الحَرْفُ من حُروف الهِجاء معروف واحد حروف التهجي والحَرْفُ الأَداة التي تسمى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم والفعلَ بالفعل كعن وعلى ونحوهما قال الأَزهري كلُّ كلمة بُنِيَتْ أَداةً عارية في الكلام لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ وإن كان بناؤها بحرف أَو فوق ذلك مثل حتى ...
الحَرْفُ من حُروف الهِجاء معروف واحد حروف التهجي والحَرْفُ الأَداة التي تسمى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم والفعلَ بالفعل كعن وعلى ونحوهما قال الأَزهري كلُّ كلمة بُنِيَتْ أَداةً عارية في الكلام لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ وإن كان بناؤها بحرف أَو فوق ذلك مثل حتى وهل وبَلْ ولعلّ وكلُّ كلمة تقرأُ على الوجوه من القرآن تسمى حَرْفاً تقول هذا في حَرْف ابن مسعود أَي في قراءة ابن مسعود ابن سيده والحَرْفُ القِراءة التي تقرأُ على أَوجُه وما جاء في الحديث من قوله عليه السلام نزل القرآن على سبعة أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ أَراد بالحرْفِ اللُّغَةَ قال أَبو عبيد وأَبو العباس نزل على سبع لُغات من لغات العرب قال وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعة أَوجُه هذا لم يسمع به قال ولكن يقول هذه اللغات متفرّقة في القرآن فبعضه بلغة قُرَيْشٍ وبعضه بلغة أَهل اليمن وبعضه بلغة هوازِنَ وبعضه بلغة هُذَيْل وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد وقال غيره وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعةُ أَوجه على أَنه قد جاء في القرآن ما قد قُرِئ بسبعة وعشرة نحو ملك يوم الدين وعبد الطاغوت ومما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأُوا كما عُلِّمْتمْ إنما هو كقول أَحدكم هَلمّ وتعالَ وأَقْبِلْ قال ابن الأَثير وفيه أَقوال غير ذلك هذا أَحسنها والحَرْفُ في الأَصل الطَّرَفُ والجانِبُ وبه سمي الحَرْفُ من حروف الهِجاء وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن قوله نزل القرآن على سبعة أَحرف فقال ما هي إلا لغات قال الأَزهري فأَبو العباس النحْويّ وهو واحد عصْره قد ارتضى ما ذهب إليه أَبو عبيد واستصوَبه قال وهذه السبعة أَحرف التي معناها اللغات غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين التي اجتمع عليها السلَف المرضيُّون والخَلَف المتبعون فمن قرأَ بحرف ولا يُخالِفُ المصحف بزيادة أَو نقصان أَو تقديم مؤخّرٍ أَو تأْخير مقدم وقد قرأَ به إمام من أَئمة القُرّاء المشتهرين في الأَمصار فقد قرأَ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها ومن قرأَ بحرف شاذّ يخالف المصحف وخالف في ذلك جمهور القرّاء المعروفين فهو غير مصيب وهذا مذهب أَهل العلم الذين هم القُدوة ومذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً وإلى هذا أَوْمأَ أَبو العباس النحوي وأَبو بكر بن الأَنباري في كتاب له أَلفه في اتباع ما في المصحف الإمام ووافقه على ذلك أَبو بكر بن مجاهد مُقْرِئ أَهل العراق وغيره من الأَثبات المتْقِنِين قال ولا يجوز عندي غير ما قالوا واللّه تعالى يوفقنا للاتباع ويجنبنا الابتداع وحَرْفا الرأْس شِقاه وحرف السفينة والجبل جانبهما والجمع أَحْرُفٌ وحُرُوفٌ وحِرَفةٌ شمر الحَرْفُ من الجبل ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئة الدُّكانِ الصغير أَو نحوه قال والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاه تَرى له حَرْفاً دقيقاً مُشفِياً على سَواء ظهره الجوهري حرْفُ كل شيء طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه ومنه حَرْفُ الجبل وهو أَعْلاه المُحدَّدُ وفي حديث ابن عباس أَهلُ الكتاب لا يأْتون النِّساء إلا على حَرْفٍ أَي على جانب والحَرْفُ من الإبل النَّجِيبة الماضِيةُ التي أَنْضَتها الأَسفار شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودِقَّتها وقيل هي الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ شبهت بحرف الجبل في شِدَّتها وصَلابتها قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ فلو كان الحَرْفُ مهزولاً لم يصفها بأَنها جُمالية سِناد ولا أَنَّ وظِيفَها رَيّانُ وهذا البيت يَنْقُضُ تفسير من قال ناقة حرف أَي مهزولة شبهت بحرف كتابة لدقّتها وهُزالها وروي عن ابن عمر أَنه قال الحرْف الناقة الضامرة وقال الأَصمعي الحرْفُ الناقة المهزولة قال الأَزهري قال أَبو العباس في تفسير قول كعب بن زهير حَرْفٌ أَخُوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيلُ قال يصف الناقة بالحرف لأَنها ضامِرٌ وتُشَبَّهُ بالحرْف من حروف المعجم وهو الأَلف لدِقَّتِها وتشبّه بحرف الجبل إذا وصفت بالعِظَمِ وأَحْرَفْتُ ناقتي إذا هَزَلْتَها قال ابن الأَعرابي ولا يقال جملٌ حَرْف إنما تُخَصّ به الناقةُ وقال خالد بن زهير مَتَى ما تَشأْ أَحْمِلْكَ والرَّأْسُ مائِلٌ على صَعْبةٍ حَرْفٍ وشِيكٍ طُمُورُها كَنَى بالصعبةِ الحرْفِ عن الدَّاهِيةِ الشديدة وإن لم يكن هنالك مركوب وحرْفُ الشيء ناحِيَتُه وفلان على حَرْف