القول : الكلام على الترتيب أو كل لفظ مذل به اللسان تاما كان أو ناقصا تقول : قال يقول قولا والفاعل : قائل والمفعول : مقول وقال الحرالي : القول ابداء صور التكلم نظما بمنزلة ائتلاف الصور المحسوسة جمعا فالقول مشهود القلب بواسطة الأذن كما أن المحسوس مشهود القلب بواسطة العين وغيرها . وقال الراغب : القول يستعمل على أوجه ؛ أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المنطوق بها مفردا كان أو جملة والثاني : يقال للمتصور في النفس قبل التلفظ قول فيقال : في نفسي قول لم أظهره والثالث : الاعتقاد نحو : فلان يقول بقول الشافعي والرابع : يقال للدلالة على الشيء نحو :
" امتلأ الحوض فقال قطني والخامس : يقال للعناية الصادقة بالشيء نحو : فلان يقول بكذا والسادس : يستعمله المنطقيون فيقولون : قول الجوهر كذا وقول العرض كذا أي حدهما والسابع : في الإلهام نحو : " قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب " فإن ذلك لم يخاطب به بل كان إلهاما فسمي قولا انتهى . وقال سيبويه : واعلم أن قلت في كلام العرب إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا . يعني بالكلام الجمل كقولك : زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقول الألفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك : زيد منطلق وأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إلا بالقول سميت قولا إذ كانت سببا له وكان القول دليلا عليها كما يسمى الشيء باسم غيره إذا كان ملابسا وكان القول دليلا عليه وقد يستعمل القول في غير الإنسان قال أبو النجم :
" قالت له الطير تقدم راشدا
" إنك لا ترجع إلا حامدا وقال آخر :
قالت له العينان سمعا وطاعة ... وحدرتا كالدر لما يثقب وقال آخر :
بينما نحن مرتعون بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه إنيه : صوت رزمة السحاب وحنين الرعد وإذا جاز أن يسمى الرأي والاعتقاد قولا - وإن لم يكن صوتا - كان تسميتهم ما هو أصوات قولا أجدر بالجواز ألا ترى أن الطير لها هدير والحوض له غطيط والسحاب له دوي فأما قوله :
" قالت له العينان : سمعا وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت فإن الحال آذنت بأن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعا وطاعة قال ابن جني : وقد حرر هذا الموضع وأوضحه عنترة بقوله :
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... أو كان يدري ما جواب تكلم
ج : أقوال جج جمع الجمع أقاويل وهو الذي صرح به سيبويه وهو القياس وقال قوم : هو جمع أقوولة كأضحوكة قال شيخنا : وإذا ثبت فالقياس لا يأباه . أو القول في الخير والشر والقال والقيل والقالة في الشر خاصة يقال : كثرت قالة الناس فيه وقد رد هذه التفرقة أقوام وضعفوها بورود كل من القال والقيل في الخير وناهيك بقوله تعالى : " وقيله يا رب إن هؤلاء " الآية قاله شيخنا . أو القول مصدر والقيل والقال : اسمان له الأول مقيس في الثلاثي المتعدي مطلقا والأخيران غير مقيسين . أو قال قولا وقيلا وقولة ومقالة ومقالا فيهما وكذلك قالا وأنشد ابن بري للحطيئة :
