الجِلَّوْذُ كَعِجَّوْلٍ أَي بكسر فتشديد مع سكون الواو : الغَلِيظُ الشديدُ . والجِلْذَاءُ بالكسرِ والمدّ : الأَرْضُ الغَليظَةُ كجِلْذَانٍ وجِلْحَاظٍ وجِلْظَاءٍ كقله الصاغانيّ والقِطْعَةُ بهاءٍ أَي جِلْذَاءَةٌ قال شيخنا : وإِنما عَدلض عن اصطلاحه ولم يَقُلْ وهي بهاءٍ لأَنها ليست أُنْثَاها وإِنما أَخصُّ منها . وفي المحكم : والجِلْذاءُ : اسمُ الحِجارة وقيل : هو ما صَلُب من الأَرض والجمع جِلْذَاءٌ وجَلاَذِي هذه مطردةٌ وفي التهذيب : الجِلْذَاءُ : الأَرْضُ الغليظةُ وجَمْعُها جلاذِي وهي الحِزْباءَةُ . وجِلْذَانُ بالكسر : حِمًى قُرْبَ الطائفِ لَيِّنٌ مُسْتَوٍ كالرَّاحةِ يَضْرب المثَلُ بِلِينه وسُهولَته فيقولون : أَسْهَلُ مِنْ جِلْذَانَ . وفي معجم أَبي عُبيد : جِلْذَانُ : بلَدٌ يَسكُنه بنو نَصْرٍ قريبٌ من الطائف بين لِيَّةَ وبَسْلٍ به هَضْبَةٌ سَوْدَاءُ يقال لها تَبَعَةُ فيها نُقَبٌ كل نَقْبٍ قَدْرُ ساعةٍ كان يُلْتَقَطُ فيه السُّيُوُفُ العاديَّةُ والخَرَزُ يَزعمون أَن فيها قُبُوراً لِعَادٍ وكانوا يُعَظِّمُون ذلك الجَبَل والجُلْذِيُّ بالضمِّ من الإِبل : الشَّديدُ الغليظُ وفي المحكم : والجُلْذِيُّ : الحَجَرُ وناقةٌ جُلْذِيَّةٌ : قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ والذَّكَر جُلْذِيٌّ مشتقٌّ من ذلك قال أَبو زَيد : لم يَعرِفه البصريُّون في ذُكورِ الإِبل ولا في الرِّجال . وفي التهذيب : والجُلْذِيَّةُ : المكانُ الخَشِنُ الغليظُ من القُفِّ ليس بالمرْتَفِع جِدًّا يُقَطِّع أَخْفَافَ الإِبل وقلَّما يَنْقَادُ ولا يُنْبِت شيئاً والجُلْذِيَّةُ مِن الفَرَاسِنٍ : ناقةٌ جُلْذِيَّةٌ : صُلْبَةٌ شديدَةٌ وأَيضاً : الغليظَةُ الشَّدِيدَة شَبِّهَت بِجِلْذَاءَةِ الأَرْضِ وهي النَّشزُ الغليظةُ قلت : فإِذاً هو من المجاز . الجُلْذِيُّ : الصَّانِعُ ذكره الأَزهريّ . الجُلْذِيُّ : خَادِمُ البِيعَةِ لِغِلَظه كذا في التهذيب . الجُلْذِيُ : السَّيْرُ السرِيعُ . في المحكم : وقَرَبٌ جَلْذِيٌّ : شَدِيدٌ وقوله :
" لَتَقْرَبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا زَعَم الفارسيُّ أَنه يَجوز أَن يكون صِفَةً للقَرَبِ وأَن يكون اسْماً للناقَةِ على أَنه تَرْخِيمُ جُلْذِيَّةٍ مُسَمًّى بها أَو جُلْذِيَّة صِفَةٌ . وفي التهذيب : الجُلْذِيُّ : الشديدُ من السَّيْرِ قال العَجَّاجُ يَصِفُ فَلاَةً :
" الخِمْسُ والخِمْسُ بِهَا جُلْذِيُّ
أَي سير خمْس بها شَدِيدٌ . وسَيْرٌ جُلْذِيٌّ وخِمْسٌ جُلْذِيٌّ : شديدٌ . الجُلْذِيُّ : الرُّهْبَانُ هكذا في النُّسخ ولم أَجِدْه في دَواوين اللُّغَة ولعلَّه أَخذه من بيتِ ابنِ مُقْبِلٍ الآتي ذِكْرُه والأَولَى أَن يكون : الجُلْذِيُّ الراهبُ لكَوْنِه مفْرداً كالجلاَذِيِّ بالضمّ في الكُلِّ مَجَاز في الصانع والخادِم والراهِب لغلظهم تَشيبهاً لهم بالحَجَر أَو الأَرضِ الغَلِيظَة وجَمعه الجَلاَذِيُّ بالفَتْحِ وقال ابنُ مقْبِلٍ :
