لُوطٌ بالضَّمِّ : من الأَنْبِيَاءِ عليهِم الصَّلاةُ والسَّلام وهو لُوطُ بنُ هارانَ ابنِ تارَحَ بنِ ناحُورَ بنِ سارُوغَ بن أَرْغُو بن فالَغ بنِ عابَرَ وهو رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إِلى سَدُومَ وسائرِ القُرَى المُؤْتَفِكَةِ . وقيل : آمَنَ لُوطٌ بإِبَراهِيمَ عليهما السّلامُ وشَخَصَ معه مُهَاجِراً إِلى الشّامِ . فَنَزَلَ إِبْرَاهِيمُ فِلَسْطِينَ ونَزَلَ لُوطٌ الأُرْدُنَّ فأُرْسِل إِلى أَهْلِ سَدُومَ وهو اسم مُنْصَرِفٌ مع العُجْمَةِ والتَّعْرِيفِ وكذلِكَ نُوحٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وإِنَّمَا أَلْزَمُوهُمَا الصَّرْفَ لأَنَّ الاسْمَ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ أَوْسَطُه ساكنٌ وهو على غايَةِ الخِفَّة فقاوَمَتْ خِفَّتُه أَحَدَ السَّبَبَيْنِ لسُكُونِ وَسَطِه وكذلِكَ القِيَاس فِي هِنْد ودَعْد إِلاّ أَنَّهُمْ لم يُلزِمُوا الصَّرْفِ وتَرْكهِ
ولاَطَ الرَّجُلُ يَلُوط لِوَاطاً : عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِهِ كلاَوَطَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وكذلِكَ تَلَوَّطَ قالَ اللَّيْثُ : لُوطٌ كانَ نَبِيّاً بَعَثَه الله إِلى قَوْمِه فكَذَّبُوه وأَحْدَثُوا ما أَحدَثوا فاشْتَقَّ النّاسُ من اسْمِه فِعْلاً لمَنْ فَعَلَ فِعْلَ قَوْمِهِ
ولاَطَ الحَوْضَ : أَصْلَحَه بالطِّينِ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : لاطَ فُلانٌ بِهِ : طَيَّنَهُ وطَلاَهُ بالطِّينِ ومَلَّسَه به فعَدَّى لاطَ بالباءِ . قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا نادِرٌ لا أَعْرِفُه لغَيْرِه إلاَّ أَن يَكُونَ من بَابِ مَدَّه ومَدَّ به . والكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ ومن ذلِكَ حَدِيثُ أَشْرَاطِ السّاعَةِ : ولَتَقُومَنَّ وهو يَلُوطُ حَوْضه وفي رِوَايَةٍ يَلِيطُ . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ في مالِ اليَتِيم : إِنْ كُنْتَ تَلُوطُ حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْبَاهَا فأَصِبْ مِنْ رِسْلِها . وفي حَدِيثِ قَتَادَةَ : كانَتْ بَنُو إِسْرائِيلَ يَشْرَبُون في التِّيهِ ما لاَطُوا أَي مما يَجْمَعُونَهُ في الحِيَاضِ من الآبارِ . ولاطَ الشَيْءُ بقَلْبِي يَلُوطُ ويَلِيطُ لَوْطاً ولَيْطاً ولِيَاطاً ككِتَابٍ : حُبِّبَ إِليه وأُلْصِقَ يُقَالُ : هو أَلْوَطُ بقَلْبِي وأَلْيَطُ . وإِنِّي لأَجِدُ له في قَلْبِي لَوْطاً ولَيْطاً يَعْنِي الحُبَّ الَّلازِقَ بالقَلْبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الكِسَائيِّ . وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رضِيَ الله عنه أَنَّه قال : إِنَّ عُمَرَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ثم قال : الَّلهُم أَعَزُّ والوَلَدَ أَلْوَطُ قال أَبو عُبَيْدٍ : أَيْ أَلْصَقُ بالقَلْبِ وكذلِكَ كُلُّ شَيْءٍ بشَيْءٍ فقد لاطَ به . والكَلِمَةُ وَاويَّةٌ ويَائِيَّةٌ . ولاَطَ فُلاناً بسَهْمٍ أَو بِعَيْنٍ : أَصابَهُ بهِ والهَمْزُ لُغَةٌ . قلْتُ : وكذلِكَ العَيْنُ كما تَقَدَّمتِ الإِشَارَةُ إِليهما
ولاَطَ القَاضِي فُلاناً بفُلانٍ : أَلْحَقَهُ بهِ يائِيَّة لحَدِيثِ عُمَرَ أَنَّه كان يَلِيطُ أَوْلادَ الجاهليَّةِ بِآبائِهِم أَي يُلْحِقُهم وهو مَجازٌ . ولاَطَ الشَّيْءَ لَوْطاً : أَخْفَاه وأَلْصَقَه . واوِيَّةٌ . ولاطَ في الأَمْرِ لاَطاً : أَلَحَّ قالَهُ اللَّيْثُ وهي وَاوِيَّةٌ لأَنَّ أَصْلَ الَّلاطِ اللَّوْطُ وهو قَرِيبٌ من اللُّصُوقِ ؛ لأَنَّ المُلِحَّ يَلْزَقُ عَادَةً . وقد مَرَّ في أَوَّلِ الفَصْلِ لأَطَهُ بهذا لمَعْنَى وسَيَأْتِي أَيضاً في لأَظَه بالظاءِ . قالَ الصّاغَانِيُّ : فإِنْ صَحَّ ما قَالَهُ اللَّيْثُ فالّلاطُ كالقالِ بمَعْنَى القَوْلِ في المَصْدَرِ . وقال اللَّيْثُ : لاطَ اللهُ تَعالى فُلاناً لَيْطاً : لَعَنه يائِيَّةٌ ومنه قولُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ يصِفُ الحَيَّةَ ودُخُولَ إِبْلِيسَ جَوْفَها :
فلاَطَهَا اللهُ إِذْ أَغْوَتْ خَليفَتَه ... طُولَ اللَّيَالِي ولم يَجْعَل لها أَجَلاً أَراَدَ أَنْ الحَيَّةَ لا تَمُوتُ بأَجَلِها حتّى تُقْتَل
ومِنْهُ شَيْطَانٌ لَيْطانٌ سُرْيَانِيَّة أَو هُوَ إِتْبَاعٌ له كما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ
وقال ابنُ بَرِّيّ : قال القالِي : لَيْطَانٌ من لاَطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَواللَّوْطُ : الرِّداءُ يُقَال : انْتُقْ لَوْطَكَ في الغَزَالَة حتّى يَجِفَّ ولَوْطُه : رِدَاؤُه . ونَتْقُه : بَسْطُه . ويُقَالُ : لَبِسَ لَوْطَيْه . واللَّوْطُ : الرَّجُلُ الخَفِيفُ المُتَصَرِّفُ . واللَّوْطُ الرِّبا كالِّليَاطِ وَاوِيَّةٌ لأَنّ أَصْلَهَا لِوَاطٌ وجمعُ اللِّيَاطِ : لِيطٌ وأَصله لَوْطٌ عن ابْن الأَعْرَابِيِّ سُمِّيَ به لأَنَّهُ شيءٌ لِيطَ برأْسِ المالِ أَي لَصِقَ به ومنه الحَدِيثُ : " وما كانَ لَهُمْ من دَيْنِ إِلى أَجَلِه فبَلَغَ أَجَلَهُ فإِنَّهُ لِيَاطٌ مُبَرَّأٌ من الله "
