البَذْرُ بفتحٍ فسكونٍ : مَا عُزِلَ للزِّراعة والزَّرْعِ من الحُبُوب وقيل : هو أوّلُ ما يَخْرُجُ مِن الزَّرْع والبَقْلِ والنَّبَات لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتْينِ . وقيل : البَذْرُ : جميعُ النَّبَاتِ إذا طَلَعَ من الأرض فنَجَمَ . أو هو أنْ يَتلَّونَ بلَوْنٍ أو تُعرَف وُجُوهُه . ج بُذُور بالضَّمِّ وبِذَارٌ بالكسر
مِن المَجاز : البَذْرُ : خُرُوجُ بَذْرِ الأرضِ وظُهُورُ نَبْتِها وهو مصدرُ بذَرْتُ على معَنَى قولِكَ : نَثَرْتُ الحَبَّ وبَذَرْتُ البَذْرَ : زَرَعْته . وبَذَرَتِ الأرضُ بَذْراً : خَرَجَ بَذْرُهَا . وقال الأصمعيُّ : هو أن يَظْهَرَ نَبْتُهَا متفرِّقاً . البَذْرُ : زَرْعُ الأرْضِ كالتَّبْذِير . البَذْرُ : النَّسْلُ كالبُذَارَةِ بالضَّمّ . ومن المَجاز : يُقَال : إنَّ هؤلاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ . البَذْرُ : التَّفرِيقُ وقد بَذَرَ الشَّيْءَ بَذْراً فَرَّقَه : وبَذَرَ الحَبَّ : ألقاه في الأرضِ مُفَرَّقاً . وَبَذَرَ اللهُ الخَلْقَ في الأرض : فَرَّقَهم كذا في الأساس
البَذْر : البَثُّ وبَذَرَ اللهُ الخَلْقَ بَذْراً : بَثَّهم وفَرَّقهم كالتَّبْذِيرِ وهو التَّفْرِيقُ
قولُهم : كَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ : إتباعٌ قال الفَرّاءُ : كَثِيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِيرٍ لغةٌ أو لُثْغَةٌ
وتَفَرَّقوا شَذَرَ بَذَرَ ويُكْسَر أوَّلُهما أي في كلِّ وَجْهٍ وتفرَّقتْ إبلُه كذلك وبَذَر : إتْبَاعٌ وقيل : الباءُ في بَذَر بَدَلٌ مِن المِيمِ وقيل : كلٌّ أصلٌ
مِن المَجَاز : المَبْذُورُ : الكَثِيرُ ويقال ماءٌ مَبْذُورٌ أي كثيرٌ أي مُبارَكٌ فيه
والبَذُورُ والبَذِيرُ كصَبُورٍ وأمِيرٍ : النَّمّامُ جَمْعُه بُذُرٌ كصَبُورٍ وصُبُرٍ وهو مجازٌ
البَذُورُ والبَذِيرُ : من لا يَستطيع كَتْمَ سِرِّه بل يُذِيعُه . يقال : بَذَرْتُ الكلامَ بين الناسِ كما تُبْذَرُ الحُبُوبُ أي أفْشَيْتُه وفَرَّقْتُه . ورَجلٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ : يُفْشِي السِّرَّ ويُظْهِرُ ما يَسمعُه . وهي بَذِرَةٌ وفي حديث فاطمةَ رَضِيَ اللهُ عنها عند وفاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم قالت لعائشةَ : " إنِّي إذاً لَبَذِرَةٌ " . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وجهَه في صِفَةِ الأولياءِ : " لَيْسُوا بالمَذايِيعِ البُذْرِ "
يقال : رَجُلٌ بَيْذارٌ وبَيْذارَةٌ بالفَتْح فيهما وتِبْذَارٌ كتِبْيَانٍ وبَيْذَرَاِنيُّ وهذه عن الفَرّاءِ أي كَثِيرُ الكلامِ مِهْذارٌ كهَيْذارَةٍ
