الجَمْعُ كالمَنْعِ : تَأْلِيفُ المُتَفَرِّقِ . وفِي المُفْرَدَاتِ للرّاغِب - وتَبِعَهُ المُصَنِّفُ في البَصَائر - : الجَمْعُ : ضَمُّ الشَّيْءِ بتَقْرِيبِ بَعْضِه مِن بَعْضٍ . يُقَالُ : جَمَعْتُه فاجْتَمَعَ
والجَمْعُ أَيْضاً : الدَّقَلُ . يُقَالُ : ما أَكْثَرَ الجَمْعَ فِي أَرْضِ بَنِي فُلانِ أَوْ هوصِنْفٌ من التَّمْرِ مُخْتَلِطٌ مِنْ أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة ولَيْسَ مَرْغُوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلاّ لِرَدَاءَتِهِ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : بِع الجَمْعَ بالدَّراهِمِ وابْتَعْ بالدَّراهِمِ جَنِيباً . أَو هو النَّخْلُ خَرَجَ مِن النَّوَى لا يُعْرَفُ اسْمُه . وقالَ الأَصْمَعِيُّ : كُلُّ لَوْنٍ مِن النَّخْلِ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ فهو جَمْعٌ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يَوْمُ الجَمْعِ : يَوْمُ القِيامَةَ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الجَمْعُ : الصَّمْغُ الأَحْمَرُ . والجَمْعُ : جَماعَةُ النّاسِ ج : جُمُوعٌ كبَرْقٍ وبُرُوقٍ كالجَمِيع كَما في العُبَابِ . وفي الصّحاحِ : الجَمْعُ قد يَكُونُ مَصْدَراً وقَدْ يَكُونُ اسْماً لِجَمَاعَةِ النّاسِ ويُجْمَعُ عَلَى جُمُوع زادَ في اللِّسَانِ : والجَمَاعَةُ والجَمِيعُ والمَجْمَعُ والمَجْمَعَةُ كالجَمْعِ وقد اسْتَعْمَلُوا ذلِكَ في غَيْرِ النّاسِ حَتَّى قالُوا : جَمَاعَةُ الشَّجَرِ وجَمَاعَةُ النَّبَاتِ
والجَمْعُ : لَبَنُ كُلِّ مَصْرُورَة والفُوَاقُ : لَبْنُ كُلِّ بَاهِلَةٍ وسَيَأْتِي في مَوْضِعِهِ وإِنّمَا ذُكِرَ هُنَا اسْتِطْرَاداً كالجَمِيع . وجَمْع بِلا لامٍ : المُزْدَلِفَةُ مَعْرِفَةٌ كعَرَفَاتٍ لاجْتِمَاعِ النّاسِ بها وفي الصّحاح : فيها . وقَالَ غَيْرُه : لأَنَّ آدَمَ وحَوَّاءَ لمّا أُهْبِطا اجْتَمَعا بها . قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
" فَبَاتَ بِجَمْعٍ ثُمَّ تَمَّ إِلَى مِنىًفَأَصْبَحَ رَاداً يَبْتَغِي المَزْجَ بِالسَّحْلِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يَوْمُ جَمْعٍ : يَوْمُ عَرَفَةَ وأَيَّامُ جَمْعٍ : أَيَّام مِنىً
والمَجْمُوعُ : ما جُمِعَ مِنْ ها هُنَا وها هُنَا وإِنْ لِمْ يُجْعَلْ كالشَّيْءِ الوَاحِدِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان
والجَمِيعُ : ضِدُّ المُتَفَرِّقِ قالَ قيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
فَقَدْتُكِ مِنْ نَفْسٍ شَعَاع فإِنَّنِي ... نهَيْتُكِ عِنْ هذَا وأَنْتِ جَمِيعُ والجَمِيعُ : الجَيْشُ . قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
في جَمِيع حَافِظِي عَوْرَاتهِمْ ... لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجِمِيعُ الَحيُّ المُجتَمعُ . قَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَصِفُ الدِّيارَ :
عَرِيَتْ وكان بِهَا الجَمِيعُ فَأَبْكَرُوا ... مِنْهَا فَغُودِرَ نُؤْيُها وثُمَامُهَا وجَمِيعٌ : عَلَمٌ كجَامِع وهُمَا كَثِيرَانِ في الأَعْلام
وفي الصّحاح والعُبَاب : أَتانٌ جَامِعٌ : إِذا حَمَلَتْ أَوَّلَ ما تَحْمِلُ . وقالَ ابْنُ شُمَيْلٍ : جَمَلٌ جَامِعٌ ونَاقَةٌ جَامِعَةٌ إِذا أَخْلَفا بُزُولاً قال : ولا يُقَالُ هذا إِلاّ بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِينَ . هكَذَا في النُّسَخِ وصَوَابُهُ عَلَى ما فِي العُبَابِ والتَّكْمِلةِ : ولا يُقَالُ هذا بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِينَ مِنْ غَيْرِ حَرْفِ الاسْتِثْناءِ
ودَابَّةٌ جامِعٌ : إِذا كانَتْ تَصْلُحُ للإِكافِ والسَّرْجِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ
وقِدْرٌ جامِعٌ وجَامِعَةٌ وجِمَاعٌ ككِتَابٍ أَيْ عَظِيمَة ذَكَرَ الصّاغَانِيُّ الأُولَى والثّانِيَةَ . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الثّانِيَةَ . ونَسَبَ صاحِبُ اللِّسَانِ الأَخِيرَةَ إِلى الكِسَائِيّ . قالَ الكِسَائيّ : أَكبرُ البِرَامِ الجِمَاعُ ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا المِئْكَلة . وقِيلَ : قِدْرٌ جِمَاعٌ وجَامِعَةٌ : هي الَّتِي تَجْمَعُ الجَزُورَ وفي الأَسَاسِ : الشَّاةَ ج : جُمْعٌ بالضَّمِّ . والجَامِعَةُ : الغُلُّ لأَنَّهَا تَجْمَعُ اليَدَيْنِ إِلَى العُنُق كَمَا في الصّحاح والجَمْعُ : الجَوَامِع قال :
" ولَو كُبِّلَتْ في سَاعِدَيَّ الجَوَامِعُومَسْجِدُ الجَامِعِ والمَسْجِدُ الجَامِعُ : الَّذِي يَجْمَعُ أَهْلَهُ نَعْتٌ له لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ للاجْتِمَاعِ لُغَتَانِ أَيْ مَسْجِدُ اليَوْمِ الجامِعِ كقَوْلِكَ حَقُّ اليَقِينِ والحَقُّ اليَقِينُ بِمَعْنَى حَقّ الشَّيْءِ اليَقِين لأَنَّ إِضَافَةَ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ لا تَجُوزُ إِلاَّ عَلَى هذَا التَّقْدِير . أَو هذِهِ أَي اللُّغَةُ الأُولَى خَطَأٌ نَقَلَ ذلِكَ الأَزْهَرِيّ عَنِ اللَّيْث ثُمَّ قالَ الأَزْهَرِيّ : أَجازُوا جَمِيعاً ما أَنْكَرَهُ اللَّيْثُ والعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إِلَى نَفْسِهِ وإِلَى نَعْتِهِ إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ كَما قالَ تَعَالَى : " وذلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ " ومَعْنَى الدِّين المِلَّة كأَنَّهُ قالَ : وذلِكَ دِينُ المِلَّةِ القَيِّمةِ . وكَمَا قَالَ تَعالَى : " وعْدَ الصِّدْقِ " " ووَعْدَ الحَقِّ " . قالَ : ومَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنَ النَّحْوِيينَ أَبَى إِجَازَتَهُ غَيْرَ اللَّيْثِ . قالَ : وإِنَّمَا هُوَ الوَعْدُ الصِّدقُ والمَسْجِدُ الجامِعُ . وجَامِعُ الجَارِ : فُرْضَةٌ لأَهْلِ المَدِينَةِ على ساكِنَهَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ كَمَا أَنَّ جُدَّةَ فُرْضَةٌ لأَهْلِ مَكَّةَ حَرَسَهَا الله تَعالَى . والجَامِعُ : ة بالغُوطِةِ بالمَرْجِ
والجَامِعَانِ بِكَسْرِ النُّونِ : الحِلَّةُ المَزْيدِيَّةُ الَّتِي عَلَى الفُرَاتِ بَيْن بَغْدَادَ الكُوفَةِ
ومن المَجَازِ : جَمَعَت الجارَيِةُ الثِّيَابَ : لَبِسَتِ الدِّرْعَ والمِلْحَفَةَ والخِمَارَ . يُقَالُ ذلِكَ لها إِذا شَبَّتْ يُكْنَى به عَنْ سِنِّ الاسْتِوَاءِ . وجُمَّاعُ النّاسِ كرُمّانِ : أَخْلاطُهُم وهم الأُشَابَةُ من قَبائلَ شَتَّى قال قَيْسُ بنُ الأَسْلَتِ السُّلَمِيّ يَصِفُ الحَرْب :
حَتَّى انْتَهَيْنَا ولَنَا غَايَةٌ ... مِنْ بَيْنِ جَمْعِ غَيْرِ جُمَّاعِ والجُمَّاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ : مُجْتَمَعُ أَصْلِهِ قالَ ابنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى " وجَعَلْناكم شُعُوباً وقَبَائِلَ " قالَ : الشُّعُوبُ : الجُمَّاع والقَبَائِلُ : الأَفْخَاذُ : أَرادَ بالجُمّاع مُجْتَمَعَ أَصْلِ كُلِّ شَيْء أَرادَ مَنْشَأَ النَّسَبِ وأَصْلِ المَوْلِدِ . وقِيلَ : أَرادَ بهِ الفِرَقَ المُخْتَلِفَةَ مِن النّاسِ كالأَوْزاعِ والأَوْشَابِ . ومنه الحَدِيثُ : كانَ في جَبَلِ تِهَامَةَ جُمَّاعٌ غَصَبُوا المَارَّةَ أَيْ جَماعَاتٌ من قَبائلَ شَتَّى مُتَفَرِّقَة . وكُلُّ ما تَجَمَّعَ وانْضَمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ جُمَّاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وأَنْشَد :
" ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُّرَيّا حَوَيْتُهُ هكَذَا هُوَ في العُبَابِ وشَطْرُه الثّاني :
" غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفَاقَيْنِ خَيْفَقِ وقد أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيّ وفَسَّرَهُ بالَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى مَطَرِ الثُّرَيَّا وهو مَطَرُ الوَسْمِيّ يَنْتَظِرُون خِصبَه وكَلأَهُ وقال ذُو الرُّمَّة :
وَرَأْسٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيّا ومِشْفَرٍ ... كسِبْتِ اليَمَانِي قِدُّه لَمْ يُجَرَّدِ والمَجْمع كمَقْعَدٍ ومَنْزِلِ : مَوْضِعُ الجَمْعِ الأَخِيرُ نادِرٌ كالمَشْرِقِ والمَغْرِب أَعْني أَنَّهُ شَذَّ في بابِ فَعَلَ يَفْعَل كما شَذَّ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ ونَحْوُهما من الشاذِّ في بابِ فَعَل يَفْعُلُ . وذَكَرَ الصّاغَانِيّ في نَظَائِره أَيْضاً : المَضْرَبُ والمَسْكَنُ والمَنْسَكُ ومَنْسَجُ الثَّوْبِ ومَغْسَلُ المَوْتَى والمَحْشَرُ . فإِنّ كُلاًّ مِنْ ذلِكَ جاءِ بالوَجْهَيْنِ والفَتْحُ هو القِيَاسُ . وقَرَأَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمٍ " حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمِعَ البَحْرَيْنِ " بالكَسْرِ . وفي الحَدِيثِ : فَضَرَبَ بيَدِهِ مَجْمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وكَتِفِي أَي حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ وكَذلِكَ مَجْمَع البَحْرَيْنِ وقالَ الحادِرَةُ :
" أَسُمَىَّ وَيْحَكِ هَلْ سَمِعْتِ بِغَدْرَةٍرُفِعَ اللِّوَاءُ لَنَا بِهَا في مَجْمِعِ وقالَ أَبو عَمْروٍ : المَجْمَعَةُ كمَقْعَدَةٍ : الأَرْضُ القَفْرُ . وأَيْضاً ما اجْتَمَعَ من الرِّمَالِ جَمْعُه المَجَامِعُ وأَنْشَدَ :" بَاتَ إِلَى نَيْسَبِ خَلٍّ خَادِعِ
" وَعْثِ النِّهَاضِ قَاطِعِ ا لمَجَامِعِ
" بالأَمِّ أَحياناً وبالمُشَايِعِ والمَجْمَعَةُ : ع ببِلادِ هُذَيْلٍ ولَهُ يَوْمٌ مَعْرُوف
وجُمْعُ الكَفِّ بالضَّمِّ وهو حِينَ تَقْبِضُهَا . يُقَالُ : ضَرَبْتُه بجُمْعِ كَفِّي وجاءَ فُلانٌ بِقُبْضَةٍ مِلءِ جُمْعِهِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لِلشّاعِرِ وهو نُصَيْحُ بنُ مَنْظُورٍ الأَسَدِيّ :
ومَا فَعَلَتْ بِي ذاكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا ... تُقَلِّب رَأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِياً وفي الحَدِيثِ رَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ كَأَنَّه جُمْعٌ يُرِيدُ مِثْلَ جُمْعِ الكَفِّ وهو أَنْ تَجْمَعَ الأَصّابِعَ وتَضُمَّهَا وتَقُولُ : أَخَذْتُ فُلاناً بجُمْعِ ثِيَابِهِ وبِجُمْعِ أَرْدَانِهِ
ج : أَجْمَاعٌ . يُقَالُ : ضَرَبُوه بِأَجْمَاعِهِم إِذا ضَرَبُوا بأَيْدِيهِم . وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْد :
بَطِيءٍ عَنِ الجُلَّى سَرِيعٍ إِلى الخَنَا ... ذَلُولٍ بِأَجْماعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ ويُقَالُ : أَمْرُهُمْ بجُمْعٍ أَيْ مَكْتُومٌ مَسْتُورٌ لَمْ يُفْشُوه ولَمْ يَعْلَمْ به أَحَدٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقِيلَ : أَيْ مُجْتَمِعٌ فا يُفَرِّقُونَهُ وهوَ مَجَازٌ . ويُقَالُ : هي من زَوْجِهَا بِجُمْعٍ أَي عَذْرَاءُ لَمْ تُقْتَضَّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ : قَالَتْ دَهْنَاءُ بِنْتُ مِسْحَلٍ - امْرَأَةُ العَجّاج - للعَامِلِ : أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ إِنِّي مِنْهُ بِجُمْعٍ - أَيْ عَذْرَاءُ - لَمْ يَقْتَضَّني . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وإِذا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وهي عَذْرَاءُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا قِيلَ : طُلّقَتْ بِجُمْعٍ أَي طُلِّقَت وهي عَذْراءُ
وذَهَبَ الشهر بِجُمْعٍ أَي ذَهَبَ كُلُّهُ ويُكْسَر فِيهِنَّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِي ما عَدَا جُمْعَ الكَفِّ عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ . وجُمْعُ الكَفِّ بالضَّمِّ والكَسْرِ لُغَتَان هكَذَا رَأَيْتُه فِي هامِشِ نُسْخَتِي . وماتَتْ المَرْأَةُ بجُمْعٍ مُثَلَّثَةً نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الضَّمَّ والكَسْرَ وكَذا الصّاغَانِيّ وفي اللِّسَان : الكسْرُ عن الكِسَائيّ أَي عَذْرَاءَ أَيْ أَنْ تَمُوتَ ولَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ ورُوِيَ ذلِكَ في الحَدِيث : أَيُّمَا أَمَرْأَةٍ ماتَتْ بجُمْعٍ لَمْ تُطْمَثْ دَخَلَتِ الجَنَّةَ هذَا يُرِيدُ به البِكْرَ أَوْ حَامِلاً أَيْ أَنْ تَمُوتَ وفي بَطْنِهَا وَلَدٌ كَما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ
وقالَ أَبُو زَيْدٍ : ماتَتِ النِّسَاءُ بأَجْماعٍ والوَحِدَةُ بجُمْعٍ وذلِكَ إِذا ماتَتْ ووَلَدُهَا في بَطْنِهَا ماخِضاً كانَتْ أَوْ غَيْرَ مَاخِضٍ . وقال غَيْرُهُ : ماتِتِ المَرْأَةُ بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَيْ مُثْقَلَة . وبه فُسِّرَ حَدِيثُ الشُّهَدَاءِ : ومِنْهُمْ أَنْ تَمُوتَ المَرْأَةُ بجُمْعٍ . قالَ الراغِبُ : لِتَصَوُّرِ اجْتِمَاعِهِمَا . قال الصّاغَانِيّ : وحَقِيقَةُ الجُمْعِ والجِمْعِ أَنَّهُمَا بمَعْنَى المَفْعُولِ كالذُّخْرِ والذِّبْحِ والمَعْنَى أَنَّهَا ماتَتْ مع شَيْءِ مَجْمُوعٍ فيها غَيْرَ مُنْفَصِلٍ عَنْهَا مِن حَمْلٍ أَو بَكَارَةٍ . وقالَ اللَّيْثُ : ومِنْهُ حَدِيث أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَجَّهَهُ رِسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في سَرِيَّةٍ فقال : إِنَّ امْرَأَتِي بجُمْعٍ قالَ : فاخْتَرْ لَهَا مَنْ شِئْتَ مِنْ نِسَائِي تَكُونُ عِنْدَهَا فاخْتَارَ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهَا فَوَلَدَتْ عائشَةَ بِنْتَ أَبِي مُوسَى فِي بَيْتِهَا فسَمَّتْهَا باسْمِهَا فَتَزَوَّجَهَا السائبُ ابنُ مالِكٍ الأَشْعَرِيّ . ويُقَالُ : جُمْعَةٌ مِنْ تَمْرٍ بالضَّمِّ أَي قُبْضَةٌ منه
والجُمْعَةُ أَيْضاً : المَجْمُوعَةُ . ومِنْهُ حَدِيثُ عَمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّهُ صَلَّى المَغْرِبَ فلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً مِنْ حَصَى المَسْجِدِ وأَلْقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ واسْتَلْقَى أَيْ سَوّاهَا بيَدِهِ وبِسَطَهَاويَوْمُ الجُمْعَةِ بالضَّمّ لُغَةُ بَنِي عُقَيْلٍ وبِضَمَّتَيْنِ وهي الفُصْحَى والجُمَعَة كهُمَزَةٍ لُغَةُ بَني تَمِيمٍ وهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا والأَعْمَشِ وسَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ وابْنِ عَوْفٍ وابْنِ أَبِي عبْلَةَ وأَبِي البَرَهْسَمِ وأَبِي حَيْوَةَ . وفي اللّسَانِ : قَوْلُه تَعالَى : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ " خَفَّفَها الأَعْمَشُ وثَقَّلَهَا عاصِمٌ وأَهْلُ الحِجَاز والأَصل فيها التَّخْفِيفُ . فَمَنْ ثَقَّلَ أَتْبَعَ الضَّمَّةَ ومَنْ خَفَّفَ فعَلَى الأَصْلِ والقُرَّاءُ قَرَأُؤهَا بالتَّثْقِيل
والَّذِينَ قالُوا : الجُمَعَةَ ذَهَبُوا بها إِلَى صِفَةِ اليَوْمِ أَنَّهُ يَجْمَعُ النّاسَ كَثِبراً كَمَا يُقَالُ : رَجُلٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكةٌ : م أَي مَعْرُوفٌ سُمِّيَ لأَنّهَا تَجْمَعُ النّاسَ ثُمّ أَضِيفَ إِلَيْهَا اليَوْمُ كدَارِ الآخِرَةِ . وزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَنّ أَوَّلَ مَنْ سَمَاهُ به كَعْبُ ابنُ لُؤَيٍّ وكانَ يُقَال لَهَا : العَرُوبَةَ . وذَكَر السُّهَيْلِيّ في الرَّوْضِ : أَنَّ كَعْبَ بنَ لُؤَيٍّ أَوّلُ مَنْ جَمَّع يَوْمَ العَرُوبَةِ ولَمْ تُسَمَّ العَرُوبَةُ الجُمْعَةَ إِلاّ مُذْ جاءَ الإِسلامُ وهو أَوَّلُ مَنْ سَمّاها الجُمُعَةَ فكانَتْ قُرَيْشٌ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ في هذَا اليَوْمِ فَيَخْطُبُهُمْ ويُذَكِّرُهُم بمَبْعَثِ سَيَّدنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ويُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ مِن وَلَدِهِ ويَأْمُرُهُمْ بإتِّبَاعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ والإِيمانِ به . ويُنْشِدُ فِي هذا أَبْيَاتاً منها :