والشَّيْءُ اللَّلازِقُ : لَوْطٌ هو مَصْدَرٌ يُوصَفُ به أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَعٍ ... من الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْهُ الأَوالِسُ ويُقَال : التَاطَهُ أَي ادَّعاهُ وَلَداً ولَيْسَ لَهُ ولو قالَ : اسْتَلْحَقه كَفاه من هذا التَّطْوِيلِ كاسْتَلاطَهُ قال الشّاعِرُ :
فهَلْ كُنْتَ إِلاَّ بُهْثَةً إِسْتلاطَها ... شَقِيٌّ من الأَقْوَامِ وَغْدٌ مُلَحَّقُ قَطَعَ أَلِفَ الوَصْلِ للضَّرُورَةِ
ويُرْوَى فاسْتَلاَطَها وفي حَدِيث عائِشَة - في نِكاحِ الجَاهِلِيَّةِ - : " فالْتَاطَ به ودُعِيَ ابْنَهُ " . وفِي حَدِيثِ عَليِّ بنِ الحُسَيْنِ رَضِي اللهُ عنهما في المُسْتَلاطِ : إِنَّه لا يَرِثُ يَعْنِي : المُلْصَقَ بالرَّجُلِ في النَّسَبِ الَّذِي وُلِدَ لِغَيْر رِشْدَةٍ . واسْتَلاطُوه أَي أَلْزَقُوه بأَنْفُسِهم . والْتَاطَ حَوْضاً : لاطَهُ لِنَفْسِه خاصَّةً . والْتاطَ بِقَلْبِيَ : لَصِقَ كلاَط وفي الحَدِيثِ : مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بثَلاثٍ : شُغْلٍ لا يَنْقَضِي وأَمَلٍ لا يُدْرَك وحِرْصٍ لا يَنْقَطِع . ويُقَال : هذا الأَمرُ لا يَلِيطُ بصَفَرِي ولا يَلْتاطُ أَي لا يَعْلَقُ ولا يَلْزَقُ . والَّلوِيطَةُ كسَفِينَةٍ : طعَامٌ اخْتَلَطَ بَعْضُه ببَعْضٍ وَاوِيَّةٌ
واللِّيطَة بالكسرِ قِشْرٌ القَصَبَةِ الّلازِقِ بها
وكذلِكَ لِيطُ القَوْسِ : أَعْلاها وظَاهِرُهَا الذِي يُدْهَنُ ويُمَرَّن ولِيطُ القَنَاةِ وكُلِّ شَيْءٍ له مَتانَةٌ وفي حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ قال : دَخَلْتُ على النَّبِيِّ صَلَّى الله َعليه وسَلَّم فأُتِيَ بعَصَافِيرَ فذُبِحَتْ بلِيطَةٍ قِيلَ : أَرادَ القِطْعَةَ المُحَدَّدَةَ من القَصَبِ وقال الأَزْهَرِيُّ : لِيطُ العُودِ : القِشْرُ الَّذِي تَحْتَ القِشْرِ الأَعْلَى ج : لِيطٌ كرِيشَةٍ ورِيشٍ وجَمْعُ لِيطٍ : لِيَاطٌ بكَسْرِهما وأَلْيَاطٌ وأَنْشَدَ الفَارِسِيُّ قولَ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ يَصِفُ قَوْساً وقَوّاساً :
" فمَلَّكَ بالِّليطِ الَّذِي تَحْتَ قِشْرِهَاكغِرْقَئِ بَيْضٍ كَنَّهُ القَيْضُ مِنْ عَلُ قال : مَلَّك : شَدَّدَ أَي تَرَك شَيْئاً من القِشْرِ على قَلْبِ القَوْسِ لِيَتَمَالَك به . ويَنْبَغِي أَنْ يَكونَ مَوْضِعُ الَّذِي نَصْباً بمَلَّكَ ولا يَكُونُ جَرّاً ؛ لأَنَّ القِشْرَ الَّذِي تَحتَ القَوْسِ ليس تَحْتَهَا ويَدُلُّ على ذلِكَ تمثيلُه إِيّاه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ . ويُقَال : قَوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّيَاطِ أَي لازِقَتُهَا
والَّلِيْطُ بالفَتْحِ : اللَّوْنُ ويُكْسَر وكذلِكَ الِّليَاطُ ولَيْطُ الشَّمْسِ : لَوْنُهَا إِذْ لَيْسَ لَهَا قِشْرٌ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
" بأَرْيِ الَّتِي تَهْوِى إِلى كُلِّ مَغْرِبٍإذا اصْفَرَّ لَيْطُ الشَّمْسِ حَانَ انْقِلابُهَا رُوِي : لِيَطُ الشَّمْسِ بالوَجْهَيْن أَرادَ لَوْنَها . وحانَ انْقِلاَبُهَا أَي النَّحْل إِلى مَوْضِعِها وهو مَجَازٌ
يقال : هو أَنْوَرُ من لِيْطِ الشَّمْسِ . ويُقَال : أَتَيْتُه ولِيْطُ الشَّمْسِ لم يُقْشَر أَي قَبْلَ أَنْ تَذْهَبَ حُمْرتها في أَوّل النَهارِ . والجَمْعُ أَلْيَاطٌ . أَنشد ثَعْلب :
يُصْبِحُ بعد الدَلَجِ القَطْقاطِ ... وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ واللِّيطُ بالكَسْرِ : الْجِلْدُ وهو مَجازٌ . والجمعُ أَلْياطٌ . وفي كتابه لَوائلِ ابن حُجْرٍ : في التِّيعَة شاةٌ لا مُقْوَرَّة الأَلْياطِ وقال جَسّاسُ بن قُطَيْب :
" وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْيَاطِوالمُرَادُ بِهَا الجُلُودُ هنا وفي الحَدِيثِ وهي في الأَصْلِ : القِشْرُ الَّلازِقُ بالشَّجَر أَرادَ في الحَدِيثِ غيرَ مُسْتَرخِيَةِ الجُلُودِ لهُزالِها فاسْتَعَارَ اللِّيطَ للجِلْدِ لأَنَّهُ للَّحْمِ بمَنْزِلَتِه للشَّجَرِ والقَصَبِ . وإِنَّمَا جاءَ بهِ مَجْمُوعاً لأَنَّه أرادَ لِيطَ كُلِّ عُضْوٍ . واللِّيطُ : السَّجِيَّةُ وهو مَجازٌ يُقَال : فلانٌ لَيِّنُ اللِّيطِ إِذا كان لَيِّنَ المَجَسَّةِ . والجَمْع : أَلْيَاطٌ
واللِّيطُ : قِشْرُ كُلِّ شَيْءٍ هذا هُوَ الأَصْلُ في البابِ ثم أسْتُعِيرَ مِنْهَا . واللِّيَاطُ ككِتَابٍ : الكِلْسُ والجِصُّ لأَنَّهُ يُلاَطُ بهما الحَوْضُ وغيرُه . والِّليَاطُ : السَّلْحُ على التَّمْثِيلِ
والتَّلْيِيطُ : الإِلْصاقُ كالتَّلْبِيسِ يائِيَّة . ويُقَال : مَا يَلِيطُ به النَّعِيمُ أَي ما يَلِيقُ به عن أَبي زَيْد
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : اسْتلاطَ دَمَه أَي اسْتَوْجَبَه واسْتَحَقَّه . وقال ابْن الأَعْرَابِيّ : يُقال : استْلاطَ القَوْمُ واسْتَحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعْذَرُوا إِذا أَذْنَبُوا ذُنُوباً يكونُ لمن يُعَاقِبُهم عُذْرٌ في ذلِكَ لاستِحْقاقهم . ولَوَّطَه بالطِّيبِ : لَطَّخَه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ :
مُفَرَّكَةً أَزْرَى بها عِنْدَ زَوْجِهَا ... ولو لَوَّطَتْه هَيّبانٌ مُخَالِفُ والِّلياطُ بالكَسْرِ : اللَّوْطُ . وإِنِّي لأَجِدُ له لَوْطَةً ولُوَطَةً الضَّمُّ عن كُرَاع وعن اللّحْياني مثل لوْطاً ولِيطاً . ولا يَلْتَاطُ بصَفَرِي أَي لا أُحِبُّه وهو مَجازٌ . والمُلْتاطُ : المُسْتَلاطُ
