التَّأْلَبُ كفَعْلَلٍ إشَارَة إلى أَصَالَةِ حُرُوفِه : شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْه القِسِيُّ ذَكَرَ الأَزهريّ في الثلاثيِّ الصَحِيحِ عن أَبي عُبَيْدٍ عن الأَصمعيِّ قَال : مِنْ أَشْجَارِ الجِبَالِ : الشَّوْحَطُ والتَّأْلَبُ بالتَّاء والهَمْزَةِ قَالَ وأَنْشَدَ شَمِرٌ لامْرِىءِ القَيْسِ :
وَنَحَتْ لَهُ عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ ... فِلْقٍ فِرَاغِ مَعَابِلٍ طُحْلِ قَالَ شَمِرٌ : قال بعضُهُم : الأَرْزُ هُنَا : القَوْسُ بعَيْنِهَا قال : والتَّأْلَبَةُ : شَجَرَةٌ يُتَّخَذُ منها القِسِيُّ والفِرَاغُ : النِّصَالُ العِرَاضُ الوَاحِدُ : فَرْغٌ وقوله : نَحَتْ له يَعْنِي امرأَةً تَحَرَّفَتْ له بِعَيْنَيْهَا فأَصَابَتْ فُؤَادَه
والتَّأْلَبُ : الغَلِيظ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ شُبِّهَ بالتَّأْلَبِ وهو شَجَرٌ تُسَوَّى منه القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ قَالَ العَجَّاجُ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَهُ :
" بِأَدَمَاتٍ قَطَوَاناً تَأْلَبا
" إذَا عَلاَ رَأْسَ يَفَاعٍ قَرَّبَا أَدَمَات : أَرْضٌ بعَيْنِهَا والقَطَوَانُ : الَّذِي تَقَارَبَتْ خُطَاهُ وهَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِه لاَ فِي حَرْفِ الهَمْزَة كما فَعَلَه الجوهريُّ تَبَعاً للصاغانيّ وغيره مع أَنه لم يُنَبِّه في حرف الهمزة وتبعَه ساكِتاً عليه وهو عَجِيبٌ
أَلَبَ القَوْمُ إِلَيْهِ أَي أَتَوْهُ مِنْ كُلِّ جَانِب وأَلَبَ الإِبِلَ يَأْلِبُهَا ويضأْلُبُهَا أَلْباً : جَمَعَهَا وسَاقَهَا سَوْقاً شَدِيداً وأَلَبْت الجَيْشَ إذَا جَمَعْتَهُ وأَلَبَتِ الإِبِلُ هِيَ إِذَا طَاوَعَتْ وانْسَاقَتْ وانْضَمَّ بَعْضُهَا إلَى بَعْض أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابيّ :
" أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحَادِيثَ فِي غَدٍوبَعْدَ غَد يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرَائِدِ أَيْ يَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وقِيلَ يُسْرِعْنَ وسَيَأْتِي وأَلَبَ الحِمَارُ طَرِيدَتَه يَأْلِبُهَا : طَرَدَهَا طَرْداً شَدِيداً كَأَلَّبَهَا مُضَعَّفاً وأَلَبَ الجَيْشَ والإِبِلَ : جَمَعَ وأَلَبَ الشَّيْءُ يَأْلِبُ ويَأْلُبُ أَلْبَا إِذَا اجْتَمَعَ قَالَهُ ثَعْلَبٌ وبه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعر :
" وحَلَّ بِقَلْبِي مِن جَوَى الحُبِّ مِيتَةٌكَمَامَاتَ مَسْقِيُّ الضَّيَاحِ عَلَى أَلْبِ وقِيلَ : تَجَمَّعَ بَدَل اجْتَمَعَ وتَأَلَّبُوا : اجْتَمَعُوا وقد تَأَلَّبُوا عَلَيْه تَأَلُّباً إذَا تَضافروا عَلَيْهِ . وأَلَّبَهُمْ تَأْلِيباً : جَمَعَهُمْ
وأَلَبَ أَسْرَعَ ومنه الأَلُوبُ والمِئْلَبُ وسيأْتِي يَأْلِبُ ويَأْلُبُ وفسر قول الشاعر وهو مُدْرِكُ بْنُ حِصْنٍ :