رَجُلٌ تِبْذَارَةٌ بالكسر : يُبذِّر مالَه تَبذيراً أي يُفْسِدُه ويُنْفِقُه في السَّرَفِ . وكلُّ ما فَرَّقْتَه وأفْسدْتَه فقد بَذَّرْتَه . وعبدُ اللهِ بنُ بَيْذَرَةَ شارِي الفَسْوِ . يَأْتِي ذِكْرُه في " ف س و " . قال شيخُنَا : لم يذكُرْه هناك كأنَّهُ نَسِيَه أو أنساه اللهُ تعالَى سَتْراً عليه وكثيراً ما تَقعُ له الإحالاتُ على غير مواضِعِها إمّا سَهْواً أو إهمالاً فلا يَذكُرُهَا بالكُلِّيَّة أو يُحِيلُ على مَوضعٍ ويَذْكُرُ الإحالةَ في موضعٍ آخَرَ . قلتُ : وهذا من شيخِنا تَحَامُلٌ قَوِيٌّ على المصنِّف في غيرِ مَحَلِّه وكيف لا فإنه ذَكَرَه في آخرِ الكتاب وإحَالَتُه صحيحةٌ وذَكَرَ اسمَ جَدِّه وسَبَبَ لَقَبِه فراجِعْه . ولم يَزَلْ شيخُنَا يَتحامَى ويَتحاملُ على عَادَتِه عَفَا اللهُ عنه آمِين
والبُذُرَّي بضَمَّتَيْن ككُفُريَّ : الباطِلُ عن السِّيرافِيِّ . وقيل : هو فُعُلَّي مِنْ . شَذَرَ بَذَرَ وقيل : مِن البَذْر الذي هو الزَّرْعُ وهو راجِعٌ إلى التَّفْرِيق كذا في اللِّسَان . وطَعامٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ : فيه بُذَارَةٌ . بالضَّمّ أي نَزَلٌ بضمَّتَيْن وبضَم فسكُونٍ ومحرَّكَةٍ عن اللِّحْيَانيّ . وقال أبو دَهْبَلٍ :
أَعْطَى وهَنَّأَنَا ولمْ ... تَكُ مِن عَطِيَّتِه الصَّغَارَهْ
ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرَى ... جَذْماءَ ليس لها بُذَارَهْ . وطَعامٌ كثيرُ البُذَارةِ
وبَذَرَّهَ تَبْذِيراً : خَرَّبَه وفَرَّقَه إسرافاً . وتَبْذِيرُ المالِ : تَفرِيقُه إسرافاً وإفسادُه قال اللهُ عَزَّ وجلَّ : " ولا تُبَذِّرْوا تَبْذِيرا " وقيل : التَّبذِير أن يُنْفِقَ المالَ في المَعاصِي وقيل : هو أن يَبْسُطَ يَدَه في إنفاقه حتى لا يَبْقَى منه ما يَقتاتُه واعتبارُه بقوله تعالَى : " ولا تَبْسُطْهَا كلِّ البَسْطِ فتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً " . وقال شيخُنا نَقْلاً عن أئِمَّة الاشتقاقِ : إنّ التَّبْذِيرَ هو تفْرِيقُ البَذْرِ في الأرض ومنه التَّبْذِيرُ بمعنَى صَرْفِ المالِ فيما لا يَنْبِغَي وهو يَشْمَلُ الإسرافَ في عُرْف اللُّغَة . ويُرادُ منه حَقِيقتُه . وقيل : التَّبْذِيرُ تَجَاوُزٌ في مَوْضِعِ الحَقِّ وهو جَهْلٌ بالكَيْفِيَّة ومواقعِها والإسرافُ تَجاوزٌ في الكَمِّيَّة وهو جَهْلٌ بمَقاديرِ الحُقُوقِ وقد تعرَّضَ لبيانِ ذلك الشِّهَابُ في العِناية أثناءَ الإسراءِ . والبَذَارَّةُ بالفَتْح وقد تُخَفَّفُ الرّاءُ كلاهما عن اللِّحْيَانيِّ وعن أبي عَمْروٍ : البّيْذَرَةُ والنَّبْذَرَةُ الأخيرَةُ بالنُّون : التَّبْذِيرُ وتَفْرِيقُ المالِ في غير حقِّه . والمُبَذِّرُ : المُسْرِفُ في النَّفَقة
باذَرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً وفي حديث وَقْف عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : " ولِوَلِيَّه أنْ يأْكُلَ منه غيرَ مُبَاذِر " أي غيرَ مُسْرِفٍ . وَرَجُلٌ بَيْذَارةٌ : يُبْذِّرُ مالَه وكذلك رَجُلٌ بَذِرٌ وَصَفَتِ امرأَةُ زَوجَهَا فقالت : لا سَمْحٌ بَذِر ولا بَخِيلٌ حَكِر . وبَذَّرُ كبَقَّم : بِئرٌ بمكّةَ لبَنِي عبدِ الدّارِ . وذكر أبو عُبَيدَةَ في كتاب الآبارِ : وحَفَرَ هاشمُ بنُ عبدِ مَنافٍ بَذَّرَ وهي البئرُ التي عند خَطْمِ الخَنْدَمَةِ على فَمِ شِعْب أبي طالب وقال حين حَفَرها :