ولاطَهُ بحَقِّهِ : ذَهَبَ به . واللُّوطِيَّةُ بالضَّمِّ : اسمٌ من لاط يَلُوطُ إِذا عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطِ ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ : تلك اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى . واللِّيطُ بالكَسْرِ : قِشْرُ الجُعَلِ . وتَلَيَّطَ لِيطَةً : تَشَظَّاها
ولِيَاطُ الشَّمْسِ : لَوْنُهَا . ولِيطُ السَّمَاءِ : أَدِيمُهَا قال :
" فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهَارِجَا
" تحْسَبُهَا لَيْطَ السَّمَاءِ خارِجَا وهو مَجَازٌ . ورَجُلٌ لَيِّنُ الِّليطِ إِذا لاَنَتْ بَشَرَتُه . وهو مَجاز . والّلائطَةُ : الأُسْطُوانَةُ لِلزُوقها بالأَرْضِ . وأَلاَطَهُ يُلِيطُه : أَلْصَقَه
البَلاطُ كسَحابٍ : الأَرْضُ وقيلَ : الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ المَلْساءُ ومنهُ يُقال : بالَطْناهُم أَي نازَلْناهُم بالأَرْضِ كما يَأتي : وقال رُؤْبَةُ :
" لَوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطاطِ
" عَلَيْهِ أَلْقاهُنَّ بالبَلاطِ والحِجارَةُ الَّتِي تُفْرَشُ في الدَّارِ وغيرها : بَلاطٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ :
" هذا مَقامي لَكِ حتَّى تَنْضَحي
" رِيًّا وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأبي دُوادٍ الإياديِّ :
ولَقَدْ كانَ ذا كَتائِبَ خُضْرٍ ... وبَلاطٍ يُشادُ بالآجِرونِ وكُلُّ أَرْضٍ فُرِشَتْ بها أو بالآجُرِّ : بَلاطٌ وَقَدْ بَلَطَها وبَلَّطَها . وبَلاطُ : ة بدِمَشْقَ وضبطَهُ البُلْبَيْسيّ بالكَسْرِ منها : أَبو سَعيدٍ مَسْلَمَةُ بن عَليٍّ المُحَدِّثُ مِصْريٌّ حدَّثَ بها وبها تُوفِّي ولم يكن عِنْدَهم بذلك في الحديث وآخِرُ مَنْ حَدَّث عنه مُحَمَّد بن رُمْحٍ . وبَلاطُ عَوْسَجَةَ : حِصْنٌ بالأنْدَلُس . وفي حديثِ عُثمانَ رَضِيَ الله عَنْه أنَّه أُتِيَ بماءٍ فتَوَضَّأَ بالبَلاطِ وهو : ع بالمَدينَةِ الشَّريفةِ بَيْنَ المَسْجِدِ والسُّوقِ مُبَلَّطٌ ومِنْهُ أَيْضاً حَديثُ جابرٍ : " عَقَلْتُ الجَمَلَ في ناحيةِ البَلاطِ " وسُمِّيَ المَكانُ بَلاطاً اتِّساعاً باسْمِ مَا يُفْرَشُ به . وبَلاطُ : د بَيْنَ مَرْعَشَ وأَنْطاكِيَةَ وهي مَدينَةٌ عَتيقة خَرِبَتْ من زَمانٍ والأَوْلى : خَرِبَ . ودارُ البَلاطِ : ع بالقُسْطَنْطينيَّةِ كانَ مَحْبِساً لأسْرى سَيْفِ الدَّوْلةِ بن حَمْدانَ وذَكَرهُ المُتَنَبِّيُّ في شِعْرِه . والبَلاط : ة بِحَلَبَ . وبِأَحَدِ هؤلاءِ يُفَسّر قَوْلُ الشّاعر :