يا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ ... إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّى الحَقَّ خِذْلاناً قُلْتُ : ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَيْضاً : إِنَّمَا سُمِّي يَوْمَ الجُمَعَةِ لأَنَّ قُرَيْشاً كانَتْ تَجْتَمِعُ إِلَى قُصَىٍّ في دارِ النَّدْوَةِ والجَمْعُ بَيْنَ قَوْلِهِ هذا والَّذِي تَقَدَّم ظاهِرٌ . وقالَ أَقْوَامٌ : إِنَّمَا سُمِّيَت الجُمُعَةَ في الإِسْلام وذلِكَ لاجْتِمَاعِهِم في المَسْجِدِ وفي حَدِيثِ الكَشِّىّ أَنَّ الأَنْصَارَ سَمَّوْهُ جُمُعَةً لاِجْتِمَاعِهِم فيه . ورُوِيَ عَن ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : إِنَّمَا سَمِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لأَنّ اللهَ تَعَالَى جَمَعَ فيه خَلْقَ آدَمَ عَلَيْه السَّلامُ وأَخْرَجَه السُّهَيْلِي في الرَّوْضِ مِن طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيّ
فائدَةٌ : قالَ اللِّحْيَانِي : كَانَ أَبُو زِيَادٍ وأَبُو الجَرّاحِ يَقُولانِ : مَضتِ الجُمُعَةُ بِمَا فِيهَا فيُوَحِّدانِ ويُؤَنِّثَانِ وكانَا يقُولانِ : مَضَى السَّبْتُ بما فيه ومَضَى الأَحَدُ بِمَا فيه فيُوَحِّدَانِ ويُذَكِّرَان . واخْتَلَفا فِيمَا بَعْدَ هذا فكانَ أَبُو زِيَادٍ يَقُولُ : مَضَى الاثْنانِ بِمَا فيه ومَضَى الثّلاثاءُ بما فيه وكَذلِكَ الأَرْبَعَاءُ والخَمِيس . قالَ : وكانَ أَبُو الجَرَّاحِ يَقُول : مَضَى الاثْنَانِ بما فيهما ومَضَى الثلاثاءُ بما فيهِنَّ ومَضَى الأَرْبَعَاءُ بما فِيهِنَّ ومضَي الخَميسُ بما فيهنَّ فيَجْمَعُ ويُؤَنِّثُ يُخْرِجُ ذلِكَ مُخْرَجَ العَدَدَ
قالَ أَبُو حاتِمٍ : مَنْ خَفَّفَ قالَ في ج : جُمَعٌ كصُرَدٍ وغُرَفٍ وجُمْعات بالضم وبضمتين كغُرْفات وَغُرُفات وتُفْتَحُ المِيمُ في جَمْعِ الجُمَعَة كهُمَزَةٍ : قَالَ : ولا يَجُوزُ جُمْعٌ في هذا الوَجْه
ويُقَالُ : آَدامَ الله جُمْعَةَ مَا بَيْنَكُمَا بالضَّمِّ كما يُقَالُ : أُلْفَةَ ما بَيْنَكُمَا قالَهُ أَبُو سَعِيدٍوالجَمْعَاءُ : النّاقة الكَافَّةُ الهَرِمَةُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ . والجَمْعَاءُ من البَهَائِم : الَّتِي لَمْ يَذْهَبْ من بَدَنِهَا شَيْءٌ ومِنْهُ الحَدِيثُ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ أَيْ سَلِيمَةً مِن العُيُوبِ مُجْتَمِعَةَ الأَعْضَاءِ كامِلَتَهَا فلا جَدْعَ ولاكَيَّ . وجَمْعَاءُ : تَأْنِيثُ أَجْمَعَ وهو وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ وجَمْعُهُ : أَجْمَعُونَ . وفي الصّحاح : جُمَع جَمْعُ جُمْعَةٍ وجَمَعُ جَمْعَاءَ في تَوْكِيدِ المُؤَنَّثِ تُقُولُ : رَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ وهو مَعْرِفَةٌ بِغَيْر الأَلِفِ واللاّمِ وكَذلِكَ ما يَجْرِي مَجْرَاهُ من التَّوْكِيدِ لأَنَّهُ تَوْكِيدٌ للْمَعْرِفَةِ وأَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ في تَوْكِيدِ المُذَكَّرِ وهو تَوْكِيدٌ مَحْضٌ وكَذلِكَ أَجْمَعُونَ وجَمْعَاءُ وجُمَعُ وكَذلِكَ أَجْمَعُونَ وجَمْعَاءُ وجُمْعُ وأَكْتَعُونَ وأَبْتَعُونَ وأَبْصَعُونَ لا يَكُونُ إِلاّ تَأْكِيداً تابِعاً لِما قَبْلَهُ لا يُبْتَدَأُ ولا يُخْبَرُ به ولا عَنْهُ ولا يَكُونُ فاعِلاً ولا مَفْعُولاً كما يَكُونُ غَيْرُهُ مِن التَّوَاكِيدِ اسْماً مَرَّةً وتَوْكِيداً أُخْرَى مِثْلُ : نَفْسه وعَيْنه وكُلّه . وأَجْمَعُونَ : جَمْعُ أَجْمَعَ وأَجْمَعَ وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ ولَيْسَ لَهُ مُفرَدٌ مِن لَفْظِهِ والمُؤَنّثُ جَمْعَاءُ وكانَ يَنْبَغِي أَنْ يَجْمَعُوا جَمْعَاءَ بالأَلِفُ والتّاءِ كَمَا جَمَعُوا أَجْمَعَ بالوَاوِ والنُّونِ ولكِنُّهُمْ قالُوا فِي جَمْعِهَا : جُمَعُ . انتهى ونَقَلَهُ الصّاغانِيّ أَيْضاً هكَذَا
وفي اللِّسَانِ : وجَمِيعٌ يُؤَكِّدُ به يُقَالُ : جاءُوا جَمِيعاً : كُلَّهُمْ وأَجْمَعُ مِنْ الأَلِفَاظِ الدّالَّةِ عَلَى الإِحَاطَةِ ولِيْسَتْ بصِفَةٍ ولكِنَّهُ يُلَمُّ به ما قَبْلَهُ من الأَسْمَاءِ ويُجْرَي عَلَى إِعْرَابِهِ فلِذلِكَ قالَ النَّحْوِيُّون : صِفَة والدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِصِفَةٍ قَوْلُهُمْ : أَجْمَعُون فلَوْ كانَ صفَةً لَمْ يَسْلَمْ جَمْعُه ولَوْ كَانَ مُكَسَّراً والأُنْثَى جَمْعَاءُ وكِلاهُمَا مَعْرِفَةٌ لا يُنَكَّرُ عِندَ سِيبَوَيْه . وأَمَّا ثَعْلَبٌ فَحَكَى فيهِمَا التَّنْكِيرَ والتَّعْرِيفَ جَمِيعاً يَقُولُ : أَعْجَبَنِي القَصْرُ أَجْمَعُ وأَجْمَعَ الرَّفْعُ عَلَى التَّوْكِيدِ والنَّصْبُ على الحالِ والجَمْعُ جُمَعُ مَعْدولٌ عن جَمْعاوَاتٍ أَو جَمَاعَي ولا يَكُونُ مَعْدُولاً عَنْ جُمْعٍ لأَنَّ أَجَمْعَ لَيْسَ بِوَصْفٍ فِيَكُونُ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ . قالَ أَبُو عَلِيّ : بابُ أَجَمْعَ وجَمْعاءَ وأَكْتَعَ وكَتْعَاءَ وما يَتْبَع ذلِكَ مِنْ بَقِيَّته إِنَّمَا هو اتْفَاقٌ وتَوَارُدٌ وَقَعَ في اللُّغَةِ علَى غَيْرِ ما كَانَ في وَزْنِهِ مِنْهَا لأَنَّ بَابَ أَفْعَلَ وفَعْلاء إِنّمَا هُوَ للصِّفاتِ وجَمِيعُهَا يَجِيءُ علَى هذا الوَضْعِ نَكِرَاتٍ نَحْو أَحْمَرَ وحَمْرَاء وأَصْفَرُ وصَفْرَاء وهذا ونَحْوُه صِفَاتٌ نَكِرَاتٌ فأَمَّا أَجْمَعُ وجَمْعَاءُ فاسْمَانِ مَعْرفَتَانِ لَيْسا بصَفَتَيْنِ فإِنَّمَا ذلِكَ اتِّفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ هذِه الكَلِمَةَ المُؤَكَّدِ بها ويُقَالُ : لك هذا المالُ أَجْمَعُ ولك هذِهِ الحِنْطَةُ جَمْعَاءُ . وتَقَدَّم البَحْثُ في ذلِكَ في بَ ت ع . وفي الصّحاح : يُقَالُ : جاءُوا بأَجْمَعِهِم وتُضَمُّ المِيمُ كما تَقُولُ : جَاءُوا بأَكْلُبِهِمْ جَمْعُ كَلْبٍ أَيْ كُلّهم . قَالَ ابنُ بَرِّيّ : وشَاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ أَبِي دَهْبَلٍ :
فَلَيْتَ كُوانِيناً مِنَ أهْلي وأَهْلِها ... بأَجْمُعِهِمْ في لُجَّةِ البَحْرِ لَجَّجُواوجِمَاعُ الشَّيْءِ بالكَسْرِ : جَمْعُهُ يُقَالُ : جِمَاعُ الخِبَاءِ الأَخْبِيَةُ أَي جَمْعَهَا لأَنَّ الجِمَاعَ : ما جَمَعَ عَدَداً . يُقَالُ : الخَمْرُ جِمَاعُ الإِثْم كَمَا في الصّحاح أَيْ مَجْمَعُه ومَظِنَّتُهُ قُلْتُ : وهُوَ حَدِيثٌ ومِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى : اتَّقُوا هذِهِ الأَهْوَاءَ فإِنَّ جِمَاعَهَا الضَّلالَةُ ومَعَادَهَا النار وكَذلِكَ الجَمِيعُ إِلاّ أَنَّهُ اسْمٌ لازِمٌ . وفي الحَدِيثِ : حَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعاً فقالَ : اتَّقِ اللهَ فيما تَعْلَم أَيْ كَلِمَةٍ تَجْمَعُ كَلِمَاتٍ . وفي الحَدِيثِ أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعِبِ ويُرْوَى : بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ أَي القُرْآن جَمَع اللهُ بلُطْفِه له في الأَلْفَاظِ اليَسِيرَةِ مِنْهُ مَعَانيَ كَثِيرَةً كقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ " خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ " وكَذلِكَ ما جَاءَ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ . أَي أَنَّهُ كانَ كَثِيرَ المَعَانِي قَلِيلَ الأَلْفَاظِ ومِنْهُ أَيْضاً قُوْلُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ : عَجِبْتُ لِمَنْ لاحَنَ الناسَ كَيْفَ لايَعْرِفُ جَوَامِعَ الكَلِمِ مَعْنَاه : كِيْفَ لا يَقتَصِرُ عَلَى الإِيجازِ وتَرْكِ الفُضُولِ مِن الكَلامِ