أنبطتُ بَذَّرَ بماءٍ قَلاسْ ... جَعَلْتُ ماءَهَا بلاغاً للنّاسْ . قالوا : هو من التَّبِذير وهو التَّفْرِيق فلعل ماءَها كان يخَرج متفرِّقاً من غيرِ مكانٍ واحد . قاله شيخُنا : وهو نصُّ عبارةِ المُعْجَمِ . قال الأزْهَرِيّ : ومثلُ بَذَّر خَضَّم وعَثَّر وبَقَّم : شجرة قال : ولا مِثلَ لها في كلامهم . قلتُ : وزاد غيرُه : وشَلَّم وكَتَّم وزاد ياقوتُ : خَوَّد وحَطَّم
قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
سَقَى اللهُ أمْواهاً عَرَفْت مكانَها ... جُرَاباً ومَلْكُوماً وبَذَّرَ والغَمْرَا . وهذه كلّها آبارٌ بمكَّةَ . قال ابن بَرِّيّ : هذه كلُّهَا أسماءُ مِيَاهٍ بدَلِيلِ إبْدالِها مِن قولِه أمْوَاهاً ودَعَا بالسُّقْيَا للأمواهِ وهو يُريدُ أهْلَها النّازِلين بها اتِّساعاً ومَجازاً
عن الأصْمَعِيِّ : تَبذَّرَ الماءُ إذا تَغيَّرَ واصْفَرَّ وأنشدَ لابنِ مُقْبِلٍ :قُلُباً مُبَلِّيَة جَوائِزَ عَرْشِها ... تَنْفِي الدِّلاءَ بآجِنٍ مُتَبذِّرِ . قال : المُتَبَذِّر : المتغيِّر الأصفر . والمسْتَبْذِر : المُسْرِعُ الماضِي قال المُتَنَخِّل يصفُ سحاباً :
مُسْتَبْذِراً يَزْعَبُ قُدَّامَه ... يَرْمِي بِعُمِّ السَّمُرِ الأطْوَلِ . وفسَّره السُّكَّرِيُّ فقال : مسْتبْذِر : يُفرِّق الماءَ
وممّا يستدرَك عليه : رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ : كثيرُ الكلامِ ذَكَرَه ابنُ دُريْد . ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوَجَدْتَه رَجْلاً أي لو جَرَّبتَه . هذه عن أبي حَنِيفَةَ وزاد في الأساس بعد قولِه : لو جَرَّبتَه : وقَسَّمْتَ أحوالَه وهو مَجاز
وكاملُ بنُ أحمدَ الباذرائيُّ وقاضِي القُضَاةِ نَجمُ الدِّين عبدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ الباذرائيُّ : مُحَدِّثان
وبَيْذَرَ كحَيْدَر اسمٌ عن ابن دُرَيْد . وبَذْرَمان وَبَذْرَشِين بالفتح فيهما قَريتانِ بمصر
الذّرُّ : صِغَارُ النَّمْلِ . وقال ثعلب : إنَّ ماِئَةً منها زِنَةُ حَبّة من شَعِيرٍ فكأَنَّهَا جُزْءٍ من ماِئَةٍ . قال شَيْخُنَا : ورأَيْت في فَتَاوى ابن حَجَر المَكِّيّ نقلاً عن النّيسابُورِيّ : سَبْعُون ذَرَّةً تَزِنُ جَناحَ بَعُوضة وسَبْعُون جَناحَ بَعُوضة تَزِن حَبَّةً . انتهى . وقيل : الذَّرَّة ليس لها وَزْنٌ ويُراد بها ما يُرَى في شُعاع الشَّمْسِ الدَّاخل في النَّافذة . ومنه سُمِّيَ الرجلُ وكنُىَ . وفي حديث جُبَيْر بن مُطْعِم : " رأَيتُ يَومَ حُنْيَن شيباً أسودَ يَنْزِل من السماءِ فوقَعَ على الأرض فدَبَّ مِثْلَ الذَّرِّ وهَزَم الله المُشْركين " قالوا : الذَّرُّ : النَّمْلُ الأَحْمَرُ الصَّغِير الواحدِةُ ذَرَّةٌ قلت : فِيه مُخَالَفةٌ لاصْطِلاحه وسُبْحَان من لا يَسْهُو وقد تقدمت الإشارة إليه مِراراً
