القَيْدُ م أَي معروف ج أَقْيَادٌ وقُيُودٌ . وتقول : ظُوهِرَتْ عَلَيْهِ القُيُودُ والأَقْيَادُ القيد : ماضَمَّ العَضُدَيْنِ وفي بعض الأُمّهات : العَضُدَتَيْنِ مِنَ المُؤَخَّرَتَيْنِ وفي بعض النّسخ بإِسقاطِ من أَي من أَعلاهما مِن القِدِّ . القَيْدُ : قِدٌّ بالكسر يَضُمُّ عَرْقُوَتَيِ القَتَبِ . قَيْدٌ : فَرَسٌ كان لبني تَغْلِبَ بنِ وائل القبيلة المشهورة وهذا عن الأَصمعيّ ونقله الجوهريّ . والقَيْدُ من السَّيْف : ذاك المَمْدُودُ في أُصولِ الحَمَائِلِ تُمْسِكُه البَكَرَاتُ محرَّكةً . وقَيْدُ الأَسْنَانِ : اللِّثَةُ قال الشاعر :
لِمُرْتَجَّةِ الأَطْرَافِ هيفٍ خُصورُهَا ... عِذَابٍ ثَنَايَاهَا عِجَافٍ قُيُودُهَا يعني اللِّثَاتِ وقلَّةَ لَحْمِهَا وقال ابن سِيده : وقُيُودُ الأَسْنَان : عُمُورُهَا وهي الشُّرُفُ السَّابِلَةُ بين الأَسنانِ شُبِّهَتْ بالقُيُودِ الحُمْرِ مِن سِمَات الإِبل وَقَيْدُ الفَرَسِ : سِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ علَى صُورَة القَيْدِ كذا في الصّحاح وأَنشد الأَحمرُ :
كُومٌ عَلَى أَعْنَاقِهَا قَيْدُ الفَرَسْ ... تَنْجُو إِذا اللَّيْلُ تَدَانَى وَالْتَبَسْ وفي الحديث أَنه أَمر أَوْسَ بنَ عبد الله الأَسْلَمِيَّ أَن يَسِمَ إِبلَه في أَعْنَاقهَا قَيْدَ الفَرس وصُورَتُها حَلْقَتَانِ بينهما مَدَّةٌ كذا في النهاية وقال ابنُ سيده : القَيْدُ : من سِمَاتِ الإِبلِ وَسْمٌ مُستطيلٌ مِثلُ القَيْدِ في عُنُقِه ووَجْهِه وفَخذِه عن ابن حَبِيب من تَذكرة أَبي عَلِيٍّ . من المَجاز يُقال للفَرسِ : قَيْدُ الأَوَابِدِ أَي لأَنَّه يَلْحَق الوُحوشَ بِسُرْعَتِه والأَوَابِدُ : الحُمُرُ الوَحْشِيَّة قال سيبويهِ : هو نَكِرَة وإِن كان بِلَفْظِ المَعْرِفة وأَنشد قَولُ امرِىء القَيْسِ :
وقَدء أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا ... بمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ وأَنشد له أَيضاً : بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ لاَحَهُ طِرَادُ الهَوَادِي كلَّ شأْو مُغَرِّبِ قال ابنُ جنّى : أَصلُه تَقْيِيدُ الأَوَابدِ ثم حذف زِيَادَتَيه فجاءَ على الفِعْلِ وإِن شئت قُلْتَ وَصْفٌ بالجَوْهِر لما فيه من معنى الفِعْل نحو قوله :
فَلَوْلاَ اللهُ والمُهْرُ المُفْدَّى ... لَرُحْتَ وأَنْتَ غِرْبَالُ الإهَابِ وضَعَ غِرْبَال مَوْضِع المُخَرَّق في التهذيب : يقال للفَرسِ الجَوَاد الذي يَلْحَق الطرائدَ من الوَحش : قَيْدُ الأَوَابِد معناه أَنه يَلْحَقُ الوَحْشَ لِجُوْدَته ويَمْنَعُه مِن الفَوَاتِ بسُرْعَتِه فكأَنَّها مُقَيَّدة له لاَ تَعْدُو . القَيْد : المِقْدَارُ كالقَادِ والقِيد بالكسر . وقِيدَ قَيْداً بالكسر مبنياً للمجهول قُيِّدَ تَقييداً وقد قَيَّدَه وقَيَّدْت الدَّابَّةَ . يقال : فَرَسٌ عَبْلُ المُقَيَّدِ طَوِيل المُقَلَّد المُقَيَّد كمُعَظَّم : مَوْضِع القَيْدِ مِن رِجْلِ الفَرَسِ المُقَيَّدُ : مَوْضعُ الخَلْخَالِ مِن المرأَةِ . المُقَيَّدُ : ما قُيِّدَ مِن بعيرٍ ونَحْوِه مَقَايِيدُ وهؤلاءِ أَجْمَالٌ مَقَايِيدُ أَي مُقَيَّدَاتٌ . قال ابنُ سِيدَه إِبِلٌ مَقايِيدٌ : مُقَيَّدَةٌ . حكاه يعقوب وليس بشيْءٍ لأَنّه إِذا ثَبَتَتْ مُقَيَّدَةٌ فقَد ثَبَتَتْ مَقَايِيدُ . في حديث قَيْلَةَ الدَّهْنَاءُ مُقَيَّدُ الجَمَلِ أَي أَنَّهَا مُخْصبَةٌ مُمْرِعَةٌ والجَمَلُ لايَتَعَدَّى مَرْتَعَه والمُقَيَّد هنا المَوْضعُ الذي يُقَيَّدُ فيه الجَمَلُ ويُخْلَّى أَي أَنه مَكانٌ يَكون الجَمَلُ فيه ذا قَيْدِ . القَيِّدُ ككَيِّسِ : مَنْ سَاهَلَكَ إِذا قُدْتَه قال :
وشَاعِرِ قَوْمٍ قَدْ حَسَمْتُ خِصَاءَهُ ... وكَانَ لَهُ قَبْلَ الخِصَاءِ كَتِيتُ
أَشَمَّ خَبُوطٍ بِالفَرَاسنِ مُصْعَبٍ ... فَأَصْبَحَ منِّي قَيِّداً تَرَبُوتُ القِيَادُ ككِتَابٍ : حُبْلٌ يُقادُ به الدابَّةُ وقد تقدَّمَ . والتَّقْيِيدُ : التَّأْخِيذُ وهو مُجَازٌ وقالت امرأَةٌ لعائشةَ رضي الله عنها : أَأُقَيِّدُ جَمَلِي ؟ أَرادت بذلك تَأْخِيذَها إِيَّاهُ من النساءِ سِوَاهَا . فقالت لها عائشةُ بعد ما فَهِمَتْ مُرَادَها : وَجْهِي من وَجْهِك حَرامٌ . كذا في التكملة . قال ابنُ الأَثير : أَرادَتْ أَنها تَعْمَل لِزَوْجِهَا شيئاً يَمْنَعُهُ عن غيرِهَا من النساءِ فكأَنَّهَا تَرْبِطُه وتُقَيِّدُه عن إِتيانِ غَيْرِهَا . عن ابن بُزُرْج تُقَيِّدُ : كمُضَارِعِ قَيَّدْتَ : أَرْضٌ حَمِيضَةٌ سُمِّيتْ لأَنَّها تُقَيِّد ما كان بها من الإِبل تَرْتَعيهَا لِكَثْرَةِ حَمْضِهَا وخُلَّتِهَا . من المجاز تَقْيِيدُ الكتَابِ : شَكْلُه وتَقْيِيدُ العِلْمِ بالكتابِ ضَبْطُه وكِتابٌ مُقَيَّدٌ : مَشْكُولٌ وما على هذا الحَرْفِ قَيْدٌ : شَكْلَةٌ . ومُقَيَّدَةُ الخِمَارِ : الحُرَّةُ : هكذا في سائر النسخ بكسر الخاءِ المعجمة والمعنى أَنّ الخِمَار قَيْدٌ لها والذي في لسان العرب بِكَسْر الحاءِ المُهْمَلَة وقال لأَنَّهَا تَعْقِلُه فكأَنَّها قَيْدٌ له
وبنو مُقَيِّدَةَ : العَقَارِبُ كذا في سائر النُّسخ الموجودة والذي في اللسان : وبنو مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ : العَقارِبُ وقال بعد إِنشاد قول الشاعر :لَعَمْرُك مَا خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ ... سُيُوفَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ
ولكِنِّي خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ ... سُيُوفَ القَوْمِ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ عَنَى بِبَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ العَقَارِبَ لأَنَّها هناكَ تكون . قلت : وهو أَقربُ إِلى الصَّوابِ وقد ذُهِبَ على المصنِّف سَهْواً والله أَعلم . في الحديث قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ أَي أَنّ الإِيمان يَمنَعُ من الفَتْكِ بالمُؤْمِنِ كما يَمْنَعُ ذا العَيْث مِن الفَسَادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ به . وفي عبارة ابنِ الأَثير : كما يَمْنَعُ القَيْدُ عن التَّصَرُّف فكأَنّه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً . قلت : فهو مَجاز . والقِيدُ بالكَسْر : القَدْرُ كالقَادِ والقَيْدِ وقد تقدَّم شاهِدُه في الحديث . ومما يستدرك عليه : القَيْدُ : كِنايَةٌ عن المرأَةِ كالغُلّ . وقَيْدُ الرَّحْل : قِدٌّ مَضفورٌ بين حِنْوَيْهِ من فَوْق رُبَّمَا جُعِل للسَّرْجِ قَيْدٌ كذلك وكذلك كُلُّ شيْءٍ أُسِرَ بعضُه إِلى بَعْضٍ وتَقييد الخَطِّ : ضَبْطُه وإِعجامُه وشَكْلُه . والمُقَيَّدُ مِن الشِّعْر خِلافُ المُطْلَق قال الأَخْفَش : المُقَيَّدُ على وَجْهَيْنِ : إِما مُقَيَّدٌ قد تَمَّ نحو قوله :
" وقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْ قال : فإِن زِدْتَ فيه حَرَكَةً كان فَضْلاً على البَيْت وإِمَّا مُقَيَّد قَدْ مُدَّ عَلَى ما هُو أَقْصَرُ مِنْه نحو فَعُولْ في آخرِ المُتَقَارِب مُدَّ عَنْ فَعُلْ فَزِيَادَتُه على فَعُل عِوَضٌ له من الوَصْلِ . والقَيِّدَة : التي يُسْتَتَر بها مِن الرَّمِيَّة حكاه ابنُ سيدَه عن ثعلبٍ . وابنُ قَيْدٍ : من رُجَّازِهم عن ابن الأَعرابيّ . والقِيد بالكسر : السَّوْطُ المُتَّخَذِ مِن الجِلْدِ وهذا الأَخير من شَرْح شَيْخنا . ومن المَجاز : نَاقَةٌ شكله مُقَيَّدة أَي كَالَّةٌ لا تَنْبَعِثُ . وقَيَّدَها الكَلاَلُ . وقَيَّدُه بالإِحْسانِ . وتَقُول : إِن قُيُودَ الأَيَاد أَوْثَقُ الأَقْيَادِ كما في الأَساس . وقَيْدٌ الفَزارِيُّ والدُ أَبي صالحٍ مَسعودِ الشاعِر اسمُه عُثْمَانُ
فصل الكاف مع الدال المهملة
القَوْدُ : نَقِيدُ السَّوْقِ يَقود الدَّابّة مِن أَمامها ويَسوقها من خَلْفِها فهو أَي القَوْدُ مِن أَمَامٍ وذاك أَي السُّوْقُ مِنْ خَلْفٍ كالقِيَادَةِ بالكسر والمَقَادَةِ بالفتح والقَيْدُودَةِ . وقد مَرَّ الكلامُ فيه في حاد وقدّ وسيأْتي في طار وكان إِن شاءَ الله تعالى والتَّقْوَادِ بالفتح قال حَسّانُ ابن ثابت :
واللهِ لَولاَ مَا أَصابَ نُسُورَهَا ... بِجُنُوبِ سَايَةَ أَمْسِ بالتَّقْوَادِ
سَايَةُ : وادٍ قُرْبَ قُدَيدٍ . والاقْتِيَادِ والتَّقْوِيدِ . قُدْتُ الفَرَس وغيرَه أَقُودُه قَوْداً وقادَ البعيرَ واقْتَادَه : واقْتَادَه : جَرَّه خَلْفَه . وفي حديث الصلاة : اقْتَادُوا رَوَاحِلَهُم والاقتيادُ والقَوْدُ واحدٌ واقْتَادَه وقَادَه بمعنًى وقَوَّده شُدِّدَ للكثرةِ . ففي الأَساس : قَوَّدَ فَرَسَه : أَكْثَرَ قِيَادَه وإِذَا نَزَلْتَ عَن فَرسِك فَقَوِّدْهُ . القَوْدُ : الخَيْلُ أَو جَماعةٌ من الخيْلِ يقال : مَرَّ بنا قَوْدٌ مِن خَيْلٍ أَو التي تُقَادُ بِمَقَاوِدِهَا ولا تُرْكَب . وتكونُ مُودَعَةً مُعَدَّةً لوقْتِ الحَاجَة إِليها يقال : هذه الخيلُ قَوْدُ فُلانٍ القائِد . والدَّابَّةُ مَقُودَةٌ ومَقْوُودَةٌ بالإِعلال وبغيره والأخيرة نادِرة وهي تَمِيميّة . واقْتَادَها فاقْتَادَتْ واستقَادَتْ الأَخيرةُ من الأَساس . ورَجُلٌ قائِدٌ مِن قُوَّدٍ وقُوَّادٍ وقَادَة وفي اللسان : جمع قائدِ الخيلِ قَادَةٌ وقُوَّادٌ وهو قائدٌ بَيِّنُ القِيَادَةِ وهو من قُوَّادِ الخَيْلِ واستعمَل أَبو حنيفَة القِيَادَ في اليَعَاسِيبِ فقال في صِفاتِهَا : وهي مُلُوك النَّحْل وقَادَتُها . وفي حديث عَلِيٍّ قُرَيْشٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ أَي يَقُودون الجُيُوشَ ورُوِيَ أَن قُصَيًّا قَسَمَ مَكَارِمَه فَأَعْطَى قَوْدَ الجُيُوشِ عَبْدَ مَنَافٍ ثم وَلِيهَا عَبْدُ شَمْسٍ ثم أُمَيَّةُ ثم حَرْبٌ ثم أَبو سُفيانَ . وَأَقَادَه خَيْلاً : أَعطاهُ لِيَقُودَهَا وكذا أَقادَه مالاً . أَقادَ القاتِلَ بالقَتِيلِ : قَتَلَه به يُقِيده إِقادَةً . من المَجاز : أَقادَ الغَيْثُ إِذا اتَّسَعَ فهو مُقِيدٌ وقد قَادَتْه الرّيحُ قال تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ يصف الغَيْثَ :
سَفَاهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا بَخِيلَةً ... أَغَرُّ سِمَاكِيٌّ أَقَادَ واَمْطَرَا قيل في تفسِيرِ أَقادَ اتَّسَعَ وقيل : أَقادَ : صارَ له قائدٌ مِن السحابِ بيْن يَديْهِ كما قال ابنُ مُقْبِلٍ أَيضاً :
لَهُ قَائدٌ دُهْمُ الرَّبَابِ وخَلْفَه ... رَوَايَا يُبْجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرَا من المَجاز أَقَادَ فُلانٌ إِذا تَقَدَّمَ وهو ممّا ذُكِر كأَنّه أَعْطَى مَقَادَتَه الأَرْضَ فأَخَذَتْ منها حَاجَتَها . والمِقْوَدُ بالكسر : مايُقَادُ به كالقِيادِ بالكسر أَيْضاً وفي الصّحاح : المِقْوَدُ : الحَبْلُ يُشَدُّ في الزِّمام أَو اللِّجَامِ تُقَادُ به الدَّابَّةُ . والمِقْوَدُ : خَيْطٌ أَو سَيْرٌ يُجْعَل في عُنُق الكَلْبِ أَو الدَّابَّةِ يُقَادُ بِه . وأَعْطَاهُ مَقَادَتَه : أنْقَادَ له . والانْقِيَاد : الخُضوعُ تقول : قُدْتُه فانْقَادَ واسْتَقَادَ لي إِذا أَعطاكَ مَقَادَتَه . وفَرَسٌ وبَعِيرٌ قَؤُودٌ كصَبُور وقَيِّدٌ وقَيْدٌ كمَيِّتٍ ومَيْت كذلك فرسٌ أَقْوَدُ أَي سَلِسٌ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ والاسمُ من ذلك كلِّه القِيَادَةُ ويقال : اجْعَلْ في أَوِّل قِطَارِك بَعيراً قَيِّداً . وقال الكسائيُّ : فرسٌ قَوُودٌ بلا هَمزٍ : الذي يَنْقَادُ والبعيرُ مثلُه . وجَعَلْتُه مَقَادَ المُهْر أَي عن وفي بعض الأُمّهات : على اليَمِينِ لأَن المُهْرَ أَكثرُ ما يُقَادُ عَلَى اليمين قال ذو الرُّمَّة :
