّ بفتح الهمزة وكسر الواو وَأَوُدٌّ قال النابغة إِني كأَني أَرَى
النُّعْمانَ خَبَّرَه بعضُ الأَوُدّ حَديثاً غيرَ مَكْذوبِ قال وذهب أَبو عثمان
إِلى أَن أَوُدّاً جمع دَلَّ على واحده أَي أَنه لا واحد له قال ورواه بعضهم بعضُ
الأَوَدّ بفتح الواو قال يريد الذي هو أَشدُّ وُدًّا قال أَبو علي أَراد
الأَوَدِّين الجماعة الجوهري ورجال وُدَداءُ يستوي فيه المذكر والمؤنث لكونه وصفاً
داخلاً على وصف للمبالغة التهذيب والوَدُّ صَنَم كان لقوم نوح ثم صار لِكلب وكان
بِدُومةِ الجندل وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ ومنه سمي
عَبدُ وُدٍّ ومنه سمي أُدُّ بنُ طابخة وأُدَد جد مَعَدِّ بن عدنانَ وقال الفراء
قرأَ أَهل المدينة ولا تَذَرُنَّ وُدًّا بضم الواو قال أَبو منصور أَكثر القرَّاء
قرؤوا وَدًّا منهم أَبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب
الحضرمي وقرأَ نافع وُدًّا بضم الواو ابن سيده وَوَدٌّ وَوُدٌّ صنم وحكاه ابن دريد
مفتوحاً لا غير وقالوا عبد وُدّ يعنونه به وَوُدٌّ لغة في أُدّ وهو وُدُّ بن طابخة
التهذيب الوَدّ بالفتح الصنَمُ وأَنشد بِوَدِّكِ ما قَوْمي على ما تَرَكْتِهِمْ
سُلَيْمَى إِذا هَبَّتْ شَمالٌ وَريحُها أَراد بِوَدّكِ
( * قوله « أراد بودّك إلخ » كذا بالأصل ) فمن رواه بِوَدّكِ أَراد بحق صنمكِ
عليكِ ومن ضم أَراد بالمَوَدّة بيني وبينكِ ومعنى البيت أَيّ شيء وجَدْتِ قومي يا
سليمى على تركِكِ إِياهم أَي قد رَضِيتُ بقولك وإِن كنت تاركة لهم فاصدُقي وقولي
الحق قال ويجوز أَن يكون المعنى أَيّ شيء قومي فاصدقي فقد رضيت قولك وإِن كنت
تاركة لقومي ووَدّانُ وادٍ معروف قال نصيب قِفُوا خَبِّرُوني عن سُلَيْمَانَ
إِنَّني لِمَعْرُوفِه من أَهلِ وَدّانَ طالِبُ وَوَدٌّ جبل معروف الجوهري والوَد
في قول امرئ القيس تُظْهِرُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ وتُوارِيهِ إِذا ما
تَعْتَكِرْ
( * قوله « تعتكر » يروى أيضاً تشتكر )
قال ابن دريد هو اسم جبل ابن سيده وغيره والوَدُّ الوَتِدُ بلغة تميم فإِذا زادوا
الياء قالوا وتيدٌ قال ابن سيده زعم ابن دريد أَنها لغة تميمية قال لا أَدري هل
أَراد أَنه لا يغيرها هذا التغيير إِلا بنو تميم أَم هي لغة لتميم غير مغيرة عن
وتد الجوهري الوَدُّ بالفتح الوَتِدُ في لغة أَهل نجد كأَنهم سكَّنوا التاء
فأَدغموها في الدال ومَوَدّةُ اسم امرأَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد مَوَدّةُ تَهْوى
عُمْرَ شَيْخٍ يَسُرُّه لها الموتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لو أَنَّها تَدْري يَخافُ
عليها جَفْوةَ الناسِ بَعْدَه ولا خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ وقيل
إِنها سميت بالموَدّة التي هي المَحبة