والذَّرُّ : تفَرِيقُ الحَبِّ والْمِلْحِ وتَبْدِيدُها ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه ذَرّاً : أَخذَه بأَطْرَاف أَصابِعه ثم نَثَره على الشْيءِ وذَرَّه يَذُرُّه إِذَا بَدَّدَه وذُرَّ : بُدِّدَ . وفي الأساس : ذَرَّ المِلْحَ على اللَّحْم والفُلْفُلَ على الثَّرِيد : فَرَّقَة فيه وذَرَّ الحَبَّ في الأرض : بَذَرَه انتهى . وفي حَدِيث عمر رضي الله عنه : " ذُرِّى أَحِرَّ لكِ " أَي ذُرِّى الدَّقيقَ في القِدْرِ لأعملَ لك حَرِيرَةً وقد تقدّم في ح ر ر . كالذَّرْذَرَة . الذَّرُّ : طَرْحُ الذَّرُورِ في العَيْن يقال : ذَرَرْتُ عَيْنَه إِذَا دَاويْتَها به . وذَرَّ عينَه بالذَّرورِ يَذُرُّهَا ذرَاًّ : كَحَلَها . ومن المَجَاز : الذَّرُّ : النَّشْرُ . ؟ يقال : ذَرَّ الله الخَلْقَ في الأرِض ذَرّاً أَي نَشَرَهم ومنه الذُّرِّيَّة كما سيأْتي . وأبو ذَرٍّ جُنْدَبُ بن جُنَادَةَ الغِفَارِيّ وهو الأصحّ وقيل : يَزِيدُ بن عَبْد الله أو يَزيد بن جُنَادَة وقيل : جُنْدَبُ بن سَكَن وقيل : خَلَفُ بن عَبْد الله من السَّابِقِين وامرأتُه أمُّ ذَرِّ جاء ذكرُها في حَدِيث إسلام أبي ذَرٍّ وكذا أمُّ أبِي ذَرٍّ وأُخْتُه
وأَبو ذَرَّةَ الحارثُ بنُ مُعَاذٍ الحِرْمَازيّ ذكَره الدُّولاِبيّ وغَيْرُه في الأسْماءِ والكُنَى شَهِدَ أحُداً : صحابِيّونَ وأبُو ذَرَّةَ الهُذَلِيُّ : شاعرٌ من بني صَاهِلَة بن كَاهِلٍ أخو بَنِي مازن بن مُعاويَة بن تَميم ين سَعْد بن هُذَيْل قال السُّكَّريّ : هكذا بالمُعْجَمَة في شَرْح الدِّيوان أو هُوَ أبو دُرَّة بضَمِّ الدّال المهملةِ حَكَاه الأَصمَعِيّ . والذَّرُورُ كصَبور " : ما يُذَرُّ في العَيْن وعلى القَرْح من دَوَاءٍ يابِسٍ . وفي الحَدِيث " تَكْتَحِل المُحِدُّ بالذَّرُور . والذَّرُورُ : عِطْرٌ يُجَاءُ به من الهِنْدِ كالذَّرِيرَةِ وهو ما انْتُحِتَ من قَصَبِ الطِّيب وقيل : هو نَوْعٌ من الطِّيب مَجْمُوع من أخْلاط . وبه فُسِّر حَدِيث عائشة رضي الله عنها : " طَيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحْرامه بذَرِيرةٍ " . ج أَي جَمْع الذَّرُورِ أذِرَّةٌوالذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من الذَّرِّ وهو النَّشْرِ أو النَّمْلِ الصِّغَارِ وهو بالضَّمّ وكان قِياسهُ الفَتْح لكنَّه نَسَبٌ شَاذٌّ لم يَجِيئ إلا مَضْمومَ الأوَّل ونَظَّره شيخُنَا بدُهْرِيّ وسُهْلِيّ ويُكْسَرُ وأجْمَع القُرَّاءُ على تَرْك الهَمْز فيها . وقال بعضُ النَّحْوِييّن : أَصْلُهَا ذُرُّورَة على فُعْلُولَة ولكِن التَّضْعِيف لما كَثُرَ أبْدِل من الرَّاءِ الأخِيرَة ياءٌ فصارَت ذُرُّويّةٌ ثم أُدغمت الواوُ في الياءِ فصارَت ذُرُّيَةُ قال الأَزْهَرِيّ : وقَوْلُ من قال إنه