من أَمْره أَي ناحيةٍ منه كأَنه ينتظر ويتوقَّعُ فإن رأَى من ناحية ما يُحِبُّ وإلا مال إلى غيرها وقال ابن سيده فلان على حَرْف من أَمره أَي ناحية منه إذا رأَى شيئاً لا يعجبه عدل عنه وفي التنزيل العزيز ومن الناس من يَعْبُدُ اللّه على حَرْف أَي إذا لم يرَ ما يحب انقلب على وجهه قيل هو أَن يعبده على السرَّاء دون الضرَّاء وقال الزجاج على حَرْف أَي على شَكّ قال وحقيقته أَنه يعبد اللّه على حرف أَي على طريقة في الدين لا يدخُل فيه دُخُولَ متمكّن فإن أَصابه خير اطمأَنّ به أَي إن أَصابه خِصْبٌ وكثُرَ مالُه وماشِيَتُه اطْمَأَنَّ بما أَصابه ورضِيَ بدينه وإن أَصابته فِتْنَةٌ اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ وقِلَّة مالٍ انقلب على وجهه أَي رجع عن دينه إلى الكفر وعِبادة الأَوْثان وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال أَما تسميتهم الحرْف حرْفاً فحرف كل شيء ناحيته كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره قال الأَزهري كأَن الخير والخِصْب ناحية والضرّ والشرّ والمكروه ناحية أُخرى فهما حرفان وعلى العبد أَن يعبد خالقه على حالتي السرّاء والضرَّاء ومن عبد اللّه على السرَّاء وحدها دون أَن يعبده على الضرَّاء يَبْتَلِيه اللّه بها فقد عبده على حرف ومن عبده كيفما تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عبده عبادة عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ له خالقاً يُصَرِّفُه كيف يَشاء وأَنه إن امْتَحَنَه بالَّلأْواء أَو أَنْعَم عليه بالسرَّاء فهو في ذلك عادل أَو متفضل غير ظالم ولا متعدّ له الخير وبيده الخير ولا خِيرةَ للعبد عليه وقال ابن عرفة من يعبد اللّه على حرف أَي على غير طمأْنينة على أَمر أَي لا يدخل في الدين دخول متمكن وحَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ عَدَلَ الأَزهري وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف وأَنشد العجاج في صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفا عنها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَي إِن أَصابَ مَوانِع وعُدَواءُ الشي مَوانِعُه وتَحْرِيفُ القلم قَطُّه مُحَرَّفاً وقَلمٌ مُحَرَّفٌ عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر قال تَخالُ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفا خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه تغييره والتحريف في القرآن والكلمة تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه وقوله في حديث أَبي هريرة آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوب هو المُزِيلُ أَي مُمِيلُها ومُزيغُها وهو اللّه تعالى وقال بعضهم المُحَرِّكَ وفي حديث ابن مسعود لا يأْتون النساء إلا على حرف أَي على جَنْب والمُحَرَّفُ الذي ذَهَب مالُه والمُحارَفُ الذي لا يُصيبُ خيراً من وجْهٍ تَوَجَّه له والمصدر الحِرافُ والحُرْفُ الحِرْمان الأَزهري ويقال للمحزوم الذي قُتِّرَ عليه رزقُه مُحارَفٌ وجاء في تفسير قوله والذين في أَموالهم حَقٌّ مَعْلوم للسائل والمَحْرُوم أَن السائل هو الذي يسأَل الناس والمحروم هو المُحارَفُ الذي ليس له في الإسلام سَهْم وهو مُحارَفٌ وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه قال كلُّ من اسْتَغنَى بِكَسْبه فليس له أَن يسأَل الصدقةَ وإذا كان لا يبلُغُ كسبُه ما يُقِيمُه وعيالَه فهو الذي ذكره المفسِّرون أَنه المحروم المُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ حِرْمانَه والاسم منه الحُرْفة بالضم وأَما الحِرفةُ فهو اسم من الاحتِرافِ وهو الاكْتِسابُ يقال هو يَحْرِفُ لعِيالِه ويحترف ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى يكتسب من ههنا وههنا وقيل المُحارفُ بفتح الراء هو المحروم المحدود الذي إذا طَلَب فلا يُرْزَق أَو يكون لا يَسْعَى في الكسب وفي الصحاح رجل مُحارَف بفتح الراء أَي محدود محروم وهو خلاف قولك مُبارَكٌ قال الراجز مُحارَفٌ بالشاء والأَباعِرِ مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ وقد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد عليه في مُعاملَته وضُيِّقَ في مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عنه من الانْحِرافِ عن الشيء وهو الميل عنه وفي حديث ابن مسعود موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبين تَبْقَى عليه البقِيّةُ من الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُشَدَّد عليه لتُمَحَّصَ ذنوبه وُضِعَ وَضْعَ المُجازاةِ والمُكافأَة والمعنى أَن الشدَّة التي تَعْرِض له حتى يَعْرَقَ لها جَِبينُه عند السِّياقِ تكون جزاء وكفارةً لما بقي عليه من الذنوب أَو هو من المُحارَفةِ وهو التشْديدُ في المَعاش وفي التهذيب فيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُقايَسُ بها فتكون كفارة لذنوبه ومعنى عَرَقِ الجبين شدَّةُ السّياق والحُرْفُ الاسم من قولك رجل مُحارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينمو له مال وكذلك الحِرْفةُ بالكسر وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لَحِرْفةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ من عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ من إصْلاحِ الفاسدِ وقيل أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ عليَّ من فَقْرِه والمُحْتَرِفُ الصانِعُ وفلان حَريفي أَي مُعامِلي اللحياني وحُرِفَ في ماله حَرْفةً ذهَب منه شيء وحَرَفْتُ الشيء عن وجْهه حَرْفاً ويقال ما لي عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وما لي عنه مَصْرِفٌ بمعنى واحد أَي مُتَنَحًّى ومنه قول أَبي كبير الهذلي أَزُهَيْرُ هَلْ عن شَيْبةٍ من مَحْرِفِ أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ؟ والمُحْرِفُ الذي نَما مالُه وصَلَحَ والاسم الحِرْفةُ وأَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه وصَلَحَ يقال جاء فلان بالحِلْقِ والإحْراف إذا جاء بالمال الكثير والحِرْفةُ الصِّناعةُ وحِرفةُ الرجلِ ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَف كسَب وطلَب واحْتالَ وقيل الاحْتِرافُ الاكْتِسابُ أَيّاً كان الأَزهري وأَحْرَفَ إذا اسْتَغْنى بعد فقر وأَحْرَفَ الرجلُ إذا كَدَّ على عِياله وفي حديث عائشة لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر رضي اللّه عنهما قال لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه الحِرْفةُ الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب وحَرِيفُ الرجل مُعامِلُه في حِرْفَتِه وأَراد باحترافِه للمسلمين نَظَره في أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم ومنه الحديث إني لأَرى الرجل يُعْجِبُني فأَقول هل له حِرْفة ؟ فإن قالوا لا سَقَطَ من عيني وقيل معنى الحديث الأَوَّل هو أَن يكون من الحُرْفة والحِرْفة بالضم والكسر ومنه قولهم حِرْفة الأَدَبِ بالكسر ويقال لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي تُجازِه بسوء صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إذا أَساء واصْفَحْ عنه ابن الأَعرابي أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازى على خَيْر أَو شرّ قال ومنه الخَبرُ إن العبد لَيُحارَفُ عن عمله الخير أَو الشرّ أَي يُجازى وقولهم في الحديث سَلِّطْ عليهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي يُمِيلها ويَجْعَلُها على حرْفٍ أَي جانب وطَرَفٍ ويروى يَحُوفُ بالواو وسنذكره ومنه الحديث ووصف سُفيانُ بكفه فَحَرَفَها أَي أَمالَها والحديث الآخر وقال بيده فحرّفها كأَنه يريد القتل ووصف بها قطْع السيفِ بحَدِّه وحَرَفَ عَيْنَه كَحَلها أَنشد ابن الأَعرابي بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنين كما قال أَبو ذُؤَيب نامَ الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً كأَنَّ عيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ والمِحْرَفُ والمِحْرافُ المِيلُ الذي تقاسُ به الجِراحات والمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح قال القطامي يذكر جِراحةً إذا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها زادَتْ على النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما ويروى على النَّفْرِ والنَّفْرُ الوَرَمُ ويقال خروج الدّم وقال الهذلي فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه حَشاه فَعَنَّاه الجَوى والمَحارِفُ والمُحارَفةُ مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ وهو المِيل الذي تُسْبَرُ به الجِراحاتُ وأَنشد كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ وجمعه مَحارِفُ ومَحاريفُ قال الجَعْدي ودَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ تُبْدي مَحارِفُها عن العَظْمِ وحارَفَه فاخَرَه قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّة فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَيْدِبٍ فقد عَلِمُوا في الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ والحُرْفُ حَبُّ الرَّشادِ واحدته حُرْفةٌ الأَزهري الحُرْفُ جَبٌّ كالخَرْدَلِ وقال أَبو حنيفة الحُرف بالضم هو الذي تسميه العامّة حبَّ الرَّشاد والحُرْفُ والحُرافُ حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إلى السَّواد إذا أَخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج والحَرافةُ طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ وبصل حِرِّيفٌ يُحْرِقُ الفم وله حَرارةٌ وقيل كل طعام يُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه حِرِّيف بالتشديد للذي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه وكذلك بصل حِرّيف قال ولا يقال حَرِّيف
حَرْفُ كل شيء طرفه وشفيره وحده و الحَرْفُ واحد حُرُوفِ التهجي وقوله تعالى { ومن الناس من يعبد الله على حرف
} قالوا على وجه واحد وهو أن يعبده على السراء دون الضراء ورجل مُحَارَفٌ بفتح الراء أي محدود محروم وهو ضد المبارك وقد حُورِفَ كسب فلان إذا شدد عليه في معاشه كأنه ميل ...
