تَحْضِيرٌ - الجمع: ـات . [ح ض ر]. (مص. حَضَّرَ).
1. "سَاهَمَ فِي تَحْضِيرِ الحَفْلَةِ" : فِي تَهْيِيئِهَا، وَإِعْدَادِهَا.
2. "بَدَأَتِ التَّحْضِيرَاتُ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ لاسْتِقْبَالِ الضُّيُوفِ" : بَدَأَتِ اسْتِعْدَادَاتُ التَّهْيِيءِ .
حَضَرَ : كنَصَرَ وعَلِمَ حُضُوراً وحِضَارَةً أَطلق في المصدرين وقَضِيَّة اصْطِلاحهِ أَن يكونا بالفَتْح وليس كذلك بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ والثاني مَفْتُوحٌ ضِدّ غَابَ . والحُضُورُ : ضِدُّ المَغِيب والغَيْبَةِ . قال شَيخُنا : واللُّغَةُ الأُولى هي الفَصِيحَةُ المشْهُورَةُ ذَكَرَها ثَعْلَبٌ في الفَصِيحِ وغيره وأَوردَهَا أَئمّة اللُّغَةِ قاطِبةً . وأَمّا الثانيةُ فأَنكَرَهَا جَمَاعةٌ وأَثبتَها آخرونَ ولا نِزاعَ في ذلك . إِنما الكلامُ في ظاهِر كلامِ المُصَنِّف أَو صَريحِه فإِنَّه يَقتَضِي أَنَّ حَضِرَ كعَلمَ مضارعه على قياسِ ماضيه فيكونُ مَفْتُوحاً كيَعْلَم ولا قائِلَ به بل كُلُّ مَنْ حَكَى الكَسْرَ صرَّحَ بأَنّ المضارع لا يَكُونُ على قياسِه انتهى . وفي اللسان : قال اللَّيْثُ : يقال : حََرَت الصّلاةُ وأَهْلُ المَدِينَة ويقولون : حَضِرَتْ وكلهم يقول : تَحْضَر . وقال شَمِرٌ : حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَر قال : إِنما أُندِرَت التاءُ لوُقُوعِ القاضِي بين الفِعْل والمَرْأَة . قال الأَزَهَرِيّ : واللّغَة الجَيّدة حَضَرَت تَحْضُر بالضَّمّ . قال الجَوْهَرِيُّ : قال الفرّاءُ : وأَنشدَناَ أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيُّ لجرِيلارٍ على لُغَة حَضِرَتْ
ما مَنْ جَفانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ ... كَمَنْ له عِندنا التَّكْرِيمُ واللَّطَفُ
قال الفَرّاءُ : وكُلُّهُم يقولون تَحْضُر بالضَّمِّ . وفي المصباح : وحَضِرَ فلانٌ بالكَسْر لُغَة واتّفَقُوا على ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً وكان قِيَاسُ كَسْرِ المَاضِي أَن يُفْتَح المُضَارع لكن استُعمِل المَضْمُوم مع كَسْر الماضي شُذُوذاً ويُسَمَّى تَاخُلَ اللُّغَتَيْن انتهَى وقال اللَّبْليّ في شَرْح الفَصِيح حَضَرَنِى قَومٌ وحَضِرَنِي بكسر الضّاد حَكاه أَيضاً القَزَّاز عن أَبي الحَسَن وحكَاه يَعُوب عن الفَراءِ وحكاه أَيضاً الجَوْهرِيُّ عنه . وقال الزّمخَشرِيّ عن الخَليل : حَضِرَ بالكسر فإِذا انتهَوْا إِلى المستقبل قالوا يَحضُر بالضّمّ رُجُوعاً إِلى الأَصل ومثله فَضِل يَفْضُلُ . قال شيخنا : وقد أَوضحْتُه في شَرْح نَظْم الفَصيح وأَوضَحتُ أَن هذا من النظائر فيزاد على نَعِمَ وفَضِلَ . ويُسْتَدرك به قولُ ابنِ القُوطِيَّة أَنَّه لا ثالِثَ لهُمَا والكَسْرُ الذي ذكره الجماهيرُ حكاه ابن القَطّاع أَيضاً في أَفعاله كاحْتَضَرَ وتَحَضَّرَ ويُعَدَّى . ويُقالُ : حَضَرَه وحَضِرَه والمصدَرَ كالمَصْدَر وهو شاذٌّ وتَحضَّرَه واحْتَضَره . يقال : أحْضَرَ الشَّيْءَ وأحْضَرهَ إيَّاه وكَانَ ذلك بِحضْرَته مُثَلَّثَة الأَولِ . الأُولى نَقَلَها الجوهرِيّ والكَسْرُ والضَّمُّ لغتان عن الصَّغانِيّ . وحَضَرِهِ وحَضَرَتِه مُحَرَّكَتَيْنِ ومَحْضَرِه كل ذلك بِمَعْنىً واحد
قال الجَوْهَريّ : حَضْرَةُ الرَّجلِ : قُرْبُه وفِنَاؤُه . وفي حديث عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ : " كُنّا بحَضْرِةِ ماءٍ " أي عنده . وكلَّمْتُه بحَضْرةِ فُلانِ وبمَحْضَرٍ منه أي بمَشْهَدِ منه . قال شيخُنا : وأصْل الحَضْرَة مَصْدرٌ بمعنى الحُضُور كما صَرَّحوا به ثم تَجَوَّزوا به تجَوُّزاً مَشْهُوراً عن مَكَانِ الحُضُور نفْسِه ويُطْلَق على كُلِّ كبيرٍ يَحْضُر عنده النَّاسُ كقولِ الكُتَّابِ أهْلِ التَّرسُّل والإنشاءِ : الحَضْرةُ العَالِيَةُ تأْمُر بكَذَا والمَقَامُ ونَحْوُه . وهو اصطِلاحُ أهلِ التَّرسُّل كما أشار إليه الشِّهَاب في مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاء . وهو حاضِرٌ مِنْ قَوْمٍ حُضَّرٍو حُضُورٍ . ويقال : إنه ليَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتهِ ومَنْ بعَقْوَتهِ . وفي التّهذِيب : الحَضْرَة : قُرْبُ الشَّيْءِ . تقول : كُنْتُ بحَضْرِةِ الدارِ . وأنشدَ اللَّيْثُ
فَشَلَّتْ يَدَاه يَوْمَ يَحْمِلُ رَايَةً ... إلى نَهْشَلٍ والقَوْمُ حَضْرةَ نَهْشَلِ يقال : رَجُلٌ حَسَنُ الحُضْرَة بالكسْرِ وبالضَّمَّ أيضاً كما في المُحْكَم إذا حَضَرَ بِخَيْرٍ . وفُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إذا كان مِمّن يَذْكُر الغائِبَ بخَيْرٍ . والحَضَرُ مُحَرَّكَةً والحَضْرَةُ بفتح فسكون والحَاضرةُ والحَضَارَة بالكسر عن أبي زّيْد ويُفْتَح عن الأصمَعِيّ : خِلافُ البَادِية والبَدَاوَة والبَدْوِ . والحِضارَةُ بالكسر الإقامَةُ في الحَضَرِ قاله أبو زيد . وكان الأَصمعِيُّ يقول : الحَضَارة بالفَتْح . قالَ القُطامِيُّ
فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أعْجَبَتْه ... فأَيَّ رِجَالِ بَاديَةٍ تَرَانَا والحاضِرَة والحَضْرَةُ والحَضَرُ هي المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ ومَسَاكِنَ الدِّيَارِ الّتي يَكُونُ لهم بِها قَرَارٌ . والبادِيةُ يمكن أن يَكُونَ اشتقاقُها من بَدَا يَبْدُو أي بَرَزَ وظَهَرَ ولكنَّه اسمٌ لَزِمَ ذلكَ الموْضِعَ خاصَّةً دون ما سوَاه . والحَضْرُ بفَتْح فَسُكُون : د قديمٌ مذكورٌ في شِعْر القدماءِ بإزاءِ مسْكِنٍ . قال محمدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ : بحِيال تَكْرِيتَ بين دِجْلَةَ والفُرات . قلْت : ولم يذْكر المؤلف مَسْكِنَ في سكن وهو في مُعْجَم أبِي عُبيد كمَسْجِد : صُقع بالعِرَاق قَتِل فيه مُصعَبُ بنُ الزُّبيْر فليُنْظَر . بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِكُ من مُلُوك العَجَم الّذي قَتَله سابُور ذُو الأكْتافِ . وفيه يقول أبو دُواد الإيادِيّ :
وَرَأى المَوْتَ قد تَدَلَّى مِن الحَضْ ... ر على رَبِّ أهلِه السَّاطِرُونِوقيل : هو الحَضَر محرَّكةً بالجزِيرة وقيل بناحِيَةِ الثَّرْثارِ بنَاه السَّاطِرُونُ . الحَضْرُ : رَكَبُ الرَّجُل والمَرْأةِ أي فَرْجُهُما . الحَضْرُ : التَّطْفِيلُ عن ابن الأعرابِيّ الحَضْرُ : شَحْمَةٌ في المَأْنَةِ هكذا في النُّسخ بالمِيم وفي اللِّسان : في العَانة وفوْقَها . الحُضْر بالضَّمَ : ارتِفاعُ الفَرَس في عَدْوِه كالإحْضَار . وقال الأزهرِيّ : الحُضْرُ والحِضَارُ : من عَدْوِ الدّوَابّ والفِعْل الإحضارُ . وفي الحديث " أنَّه أقطعَ الزُّبيْر حُضْرَ فَرَسه بأرضِ المَديِنة " . وفي حديث كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ " فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أو مُحضِراً فأخَذَتُ بِضَبْعه " . وقال كُرَاع : أحْضَر الفَرَسُ إحْضَاراً وحُضْراً وكذلك الرَّجُل . وعندي أنَّ الحُضْرَ الاسمُ . والإحضار المَصْدَر
والفَرَسُ مِحْضِيرٌ كمِنْطِيقٍ لا مِحْضَارٌ كمِحْرَاب وهو من النّوادر كذا في الصّحاح وجامع القَزَّاز وشُرُوح الفَصِيح أو لُغَيَّةٌ . والَّذي في المُحكَم جَوازُ مِحْضِير ومِحْضَار على حَدٍّ سَواءٍ ونَصُّه : وفَرسٌ مِحْضِيرٌ الذَّكَرُ والأنْثَى سَواء وفَرسٌ مَحْضِيرٌ ومِحْضَارٌ بغير هاءٍ للأنَثى إذا كان شَدِيدَ الحُضْرِ وهو العَدْوُ . وفي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد : فَرَسٌ مِحْضَارٌ : شَدِيد الَعدْوِ . الحَضُرُ ككَتِفٍ ونَدُسٍ : الَّذي يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَه وهو الطُّفَيْلِيّ وفِعْلُه الحَضْر وقد تقدَّم . من المَجَاز : الحَضُرُ كندُسٍ : الرَّجُلُ ذُو البَيَانِ والفقْهِ لاسْتِحْضاره مَسَائِلَه ويُقالَ : إنّه لحَضُرٌ بالنّوادر وبالجَواب وحاضِرٌ
الحَضِرُ ككَتِفٍ : الّذي لا يُرِيدُ السَّفَر . والذي في التَّهْذيب وغَيْره : ورَجلٌ حَضِرٌ : لا يَصْلُحُ للسَّفَرِ أو رَجلٌ حَضِرٌ . حَضَرِيٌّ نقلَه الصّغانِيّ عن الفَرَّاءِ أي من أهْلِ الحاضِرَةِ . في التَّهْذيب : المَحْضَرُ عند العرب : المَرْجِعُ إلى أعْدادِ المِياهِ . والمُنْتَجَعُ : المَذْهَبُ في طَلبِ الكَلإِ . وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدىً وجَمْعه مَبَادِ . ويقال للمَنَاهِلِ : المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عليها . المَحْضَرُ : خَطٌّ يُكْتَبُ في واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ في آخِرِه بِصِحَّةِ ما تَضَمَّنَه صَدْرُهُ . قال شيخُنا : وهو اصطِلاح حادِثٌ للشُّهُود الَّذين أحْدثَهُم القُضَاةُ في الزَّمَن الأخِير فعَدُّه من اللُّغَة مما لا مَعْنَى له والظَّاهِرُ أنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عليه وعَدَّه من معانِي المَحْضَر من هذا القَبيلِ فتأمَّل
قُلتُ : أما تَفْسبره بما يُكتَب في واقِعَة حالٍ فكَمَا قَالَ : لا يَكاد يُوجدُ في لُغَةِ العَرب الفُصْحَى . وأمّا تَفْسِيرُه بما بَعْدَه وهو السِّجِلّ فقد سُمِعَ عن العَرَب وذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه فلا يُنكَر عليه . المَحْضَرُ : القَوْمُ الحُضُورُ أي الحاضِرين النَّازلين على الميَاه تَجَوُّزاً المَحْضَرُ : السِّجِلُّ الَّذي يُكْتب . المَحْضَرُ : المَشْهَدُ للقَوْم . المَحْضَرُ : ة بأَجأ لبَنِي طَيّئ . ومَحْضَرَةُ : مَاءٌ لبِنَي عجْل بنِ لُجَيْمٍ بَيْنَ طَرِيقَيِ الكُوفَة والبَصْرَةِ إلى مَكَّةَ زِيدَتْ شَرَفاً . وحَاضُوراءُ : مَاءٌ قال سيخُنا : هو من الأوْزانِ الغَريبَة حتَى قيل لا ثانِيَ له غيرَ عَاشُورَاءُ لا ثَانِيَ لَهُ . وأما تاسُوعَاءُ فيَأْتي أنَّهُ مُوَلَّد واللهُ أعلمُ . وقيل : إنَّ حَاضورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ عليه السّلامُ والذين آمنوا به ونَجّاها الله من العذاب ببرَكِته . وفي المَرَاصد أنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة ويقال : بالضَّاد المُعْجَمَة بغير ألف فتأَمَّلْ . والحَضِيرَةُ كسَفِينَة : مَوْضِعُ التَّمْرِ وأهلُ الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ وتُسَمَّى أيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ . وذَكره المُصَنِّف أيضاً في الصّاد المُهْمَلة وقد تَقَدَّمَتْ الإشارةُ إليه . الحَضِيرَةُ : جَمَاعَةُ القَوْمِ وبه فَسر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْت مَجْدَعَةَ الجُهَنِيَّة تمدَحُ رَجُلاً وقيل تَرْثِيه :
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إذا اسْمَأَلَّ التُّبعُالحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَالِ : الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِية أَو التِّسْعَةُ وفي بعض النُّسخ : السَّبْعَة بتَقْديم السِّين على المُوحَّدة والصّوابُ الأُولَى . أَو الْعَشَرَةُ فمن دُونَهم وقيل : السَّبْعَة أَو الثّمانِية وقيل : الأَربَعة والخمسة يَغْوُونَ . أَو هُم النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم . وقال أَبو عُبَيْد في بَيْت الجُهَنِيَّة : الحَضِيرةُ : ما بين سَبْعِ رجالٍ إِلى ثمانية والنَّفِيضَة الواحِدُ وهم الّذِي يَنْفُضُون وروى سَلَمَة عن الفَرَّاءِ قال : حَضِيرةُ النّاس وهي الجَمَاعَة ونَفِيضَتُهم وهي الجَمَاعة . وقال شَمِرٌ في قوله : حَضيرةً ونَفِضَةً قال : حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ يَعني المياهَ ونَفِضَة : ليس عَلَيْهَا أَحَد حَكَى ذلك عن ابن الأَعْرَابيّ . ورُوِىَ عن الأَصْمَعِيّ : الحَضِيرَةُ : الَّذينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ وهم الطّلائِع : قال الأَزهريّ : وقولُ ابنِ الأَعرابِيّ أَحسنُ . قال ابنُ بَرِّيّ : النفِيضَةُ : جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ والتُّبَّع : الظِّلُ . واسمَأَلَّ : قَصْرَ وذلك عند نِصْفِ النَّهَار وقبله
سَبّاقُ عَادِيَة ورأْسُ سَرِيَّةٍ ... ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَادِ مِسْلَعُ . واسمُ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخُو سَلْمَى ولهذا تَقولُ بعد البَيْت :
أَجَعَلْتَ أَيْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً ... هَبَلَتْكَ أُمُّك أَي جَرْدِ تَرْقَعُ . وجمْعُ الحَضِيرَةِ الحَضَائِرُ . قال أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ :
رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ ... من الدّارِ لا تَمْضِي عليها الحَضائِرُ . في المُحْكَم : قال الفارِسِيُّ : والحَضِيرَةُ : مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ . الحَضِيرَة : ما تُلْقِيهِ المَرْأَةُ من وِلاَدِهَا وحَضِيرةُ النَّاقَةِ : ما أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَةِ . قال أَبو عُبَيْدَة : الحَضِيرَة لِفافةُ الوَلدِ . الحَضِيرَةُ : انْقِطَاع دَمِهَا . والحَضِيرُ جَمْعُهَا أَي الحَضِيرةِ بإِسقاط الهاءِ الحَضِيرُ : دَمٌ غَلِيظٌ يَجْتَمِع في السَّلَى . والحَضِيرُ : ما اجْتَمَعَ في الجُرْح من جاسِئَةِ المَادِةّ وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونَحْو ذلِك . والمُحَاضَرَةُ : المُخَالَدَةُ المُحَضَرَة المُجَثَاةُ . وحاضَرْتُه : جاثَيْتُه عِنْدَ السُّلْطَانِ وهو كالمُغالَبة والمُكَاثَرة . المحَاضَرَةُ : أَنْ يَعْدُوَ مَعَك وقال اللَّيْثُ : هو أَن يُحَاضِرَك إِنسانٌ بحَقَّك فيذهَبَ به مُغالَبةً أَو مُكابَرَةً . قال غيرُه : المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك عليه ويَذْهَبَ به . حَضَارِ كقَطَامِ أَي مَبْنِيّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة : نَجْمٌ يَطُلع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ به أَنَّه سُهَيْلٌ وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ قاله ابنُ سِيدَة . وفي التَّهذيب قال أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : يقال : طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنه سُهَيْلٌ للشَّبَه وكَذلِك الوَزْنُ إِذا طَلَع وهما مُحْلِفَانِ عند العرب سُمِّيَا مُحْلِفَيْن لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُما إِذَا طَلَعَا فيَحْلف أَحدُهما أَنه سُهَيْل ويَحْلِف الآخَرُ أَنّه ليس بسُهَيْل . وقال ثَعْلب : حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ في بُعْدِ وأَنشد :
أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّهَا ... حَضَارِ إِذَا ما أَعرَضَت وفُرُودُهاالفُرُودُ : نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ يُرِيد أَن النَّارَ تَخْفَى لبُعْدِها كهذا النَّجْمِ الّذي يَخْفَى في بُعْدٍ . وحَضْرَمَوتُ بفَتْح فَسُكُون قد تُضَمُّ المِيمُ مثال عَنْكَبُوت عن الصّاغانِيّ : د بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادٍ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن حرسهُ الله تعالى طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عليه السَّلام . كذا في تارِيخ العَلاَّمَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمن بن الدَّيْبَع . وقال القَزْوِينيّ في عَجائِبِ المَخْلُوقاتِ : حَضْرَمَوتُ : ناحِيَةٌ باليَمَنَ مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ يقال لهما شِبَامُ وتِرْيَمُ وهي بلاد قديمة وبها القَصْر المَشِيد . وأَطالَ في وَصْفها . ونقل شَيخُنا عن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ في قوله تعالى : " وإِنْ مِنْكُم إِلا وَارِدُهَا " . قال : يُسْتَثْنَى من ذلك أَهْلُ حَضْرمَوْت لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة وهي تُنْبِتُ الأَولياءُ كما تُنْبِت البَقْلَ وأَهلُها أَهلُ رِياضة وبها نَخْلٌ كثير وأَغَلَبُ قُوتِهم التَّمْر . وفي مَراصِد الاطِّلاع : حَضْرَموتُ اسْمَانِ مُرَّكبان ناحِيَةٌ واسَعةٌ في شَرْقِيّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر وحَوْلَها رِمَالٌ كثيرةٌ تُعْرَفُ بلأَحْقَافِ وقيل : هي مِخْلافٌ باليَمَن وقال جَماعَة : سُمِّيَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً عليه السلام لمَّا حَضَرَهَا مَاتَ . قال شيخُنَا : والمعرُوف أَنَّهَا باليَمَن كما مَرَّ عن جماعَة وبذلك صَرَّحَ في الرَّوْضِ المِعْطار وقال : بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَيْه السَّلامُ وجَزَمَ بذلك الشِّهَاب في العِنَايَة أَثْناءَ سُورَةِ الحَجِّ ولا يُعرف غيرهُ وأَغْرَبَ صاحِبُ البَحْر فقال : إِنَّهَا بالشَّام وبها قَبْرُ صالِحٍ عليه السلامُ . قلتُ : وعِنْدِي أَنّه تَصحّف عليه شِبَامُ التي هي إِحْدَى مَدِينَتَيْهَا