وسَمَّوْه جَمّاعاً وجَمَاعَةَ وجُمَاعَةَ كشَدّادٍ وقَتَادَةَ وثُمَامَةَ فمِنَ الثّانِي جَمَاعَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ جَمَاعَةَ بنِ حازِمِ ابنِ صَخرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَمَاعَةَ مِنْ وَلَدِ مالِكِ بنِ كِنَانَةَ بَطْنٌ مِنْ وَلَدَهِ : البُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفَضْلِ سَعْدِ اللهِ بنِ جَمَاعَةَ وُلِدَ بِحَماةَ سَنَةَ حَمْسِمَائَةٍ وسِتَّةٍ وتِسْعينَ وهو أَوَّلُ مَنْ سَكَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ وتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سِتّمائةٍ وخَمْسَةٍ وسَبْعِين ووَلَدَاهُ : أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ وأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمنِ . فمِن ولَدِ الأَخِيرِ قاضِي القُضَاةِ البَدْرُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ تُوُفِّيَ بمِصْرَ سَنَةَ سَبْعِمائَة وثَلاثَة وثَلاثِينَ . وحَفِيداهُ : السِّراجُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ مَحَمَّدٍ والبُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْد الرَّحِيم بنِ مُحَمَّدِ مَشْهُورانِ الأَخِيرُ حَدَّث عَن الذَّهَبِيّ وتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِمَائَة وتِسْعِينَ وتُوُفِّيَ السِّرَاجُ عُمَرُ سنة سَبْعِمَائَةِ وسِتَّةٍ وسَبْعِينَ ووَلَدُهُ المُسْندُ الجَمَالُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَجازَ لَهُ وَالِدُهُ وَجَدُّهُ . ومِنْهُم الحافِظُ المُحَدِّثُ أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمَدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ عبدِ الرَّحِمنِ بنِ إِبْرَاهيمِ بنِ سعْدِ اللهِ ابنِ جَمَاعَةَ حَدَّثَ عن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ . ومِنْ وَلَدِه شَيْخُ مَشَايخِنَا أُعْجُوبَةُ العِصْرِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيم بنِ إِسْمَاعِيل وُلِدَ سَنَةَ أَلْف وخَمْسِينَ وتُوُفَّيَ فِي آخِرِ شَعْبَانَ سنةَ أَلْفٍ ومِائَةٍ وثَلاثَةٍ وأَرْبَعِينَ عَنْ ثَلاثَةٍ وتِسْعِينَ حَدَّثَ عَنْ وَالِدِهِ وعَنِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بنِ عَبْدِ الباقي الأَتْرِبِيّ وعَنِ النَّجْمِ الغَزِّيّ والضِّيَاءِ الشَّبْرَاملسِيّ وغَيْرِهِم رَوَى عنه عِدَّةٌ مِن مَشَايِخِنَا وبالجُمْلَةِ فَبَيْتُ بَنِي جَمَاعَةُ ومن الثّالِثِ : جُمَاعَةُ ابن الحَسَن حدَّثَ عَنْهُ سَعِيدُ بن غُفَيْر . وخَلِيلُ بن جُمَاعَةَ رَوَى عن رُشْد بن سعد وعنه يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صالِح قالَهُ ابنُ يونُس وضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَةَ . وجُشَم بن بِلالِ بن جُمَاعَةَ الضُّبَعِيّ جَدٌّ للمُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ الشاعِر ذَكَرَه الرُّشَاطِيّ
وقالَ الكِسَائِيُّ : يُقَالُ : ما جَمَعْتُ بِامْرَأَةِ قَطُّ وعَن امْرَأَةٍ أَيْ ما بَنَيْتُوالإِجْمَاعُ أَي إِجْمَاعُ الأُمَّةِ : الإِتِّفَاقُ يقال : هذا أَمْرٌ مُجْمَعٌ علَيْه : أَيْ مُتَّفَقٌ عليه . وقالَ الرّاغِبُ : أَي اجْتَمَعَتْ آرَاؤُهُمْ علَيْه
والإِجْمَاعُ : صَرُّ أَخْلافِ النَّاقَةِ جُمَعَ يُقَالُ : أَجْمَعَ النّاقَةَ وأَجْمَعَ بها وكَذلِكَ أَكْمَشَ بِهَا
وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ : الإِجْمَاعُ : جَعْلُ الأَمْرِ جَمِيعاً بَعْدَ تَفَرُّقِهِ . قالَ : وتَفَرُّقُهُ أَنَّهُ جَعَلَ يُدِيرُهُ فَيَقُولُ مَرَّةً أَفْعَلُ كَذَا وَمَرَّةً أَفْعَلَ كَذا فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى أَمْرٍ مُحْكَم أَجْمَعَهُ أَيْ جَعَلَهُ جَمِيعاً قالَ : وكَذلِكَ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ النَّهْبَ والنَّهْبُ : إِبِلُ القَوْمِ الَّتِي أَغارَ عَلَيْهَا اللُّصُوصُ فكَانَتْ مُتَفَرَّقةً في مَرَاعِيهَا فجَمَعُوها مِن كُلِّ ناحِيَة حَتَّى اجْتَمَعَتْ لَهُمْ ثُمَّ طَرَدُوهَا وسَاقُوها فإِذا اجْتَمَعَتْ قِيلَ : أَجْمَعُوها وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حُمُراً :
فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَيْنَ نُبَايِعٍ ... وأُولاَتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الإِجْمَاعُ : الإِعْدادُ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ كَذَا أَيْ أَعْدَدْتُهُ . قُلْتُ : وهُوَ قَوْلُ الفَرّاءِ
والإِجْمَاعُ أَيْضاً : التَّجْفِيفُ والإِيباسُ ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ :
وأَجْمَعَتِ الهَوَاجِرُ كُلَّ رَجْعِ ... مِنَ الأَجْمَادِ والدَّمَثِ البَثَاءِ أَجْمَعَتْ أَيْ أَيْبَسَتُ . والرَّجْعُ : الغَدِيرُ . والبَثَاءُ : السَّهْلُ
والإِجْمَاعُ : سَوْقُ الإِبِلِ جَمِيعاً وبه فُسِّرَ أَيْضاَ قَوْلُ أِبِي ذُؤَيْبٍ
وقالَ الفَرّاءُ : الإِجْماعُ : العَزْمُ علَى الأَمْرِ والإِحْكَامُ عَلَيْه . تَقُولُ : أَجْمَعْتُ الخُرُوجَ وأَجْمَعْتُ عَلَيْه وبه فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً " قالَ : ومَنْ قَرَأَ فاجْمَعُوا فمَعْنَاه لا تَدَعُوا شَيْئاً مِنْ كَيْدِكُمْ إِلاّ جِئْتُم به . وفي صَلاةِ المُسَافِرِ ما لَمْ أُجْمِعْ مُكْثاً أَيْ ما لَمْ أَعْزِم عَلَى الإِقَامَةِ . وأَجْمَعْتُ الرَّأْيَ وأَزْمَعْتُه وعَزَمْتُ عَلَيْه : بمَعْنىً . ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيّ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ الأَمْرَ وعَلَيْهِ إِذا عَزَمْتَ عَلَيْهِ . زادَ غَيْرُه . كأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ له . والأَمْرُ مُجْمَعٌ زادَ الجَوْهَرِيّ : ويُقَالُ أَيْضاً : أَجْمِعْ أَمْرَكَ ولا تَدَعْهُ مُنْتَشِراً . قال الشّاعِرُ وهو أَبُو الحَسْحاسِ :
تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصَابِيحِ وَسْطَها ... لَهَا أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ وقالَ آخَرُ :
" يا لَيْتَ شِعْرِي والمُنَى لا تَنْفَعُ
" هَلْ أَغْدُونْ يَوْماً وأَمْرِي مُجْمَعُ ؟ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لذِي الإِصْبَع العَدْوَانِيّ :
وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مِائَةٍ ... فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فِكيدُونِي وقَالَ الرّاغِبُ : وأَكْثَرُ ما يُقَالُ فِيما يَكُونُ جُمْعاً يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ بالنَّكِرَة
وقال الكِسَائيُّ : المُجْمِعُ كمُحْسِنٍ : العَامُ المُجْدِبُ لاجْتِمَاعِهِمْ في مَوْضِعِ الخِصْب . وقَوْلُهُ تَعَالَى : " فأَجْمِعُوا أَمْركُمْ " قالَ ابنُ عَرَفَةَ : أَيْ اعْزِمُوَ عَلَيْه . زادَ الفَرّاءُ : وأَعِدُّوا له . وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ : أَي اجْعَلُوهُ جَمِيعاً . وأَمَّا قَوْلُه : وشُرَكَاءَكُمْ فقالَ الجَوْهَرِيُّ : أَيْ : وَادْعُوَ شُرَكَاءَكُمْ وهو قَوْلُ الفَرّاءِ وكَذلِكَ قِرَاءَةُ عَبْدِ الله ونُصِبَ شُرَكَاءكُم كُم بفِعْلٍ مُضْمَرٍ لأَنَّه لا يُقَالُ : أَجْمِعُوا شُرَكَاءَكم . ونَصُّ الجَوْهَرِيّ : لأَنَّهُ لا يُقَالُ : أَجْمَعْتُ شُرَكَائِي إِنِّمَا يُقَالُ : جَمَعْتُ . قال الشاعِرُ :
يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحَاًأَيْ وحَامِلاً رُمْحاً لأَنَّ الرُّمْحَ لا يُتَقَلَّدُ . أَو المَعْنَى أَجْمِعُوا مع شُرَكَائِكُمْ على أَمْرِكُم قالَهُ أَبُو إِسْحَاقَ . قالَ : والواوُ بِمَعْنَى مع كَمَا يُقَالُ : لَوْ تَرَكْتَ الناقَةَ وفَصِيلَها لرَضَعَها . أَيْ مع فَصِيلِها . قالَ : والَّذِي قالَهُ الفَرّاءُ غَلَطٌ لأَنَّ الكَلامَ لا فَائِدَةَ لَهُ لأَنَّهُمْ كانُوا يَدْعُونَ شُرَكَاءَهُمْ لأَن يُجْمِعُوا أَمْرَهُمْ وإِذا كانَ الدُّعَاءُ لِغَيْرِ شَيْءٍ فلا فائدَةَ فِيهِ
والمُجْمَعَةُ بِبنَاءِ المَفْعُولِ مُخَفَّفَةً : الخُطْبَة الَّتِي لا يَدْخُلُهَا خَلَلٌ عَن ابنِ عَبّادٍ
وأَجْمَعَ : المَطَرُ الأَرْضَ إِذا سالَ رَغَابُهَا وجَهَادُهَا كُلُّهَا وكَذلِكَ أَجْمَعَتِ الأَرْضُ سائلَةً
والتَّجْمِيع : مُبَالَغَةُ الجَمْعِ . وقالَ الفَرّاءِ : إِذا أَرَدْتَ جَمْعَ المُتَفَرِّقِ قُلْتَ : جَمَعْتُ القَوْمَ فهم مَجْمُوعُونَ قالَ اللهُ تَعَالَى : " ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ " قَالَ : وإِذَا أَرَدْتَ كَسْبَ المالِ قُلْتَ : جَمَّعْتُ المَالَ كقَوْلهِ تَعَالَى : " جَمَّعَ مَالاً وَعَدَّدَه " وقد يجُوز جَمَعَ مالاً بالتَّخْفِيفِ . قال الصّاغَانِيّ : وبالتَّشْديدِ قَرَأَ غَيْرُ المَكِّيّ والبَصْرِيّين ونافعٍ وعاصِمٍ
والتَّجْمِيعُ : أَنْ تَجْمَعَ الدَّجَاجَةُ بَيْضَهَا فِي بَطْنِهَا وقَدْ جَمَّعَتْ
واجْتَمَعَ : ضِدُّ تَفَرَّقَ وقَدْ جَمَعَهُ يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَهُ وأَجْمَعَهُ فاجْتَمَعَ كاجْدَمَعَ بالدّالِ وهي مُضَارَعَةٌ وكَذلِكَ تَجَمَّعَ واسْتَجْمَعَ
واجْتَمَعَ الرَّجُلُ : إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ أَيْ غايَةَ شَبَابِهِ واسْتَوَتْ لِحْيَتُهُ فهُو مُجْتَمِعٌ ولا يُقَالُ ذلِكَ للنِّسَاءِ قالَ سُحَيْمُ بنُ وَثِيل الرِّيَاحِيّ :
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمْعٌ أَشُدِّي ... ونَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
قَدْ سادَ وهُوَ فَتىً حَتَّى إِذا بَلَغَتْ ... أَشُدُّهُ وَعلا في الأَمْرِ وَاجْتَمَعَا واسْتَجْمَعَ السَّيْلُ : اجْتَمَعَ مِن كُلِّ مَوْضِعِ . ويُقَالُ : اسّتَجْمَعَ الوَادِي إِذا لِمْ يَبْقَ مِنْهُ مَوْضِعٌ إِلاّ سالَ . واسْتَجْمَعَت لَهُ أُمُورُهُ : إِذا اجْتَمَعَ لَهُ كُلُّ ما يَسُرُّهُ مِن أُمُورِهِ . قالَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ :
" إِذا اسْتَجْمَعَتْ لِلْمَرْءِ فِيهَا أُمُورُهُكَبَا كَبْوَةً لِلْوَجْهِ لا يَسْتَقِيلُهَا واسْتَجْمَعَ الفَرَسُ جَرْياً : تَكَمَّشَ لَهُ وبالَغَ . قالَ الشاعِرُ يَصِفُ سَرَابَاً :
ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً ولَيْسَ ببَارِحٍ ... تُبَارِيهِ في ضَاحِي المِتَانِ سَوَاعِدُهُ كَمَا في الصّحاح يَعْنِي السّرَابَ . وسَوَاعِدُه : مَجَارِي الماءِ
وتَجَمَّعُوا إِذا اجْتَمَعُوا مِنْ ها هُنَا وها هُنَا
والمُجَامَعَةُ : المُبَاضَعَةُ جَامَعَهَا مُجَامَعَةً وجِمَاعاً : نَكَحَهَا وهوَ كِنايَةٌ
وجَامَعَهُ علَى أَمْرِ كَذا : ما لأَهُ عَلَيْهِ واجْتَمَعَ مَعَهُ والمَصْدَرُ كالمَصْدَرِ
وفي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ : كَانَ إِذا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعاً أَيْ مُسْرِعاً شَدِيدَ الحَرَكَةِ قَوِيَّ الأَعْضَاءِ غَيْرَ مُسْتَرْخٍ في مَشْيِهِ
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْه : مُتَجَمَّعُ البَيْدَاءِ : مُعْظَمُهَا ومُحْتَفَلُهَا . قالَ مُحْمَّدُ بنُ أَبي شِحَاذ الضَّبِّيُّ :
فِي فِتْيَةٍ كُلَّمَا تَجَمْعَتِ البَيْ ... دَاءُ لَمْ يَهْلَعُوا ولَمْ يَخِمُوا ورَجُلٌ مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ كمِنْبَرٍ وشَدّادٍ وقَوْمٌ جَمِيعٌ : مُجْتَمِعُونَ
والجَمْعُ : يُكُونُ اسْماً لِلنَّاسِ وللمَوْضِع الَّذِي يَجْتَمِعُونَ فيه
ويُقَالُ : هذَا الكَلامُ أَوْلَجُ في المسامع وأَجْوَلُ في المَجَامِعوأَمْرٌ جَامِعٌ : يَجْمَعُ النّاسَ . قالَ الرّاغِبُ : أَمْرٌ جامِعٌ أَي أَمْرٌ لَهُ خَطَرٌ اجْتَمَعَ لأَجْلِهِ النَّاسُ فكَأَنَّ الأَمْرَ نَفْسَهُ جَمَعَهُمْ . والجَوَامِعُ مِن الدُّعَاءِ : الَّتِي تَجْمَعُ الأَغْرَاضَ الصّالِحَةَ والمَقَاصِدَ الصَّحِيحَةَ وتَجْمَعُ الثَّناءَ عَلَى اللهِ تَعَالَى وآدَابَ المَسْأَلَةِ
وفِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعالَى الحُسْنَى : الجامِعُ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو الَّذِي يَجْمَعَ الخَلائقَ ليَوْمِ الحِسَابِ وقِيلَ : هو المُؤَلِّفُ بَيْنَ المُتَماثِلاتِ والمُتَضادّاتِ في الوُجُودِ . وقَوْلُ امْرِئِ الٌقَيْسِ :
فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَموتُ جَمِيعَةً ... ولكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أَنْفُسَاً إِنَّمَا أَرادَ جَمِيعاً فبالَغَ بإِلْحاقِ الهاءِ وحَذَفَ الجَوَابَ للْعِلْمِ بهِ كأَنَّهُ قالَ : لَفَنِيَتْ واسْتَراحَتْ
ورَجُلٌ جَمِيعٌ الَّلأْمَة أَيْ مُجْتَمِعُ السِّلاَح . والجَمْعُ : الجَيْشُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : لَهُ سَهْمُ جَمْعٍ أَي كسَهْمِ الجَيْشِ مِن الغَنِيمَةِ . وإِبلٌ جَمَّاعَةٌ بالفَتْح مُشَدَّدَةً : مُجْتَمِعَةٌ . قالَ :
" لا مَالَ إِلاَّ إِبِلٌ جَمَّاعَهْ
" مَشْرَبُها الجِيَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ والمَجْمَعَةُ : مَجْلِسُ الاجْتِمَاعِ . قالَ زُهَيْرٌ :
وتُوقِدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ ... لَكُمْ في كُلِّ مَجْمَعَةٍ لِوَاءُ ويُقَالُ : جَمَعَ عَلَيْه ثِيَابَه أَيْ لَبِسَهَا
والجَمَاعَةُ : عَدَدُ كُلِّ شَيْءٍ وكَثْرَتُهُ . وفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ : ولا جِمَاعَ لَنَا فِيمَا بَعْد أَيْ لا اجْتِمَاعَ لنا . ورَجُلٌ جَمِيعٌ كَأَمِيرٍ : مُجْتَمعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لَمْ يَهْرَمْ ولَمْ يَضْعُفْ . ورَجُلٌ جَمِيعُ الرَّأْي ومُجْتَمِعُهُ : شَدِيدُهُ لَيْسَ بمُنْتَشِرِه . وجُمَّاعُ جَسَدِ الإِنْسَانِ كرُمَّانٍ : رَأْسَهُ
وجُمّاعُ الثَّمَرِ : تَجَمُّعُ بَرَاعِيمِه في مَوْضِعٍ وَاحدٍ عَلى حَمْلِهِ . وامْرِأَةٌ جُمَّاعٌ : قَصِيرَةٌ
ونَاقَةٌ جُمْعٌ بالضَّمّ : في بَطْنِهَا وَلَدٌ . قال الشّاعِرُ :
وَرَدنْاهُ في مَجْرَى سُهَيْلٍ يَمَانِياً ... بصُعرِ البُرِى ما بَيْنَ جُمْعِ وخَادِجِ والخادِجُ : الَّتِي أَلْقَتْ وَلَدَهَا . وقالَ الصّاغَانِيّ : هو بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ أَيْ من بَيْنَ ذِي جُمْعٍ وخادِجْ
وامْرَأَةٌ جَامِعٌ : في بَطْنِهَا وَلَدٌ
ويُقَالُ : فُلانٌ جِمَاعٌ لبَني فُلانٍ ككِتَابٍ إِذا كانُوا يَأْوُونَ إِلَى رَأْيِهِ وسُؤْدُدِه كَمَا يُقَال : مَرَبٌّ لَهُمْ
واسْتَجْمَعَ البَقْل : إِذا يَبِسَ كُلُّهُ
واسْتَجْمَعَ الوَادِي إِذا لَمْ يَبْقَ منه مَوْضِعٌ إِلاّ سَالَ
واسْتَجْمَع القَوْمُ إِذا ذَهَبُوا كُلُّهُم لَمْ يَبْقَ منهم أَحْدٌ كَمَا يَسْتَجْمِعُ الوَادِي بالسَّيْلِ
ويُقَالُ للمُسْتَجِيشِ : اسْتَجْمَعَ كُلَّ مَجْمَعٍ نقله الجَوْهَرِيّ
وفي الأَسَاسِ : وجَمَعُوا لِبَنِي فُلان : إِذا حَشَدُوا لِقِتَالِهِمْ ومنه " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ " وَجَمَعَ أَمْرَهُ : عَزَمَ عَلَيْه كَأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ لَهُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : مَنْ لَمْ يَجْمَع الصِّيامَ مِن اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ
والإِجْمَاعُ : أَنْ تَجْمَعَ الشَّيْءَ المُتَفَرِّقَ جَمِيعاً فإِذا جَعَلْتَهُ جَمِيعاً بَقِيَ جَمِيعاً ولَمْ يَكَدْ يَتَفَرَّقْ كالرَّأْي المَعْزُومِ عَلَيْهِ المُمْضَى
وأَجْمَعَت الأَرْضُ سائلَةً : سَالَ رَغَابُهَا
وفَلاةٌ مُجْمِعَةٌ ومُجَمِّعَةٌ كمُحْسِنَةٍ ومُحّدَّثَة : يَجْتَمِعُ فيها القَوْمُ ولا يَتَفَرَّقُونَ خَوْفَ الضَّلالِ ونَحْوِه كأَنَّهَا هي الَّتِي تَجْمَعُهُمْ
وجَمَّعَ النَّاسُ تَجْمِيعاً : شَهِدُوا الجُمْعَة وقَضَوا الصَّلاةَ فيها . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ومنه : أَوّلُ جُمُعة جُمِّعَتْ في الإِسْلامِ بَعْدَ المَدِينَةِ بجُؤَاثَى
واسْتَأَجَرَ الأَجِيرَ مُجَامَعَةً جِمَاعاً ع2ن اللِّحْيَانِيّ : كُلَّ جُمْعَةٍ بكِرَاءٍوحَكَى ثَعْلَبٌ عِن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : لاَتكُ جُمَعِيّاً بفَتْحِ المِيمِ أَيْ مِمَّنْ يَصُومُ الجُمُعَةَ وَحْدَهُ
وأَرْضٌ مُجْمِعَةٌ كمُحْسِنَةٍ : جَدْبٌ لا تَتَفَرَّقُ فِيها الرِّكَابُ لرَعْيٍ
والجَامِعُ : البَطْنُ يَمَانِيَةٌ
وأَجْمَعَتِ القِدْرُ : غَلَتْ نَقَلَه الزَمَخْشَرِيّ
ومُجَمِّعٌ كمُحَدِّثٍ : لَقَبُ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ لأَنَّه كانَ جَمَّعَ قَبَائلَ قُرَيْشٍ وأَنْزَلَها مَكَّةَ وبَنَى دارَ النَّدْوَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وفيه يَقُولُ حُذَافَةُ ابنُ غانِمٍ لأَبِي لَهَبٍ :
أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً ... بِهِ جَمَّعَ اللهُ القبائلَ مِنْ فِهْرِ والجُمَيْعَي كسُمَيْهَى : مَوْضعٌ . وقَدْ سَمَّوْا جُمُعَةَ بضَمَّتَيْن وجُمَيْعاً وجُمَيْعَةَ وجُمَيْعانَ : مُصَغَّرَاتٍ وجِماعاً ككِتَابٍ وجَمْعَانَ كسَحْبَانَ
وابْنُ جُمَيْعٍ العِنَانِيّ كزُبَيْرٍ صاحِبُ المُعْجَمِ : مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ
وجُمَيْعُ بنُ ثَوْبٍ الحِمْصِيّ رَوَى عَنْ خالدِ بنِ مَعْدان رُوِيَ كزُبَيْرٍ وكَأَمِيرٍ وكَذلِكَ الحَكَمُ بنُ جُمَيْعٍ شَيْخٌ لأَبِي كُرَيْبٍ رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ
وبَنُو جُمَاعَةَ بالضَّمِّ : بَطْنٌ مِنْ خَوْلانَ مِنْهُمْ عَمْرُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ يُوسُفَ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ جُمَاعَةَ الجُمَاعِيّ الخَوْلانيّ أَخَذََ عَنْهُ العِمْرَانِيّ - صاحِبُ البَيَانِ - عِلْمَ النَّحْوِ ومات سَنَةَ خَمْسِمِائَةٍ وإِحْدَى وخَمْسِينَ كَذَا في تَارِيخ اليَمَنِ لِلجَنَدِيّ . قُلْتُ : ومنهم صاحِبُنَا المُفِيدُ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ الجُمَاعيّ صاحِبُ الدُّرَيْهمِيّ لِقَرْيَةٍ باليَمَنِ لَقِيتُهُ ببَلَدِهِ وأَخَذْتُ مِنْهُ وأَخَذَ مِنِّي وأَبُو جُمُعَةَ سَعِيدُ بنُ مَسْعُودٍ الماغُوسِيّ الصّنْهاجِيّ المَرَّاكُشِيّ وُلِدَ بَعْدَ الخَمْسِينَ وتِسْعِمائَةٍ وجالَ في البِلادِ وأَخَذَ بمِصْرَ عَنْ عَلِيِّ بنِ غَانِمٍ والنَّاصِرِ الطَّبْلاوِيّ ولَقِيَهُ المَقَّرِيُّ وأَجازَهُ
الجَمْرَةُُ بفتحٍ فسكونٍ النارُ المُتَّقِدَةُ وإذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ ج جَمْرٌ . الجَمْرَةُ : ألْفث فارِسٍ يقال : جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ الجَمْرَةُ : القَبيلَةُ انضمَّتْ فصارتْ يداً واحدةً لا تِنْضِمُّ إلى أحَد ولا تُخَالِفُ غيرَها . وقال اللَّيْث : الجَمْرَةُ : كُلُّ قومٍ يَصْبِرُون لقتالِ من قاتلَهم لا يُخَالِفُون أحداً ولا ينضمُّون إلى أَحد تكونُ القبيلَةُ نفسُها جَمْرَةً تَصْبِرُ لقِرَاعِ القَبَائِلِ كما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَيْس . وهكذا أَوْرَدَه الثَّعَالبيُّ في المُضاف والمَنْسُوب وعَزَاه للخَلِيل . وفي الحديث عن عُمَرَ : " أنه سَأَلَ الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومُقَاوَمتِها قبائلَ قَيْسٍ فقال : يا أميرَ المؤمنين كنَّا ألْفَ فارِسٍ كأنّنا ذَهَبَةٌ حمراءُ لا نَسْتَجْمِرُ ولا نُخَالِفُ " أي لا نسأَلُ غيرَنا أن يَجْتَمِعُوا إلينا لاستغائنا عنهم . أو هي القبيلَةُ التي يكونُ فيها ثَلاثُمِائَةِ فارِسٍ أو نحوُهَا . وقيل : هي القبيلَةُ تُقاتِلُ جماعةَ قَبائِلَ
الجَمْرَةُ : الحَصَاةُ واحدةُ الجِمَار . وفي التَّوْشِيح : والعَرَبُ تُسَمِّي صغار الحَصَى جِمَاراً
الجَمْرَةُ : واحدةُ جَمراتِ المَنَاسِكِ وجِمارُ المَناسِكِ وجَمَراتُها : الحَصيَاتُ التي يُرْمَي بها في مكَّة . والتَّجْمِيرُ : رَمْيُ الجِمَارِ . ومَوْضِعُ الجِمَارِ بمِنىً سُمِّيَ جَمْرَةً لأنها تُرْمَي بالجِمَار وقيل : لأنها مَجْمعُ الحَصَى التي يُرْمَي بها من الجَمْرَة وهي اجتماعُ القبيلةِ على من ناوأَها . وسيأْتي في كلام المصنّف آخر المادَّة . وهي جَمَرَاتٌ ثلاثٌ : الجَمْرَةُ الأُولَى والجَمْرةُ الوُسْطَى وجَمْرَةُ العَقَبَةِ يُرْميْن بالجِمَار وهي الحَصَيَاتُ الصِّغارُ هكذا في النُّسخ وفي بعضها تُرْمَي بَدَل يُرْمَيْن والأوَّلُ أوْفقُ . وجَمَرَاتُ العَرَب : ثلاثٌ كجَمَرَات المناسِك : بَنُو ضَبَّةَ بن أُدِّ بن طابخةَ بن الياس بن مُضرَ وبنو الحارثِ بنِ كعبٍ وبنو نُمَيْرِ بنِ عامِرٍ فطُفِئَتْ منهم جَمْرَتانِ طُفْئَتْ ضَبَّةُ لأنها حالَفَتِ الرِّبَاب وطُفِئَتْ بنو الحارِث لأنها حالفَتِ مذْحج وبَقِيَتْ نُمَيْرٌ لم تُطْفَأْ لأنها لم تُحالِف . هذا قولُ أبي عُبَيْد ونقلَهَ عنه الجوهريُ في الصّحاح
أو الجَمَراتُ : عبْسُ بنُ ذُبيان بن بَغِيض بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ والحارِثُ بنُ كَعْب وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ وهم أَخْوةٌ لأُمٍّ لأن أُمَّهم وهي امرأَةٌ من اليمن رَأَتء في المَنَام أنه خَرَجَ وفي بعض النُّسخ : يخرجُ مِن فَرْجِها ثَلاثُ جَمَرَات . فَتَزَوَّجَها كَعْبُ بنُ عبدِ المَدَانِ بن يَزِيد بن قَطَن فَولَدَتْ له الحارثَ وهم أَشرافُ اليمنِ منهم : شُريْحُ بنُ هانئ الحارثيُّ وابنهُ المِقْدَامُ ومُطرفُ بنُ طَرِيف ويحيى بنُ عربيٍّ وغيرُهم ثم تَزَوَّجَهَا بَغِيضُ بنُ رَيْث بنِ غطَفَانَ فَوَلَدَتْ له عَبْساً وهم فُرْسَانُ العَربِ ووقائعُهم مشهورةٌ : ثم تَزَوَّجَها أُدٌّ فَوَلَدتْ له ضَبَّةَ . فَجَمْرتَانِ في مُضَرَ وهما عَبْسٌ وَضبَّةٌ وجمْرَةٌ في اليمن وهم بَنُو الحَارِثِ بنِ كَعءب . وكان أبو عُبَيْدَةَ يقول : ضَبَّةُ أَشْبَهُ بالجمْرَة مَن بَنِي نُمَيْر . وفي حديث عُمرَ رضي اللهُ عنه : " لأُلْحِقَنَّ كلَّ قَوم بجَمْرَتِهم " أي بجَماعَتِهم التي هم منها
وقال الجاحظُ : يُقَال لعَبْس وضَبَّةَ ونُمَيْرٍ : الجَمَرَاتُ وأنشدَ لأبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ :
لنا جَمَرَاتٌ ليس في الأرض مثلُها ... كِرَامٌ وقد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجَارِبِ
نُمَيْرٌ وعَبْسٌ تُتَّقَي بفِنائِها ... وضَبَّةٌ قَومٌ بَأْسُهمْ غيرُ كاذِبِ . ثم قال : فطُفِئَتْ منهم جمْرتان وبقِيَتْ واحدةٌ طُفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ لانتقالهم إلى بني عامرِ بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلةَ وقيل : جمَرَاتُ معدٍّ : ضَبَّةُ وقيل : جمَرَاتُ معدٍّ : ضَبَّةُ وعبْسٌ والحارثُ ويَرْبُوعٌ سُمُّوا بذلك لتجَمعهم
ونقل شيخُنا عن أبي العَبّاس المبرّد في الكامل : جَمَرَاتُ العَرَب : بنو نُمَيْر بن عامر بن صَعْصَعَة وبنو الحارث بن كعْب بن عُلَةَ بن جَلْد وبنو ضَبَّة بن بَغيضِ بن رَيْثٍ لأنهم تجَمَّعُوا في أنفسهم ولم يُدْخِلُوا معهم غيرَهم . وأبو عُبَيْدٍ لم يَعُدَّ فيهم عَبْساً في كتاب الدِّيباج ولكنه قال : فطُفِئَتْ جَمْرَتان وهما بَنُو ضَبَّة لأنها صارَتْ إلى الرِّباب فحالفتْ وبنو الحارث لأنها صارت إلى مَذْحِج وَبَقِيَتْ بنو نمير إلى الساعة لأنها لم تُحَالف وقال النُميْريُّ يُجيبُ جَريراً :
نُمَيْرٌ جَمْرةُ العربِ الَّتي لمْ ... تَزَلْ في الحَرْب تَلْتهبُ الْتِهَابَا
وإنّي إذْ أَسُبُّ بها كُلَيْباً ... فَتحْتُ عليْهمُ للخَسْفِ بَابَا . وقال في هذا الشعر :
ولولا أن يُقال هَجَا نُمَيْراً ... ولم نَسْمَعْ لشاعِرها جوابَا
رَغِبْنا عن هجَاءِ بني كُليْبٍ ... وكيف يُشاتِمُ الناسُ الكِلابَا . وقال الثَّعالبيُّ في ثمار القُلُوب : جَمَرَاتُ العرب : بَنُو ضَبَّةَ وبنو الحارث بنِ كَعْبٍ وبنو نُمَيْر بن عامر وبنو عَبْس بنِ بَغيض وبنو يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَقلتُ : فإذا تَأَمَّلْتَ كلامَهم تَجدُهُ مُصادَماً بعضُهُ مع بعض فإنِ الجوهريَّ نَقَلَ عن أَبي عُبَيْد أن جَمَرَاتِ العَرَبِ ثلاثٌ ونَقَلَ عنه الجاحظُ أنهنَّ أربعٌ وقال : وزادَ ضَبَّةَ بدَلَ نُمَيْرٍ . وفي كلام الثَّعالِبِيِّ أنهنَّ خَمْسٌ وزادَ بني يَرْبُوع . ونَقَلَ الجوهَرِيُّ عن أبي عُبَيْد أنه طَفِئَ منهم جَمْرتَان : ضَبَّةَ والحارثُ وَبَقِيَتْ نُمَيْرٌ . ونَقَلَ الأزهريُّ والجاحظ عن أبي عبيد أنّها طُفِئَتِ الحارثُ وعَبْسٌ وبَقِيَتْ ضَبَّةُ وأن الحارثَ حالفتْ نَهْداً . وقالوا : الحارث هو ابن كعْب بن عبدِ المَدَان والذي في الكامل أنهم بنو كَعْب بن عُلَة بن جَلْد وفيه أيضاً أنه طُفِئَتْ ضَبَّةُ لأنها حالفت الرِّبابَ وَبَقيَتْ بنو نُمَير إلى الساعة لأنها لم تُحَالف . فإذا عَرَفْت ذلك فقول شيخِنا : وإذا تأَمَّلْت كلامَهم علمْت أنه لا مُخَالفةَ ولا مُنافاة إلاّ أن البَعض فصَّل والبعض أجْمَل محَلُّ تأمُّل وجَمْرَة