تحنن علي هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا ويقال : كثر القيل والقال وفي الحديث : " نهى عن قيل وقال وإضاعة المال " . قال أبو عبيد : في قيل وقال نحو وعربية وذلك أن جعل القال مصدرا ألا تراه يقول عن قيل وقال كأنه قال : عن قيل وقول يقال على هذا : قلت قولا وقيلا وقالا قال : وسمعت الكسائي يقول - في قراءة عبد الله بن مسعود - : " ذلك عيسى بن مريم قال الحق الذي فيه يمترون " فهذا من هذا . وقال الفراء : القال في معنى القول مثل العيب والعاب وقال ابن الأثير في معنى الحديث : نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم : قيل كذا وقال فلان كذا قال : وبناؤهما على كونهما فعلين محكيين متضمنين للضمير والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير ومنه قولهم : إنما الدنيا قال وقيل . وإدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم : ما يعرف القال من القيل . فهو قائل وقال ومنه قول بعضهم لقصيدة : أنا قالها : أي قائلها وقؤول كصبور بالهمز وبالواو قال كعب بن سعد الغنوي :
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤول ج : قول وقيل بالواو وبالياء كركع فيهما وأنشد الجوهري لرؤبة :
" فاليوم قد نهنهني تنهنهي
" وأول حلم ليس بالمسفه
" وقول إلا ده فلا ده وقالة عن ثعلب وقؤول مضموما بالهمز والواو هكذا في النسخ والذي في الصحاح : رجل قؤول وقوم قول مثل صبور وصبر وإن شئت سكنت الواو قال ابن بري : المعروف عند أهل العربية قؤول وقول بإسكان الواو يقولون : عوان وعون والأصل عون ولا يحرك إلا في الشعر كقوله :
" ... . تمنحه سوك الإسحل ورجل قوال وقوالة بالتشديد فيهما من قوم قوالين وتقولة وتقوالة بكسرهما : الأولى عن الفراء والثانية عن الكسائي حكى سيبويه : مقول كمنبر قال : ولا يجمع بالواو والنون ؛ لأن مؤنثه لا تدخله الهاء قال ومقوال كمحراب هو على النسب وقولة كهمزة كل ذلك : حسن القول أو كثيره لسن كما في الصحاح وهي مقول ومقوال وقوالة . والاسم القالة والقيل والقال . وقال ابن شميل : يقال للرجل : إنه لمقول : إذا كان بينا ظريف اللسان والتقولة : الكثير الكلام البليغ في حاجته وأمره ورجل تقوالة : منطيق . وهو ابن أقوال وابن قوال : فصيح جيد الكلام وفي التهذيب : تقول للرجل إذا كان ذا لسان طلق : إنه لابن قول وابن أقوال . وأقوله ما لم يقل وهو شاذ كقوله :
" صددت فأطولت الصدودوقيل إنه غير مسموع في غير أطول نقله شيخنا . كذلك قوله ما لم يقل وأقاله ما لم يقل : أي ادعاه عليه الأخيرة عن اللحياني . وقال شمر : تقول : قولني فلان حتى قلت : أي علمني وأمرني أن أقول وقيل : قولني وأقولني : أي علمني ما أقول وأنطقني وحملني على القول وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه : أنه سمع امرأة تندب عمر فقال : أما والله ما قالته ولكن قولته أي لقنته وعلمته وألقي على لسانها يعني من جانب الإلهام أي إنه حقيق بما قالت به . وقول مقول ومقؤول عن اللحياني قال : والإتمام لغة أبي الجراح . وتقول قولا : ابتدعه كذبا ومنه قوله تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل " . وتقول