صَوْتُ النَّواقِيسِ فِيه مَا يُفَرِّطُه ... أَيْدِي الجَلاَذِيِّ جَونٌ ما يُغَضِّينَا أَراد بهم الصُّنَّاعَ أَو خَدَم البِيعَةِ وفسّره بعضُهم فقال : هي جَمْعُ جُلْذِيَّة وهي النَّاقَة الصُّلْبَة . والجُلْذُ بِالضَّمّ ومنهم من ضَبطه بالفتح وبعضهم ككَتِفٍ ونقل الأَخِيرَ السَّيوطِيُّ عن ابنِ سيده في كتاب الحيوان ولَيْسَ بِتصحيف الخُلْدِ بالخَاءِ المعجمة كما زعمَه بعضٌ وصوَّب جَماعةٌ أَنه بالوجهَين كما قاله المُصنِّف تَبعاً لابن سيده وأَغفلَه الدَّمِيرِيّ ومَن تبعه قاله شيخُنا . قلْت : إِن كان يُريد بمن تبعه السيوطيَّ وهو الظاهر فالأَمر بخلاف ذلك فإِن السيوطيّ لم يَغَفَلْ عنه بل ذَكَره في ديوان الحيوان في آخر مادة خلد ونَقَل الكلامَ والاختلاف : الفَاْرُ الأَعْمَى مَنَاجِذُ على غيرِ واحِدِه كما قالوا خَلِفَة والجمع مَخاضٌ كذا في المحكم وقال في نجذ : والمَنَاجِذُ : الفأْر العُمْيُ واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخاض من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَة ورُبَّ شيْءٍ هكذا قال أَبو الثناءِ محمود : كذا قال : الفأْر ثم قال : العُمْي يَذهب بالفأْر إِلى الجِنْس . والاجْلِوَّاذُ والاجْلِيوَاذُ والاخْرِوَّاطُ أَيضاً : المَضَاءُ والسُّرْعةُ في السَّيْرِ قال سيبويهِ : لا يُستعمَل إِلاَّ مَزيداً . الاجْلِوَّاذُ : ذَهابُ المَطَرِ في التهذيب : واجْرَهَدَّ في السَّيْرِ واجْلُوَّذَ إِذا أَسرَعَ ومنه : اجْلَوَّذَ المَطَرُ إِذا ذَهَب وقَلَّ . وقرأْتُ في كِتَاب بُغية الآمال لأَبي جَعفرٍ اللَّبْلِيّ ما نَصَّه :
" بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى اللهُ بَلْدَتَناوقَدْ عَدِمْنَا الحَيَا وَاجْلَوَّذَ المَطَرُ وفي المحكم : واجْلَوَّذَ الليلُ : ذَهَبَ قال :
أَلاَ حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا ... حَبِيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْهُ الأَذَى
ويَا حَبَّذَا بَرْدُ أَنْيَابِهِ ... إِذَا أَظْلَمَ الليْلُ واجْلَوَّذَا ونقلَ شيخُنَا عن المُبرّد في الكامل للمنتشرِ بنِ وَهْبٍ الباهليّ :
" لا تُنْكِرُ البَازِلُ الكَوْمَاءُ ضَرْبَتَهبِالمَشْرَفِيِّ إِذَا مَا اجْلَوَّذَ السَّفَرُ قال : أجْلَوَّذَ : امتَدَّ . قال : وأَنشدني الزِّيادِيُّ لرجُلٍ من أَهل الحِجَازِ أَحسبه ابنَ أَبي رَبيعة :
" أَلاَ حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا إِلخ . ثم قال : ولم يَذْكُر المصنِّف في معاني الاجْلِوَّاذِ الامتدادَ الذي ذكرَه المُبّرد ولا يَكاد يُؤْخَذ من كلامه قلت : ربّمَا يُؤْخَذُ الامتدادُ مِن الذَّهابِ أَخْذاً بالمَفْهُومِ من معنَى المضاءِ بأَدْنَى عِنَايَة ونَوْعِ تأَمُّلٍ كما لا يُخْفَى ثم رأَيت في اللسان مانَصُّه : وفي حديث رَقِيقَةَ : واجْلَوَّذ المَطَرُ أَي امتَدَّ وقْتُ تأْخُّرِه وانْقِطاعِه
ومما يستدرك عليه : الجُلْذِيُّ : الحجَزُ : صَرَّحَ به ابنُ سِيده وذكرَه الصاحبُ بن عبَّاد في كتاب الأَحجار . وإِنه لَيُجْلَذُ بكُلِّ خَيْرٍ أَي يُظَنُّ به وقد مرّ في الدال
ونَبْتٌ مُجْلَوِّذ إِذا لم يَتمكَّن منه السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبلُ