ثَعْجَرَه أي الشَّيءَ والدَّمَ وغَيْرَه : صَبَّه فاثْعَنْجَرَ : انْصَبَّ . والمُثْعَنْجِرَةُ مِن الجِفَانِ : المُسْتَلِئَةُ ثَرِيداً والتي يَفِيضُ وَدَكُها قال امْرُؤُ القَيْسِ حين أدْرَكَه الموتُ :
" رُبْ جَفْنَةٍ مُثْعَنْجِرهْ
" وطَعنة مُسْحَنْفِرهْ
" تَبْقَى غَداً بأَنْقِرَه . والمُثْعَنْجِرُ : السّائِلُ مِن ماءٍ أَو دَمْعٍ وقد اثْعَنْجَرَ دَمْعُه . واثْعَنْجَرَتِ العَيْنُ دَماً . والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ : السَّيْلُ الكثيرُ . واثْعَنْجَرَتِ السَّحَابَةُ بقَطْرِها واثْعَنْجَرَ المَطَرُ نفْسُه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنَجَاراً
عن ابن الأعرابيِّ : المُثْعَنْجَرُ بفتحِ الجيمِ والعُرَانِيَةُ : وَسَطُ البَحْرِ . قال اللَّيْث : وليس في البَحْر ما يُشْبِهُه كَثْرَةً ويُوجَدُ في النُّسَخ هنا ماءٌ يُشْبِهُه والصّوابُ ما ذَكَرنا وهو واردٌ في حديث عليٍّ رضيَ الله عنه : " يَحْمِلُها الأخضرُ المُثْعَنْجَرُ " . قال ابنُ الأثِير : هو أكثرُ موضعٍ في البحرِ ماءً والمِيمُ والنُّون زائدتانِ . وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ وتَبِعَه الصَّغَانيّ في العُبَاب : إنّ تَصْغِيرَه أي المُثْعَنْجرُ مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعِيجٌ قال ابنُ بَرِّيّ : هذا غَلَطٌ والصّوَابُ ثُعَيْجِرٌ وثُعَيْجيرٌ كما تقولُ في مُحْرَنْجِمٍ : حُرْيجم . تَسْقُطُ الميمُ والنُّونُ لأنهما زائدتانِ والتَّصغِيرُ والتَّكْسِيرُ والجمعُ يَرُدُّ الأشياءَ إلى أُصُولها . وقَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ وقد ذَكَرَ أميرَ المؤمنين عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما وعَمَّنْ أحَبَّهما وأَثْنَى عليه فقال : عِلْمِي إلى علْمِه كالقَرَارَةِ في المُثْعَنْجَرِ أيْ مَقِيسا إلى عِلْمِه كالقَرَارَةِ أو موضوعاً في جَنْبِ عِلْمه ومَوْضُوعَةً في جَنْب المُثْعَنْجَرِ والجارُّ والمَجْرُورُ في مَحَلِّ الحالِ . والقَرَارَةُ : الغَدِيرُ الصَّغِيرُ . والرِّوايَةُ التي ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيبِ : فإذا عِلْمِي بالقرآنِ في عِلْم عليٍّ كالقَرارَةِ في المُثْعَنْجَرِ . وهكذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَان