الرَّوْبُ
اللَّبنُ الرائبُ والفعل رابَ اللَّبن يَرُوبُ رَوْباً ورُؤُوباً خَثُرَ وأَدْرَكَ
فهو رائبٌ وقيل الرائبُ الذي يُمْخَضُ فيُخْرَجُ زُبْدُه ولبَنٌ رَوْبٌ ورائبٌ
وذلك إِذا كَثُفَتْ دُوايَتُه وتكَبَّدَ لبَنُه وأَتى مَخْضُه ومنه قيل اللبن
المَمْخُو
الرَّوْبُ
اللَّبنُ الرائبُ والفعل رابَ اللَّبن يَرُوبُ رَوْباً ورُؤُوباً خَثُرَ وأَدْرَكَ
فهو رائبٌ وقيل الرائبُ الذي يُمْخَضُ فيُخْرَجُ زُبْدُه ولبَنٌ رَوْبٌ ورائبٌ
وذلك إِذا كَثُفَتْ دُوايَتُه وتكَبَّدَ لبَنُه وأَتى مَخْضُه ومنه قيل اللبن
المَمْخُوض رائبٌ لأَنه يُخْلَط بالماءِ عند المَخْضِ ليُخْرَجَ زُبْدُه تقول
العرب ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالرَّوْبُ اللَّبنُ الرائبُ والشَّوْبُ العَسَلُ
المَشُوبُ وقيل الرَّوْبُ اللَّبن والشَّوْبُ العَسَلُ من غير أَن يُحَدَّا وفي
الحديث لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البيعِ والشِّراءِ تقول ذلك في السِّلْعةِ
تَبِيعُها أَي إِني بَريءٌ من عَيْبِها وهو مَثَلٌ بذلك وقال ابن الأَثير في تفسير
هذا الحديث أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ ومنه قيل للبن المَمْخُوضِ رائبٌ كما
تقدَّم الأَصمعي من أَمثالهم في الذي يُخْطِئُ ويُصِيب هو يَشُوبُ ويَروب قال أَبو
سعيد معنى يَشُوبُ يَنْضَحُ ويَذُبُّ يقال للرجل إِذا نَضَح عن صاحبه قد شَوَّب
عنه قال ويَرُوبُ أَي يَكْسَل والتَّشْويبُ أَنْ يَنْضَحَ نَضْحاً غير مُبالَغٍ
فيه [ ص 440 ] فهو بمعنى قوله يَشُوبُ أَي يُدافِعُ مُدافعةً لا يُبالِغُ فيها
ومرة يَكْسَلُ فلا يُدافِعُ بَتَّةً قال أَبو منصور وقيل في قولهم هو يَشُوبُ أَي
يَخْلِطُ الماءَ باللبن فيُفْسِدُه ويَرُوبُ يُصْلِحُ من قول الأَعرابي رابَ إِذا
أَصْلَح قال والرَّوْبةُ إِصْلاحُ الشأْن والأَمر ذكرهما غير مهموزين على قول من
يُحَوِّل الهمزةَ واواً ابن الأَعرابي رابَ إِذا سكن ورابَ اتَّهَمَ قال أَبو
منصور إِذا كان رابَ بمعنى أَصْلَحَ فأَصْله مهموز من رَأَبَ الصَّدْعَ وقد مضى
ذكرها ورَوَّبَ اللبنَ وأَرابه جَعله رائِباً وقيل المُرَوَّبُ قبْل أَن يُمْخَضَ
والرَّائِبُ بعد المَخْضِ وإِخْراجِ الزبد وقيل الرَّائبُ يكون ما مُخِضَ وما لم
يُمْخَضْ قال الأَصمعي الرائبُ الذي قد مُخِضَ وأُخْرِجَتْ زُبْدَتُه والمُروَّبُ
الذي لم يُمْخَضْ بعد وهو في السقاءِ لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه قال أَبو عبيد إِذا
خَثُرَ اللبن فهو الرَّائبُ فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبده واسمه على حاله
بمنزلة العُشَراءِ من الإِبل وهي الحامل ثم تَضَعُ وهو اسمها وأَنشد الأَصمعي
سَقاك أَبو ماعزٍ رَائباً ... ومَنْ لك بالرائِبِ الخاثِرِ ؟
يقول إِنما سَقاكَ المَمْخُوضَ ومَن لك بالذي لمْ يُمْخَضْ ولم يُنْزَعْ زُبْدُه ؟
وإِذا أَدْرَكَ اللَّبَنُ ليُمْخَضَ قيل قد رابَ أَبو زيد التَّرْويبُ أَن
تَعْمِدَ إِلى اللبن إِذا جَعَلْته في السِّقاءِ فَتُقَلِّبَه ليُدْرِكَه المَخْضُ
ثم تَمْخَضُه ولم يَرُبْ حَسَناً هذا نص قوله وأَراد بقوله حَسَناً نِعِمّا
والمِرْوَبُ الإِناءُ والسِّقاءُ الذي يُرَوَّبُ فيه اللبنُ وفي التهذيب إِناءٌ
يُرَوَّبُ فيه اللبن قال
عُجَيِّزٌ منْ عامر بن جَنْدَبِ ... تُبْغِضُ أَن تَظْلِمَ ما في المِرْوَبِ
وسِقاءٌ مُرَوَّبٌ رُوِّبَ فيه اللبَنُ وفي المثل للعرب أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ
مُرَوَّبٌ وأَصله السِّقاءُ يُلَفُّ حتى يَبْلُغ أَوانَ المَخْضِ والمَظْلُومُ
الذي يُظْلَم فيُسْقَى أَو يُشْرَب قبل أَن تَخْرُجَ زُبْدَتُه أَبو زيد في باب
الرجل الذليل المُسْتَضْعَفِ أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ وظَلَمْتُ
السِّقاءَ إِذا سَقَيْتُه قبل إِدْراكِه والرَّوْبَةُ بَقِيةُ اللبن المُرَوَّب
تُتْرَكُ في المِرْوَبِ حتى إِذا صُبَّ عليه الحَلِيبُ كان أَسْرَعَ لرَوْبِه
والرُّوبةُ والرَّوْبةُ خَميرةُ اللبن الفتح عن كراع ورَوْبةُ اللبن خَمِيرة
تُلْقَى فيه من الحامِض ليَرُوبَ وفي المثل شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُه كما يقال
احْلُبْ حَلَباً لك شَطْرُه غيره الرَّوْبَةُ خَمِيرُ اللبن الذي فيه زُبْدُه
وإِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رَوْبٌ ويسمى أَيضاً رائباً بالمعنيين وفي حديث الباقر
أَتَجْعَلُونَ في النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ ؟ قيل وما الدُّرْدِيُّ ؟ قال الرُّوبةُ
الرُّوبةُ في الأَصل خَمِيرةُ اللَّبَنِ ثم يُسْتَعمَلُ في كل ما أَصْلَحَ شيئاً
وقد تهمز قال ابن الأَعرابي روي عن أَبي بكر في وَصِيَّتِه لعُمَرَ رضي اللّه
عنهما عَلَيْكَ بالرَّائِبِ مِن الأُمُورِ وإِيَّاكَ والرَّائِبَ [ ص 441 ] منها
قال ثعلب هذا مَثَل أَراد عَلَيْكَ بالأَمْرِ الصافي الذي ليس فيه شُبْهَةٌ ولا
كَدَرٌ وإِيَّاكَ والرَّائبَ أَي الأَمْرَ الذي فيه شُبْهَةٌ وكَدَرٌ ابن
الأَعرابي شابَ إِذا كَذَبَ وشابَ إِذا خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ والرُّوبةُ
والرَّوْبةُ الأَخيرة عن اللحياني جِمامُ ماءِ الفَحْلِ وقيل هو اجْتِماعُه وقيل
هو ماؤُه في رَحِمِ الناقةِ وهو أَغْلَظُ من المَهاةِ وأَبْعَدُ مَطْرَحاً وما
يَقُومُ بِرُوبةِ أَمْرِه أي بِجِماعِ أَمْرِه أَي كأَنه من رُوبةِ الفحل الجوهري
ورُوبةُ الفرس ماءُ جِمامِه يقال أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِك ورُوبةَ فَحْلِك إِذا
اسْتَطْرَقْته إِياه ورُوبةُ الرجل عَقْلُه تقول وهو يُحدِّثُني وأَنا إِذ ذاك
غلام ليست لي رُوبةٌ والرُّوبةُ الحاجةُ وما يقوم فلان برُوبةِ أَهلِه أَي
بشأْنِهم وصَلاحِهم وقيل أَي بما أَسْنَدوا إِليه من حَوائِجهم وقيل لا يَقومُ
بقُوتهم ومَؤُونَتهم والرُّوبةُ إِصْلاحُ الشأْنِ والأَمرِ والرُّوبةُ قِوامُ
