حاجَ حَيْجاً: افتقر.( أَحاجَتِ ) الأرضُ: أنبتت الحاجَ.( الحاجُ ): نباتٌ شاكٌ من فصيلة المركَّبات، تدوم خضرته، وتذهب عروقُه في الأرض بعيداً، وهو المعروف بالعاقول أو شوك الجِمال.
" الحَوْجُ : السَّلامَةُ " ويُقال للعاثِر : " حَوْجاً لكَ أَي سَلاَمَةً " . الحَوْجُ : الطَّلَب و " الاحْتِياج وقد حاجَ واحْتَاجَ وأَحْوَجَ " . وفي المحكم : حُجْتُ إِليك أَحُوج حَوْجاً وحِجْتُ الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِي :
غَنيِت فلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بُغْيَةِ ... وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ قال : ويُرْوى وحِجْتُ ؛ وإِنما ذَكرتُها هنا لأَنها من الواو وستُذْكَر أَيضاً في الياءِ . واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كحُجْتُ . وعن اللِّحْيَانِيّ : حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ وقد حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ . الحُوجُ " بالضَّمّ : الفَقْرُ " وقد حاجَ الرجلُ واحْتَاجَ إِذا افْتَقَرَ . " والحَاجَةُ " والحائِجَةُ : المَأْرَبَةُ أَي معروفة . وقوله تعالى " لتَبْلُغُوا علَيْهَا حَاجَةً في صُدُورِكُم " قال ثعلب : يَعنى الأَسفارَ . وعن شيخنا : وقيل : إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار وعلى الشىْءِ الذي يُفْتَقَرُ إِليه . وقال الشيخ أَبو هلالٍ العَسكرىّ في فُروقه : الحاجَة : القُصُورُ عن المَبْلَغِ المطلوبِ يقال : الثَّوْبُ يَحْتَاجُ إِلى خِرْقَة والفَقْرُ خِلافٌ الغِنَى والفَرْقُ بين النّقْصِ والحاجَة : أَن النَّقصَ سَبَبُها والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه والنَّقْصُ أَعَمُّ منها ؛ لاستعماله في المحتاجِ وغيرِه . ثم قال : قُلت : وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ والوَجْهِىّ وبه تَبَيَّن عَطْف الحاجة على الفقر هل هو تفسيريّ ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ ؟ أَو أَلاخصّ ؟ أَو غير ذلك ؟ فتأَمَّلْ . انتهى
قلت : صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ وليس كذلك بل قولُه : " والحَاجَةُ " كلامٌ مُسْتَقلٌّ مبْتَدأٌ وخبرُه قولُه : مَعْرُوفٌ كما هو ظاهرٌ فلا يَحتاجُ إِلى ما ذَكرَ من الوجوه . " كالحَوْجَاءِ " بالفَتْح والمَدّ . قد تَحَوَّجَ " إِذا " طَلَبَهَا " أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ . وخَرَجَ يَتَحوَّجُ : يَتَطَلَّبُ مَا يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه . وفي الّلسان : تَحَوَّجَ إِلى الشَّىْءِ : احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ . " ج : حَاجٌ " قال الشاعر :
وأُرْضِعُ حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى ... كَذَاكَ الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ :
" والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا
" إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ تَحَوَّجَا قال شَمِرٌ : يقول : إِذا بَعُدَ مَنِ تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ أَنْ تكونَ حاضراً لحاجتِك قريباً منها قال : وقال " رجَاءَ مَنْ رَجَا " ثم استثنَى فقال : إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ يَحْضُرَه تُجْمع الحاجَةُ على " حَاجَاتٍ " جمْعَ سَلاَمةٍ وحِوَجٍ " بكسر ففتح قاله ثعلب قال الشاعر :
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِى ... وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا " وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسيٍّ " وهو رأْى الأَكثَرِ " أَو مُوَلَّدَةٌ " وكان الأَصمعيّ يُنكِره ويقول : هو مُوَلَّدٌ : قال الجَوهريّ وإِنما أَنكَره بخُروجه عن القياس وإِلاّ فهو في كَثيرٍ من كلامِ العرب وينشد :