لَوْلا رَجاؤُك مَا زُرْنا البَلاطَ ولا ... كانَ البَلاطُ لَنا أَهْلاً ولا وَطَنا والبَلاطُ من الأرْضِ : وَجْهُها قالَهُ أَبو حَنيفَةَ أو مُنْتَهى الصُّلْبِ منها وفي الأَساس : بَلاطُ الأرْضِ : مَا صَلُبَ من مَتْنِها ومُسْتَواها ويُقَالُ : لَزِمَ فلان بَلاطَ الأرْضِ وقال ذو الرُّمَّة يَذْكُرُ رَفيقَه في سَفَر :
يَئِنُّ إِلَى مَسِّ البَلاطِ كأَنَّما ... يَراهُ الحَشايا في ذَواتِ الزَّخارِفِ
وأَبْلَطَها المَطَرُ : أَصابَ بَلاطَها وهو أنْ لا تَرى عَلَى مَتْنِها تُراباً ولا غُباراً . وبَلَطَ الدّارَ وأَبْلَطَها وبَلَّطَها تَبْليطاً : فَرَشَها به أو بآجُرٍّ فهي مَبْلوطَةٌ ومُبْلَطَةٌ ومُبَلَّطَةٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : بَلَطْتُ الحائطَ بَلْطاً إِذا عَمِلْتَه به وكَذلِكَ بَلَّطْتُه تَبْليطاً وقال غيرَه بَلَطَ الدّارَ بَلْطاً إِذا فَرَشَها به وبَلَّطَها تَبْليطاً إِذا سَوَّاها وأَنْشَدَ الرِّياشِيُّ :
مُبَلَّطٌ بالرَّخامِ أَسْفَلُهُ ... له مَحاريبُ بَيْنَها العَمَدُ وقال رُؤْبَةُ :
" يَأوي إِلَى بَلاطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ والبُلْطَةُ بالضَّمِّ في قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ :
نَزَلْتُ عَلَى عَمْرو بن درْماءَ بُلْطَةً ... فيا كُرْمَ مَا جارٍ ويا حُسْنَ مَا مَحَلْ أَرادَ : فيا أَكْرَمَ جارٍ عَلَى التَّعَجُّب واخْتَلَفَ النّاسُ فيها فقيل : المُرادُ بها البُرْهَةُ أو الدَّهْرُ . وفي العُبَاب : والدَّهْرُ وهُما قَوْلٌ واحِدٌ يُريد : حَلَلْت عَلَيْهِ بُرْهَةً ودَهْراً . أو البُلْطَةُ : المُفْلِسُ أَي نَزَلْتُ به حالَةَ كَوْني مُفْلِساً فيكون اسماً من أَبْلَطَ الرَّجلُ إِذا ذَهَبَ مالُه كما يأتي . أو الفَجْأَةُ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن أبي عمرٍو أو بُلْطَةُ : هَضْبَةٌ بعَيْنها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ : قالَ بعضُهم : هي قَرْيةٌ من جَبَلَيْ طَيِّئٍ كَثيرَةُ التِّينِ والعِنَبِ . قُلْتُ : وفي المُعْجَمِ : بُلْطَةُ : عَيْنٌ بها نَخْلٌ ببَطْنِ جَوٍّ من مَناهِلِ أَجأَ ويُقَوِّي ذلك أنَّ عَمْرو ابن دَرْماء المَمْدوحَ من أَهْلِ الجَبلَيْنِ من طَيِّئ وهو عَمْرو بن عَدِيِّ بن وائلٍ وأمُّهُ دَرْماءُ من بني ثَعْلَبَة بن سلامان بن ذُهْلٍ . أو أَرادَ دارَهُ وأنَّها مُبَلَّطَةٌ مَفْروشَةٌ بالحِجارَة فهذه خَمْسَةُ أوجُهٍ ذَكَرَ منها الجَوْهَرِيّ الاثْنَيْنِ وفي التَّهْذيب : بُلْطَةُ : اسمُ دارٍ وأَنْشَدَ لامْرئِ القَيْسِ :
وكُنْتُ إِذا مَا خِفْتُ يَوْماً ظُلامَةً ... فإِنَّ لها شِعْباً ببُلْطَةِ زَيْمَرا قالَ : وزَيْمَرُ : اسمُ مَوْضِعٍ . والبَلاليطُ : الأَرَضونَ المُسْتَوِيَةُ قالَ السِّيرافيُّ : ولا يُعْرَف لها واحِدٌ . وأَبْلَطَ الرَّجُلُ : لَصِقَ بالأَرْضِ وافْتَقَرَ وذَهَبَ ماله أو قَلَّ فهو مُبْلِطٌ وقال أَبو الهَيْثَمِ : أَبْلَطَ إِذا أَفْلَسَ فلَزِقَ بالبَلاطِ كأُبْلِطَ مَبْنِيًّا للمَفْعولِ فهو مُبْلِطٌ ونقله الجَوْهَرِيّ عن الكِسَائِيّ وأبي زَيْدٍ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لصُخَيْرِ بن عُمَيْرٍ :
" تَهْزَأُ مِنِّي أُخْتُ آلِ طَيْسَلَهْ
" قالتْ أَراهُ مُبْلِطاً لا شَيْءَ لَهْ ومن المَجَازِ : اعْتَرَضَ اللِّصُّ القَوْمَ فأَبْلَطَهُم : تَرَكَهُم عَلَى ظَهرِ الغَبَراءِ ولم يَدَعْ لَهُم شَيْئاً عن اللِّحْيانيِّ . وقال الفَرَّاءُ : أَبْلَطَ فُلانٌ فُلاناً إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ في السُّؤالِ حتَّى بَرِمَ ومَلَّ وكَذلِكَ أَفْجَأَه وَقَدْ تَقَدَّم . والبَلْطُ بالفَتْحِ ويُضَمُّ : المِخْرَطُ وهو الحَديدَةُ الَّتِي يَخْرُطُ بها الخَرّاطُ عربيَّةٌ والعامّةُ يُسمُّونَه البَلْطَة وقال أَبو حنيفَة : أَنْشَدَني أَعْرابيٌّ :
" فالبَلْطُ يَبْري حُبَرَ الفَرْفارِالحُبْرَةُ : السِّلْعةُ تَخْرُجُ في الشَّجَرَةِ أو العُقْدَةُ فتُقْطَعُ وتُخْرَط منها الآنِيَةُ فتكون مُوشّاةً حَسَنَةً . والبُلُطُ بضَمَّتَيْن : المُجّانُ والمُتَخَرِّمون من الصُّوفيَّةِ عن ابن الأَعْرَابِيّ . قالَ : والبُلُطُ أَيْضاً : الفَّارُّونَ من العَسْكَرِ . ويُقَالُ : بالَطَني إِذا تَرَكني أو فَرَّ منِّي فذَهب في الأرْضِ . نَقَلَهُ أَبو حنيفَةَ . وبالَطَ السابِحَ : اجْتَهَدَ في سِباحتِه . وأَصْل المُبالَطَة : المَجاهدة . وبالَطَ القَوْمُ : تَجالَدوا بالسُّيوف عَلَى أرْجُلِهم كتَبالَطوا ولا يُقال : تَبالَطوا إِذا كانوا ركْباناً . وبالَطَ القَوْمُ بَني فُلانٍ : نازَلوهم بالأرْضِ وهذا خِلافُ بالَطَني فُلانٌ الَّذي تقدّم ذِكْرُه فإِنَّ الأوّلَ مَعْنَاهُ ذَهَبَ في الأرضِ وهذا لَزِمَ الأرض . قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : ولا تَكُونُ المَبالَطَةُ إلاَّ عَلَى الأرْضِ . ويُقَالُ : إِذا هَفا صَبيُّكَ فبَلِّطْ له يُقَالُ : بَلَّطَ أُذُنَهُ تَبْليطاً إِذا ضَرَبَها بطَرَفِ سَبَّابَتِهِ ضَرْباً يوجِعُه ولا يَكُونُ إلاَّ في فَرْعِ الأُذُنَيْنِ وقال اللَّيْثُ : التَّبْليطُ : عِراقِيَّةٌ وفسَّره كما ذَكَرنا . ويُقَالُ أَيْضاً : بَلَّطَ له كما نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . وبَلَّطَ فُلانٌ تَبْليطاً إِذا