العَيْشِ والرُّوبةُ الطائفةُ مِن الليلِ ورُوبةُ بن العجاج مُشْتَقٌّ منه فيمن لم
يهمز لأَنه وُلِدَ بعد طائفةٍ من الليل وفي التهذيب رُؤْبةُ بن العجاج مهموز وقيل
الرُّوبةُ الساعةُ من الليل وقيل مَضت رُوبةٌ من الليل أَي ساعةٌ وبَقِيَتْ رُوبةٌ
من الليل كذلك ويقال هَرِّق عَنَّا من رُوبةِ الليل وقَطِّعِ اللحمَ رُوبةً رُوبةً
أَي قِطْعةً قِطْعةً ورابَ الرَّجلُ رَوْباً ورُؤُوباً تَحَيَّر وفَتَرَتْ نَفْسُه
من شِبَعٍ أَو نُعاسٍ وقيل سَكِرَ من النَّوم وقيل إِذا قام من النوم خاثِرَ
البدَنِ والنَّفْسِ وقيل اخْتَلَطَ عَقْلُه ورَأْيُه وأَمْرُه ورَأَيت فلاناً
رائباً أَي مُخْتَلِطاً خائِراً وقوم رُوَباءُ أَي خُثَراء الأَنْفُسِ
مُخْتَلِطُون ورَجلٌ رائبٌ وأَرْوَبُ ورَوْبانُ والأُنثى رائِبةٌ عن اللحياني لم
يزد على ذلك من قوم رَوبى إِذا كانوا كذلك وقال سيبويه هم الذين أَثْخَنَهُم
السفَرُ والوَجَعُ فاسْتَثْقَلُوا نوماً ويقال شَرِبُوا من الرَّائبِ فسَكِرُوا
قال بشر
فأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بنُ مُرٍّ ... فأَلْفاهُمُ القومُ رَوْبى نِياما
وهو في الجمع شبيه بِهَلْكَى وسَكْرَى واحدهم رَوْبانُ وقال الأَصمعي واحدهم رائبٌ
مثل مائقٍ ومَوْقَى وهالِكٍ وهَلْكَى ورابَ الرجل ورَوَّبَ أَعيا عن ثعلب
والرُّوبةُ التَّحَيُّر والكَسَلُ من كثرةِ شُرْبِ اللبن ورابَ دَمُه رَوْباً إِذا
حانَ هَلاكُه أَبو زيد يقال دَعِ الرَّجلَ فقد رابَ دَمُه يَرُوبُ رَوْباً أَي قد
حان هلاكُه وقال في موضع آخر إِذا تَعَرَّضَ لما يَسْفِكُ دَمَه قال وهذا كقولهم
فلان يَحْبِسُ نَجِيعَه ويَفُورُ دَمُه ورَوَّبَت مَطِيَّةُ فلان تَرْويباً إِذا
أَعْيَتْ والرُّوبةُ مَكرمَةٌ من الأَرض كثيرة النبات والشجر هي أَبْقَى الأَرضِ
كَلأً وبه سمي رُوبةُ بن العَجّاج قال وكذلك رُوبةُ القَدَحِ ما يُوصَلُ به والجمع
رُوَبٌ والرُّوبةُ شجر النِّلْك والرُّوبةُ كَلُّوبٌ يُخْرَجُ به الصَّيْدُ من
الجُحْر وهو المِحْرَشُ عن أَبي العميثل الأَعرابي ورُوَيْبةُ أَبو بطن من العرب
واللّه أَعلم [ ص 442 ]
معنى
في قاموس معاجم
التُّرْبُ
والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ
والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ الأَخيرة عن كراع كله واحد وجَمْعُ
التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ عن اللحياني ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع
والطائفة من كل ذلك
التُّرْبُ
والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ
والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ الأَخيرة عن كراع كله واحد وجَمْعُ
التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ عن اللحياني ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع
والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ وتُرابةٌ وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ الليث