حَرْفُ كل شيء طرفه وشفيره وحده و الحَرْفُ واحد حُرُوفِ التهجي وقوله تعالى { ومن الناس من يعبد الله على حرف
} قالوا على وجه واحد وهو أن يعبده على السراء دون الضراء ورجل مُحَارَفٌ بفتح الراء أي محدود محروم وهو ضد المبارك وقد حُورِفَ كسب فلان إذا شدد عليه في معاشه كأنه ميل برزقه عنه وفي حديث بن مسعود رضي الله عنه { موت المؤمن عرق الجبين تبقي عليه البقية من الذنوب فيحارف بها عند الموت
} أي يشدد عليه لتمحص عنه ذنوبه و الحُرْفُ بوزن القفل حب الرشاد ومنه قيل شيء حِرِيْفٌ بالكسر والتشديد للذي يلدغ اللسان بحَرَافتِهِ وكذلك بصل حريف بالكسر ولا تقل حَريف و الحُرْفُ أيضا الاسم من قولك رجل مُحَارَفٌ أي منقوص الحظ لا ينمي له مال وكذا الحِرْفَةُ بالكسر وفي حديث عمر رضي الله عنه { لحرفة أحدهم أشد علي من عيلته
} والحرفة أيضا الصناعة و المُحْتَرِفُ الصانع وفلان حَرِيفِي أي معاملي و تَحْرِيفُ الكلام عن مواضعه تغييره وتحريف القلم قطه مُحَرَّفا ويقال انْحَرَفَ عنه و تَحَرَّفَ و احْرَوْرَفَ أي مال وعدل
الْحَرْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ : طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ ومِن ذلك حِرْفُ الْجَبَلِ وهو : أَعْلاَهُ الْمُحدَّدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال شَمِرٌ : الحَرْفُ مِن الجَبَلِ : ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئَةِ الدُّكَّانِ الصَّغِيرِ أَو نحوِه قال : والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاَهُ تَرَى له حَرْفاً ...
الْحَرْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ : طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ ومِن ذلك حِرْفُ الْجَبَلِ وهو : أَعْلاَهُ الْمُحدَّدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال شَمِرٌ : الحَرْفُ مِن الجَبَلِ : ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئَةِ الدُّكَّانِ الصَّغِيرِ أَو نحوِه قال : والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاَهُ تَرَى له حَرْفاً دَقِيقاً مُشْفِياً على سَوَاءِ ظَهْرِهِ قال الفَرَّاءُ : ج حَرْفِ الجَبَلِ : حِرَفٌ كعِنَبٍ ولا نَظِيرَ له سِوَى طَلٍّ وطِلَلٍ قال : ولم يُسْمَعٍ غَيْرُهما كما في العُبَابِ قال شيخُنا : أَي : وإِن كان الحَرْفُ غيرَ مُضَاعَفٍ
الحَرْفُ : وَاحِدُ حُرُوفِ التَّهَجِّي الثَّمَانيَةِ والعِشْرين سُمِّيَ بالحَرْفِ الذي هو في الأَصْلِ الطَّرَفُ والجانبُ قال الفَرّاءُ وابنُ السِّكِّيتِ : وحُرُوفُ المُعْجَمِ كلُّهَا مُؤَنَّثَةٌ وجَوَّزُوا التَّذْكِيرَ في الأَلِفِ كما تقدَّم ذلك عن الكِسَائِيِّ واللِّحْيَانِيِّ في ( أ ل ف )
الحَرْفُ : النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ الصُلْبَةُ شُبِّهتْ بحَرْفِ الجَبَلِ كذا في الصِّحاحِ وفي العُبَابِ تَشْبِيهاً لها بحَرْفِ السَّيْفِ زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : في هُزَالِها ومَضَائِهَا في السَّيْرِ وفي اللِّسَانِ : هي النَّجِيبَةُ المَاضِيَةُ التي أَنْضَتْهَا الأَسْفَارُ شُبِّهَتْ بحَرْفِ السَّيْفِ من مَضَائِها ونَجَائِهَا ودَِقَّتِها أو هي الْمَهْزُولَةُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وعن الأَصْمَعِيِّ قال : ويُقالُ : أَحْرَفْتُ نَاقَتِي : إِذا هَزَلْتَهَا قال الجَوْهَرِيُّ : وغَيْرُه يقولُ بالثّاءِ أو هي العَظِيمَةُ تَشْبِيهاً لها بحَرْفِ الجَبَلِ هذا بعَيْنِه قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ كما تقدَّم
وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
جُمَالِيُّة حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيّانُ سَهْوقُ فلو كان الحَرْفُ مَهْزُولاً لم يَصِفْهَا بِأَنَّهَا جُمَالِيَّةٌ سِنَادٌ ولا أَنَّ وَظِيفَها رَيَّانُ وهذا البيتُ يَنْقُضُ تفسيرَ مَن قال : نَاقَةٌ حَرْفٌ أَي : مَهْزُولَةٌ فشُبِّهَتْ بحَرْفِ كتابَةٍ لِدِقَّتِها وهُزَالِهَا وقال أَبو العباسِ في تَفْسِير قولِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوها مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ قال : يَصِفُ النَّاقَةَ بالحَرْفِ لأَنَّها ضَامِرٌ وتُشَبَّهُ بالحَرْفِ مِن حُرُوف المُعْجَمِ وهوالأَلِفُ لِدِقَّتِهَا وتُشَبَّه بحَرْفِ الجَبَلِ إِذا وُصِفَتْ بالْعِظَمِ قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : ولا يُقَالُ : جَمَلٌ حَرْفٌ إِنَّمَا تُخَصُّ به النَّاقَةُ
وقال خالدُ بنُ زُهَيْرٍ الهُذَليّ
" مَتَى مَا تَشَأْ أَحْمِلْكَ والرَّأْسُ مَائِلٌعلَى صَعْبَةٍ حَرْفٍ وَشِيكٍ طُمُورُهَا كَنَى بالصَّعْبَةِ الحَرْفِ عن الدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ وإِن لم يكُنْ هنالك مَرْكُوبٌ . ومَسِيلُ الْمَاءِ وآرَامٌ سُودٌ ببِلادِ سُلَيْمٍ
والحَرْفُ عِنْدَ النُّحَاةِ أَي في اصْطِلاحِهم : ماجاءَ لِمَعْنىُ ليْسَ باسْمٍ ولا فِعْل وما سِواهُ مِن الْحُدُودِ فَاسِدٌ ومِن المُحْكَمِ : الحَرْفُ : الأَداةُ التي تُسَمَّى الرَّابِطَةَ لأَنَّهَا تَرْبِطُ الاسْمَ بالاسْمِ والفِعْلَ بالفِعْلِ كعَنْ وعَلَى ونحوِهما وفي العُبَابِ : الحَرْفُ : ما دَلَّ علَى مَعْنىً في غَيْرِه ومن ثَمَّ لم يَنْفَكَّ عن اسْمٍ أَو فِعْلٍ يَصْحَبُه إلاَّ في مَوَاضِعَ مَخْصُوصةٍ حُذِفَ فيها الفِعْلُ واقْتُصِرَ على الحرفِ فجَرَى مَجْرَى النَّائِبِ نحو قَوْلِك : نَعَمْ وبَلَى وأَي وإِنَّه ويَا زَيْدُ وقد في مِثْلِ قَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ :
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وكَأَنْ قَدِ
ورُسْتَاقُ حَرْفٍ : نَاحِيَةٌ بالأَنْبَارِ وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بضَمِّ الحَاءِ وكذا في مُخْتَصَرِ المُعْجَمِ ففِيهِ مُخَالَفةٌ للصَّوابِ ظَاهِرَةٌ
حَرْفُ الشَّيْءِ : ناحِيَتُه وفلانٌ على حَرْفٍ منْ أَمْرِه : أَي نَاحِيَةٍ منه ؛ كَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ ويَتَوَقَّعُ فإِنْ رَأَى مِن نَاحِيَةٍ ما يُحِبُّ وإلاَّ مَالَ إِلَى غَيرِهَا . وقال ابنُ سِيدَه : فُلانٌ علَى حَرْفٍ من أَمْرِه : أَي نَاحِيَةٍ منه إِذا رَأْى شَيْئأً لا يُعْجِبُه عَدَلَ عنه وفي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : ( ومن النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عََلى حَرْف ) : أَي علَى وَجْهٍ وَاحِدٍ أَي : إِذا لم يَرَ ما يُحِبُّ انْقَلَبَ علَى وَجْهِه قيل : هُوَ أَنْ يَعْبُدَهُ علَى السَّرَّاءِ لا الضَّرَّاءِ وقال الأًزْهَرِيُّ : كأَنَّ الخَيْرَ َوالخِصْبَ نَاحِيَةٌ والضُّرَّ والشَّرَّ والمَكْرُوهَ نَاحِيةٌَ أُخْرَى فهما حَرْفَانِ وعلَى العَبْدِ أَن يَعْبُدَ خَالِقَهُ علَى حَالَتَي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ وِمن عَبَدَ اللهُ على السَّرَّاءِ وَحْدَها دُونَ أَن يعبُدَه علَى الضَّراءِ يَبتَلِيهِ اللهُ بها فقد عَبَدَهُ علَى حَرْفٍ ومَن عَبَدَهُ كيْفَمَا تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عَبَدَهُ عِبَادَةَ عَبْدٍ مِقرٍّ بأَّنَّ له خَالِقاً يُصَرِّفُه كيفَ شاءَ وأَنَّه إِن أَمْتَحَنَه بالَّأْوَاءِ وأَنْعَمَ عليه بالسَّرَّاء فهو في ذلك عِادِلٌ أَو مُتَفَضِّلٌ أَو على شَكٍّ وهذا قوْلُ الزَّجَّاج ( فإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ ) أَي : خِصْبٌ وكَثْرَةُ مَالٍ ( اطْمَأَنَّ به ) وَرَضِيَ بدِينِه ( وإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةُ ( اخْتِيَارٍ . بِجَدْبٍ وقِلَّةِ مَالٍ ) انْقَلَبَ علَى وَجْهِهِ ) أَي : رَجَعَ عن دِينِهِ إِلَى الكُفْرِ وعِبَادَةِ الأَوْثَانِ أَو علَى غَيْرِ طُمْأَنِينَةٍ على أَمْرِهِ وهذا قَوْلُ ابنِ عَرَفَةَ أَيْ : لا يَدْخُلُ في الدِّينِ مُمَتَكِّناً ومَرْجِعُهُ إِلَى قَوْلِ الزِّجَّاجفي الحَدِيثِ : قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ( نَزَلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ فَاقْرَؤُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ ) قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي علَى سَبْعِ لُغَاتِ مِن لًغَاتِ الْعَرَبِ قال : ولَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ في الْحَرْف الْوَاحِدِ سَبْعَةُ أَوْجُهٍ هذا لم يُسْمَعْ به زَادَ غيرُ أَبِي عُبَيْدٍ : وإِنْ جاءَ علَى سَبْعَةٍٍ أَو عَشَرَةٍ أَو أَكْثَرَ نحو ( مَلِك يَوْمِ الدِّينِ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ قال أَبو عبيد : ولكِنِ الْمَعْنَى : هذهِ اللُّغَاتُ السَّبْعُ مُتْفَرِّقَةٌ في الْقُرْآنِ فبَعْضُه بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وبَعْضُه بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمَنِ وبعضُهُ بلُغَةِ هَوَازِنَ وبعضُه بلُغَةِ هُذَيْلٍ وكذلِكَ سائرُ اللُّغَاتِ ومَعَانِيها في هذا كُلِّه وَاحِدَةٌ ومِمَّا يُبَيِّنُ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنه : ( إِنِّي قد سمعتُ القَرَأَةَ فوَجَدْتُهم مُتَقارِبِينَ فَاقْرَؤُوا كما عُلِّمْتُمْ إِنَّمَا هو كقَوْلِ أَحَدِكُم : هَلُمَّ وتَعَالَ وأَقْبِلْ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : وفيه أَقْوَالٌ غَيْرُ ذلك هذا أَحْسَنُهَا وَرَوَى الأًزْهَرِيُّ : أَن أبا العباسِ النَّحْوِي - و وَاحِد عَصْرِه - قد ارْتَضَى ما ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ واسْتَصْوَبَه قال : وهذِه السَّبْعَةُ الأَحْرُفُ التي مَعْنضاها اللُّغَاتُ غَيْرُ خَارِجَةٍ من الذي كُتِبَ في مَصَاحِفِ المُسْلِمين التي اجْتَمَع عليها السَّلَفُ المَرْضِيُّونَ والخَلَفُ المُتَّبِعُون َ فمَن قَرَأَ بحَرْفٍ ولا يُخالِفُ المُصْحَفَ بزِيَادَة أَو نُقْصَانٍ أَو تَقْدِيمِ مُؤَخَّرٍ أَو تَأْخِيرِ مُقَدَّم وقد قَرَأَ به إِمامٌ مِن أَئِمَّةِ القُرّاءِ المُشْتَهَرِين في الأَمْصَارِ فقد قَرَأَ بحَرْف من الحْرُوفِ السَّبْعَةِ التي نَزَلَ القُرْآنُ بها ومَن قَرَأَ بحَرْفٍ شاذّ يُخَالِفُ المُصْحَفَ وخَالَفَ في ذلِك جُمْهُورَ القُرَّاءِ المَعْرُوفِين فهو غيرُ مُصِيبٍ وهذا مُذْهَبُ أَهل الدِّين والعِلْم الذين هم القُدْوَةُ ومَذْهَبُ الرَّاسِخِينَ في عِلمِ القُرْآنِ قَدِيماً وحَدِيثاً وإِلَى هذا أَوْمَأَ أَبو بَكْرِ بنُ الأَنْبَارِيِّ من كتاب له أَلَّفَهُ في اتِّبَاعِ ما فِي المُصْحَف الإِمامِ ووَافَقَهُ على ذلك أَبو بكر بنُ مَجَاهِدٍ مُقْرِىءُ أَهلِ العِرَاق وغيرُه من الأَثْبات المُتَقِيِن قال : ولا يجوزُ عندي غيرُ قالُوا واللهُ تعالَى يُوَفِّقُنا لِلاتِّباعِ ويُجَنِّبُنَا الابْتِداعَ آمينَ
وحَرَفَ لِعِيَالِهِ يَحْرِفُ مِن حَدِّ ضَرَبَ : أَي كَسَبَ مِن ههُنا وههُنا مِثْل يَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ
قال أَبو عُبَيْدَةَ : حَرَفَ الشَّيْءِ عنْ وَجْهِهِ حَرْفاً : صَرَفَهُ
قال غيرُه : حَرَفَ عَيْنه حرفةً بالفتح : مصدرٌ وليست لٍلمَرًّةِ : كََلَهَا بالمِيلِ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيِّ :
بِزَرْقَاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا ... يُصِبْهَا عَائِرٌ بِشَفِيرِ مَاقِ أََراد : لم تُحْرَفَا فأَقَامَ الوَاحِدَ مُقَامَ الاثْنِينِ
يُقَال : مَالِي عنه مَحْرِفٌ وكذلِك : مَصْرِفٌ بمعنىً وَاحِدٍ نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدَةَ
ومنه قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
أَزُهَيْرَ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَحْرِفِ ... أَمْ لاَ خُلُودَ لِبَاذلٍ مُتَكَلِّفِ ويُرْوَي : ( مِن مَصْرِفِ ) ومَعْنَى مَحْرِفٍ ومَصْرِفٍ : أي مُتَنحيًّ والمَحْرِفُ أيضاً أَي : كمَجْلِسٍ والْمُحْتَءَفُ بفَتْحِ الرَّاءِ : مَوْضِعٌ يَحْتَرِفُ فيه الإِنْسَانُ ويَتَقَلَّبُ ويَتَصَرَّفُ ومنه قولُ أَبِي كَبِيرٍ أَيْضاً :
أَزُهَيْرَ إِنَّ أَخاً لنا ذَا مِرَّةٍ ... جَلْدَ الْقُوَى في كُلِّ سَاعَةِ مَحْرِفِ