" أَلَمْ تَرَيَا أَنَّ الأَحَادِيثَ فِي غَدٍوبَعْدَ غَدٍ يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرَائِدِ أَي يُسْرِعْنَ نقله الصاغانيّ
وأَلَبَ إِلَيْهِ : عَادَ ورَجَعَ وهو من حَدِّ ضَرَبَ نقله الصاغانيّ وأَلَبَتِ السَّمَاءُ تَأْلِبُ وهي أَلُوبٌ : دَامَ مَطرُهَا
والتَّأْلَبُ كثَعْلَب صَرِيحٌ في أَنَّ تَاءَه زَائِدَةٌ وسيأْتي له في التَّاءِ أَنَّ مَحَلَّ ذِكره هناك ولم يُنَبِّهْ هُنَا فهو عَجِيبٌ منه قاله شيخُنَا : هُوَ الشَّدِيدُ الغَليظُ المُجْتَمِعُ مِنَّا . وقال بعضُهُم هو مِنْ حُمُرِ الوَحْشِ والتَّأْلَبُ : الوَعِلُ وهِيَ أَي أُنْثَاهُ تَأْلَبَةٌ بِهَاءٍ تَاؤُه زَائدَةٌ والتَّأْلَبُ : شَجَرٌ
والإِلْبُ بالكَسْرِ : الفِتْرُ فِي اليَدِ
مَا بَيْنَ الإِبْهَامِ والسَّبَّابَةِ عن ابن جِنّى والإِلْبُ : شَجَرَةٌ شَاكَةُ كالأُتْرُجّ ومَنَابتُهَا ذُرَا الجِبَالِ وهي سُمٌّ يُؤْخَذُ خَضْبُهَا وأَطْرَافُ أَفْنَانِهَا فَيُدَقُّ رَطْباً ويُقْشَبُ بِهِ اللَّحْمُ ويُطْرَحُ لِلسِّبَاعِ كُلِّهَا فَلاَ يُلْبِثُهَا إذَا أَكَلَتْهُ فإِنْ هِيَ شَمَّتْهُ ولمْ تَأْكُلْهُ عَمِيَتْ عَنْهُ وصَمَّتْ منْهُ كَذَا في لسان العرب . وقال أَبُو حَنِيفَةَ : وأَخْبَثُ الإِلْبِ إلْبُ حَفَرْضَضٍ وهو جبَلٌ مِنَ السَّرَاةِ في شِقِّ تِهَامَةَ قاله أَبُو الحَسَن المَقْدِسِيُّ ونقله شيخنا
والأَلْبُ بالفَتْحِ : نَشَاطُ السَّاقي ومَيْلُ النَّفْسِ إلى الهَوَى يقال أَلْبُ فُلاَنٍ مَعَ فُلاَنٍ أَيْ صَفْوُه مَعَهُ والأَلْبُ : العَطَشُ يقال : أَلَبَ الرَّجُلُ أَلْباً إِذَا حَامَ حَوْلَ المَاءِ ولمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصلَ إليه عن الفَارسيّ والأَلْبُ : التَّدْبِيرُ عَلى العَدُوِّ منْ حَيْثُ لاَ يَعْلمُ
والأَلْبُ : مَسْك السخْلَةِ بالفَتْحِ أَي جِلْدُهَا والأَلْبُ : السُّمُّ القَاتِلُ والأَلْب : الطَّرْدُ الشَّديدُ وقَدْ أَلَبْتُهَا أَلْباً مثْلُ غَلَبْتُهَا غَلْباً . والأَلْبُ : شِدَّةُ الحُمَّى والحَرِّ والأَلْبُ : ابْتدَاءُ بُرْءِ الدُّمَّلِ وأَلِبَ الجُرْحُ أَلَبَا وأَلَبَ يَأْلِبُ أَلْباً كِلاَهُمَا : بَرَأَ أَعْلاَهُ وأَسْفَلُهُ نَغِلٌ فانْتَقَضَ
والأَلَبُ مُحرَّكَةً : لُغَةٌ في اليَلَبِ سيأْتي ذِكرُهُ
ويقال : رِيحٌ أَلُوبٌ أَي بَارِدَةٌ تَسْفِي التُّرَابَ وسَمَاءٌ أَلُوبٌ : دائِمٌ مَطَرُهَا ورَجُلٌ أَلُوبٌ هو الذي يُسْرِعُ عن ابن الأَعْرَابيّ وقيل : هو سَرِيعُ إِخْرَاجِ الدَّلْوِ عن ابن الأَعْرَابِيّ أَيضاً وأَنشد :
" تَبَشَّرِي بمَاتِحٍ أَلُوبِ
" مُطَرِّحٍ لِدَلْوِهِ غَضُوب أَو رَجُلٌ أَلُوبٌ أَي نَشِيطٌ مِنَ الأَلْبِ وهو نَشَاطُ السَّاقي وأَلْبٌ أَلُوبٌ مُتَجمِّعٌ كَبير قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ :
بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابَةٍ ... لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الأَوْرَمُ وأَلْبُهُمْ : جَمْعُهُمْ والأَلْبُ : الجَمْعُ الكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ وهُمْ عَلَيْه أَلْبٌ وَاحدٌ بالفَتْح وإِلْبٌ وَاحِدٌ بالكَسْرِ والأَوَّلُ أَعْرَفُ وَوَعْلٌ وَاحِدٌ وصَدْعٌ وَاحِدٌ وضِلَعٌ وَاحِدٌ أَي مُجْتَمِعُونَ عليه بالظُّلْم والعَدَاوَةِ وفي الحديث إِنَّ النَّاسَ كَانُوا عَلَيْنَا إِلْباً وَاحِداً " الإلْبُ بالفَتْح والكَسْرِ : القَوْمُ يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَدَاوَةِ إِنْسَان قال رؤبة :
" قَدْ أَصْبَحَ النَّاسُ علَيْنَا إِلْبَا
" فَالنَّاسُ فِي جَنْبٍ وكُنّا جَنْبَا والأُلْبَةُ بالضَّمِّ في حديث عَبْدِ اللهِ ابن عَمْرٍو حِينَ ذَكَرَ البَصًْرَةَ فَقَالَ : " أَمَا إِنَّهُ لاَ يُخْرِجُ مِنْهَا أَهْلَهَا إِلاَّ الأُلْبَةُ " هِيَ المَجَاعَةُ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّالُّبِ : التَّجَمُّعِ كَأَنَّهُمْ يجْتَمعُونَ فِي المَجَاعةِ ويَخْرُجُونَ أَرْسَالاً وقال أَبُو زَيْدٍ : أَصَابَتِ القَوْمَ أُلْبَةٌ وجُلْبَة أَي مَجَاعَةٌ شَديدَة
والأَلَبَةُ بالتَّحْرِيكِ لُغَةٌ في اليَلَبَةِ عنِ ابْن المُظْفَّرِ هُمَا البَيْضُ منْ جُلُودِ الإِبِلِ وقال بعضهم : الأَلَبُ هُوَ الفُولاَذُ مِنَ الحَدِيدِ مِثْلُ اليَلَبِ
والتَّأْلِيبُ : التحْرِيضُ والإِفْسَادُ
وأَلَّبَ بَيْنَهُمْ : أَفْسَدَ يُقَالُ : حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَبَّةَ الهُذَلِيُّ :
بَيْنَاهُمُ يَوْماً هُنَالِكَ رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ الضَّبْرُ : الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ والقَتِيرُ : مسَامِيرُ الدِّرْعِ وأَرادَ بها هُنَا الدُّرُوعَ نفسهَا ورَاعَهُمْ : أَفْزَعَهُم
والمِئْلبُ كمِنْبَرٍ قال أَبُو بِشْرٍ عنِ ابْنِ بُزُرْجَ : هو السَّرِيعُ قال العجّاج :
" وإنْ تُنَاهِبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا
" فِي وَعْكَةِ الجِدِّ وحِيناً مِئْلَبَاوأَلْبَان كأَنَّه تَثْنِيَةُ أَلْب : د ولكن الذي في المعجم أَنّه جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمَال وجَمَلٍ في شِعْرِ أَبِي قِلاَبةَ الهُذَلِيّ ورَوَاه بعضُهم أَلْيَان باليَاءِ آخِر الحُرُوفِ فَمَحَلُّه حينئذٍ النُّونُ لا البَاءُ وفي مُخْتَصَرِ المَرَاصِدِ : هِيَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ من غَزْنِين بَيْنَهَا وبَيْنَ كَابُلَ وأَهْلُه مِنْ نَسْلِ الأَزَارِقَةِ الذين شَرَّدَهُمُ المُهَلَّبُ وهُمْ إِلى الآنَ علَى مَذْهَبِ أَسْلاَفِهِمْ إلاَّ أَنَّهُمْ يُذْعِنُونَ للسَّلاَطِينِ وفيهم تُجَّار مَيَاسِير وأُدَبَاءُ وعُلَمَاءُ يُخَالِطُونَ مُلُوكَ السِّنْدِ والهِنْدِ الذين يَقْرُبُونَ من بَلَدِهِم ولكل واحد من رُؤَسَائِهِم اسمٌ بالعَرَبيّة واسم بالهِنْدِيَّةِ انتهى وأَلاَبُ كسَحَابٍ : ع وفي المعجم : شُعْبَةٌ واسِعَةٌ في دِيَار مُزَيْنَةَ قُرْبَ المَدِينَةِ على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام