البَدِيعُ : المُبْتَدِعُ وهو من أَسْماءِ اللهِ الحُسْنَى لإِبدَاعِهِ الأَشْيَاءَ وإِحْدَاثِه إِيّاهَا وهو البَدِيعُ الأَوّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ . وقالَ أَبُو عَدْنَانَ : المُبْتَدِعُ : الَّذِي يَأْتِي أَمْراً عَلَى شِبْه لَمْ يَكُن ابْتَدَاَهُ إِيّاه . قالَ اللهُ جَل شَأْنُهُ : " بَدِيعُ السَّمواتِ والأَرْضِ " أَيْ مُبْتَدِعُها ومُبْتَدِئُهَا لا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ . قالَ أَبُو إِسْحَاقَ : يَعْنِي أَنّه أَنْشَأَهَا عَلَى غَيْرِ حِذَاءٍ ولا مِثَالٍ إِلاّ أَنَّ بَدِيعاً من بَدَعَ لا مِنْ أَبْدَعَ وأَبْدَعَ أَكْثَرُ في الكَلامِ مِنْ بَدَعَ ولو اسْتُعمِلَ بَدَعَ لَمْ يَكُنْ خَطَأً فَبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِلٍ مِثْلُ قَدِيرٍ بمَعْنَى قادِرٍ وهو صِفَةٌ من صِفَاتِهِ تَعَالَى لأَنَّهُ بَدَأَ الخَلْقَ على ما أَرادَ على غَيْرِ مِثَالٍ تَقَدَّمَهُ ورُوِيَ أَنَّ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمَ يا بَدِيعَ السَّمواتِ والأَرْضِ ياذا الجَلالِ والإِكْرَامِ
والبَدِيعُ أَيْضاً : المُبْتَدَعُ . يُقَالُ : جِئْتَ بِأَمْرٍ بَدِيعٍ أَيْ مُحْدَثٍ عَجِيبٍ لَمْ يُعْرَفْ قَبْلَ ذلِكَ
والبَدِيعُ : حبْلٌ ابْتُدِئَ فَتْلُهُ ولَمْ يَكُنْ حَبْلاً فنُكِثَ ثُم غُزِلَ ثُمَّ أُعِيدَ فَتْلُهُ ومنه قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ جَمَلاً :
كَأَنَّ الكُورَ والأَنْسَاعَ مِنْهُ ... عَلَى عِلْجٍ رَعَى أُنُفَ الرَّبِيعِ
أَطَارَ عَقِيقَهُ عَنْهُ نُسَالاً ... وأُدْمِجَ دَمْجَ ذِي شَطَنٍ بَدِيعِ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : حَبْلٌ بَدِيعٌ أَي جَدِيدٌ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُول
والبَدِيعُ : الزِّقُّ الجَدِيدُ والسِّقاءُ الجَدِيدُ صِفَةٌ غالِبَةٌ كالحَيَّةِ والعَجُوزِ ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ قالَ : " تِهَامَةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْوٌ أَوَّلُه حُلْوُ آخِرُه " . شَبَّهَهَا بزِقِّ العَسَلِ لأَنَّهُ لا يَتَغَيَّرُ هَوَاؤُهَا فأَوَّلُهُ طَيِّبٌ وآخِرُه طَيِّبٌ وكذلِكَ العسل لا يتغير وليس كذلك اللَّبَنُ فإِنَّه يَتَغَيَّرُ
والبَدِيعُ : الرَّجُلُ السَّمِينُ وقَدْ بَدِعَ كفَرِحَ عن الأَصْمَعِيّ فهو مِثْلُ سَمِنَ يَسْمَنُ فهو سَمِينٌ وأَنْشَدَ لبَشِيرِ بنِ النِّكثِ :
فبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ وخِرْنِقُهْ ... وغَمَلَ الثَّعْلَبَ غَمْلاً شِبْرِقُهْ أَي طَالَ الشِّبْرِقُ حَتَّى غَمَلَ الثَّعْلَبَ أَي غَطّاهُ ومَعْنَى بَدِعَتْ : سَمِنَتْ
ج : بُدُعٌ بالضّمّ . وبَدِيعٌ : بِنَاءٌ عَظِيمٌ للمُتَوَكِّلِ العَبَّاسِي بسُرَّ مَنْ رَأَى قاله الحَازِميّ . وقالَ السَّكُونِيّ : بَدِيعٌ : مَاءٌ عَلَيْه نَخِيلٌ وعُيُونٌ جَارِيَةٌ قُرْبَ وَادِي القُرَى كَما في العُبَابِ والمُعْجَمِ . ويُقَالُ : بَدِيعٌ باليَاءِ التَّحْتِيَّةِ وهو قَوْلُ الحازِميِّ وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه أَنَّه مَوْضِعٌ بَيْنَ فَدَكَ وخَيْبَرَ . وبَدِيعَةُ كسَفِينَة : ماءٌ بحِسمى وحِسمَى : جَبَلٌ بالشَّامِ كَذا في المُعْجَمِ
والبِدْعُ بالكَسْرِ : الأَمْرُ الَّذِي يَكُونُ أَوَّلاً وكَذلِكَ البَدِيعُ ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : " قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً من الرُّسُلِ " أَي ما كُنْتُ أَوّلَ مَنْ أُرْسِلَ قَدْ أُرْسِلَ قَبْلِي رُسُلٌ كَثِيرٌ . ويُقَالُ : فُلانٌ بِدْعٌ في هذا الأَمْرِ أَيْ أَوَّلُ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ
والبِدْعُ : الغُمْرُ من الرِّجَالِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . والبَدَنُ البِدْعُ : المُمْتَلِئُ والبِدْعُ : الغَايَةُ في كُلِّ شَيْءٍ يُقَالُ : رَجُلٌ بِدْعٌ وامْرَأَةٌ بِدْعَةٌ وذلِكَ إِذا كَانَ عَالِماً أَوْ شُجَاعاً أَوْ شَرِيفاً وقال الكِسَائِيّ : البِدْعُ يَكُونُ في الخَيْرِ والشِّرِّ . الجَوْهَرِيّ : ابْدَاعٌ يُقَالُ : رِجَالٌ أَبْدَاعٌ وقَوْمٌ أَبْدَاعٌ عن الأَخْفِشِ وبُدُعٌ كعُنُقٍ وهي بِدْعَةٌ كسِدْرَةٍ ج : بِدَعٌ كعِنَبٍ . ويُقَالُ أَيْضاً : نِسَاءٌ أَبْدَاعٌ كَمَا في اللِّسَان
وقَدْ بَدُعَ ككَرُمَ بَدَاعَةً وبُدُوعاً قالَهُ الكِسَائِيّ أَي صارَ غايَةً في وَصِْهِ خَيْراً كانَ أَو شَرَّاًوالبِدْعَةُ بالكَسْر : الحَدَثُ في الدِّينِ بَعْدَ الإِكْمَالِ ومنه الحَدِيثُ : إيَّاكُمْ ومُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ . أَوْ هِيَ ما اسْتُحْدِثَ بَعْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم مِنَ الأَهْوَاءِ والأَعْمَالِ وهذا قَوْلُ اللَّيْثِ . قالَ : و الجَوْهَرِيّ : بِدَعٌ كعِنَبٍ وأَنْشَدَ :
" ما زَالَ طَعْنُ الأَعَادِي والوُشَاةِ بِنَاوالطَّعْنُ أَمْرٌ مِنَ الوَاشِينَ لا بِدَعُ وقالَ ابنُ السِّكِّيت : البِدْعَةُ : كُلُّ مُحْدَثَةٍ . وفي حَدِيثِ قِيَامِ رَمَضَانَ نِعْمَت البِدْعَةُ هذهِ وقالَ ابنُ الأَثِير : البِدْعَةُ بِدْعَتَانِ : بِدْعَةُ هُدىً وبِدْعَةُ ضَلالٍ فَمَا كانَ في خِلافِ ما أَمَرَ اللهُ به فهو في حَيِّزِ الذَّمِّ والإِنْكَارِ وما كَانَ وَاقِعاً تَحْتَ عُمُومِ ما نَدَبَ اللهُ إِلَيْهِ وحَضَّ عَلَيْه أَوْ رَسُولُه فهو في حَيِّزِ المَدْحِ وما لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثَالٌ مَوْجُودٌ كنَوعٍ مِن الجُودِ والسَّخَاءِ وفِعْلِ المَعْرُوفِ فهو من الأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ في خِلاَفِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ به لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قد جَعَلَ له في ذلِكَ ثَوَاباً فقالَ : مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنّةً كَانَ لَهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا . وقال في ضِدِّهِ : مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئةً كَانَ عليهِ وِزْرُهَا ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا وذلِكَ إِذا كانَ في خِلافِ ما أَمَرَ اللهُ به ورَسُلُه قال : ومن هذا النَّوْعِ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله تعالَى عنه : نِعْمَتْ البِدْعَةُ هذِه لَمّا كَانَتْ من أَفْعَالِ الخَيْرِ ودَاخِلَةً في حَيِّزِ المَدْحِ سَمَّاهَا بِدْعَةً ومَدَحَها لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّها لَهُمْ وإِنَّما صَلاَّهَا لَيَالِيَ ثُمَّ تَرَكَها ولَمْ يُحَافِظْ عَلَيْها ولا جَمَعَ النّاسَ لَهَا ولا كَانَتْ في زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وإِنَّمَا عُمَرُ جَمَعَ النّاسَ عَلَيْهَا ونَدَبَهُمْ إِلَيْهَا فَبِهذَا سَمّاهَا بِدْعَةً وهي على الحَقِيقَةِ سُنَّةٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " عَلَيْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي " . وقَوْلُه صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " اقْتَدُوا باللَّذِين مِنْ بَعْدِي : أَبِي بَكْرٍ عُمَرَ . وعَلَى هذا التَّأْوِيلِ يُحْمَلُ الحَدِيثُ الآخَرُ : كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ إِنّمَا يُرِيدُ ما خَالَفَ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ ولَمْ يُوَافِق السَّنَةَ وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذَّمِّ
ومَبْدُوعٌ : فَرَسُ الحارِثِ بنِ ضِرَار ابنِ عَمْرِو بنِ مالِكٍ الضَّبِّيِّ . كَذا في العُبَابِ ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ : فَرَسُ عَبْدِ الحارِثِ وهو الصَّوابُ وهو القائِلُ فِيه :
تَشَكَّى الغَزْوَ مَبْدُوعٌ وأَضْحَى ... كأَشْلاءِ اللِّحَامِ به جُرُوحُ
فلاَ تَجْزَعْ من الحَدَثَانِ إِنّي ... أَكُرُّ الغَزْوَ إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ وقَالَ زُوَيْهِرُ بنُ عَبْدِ الحَارِثِ :
فِقُلْتُ لِسَعْد لا أَبَا لأَبِيكُمُ ... أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي ابنُ فارس مَبْدُوعِ وهذَا يُؤَيِّدُ ما في التَّكْمِلَة وسَيَأْتِي ذلِكَ لِلْجَوْهَرِيّ في ي د ع
وبَدِعَ كفِرِحَ : سَمِنَ عن الأَصْمعيّ وَزْناً ومَعْنىً وقد تَقَدَّمَ
وبَدَعَ الشَّيْءَ كَمَنَعَه بَدْعاً : أَنْشَأَهُ وبَدَأَهُ كابْتَدَعَهُ ومِنْه البَدِيعُ فِي أَسْمَائِه تَعالَى كما سَبَقَ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : بَدَعَ الرَّكِيَّةَ بَدْعاً : اسْتَنْبَطَها وأَحْدَثَهَا وأَبْدَعَ وأَبْدَأَ بمَعْنىً وَاحِدٍ ومِنْهُ البَدِيعُ في أَسمَائه تَعَالَى وهو أَكْثَرُ مِنْ بَدَع كما يُقَالُ : البَّدِئُ وقد تَقَدَّمَ
وأَبْدَعَ الشَّاعِرُ : أَتَى بالبَدِيعِ من القَوْلِ المُخْتَرَعِ على غَيْرِ مِثَالٍ سَابقٍوأَبْدَعَتِ الرَّاحِلَةُ : كَلَّتْ وعَطِبَتْ عَنِ الكِسَائِيّ أَو أَبْدَعَتْ به : ظَلَعَتْ أَوْ بَرَكَتْ في الطَّرِيقِ من هُزَالٍ أَو دَاءٍ أَوْ لا يَكُونُ الإِبْدَاعُ إِلاّ بظلْعٍ كما قالَهُ بَعْضُ الأَعْرَابِ . وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : لَيْسَ هذا باخْتِلافٍ وبَعْضُهُ شَبِيهُ بَعْضٍ
قُلْتُ : وفي حَدِيثِ الهَدْيِ إِنْ هِيَ أَبْدَعَتْ أَي انْقَطَعَتْ عَنِ السَّيْرِ بكَلالٍ أَو ظَلَعٍ كَأَنَّهُ جَعَلَ انْقِطَاعَها عَمّا كانَتْ مُسْتَمِرَّةً عليه من مَادَّةِ السَّيْرِ إِبْداعاً أَيْ إِنْشَاءَ أَمْرٍ خَارِجٍ عَمّا اعْتِيدَ مِنْهَا
وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : أَبْدَعَ : فُلانٌ بفُلانٍ إِذا فَظَع به وخَذَلَهُ ولَمْ يَقُمْ بحَاجَتِهِ ولَمْ يَكُنْ عند ظَنِّه به وهو مَجَازٌ . ومن المَجَازِ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَبْدَعَتْ حُجَّتُه أَيْ بَطَلَتْ وفي الأَسَاسِ : ضَعُفَتْ
وقالَ غَيْرُه : أَبْدَع بِرُّهُ بشُكْرِي وقَصْدُهُ وإِيجابُه بوَصْفِي كَذا في العُبَابِ . وفي اللِّسَان : فَضْلُهُ وإِيجَابُه بوَصْفِي : إِذا شَكَرَهُ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ مُعْتَرِفاً بأَنَّ شُكْرَهُ لا يَفِي بإِحْسَانِهِ
ومِنَ المَجَازِ : أُبْدِعَ بالضَّمِّ أَيْ مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ : أُبْطِلَ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : يُقَالُ : أُبْدِعَتْ حُجَّتُهُ أَيْ أُبْطِلَتْ . وأُبْدِعَ بفُلانٍ : عَطِبَتْ رِكَابُهُ أَوْكَلَّتْ وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عَليْه ظَهْرُه أَو قامَ به أَي وَقَفَ . ومنهُ الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُبْدِعَ بِي فاحْمِلْنِي أَي انْقُطِعَ بِي لكَلالِ رَاحِلَتِي . قال ابنُ بَرِّيّ : وشَاهِدُهُ قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ :
لا يَقدِْرُ الحُمْسُ عَلَى جِبَابِهِ ... إِلاَّ بِطُولِ السَّيْرِ وانْجِذابِهِ
" وتَرْكِ ما أَبْدَعَ مِنْ رِكَابِهِ وبَدَّعَهُ تَبْدِيعاً : نَسَبَهُ غِلَى البِدْعَةِ كما في الصّحاحِ
واسْتَبْدَعَهُ : عَدَّهُ بَدِيعاً كما في الصّحاح أَيْضاً . وتَبَدَّعَ الرَّجُلُ : تَحَوَّلَ مُبْتَدِعاً كما في العُبَابِ قال رُؤْبَةُ :
إِنْ كُنْتَ لِلهِ التَّقِيَّ الأَطْوَعَا ... فليسَ وَجْهَ الحَقِّ أَنْ تَبَدَّعا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : رَكِيٌّ بَدِيعَةٌ حَدِيثَهُ الحَفْرِ . ويُقَالُ : ما هُوَ ببَدِيعٍ كما يُقَالُ : ببِدْعٍ
وأَبْدَعَ الرَّجُلُ وابْتَدَعَ : أَتَى ببِدْعَةٍ . ومن الأَخِيرِ قَوْلُه تَعَالَى : " ورَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوها "
وزِمامٌ بَدِيعٌ : جَدِيدٌ . وفي المَثَلِ : إِذَا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِعَ بِكَ
وأَبْدَعُوا بِهِ : ضَرَبُوهُ . وأَبْدَعَ يَمِيناً : أَوْجَبَهَا عن ابْنِ الأَعْرابيّ
وأَبْدَعَ بالحَجِّ وبِالسَّفَرِ : عَزَمَ عَلَيْه . وأَمْرٌ بادِعٌ : بَدِيعٌ . والبَدَائِعُ : مَوْضِعٌ في قَوْلِ كُثَيِّرٍ :
بَكَى إِنَّهُ سَهْلُ الدُّمُوعِ كَمَا بَكَى ... عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا بِحَارَ البَدَائعِ والبَدِيعُ : لَقَبُ أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الهَمَذَانِيّ أَحَد الفُصَحاءِ صاحِبِ المَقَامَاتِ الَّتِي حَذَا عَلَيْهَا الحَرِيرِيّ رَوَى عن ابْنِ فارِسٍ اللُّغَوِيّ وعِيسَى بن هشامٍ الأَخْبَاريّ وعَنْهُ القاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ النَّيْسابُورِيُّ وماتَ بهَرَاةَ مَسْمُوماً سَنَةَ ثلاثِمائةٍ وثَمَانِيَةٍ وتسْعِين . وأَيْضاً لَقَبُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الغَفّارِ الرَّيْحَانِيِ الواعِظِ الصُّوفِيِّ سَمِعَ زاهِرَ بن طاهِرٍ وأَبا الحُصَيْن وصَحِبَ أَبا النَّجِيبِ تُوُفِّيَ سنةَ خَمْسِمِائَةِ وإِحْدَى وثَمَانِين
الدَّعُّ : الدَّفْعُ العَنِيفُ . دَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعّاً أَي دَفَعَهُ . ومنه قَوْلُه تَعَالَى : " فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ " كما في الصّحاح أَي يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهَاراً : زادَ الزَّمَخْشَرِيّ بجَفْوَةٍ وكَذلِكَ قَوْلُهُ تعالَى : " يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نارِ جَهَنَّم دَعّاً " قَالَ أَبو عُبَيْدٍ : أَيْ يُدْفَعُونَ دَفْعاً عَنِيفاً . وفي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ : إِنَّهُمْ كانُوا لا يُدَعُّونَ عَنْهُ أَيْ لا يُطْرَدُونَ ولا يُدْفَعُون وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
أَلَمْ أَكْفِ أَهْلَك فِقْدانَه ... إِذا القَوْمُ في المَحْلِ دَعُّوا اليَتِمَا وقالَ أَبُو مَنْجوفٍ : الدُّعَاعُ . كغُرَابٍ : النَّخْلُ المُتّفَرِّقُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ :
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فإِذَا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ
وعَذَارِيكم مُقَلّصَةٌ ... في دُعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُهْ وهكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ أَيْضاً وفَسَّرَهُ بمُتَفَرِّق النَّخْلِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . ورَوَاه المُؤَرِّجُ أَيْضاً هكَذَا وفُسَّرَ الدُّعَاعَ بما بَيْن النَّخْلَتَيْنِ . وقال أَبُو عُبَيدة : ما بَيْنَ النَّخْلَة إِلى النَّخْلة : دُعَاعٌ . قال الأَزْهَرِيّ : ورَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ وسَيَأْتِي . والدُّعاعُ : نَمْلٌ سُودٌ بجَنَاحَيْن عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال غَيْرُه : تُشَاكِلُ الحَبَّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دُعَاعٌ الوَاحِدَةُ بهَاءٍ . والدُّعَاعُ : حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَة مِثْل الفَثِّ قالَ اللَّيْثُ : أَسْوَدُ كالشِّينِيزِ يَأْكُلُه فُقَراءُ البَادِيَةِ إِذا أَجْدَبُوا . وقَوْلُه يُخْتَبَزُ مِنْهُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِيّ . قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ في قَصيدَةٍ :
أُجُدٌ كالأَتان لَمْ ترتَعِ الْفَثَّ ... ولم يُنْتَقَلْ عليهَا الدُّعَاعُ قال : هما حَبَّتان برِّيَّتان إِذا جاع البدوي في القحط دقَّهما وعجَنَهما واخْتَبَزهما وأَكلَهُمَا . والأَتَانُ ها هنا : صَخْرَةُ الماءِ . وقال غيره : الدُّعَاعَةُ : عُشْبَةٌ تُطْحَن وتُخْبز وهيَ ذاتُ قُضُبٍ وَوَرَقٍ متَسَطِّحة النِّبْتَة ومنبتُهَا الصحارَى والسَّهْلُ وجنَاتُها حبةٌ سَوْدَاءُ والجَمْع دُعاعٌ