فُعْلِيّة أقْيَسُ وأجَوْدُ عِنْد النَّحْوِيّين وقال اللَّيْثُ : ذُرِّيّة فُعْلِيّة كما قالوا سُرِّيَّة والأَصل من السِّرِّ وهو النِّكاح . والذًّرِّية : وَلدُ الرَّجُلِ . قال شيخنا : وقد يُطلقُ على الأصُول والوالدين أيضاً فهو من الأضداد قالوا ومنه قوله تعالى : " وآيةٌ لهم أنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيّتَهْم في الفُلْكِ المَشْحُونِ " فتَأمَّل . ج الذُّرِّيَّاتُ والذّرِارِيُّ . وقال ابن الأثِير : الذُّرِّيَّة : اسمٌ يَجمع نَسْلَ الانسان من ذَكَرٍ وأنْثَى وأصلُها الهَمْز لكنهم حَذَفُوه فلم يستعملوها إلاَّ غَيْر مَهْمُوزةٍ . وفي الحَدِيث : " أنه رأى امرأةً مقتولة فقال : ما كانت هذه تُقَاتِل الْحَق خَاِلداً فقل له : " لا تَقْتُل ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً " وقال ابن الأثِير : المُرَادُ بَها في هذا الحَدِيث النِّسَاءُ - لأجلْ المرأَة المَقْتُولة . ومنه حديث عمر : " حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لا تَأْكُلوا أرزَاقَها وتَذَرُوا أرْبَاقَها في أعْنَاقها " أَي حُجُّوا بالنِّسَاءِ وضَرَب الأرْبَاقَ وهي القَلائِدُ مَثَلاُ لِمَا قُلِّدتْ أعناقُهَا من وجُوب الحَجِّ وقيل : كَنَى بها عن الأوزار - للوَاحِد والجَمِيع . وذَرَّ يَذُرُّ إِذَا تَخَدَّدَ . وذَرَّ البَقْلُ والشَّمْسُ : طَلَعَا . وفي الأساس ذَرَّ البَقْلُ والقَرْنُ : طَلَعَ أدْنى شَيْءٍ منه وعن أبي زَيْد : ذَرَّ البَقُْ إِذَا طلع من الأرض وذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً : طَلَعتْ وظَهَرْت وفي الأساس : ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس وهو مَجَاز . وقيل : هو أوّلُ طُلُوعِها . وشُرُوقُها : أوَّل ما يَسقط ضَؤْوهُا على الأرض والشَّجَرِ وكذلك البَقْلُ والنَّبْتُ . وذَرَّت الأرْضُ النَّبْتَ : أطْلَعتْه وقال السَّاجع في مَطرٍ : وثَرْدٌ يذَُرُّ بَقْلُه ولا يُقْرِّح أصلُه . يعَني بالثَّرْدِ المَطَرَ الضَّعِيفَ . قال ابنُ الأَعرابيِّ : يقال : أصابَنا مَطَرٌ ذَرَّ بَقْلُه يَذُرُّ إذا طَلعَ وظَهَر وذلك أنه يَذُرُّ من أَدْنَى مَطرٍ وإنما يَذُرٌّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وضَحِ الكَفِّ ولا يُقِّرحُ البَقْلُ إلاَّ من قَدْرِ الذِّارعِ . ويقال : ذَرَّ الرجل إِذَا شاب مُقدَّمُ رَأسِه يَذَرُّ فيه بالفتح كما نقَلَه الصَّغَانيّ وهو شاَذٌّ وَوَجْهُ الشُّذُوذِ عَدَمُ حَرْفِ الحَلْقِ فيه . قال شيخُنَا : وإن صَحَّ الفَتْح فلا بُدَّ من الكَسْرِ في المَاضِي وقد تقدم مثله في د ر ر . والذَّرْذَارُ بالفَتْح : المِكْثَارُ كالثَّرثَار . وذَرْزَارٌ : لَقبُ رجل من العَرَب . والذُّرَارَة : بالضَّمّ : ما تَناثَرَ من الذَّرُورِ . قال الزَّمَخْشَرِىّ : ذُرَارَةُ الطِّيب : ما تَنَاثَر منه إِذَا ذَرَرْته ومنه قيل لِصِغار النَّمْل وللمُنْبَثَّ في الهواء من الهَبَاءِ : الذَّرَ كأنها طاقَاتُ الشيْءِ المَذْرُور وكَذَا ذَرَّات الذَّهَبِ . والذَّرِّىُّ بالفتح وياءِ النِّسْبَة في آخره : السَّيفُ الكَثِيرُ المَاءِ : كأنَّه منْسوب إلى الذَّرِّ وهو النَّمْل . من المَجَاز : ما أبَيْنَ ذَرِّىَّ سَيْفِه أَي فِرْندَه ومَاءَهُ يُشَّبَهان في الصَّفاءِ بمَدَبِّ النَّمْلِ والذَّرِّ وأنشد أبو سعيد :
وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ اليَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى ذَرِّىَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ يقول : إِذَا أَضَرَّت به شِدَّة الَيْوم أَخْرَجَتْ منه مَصَدْقاً وصَبْراً وتَهَلَّلَ وَجْهُه كأنَّه ذَرِّىًُّ سَيْفٍ
وقال عبد الله بن سبرة :
كُلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ ... جَلَّى الصَّياقِلُ عن ذَرِّيِّهِ الطَّبَعَايعنى عن فِرِنْدِه ويُروْىَ بالدَّالِ المَهْمَلَة وقد تقدَّم . والذِّرَارُ بالكَسْر : الغَضَبُ والإعْرَاضُ والإنكَار عن ثعلب وأنشد لكُثَيِّر :
وفِيهَا على أَنَّ الفُؤَادَ يُحبُّهَا ... صُدُودٌ إِذَا لاَقَيتُها وذِرَارُ وقال أَبو زَيْد : في فُلانٍ ذِرَارٌ أَي إعراضٌ غَضَباً كذِرَار النَّاقَةِ . قال الفَرّاءُ : ذَارَّتِ النَّاَقةُ تَذَارُّ مُذَارَّةً وذِرَاراً أَي ساءَ خُلُقُهَا وهي مُذَارٌّ . قال : ومنه قَوْلُ الحُطَيئة :
وكُنْتُ كذَاتِ البَعْلِ ذَارَتْ بأنْفِهَا ... فَمِن ذَاكَ تَبْغِي غيرَه وتُهَاجِرُه إلا أنَّه خَفَّفه للضّرُورَة . قال ابن بَرِّيّ : بَيْتُ الحُطَيْئَة شاهِدٌ على ذَارَتْ النَّاقَةُ بأنْفها إِذَا عَطَفت على وَلِدِ غَيْرِهَا وأصلُه ذَارَّت فخفَّفَه وهو ذَارَت بأنْفها والبيت :
وكنتُ كَذَاتِ البَوِّ ذَارتْ بأنْفِهَا ... فَمِنْ ذَاك تَبْغِي بُعْدَه وتُهَاجِرُه قال ذلك يَهْجُو به الزِّبْرِقَانَ ويَمْدح آل شَمَّاسِ بن لأْى ألاَ تراه يَقُول بعد هذا :
فدَعْ عنك شَمَّاسَ بن لأْىٍ فإنَّهمْ ... مَوَالِيك أو كَاثِرْ بهمْ مَنْ تُكَاثِرُه وقد قيل في ذَارَتْ غيرُ ما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ وهو أَن يكون أصْلُه ذَاءَرَتْ ومنه قيل لهذه المَرْأَةِ : مُذَائِر وهي الَّتِي تَرْأَمُ بأنْفِهَا ولا يَصْدُق حُبُّها فهي تَنْفِرُ عَنْه والبَوُّ : جِلْد الحُوَارِ يُحْشَى ثُمَاماً ويُقَام حَوْلَ النَّاقَةِ لتَدِرَّ عليه وقد سبق الكلام في ذلك
والمِذَرَّةُ بالكَسْر : آلةٌ يُذَرُّ بها الحَبُّ أَي يُبَدَّد ويُفَرَّق كالمِبْذَرِة آلةِ البَذْرِ . ومما يستدرك عليه : يُوسُف بن أبي ذَرَّة : مُحَدِّث رَوَى عن عَمْرِو بن أُمَيَّة في بلوغ التَّسْعِين ذَكَرَه ابن نُقْطَة . وأمُّ ذَرَّة التي رَوَى عنها مُحَمَّد بن المُنْكَدِر : صَحَابِيّةٌ . ؟ وذَرَّةُ : مَوْلاة ابن عباس وذَرَّة بنت مَُاذ : مُحدِّثات