فلان علي باطلا : أي قال علي ما لم أكن قلت . وكلمة مقولة كمعظمة : قيلت مرة بعد مرة . والمقول كمنبر : اللسان يقال : إن لي مقولا وما يسرني به مقول أي لسانه . أيضا : الملك بلغة أهل اليمن وجمعها المقاول أو من ملوك حمير خاصة يقول ما شاء فينفذ ما يقوله كالقيل أو هو دون الملك الأعلى كما في العباب وهو قول أبي عبيدة قال : يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره أي فهو بمنزلة الوزير وأصله قيل بالتشديد كفيعل قال أبو حيان : لا ينبغي أن يدعى في قيل وشبهه التخفيف حتى يسمع من العرب مشددا كنظائره نحو ميت وهين وبين فإنها سمعت بهما ويبعد القول بالتزام تخفيف هذا خاصة مع أنه غير مقيس عند بعض النحاة مطلقا أو في اليائي وحده وإن أجاب عنه الشهاب الخفاجي بما لا يجدي وخالف أبو علي الفارسي في ذلك كله فقصره على السماع والصواب خلافه وفيه كلام طويل لابن الشجري وغيره وادعى فيه البدر الدماميني في شرح المغني أنهم تصرفوا فيه للفرق نقله شيخنا . سمي به لأنه يقول ما شاء فينفذ وهذا على أنه واوي وأصل قيل : قيول كسيد وسيود وحذفت عينه وذهب بعضهم إلى أنه يائي العين من القيالة وهي الإمارة أو من تقيله : إذا تابعه أو شابهه ج ؛ أي جمع القيل : أقوال قال سيبويه : كسروه على أفعال تشبيها بفاعل من جمعه على أقيال لم يجعل الواحد منه مشددا كما في الصحاح وقال ابن الأثير : أقيال محمول على لفظ قيل كما قيل في جمع ريح أرياح والسائغ المقيس أرواح وفي التهذيب : هم الأقوال والأقيال الواحد قيل فمن قال : أقيال بناه على لفظ قيل ومن قال : أقوال بناه على الأصل وأصله من ذوات الواو . جمع المقول مقاول وأنشد الجوهري للبيد :
لها غلل من رازقي وكرسف ... بأيمان عجم ينصفون المقاولا أي يخدمون الملوك ومقاولة دخلت الهاء فيه على حد دخولها في القشاعمة . واقتال عليهم : احتكم وأنشد ابن بري للغطمش من بني شقرة :
فبالخير لا بالشر فارج مودتي ... وإني امرؤ يقتال مني الترهب قال أبو عبيد : سمعت الهيثم بن عدي يقول : سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رقية النملة : العروس تحتفل وتقتال وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل . قال : تقتال : تحتكم على زوجها وأنشد الجوهري لكعب بن سعد الغنوي :
ومنزلة في دار صدق وغبطة ... وما اقتال من حكم علي طبيب وأنشد ابن بري للأعشى :
ولمثل الذي جمعت لريب الد ... هر تأبى حكومة المقتالاقتال الشيء : اختاره هكذا في النسخ وفي الأساس واللسان : واقتال قولا : اجتره إلى نفسه من خير أو شر . وقال به : أي غلب به ومنه حديث الدعاء : " سبحان من تعطف بالعز والرواية : تعطف العز وقال به " قال الصاغاني : وهذا من المجاز الحكمي كقولهم : نهاره صائم والمراد وصف الرجل بالصوم ووصف الله بالعز أي غلب به كل عزيز وملك عليه أمره وقال ابن الأثير : تعطف العز : أي اشتمل به فغلب بالعز كل عزيز وقيل : معنى قال به : أي أحبه واختصه لنفسه كما يقال : فلان يقول بفلان : أي بمحبته واختصاصه . وقيل : معناه حكم به فإن القول يستعمل في معنى الحكم وفي الروض للسهيلي في تسبيحه صلى الله تعالى عليه وسلم : " الذي لبس العز وقال به " أي ملك به وقهر وكذا فسره الهروي في الغريبين . قال ابن الأعرابي : العرب تقول : قال القوم بفلان : أي قتلوه وقلنا به : أي قتلناه وهو مجاز وأنشد لزنباع المرادي :
" نحن ضربناه على نطابه
" قلنا به قلنا به قلنا به
" نحن أرحنا الناس من عذابه
" فليأتنا الدهر بما أتى به وقال ابن الأنباري اللغوي : قال يجيء بمعنى تكلم وضرب وغلب ومات ومال واستراح وأقبل وهكذا نقله أيضا ابن الأثير وكل ذلك على الاتساع والمجاز ففي الأساس : قال بيده : أهوى بها وقال برأسه : أشار وقال الحائط فسقط : أي مال . ويعبر بها عن التهيؤ للأفعال والاستعداد لها يقال : قال فأكل وقال فضرب وقال فتكلم ونحوه كقال بيده : أخذ وبرجله : مشى أو ضرب وبرأسه : أشار وبالماء على يده : صبه وبثوبه : رفعه وتقدم قول الشاعر :
" وقالت له العينان سمعا وطاعة أي أومأت وروى في حديث السهو : " ما يقول ذو اليدين ؟ قالوا صدق " روي أنهم أومئوا برؤوسهم : أي نعم ولم يتكلموا . قال بعضهم في تأويل الحديث : " نهى عن قيل وقال " القال : الابتداء والقيل بالكسر : الجواب ونظير ذلك قولهم : أعييتني من شب إلى دب ومن شب إلى دب قال ابن الأثير : وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية : قيل وقال على أنهما فعلان فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته وهو كحديثه الآخر : " بئس مطية الرجل زعموا " وأما من حكى ما يصح وتعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم . والقولية : الغوغاء وقتلة الأنبياء هكذا تسميه اليهود ومنه حديث جريج : فأسرعت القولية إلى صومعته . وقول بالضم : لغة في قيل بالكسر نقله الفراء عن بني أسد وأنشد :
" وابتدأت غضبى وأم الرحال
" وقول لا أهل له ولا مال ويقال : قيل على بناء فعل غلبت الكسرة فقلبت الواو ياء . العرب تجري تقول وحدها في الاستفهام كتظن في العمل قال هدبة بن خشرم :
" متى تقول الذبل الرواسما
" والجلة الناجية العياهما إذا هبطن مستجيرا قاتما
" ورفع الهادي لها الهماهما
" أرجفن بالسوالف الجماجما
" يبلغن أم خازم وخازما وقال الأحول : حازم وحازما بالحاء المهملة قال الصاغاني : ورواية النحويين :
" متى تقول القلص الرواسما
" يدنين أم قاسم وقاسما وهو تحريف فنصب الذبل كما ينتصب بالظن . قلت : وأنشده الجوهري كما رواه النحويون وأنشد أيضا لعمرو بن معد يكرب :
علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت وقال عمر بن أبي ربيعة :
أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعناقال : وبنو سليم يجرون متصرف قلت في غير الاستفهام أيضا مجرى الظن فيعدونه إلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح أن بعد القول . والقال : القلة مقلوب مغير أو خشبتها التي تضرب بها نقله الجوهري عن الأصمعي وأنشد :
كأن نزو فراخ الهام بينهم ... نزو القلات قلاها قال قالينا قال ابن بري : هذا البيت يروى لابن مقبل قال : ولم أجده في شعره . ج : قيلان كخال وخيلان قال :
" وأنا في ضراب قيلان القله وقولة بالضم : لقب ابن خرشيد بضم الخاء وتشديد الراء المفتوحة وكسر الشين وأصله خورشيد بالتخفيف فارسية بمعنى الشمس وهو شيخ أبي القاسم القشيري صاحب الرسالة . ومما يستدرك عليه : القالة : القول الفاشي في الناس خيرا كان أو شرا . والقالة : القائلة . وابن القوالة : عبد الباقي بن محمد بن أبي العز الصوفي سمع أبا الحسين ابن الطيوري مات سنة 573 . وقاولته في أمري : وتقاولنا : أي تفاوضنا . واقتاله : قاله وأنشد الجوهري للبيد :
فإن الله نافلة تقاه ... ولا يقتالها إلا السعيد أي لا يقولها . وقال ابن بري : اقتال بالبعير بعيرا وبالثوب ثوبا : أي استبدله به . ويقال : اقتال باللون لونا آخر : إذا تغير من سفر أو كبر قال الراجز :
" فاقتلت بالجدة لونا أطحلا
" وكان هداب الشباب أجملا وقال عنه : أخبر . وقال له : خاطب . وقال عليه : افترى . وقال فيه : اجتهد . وقال كذا : ذكره . ويقال عليه : يحمل ويطلق . ومن الشواذ في القراءات : " فاقتالوا أنفسكم " كذا في المحتسب لابن جني وقرأ الحسن : " قول الحق الذي فيه تمترون " بالضم
بَقَلَ الشيء : ظَهَرَ وقد اشتُقّ لفظ فِعْل مِن لفظِ البَقْلِ . بَقَلَت الأرضُ : أنْبتَتْ وبَقَلَ الرِّمْثُ : اخْضَرَّ كأَبْقَلَ فيهِما . قال ابنُ دُرَيد : يُقال : بَقَلتْ وأبْقَلَتْ : إذا أنْبتت البَقْلَ لُغتان فصيحتان . وأبْقَلَ الرِّمْثُ : إذا أَدْبَى وظَهَرت خضْرَةُ وَرَقِه فهو باقِلٌ ولم يقولوا : مقِلٌ كما قالوا : أَوْرَسَ فهو وارِسٌ ولم قولوا : مُورِسٌ وهذا مِن النَّوادِر كما في الصِّحاح قال عامر بن جُوَيْن الطائيُّ
فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا رَوْضَ أبْقَلَ إبقالها قال الصاغاني : والنَّحوِيّون يَروُونه : ولا أَرضَ ويقولون : ولم يقُلْ : أبْقَلَتْ لأن تأنيثَ الأرض ليس بحقيقيّ . قال ابنُ بَرِّيّ : وقد جاء مُبقِلٌ . قال أبو النَّجْم
" يَلْمَحْنَ مِن كُلِّ غَمِيسٍ مُبقِلِ وقال دُواد بن أبي دُواد حينَ سأله أبوه : ما الذي أعاشَك :
" أعاشَنِي بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ
" آكُلُ مِن حَوْذانِهِ وأَنْسِلُ قال ابنُ جِنّى : مَكانٌ مُبقِلٌ هو القِياس وباقِلٌ أكثرُ في السَّماع والأوّلُ مسموعٌ أيضاً . والأرضُ بَقِيلَةٌ وبَقِلَةٌ كسَفِينةٍ وفَرِحةٍ ومُبقِلَةٌ الأخيرةُ علَى النَّسَب كما قالوا : رَجُلٌ نَهِرٌ : أي أتَى الأُمورَ نَهاراً . من المَجاز : بَقَلَ وَجْهُ الغُلامِ : إذا خَرَج شَعْرُه يعني لِحيتَه يَبْقُل بُقُولاً كأَبْقَلَ وبَقَّلَ والأخيرةُ أنكرها بعضٌ . وأبْقَله اللَّهُ تعالَى : أظهره وأخْرجَه . قال الفَرّاءُ : بَقَلَ لِبَعيره : إذا جَمَعَ البَقْلَ كما يُقال : حَشَّ له مِن الحَشِيش وفي المُفْرَدات : بَقَل البَقْلَ : جَزَّه . والبَقْلُ : ما نَبَت في بَزْرِه لا في أُرُومةٍ ثابِتةٍ عن أبي حنيفةَ . وقال ابنُ فارِس : البَقْلُ : كلُّ ما اخضرَّتْ به الأرضُ . وأنشد الصاغاني للحارث بن دَوْس الإيادِي :
قَومٌ إذا نَبَتَ الرَّبيعُ لَهُم ... نَبتَتْ عَداوَتُهُم مَع البَقْلِ
والفرقُ ما بينَ البَقْلِ ودِقِّ الشَّجَر : أن البَقْلَ إذا رُعِيَ لم يَبقَ له ساقٌ والشَّجرُ تَبقَى له سُوقٌ وإن دَقَّتْ . وقال الراغِبُ : البَقْلُ ما لا يَنْبُت أصلُه وفرعُه في الشِّتاء . وتَبقَّلَ : خرَج يطلُبه . والبَقْلَةُ بِهاءٍ : واحِدَتُه ومنه المَثَلُ : لا تُنْبِتُ البَقْلَةَ إلاَّ الحَقْلَةُ والحَقْلَةُ : القَراحُ الطَّيبةُ مِن الأرض كما سيأتي . البُقْلَةُ : بالضّمّ : بَقْلُ الرَّبيع خاصَّةً والأرْضُ بَقِلَةٌ كفَرِحةٍ وبَقِيلَةٌ وقد ذكرهما المصنِّف قريباً فهو تَكرارٌ وبَقالَةٌ كسَحابةٍ كما هو في النّسَخ والصّوابُ بالتشديد : ومَبقَلَةٌ كمَرْحَلَةٍ وهو الأكثرُ مَبقُلَةٌ بضمّ القاف أيضاً : أي ذاتُ بَقْلٍ وعلى مِثالِه : مَزْرَعة ومَزْرُعة وزِراعة . يُقال : كُلِ البَقْلَ ولا تسأل عن المَبْقَلة قال :
كُلِ البَقْلَ مِن حيثُ تُؤْتَى بِهِ ... ولا تَسْأَلنَّ عنِ المَبْقَلَهْ وابْتَقَلَت الماشِيةُ وتَبقَّلَتْ : رَعَت البَقْلَ قال أبو ذؤيب الهُذَلِيُّ :
تاللَّهِ يَبقَى على الأيّامِ مُبتَقِلٌ ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٍ سِنُّه غَرِدُ وقال أبو النَّجم :
" تَبَقَّلَتْ مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ
" بَين رِماحَىْ مالِكٍ ونَهْشَلِ ابْتَقَل القَومُ : رَعَتْ ماشِيَتُهم البَقْلَ كأبْقَلُوا . وبَقْلَةُ الضَّبِّ : نَبتٌ قال أبو حَنِيفَةَ : ذكرها أبو نَصْر ولم يُفَسِّرها . والباقِلَّي مُشدَّداً مقصوراً ويُخَفَّفُ مع القَصْر عن أبي حَنِيفة والباقِلَاءُ مُخفَّفةً ممدودةً قِيلَ : إذا خَفَّفْتَ اللامَ مَددْتَ وإذا شَدَّدْتَها قَصَرتَ : الفُولُ اسمٌ سَوادِيٌّ وحَمْلُه الجِرْجَرُ . الواحِدةُ بهاءٍ أو الواحِدُ والجَمِيعُ سَواءٌ حكاه الأحمرُ في المُخفَّف والمُشَدَّد . وتصغيرُ الباقِلَاء : بُوَيْقِلَةٌ لأن العربَ تجمعها بَواقِلَ ومَن صغَّرها على جِهَتها قال : بُوَيْقِلْيَة بسكون اللام كَراهِيةً للكسر مع طولِ الكلمة ومَن جَعل الألفَ زائدةً مع الهاء قال : بُوَيْقِلاة ومَن قال : الباقلاء بالتخفيف والمَدّ قال : بُوَيْقِلاء فإن شاء قال : بُوَيْقِلَة فحَذف المَدَّةَ الزائدةَ وجاء بهاءٍ تدلُّ على التأنيث . وأَكْلُهُ يُولِّدُ الرِّياحَ الغَليظةَ والأحلامَ الرَّدِيَّةَ والسَّدَرَ مُحرَّكةً وهو دَوَرانُ الرَّأْسِ والهَمَّ وأخْلاطاً غَلِيظةً ويَنفَعُ للسُّعال وتَخْصِيب البَدَنِ ويحفظُ الصِّحَّةَ إذا أصْلِحَ وأَخْضَرُه بالزَّنْجَبِيلِ لِلباءَةِ غايَةٌ . والباقِلَّى القِبْطِيُّ : نَباتٌ حَبه أصغَرُ مِن الفُولِ والبَقْلَةُ اليَمانِيَّةُ وبَقْلَةُ الضَّبِّ وهذه قد ذُكِرت قريباً فهوَ تكرارٌ . وبَقْلَةُ الرُّماةِ وبَقْلَةُ الرَّمْلِ أو بَقْلَةُ البَرارِيّ والبَقْلَةُ الحامِضَةُ والبَقْلَةُ الأُتْرُجِّيَّةُ : حَشائِشُ وبَقْلَةُ الأنصارِ : الكُرُنْبُ وبَقْلَةُ الخَطاطِيفِ : العُرُوقُ الصُّفْرُ والبَقْلَةُ المُبارَكةُ : الهِنْدَباءُ أو هي الرِّجْلَةُ وكذا البَقْلَةُ اللَّيِّنةُ وكذا بَقْلَةُ الحَمْقاءِ والبَقْلةُ الحَمْقاء . وبَقْلَةُ المَلِكِ الشاهْتَرَجُ والبَقْلَةُ البارِدَةُ : اللَّبلابُ والبَقْلةُ الذَّهَبِيَّةُ : القَطْفُ وبُقُولُ الأَوجاعِ : نَبْتٌ مُخْتَبَرٌ مُجَرَّبٌ في إزالَةِ الأوجاعِ مِن البَطْن . والبُوقالُ بالضّمّ : كُوزٌ بِلا عُرْوَةٍ والذي في العُباب : الباقُولُ : كُوزٌ لا عُرْوةَ له . وفي الأساس : فُلانٌ لا يَعرِفُ البَواقِيل مِن الشَّواقِيل . فالباقُولُ : الكُوبُ والشَّاقُولُ : عَصاً قَدْرُ ذِراع في رأسِها زُجٌّ . في المَثَلِ : أَعْيا مِن باقِلٍ هو رَجُلٌ مِن رَبِيعةَ كان اشْتَرَى ظَبياً بأحدَ عَشَرَ دِرهماً فسُئِل عن شِرائه ففَتح كَفَّيه وأخرَج لِسانَه يُشِيرُ بذلك إلى ثَمَنِه وهو أحدَ عَشَرَ فانْفَلتَ الظَّبي فضُرِبَ به المَثَلُ في العِيِّ . وأنشدَ المَرزُبانيُّ في ترجمة حُمَيدٍ الأَرقَط قال : وكان حُمَيدٌ بَخِيلاً هَجّاءً للضِّيفان نَزل به ضَيفٌ فقال يَهْجُوه :
أتانَا وما دَاناه سَحْبانُ وائِلٍ ... بَياناً وعِلْماً بالذي هو قائِلُتُدَبِّلُ كَفَّاه وَيَحْدُرُ حَلْقُه ... إلى البَطْنِ ما حازت إليه الأنامِلُ
فما زال عِنْدَ اللَّقْم حتى كأنَّهُ ... مِن العِيِّ لَمّا أن تَكلَّمَ باقِلُ قال الصاغاني : وليست القِطعة فِي ديوانه . وبنو بَاقِلٍ : حَيٌّ مِن الأزْد ويقال لهم : بَقْلٌ أيضاً ونَصُّ الجَمهرةِ : وفي الأَزْدِ حَيٌّ يُقال لهم : بَقْلٌ بالفتح وهم بَنُو باقِلٍ . وبَنُو بُقَيلَةَ كجُهَينَةَ : بَطْنٌ مِن الحيرة مِنهم عبدُ المَسِيح بن بُقَيْلَةَ وغيرُه . وبَقَّلَ تَبقِيلاً : ساسَ نقلَه الصاغاني . والبَقَّالُ كشَدَّادٍ لِبَيّاعِ الأطعِمة . وقال ابنُ السَّمعانيّ : هو مَن يبيعُ اليابِسَ مِن الفاكهة عامِيَّةٌ والصَّحِيحُ : البَدَّالُ بالدال وقد تَقدَّم هناك . ومحمّدُ بن أبي القاسِم بن بابجوك زين المشايخ أبو الفضل الخوارَزْمِيُّ البَقّالُ المعروفُ بالآدَميّ والعَجَمُ يَزِيدُون آخِرَه ياءً هي ياءُ العُجْمة لا ياءُ النِّسْبة كما نَبَّه عليه ابنُ السمعاني : إمامٌ بارِعٌ ذو تَصانِيفَ حَسَنةٍ أخذ عن الزمخشري وخَلَفه في حَلْقَتِه وحَدَّث عن أبي طاهِر السِّنْجِيّ وعُمرَ بن محمّد الفَرغُولِيّ ومات سنةَ 562
ومما يستدرك عليه : بقَلَ نابُ البَعِيرِ : إذا طَلَع عن ابنِ السِّكِّيت وهو مَجازٌ . وأبْقَل الشَّجَرُ : خَرَج وَقْتَ الرِّبيع في أَعراضِه شِبْهُ أعْناقِ الجَراد . وبَقَّلَ الراعِي الإبِلَ تَبقيلاً : خَلَّاها ترعاه . وأبو باقِل الحَضْرَميُّ مُحدِّثٌ . والبُوقالَة بالضّمّ : الطَّرجَهارَةُ عن ابنِ الأعر أبي . وأبو المِنهال بُقَيلَة الأَكبر الأشْجَعِيُ وأبو المِنهال أيضاً بُقَيلَةُ الأصغَر واسمُه جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الأشْجَعِي : شاعِران . وبَقِيلٌ كأمِيرٍ : جَدّ أبي قَيْلَةَ عِياض بن عِياض بن عمرو بن جَبَلةَ بن هانئ التِّنْعيّ عن أبيه عن أبي مسعود وعنه سَلَمةُ بن كُهَيلٍ . وتَبقَّلَت الماشِيةُ : سَمِنتْ عن أكل البَقْلِ . وكزُبَيرٍ : بُقَيلٌ الأصغر ابن أسلَمَ بن ذُهْل بن بكر بن بُقَيْل الأكبر وهو شُعْبةُ بن هانئ بن عمرو بن ذُهْل بن شَراحِيل بن حَبِيب بن عُمَير مِن ولده أوس بن صمعج بن بُقَيل . وأبو جعفر البَقْلِيُّ محمد بن عبد الله البَغدادِيّ مُحدِّثٌ . وزاوِيةُ البَقْلِيّ : قَريةٌ بِمصْرَ