الآنكُ بالمَدّ وضَمّ النُّونِ قالَ الجَوهريُّ : وهو من أَبْنِيَةِ الجَمْع ولَيسَ أَفْعُلٌ غَيرَها أي في الواحِدِ قالَه الأَزْهرِيُّ زاد الجَوهرِيّ وأَشُدّ زادَ الصّاغانِيّ وآجُر في لُغَةِ من خَفَّف الراءَ قال الأزْهرِيُّ فأَمّا أَشُدّ فمُخْتَلَفٌ فيهِ : هَلْ هو واحِدٌ أَو جَمْعٌ وقيل : يُحْتَمَل أَنْ يكونَ الآنكُ فاعُلاً لا أَفْعُلاً وهو شاذٌّ . قلت : وقد سَبَق هذا القَوْلُ في ش د د عند قَوْلِه تعالى : " حَتَّى يبلُغَ أَشُدَّهُ " ويُروَى أيضاً بضَمِّ الهمزة قالَ السِّيرافي : وهي قَلِيلَةٌ ومرّ الاخْتِلافُ في كونِه جَمْعاً أَو مُفْرداً وعلى الأَوّلِ فهَلْ هو جمع شِدَّةٍ أَو شَدِّ بالفتح أَو بالكسر أَو جَمْعٌ لا واحِدَ له من لَفْظِه ومَرّ هناك أيضاً قول شيخِنا ولعل مُرادَه من الأسْماءِ المُطْلَقةِ التي اسْتَعْمَلَتْها العربُ فلا يُنافي وُرود أَعْلامِ على بلاد ككابُل وآمُل وما يُبدِيه الاسْتِقْراءُ فتأَمّلْ ذلك : الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ قاله القُتيبِيّ . قالَ الأَزهرِيُّ : وأَحْسِبُه مُعَرَّباً أَو أَبْيَضُه أَو أَسْوَدُه أَو خالِصُه وقال القاسِمُ بنُ مَعْنِ : سمعتُ أَعرابِياً يقولُ : هذا رَصاصٌ آنُكٌ أي خالِصٌ وقال كُراع : هو القَزْدِيرُ وقال : وليس في الكلام على فاعُل غيرُه فأَما كابُل فأَعْجمِيٌّ وقد جاءَ في الحديث : من استَمَعَ إِلى قَينَةٍ صَبَّ اللّهُ الآنُكَ في أُذُنَهِ يومَ القِيامةِ رواه ابن قُتَيبَةَ . وقال ابنُ الأَعرابي : أَنَكَ يَأْنُكُ : عَظُمَ وغَلُظَ وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ :
" في جِسمِ خَدْلٍ صَلْهَبِي عَمَمُهْ
" يَأنُكُ عن تَفْئيمِه مُفَأَّمُه أي يَعْظُم وقال الأَصْمَعيُّ : لا أَدْرِي ما يَأنك ؟ وقال ابنُ عَبّاد : أنك البعير يَأنْك : إِذا عَظُمَ وطالَ وقِيل : إِذا توجع . وقيل : أنَك الرّجل : إِذا طمِعَ وأَسَفَّ لمَلائِمِ الأَخْلاقِ كما في المُحيطِ والعبابِ والتّكْملَة