بنت أبي قُحَافةَ هكذا في النُّسَخ ومثله التَّبصير للحافظ وقال بعضهم : إنها جمْرَة بنتُ قُحافةَ . صحا بيَّةٌ هي الكِنْدِيَّةُ كانت بالكُوفة رَوَى عنها شبيبُ بنُ غَرْقَدةَ ذكره الذَّهبيُّ وابن فهْد . وأبو جَمْرَة الضُّبَعِيُّ واسمُه نَصْرُ بنُ عِمرانَ بن عاصمٍ عن ابن عَبّاس وعنه شُعْبَةُ وهو من ضُبَيعة بن قَيْس بن ثعْلبَة وَوَلدُه عِمْرانُ بنُ أبي جَمْرَةَ رَوَى عن حَمّادِ بن زيْد وأَخوه عَلْقمَةُ بنُ أَبي جَمْرَة عن أبيه كذا في التَّكْمِلة . وعامِرُ بنُ شَقِيق بن جَمْرَة الأسَدِيُّ الكُوفِيُّ من السّادسة وأبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ أَحمد بن أسعدَ أبي جَمْرَةَ الأنْدَلُسِيُّ راوي التَّيْسير : عُلمَاءُ مُحَدِّثُون . ولم يَسْتَوْفِهم كلَّهم مع أَن شَأْنَ البحر الإحاطَةُ وقد يَتَعَيَّنُ استيعابُ ما جاءَ بالجيم فمنهم : جمرة بن النعمان بن هوْذَةَ العُذْريُّ له وِفَادةٌ . وجَمْرَةُ بنتُ النُّعْمان العُذْريَّةُ هي أُخْتُه لها صُحْبَةٌ . وجَمْرَةُ بنتُ عَبْدِ اللهِ اليرْبُوعِيَّةُ لها صُحْبَةٌ وكانتْ بالكُوفَةِ . وجَمْرَةُ السَّدُوسِيَّةُ عن عائشةَ . ومالكُ بنُ نُوَيْرَةَ بنِ جَمْرَةَ بن شَداد التَّمِيمِيُّ أخو مُتَمِّمِ بن نُوَيْرةَ مَشْهُوران . وجَمْرَةُ بنُ حِمْيَريٍّ التَّيْمِيُّ شاعِرٌ فارس . وفي الأَزْد : جَمْرَةُ بنُ عُبَيد . وفي بني سامَةَ بن لُؤَيٍّ : جَمْرةُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارث بن سامةَ وجمْرةُ بنُ سعد بن عمرو بن الحارثِ بن سامةِ وموسى بنُ عبدِ المَلكِ بنِ مَرْوَانَ بن خَطَّابِ بنِ أبي جَمْرَةَ وفي غيرهما شهاب ُبنُ جمْرَةَ بن ضِرَامَ بنِ مالكٍ الجُهَنيُّ الذي وَفَدَ على عُمَرَ رَضي الله عنه فقال له : ما اسمُكَ ؟ فقال : شهابٌ قال : ابنُ مَن ؟ قال : ابنُ جَمْرَةَ قال : مِمَّن أنتَ ؟ قال : مِن الحُرَقَة قال : مِن أيّهم قال : من بني ضِرَامِ . قال : فما مَسْكَنُكَ ؟ قال : حرَّةُ النّارِ . قال : أين أهلُك منها ؟ قال : لَظىً . فقال عُمرُ : أدْرِكْ أهلَكَ فقد احترقوا فرجعَ فوجَدَ النار قد أحَاطَتْ بأهْلِه فأطْفَأَها . ذَكَره ابنُ الكَلْبِيِّ . وذَكَرَ أبو بكرٍ المقيِّد في تَسْمِيتِه أزواجَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال له أبوها : إن بها سوءاً ولم يكن بها فرَجعَ فوجدهَا برصاءَ وهي أمُّ شَبِيبِ ابن البَرْصاءَ الشاعِرِ . وجَمْرَةُ بنُ عَوْف يُكْنَى أبا يَزِيدَ يُعَدُّ من أهل فِلَسْطِينَ ذُكِرِ في الصَّحابة . والشيخ أبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ أبي جَمْرَةَ المَغْربي نَزيلُ مصر كان عالماً عابداً خَيِّراً شَهِيرَ الذِّكْرِ شَرَحَ مُنْتَخَباً له من البُخَارِيِّ نَفَعَ الله ببَرَكَتِه وهو من بيت كبير بالمغرِب شهير الذِّكْرِ . قلتُ : وقَبْرُه بقَرَافَةِ مصرَ مشهورٌ يُسْتَجَابُ عنده الدُّعاءُ وقد زُرْتُه مِراراً . وجَمْرَةُ بنتُ نَوْفَل التي قال فيها النَّمْرُ بنُ تَوْلَب :
جَزَى اللهُ عنّا جَمْرةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ ... جزاءَ مُغلٍّ بالأمانةِ كاذِبِوجَمَّرَه أي الشيءَ تَجْمِيراً : جمَعَه . جَمَّرَ القومُ على الأمر تَجْمِيراً : تَجَمَّعُوا عليه وانْضَمُّوا كجَمَرُوا وأجْمَرُوا واسْتَجمَرُوا . وفي حديث أبي إدْرِيسَ : دَخلتُ المسجدَ والناسُ أَجْمَرُ ما كانُوا أي أجْمَعُ ما كانُوا . وقال الأصمعيّ : جمَّرَ بنو فُلانٍ إذا اجْتَمَعُوا وصارُوا ألْباًَ واحداً . وبنوا فلانٍ جَمْرَةٌ إذا كانوا أَهلَ مَنَعَة وشِدَّةٍ . وتَجَمَّرَتِ القَبَائِلُ : إذا تَجَمَّعَتْ . جَمَّرَتِ المرأَةُ تَجْمِيراً جَمَعَتْ شَعرَها وعقَدتْه في قَفاها ولم تُرْسِلْه كأجمرت . وفي التَّهْذِيب : إذا ضَفَرَتْه جَمَائِرَ . وفي الحديث عن النِّخَعِيِّ : " الضَّافِرث والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ : أي الذي يَضْفِرُ رأسَه وهو مُحْرِمٌ يَجبُ عليه حلْقُه . ورواه الزَّمخْشَرِيُّ بالتشديد . وقال : هو الذي يَجْمَعُ شعره ويعقدهُ في قَفَاه . وفي حديث عائشةَ : " أجْمَرْتُ رأَسِي إجْمَاراً " أي جَمعْتُه وضَفَرْتُه يقال : أجْمر إذا جعلَه ذُؤَابةً . جَمَّرَ فلانٌ تَجْمِيراً : قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ وهو قَلْبُه وشَحْمُه والواحدُ جُمّارَةٌ ومنه قولُهم : ولها ساقٌ كالجُمَارةِ
جَمَّر الجيشَ تَجْمِيراً وفي بعض الأُصُول : الجُنْد : حَبَسهم وأبْقاهم في أرضِ وفي بعض الأُصول : في ثَغْر العَدُوِّ ولم يُقْفِلْهم من الإقفال وهو الإرْجاعُ وقد نُهِي عن ذلك . وقال الأصمعيُّ : جَمَّر الأميرُ الجيش إذا أطالَ حبْسهم بالثَّغْر ولم يأْذَن لهم في القَفْل إلى أهالِيهم وهو التَّجْمِيرُ ورَوَى الرَّبِيعُ أن الشافِعِيَّ أنشدَه :
وجمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرَى جُنُودَهُ ... ومنَّيْتَنا حتى نَسِينا الأمانِيَا . وفي حديث عُمر رضيَ الله عنه : " لا تُجمِّرُوا الجيشَ فتَفْتِنُوهم " . قالوا : تَجْمِيرُ الجيشِ : جَمْعُهم في الثُّغُور وحًبْسُهم عن العوْد إلى أًهْلِيهم . ومنه حديثُ الهُرْمُزانِ : " إنّ كِسْرَى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ " . وفي بعض النُّسخ : ولم يَنْقُلْهم من النَّقْل بالنون والقاف وفي أُخرى : ولم يُغفلهم مِن الغّفْلة . وكله تحريف والصّوابُ ما تَقَدَّمَ . وقد تَجَمَّروا واسْتَجْمرُوا أي تَحَبَّسُوا . والمِجْمَرُ كمِنْبَر : الذي يُوضَعُ فيه الجَمْرُ بالدُّخْنَةِ . وفي التَّهذِيب : قد يُؤَنَّثُ كالمِجْمَرَةِ قال : مَن أَنَّثَه ذَهَب به إلى النار ومَن ذَكَّرَه عنَى به المَوْضِعَ . جَمْعُهما مجامِرُ . قال أبو حنيفة : المِجْمَرُ : العُودُ نَفْسُه وأنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ :
لا تَصْطَلِي النّارَ إلا مِجْمراً أَرِجا ... قد كَسَّرَتْ مِن يَلَنْجُوجِ له وَقَصَا . البيتُ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلاليِّ يصفُ امرأةً ملازِمة للطِّيب كالمُجْمَرِ بالضمّ فيهما . قال الجوهريُّ : وبُنْشَدُ البيتُ بالوَجْهَيْن . وقد اجْتَمرَ بها أي بالمِجْمَر . الجُمّارُ كرُمانٍ : شَحْمُ النَّخْلَةِ الذي في قِمَّةِ رَأْسِها تُقْطَعُ قِمَّتُهَا ثم يُكْشَطُ عن جُمّارةٍ في جوْفها بيضاءَ كأنها قطعةُ سنام ضخمةٌ وهي رَخْصةٌ تُؤْكَلُ بالعَسَل والكافُور يُخْرَجُ مِن الجُمّارَةِ بين مَشَقِّ السَّعفَتَيْنِ كالجَامُورِ وهذه عن الصَّغانيِّ . وقد جَمَّرَ النخلَةَ : قَطَعَ جُمّارَهَا أو جامُورَهَا وقد تَقَدَّمَ في كلام المصنِّف . الجَمَارُ كسَحَابٍ : الجَمُاعة . والجَمار : القَومُ المُجْتَمِعُون . وقال الأصمعيُّ : عَدَّ فلانٌ إبلَه جَمَاراً إذا عَدَّها ضَرْبَة واحدةً ومنه قول ابنِ أحمرَ :
وظَلَّ رِعَاؤُها يَلْقَوْن منْها ... إذا عُدَّتْ نَظائِرَ أو جمَارَا . قال : والنَّظَائر : أَن تُعَدَّ مثْنَى مثْنَى والجَمار : أن تُعَدَّ جماعةً ورَوَى ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ عن المُفَضَّل :
ألَمْ تَر أنَّنِي لاقَيْتُ يوماً ... مَعاشِرَ فيهمُ رَجثل جَمَارَا
فَقيرُ اللَّيْلِ تَلْقَاه غَنِيّاً ... إذا ما آنَسَ اللَّيْلُ النَّهَارا . قال : يقال : فلانٌ غَنِي الَّلْيُلِ إذا كانت له إبلٌ سُودٌ تَرْعَى باللَّيْل . كذا في اللِّسَانقد جاءُوا جُمَارَى ويُنّوَّنُ وهذا عن ثعلبٍ أي بأَجْمَعهِم . وإنكارُ شيخِنا التنوينَ وأنه لا يَعْضُده سَماعٌ ولا قِياسٌ محَلُّ تَأَمُّلٍ . وأنشدَ ثعلَبٌ :
فمنْ مُبْلِغٌ وَائِلاً قَوْمَنَا ... وأَعْنِي بذلك بَكْراً جُمَارا . والجَمْيرُ كأَمِير مُجْتَمعُ القومِ . الجَمِيرةُ بهاءٍ : الضَّفِيرةُ والذُّؤَابَةُ لأنها جُمِّرَتْ أي جُمِعتْ وفي التَّهْذِيب : وجَمَّرَتِ المرأَةُ شَعْرَها إذا ضَفَرتْه جمائِر واحدتُها جميرَةٌ وهي الضَّفائِرُ والضمائرُ والجمَائرُ . وابْنا جَمِيرٍ كأمِيرٍ : الليلُ والنهارُ سُمِّيَا بذلك للاجتماعِ كما سُمِّيَا ابْنَيْ سَمِير لأنه يُسْمَرُ فيهما قالَه الجوهريُّ . وقال غيرُه : وابْنَا جَمِيرٍ : اللَّيْلَتَان يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ . وأَجْمَرَتِ الليلَةُ : اسْتَسَرَّ فيها الهِلال . وابنُ جَمِيرٍ : هِلالُ تلك الليلةِ قال كعبُ بنُ زُهَيْرٍ في صِفَة ذِئْبٍ :
