الجُنْد بالضمّ : العَسْكَرُ والأَعوانُ والأَنْصار والجمعُ الأَجْنَادُ والجُنُودُ والواحدُ جُنْدِيٌّ فالياءُ للوَحْدة مثل رُوم ورُوميّ كذا في المصباح . والجُنْد : المَدينَةُ وجمعُها أَجنادٌ . وخَصّ أَبو عُبيدة به مُدُنَ الشَّأْم . وأَجنادُ الشأْم خَمْسُ كُوَر : دِمَشق وحِمْص وقنَّسرينُ والأُردُن وفِلَسطِين يقال لكُلِّ مدينةٍ منها جُنْد . وفي حديث عُمرَ أَنّه خَرجَ إِلى الشّأْم فلقيَه أُمراءُ الأَجنادِ وهي هذه الخمسةُ أَماكن كلُّ واحد منها يُسمَّى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين . وكلُّ صِنفٍ مِن الخَلْقِ جُنْدٌ على حِدةٍ والجمع كالجمْع . وفي المثَل إِنَّ جُنُوداً منها العَسَلُ قال شيخنا في هذا المثَل : إِنّه لمعاويةَ رضي اللّه عنه قاله لمَّا سمع أَن الأَشترَ سُقِيَ عَسَلا فيه سمٌّ فماتَ . يُضرَب عند الشَّماتة بما يُصيب العَدوَّ وقاله الميدانيّ والزمخشريّ . ووقع في تاريخ المسعوديِّ إِنَّ للّه جُنْداً في العَسَل . والجَنَدُ بالتَّحْرِيك : الأَرضُ الغلِيظة . وقيل : هي حجَارةٌ تُشبِهُ الطِّينَ . والجَنَدُ : د باليمن بين عَدَنَ وتَعْزَّ وهو أَحَدُ مخاليفها المشهورة نزَلها مُعَاذُ بن جبَلٍ رضي اللّه عنه . والجَنَدُ بنُ شَهْرَانَ : بَطنٌ من المَعَافر منهم شَرَفُ بن محمّد بن الحَكَم ابن أَخي يَحيَى بن الحَكَم المَعَافرِيّ . وجَنْدٌ كنجْمٍ : د . على نَهرِ سَيْحُونَ منه القاضي الشاعر يعقوب ابن فاضلٍ قَدِم خُوارَزْمَ سنة 548 . وخَلاّد بن عبد الرّحمن بن جُنْدَةَ - الصاغانيّ - بالضّمّ عن سعيد بن المُسيّب وغيره وعنه ابن أَخيه القاسم بن الفيّاض بن عبد الرحمن وغيره . والهَيْثَم بن جَنّادٍ ككتّان وعليُّ بن جَنَدٍ محرّكَةً محدِّثون الأَخير يُعرف بالطّائفيّ : عن عمْرْو بن دِينَار . وجُنَادَةُ بالضّم ابن أَبي أُمَيَّةَ الأَزْديّ وابن جَراد الغَيْلاَنيّ الأَسَديّ وابن زيد الحارثيّ وابن سفيان أَخو جابرٍ وابنُ عبد اللّه بن عَلْقَمة بن عبد المطَّلب وابن عوفٍ وابنُ مالكٍ صحَابِيُّون رضي اللّه عنهم . وجُنيْدُ بن عبد الرحمن بن عوف بن خالدٍ العامريّ وحُميدٌ أَخوه صَحابَّيان . وأَجْنَاديْن بفتح الأَلف وفتْح الدّال وكسرها وفي اللّسان وأَجْنَادَيْنُ وأَجْنادانُ مَوضعٌ النُّونُ مُعْرَبةٌ بِالرَّفْع . قال ابن سيده : وأُرى البِناءَ قد حُكِيَ فيهما . والأَخير من الوجهين ذَكره البكريّ في المعجم كأَنّه تثنية أَجناد وبه جزمَ ابن الأَثير وقيَّده ابن إِسحاق . وقال السُّهَيليّ : كذا سمعْت الشيخ الحافظ أَبا بكرٍ يَنطق به وقيَّدناه عن أَبي بكر بن طاهرٍ عن أَبي عَليٍّ الغَسّانيّ بكسر أَوله وفتح الدال : ع مشهورٌ من نواحي دِمَشق الشأْم كانت فيه الوقْعة العظيمةُ بين الرُّوم والمسلمين . وجُنْدَ يَسابُورُ . بالضّمّ موضعٌ آخَرُ ولفظُه في الرّفع والنّصب سواءٌ لعُجمَته وهو كُوَرِ الأَهواز . والجُنيْدُ كزُبيرٍ : لَقَبُ سيِّد الأَقطاب أَبي القاسم سعِيدِ بن عُبَيْدٍ وقيل هو