كما مَرَّ عن الشَّيْبانِيّ بالشَّامِ القُطرِ المعروف لأَنَّه لا يُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ يقال له حَضْرمَوْت قديماً ولا حديثاً . في الصّحاح : حَضْرمَوتُ : اسمُ قَبِيلَة أَيضاً من وَلَد حِمْيَرَ بْنِ سَبَأَ كذا في الرَّوْض وقيل : هو عامِرُ بنُقَحْطَانَ وقيل : هو ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامرٍ . قال شيخُنَا : وهَل الأَرْضُ سُمِّيَت باسْمِ القَبِيلة أَو بالعَكْسِ أَو غيْر ذلِكظ فيه خِلافٌ . في الصحاح : وهما اسمَانِ جُعِلاَ واحداً إِنشِئتَ بنَيْتَ الاسم الأَول على الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثَّانيَ إِعرابَ ما لا يَنْصَرِف . يُقَالُ : هذا حَضْرَمَوْتُ ويُضَافُ الأَوَّلُ إِلى الثّانِي فَيُقَالُ : حَضْرُمَوت بضَمِّ الرِّاءِ أَعْربْت حضْراً وخَفضْتَ مَوتاً وكذلك القَوْلُ في سَامّ أَبْرصَ ورامَهُرْمُز وإِن شِئتَ لا تُنَوِّنُ الثَّانِيَ قال شيخُنَا : واقتصَر في اللُّبَابِ على وَجْهَيْن فقال : هُمَا اسمانِ جُعلاَ واحداً فإِن شِئتَ بَنْيتَ الأَوّل على الفَتْح وأَعربْتَ الثانِيَ إِعرابَ مالا يَنْصرِف وإِن شِئتَ بَنَيْتَهُمَا لتَضَمُّنِهما مَعَنى حَرْفِ العَطْف كخَمْسَةَ عَشَرَ . والتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْتِ تُصَغِّر الصَّدْرَ منهما وكذلك الجَمْع تَقُولُ : فُلانٌ من الحَضَارِمَة والنَّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ وسيأْتي للمُصَنِّف في المِيمِ . ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ : مُلَسَّنَةٌ . وفي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٌ " أَنّه كان يَمْشِي في الحَضْرَمِيِّ " هو النَّعْلُ المَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بها . حَضْرَمُوتِيَّتَانِ أَي على الأَصل من غير حَذْفِ والذي في نَوادِرِ الكِسائِيّ يُقَال : أَتانَا بنَعْلَين حَضْرَمَوْتِيَّتَيْن فتأَمَّلْ . وحَضُورٌ كصَبُورٍ : جَبَلٌ فيه بَلَدٌ عامِرٌ أَوْ : د باليَمَنِ في لِحْفِ ذلك الجَبَلِ وقد غامِدٌ
تَغَمَّدْتُ شَراًّ كانَ بَيْنَ عشيرَتِي ... فأَسْمانِيَ القَيْلُ الحَضُوريُّ غامِدَاوفي حديث عائِشَةَ رضي اللهُ عنها : " كُفِّنَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم في ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّينِ " هما منسوبان إِلى حَضُورَ قريَةِ باليَمَن قاله ابنُ الأَثِيرِ . وفي الروض أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَيْبَ بنَ ذِي مَهْدَم نَبيٌّ أُرِسلَ إِلَيْهم وقَبْرُه بِضِينٍ جَبَل باليمن قال وليْسَ هو شُعَيْباً الأَوَّلَ صاحب مَدْيَن وهو ابنُ صَيْفِي ويُقَالُ فيه ابنُ صَيْفُون . قلتُ : وشَذَّ صاحِبُ المَرَاصد حَيْثُ قَالَ : إِنَّه من أَعمَال زَبِيد وأَنه يُرْوَى بالأَلِف المَمْدُودَة . وفي حِمْيَر حَضُورُ بنُ عَدِيِّ بن مالِكِ بن زَيْد بن سَلام بن زُرْعَة وهو حِمْيَر الأَصْغَر . والحَاضِرُ : خِلافُ البَادِي وقد تَقَدَّم في أَوَّل التَّرجَمَةِ فهو تَكرَارٌ . الحَاضِر أَيْضاً : اللحَيُّ العَظِيمُ أَو القَوْم وقال ابنُ سِيدَه : الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتي بها مُجْتَمَعُمُم . قال :
في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْل سامِرُه ... فيه الصَّواهِلُ والرّايَاتُ والعَكَرُ . فصار الحاضرُ اسماً جامِعاً كالحاجِّ والسِّامِرِ والجامِلِ ونَحْوِ ذلِك . قال الجوهريّ : هو كَمَا يُقالُ حاضِرُ طَيّئِ وهو جَمْعٌ كما يُقَال : سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج : قال حَسّان :
لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وباد كأَنَّهُ ... قَطِينُ الإِله عِزَّةً وتَكَرُّمَا . وفي حديث أُسامَةَ : " وقد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ " . وفي التَّهْذِيبِ العربُ تقول : حيٌّ حاضِرٌ بغير هَاءٍ إِذا كانوا نازلِين على ماءٍ عِدٍّ . يقال : حاضِرُبَنِي فُلانٍ على ماءِ كَذَا وكَذَا ويقال للمُقيم على المَاءِ : حاضِرٌ وجمعه حُضُورٌ وهو ضِدّ المُسَافِر وكذلك يقال للمُقيم : شاهِدٌ وخافِضٌ وفُلانٌ حاضرٌ بموضِع كذا أَي مُقِيمٌ به وهؤلاءُ قومٌ حُضَّارٌ إِذا حَضَرُوا المياهَ ومَحاضِرُ . قال لَبِيد :
فالوَدِيانِ وكُلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ ... وعلى المِيَاهِ مَحَاضِرٌ وخِيَامُ . قال : وحَضَرَةٌ مثل كافِرٍ وكَفَرةٍ وكُلُّ مَنْ نَزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يَتَحَوَّل عنه شِتاءٍ ولا ضيفاً فهو حاضرٌ سواءٌ نَزَلوا في القُرَى والأَرْيَاف والدُّور المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المِيَاه فَقَرُّوا بها وَرَعَوْا ما حواليها مِنَ المَاءِ والكَلإ . وقال الخَطَّابيّ : إِنما جَعَلوا الحاضِرَ اسماً للمَكَان المَحْضُور يقال : نَزلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلانٍ فهو فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ . وفي الحديث " هِجْرَةُ الحاضِرِ " أَي المكان المَحْضُور . الحَاضِرُ : حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ السَّبْعةِ يقال له : حَبْلُ الحاضِرِ وعِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ بحِذَاءِ العَرَمَةِ . الحَاضِرُ : ة بقِنَّسْرينَ وهو موضع الإِقامَةِ على الماءِ من قِنَّسْرِينَ . قال عِكْرِشَةُ الضَّبِّيُّ يَرثِي بَنيه :
سَقَى اللهُ أَجْداثاً وَرَائِي تَرَكْتُها ... بحاضِرِ قِنَّسْرِينَ من سَبَلِ القَطْرِوسيأَتي في قنسر . الحَاضِرُ مَحَلَّةٌ عَظِيمَةٌ بظَاهِر حَلَبَ منها الإِمامُ وَلِيُّ الدّينِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِيلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِريُّ الحَنَفِيُّ وُلِدَ سنة 775 بحَلَب ووالِدُه العَلاَّمةُ عِزُّ الدِّين أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيلٍ رَوَى عنه ابن الشّحْنَة . والحَاضِرَةُ : خِلاَفُ البَادِيَة وقد تقَدَّم في أَو التَّرْجَمَة فهو تَكرار . الحَاضِرَةُ : أُذُنُ الفِيلِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وأَبُو حَاضِرٍ صَحَابِيٌّ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ رَوَىَ عنه أَبو هُنَيْدةَ أَخرجه ابنُ مَنْدَه . أَو حاضِرٍ أُسَيْدِيٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ . وأَبو حاضِرٍ : كُنيَة بِشْر بن أَبِي خازِم ومن المَجَاز : يقال : عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ جمْع حاضِرَة مَعْنَاه ذو آذانٍ . مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَبِ : اللَّبَنُ مَحْضُور ومُحْتَضَر فغَطِّه أَي كَثِيرُ الآفَةِ يَعِني تَحْضُرُه كذا في النسخ . ونص التهذيب : تحتضره الجِنُّ والدَّوابُّ وغيرُها من أَهْلِ الأَرض رواه الأَزهريّ عن الأَصمَعِيّ والكُنُفُ مَحْضُورَة كَذلك أَي تَحْضُرها الجِنُّ والشَّياطِينُ وفي الحديث : " أَنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة " . وقوله تعالى : " وأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ " . أَي أَن يُصِيبَنِي الشّياطِنُ بِسُوءٍ . يُقَالُ : حَضَرْنَا عَنْ ماءِ كَذَا أَي تَحَوَّلْنَا عَنْه وهو مَجَاز . وأَنْشد ابنُ دُرَيْد لقَيْسِ بْنِ العَيْزارَة :
إِذَا حَضَرَتْ عنه تَمَشَّتْ مَخَاضُها ... إِلى السِّرِّ يَدْعوها إِليها الشَّفَائِعُ . حَضَار كسَحَابٍ : جَبَل بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ وإِلى اليَمَامَة أَقربُ . الحَضَارُ : الهِجَانُ أَو الْحُمْرُ مِنَ الإِبلِ . وفي الصّحاح : الحِضَارُ من الإِبِل : الهِجَانُ . قال أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر :
فما تُشْتَرَي إِلا بِرِبْحٍ وسِبَاؤُهَا ... بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَاشُومُها : سُودُهَا . يقول : هذه الخَمْر لا تُشْتَريَ إِلاّ بالإِبِل السُّودِ منها والبِيضِ . وفي التهذيب : الحِضَارُ مِنَ الإِبِل : البِيضُ اسم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ كما سيأْتِيَ فقولُ المُصَنِّف : أَو الحُمرُ مِنَ الإِبل مَحَلّ تَأَمُّلٍ ويُكْسَرُ الفَتْح نَقَلَه الصّغانِيّ . لا واحِدَ لَهَا أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ . قال ابنُ ممَنْظُور : وفيه عِنْد النَّحْوِيِّين شَرْحٌ وذلك أَنَّه قد يَتَّفِق الواحِدُ والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ إِلا أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ وعلى ذلك قالوا : ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ فهِجَانٌ الَّذِي هو جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هو جَمعٌ مِثل ظِرَافٍ والَّذِي يكونُ من صِفة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتَاب فالكَسْرَة في أَول مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ التي في أَول جَمْعِه وكذلك ناقَةُ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ وكذلك الفُلْك فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كان مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فيه إِذا كان جمْعاً كقولِه تَعَالى " في الفُلْكِ المَشْحُونِ " . فهو بإِزاءِ ضَمَّة القٌفْل فإِنه واحدٌ . وقولُه تعالى : " والفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في البَحْرِ " . فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة في أُسْد فهذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ التي تكونُ جَمْعاً وفي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هي المُفْردِ . الحِضَارُ بالكَسْرِ : الخَلُوقُ بِوَجْهِ الجَارِيَةِ وقال الأُمَوِي : نَاقَةٌ حِضَارٌ : جَمَعَت قُوَّةً ورُحْلَةً يعنِي : جَوْدَةَ سَيْرِ . ونَصّ الأَزَهَرِيّ المَشْي بدل . السَّيْر . قال شَمِرٌ : لم أَسمَع الحِضَارَ بهذا المَعْنَى إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبل وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب : " شُومُها وحِضَارُها " . أَي سُودُهَا وبِيضُها . حَضَّارةَ كجَبَّانَة د باليَمَنِ نَقَلَه الصَّغانِيّ . الحُضَارُ كغُرابٍ : دَاءٌ للإِبل نقله الصَّغانِيّ . ومَحْضُورَاءُ بالمَدّ عن الفَراءِ ويُقْصَر عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ : ماءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ . والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا : المُبَادِرةُ في الأَكْلِ والشُّرْبِ نَقَلَه الصَّغانِيّ . عن ابْنِ الأَعرَابِيِّ : الحُضُر كعُنُقٍ : الرَّجُلُ الوَاغِلُ الرّاشِن وهو الشَّوْلَقِيُّ قلت : وهو الطُّفَيْلِيّ . وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ كزُبَيْر : صَحَابِيٌّ كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى له ذِكْر في تاريخ دِمَشْق وبِنْتُه هِنْد لها صُحْبةٌ وابنُه يَحْيَى له رُؤيةٌ يُقَال لأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ . والَّذي في التّهذيب وغيرهِ : وحُضَيْرُ الكَتائِبِ : رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ . من المَجَازِ : احْتُصِرَ المَرِيضُ وحُضِرَ بالضَّمّ أَي مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ إِذا حَضَرَهُ المَوْتُ ونَزَلَ به وهو مُحْتَضَر ومَحْضُورٌ . في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ " كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ " أَي يَحْضُرُونَ خُظُوظَهَم مِنَ المَاءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ في التَّفَاسِيرِ . ومَحَاضِرُ بالفتح على صِيغَةِ الجَمْع هكذا هو مَضْبُوطٌ في نُسْخَتنَا ابنُ المُوَرِّع بالتَّشْدِيد على صِيغَةِ اسم الفاعِلِ : مُحَدِّثٌ مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لا منْكَرَ له كَذَا قاله الذَّهَبِيّ . وشَمْسُ الدِّين أَبو عَبْدِ اللهِ الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدادِيٌّ قال الذَّهَبِيُّ : قَدِم علينا مِنْ بَغْدَادَ . ومما يستدرك عليه : في الحديث " أَنَّي تَحْضُرُني مِنَ الله حاضِرٌ " أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه . وحاضرَةٌ : صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ . وفي حَدِيثِ الصُّبْح " فإِنَّها مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ " أَي تَحْضُرها ملائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ . واسْتَحْضَرْتُه فأَحْضَرِنيهِ . وهو من حاضِرِي المَلِك . وحَضَارِ بمعَنى احْضُرْ . والمُحَاضَرَةْ : المُشَاهَدَةُ . وبَدَوِيٌّ يَتَحَضَّرُ وحَضَرِيٌّ يَتَبَدَّى . وحَضَرَه الهَمُّ واحْتَضَرَه وتَحَضَّرَه وهو مَجاز . وفي الحَدِيث " والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً " أَي هو أَكثَرُ شَرًّا أَنَّ له خَيْراً مع شَرِّه وهو أَفْعَلُ منالحُضُور . قال ابنُ الأَثير : ورُويَ بالخاءِ المُعْجَمة وقيل : هُو تَصْحِيف . وفي الحديث : " قُولُوا ما يَحْضُرُكم أَي ما هو حاضِرٌ عِنْدَكُم موجود ولا تتَكَلَّفُوا غَيْرَه . قال ابنُ الأَثير : ورُويَ بالخاءِ المُعْجَمة وقيل : هُو تَصْحِيف . وفي الحديث : " قُولُوا ما يَحْضُرُكم أَي ما هو حاضِرٌ عِنْدَكُم موجود ولا تتَكَلَّفُوا غَيْرَه
ومن المجاز : حَضَرَت الصَّلاةُ وأَحْضِرْ ذِهْنَك . وكُنْتُ حَضْرَةَ الأَمْرِ وكل حَضَرْت الأَمْرَ بخَيْر إِذا رَأَيْتَ فيه رَأْياً صَواباً وكفيتَهَ . وإِنه لحَضِيرٌ لا يزال يحْضُرُ الأُمورَ بخَيْرٍ . يقال جَمَعَ الحَضْرةَ يُرِيدُ بناءَ دار وهي عُدَّة البنَاءِ من نحْو آجُرٍّ وجصٍّ . وهو حاضِرٌ بالجَوَاب وبالنّوادِر . وغَطِّ إِناءَك بحَضْرة الذُّبَاب . وكُلُّ ذِلك مَجَاز . ويُقَال للرَّجُل يُصيبُه اللَّمَمُ والجُنُونُ : فُلانٌ مُحْتَضَرٌ . ومنه قَولُ الراجِز :
" وانْهَمْ بدَلْويْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ
" فقد أَتَتْكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ . والمُحْتَضِر : الّذي يَأْتِي الحَضَر . وحَضَارٌ : اسم للثَّورِ الأَبيضِ . واحْتَضَرَ الفَرَسُ إِذا عَدَا واسْتَحْضَرْتُه : أَعْدَيْتُه . وفي الحَدِيث ذِكْر حَضِيرٍ كأَمِيرٍ وهو قَاعٌ فيه مَزَارِعُ يَسِيل عليه فَيْضُ النَّقِيعِ ثم يَنْتَهي إِلى مُزْجٍ وبَيْن النَّقِيع والمَديِنةِ عشْرُون فَرْسَخاً . والحَضَار كسَحَابٍ الأَبيَضُ . ومِثْلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر أَي احْضُر . والحَضْرُ بالفَتْح : الّذِي يَتَعرَّض لطَعَامِ القَوْم وهو غَنِيٌّ عَنْه . وفي الأَساس : وحَضْرَمَ في كَلاَمِه : لم يُعْرِبْه . وفي أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَةُ كأَنَّ كلامَه يُشْبِه كلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت لأَنَّ كلامهم لَيْسَ بِذَاك أَو يُشْبِه كَلامَ أَهلِ الحَضَر والمِيمُ زائِدَة . انتهى . وقد سَمَّت حاضِراً ومُحَاضِراً وحُضَيْراً . والحَضِيرِيَّةُ : مَحَلَّة ببَغْدَادَ من الجانِب الشَّرْقيّ منها أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّب بن سَعِيدٍ الصَّبَّاغ الحَضِيريُّ كان صَدُوقاً كتَب عنه أَبَكْر الخَطِيب وغَيرهُ . وأَبُو الطَّيِّب عَبْدُ الغَفّار بنُ عبدِ الله بنِ السَّرِيّ الواسطيُّ الحَضِيريُّ أَدِيبٌ عن أَبي جَعْفَر الطَّبَرِيِّ وعنه أَبو العَلاءِ الواسِطِيُّ وغَيْرُه . والحَضَر مُحَرَّكةً في شِعْر القُدمَاءِ قال أَبو عُبَيْد : وأُراهُ أَراد به حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت وكِلاَهُمَا يَمان . قلت : والصَّوابُ أَنه البلَد الّذي بَنَاه الساطِرُونُ وقد تقدمّ ذِكْره وهكذا ذَكره السّمعانيّ وغيره . ومُنْيَةُ الحَضَر مُحَرَّكةً : قريةٌ قُرْبَ المَنْصُورَة بالدَّقَهْلِية وقد دخَلْتُها . وأَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِريُّ الطُّوسِيُّ تَرَجَمَه الحاكمُ في تارِيِخيهِ . وحَضَارُ بن حَرْب ابن عامر جَدُّ أَبي مُوسى الأَشعريّ رضي الله عنه . وبَيْتُ حَاضِرٍ : قَرْيَةٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ اليَمَن ومنها الشَّرِيفُ سِراجُ الدين الحاضِرِيُّ واسمه عبدُ الله بْنُ الحَسَن ذَكَرَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسَّاني في الأَنْسَاب . والشَّمْس محمد الحضارويّ : فَقِيهٌ يَمَنِيّ . وحَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِيّ بْنِ عَمْرٍو في الأَزْدِ