وإن أطافَ ولم يَظْفَرْ بطائِلَةٍ ... في ظُلْمَةِ ابنِ جمِير ساوَرَ الفُطُمَا . وحُكِىَ عن ثعلبٍ : ابنُ جُميْرٍ على لَفْظ التصغيرِ في كلِّ ذلك قال : يقال : جاءَنَا فَحْمَةُ بنُ جُميْرٍ وأنشدَ :
عند دَيْجُورِ فَحْمَةِ بنِ جُميْرٍ ... طَرقَتْنَا والليلُ داجٍ بهِيمُ . وقيل : ظُلْمةُ بنُ جمِير : آخِرُ الشَّهْرِ كأنَّه سَمَّوْه ظُلْمَة ثم نَسَبُوه إلى جَمِير . والعربُ تقول : لا أفعلُ ذلك ما جَمرَ ابنُ جَميرٍ عن اللِّحْيَانيِّ . وقيل : ابنُ جَمِير : الليلةُ التي لا يَطْلُعُ فيها القَمَرُ في أُولاها ولا أُخراها . وقال أبو عَمْرٍو الزاهدُ : هو آخرُ ليلة من الشهر وقال :
وكأنِّي في فَحْمَةِ بنِ جَمِيرٍ ... في نِقابِ الأُسامَةِ السِّرْداحِ . وقال ابنُ الأعرابيِّ : يُقال للقَمرِ في آخِر الشَّهْرِ : ابنُ جمِير لأن الشمسَ تَجْمُرُه أي تُوارِيه وإذا عرفتَ ذلك ظَهَرَ لك قُصُورُ المصنِّفِ . وكزُبَيْرٍ : خارَجَةُ بنُ الجُمَيْرِ الأشجَعِيُّ بَدْرِيٌّ حَلِيفُ الأنصارِ أو هو بالخاءِ المعجَمة قالَه موسى بنُ عُقْبَةَ أبو بالمهملَة كحِمْيَرَ أَعْنِي القبيلةَ المشهورةَ أو حُمَيِّر كتصغير حِمَارٍ قاله ابنُ إسحاقَ أيضاً أو هو حُمْرَةُ بضم الحاء المُهْملَةِ وسكونِ الميم بن الجُمَيِّر مصغَّراً وفي بعض نُسَخ التجريدِ : مكبَّراً أو هو جارِيَةُ بن جَمِيل قاله موسى بنُ عُقْبَةَ . أو أَبو خارِجَة . أقوالٌ مختلفةٌ ذَكَرَ غالِبَها الذَّهبِيُّ في التَّجْرِيد مُفَرَّقاً . وكذا ابنُ فَهْد في المُعْجم والحافظُ ابنُ حجَر في الإصابة والتَّبْصِير . رحَمِهم اللهُ تعالَى وَشكَر سعْيهم . والمُجَيْمِرُ : جَبلٌ وقيل : اسمُ مَوضعٍ . وجُمْرانُ : بالضمّ : د وهو جَبَلٌ أسودُ بين اليَمامَةش وفَيْد من ديار بني تَمِيم أو بني نُمَيْر . خُفٌّ مُجْمَرٌ : صُلْبٌ شديدٌ مُجْتمِعٌ وقيل : هو الذي نَكَبتْه الحِجَارةُ وصَلُب . وقال أبو عَمرو : حافِرٌ مُجْمِرٌ بكسرِ الميمِ الثانيةِ وفتحِها وهذه عن الفَرّاء ولا يخْفَى لو قال : كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ كان أَوْفَقَ لصناعتِه : وَقَاحٌ صُلْبٌ والمُفِجُّ المُقَبَّبُ مِن الحَوافِرِ وهو محْمُودٌ . ونُعَيْمُُ بنُ عبدِ الله مَوْلَى عُمَر رضيَ اللهُ عنه المُجْمِرُ بكسرها أي الميم الثانيةِ لأنه كان يُجْمِرُ المَسْجِد أي يَلِي إجمارَ مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّم وربَّما شُدِّد الميم كما في شُروح البخَارِيّ . وأَجْمَرَ الرجلُ والبَعِيرُ : أَسْرَعَ في السَّيْر وعَدَا ولاَ تَقُل : أجْمَزَ بالزّاي قال لَبيد :
وإذا حَرَّكْتُ غَزْرِي أَجْمَرضتْ ... أو قِرَابِى عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْأَجْمَرَ الفَرَسُ : وَثَبَ في القَيْد كجَمَرَ من حَدِّ ضَرَبَ كلاهما عن الزَّجّاج . أجْمَرَ ثَوْبَه : بَخَّرَه بالطِّيب كجَمَّرَه تَجْمِيراً . وفي الحديث : " إذا أجْمَرْتُم المَيِّتَ فجَمِّروه ثلاثاً " أي إذا بخَّرْتُموه بالطِّيب . ويقال : ثَوبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمِّرٌ . والذي يَتولَّى ذلك : مُجْمِرٌ ومُجَمِّر . أَجمَرَ النّارَ مُجْمراً بضمّ الميمِ الأُولَى وفتحِ الثانية : هَيَّأَهَا وأنشدَ الجوهريُّ هنا قولَ حُمَيْد بنِ ثورٍ الهِلاَليِّ السابِقَ ذِكْرُه
أَجْمَرَ البَعِيرُ : اسْتَوَى خُفُّه فلا خَطَّ بين سُلامَيَيْه وذلك إذا نَكَبَتْه الجِمَارُ وصَلُبَ
أَجْمَرَ النَّخْلَ : خَرَصَهَا ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَها وذلك الخارِص مُجْمِرٌ
أَجْمَرَتِ اللَّيْلةُ : اسْتَتَر هكذا في النُّسَخ وصَوَابُه اسْتَسَرَّ فيها الهلال وقد تقدَّم
أَجْمَرَ الأَمْرُ بنِي فلانٍ : عَمَّهم جميعاً . أَجْمَر الخَيْلَ : أَضْمَرهَا وجَمَعَهَا . واسْتَجْمَرَ : اسْتَنْحَى بالجِمَار وهي الأحجارُ الصِّغارُ . وفي الحديث : " إذا تَوَضَّأْتَ فانْثُرْ وإذا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ " . قال أبو زيد : هو الاستنجاءُ بالحجارةِ قيل : ومنه سُمِّيِتْ جِمَارُ الحَجِّ للحَصَى التي يُرْمَى بها . وجَمَرَه : أَعطاه جَمْراً . جمَرَ فُلاناً وذَمَره : نَحّاه قيل : ومنه الجِمارُ بمِنىً كذا أَجابَ به أبو العَبّاسِ ثعلبٌ حين سُئِلَ . أو من قولِهم : أجْمر إذا أَسْرعَ لأن آدَمَ عليه السلامُ رمَى إبليسَ عليه اللَّعَنةُ بمِنىً فَأجْمر بين يَديْه أي أَسْرعَ كما وَرد في الحديث وأَوْرَده ابن الأثِير وغيرُه . وتقدَّمَ أيضاً في كلام المصنِّف : أجْمر : أسْرعَ فذِكْرُه هنا تكرارٌ مع ما قبلَه مع تَفْرِيقِ مقصودٍ واحد في محلِّيْن وكان الأَلْيَقُ أن يذْكُرَه عند الجَمَرات ثم يَستطرد وُجُوهَ الاختلافِ
ومّما يُستدرك عليه : اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ إذا تَبَخَّرَ بالعُود عن أَبي حنيفة . وثَوْبٌ مُجمِّرٌ مُكَبّىً إذا دُخِّنَ عليه
والجامِرُ : الذي يَلِي ذلك من غيرِ فِعْلٍ إِنما هو على النَّسَب قال :
" ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُهْ . وجمَّرَهم الأَمْرُ : أَحَوْجهم إلى الانضمام . والجُمْرَةُ : الخُصْلَةُ من الشَّعر . وجَمِيرُ الشَّعْرِ : ما جُمِّرَ منه أنشدَ ابن الأعرابيِّ :
كأنَّ جمِيرَ قُصَّتِها إذا ما ... حمِسْنَا والوِقايةُ بالخِنَاقِ . والمُجمَّرُ : موْضِعُ رمْيِ الجِمار . هنالك قال حُذَيْفَةُ بنُ أنَسٍ الهُذَلِيُّ :
لأَدْرَكَهُمُ شُعْثُ النَّوَاصِي كأَنَّهمْ ... سَوَايِقُ حُجّاجٍ تُوَافِي المُجَمَّرَا . والجُمْرةُ : الظُّلْمةُ الشَّدِيدةُ . وذَبَحُوا فَجَمَّروا أي وَضَعُوا اللَّحْمَ على الجَمْر ولَحْمٌ مُجَمَّرٌ . وجَمَّر الحاجُّ وهو يومُ التَّجْمِير . وبنُو جَمْرَةَ : حَيٌّ من العَربِ . قال ابن الكَلْبِيِّ : الجِمَارُ : طُهَيَّةُ وبلْعَدَوِيَّة وهو مِن بَنِي يَربُوع بنِ حنْظَلَة . والجامُورُ : القَبْرُ . والجامُورُ مِن السَّفِينَةِ مَعْروفٌ . والجامُورُ : الرَّأْسُ تَشْبِيهاً بجامُور السفينةِ قال كُراع : إنما تُسمِّيه بذلك العامَّةُ . وفلانٌ لا يعْرِفُ الجَمْرَةَ مِن التَّمْرةِ . ويقال : كان ذلك عند سُقُوطِ الجمْرَةِ وهُنَّ ثلاثُ جَمَراتٍ : الأُولَى في الهواءِ والثانيةُ في التُّرَاب والثالثةُ في الماءِ وذلك حين اشتداد الحرّ . وقولُ ابنِ الأَنباريِّ :
ورُكُوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى ... قَد علاَها نَجَدٌ فيه اجْمرارْ . هكذا رَواه أبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ بالجيم قال : لأنه يصفُ تَجَعُّدَ عرقِها وتَجَمُّعَه . وروَاه يعقوبُ بالحاءِ . وفي الأساس : مِن مَجازِ المجازِ قول أبي صَخْر الهُذَلِيِّ :
إذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهُنَّ عَضَّتْ ... بجُمّارَاتِ بِرْدِىً خِدَالِشَبَّه أسْوُقَ البَرْدِيِّ الغَضَّةَ بشَحْمِ النَّخْلِ فَسمّاهَا جُمّاراً ثم استعارَه لأسْوُق النِّساءَ . وشِعْبُ جِمارٍ : مَوضع بالمغرب . وجامُورُ الدِّقَلِ : الخَشَبَةُ المَثْقُوبَةُ في رأْس دَقَلِ السَّفِينَةِ المُرَكَّبَةُ فيه . وقال المُفَضَّل : يقال : عَدَّ إبلَه جِمَاراً إذا عَدَّهَا ضَرْبَةً واحدةً والنَّظَائِرُ أن يَعُدَّ مَثْنَى مَثْنَى . قال ابن أحمر :
يَظَلُّ رِعَاؤُهَا يَلْقَوْنَ منها ... إذا عُدَّتْ نَظَائِرَ أو جَمَارَا . والجُمْرَةُ بالضمّ : الظُّلْمَةُ وأيضاً الضَّفِيرَةُ . والجامِرُ : هو المُجَمِّرُ قالَه اللَّيْثُ وأنشدَ :
" ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُه . وأَخْفافٌ جُمُرٌ بضمتين إذا كانت صُلْبَةً قال بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ :
فَوَردَتْ عند هَجِيرِ المُهْتَجَرْ ... والظِّلُّ مَحْفُوفٌ بأَخْفافٍ جُمُرْ . وحافِرٌ مُجْمِرٌ كمُحْسِنٍ : صُلْبٌ لغة في مُجْمَرٌ بفتح الميم عن الفَرّاءِ