أَعْيا في المَشْيِ وكَذلِكَ بَلَّحَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والبَلُّوطُ كتَنُّورٍ : شَجَرٌ كانوا يَغْتَذونَ بثَمَرِهِ قديماً بارِدٌ يابِسٌ في الثَّانية وقيل : في الأُولى وقيل : إنَّ يُبْسَه في الثالثَة وقيل إنَّهُ حارٌّ في الأُولى ثَقيلٌ غَليظٌ بَطيءُ الهَضْمِ رَديءٌ للمَعِدَة مُصَدِّعٌ مُضِرٌّ بالمَثانَةَ ويُصْلِحه أنْ يُشْوى ويُضافَ إليه السُكَّر ومن منافِعه : أنَّه مُمْسِكٌ للبَوْلِ مُغزرٌ له ويَمْنَعُ النَّزْفَ والنَّفْثَ ويَنْفَعُ من الصّلاباتِ مع شَحْمِ الجَدْيِ ويمْنعُ سعْيَ القُلاعِ والقُروحِ إِذا أُحْرقَ ويَمْنَعُ السجع والسُّمومَ ويمْنَعُ من الاسْتِطْلاقِ وهو كَثيرُ الغِذاءِ إِذا اسْتُمْري . وبَلُّوطُ الأرض : نَباتٌ وَرَقُهُ كالهِنْدَباءِ مُدِرٌّ مُفَتِّحٌ مُضَمِّرٌ للطِّحالِ . وأَمّا بَلُّوطُ المَلِكِ فقيلَ : هو الجَوْزُ وقيلَ هو الشاهْبَلُّوط كما في المِنْهاجِ . ومن المجاز : يُقَالُ : مَشَيْت حتَّى انقَطَع بَلُّوطي أَي حَرَكَتي أو فُؤادي أو ظَهْري كما في الأساس والعُبَاب . وانْبَلَطَ الشَّيْءُ : بَعُدَ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : بالَطَ في أُمورِه : بالَغَ وهو مُبالِطٌ له أَي مُجْتَهِدٌ في صَلاحِ شَأْنِك قالَ الرّاجِزَ :
" فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ
" إنْ وَرَدَت ومادِرٌ ولائِطُ
" لحَوْضِها وماتِحٌ مُبالِطُ والتَّبْليطُ : التَّبْليدُ . ويُقَالُ : إنَّها حَسَنَةُ البَلاطِ إِذا جُرِّدَتْ وهو مُتَجَرَّدُها وهو مَجازٌ . وقول العامَّةِ : بَلِّطِ السَّفينَةَ أَي أَرْسِ بها كَأَنَّهُ يَأمُره بإلْزاقِها بالأرض . ويقولون : رَجُلٌ بَلاطٌ إِذا كانَ مُعْدِماً . وفي البَخيل أو اللَّئيم : ماذا يأْخُذُ الرِّيحُ من البَلاطِ وبَلَطَه إِذا ضَرَبَه بالبَلْطِ . والبُلْطِيُّ بالضَّمِّ : سَمَكٌ يوجَد في النِّيل يُقَالُ إنَّه يَأكلُ من وَرَقِ الجَنَّةِ وهو أَطْيَبُ الأَسْماكِ ويُشَبِّهونَ به المُتَرَعْرِعَ في الشَّبابِ والنَّعْمَةِ . وبُلاطَةُ كثُمامةَ : من أعمالِ نابُلُس . وفَحْصُ البَلُّوطِ : من أَعمال قُرْطُبَة بالأَنْدَلُس وَقَدْ تقدَّم للمصنِّف في ف ح ص ويَنْبَغي إعادَتُه هُنا فإِنَّ المُنْتَسِب إليها إنَّما يَنْتَسِب إِلَى الجُزْءِ الأخيرِ فيقال : فُلانٌ البَلُّوطِيّ ومنهم أَبو الحَكَم مُنْذِرُ بن سَعيد ابن عَبْدِ اللهِ بن عبد الرحمن بن القاسم التَّعِزِّي البَلُّوطِيّ روى كتابَ العَيْنِ للخَليل عن ابن وَلاّد وكان أَخْطَبَ أَهلِ زَمانه وأَعْلَمَهم بالحديث . وَلِيَ القَضاءَ بقُرْطُبة ومات سنة 355