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى ... حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ" أَوْ كَأَنَّهمْ جَمَعُوا حَائِجَةً " ولم يُنْطَقْ به قال ابن بَرِّىّ كما زعمه النّحويُّونَ قال : وذَكر بعضُهم أَنه سُمعَ حائِجةٌ لُغَةً في الحاجَة قال : وأَمّا قولُه : إِنّه مُولَّد فإِنه خَطأٌ منه لأَنَّهُ قد جاءَ ذلك في حديثِ سيِّدِنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلّم وفي أَشعارِ العربِ الفُصحاءِ . فممّا جاءَ في الحديث ما رُوِىَ عن ابنِ عُمَرَ أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال " إِن للهِ عِباداً خلَقَهم لحَوائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ الناسُ إِليهم في حوائِجهم أُولئكَ الآمِنُونَ يومِ القِيامةِ " وفي الحديث أَيضاً أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال : " اطْلُبُوا الحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَان الوُجوهِ " وقال صلَّى الله عليه وسلّم " اسْتَعِينوا علَى نَجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ لها " . ومما جاءَ في أَشعارِ الفُصحاءِ قول أَبي سَلَمَةَ المُحارِبِىّ :
ثَمَمْتُ حَوَائجِى وَوَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ وقال الشّماخ :
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحَاجَاتُ إِلاَّ ... حَوَائِجَ يَعْتَسفْنَ مَعَ الجَرِئِ وقال الأَعشى :
النَّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ ... أَهْلُ الحَوائجِ والمَسَائِلْ وقال الفَرزدق :
وَلِى بِبِلاد السِّنْدِ عِنْدَ أَمِيرِهَا ... حَوائجٌ جَمَّاتٌ وعِنْدِي ثَوَابُهَا وقال هِمْيَانُ بنُ قُحَافَةَ :
" حَتَّى إِذَا ما قَضَتِ الحَوَائِجَا
" وَملأَتْ حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا قال ابنُ بَرِّىّ : وكنت قد سُئِلت عن قَوْلِ الشيخِ الرَّئيسِ أَبي محمد القَاسِمِ بن علىٍّ الحَرِيرِىّ في كتابِه دُرَّة الغَوّاص : إِن لَفظةَ حَوَائجَ ممّا توهّمَ في استعمالِها الخَوَاصّ وقال الحَريرىُّ : لم أَسمع شاهداً على تَصحيح لفظةِ حَوائجَ إِلاَّ بيتاً واحداً لبدِيع الزّمانِ وقد غَلِطَ فيه وهو قوله :
فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ ... رَفِيعٌ إِذا لمْ تُقْضَ فِيه الحَوَائجُ فأَكثرْتُ الاستشهادَ بشعْرِ العَربِ والحَدِيث وقد أَنشدَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ أَيضاً :
صَرِيعَىْ مُدَامٍ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... حوَائجُ مِنْ إِلْقَاحِ مَالٍ ولا نَخْلِ وأَنشد ابن الأَعرابيّ أَيضاً :
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الوُجوهِ لِقَاؤُه ... وأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَبذُولُ وأَنشد ابنُ خَالَوَيه :
" خَلِيلِيَّ إِنْ قَامَ الهَوَى فَاقْعَدَا بِهِلَعَنَّا نُقَضِّى مِنْ حَوائِجِنا رَمَّاقال : وممّا يَزِيد ذلك إِيضاحاً مَا قاله العُلماءُ قال الخليلُ في العين في فصل راح : يقال : يَوْمٌ رَاحٌ " وكَبْش ضافٌ عَلَى التخفيفِ مِن رائح " وضائفٍ " بِطرْح الهمزةِ وكما خَفَّفُوا الحَاجَةَ من الحائِجةِ أَلاَ تَرَاهم جَمعوهَا على حَوائِجَ فأَثبَت صِحَّةَ حَوَائج وأَنها من كلامِ العَربِ وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ من حائجةٍ وإن كان لمْ يُنْطَق بها عِنْدَهم قال : وكذلك ذَكَرَها عُثْمَانُ بنُ جِنّى في كتابه اللّمع وحكى المُهَلَّبِيّ عن ابن دُرَيْد أَنه قال : حاجَةٌ وحائِجةٌ وكذلك حكى عن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنه يُقَال : في نَفْسِى حَاجةٌ وحائِجةٌ وحَوْجَاءُ والجمع حَاجَاتٌ وحَوَائِجُ وحَاجٌ وحِوَجٌ وذَكَر ابنُ السّكّيت في كتابِه الأَلفاظ : باب الحَوائِج يقال في جمعِ حَاجَةٍ حَاجَات وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوَائِجُ . وقال سيبويه في كتابه فيما جَاءَ فيه تَفَعَّلَ واستفعلَ بمعنى : يقال : تَنَجَّزَ فلانٌ حَوَائجهُ واستَنْجَزَ حَوائجَهُ . وذهب قومٌ مِن أَهلِ اللُّغَةِ إِلى أَن حَوائجَ يَجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ حَوْجاءَ وقِيَاسُهَا حَوَاج مثلُ صَحارٍ ثم قُدِّمت الياءُ على الجيمِ فصارَ حَوائِجَ والمَقْلُوبُ في كلامِ العَرَبِ كثيرٌ والعربُ تقول : بُدَاءَاتُ حَوَائجِكَ في كَثِيرٍ مِن كلامِهم وكثيراً ما يقول ابنُ السِّكّيت : إِنهم كانوا يَقْضُون حَوائِجَهم في البَسَاتِينِ والرَّاحَاتِ وإِنما غَلَّطَ الأَصمعيَّ في هذه اللَّفْظَةِ كما حُكِىَ عنه حتّى جَعَلَهَا مُوَلَّدَة كَوْنُها خَارِجَةً عن القياسِ لأَنَّ ما كان عَلَى مِثْلِ الحَاجَةِ مِثْل غَارَةٍ وحَارَةٍ لا يُجمْعَ على غَوَائِرَ وحَوَائِرَ فقطع بِذلك على أَنّهَا مُوَلَّدةٌ غيرُ فَصِيحَة على أَنه قد حَكَى الرَّقَاشِىُّ والسَّجِسْتَانيُّ عن عبد الرَّحمن عن الأَصمعيّ أَنه رَجَعَ عن هذا القَوْل وإِنما هو شَىءٌ كانَ عَرَضَ له من غير بَحْثٍ ولا نَظَرٍ قال : وهذا الأَشْبهُ بهِ لأَن مِثلَه لا يَجْهَلُ ذلك إِذْ كَانَ مَوْجُوداً في كلامِ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم وكلامِ العربِ الفُصْحَاءِ وكأَنّ الحَرِيرىّ لم يَمُرَّ به إِلاَّ القَولُ الأَوّلُ عن الأَصمعيّ دونَ الثاني واللهُ أَعلم . انتهى من لسان العرب وقد أَخذَه شيخُنَا بعينه في الشرح . " والحَاجُ : شَوْكٌ " أَورَدَهُ الجَوْهرىّ هنا وتَبعه المصنّف وأَورده ابنُ منظورٍ وغيرُه في ح ي ج كما سيأْتي بيانُه هناك . " وحَوَّجَ به عن الطَّرِيق تَحْوِيجاً : عَوَّجَ " كأَنّ الحاءَ لُغَةٌ في العين . يقال " ما فِي صَدْرِى حَوْجَاءُ ولا لوْجاءُ " و " لا مِرْيَةٌ ولا شَكٌّ " بمعنىً واحِدٍ عن ثعلب ويقال : ليس في أَمْرِك حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ ولا رُوَيْغَة . عن اللِّحْيانيّ : " مالِي فيه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ ولا حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ أَي حاجَةٌ " وما بَقِىَ في صدرِه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ إِلاَّ قَضَاهَا قال قَيْسُ بن رِفَاعَةَ :
مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلُبُها ... عِنْدِي فإِني لَهُ رَهْنٌ بِإِصْحارِ يقال : " كَلَّمْتُه فمَا رَدَّ " عَلَىَّ " حَوْجَاءَ ولا لَوْجَاءَ أَي " مارَدَّ عَلَىَّ " كَلِمةً قَبِيحةً ولا حَسَنَةً " وهذا كقولهم : فما رَدَّ علَىَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ . يقال : " خُذْ حُوَيْجَاءَ من الأَرْضِ أَي طَرِيقاً مُخَالِفاً مُلْتَوِياً " . " وحَوَّجْتُ لَهُ " تَحوِيحاً " : تَرَكْتُ طَرِيقى فِي هَواهُ " . " واحْتَاجَ إِليه : " افْتَقَرَ و " : انْعَاجَ " " وذُو الحَاجَتَيْنِ " لَقَبُ " مُحَمَّد بن إِبراهِيَمِ بنِ مُنْقِذٍ " وهو " أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ " أَبا العَبَّاسِ عبدَ الله العَبّاسيَّ " السَّفَّاحَ " وهو أَوَّلُ العَبَّاسِيَّينَومما يستدرك عليه : حاجَةٌ حائِجَةٌ على المُبَالغةِ وقالوا : حَاجَةٌ حَوْجَاءُ . والمُحْوِجُ : المُعْدِمُ من قَوْمٍ مَحَاوِيجَ . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَن مَحَاوِيجَ إِنما هو جمعُ مِحْوَاجٍ إِن كان قِيلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ للواو . وأَحْوَجَه إِلى غيره . وأَحْوَجَ - أَيضاً - : احتاجَ . وفي الحديث " قال له رجلٌ : يا رَسُولَ اللهِ ما تَرَكْتُ مِن حاجَةٍ ولا دَاجَةٍ إِلاّ أَتَيْتُ " أَي ما تَرَكْتُ شيئاً من المعاصي ودَعتْنِي إِليه نَفْسي إِلاّ وقد رَكِبْتُه . ودَاجَةٌ إِتباعٌ لحاجَة والأَلفُ فيها مُنْقَلِبَةٌ عن الواو . وحكَى الفارِسيُّ عن ابن دريد : حُجْ حُجَيَّاكَ . قال : كأَنَّه مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ . قال شيخنا : وبَقىَ عليه وعلى الجَوْهرىّ التنّبيهُ عَلى أَنّ أَحْوَجَ وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس في وروده غير معتلٍّ نَظير :
" صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ . البيت وكان القياس الإِعلال كأَطاعَ وأَقامَ ففيه أَنه وَردَ من باب فَعلَ وأَفعَل بمعنىً وأَنه استُعْمِلَ صحيحاً وقياسُه الإِعلال
" الحَجُّ : القَصْدُ " مُطْلَقاً . حَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً : قَصَدَه وحَجَجْتُ فُلاناً واعْتَمَدْتُه : قَصَدْتُه . ورجلٌ مَحْجُوجٌ أَي مقصودٌ . وقال جماعة : إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمٍ . وقيل : هو كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ وهذا عن الخليل . الحَجُّ " : الكَفُّ " كالحَجْحَجَةِ يقال : حَجْحَجَ عن الشَّىْءِ وحَجّ : كفَّ عنه وسيأْتي . الحَجُّ " : القُدُومُ " يقال : حَجَّ علينا فلانٌ أَي قَدِمَ . الحَجّ " : سَبْرُ الشَّجَّةِ بالمِحْجاجِ " للمُعالَجَةِ . والمِحْجاجُ : اسمٌ " للمِسْبَارِ " . وحَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً فهو مَحْجُوجٌ وحَجِيجٌ إِذا قَدَحَ بالحَدِيد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حتى يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ ثم يُعَالَج ذلك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ ويكونُ آمَّةً قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً :
وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأَنّها ... أَسِىٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ حَجِيجُ وكذلك حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرهَا بالمِيلِ ليُعَالِجَها قال عِذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ :
يَحُجُّ مَأْمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ يَحُجُّ أَي يُصْلِحُ . مَأْمُومَة : شَجَّة بلَغَت أُمَّ الرَّأْسِ . وفسّر ابنُ دريد هذا الشعرَ فقال : وَصفَ الشاعِرُ طَبِيباً يُدَاوِى شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ فهو يَجْزَع من هَوْلِهَا فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد والمَغَاريد : جَمعُ مُغْرُودٍ وهو صَمْغٌ معرُوف . وقال غيره : استُ الطبيبِ يُراد بها مِيلُهُ وشَبَّهَ ما يَخرج من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد . وقيل : الحَجُّ : أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ وفيَخْتَلِطَ الدَّمُ بالدِّماغِ فيُصَبَّ عليه السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهَر الدَّمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ . وقال الأَصمَعِيّ : الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ : الذي قد عُوِلجَ وهو ضَرْبٌ من عِلاجها . وقال ابنُ شُميل الحَجُّ : أَنْ تُفْلَقَ الهامَةُ فتُنْظَرَ هل فيها عَظْمٌ أَو دَمٌ قال : والوَكْسُ : أَن يَقَعَ في أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ أَو يُصيبَها عَنَتٌ . وقيل : حَجّ الجُرْحَ : سَبَرَه ليَعرفَ غَوْرَه عن ابن الأَعرابيّ . وقيل : حَجَجْتُها : قِسْتُهَا . وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّه حَجّاً : قَطَعَه من الجُرْحِ واسْتَخْرَجَه . الحَجُّ : " الغَلَبَةُ بالحُجَّةِ " يقال : حَجَّهُ يَحُجُّه حَجّاً إِذا غَلَبَه على حُجَّتِهِ . وفي الحَدِيث : " فحَجَّ آدَمُ مُوسَى " أَي غَلَبَه بالحُجَّة وفي حديث معاويةَ : " فجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي " أَي أَغلِبُه بالحُجَّة . الحَجُّ : " كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ " وقد حَجَّ بنو فُلان فُلاناً إِذا أَطالُوا الاختلافَ إِليه وفي التّهذيب : وتقولُ : حَجَجْتُ فُلاناً إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ فقيل : حُجَّ البيتُ ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ : قال المُخَبَّلُ السَّعْدىّ :
وأَشْهَدُ من عَوْف حُلُولاً كِثيرَةً ... يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ والمُزَعْفَرَا أَي يَقْصِدُونَه ويَزْورُونَه . قال ابن السِّكِّيت : يقول : يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه هذا الأَصلُ ثمّ تَعُورِف استعمالُه في " قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ " . وفي اللسان : الحَجُّ : قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى البَيْت بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً تقول : حَجَجْتُ البَيتَ أَحُجُّه حَجّاً إِذا قصَدْتَه وأَصْلُه من ذلك . وقال بعضُ الفُقَهَاءِ : الحَجُّ : القَصْدُ وأُطْلِق على المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ أَو الحَلْق وأُطْلِق على المَناسكِ لأَنَّ تمامَها به أَو إِطَالَة الاختلاف إِلى الشّىْءِ وأُطلقَ عليها لذلك . كذا في شرْح شيخنا . تقول : حَجَّ البَيْتَ يَحُجُّه حَجّاً و " هو حَاجٌّ " ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ في ضرورةِ الشِّعر قال الرَّاجز :
" بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ " وحَاجِجِ " و " ج : حُجَّاجٌ : كعُمّارٍ وزُوَّارٍ وحَجِيجٌ " قال الأَزهريّ ومثلُه : غازٍ وغَزِىٌّ وناجٍ ونَجِىٌّ ونَادٍ ونَدِىٌّ للقوم يَتَنَاجَوْن يَجْتَمِعُون في مَجلسٍ وللعادِينَ على أَقدامِهم عَدِىٌّ . ونقل شيخنا عن شروحِ الكافيةِ والتَّسْهِيل : أَنَّ لفظَ حَجِيج اسمُ جَمْعٍ والمصنّف كثيراً ما يُطْلِقُ الجمْعَ على ما يكون اسمَ جمعٍ أَو اسم جِنْسٍ جَمعىّ ؛ لأَن أَهل اللغة كثيراً ما يريدون من الجمعِ ما يدُلّ لفظُه على جمع كهذا ولو لم يكنْ جَمْعاً عند النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف . يُجمع على " حُجٍّ " بالضّمّ كبازلٍ وبُزْلٍ وعائِذٍ وعُوذٍ وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ ويذكر ما صنعه الجَحَّافُ بنُ حَكِيمِ السُّلَمِىّ من قتل بنى تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر وهو ماءٌ لبنى تَميم :
قَدْ كَانَ في جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ ... أَوفِى الذِينَ على الرُّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ ... حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُيقول : لما كَثُرَت قَتْلَى بنى تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ فحُرِّقُوا ؛ لِيزولَ نَتْنُهُم والرَّحُوب : ماءٌ لبنى تَغْلِب والمشهور روايةُ البَيْت " حِجٌّ " بالكسر وهو اسْمُ الحَاجِّ وعافِيَةُ النُّسور : هي الغَاشِيَة التي تَغْشَى لُحُومَهم وذو المَجَاز : من أَسواقِ العَرَبِ . ونقل شيخُنا عن ابن السّكّيت : الحجُّ بالفتح : القَصْدُ وبالكسر : القَومُ الحُجَّاج . قلت : فيستدْرَك على المصنّف ذلك . وفي اللسان : الحِجُّ بالكسر : الحُجَّاجُ قَال :
" كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
" أَصواتُ حِجٍّ من عُمَانَ عَادِى هكذا أَنشدَه ابنُ دُريد بكسر الحاءِ . " وهي حَاجَّةٌ من حَوَاجّ " بيتِ الله بالإِضافَة إِذا كُنّ قد حَجَجْنَ وإِنْ لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ قلت : حَوَاجُّ بيْتَ اللهِ فتنصب البيت ؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ في حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لا ينصرف كما يُقَال : هذا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ وضارِبٌ زَيْداً غداً فتَدُلّ بحذفِ التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه وبإِثْبَاتِ التَّنْوِين على أَنه لم يَضرِبْه كذا حقّقه الجوهرىّ وغيره . الحِجُّ " بالكسرِ : الاسْمُ " قال سيبويه : حَجَّهُ يَحُجُّهُ حِجّاً كما قالوا : ذَكَرَهُ ذِكْراً . وقال الأَزْهَرِيّ : الحَجُّ : قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ وبعضٌ يكسِر الحاءَ فيقول الحِجُّ والحِجَّةُ وقُرِئَ " وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ " والفتح أَكثر . وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى " وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ " يُقْرَأُ بفتح الحاءِ وكسرها والفَتْحُ الأَصل . وروى عن الأَثْرَمِ قال : والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائِيّ بينهما فُرْقانٌ . " والحِجَّةُ " بالكسر " المَرَّةُ الواحِدَةُ " من الحَجِّ وهو " شَاذٌّ " لورودِه على خلاف القِياس ؛ " لأَنَّ القِيَاسَ " في المَرَّةِ " الفَتْحُ " في كلّ فعلٍ ثلاثيّ كما أَنَّ القياسَ فيما يَدُلُّ على الهَيْئَةِ الكسرُ كذا صرّح به ثعلب في الفصيح وقَلَّدَه الجوهريُّ والفيوميّ والمضّف وغيرهم . وفي اللّسان : روى عن الأَثْرَمِ وغيره : ما سمعْنَا من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً ولا رأَيْتُ رَأْيَةً وإِنما يقولون : حَجَجْتُ حِجَّةً . وقال الكسائيُّ : كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلةً إِلا قَوْلَهُم : حَجَجْتُ حِجَّةً ورأَيت رُؤْيَةً فتبين أَنّ الفَعْلَة للمرّة تقال بالوجهين : الكسرِ على الشُّذُوذِ وقال القاضي عياض : ولا نَظِيرَ له في كلامهم والفتحِ على القِياس . الحِجَّةُ " : السَّنَةُ " والجَمْعُ حِججٌ . الحِجَّةُ والحَاجَّةُ : " شَحْمَةُ الأُذُنِ " الأَخِيرَة اسمٌ كالكاهِلِ والغَارِبِ قال لَبيدٌ يذكر نساءً :
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ فِي كُلّ حِجَّةٍ ... وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عليها مَهَابَةٌ ... وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ أَي يَثْقُبْنَه والوَصائل : بُرُودُ اليَمَنِ واحدتها وَصيلَة والعُونُ : جمع عَوان للثَّيّبِ وقال بعضُهم : الحِجّة هنا المَوْسِمُ . " ويُفْتَحُ " كذا ضُبطَ بخطّ أَبي زكريّا في هامش الصحاح . عن أَبي عَمرٍو : الحِجَّةُ : ثُقْبَةُ شَحْمَةِ الأُذن والحَجَّةُ " بالفتح : خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ في الأُذُنِ " قال ابن دُريد : وربما سُمّيتْ حاجَّةً . الحُجَّةُ " بالضَّمّ " : الدَّلِيلُ و " البُرْهَانُ " وقيل : ما دُفِعَ به الخَصْمُ وقال