الجُنيْدُ بن محمّد بن الجُنيد الخرَّاز القَوَاريريّ سُلطانُ الطَّائفة الصُّوفيّة وسيِّدُهم صَحبَ سريّاً السَّقَطيَّ والحارِثَ المحاسِبيّ وسمع الحسن بنَ عَرفةَ ؛ وعنه جعفرٌ الخلْدِيّ وتَفقَّه على أَبي ثَورٍ صاحبِ الشافعي وأَفَتى في حَلْقته وكان شيخ وَقْته وفَريدَ عصره حالاً وقالاً . توفِّيَ سنةَ 298 ودُفِنَ عند شيخِه سَرِيّ بالشُّونِيزيّة ببغدادَ . ومما يستدرك عليه : جُنْدٌ مُجنَّدٌ أَي مجموعة . وهذا كما يقال أَلْفٌ مُؤلَّفَةٌ وقَنَاطيرُ مُقَنْطَرةٌ أَي مُضعَّفة . وجَنْد بفتْح فسكون : ناحيةٌ بسَوادِ العِراق بين فَم النِّيل والنُّعمانيّة . والهَيْثم بن محمّد بن جَنّادٍ ككَتّان الجُهنيّ مُحدّث . والجُنَادِيّ : جِنْسٌ من الأَنماط أَو الثِّياب يُسترُ بها الجُدرانُ . وتَجندَ : اتخذَ جُنداً . وجُنادَة بالضّمّ : حَيٌّ . والجُنْد بالضّمّ : جَبلٌ باليمن . وجُنيد بن سميع المُزنيّ ذكرَه العقيليُّ في الصحابة . والقاسم بن فيّاض بن عبد الرحمن ابن جُنْدة صَنعانيٌّ يُعدّ من أَهل اليمن . ومحمّد بن عبد اللّه بن الجُنَيد الجُنيديّ . ومحمّد بن يوسف بن الجُنَيد الجُنيديّ الكَشّيّ الجُرحانيّ . وأَبو محمدٍ حَيْدر بن محمّدبن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ . بن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ
الجِنْسُ بالكَسْرِ : أَعَمُّ من النَّوْعِ ومنه المُجانَسَةُ والتَّجْنيسُ وهو كلُّ ضَرْبٍ من الشيءِ ومن النّاس ومن الطَّيرِ ومن حُدودِ النَّحْوِ والعَروضِ ومن الأَشياء جُمْلَةً قال ابن سِيدَه : وهذا على موضوعِ عِباراتِ أَهلِ اللُّغَةِ وله تَحديدٌ فالإبلُ : جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ فإذا والَيْتَ سِنّاً من أَسنانِ الإبلِ على حِدَة فقد صَنَّفْتَها تَصنيفاً كأَنَّكَ جعلتَ بناتِ المَخاضِ منها صِنْفاً وبناتِ اللَّبون صِنفاً والحِقاقِ صِنْفاً وكذلك الجَذَعُ والثَّنِيّ والرُّبَع . والحَيوانُ أَجناسٌ فالنّاسُ جِنْسٌ والإبِلُ جِنْسٌ والبَقَرُ جِنْسٌ والشَّاءُ جِنْسٌ . ج أَجناسٌ وجُنُوسٌ الأَخيرةُ عن ابن دُرَيد قال الأَنصارِيُّ يَصِفُ نَخلاً :
تَخَيَّرْتُها صالِحاتِ الجُنُو ... سِ لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ
ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : النَّاسُ أَجْناس وأَكثَرُهم أَنْجاس . الجَنسُ بالتَّحريك : جُمودُ الماءِ وغيرِه عن ابن الأَعرابيّ نقله الأَزْهَرِيُّ عنه وليس عندَه وغَيرِه . وقال أَيضاً : الجُنُسُ بضَمَّتينِ : المِياهُ الجَامِدَةُ . وكأَنَّه لغةٌ في الجُمُسِ بالميمِ وقد تقدَّم . والجَنِيسُ كأَمير : العَريقُ في جِنْسِه نقلَه ابنُ عَبّادٍ . الجِنِّيسُ كسِكِّيتٍ : سمكَةٌ بينَ البَياضِ والصُّفْرَةِ نقاه الصَّاغانِيّ أَيضاً . والمُجانِسُ : المشاكِلُ يُقال : هذا يُجانِسُ هذا أَي يُشاكِلُه وفُلانٌ يُجانِسُ البَهائِمَ ولا يُجانِسُ النّاسَ إذا لم يكن له تَمْييزٌ وعَقْلٌ . وجَنَسَتِ الرُّطَبَةُ إذا نَضِجَ كلُّها فكأَنَّها صارَت جِنساً واحِداً أَو أَنَّها مثلُ جَمَسَتْ بالميم إذا رَطُبَتْ وهي صُلْبَةٌ كما تقدَّم . والتَّجْنيسُ تَفعِيلٌ من الجنسِ وكذلك المُجانَسَةُ مُفاعَلَةٌ منه وقول الجَوْهَرِيِّ عن ابنِ دُرَيد : إنَّ الأَصمعِيَّ كان يقول : الجِنْسُ المُجانَسَةُ من لُغات العامَّةِ غلَطٌ لأَنَّ الأَصمعيَّ واضِعُ كتابِ الأَجناسِ وهو أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ . قلتُ : هذا التَّغليطُ هو نَصُّ ابنِ فارِس في المُجْمَلِ الذي نقَلَ عن الأَصمعِيِّ أَنَّه كان يَدفَعُ قولَ العامَةِ : هذا مُجانِسٌ لهذا إذا كان من شكلِه ويقول : ليس بعربيٍّ صحيح يعني لفظة الجِنْسِ ويقولُ : إنَّه مُولّدٌ وقولُ المُتَكَلِّمينَ : الأَنواعُ مَجنوسَةٌ للأجناسِ كلام مولّد لأَنَّ مثلَ هذا ليس من كلام العربِ وقولُ المُتكَلِّمينَ : تَجانَسَ الشَّيْئانِ : ليس بعَرَبِيٍّ أَيضاً إنَّما هو تَوَسُّعٌ هذا الذي نقله صاحب اللسان وغيرُه فقولُ المُصَنِّفِ : كان يقول : إلى آخِرِه مَحَلُّ نَظَر إذ ليس هذا من قولِه ولا هو ممن يُنكِرُ عرَبيَّة لفظِ المُجانَسَةِ والتَّجنيس لغير مَعنى المُشاكَلَة وإذا فُرِضَ ثُبوتُ ما ذكرَه المُصَنِّف فلا يَلزَمُ من نَفيِ الأَصمعِيِّ لذلك نفيُه بالكُلِّيَّةِ فقد نقله غيرُهُ ولا يَخفَى أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ناقِلٌ ذلكَ عن ابنِ دُرَيْدٍ وقد تابعَه على ذلكَ ابنُ جِنِّيّ عن الأَصمعِيِّ فهو عندَ أَهلِ الصِّناعَةِ كالمتواتر عنه فكيفَ يُنسَبُ الغَلَطُ إلى النّاقِلِ وهو بهذه المَثابَةِ ؟ وأَيُّ جامِعٍ بينَ نَفيِ المُجانَسَةِ والجِناسِ وبينَ إثباتِ الأَجناسِ وأنَّه أَلّف فيها ؟ وكيفَ يكونُ أَنَّه أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ وقد ثبتَ ذلكَ من غيرِه من أئِمَّة اللُّغَةِ المُتَقَدِّمينَ ؟ وعل كُلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّف مع قُصورِه في النَّقْلِ لا يَخلو عن النَّظَرِ من وُجوهٍ شَتّى فتأَمَّلْ تَرْشُدْ . ومِمّا يُستَدرَك عليه : قولُهُم : جِئْ بهِ من جِنسِك أَي من حيثُ كانَ والأَعرَفُ من حَسِّك والجِناسُ الذي يذكرُه البيانِيُّونَ مُوَلَّدٌ . وعليُّ بنُ سَعادَةَ بنِ الجُنَيْسِ كزُبَيْرٍ الفارِقِيُّ العطّارِيُّ مات سنة 602 . ولأَهل البديع كلامٌ في الجِناسِ وتعريفِه لا يَسَعُ المَحَلُّ إيرادَه وقَسَّموه وجَعلوا له أَنواعاً فمنها الجِناسُ المُطْلَقُ والمُماثِلُ والتّامُّ والمَقلوبُ والمُطَرَّفُ والمُذَيَّلُ واللَّفظِيُّ واللاحِقُ والمَعنَوِيُّ والمُلَفَّقُ والمُحَرَّفُ ولو أَردْنا ذِكْرَ شَواهِدِ كلٍّ منها لخَرَجْنا عن المَقصودِ وقد تضَمَّن بيانَ ذلك كلِّه المولى الفاضِلُ بديعُ زمانِه عليُّ بنُ تاجِ الدِّينِ القلعيّ الحَنَفِيُّ المَكِّيُّ في كتابه : شرح البديعيَّة له رحمه الله تعالى فراجِعْهُ إن شِئْتَ . ومُجانِس بالضَّمّ قَريَةٌ من أَعمال قُوص