التُّرْبُ والتُّرابُ واحد إِلا أَنهم إِذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة يقال أَرضٌ
طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها فإِذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب
قلت تُرابة وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً إِلا بالتَّوَهُّم وفي الحديث
خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ يوم السبت يعني الأَرضَ وخَلَق فيها الجِبالَ يوم
الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ الليث التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب يقال
لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ والتَّرْباءُ الأَرضُ نَفْسُها وفي الحديث
احْثُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ كما
يقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب وقَريبٌ
منه قولُه صلى اللّه عليه وسلم وللعاهر الحَجَرُ وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً
واستعمله المِقدادُ على ظاهره [ ص 228 ] وذلك أَنه كان عندَ عثمانَ رضي اللّه
عنهما فجعل رجل يُثْني عليه وجعل المِقْدادُ يَحْثُو في وجْهِه التُّرابَ فقال له
عثمانُ ما تَفْعَلُ ؟ فقال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول احْثُوا في
وجُوه المدّاحِينَ التُّرابَ وأَراد بالمدّاحين الذين اتَّخَذُوا مَدْحَ الناسِ
عادةً وجعلوه بِضاعةً يَسْتَأْكِلُون به المَمْدُوحَ فأَمّا مَن مَدَح على الفِعل
الحَسَنِ والأَمْرِ المحمود تَرغِيباً في أَمثالهِ وتَحْريضاً للناس على
الاقْتداءِ به في أَشْباهِه فليس بمَدّاح وإِن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من
جَمِيلِ القَوْلِ وقولُه في الحديث الآ خر إِذا جاءَ مَن يَطْلُبُ ثَمَنَ الكلب
فامْلأْ كَفَّه تُراباً قال ابن الأَثير يجوز حَمْلُه على الوجهينِ وتُرْبةُ
الإِنسان رَمْسُه وتُربةُ الأَرض ظاهِرُها وأَتْرَبَ الشيءَ وَضَعَ عليه الترابَ
فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بالتراب وتَرَّبْتُه تَتْريباً وتَرَّبْتُ الكتابَ
تَتْريباً وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُّتَرِّبهُ وفي الحديث أَتْرِبوا الكتابَ
فإِنه أَنْجَحُ للحاجةِ وتَتَرَّبَ لَزِقَ به التراب قال أَبو ذُؤَيْبٍ
فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ فَجَنْبُه ... مُتَتَرِّبٌ ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
وتَتَرَّبَ فلان تَتْريباً إِذا تَلَوَّثَ بالترابِ وتَرَبَتْ فلانةُ الإِهابَ
لِتُصْلِحَه وكذلك تَرَبْت السِّقاءَ وقال ابن بُزُرْجَ كلُّ ما يُصْلَحُ فهو
مَتْرُوبٌ وكلُّ ما يُفْسَدُ فهو مُتَرَّبٌ مُشَدَّد وأَرضٌ تَرْباءُ ذاتُ تُرابٍ
وتَرْبَى ومكانٌ تَرِبٌ كثير التُّراب وقد تَرِبَ تَرَباً ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ
على النَّسَب تَسُوقُ التُّرابَ ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ حَمَلت تُراباً قال ذو
الرمة مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ ( 1 )
( 1 قوله « مراً سحاب إلخ » صدره لا بل هو الشوق من دار تخوّنها )
وقيل تَرِبٌ كثير التُّراب وتَرِبَ الشيءُ وريحٌ تَرِبةٌ جاءَت بالتُّراب وتَرِبَ
الشيءُ بالكسر أَصابه التُّراب وتَرِبَ الرَّجل صارَ في يده التُّراب وتَرِبَ
تَرَباً لَزِقَ بالتُّراب وقيل لَصِقَ بالتُّراب من الفَقْر وفي حديث فاطمةَ بنتِ
قَيْس رضي اللّه عنها وأَمّا معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له أَي فقيرٌ
وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب وأَتْرَبَ
استَغْنَى وكَثُر مالُه فصار كالتُّراب هذا الأَعْرَفُ وقيل أَتْرَبَ قَلَّ مالُه
قال اللحياني قال بعضهم التَّرِبُ المُحتاجُ وكلُّه من التُّراب والمُتْرِبُ
الغَنِيُّ إِما على السَّلْبِ وإِما على أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ والتَّتْرِيبُ
كَثْرةُ المالِ والتَّتْرِيبُ قِلةُ المالِ أَيضاً ويقال تَرِبَتْ يَداهُ وهو على
الدُعاءِ أَي لا أَصابَ خيراً وفي الدعاءِ تُرْباً له وجَنْدَلاً وهو من الجَواهِر
التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ المنصوبة على إِضمار الفِعْل غير
المسْتَعْمَلِ إِظهارُه في الدُّعاءِ كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ يَداه
وجَنْدَلَتْ ومِن العرب [ ص 229 ] مَن يرفعه وفيه مع ذلك معنى النصب كما أَنَّ في
قولهم رَحْمَةُ اللّهِ عليه معنى رَحِمه اللّهُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه
عليه وسلم قال تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ
الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ قال أَبو عبيد قوله تَرِبَتْ يداكَ يقال للرجل إِذا قلَّ
مالُه قد تَرِبَ أَي افْتَقَرَ حتى لَصِقَ بالتُّرابِ وفي التنزيل العزيز أَو
مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ قال ويرَوْنَ واللّه أَعلم أَنّ النبيّ صلى اللّه عليه
وسلم لم يَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ عليه بالفقرِ ولكنها كلمة جارِيةٌ على أَلسُنِ
العرب يقولونها وهم لا يُريدون بها الدعاءَ على المُخاطَب ولا وُقوعَ الأَمر بها
وقيل معناها للّه دَرُّكَ وقيل أَراد به المَثَلَ لِيَرى المَأْمورُ بذلك الجِدَّ
وأَنه إِن خالَفه فقد أَساءَ وقيل هو دُعاءٌ على الحقيقة فإِنه قد قال لعائشة رضي
اللّه عنها تَربَتْ يَمينُكِ لأَنه رأَى الحاجة خيراً لها قال والأوّل الوجه
ويعضده قوله في حديث خُزَيْمَة رضي اللّه عنه أَنْعِم صباحاً تَرِبَتْ يداكَ
فإِنَّ هذا دُعاءٌ له وتَرْغيبٌ في اسْتِعْماله ما تَقَدَّمَتِ الوَصِيَّةُ به
أَلا تراه قال أَنْعِم صَباحاً ثم عَقَّبه بتَرِبَتْ يَداكَ وكثيراً تَرِدُ للعرب
أَلفاظ ظاهرها الذَّمُّ وإِنما يُريدون بها المَدْحَ كقولهم لا أَبَ لَكَ ولا
أُمَّ لَكَ وهَوَتْ أُّمُّه ولا أَرضَ لك ونحوِ ذلك وقال بعضُ الناس إِنَّ قولهم
تَرِبَتْ يداكَ يريد به اسْتَغْنَتْ يداكَ قال وهذا خطأٌ لا يجوز في الكلام ولو
كان كما قال لقال أَتْرَبَتْ يداكَ يقال أَتْرَبَ الرجلُ فهو مُتْرِبٌ إِذا كثر
مالهُ فإِذا أَرادوا الفَقْرَ قالوا تَرِبَ يَتْرَبُ ورجل تَرِبٌ فقيرٌ ورجل
تَرِبٌ لازِقٌ بالتُّراب من الحاجة ليس بينه وبين الأَرض شيءٌ وفي حديث أَنس رضي
اللّه عنه لم يكن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم سَبَّاباً ولا فَحَّاشاً كان
يقولُ لأَحَدنا عند المُعاتَبةِ تَرِبَ جَبِينُه قيل أَراد به دعاءً له بكثرة
السجود وأَما قوله لبعض أَصْحابه تَرِبَ نَحْرُكَ فقُتِل الرجُل شهيداً فإِنه
محمول على ظاهره وقالوا الترابُ لكَ فرَفَعُوه وإِن كان فيه معنى الدعاء لأَنه اسم
وليس بمصدر وليس في كلِّ شيءٍ من الجَواهِر قيل هذا وإِذ امتنع هذا في بعض المصادر
فلم يقولوا السَّقْيُ لكَ ولا الرَّعْيُ لك كانت الأَسماء أَوْلى بذلك وهذا النوعُ
من الأَسماء وإِن ارْتَفَعَ فإِنَّ فيه معنى المنصوب وحكى اللحياني التُّرابَ
للأَبْعَدِ قال فنصب كأَنه دعاء والمَتْرَبةُ المَسْكَنةُ والفاقةُ ومِسْكِينٌ ذُو
مَتْرَبةٍ أَي لاصِقٌ بالتراب وجمل تَرَبُوتٌ ذَلُولٌ فإِمَّا أَن يكون من
التُّراب لذلَّتِه وإِما أَن تكون التاء بدلاًمن الدال في دَرَبُوت من الدُّرْبةٍ
وهو مذهب سيبويه وهو مذكور في موضعه قال ابن بري الصواب ما قاله أَبو علي
تَرَبُوتٍ أَنّ أَصله دَرَبُوتٌ من الدربة فأَبدل من الدال تاء كما أَبدلوا من
التاء دالاً في قولهم دَوْلَجٌ وأَصله تَوْلَجٌ ووزنه تَفْعَلٌ من وَلَجَ
والتَّوْلَجُ الكِناسُ الذي يَلِجُ فيه الظبي وغيره من الوَحْش وقال اللحياني
بَكْرٌ تَرَبُوتٌ مُذَلَّلٌ فَخصَّ به البَكْر وكذلك ناقة تَرَبُوت قال وهي التي
إِذا أُخِذَتْ بِمِشْفَرِها أَو بُهدْب عينها تَبِعَتْكَ قال وقال الأَصمعي كلُّ
ذَلُولٍ من الأَرض وغيرها تَرَبُوتٌ وكلُّ هذا من التُّراب الذكَرُ والأُنثى فيه
سواءٌ [ ص 230 ] « والتُّرْتُبُ الأَمْرُ الثابتُ بضم التاءين والتُّرْتُبُ العبدُ
السُّوء ( 1 ) »
( 1 هذه العبارة من مادة « ترتب » ذكرت هنا خطأ في الطبعة الاولى )
وأَتْرَبَ الرجلُ إِذا مَلَك عبداً مُلِكَ ثلاث مَرَّات والتَّرِباتُ الأَنامِلُ
الواحدة تَرِبةٌ والتَّرائبُ مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر وقيل هو ما بين
التَّرْقُوة إِلى الثَّنْدُوةِ وقيل التَّرائبُ عِظامُ الصدر وقيل ما وَلِيَ
الّتَرْقُوَتَيْن منه وقيل ما بين الثديين والترقوتين قال الأَغلب العِجْليّ
أَشْرَفَ ثَدْياها على التَّرِيبِ ... لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ في النُّتُوبِ
والتِّفْلِيكُ مِن فَلَّك الثَّدْيُ والنُّتُوبُ النُّهُودُ وهو ارْتِفاعُه وقيل
التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ من يَمْنةِ الصدر وأَربعٌ من يَسْرَتِه وقوله عز وجل
خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ يَخْرُج من بينِ الصُّلْب والتَّرائبِ قيل التَّرائبُ ما
تقدَّم وقال الفرَّاء يعني صُلْبَ الرجلِ وتَرائبَ المرأَةِ وقيل التَّرائبُ
اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنانِ وقال واحدتها تَرِيبةٌ وقال أَهل اللغة أَجمعون
التَّرائبُ موضع القِلادةِ من الصَّدْرِ وأَنشدوا
مُهَفْهَفةٌ بَيْضاءُ غَيْرُ مُفاضةٍ ... تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ
وقيل التَّرِيبَتانِ الضِّلَعانِ اللَّتانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ وأَنشد
ومِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ على تَرِيبٍ ... كَلَوْنِ العاجِ ليس له غُضُونُ
أَبو عبيد الصَّدْرُ فيه النَّحْرُ وهو موضِعُ القِلادةِ واللَّبَّةُ موضع
النَّحْرِ والثُّغْرةُ ثُغْرَةُ النَّحْرِ وهي الهَزْمةُ بين التَّرْقُوَتَيْنِ
وقال
والزَّعْفَرانُ علَى تَرائِبِها ... شَرِقٌ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ
قال والتَّرْقُوَتانِ العَظْمانِ المُشْرِفانِ في أَعْلَى الصَّدْرِ مِن صَدْرِ
رَأْسَيِ المَنْكِبَيْنِ إِلى طَرَفِ ثُغْرة النَّحْر وباطِنُ التَّرْقُوَتَيْنِ
الهَواء الذي في الجَوْفِ لو خُرِقَ يقال لهما القَلْتانِ وهما الحاقِنَتانِ
أَيضاً والذَّاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقُوم قال ابن الأَثير وفي الحديث ذكر
التَّرِيبةِ وهي أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسانِ تَحْتَ الذَّقَنِ وجمعُها التَّرائبُ
وتَرِيبةُ البَعِير مَنْخِرُه ( 2 )
( 2 قوله « وتربية البعير منخره » كذا في المحكم مضبوطاً وفي شرح القاموس الطبع
بالحاء المهملة بدل الخاء )
والتِّرابُ أَصْلُ ذِراعِ الشاة أُنثى وبه فسر شمر قولَ عليّ كرَّم اللّه وجهه لَئِنْ
وَلِيتُ بني أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ
قال وعنى بالقَصّابِ هنا السَّبُعَ والتِّرابُ أَصْلُ ذِراعِ الشاةِ والسَّبُعُ
إِذا أَخَذَ شاةً قَبَضَ على ذلك المَكانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ الأَزهريُّ طَعامٌ
تَرِبٌ إِذا تَلَوَّثَ بالتُّراب قال ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه نَفْضَ
القَصَّاب الوِذامَ التَّرِبةَ الأَزهري التِّرابُ التي سَقَطَتْ في التُّرابِ
فَتَتَرَّبَتْ فالقَصَّابُ يَنْفُضُها ابن الأَثير التِّرابُ جمع تَرْبٍ تخفيفُ
تَرِبٍ يريد اللُّحُومَ التي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطِها في التُّراب والوَذِمةُ
المُنْقَطِعةُ الأَوْذامِ وهي السُّيُورُ التي يُشَدُّ بها عُرى الدَّلْوِ قال
الأَصمعي سأَلْتُ [ ص 231 ] شُعبةَ ( 1 )
( 1 قوله « قال الأصمعي سألت شعبة إلخ » ما هنا هو الذي في النهاية هنا والصحاح