وقال أَبو حَنيفةَ : الدُّعَاعُ : بَقْلَةٌ يخرج فيها حَب يَتَسَطَّحُ على الأَرْض تسطُّحاً لا يَذْهَب صُعُداً فإِذا يَبسَتْ جَمَعَ الناسُ يَابِسَها ثُمَّ دَقُّوهُ ثُمَّ ذَرُّوهُ ثمّ اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ حَبّاً أَسْوَدَ يَمْلَؤُونَ مِنْهُ الغَرَائِرَ . والدَّعَّاع كشَدَّادٍ : جامِعُه كما يُقَالُ : رَجُلٌ فَثَّاثٌ لِمَنْ يَجْمَعُ الفَثَّ
والدَّعَاعُ كسَحَابٍ : عِيَالُ الرَّجُلِ الصِّغارُ عن شَمِر وأَنْشَدَ للطِّرِمّاح :
لم تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائِتاً ... شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاعْ قال الأَزْهَرِيّ : الدَّمْحَقُ : اللَّبَنُ البائت والطَّخْف : اللَّبَنُ الحامِضُ . واللَّدْمُ : اللَّعْق
ودُعْ دُعْ بالضَّمِّ : أَمْرٌ بالنَّعِيقِ بالغَنَمِ يُقَالُ ذلِكَ للرّاعِي عن ابنِ الأَعْرَابِيّ يُقَالُ : دَعْدَعَ بِهَا دَعْدَعَةً . ودَاعِ دَاعِ مَبْنِيّاً عَلَى الكَسْرِ : زَجْرٌ لَهَا وقِيلَ : لصِغَارِهَا خاصَّةً أَو دُعَاءٌ لَهَا وقَدْ دَعْدَعَ بِهَا قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ : دَاعٍ دَاعٍ بالتَّنْوِينِ زادَ غَيْرُه : وإِنْ شِئْت بَنَيْتَ الآخِرَ بالسُّكُونِ . وقالَ أَبو عَمْروٍ : الدَّعْدَاعُ والدَّحْدَاحُ : القَصِيرُ من الرِّجَالِ وقالَ ابنُ فَارسٍ : إِنْ صَحَّ فهو من بابِ الإِبْدَالِ والأَصْلُ دَحْدَاحٌ . والدَّعْدَاعُ : عَدْوٌ في بُطْءٍ والْتِوَاءٍ وقَدْ دَعْدَعَ الرَّجُلُ دَعْدَعَةً وَدَعْدَاعاً : عَدَا عَدْواً فيه بُطْءٌ والْتِوَاءٌ وسَعْىٌ دَعْدَاعٌ مِثْلُه . وقِيلَ : الدَّعْدَعَةُ : قِصْرُ الخَطْوِ في المَشْي مع عَجَلٍ . قالَ الشاعِرُ :
أَسْعَى عَلَى كُلِّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُم ... وَسْطَ العَشِيرَةِ سَعْياً غَيْرَ دَعْدَاعِ أَي غَيْرَ البَطِيءِ قَالَه اللَّيْثُ : وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ :
" شُمُّ العَرَانِينِ مُسْتَرْخٍ حَمَائِلُهُمْيَسْعَوْنَ لِلْجِدِّ سَعْياً غَيْرَ دَعْداعِ والدَّعَادِعُ : نَبْتٌ يَكُونُ فيه ماءٌ في الصَّيْفِ تَأْكُلُه البَقَرُ . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في صِفَةِ جَمَلٍ :
" رَعَى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍومِنْ بَطْنِ سَقْمَانِ الدَّعادِعِ سِدْيَمَاً أَشْمُسُ : مَوْضِع وسِدْيَم : فَحْلٌ . قال الأَزْهَرِيُّ : ويَجُوزُ : من بَطْنِ سَقْمَانَ الدَّعادِعَ وهذِه الكَلِمَةُ هكَذا في نُسَخِ التَّهْذِيب . وَوَجدَ في بَعْض نُسَخٍ منه :
" ومِنْ بَطْنِ سَقِمانَ الدُّعَاعَ المُدَيَّمَا ومِثْلهُ في أَمَالِي ابْنِ بَرِّيّ ونُسِبَ هذا البَيْتُ إِلى حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ وقَالَ : وَاحِدَتُه دُعَاعَة وهو نَبْتٌ مَعْرُوفٌ . وقالَ أَبُو عَمْروٍ : الدَّعْدَعُ كجَعْفَرٍ من الأََرْضِ : الجَرْدَاءُ الَّتِي لا نَبَاتَ بِهَا