وقَدْ جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عَنْ يَمِينٍ ... مَقَادَ المُهْرِ وَاعْتَسَفُوا الرِّمَالاَوالقائدُ مِن الجَبَلِ : أَنْفُه وكُلُّ مُسْتَطِيلٍ مِنْ أَرضٍ أَو جَبَلٍ على وَجْه الأَرْضِ قائِدٌ وهو مَجاز . وفي التهذيب : القِيادَةُ مصدرُ القائِدِ وكُلُّ شيْءٍ مِن حَبْلِ أَو مُسَنَّاةٍ كان مُستطيلاً على وَجْهِ الأَرض فهو قائدٌ . القائد : أَعْظَمُ فُلْجَانِ الحَرْثِ قال ابن سِيده : وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثرُ من الياءِ فيه القائد : الأَوَّلُ مِن بَنَاتِ نَعْشٍ الصُّغْرَى وهي من الكواكب الشَّامِيّة وهي أَقربُ مَشاهِيرِ الكَوَاكبِ من القُطْبِ الشَّمَاليِّ وعَدَدُ كَواكِبها سَبْعَةٌ على شِبْهِ بَنَاتِ نَعْشٍ الكُبْرَى إِلا أَنها أَصغَرُ قَدْراً وأَلْطَفُ نُجوماً فمن الأَربعَةِ الفَرْقَدان وهما المُتَقَدِّمانِ المُضيئانِ بينهما قَدْرُ ذِرَاعٍ والآخرَانِ اللَّذَانِ ورَاءَهما خَفِيَّانِ . ومن البَنَاتِ الجَدْيُ وهو المُضيءُ الذي في آخرِهَا الاثنانِ الآخرانِ خَفِيَّانِ وإِنَّمَا يُعْرَف الجَدْيُ بالفَرْقَدَيْنِ هذا هو المعروفُ عند أَئمّةِ الفَلَكِ والذي ذهبَ إِليه المُصَنّف أَنَّ الأَوَّل من البنات الذي هُوَ آخِرُهَا قائِدٌ والثَّاني عَنَاقُن فإِنما هو في بناتِ نَعْشٍ الكُبْرَى وهي في جانبٍ من الصُّغْرَى وعدَدُ نُجومها سَبْعَةٌ مُضيئةٌ أَربعةٌ منها النعْشُ وثلاثَةٌ البَناتُ . وهي التي ذكرت آنِفاً ثم قال وإِلى جَانِبِه قائدٌ صَغيرٌ وثانيه عَنَاقٌ بالفتح وإِلى جَانِبه الصَّيْدَقُ وهو كوكبٌ خَفِيٌّ في وَسط البناتِ وهو السُّهَى ويقال له نَعْشٌ أَيضاً والثالثُ الحَوَرُ وهو يلي النَّعْشَ ويقال : القوائد من الشاميّة عن يسار النَّسْرِ الواقعِ فيما بينه وبين بَناتِ نَعْشٍ وهنّ أَربعةُ كواكِبَ على تَربِيعٍ مُختَلِف وفيها تَفَاوُتٌ وفي الوَسَط نجم خَفِيٌّ شبيه باللَّطْخَةِ ويُسَمَّى الرُّبَعَ شُبِّهْنَ بأَيْنُقِ مع رُبَعٍ . والقَيَادِيدُ : الطِّوَالُ من الأُتُنِ وغيرِها الواحِدَةُ قَيْدُودٌ وفَرسٌ قَيْدُودٌ : طويلةُ العُنقِ في انْحِنَاءٍ قال ابنُ سِيدَه : ولا يُوصَف به المُذَكَّر وأَنشد لذي الرُّمَّة :
رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمْلٍ وَسَقَتْ ... لَه الفَرَائِشُ والقُبُّ القَيَادِيدُ وهي الأُتُن قال شيخنا : وفي أَبنية ابنِ القطَّاع : فَرَسٌ قَيْدُودٌ : سَهْلُ القِيَادِ أَصلها قَيْوَدُودٌ على فَيْعَلُول لأَنه من قَادَ يقود وهذا مَذهب البصريّينَ وأَما الكوفيّون فوزنْه عندهم فَعْلُول الياءُ مُبْدَلةٌ من الواو . قلت : وقد تقدّم شْيءٌ من هذا في قدّ وسيأْتي في طار إِن شاءَ الله تعالى . والقِيدُ بالكسر والقَادُ : القَدْرُ تقول هي مِني قِيدَ رُمْحٍ وقَادَ رُمْحٍ أَي قَدْرَه وفي حديث الصلاةِ حينَ مَالتِ الشمْسُ قِيدَ الشِّرَاكِ وأَراد به الوقْتَ الذي لا يَجوز لأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمه في صَلاَةِ الظُّهْرِ يَعنِي فوق ظِلِّ الزَّوالِ فَقَدَّرَه بالشِّرَاكِ لدِقَّتِه وهو أَقلُّ ما تَبِينُ به زِيادَةُ الظِّلِّ حتّى يُعْرَف مِنه مَيْلُ الشمْسِ عن وَسَط السماءِ وفي الحديث رِواية أُخرى حتَّى تَرْتَفِع الشمسُ قِيدَ رُمْح وفي حديثٍ آخرٍ لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم مِن الجَنَّةِ أَوْ قِيدُ سَوْطِه خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا ومَا فِيها . والأَقْوَدُ : الطَّوِيلُ العنق والظَّهر من الإِبل والدَّوَابِّ وفَرَسٌ أَقْوَدُ بَيِّنُ القَوَدِ ونَاقَةٌ قَوْدَاءُ وفي قَصِيدِ كَعْبٍ :
" وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ ومنه رَمْلٌ مُنْقَادٌ أَي مُستطِيلٌ . وخَيْلٌ قُبٌّ قُودٌ وقَدْقَوِدَ قَوَداً . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الأَقْوَدُ من الخيْلِ : الطويلُ العنق من الرجال العظيمة والأقود مِن الرِّجال : الشَّديدُ العُنُقِ سُمِّي بذلك لِقِلَّةِ الْتِفَاتِه . من ذلك سُمِّيَ البَخيلُ علَى الزَّادِ أَقْوَد لأَنه لا يَلْتَفِتُ عند الأَكْل لئلاَّ يَرَى إِنْساناً فيَحْتاجُ أَن يَدْعُوَه . ورجُلٌ أَقْوَدُ : لا يَلْتَفِت . الأَقوَدُ : الجَبَلُ الطويلَ في السَّماءِ كالمُقَوَّدِ كمُعَظَّمٍ وضَبطه الصاغانيُّ كمُكْرَمٍ وهو الصواب . في التهذيب : والأَقْوَدُ من الناس : مَنْ إِذا أَقْبَلَ على شَيْءٍ بِوَجْهِه لَمْ يَكَدْ يَنْصَرِفُ عنه وأَنشد :إِنَّ الكَرِيمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَهُ ... وإِنَّ اللَّئِيمَ دَائمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ والقَّوَدُ مُحرَّكَةً : قَتْلُ النَّفْس بالنَّفْسِ شاذٌّ كالحَوَكَةِ والخَوَنَةِ وقد اسْتَقْدْتُه فأَقادني وفي الصحاح هو القِصَاصُ وفي الحديث : مَنْ قَتَلَ عَمْداً فهو قَوَدٌ . والقَوَدُ : طُولُ الظَّهْرِ والعُنُقِ ومنه قالوا : نَاقَةٌ قَوْدَاءُ وجَمَلٌ أَقْوَدُ وقَدْ قَوِدَ قَوَداً كحَوِرَ حَوَراً صحَّ في الفِعْل والصِّفَةِ قال الخليلُ : ناقَةٌ قَوْدَاءُ : طَويلةُ الظَّهْرِ والعُنُقِ وفي الرَّوضِ : نَاقَةٌ قَوْدَاءُ : طويلةُ العُنُقِ . وقيل : هي الطويلةُ بلا قَيْدٍ وهو أَقْوَدُ وهُنُّ قُودٌ وقد تقدَّم قريباً . وانْقَادَ الرجلُ : خَضَعَ وذَلَّ قُدْتُه فانْقَادَ . وانْقَادَ الرَّمْلُ : اسْتطالَ وانْقَادَ الطَّرِيقُ : سَهْلَ واستَقَامَ . من المَجاز انْقَادَ لِي الطَّرِيقُ إِلَيْه : وَضحَ واسْتَبانَ . قال ذُو الرُّمَّة في ماءٍ وَرَدَه :