والمختار في مادة وذم والذي فيها من اللسان قلبها فالسائل فيها مسؤول ) عن هذا
الحَرْفِ فقال ليس هو هكذا انما هو نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ وهي
التي قد سَقَطَتْ في التُّرابِ وقيل الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّى تَرِبةً لأَنها
يَحْصُلُ فيها الترابُ مِنَ المَرْتَعِ والوَذِمةُ التي أُخْمِلَ باطِنُها
والكُرُوشُ وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ ومعنى الحديث لئن
وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُم بعد الخُبْثِ
والتِّرْبُ اللِّدةُ والسِّنُّ يقال هذه تِرْبُ هذه أَي لِدَتُها وقيل تِرْبُ
الرَّجُل الذي وُلِدَ معَه وأَكثر ما يكون ذلك في المُؤَنَّثِ يقال هي تِرْبُها
وهُما تِرْبان والجمع أَتْرابٌ وتارَبَتْها صارت تِرْبَها قال كثير عزة
تُتارِبُ بِيضاً إِذا اسْتَلْعَبَتْ ... كأُدْم الظّباءِ تَرِفُّ الكَباثا
وقوله تعالى عُرُباً أَتْرَاباً فسَّره ثعلب فقال الأَتْرابُ هُنا الأَمْثالُ وهو
حَسَنٌ إذْ ليست هُناك وِلادةٌ والتَّرَبَةُ والتَّرِبةُ والتَّرْباء نَبْتٌ
سُهْلِيٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ وقيل هي شَجرة شاكةٌ وثمرتها كأَنها بُسْرَة
مُعَلَّقةٌ مَنْبِتُها السَّهْلُ والحَزْنُ وتِهامةُ وقال أَبو حنيفة التَّرِبةُ
خَضْراءُ تَسْلَحُ عنها الإِبلُ التهذيب في ترجمة رتب الرَّتْباءُ الناقةُ
المُنْتَصِبةُ في سَيْرِها والتَّرْباء الناقةُ المُنْدَفِنةُ قال ابن الأَثير في
حديث عمر رضي اللّه عنه ذِكر تُرَبةَ مثال هُمَزَة وهو بضم التاء وفتح الراء وادٍ
قُرْبَ مكة على يَوْمين منها وتُرَبةُ وادٍ من أَوْدية اليمن وتُربَةُ والتُّرَبَة
والتُّرْباء وتُرْبانُ وأَتارِبُ مواضع ويَتْرَبُ بفتح الراء مَوْضعٌ قَريبٌ من
اليمامة قال الأَشجعي
وعَدْتَ وكان الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً ... مواعِيدَ عُرقُوبٍ أخاهُ بِيَتْرَبِ
قال هكذا رواه أَبو عبيدة بَيَتْرَبِ وأَنكر بيَثْرِبِ وقال عُرقُوبٌ من
العَمالِيقِ ويَتْرَبُ من بِلادِهم ولم تَسْكُن العمالِيقُ يَثْرِبَ وفي حديث
عائشة رضي اللّه عنها كُنَّا بِتُرْبانَ قال ابن الأَثير هو موضع كثير المياه بينه
وبين المدينة نحو خمسة فَراسِخَ وتُرْبةُ موضع ( 2 )
( 2 قوله « وتربة موضع إلخ » هو فيما رأيناه من المحكم مضبوط بضم فسكون كما ترى
والذي في معجم ياقوت بضم ففتح ثم أورد المثل ) من بِلادِ بني عامرِ بن مالك ومن
أَمثالهم عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبةَ يُضْرَب للرجل يصير إِلى الامرِ الجَليِّ
بعد الأَمرِ المُلْتَبِس والمَثَلُ لعامر بن مالك أَبي البراء والتُّرْبِيَّة
حِنْطة حَمْراء وسُنْبلها أَيضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُمرة وهي رَقِيقة تَنْتَشِر مع
أَدْنَى بَرْد أَو ريح حكاه أَبو حنيفة