ودَعْ ودَعْدَعْ مَبْنِيَّينِ على السُّكُونِ : كَلِمّةٌ كانَتْ تُقَالُ للعَاثِرِ في الجاهِلِيَّةِ يُدْعَى بِهَا لَهُ في مَعْنَى : قُمْ فانْتَعَشْ واسْلَمْ كمَا يُقَالُ لَهُ : لَعاً كما في الصّحاح وأَنشد :
" لَحَى اللهُ قَوْماً لَمْ يَقُولُوا لعَاثِرٍولا لابْنِ عَمٍّ نالَهُ الدَّهْرُ : دَعْدَعَاً قال الأَزْهَرِيّ : أَرَاهُ جَعَلَ لَعاً ودَعْدَعاً : دُعَاءً لَهُ بالانْتِعَاشِ وجَعَلَهُ في البَيْتِ اسْماً كالكَلِمَة وأَعْربَه . ودَعْدَعَ بالعَاثِر : قالَهَا لَهُ وهي الدَّعْدَعَةُ . وقال أبو سَعِيدٍ : مَعناهُ : دَعِ العِثَارَ ومنه قَولُ رُؤْبة :
وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا : دَعْدَعَاً ... لَهُ وعَالَيْنَا بِتَنْعِيشٍ : لَعَاً قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : مَعْنَاهُ إِذا وَقَع مِنّا واقِعٌ نَعَشْناه ولَمْ نَدَعْهُ أَنْ يَهْلِكَ
وقالَ غَيْرُه : دَعْدَعاً مَعْنَاهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ : رَفَعَكَ اللهُ وهو مِثْلُ لَعاً كدَعْدَعاً ودَعاً مُنَوَّنَتَيْن أَوْ لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلاّ كَذلِكَ . وقالَ الكِلابيّ : التَّدَعْدُعُ : مِشْيَةُ الشَّيْخِ الكَبِيرِ الَّذِي لا يَسْتِقِيمُ في مَشْيِهِ
ودَعْدَعَ دَعْدَعَةً : عَدَا في بُطْءٍ والْتِوَاءٍ وكَذلِكَ دَعْدَعَ دَعْدَاعاً وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً
ودَعْدَعَ الجَفْنَةَ : مَلأَهَا مِن الثرِيد واللَّحْمِ . وكَذا دَعْدَعَ الشَّيْءَ إِذا مَلأَهُ والسَّيْلُ الوَادِيَ كذلِكَ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ يَصِفُ ماءَيْنِ الْتَقِيَا مِنَ السَّيْلِ :
فدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكاءِ كَما ... دَعْدَعَ ساقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا وصدره :لاقَى البَدِيُّ الكِلابَ فاعْتَلَجَا ... مَوْج أَتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غَلَبَا والرِّكاءُ بالفَتْحِ : وادٍ مَعْرُوفٌ . وفي بَعْضٍ نُسَخِ الجَمْهَرَة : سُرَّةُ الرِّكَاءِ بالكَسْرِ . وقالَ لَبِيد أَيضاً :
" المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَه
" والضّارِبُوَ الهامَ تَحْتَ الخَيْضَعَهْ وقالَ أبو زَيْدٍ : دَعْدَعَ بالمَعزِ خاصَّةً إِذا دَعَاها كما في الصّحاح . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَدَعَّ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ عِيَالُه . ودَعْدَعَ الشَّيْءَ إِذا حَرَّكهُ حَتَّى اكْتَنَزَ - كالمِكْيَالِ والجُوَالِقِ - لِيَسَع الشَّيْءَ وهو الدَّعْدَعَةُ ودَعْدَعَت الشّاهُ الإِناءَ : مَلأَتْهُ وكَذلِك النَّاقَةُ . ودَعْ دَعْ بالفَتْحِ : لُغَةٌ في دُع دُعْ بالضَّمِّ ومنه قَوْلُ الفَرَزْدَقِ :
" دَعْ دَعْ بأَعْنُقِكَ التَّوائِمِ إِنَّنِيفي باذِخٍ يا ابْنَ المَرَاغَةِ عالِي وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : قالَ أَعْرَابِيُّ : كم تَدُعُّ لَيْلَتُكم هذِهِ من الشَّهْر ؟ أَيْ كَمْ تُبْقِى سِوَاهَا قالَ : وأَنْشَدَنَا :
" ولَسْنَا لأَضْيافِنَا بالدُّعُعْ وامْرَأَةٌ مُدَعْدَعَةُ الخَلْخَالِ : مَمْلُوءَةُ السَّاقِ