الأَزهريّ : الحُجَّةُ : الوَجْهُ الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخُصومة . وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها تُحَجُّ أَي تُقْصَدُ ؛ لأَنّ القَصْدَ لها وإِليها وجمعُ الحُجّة حُجَجٌ وحِجَاجٌ . " والمِحْجاجُ " بالكسر : " الجَدِلُ " ككَتِفٍ وهو الرَّجلُ الكثيرُ الجَدَلِ . تقول : " أَحْجَجْتُه " إِذا " بَعَثْتُه ليَحُجّ " . قولهم : و " حَجَّةِ اللهِ لا أَفْعَلُ بفتح أَوّلِه وخَفْضِ آخِرهِ : يَمِينُ لَهُمْ " كذا في كُتُبِ الأَيْمَانِ . " وحَجْحَجَ " بالمَكَان : " أَقَامَ " به فلم يَبْرَحْ كتَحَجْحَجَ . الحَجْحَجَةُ : النُّكُوصُ يقال : حَمَلُوا على القَومِ حَمْلَةً ثمّ حَجْحَجُوا . وحَجْحَجَ الرّجُلُ : " نَكَصَ " وقيل عَجَزَ وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
" ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ بالمُحَجْحِجِأَي ليس بالمُتَوَانِي المُقَصِّر . حَجْحَجَ عن الشْىءِ : " كَفَّ " عنهُ . حَجْحَجَ الرّجلُ : أَرادَ أَن يقولَ ما فيه نفسِه ثم " أَمْسَكَ عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ " . وفي المحكم : حَجْحَجَ الرجلُ : لم يُبْدِ ما في نفسِه . والحَجْحَجَةُ : التَّوَقُّفُ عن الشىْءِ والارْتِدَاعُ . " والحَجَوَّجُ كَحَزَوَّرٍ " أَي بفتح أَوّله وتشديد ثالثه المفتوح " : الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى " وأَنشد :
" أَجَدُّ أَيّامِكَ من حَجَوَّجِ
" إِذا اسْتَقَامَ مَرَّوً يُعَوَّجِ " والحُجُجُ بضمتين : الطُّرُقُ المُحَفَّرَةُ " ومثله في اللّسَان قال شيخُنا : وهو صَريحٌ في أَنّه جَمعٌ وهل مفردُه حَجِيجٌ كطَرِيقٍ ؟ أَو حِجَاجٌ ككِتَاب ؟ أَو لا مُفردَ له ؟ احتمالاتٌ وسيأْتي . الحُجُجُ " الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ " ومفردُه حَجِيجٌ كطَرِيق حَجَجْتُه حَجّاً فهو حَجِيجٌ وقد تقدَّم . من المجاز : " الحَجَاجُ " بالفتح " ويُكْسَرُ : الجَانِبُ " والنّاحيةُ وحَجَاجَا الجَبَلِ : جانِبَاه . الحِجَاجُ والحَجَاجُ : " عَظْمٌ " مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ " يَنْبُتُ عليه الحَاجِبُ " ويقال : بل هو الأَعلَى تحتَ الحاجِبِ وأَنشد قولَ العَجّاج :
" إِذا حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا وقال ابن السّكّيت : هو الحَجاجُ . والحَجَاجُ : العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ وعليه مَنْبَتُ شَعَرِ الحاجب وفي الحديث " كانَت الضَّبُعُ وأَلادُها في حَجَاجِ عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ " وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ " فجَلَسَ في حَجَاجِ عَيْنِه كذا وكذا نَفَراً " يعني السَّمَكَةَ التي وجَدُوهَا على البحر . وأَما قولُ الشّاعر :
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها ... كَلاَلٌ فحَالَتْ في حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرِ فإِنّ ابنَ جِنّى قال : يريدُ في حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ فحذف للضَّرُورة . قال ابن سيده : وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ . والجمعُ أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ بضمتين . قال أَبو الحسن : الحُجُجُ شاذٌّ ؛ لأَن ما كان من هذا النَّحْوِ لم يُكَسَّر على فُعُلٍ ؛ كراهيةَ التَّضْعِيفِ فأَمّا قوله :
" يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
" للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
" كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قياس وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً . الحَجَاجُ " : حاجِبُ الشَّمْسِ " يقال : بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ أَي حاجِبُها وهو قَرْنُهَا وهو مَجاز . " والحَجْحَجُ : الفَسْلُ " الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر . " واس " هكذا في نسختنا وفي اللسان وغيره من أُمهات اللُّغة ورَأْسٌ " أَحَجُّ : صُلْبٌ " قال المَرَّارُ الفَقْعَسىّ يَصف الرِّكابَ في سَفرٍ :
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ ... أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ" وفرس أحج : أحق " وسيأتي في القاف . يقال للرجل الكثير الحج : إنه لحجاج بفتح الجيم من غير إمالة وكل نعت على فعال فهو غير ممال الألف فإذا صيروه اسما خاصا تحول عن حال النعت ودخلته الإمالة كاسم الحجاج والعجاج . وفي اللسان : الحجاج أماله بعض أهل الإمالة في جميع وجوه الإعراب على غير قياس في الرفع والنصب ومثل ذلك الناس في الجر خاصة قال ابن سيده : وإنما مثلته به ؛ لأن ألف الحجاج زائدة غير منقلبة ولا يجاورها مع ذلك ما يوجب الإمالة وكذلك الناس ؛ لأن الأصل إنما هو الأناس فحذفوا الهمزة وجعلوا اللام خلفا عنها كالله إلا أنهم قد قالوا : الأناس قال : وقالوا : مررت بناس فأمالوا في الجر خاصة تشبيها للألف بألف فاعل ؛ لأنها ثانية مثلها وهو نادر ؛ لأن الألف ليست منقلبة فأما في الرفع والنصب فلا يميله أحد . وقد يقولون : " حجاج " بغير ألف ولام وهو " اسم " رجل كما يقولون : العباس وعباس . حجاج " : ة ببيهق " . " ويحج " - بصيغة المضارع - " الفاسي : أبو عمران موسى بن أبي حاج : فقيه " مالكي شارح المدونة وغيرها ترجمة أحمد باب السوداني في كفاية المحتاج . " والتحاج : التخاصم "
ومما يستدرك عليه : قولهم : أقبل الحاج والداج يمكن أن يراد به الجنس وقد يكون اسما للجمع كالجامل والباقر . وروى الأزهري عن أبي طالب في قولهم : ما حج ولكنه دح قال : الحج : الزيارة والإتيان . وإنما سمى حاجا بزيارة بيت الله تعالى قال والداج : الذي يخرج للتجارة وفي الحديث : " لم يترك حاجة ولا داجة " الحاج والحاجة : أحد الحجاج والداج والداجة : الأتباع يريد الجماعة الحاجة ومن معهم من أتباعهم ومنه الحديث : " هؤلاء الداج وليسوا بالحاج " . واحتج الشىء : صلب . واحتج البيت كحجه عن الهجرى وأنشد :
تركت احتجاج البيت حتى تظاهرت ... على ذنوب بعدهن ذنوب وذو الحجة : شهر الحج ؛ سمى بذلك للحج فيه والجمع ذوات الحجة ولم يقولوا : ذوو على واحده ونقل القزاز - في غريب البخارى - : وأما ذو الحجة للشهر الذي يقع فيه الحج فالفتح فيه أشهر والكسر قليل ومثله في مشارق عياض ومطالع ابن قرقول . قال الأزهري : ومن أمثال العرب : " لج فحج " . معناه : لج فغلب من لاجه بحججة يقال : حاججته أحاجه حجاجا ومحاجة حتى حججته أي غلبته بالحجج التي أدليت بها وقيل : معناه : أي أنه لج وتمادى به لجاجه وأداه اللجاج إلى أن حج البيت الحرام " وما أراده أريد أنه هاجر أهله بلجاجه حتى خرج حاجا " . وسلك المحجة وهي الطريق . وقيل : جادة الطريق وقيل : محجة الطريق : سننه والجمع المحاج تقول : عليكم بالمناهج النيرة والمحاج الواضحة . والحجة بالضم : مصدر بمعنى الاحتجاج والاستدلال . وفي التهذيبك محجة الطريق : هي المقصد والمسلك . وفي حديث الدجال : " إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه " أي محاججه ومغالبه بإظهار الحجة عليه . والحجج : الوقرة في العظم . وحجحج : من زجر الغنم . وحجحج وتحجحج : صاح . وكبش حجحج أي عظيم قال :
" أرسلت فيها حجحجا قد أسدسا ومن أمثال الميداني قولهم : " نفسك بما تحجحج أعلم " أي أنت بما في قلبك أعلم من غيرك