" تَنَزَّلَ عَنْ زِيزَاءَةِ القُفِّ وَارْتَقَىمِنَ الرَّمْلِ فَانْقَادَتْ إِلَيْهِ المَوَارِدُ قال أَبو منصور : سأَلت الأَصمعيَّ عن معنَى : انْقَادَتْ إِليه الموارد قال : تتابعت إِليه الطُّرُقُ . والقَوْدَاءُ : الثُّنِيَّةُ العَالِية الطويلةُ في السَّماءِ . وقُلَّةٌ قَوْدَاءُ : طَوِيلَةٌ وهو مَجاز . والقَوَّادُ كَكَتَّانٍ : الأَنْفُ حِمْيَرِيَّةٌ أَي لغةُ بني حِمْيَرَ قال رُؤْبة :
" أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّادْ ويقال في تفسيره : مُتَقَدِّمٌ
والأَحْمَرُ بنُ قُوَيْدٍ كزُبَيْرٍ كأَنه تصغير قَوَدٍ أَي معروف . والمَقَادُ بالفتح : جَبَلٌ بالصَّمَّانِ نقلَه الصاغانيّ . والقائِدَةُ : الأَكَمَةُ تَمتَدُّ على وَجْه الأَرْضِ والجَبَلُ أَقْوَدُ وقد تقدّمَ . يقال : قِيدَ الدَّقِيقُ إِذا طُبِخَ وَتَكَتَّلَ تَكَبَّبَ . وذِكر المُصنِّف إِيّاه هنا يدُلّ على أَنه واوِيٌّ من القَوَد فليُراجع . ومما يستدرك عليه : يقال : فلانٌ سَلِسُ القِيَادِ وصَعْبُه وهو على المَثَل أَي يُتَابِعُك على هَواكَ كما في الأَساس وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : فَمَن اللَّهِجُ بالَّلذَّة السَّلِسُ القِيَادِ . وفي حديث السقيفة : فانْطَلَق أَبو بكْرٍ وعُمَرُ يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى أَتَوْهُم . أَي يَذهَبَانِ مُسْرِعَيْنِ كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يَقُودُ الآخَرَ لِسُرْعَته . وقادَت الرِّيحُ السَّحابَ على المَثَلِ . قالت أُمُّ خالدٍ الخَثْعَمِيَّةُ :
لَيْتَ سِمَاكيًّا يَحَارُ رَبَابُه ... يُقَادُ إِلَى أَهْل الغَضَى بِزِمَامِ والقَوَّادُ : المُتَقَدِّم كما تَقَدَّمَ في تفسير قولِ رُؤْبَةَ . والقَوَّادُ الدَّيُّوثُ . وقَادَ على الفاجِرَةِ قِيَادَةً كما في الأَساس . والقائِدَةُ من الإِبل التي تَقَدَّمُ الإِبلَ وتَاْلَفُهَا الأَفْتَاءُ . والقَيَّدَةُ من الإِبل : التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها وهي الدَّرِيئَة وأَصْلُهَا قَيْوِدَة . وحكى ابنُ سيده عن ثعلب هي التي يُسْتَتَرُ بها من الرَّمِيَّة ثم تُرْمَى . ومَرَّ وفُلانٌ يُقَاوِدُه : يُساوِقُه . واستَقادَ الرَّجُلُ : ذَلَّ وخَضَعَ . وظَهْرٌ مِن الأَرْضِ يَقودُ ويَنْقَادُ ويَتقاوَدُ كذا وكذَا مِيلاً . واسْتَقَدْت الإِمامَ مِن القاتِل فَأَقادَني أَي سَأَلْته أَن يُقِيدَ القَاتِلَ بالقَتيلِ . وقال الليث : وإِذا أَتى إِنساٌ إِلى آخَرَ أَمْراً فانْتَقَمَ منه بِمِثْلها قيل : استَقَادَها منه . وهذا مَكانٌ يَقُودُ مِن الأَرْضِ كذا وكذا ويَقْتَادُه أَي يُحاذِيه . ومن المَجاز : اقْتَادَ النَّبْتُ الثَّوْرَ : وَجَدَ رِيحَه فهَجمَ عليه . وأَصْبَحْتُ يُقَادُ بِيَ البَعيرُ : شِخْتُ وهَرِمْتُ . وتَقَاوَدَ المَكَانُ : اسْتَوَى كما في الأَساس