" فَارَقْتُهُ يَوْماً بِجَانِبِ نَخْلَةٍسَبَقَ الْحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّفِي قال اللِّحْيَانِيُّ : حُرِفَ في مَالِهِ بِالضَّمِّ أَي : كُفِىَ حَرْفَةً بالفَتْح : ذَهَبَ منه شَيْءٌ وقد ذُكِرَ أَيضاً في الجِيمِوالْحُرْفُ بِالضَّمِّ : حَبُّ الرَّشَادِ واحِدَتُه حُرْفَةٌ وقال أَبو حَنِيفَةَ : هو الذِي تُسَمِّيهِ العَامَّةُ حَبَّ الرَّشَادِ وقال الأًزْهَرِيُّ : الحُرْفُ : حَبٌّ كالخَرْدَلِ
أَبو القاسم عبدُ الرَّحمن بنُ عُبيد اللهِ بن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بن الحُسَيْنِ وأَبُوهُ وجَدُّهُ المَذْكُوران سَمِعَ عبدَ الرَّحْمن النَّجَّادَ وحَمزَةَ الدِّهْقان وغيرَهما وجَدُّه رَوَى عن حمدان بنِ عليٍّ الوَرَّاقِ وحدَّث أَبوه أَيضاً ومُوسَى بنُ سَهْل الوَشّاءُ : شَيْخُ أَبِي بكرٍ الشَّافِعِيِّ والحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَاديُّ سَمِعَ أَبا شُعِيْبٍ الحَرَّانِيَّ الْحُرْفِيُّونَ المُحَدِّثُونَ ؛ نِسْبَةً إِلَى بَيْعِهِ أَي : الحُرْفِ وقال الحافِظُ : إِلَى بَيْعِ البُزُورِ
الحُرْفُ : الْحِرْمَانُ : كالْحِرْفَةِ بِالضَّمِّ والكَسْرِ ومنه قولُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : ( لَحُرْفَةُ أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَىَّ مِن عَيْلَتِهِ ) ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ أَي : إِغْنَاءُ الفَقِيرِ وكِفَايَةُ أَمْرشهِ أَيْسَرُ عَلَىَّ مِن إِصْلاَحِ الفاسِدِ وقيل : أَرادَ لَعَدَمُ حِرْفَةِ أَحَدِهم والاغْتِماءُ لذلك أَشَدُّ عَلَىَّ مِن فَقْرِهِ كذا في النِّهَايَةِ
وقيل : الْحِرْفَةُ بِالْكَسْر : الطُّعْمَةُ والصِّنَاعَةُ التي يُرْتَزَقُ مِنْهَا وهي جهَةُ الكَسْبِ ومنه ما يُرْوَيِ عنه رَضِيَ اللهُ عَنه : ( إِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي فَأَقُولُ : هل له حِرْفَةٌ ؟ فإِنْ قالُوا : لا سَقَطَ مِنْ عَيْنِي ) وكُلُّ ما اشْتَغَلَ الإِنْسَانُ بِه وضَرِىَ به من أَي أَمْرٍ كان فإِنَّهُ عندَ العَرَبِ يُسَمَّى صَنْعَةً وحِرْفَةً يقولون : صَنْعَةُ وحِرْفَةً يقولون : صَنْعَةُ فُلانٍ أَنَ يَعْمَلَ كذا وحِرْفَةُ فُلانٍ أَنْ يَفْعَلَ كذا يُرِيدُونَ دَأَبَهُ ودَيْدَنَهُ ؛ لأَنَّهُ يَنْحَرِفُ إِلَيْهَا أَي يَمِيلُ وفي اللِّسَانِ : حِرْفُتهُ : ضَيْعَتُه أو صَنْعَتُهُ
قلتُ : وكلاهما صَحِيحان في المَعْنَى
وأَبُو الْحَرِيفِ كَأَمِيرٍ : عُبَيْدُ اللهِ ابنُ أَبِي رَبِيعَةَ وفي نُسْخَةٍ : ابن رَبيعَةَ السُّوَائيُّ الْمُحدِّثُ الصَّوابُ أَنه تَابِعِيٌّ هكذا ضَبَطَهُ الدُّولاَبِيُّ بالحاءِ المُهْمَلَةِ وخَالَفَهُ ابنُ الْجَارُودِ فَأَعْجَمَهَا
وحَرِيفُكَ : مُعَامِلُكَ كما في الصِّحاح في حِرْفَتِكَ : أَي : في الصَّنْعَة
قلتُ : ومنه اسْتعْمَالُ أَكْثَرِ العَجَمِ إِيَّاهُ في مَعْنَى النَّدِيمِ والشَّرِيبِ ومنه أَيضاً يُسْتَفَادُ اسْتِعْمَالُ أَكثرِ التُّرْكِ إِيّاهُ في مَعْرِضِ الذَّمِّ بحيثُ لو خاطَب به أَحَدُهم صتحبه لَغَضِبَ
والْمِحْرَافُ كمِحْرابٍ : الْمِيلُ الذي تُقَاسُ بِه الْجِرَاحَاتُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَنْشَد لِلْقُطاميِّ يذكر جرَاحَةً :
" إِذَا الطَّبِيبُ بمِحْرَافَيْه | | عَالجَهَا زَادَتْ عَلَى النَّقْرِ أَو تَحْرِيكَهِا ضَجَمَا " ويُرْوَي ( النَّفْرِ ) وهو الوَرْمُ ويُقَال : خُرُوجُ الدَّمِ
وحُرْفَانُ كعُثْمَانَ عَلَمٌ سُمِّيَ به من حَرَفَ : أَي كَسَبَ
وأَحْرَفَ الرَّجُلُ فهو مُحْرِفٌ نَمَا مَالُهُ . وصَلُحَ وكَثُرَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ وغيرُه يقول بالثَّاءِ كما تَقَدَّمَ
ونَاقَتَهُ : هَزَلَهَا
أَحْرَفَ : لأَحْرَفَ الرَّجُلُ : إذا كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ
أَحْرَفَ : إِذا جَازَي علَى خَيْرٍ أَو شَرٍّ عنه أَيضاً
والتَّحْريفُ : التَّغْيِيرُ والتَّبْديِلُ ومنه قولُه تعالَى : ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ وقَوْلُه تعالَى أَيضاً : يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعِهِ وهو في القرآنِ والكَلِمَةِ : تَغْيِيرُ الحرَْفِ عن مَعْنَاها والكَلِمَةِ عن مَعْنَاها وهي قَرِيبَةُ الشَّبَهِ كما كانَتْ اليَهُودُ تُغَيِّرُ مَعانِى التَّوْرَاةِ بالأَشْبَاهِ
وقَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه : ( أمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوبِ ) أَي : بمِصْرِّفِهَا . أَو مُمِيلِهَا ومُزِيلِهَا وهو اللهُ تعالَى وقيل : هو المُحَرِّكُالتَّحْرِيفُ : قَطُّ الْقَلَمِ مُحَرَّفاً يُقَال : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ : إِذا عُدِلِ بأَحَدِ حَرْفَيْهِ عن الآخَرِ قال :
" تَخَالُ أُذْنَيْهِ إِذَا تَحَرَّفَا
" خَافِيَةُ أَو قَلَماً مًحَرَّفَا وقال محمدُ بنُ العَفِيفِ الشِّيرَازِيُّ - في صِفاتِ القَطِّ - : ومنها المُحَرَّفُ قال : وهَيْئَتُهُ أَن تُحَرَّفَ السِّكِّينُ في حَالِ القَطِّ وذلك علَى ضَرْبَيْنِ : قائمٍ ومُصَوَّبٍ فما جُعِلَ فيه ارْتِفَاعُ الشَّحْمَةِ كارْتِفَاعِ القَشْرَةِ فهو قَائِمٌ وما كانَ القَشْرُ أَعْلَى مِن الشَّحْمِ فهو مُصَوَّبٌ وتُحْكِمُهُ المُشَاهَدَةُ والمُشَافَهَةُ وإِذا كان السِّنُّ اليُمْنَى أَعْلَى مِن اليُسْرَي قيل : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ وإِن تَسَاوَياً قيل : قَلَمٌ مُحَرَّفٌ وإِن تَسَاوَياً قيل : قَلَمٌ مُسْتَوٍ وتقدَّم للمُصَنِّفِ في ( ج ل ف ) قوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمٍ : ( وحَرِّفِ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا ) . ومَرّ الكلامُ هناك واحْروْرَفَ : مَالَ وعَدَلَ كانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال الأًزْهَرِيُّ : وإِذا مَالَ الإِنْسَانُ عن شَيْءٍ يُقَال : تَحَرَّفَ وانْحَرَفَ واحْرَوْرَفَ وأنشد الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ - قال الأًزْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ : هو العَجَّاجُ يَصِف ثَوْراً يَحْفِرُ كِناساً - :
" وإن أَصَابَ عدوَاءَ احْرَوْرَفَا عَنْهَا ووَلاَّهَا ظُلُوفاً ظُلَّفَا " أَي : لإِن أَصابْ مَوَانِعَ وعُدَوَاءُ الشَّيْءِ : مَوَانِعُهُ
وشَاهِدُ الانْحِرَافِ حديثُ أَبي أَيوبُ رَضِيَ الله عنه : ( فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بَيْتٍ قِبَلَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ ونَسْتَغْفِرُ الله ) وشَاهِدُ التَّحَرَّفِ قَوْلُهُ تعالَى : إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَي : مُسْتَطْرِداً يُرِيدُ الكَرَّةَ
ومن المَجَازِ : حَارَفَهُ بِسُوءٍ : أَي : كَأَفَأَهُ وجَازَاهُ يُقَال : لا تُحَارِفْ أَخاك بسُوءِ : أي لا تُجَازِهِ بسُوءِ صَنِيعِهِ تُقَايِسُه وأَحْسِنْ إِذا أَساءُ واصْفحْ عنه والذي يَظْهَرُ أَنَّ المُحَارَفَةَ : المُجَازَاةُ مُطْلَقاً سَوَاءً بسًوءٍ أَو بخيرٍ ويدُلُّ لهذا الحديثُ : ( إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحَارَفُ عَنْ عَمِلِهِ : الخَيْرِ أَو الشَّرِّ قال ابنُ الاعرابي : أَي يُجَازَى
والْمُحَارَفُ : الْمُقَايَسَةُ بالْمِحْرَافِ أَي : مُقَايَسَةُ الجُرْحِ بالمِسْبَارِ قال :
" كَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسٍ الشَّجِيجِ الْمَحَرِفُ والمُحَارَفُ بِفَتْحِ الرَّاءِ : المَحْدودُ الْمَحْرُومُ قال : الجَوْهَرِيُّ : وهو خِلافُ قَوْلِك : مُبَارَكٌ وأَنْشَدَ للرَّاجِز :
" مُحَارَفُ بِالشَّاءِ والأَبَاعِرِ
" مُبَارَكٌ بِالْقَلَعِيِّ الْبَاتِرِ وقال غيرُه : المُحَارَفُ : هو الذي لا يُصِيبُ خَيْراً مِن وَجْهٍ تَوَجَّهُ له وقيل : هو الذي قُتِرَ رِزْقُهُ وقيل : هو الذي لا يَسْعَى في الكَسْبِ وقيل رجلٌ مُحَارَفٌ : مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينْمُو له مالٌ وقد تقدَّم ذلِكَ أَيضاً في الجِيمِ وهما لُغَتَان
قَوْلُهم في الحديث : ( سَلَّطَ عَلَيْهِمْ مَوْتَ طَاعُون ذَفِيف يُحَرِّفُ الْقُلُوبَ ) : أَي : يُمِيلُهَا ويَجْعَلُهَا علَى حَرْفٍ أَي : جَانِبٍ وطَرَفٍ ويُرْوَي : يَحَوِّفُ بالواو وسيأْتي ومنه الحديثُ الآخَرُ : ( وقال بِيَدِهِ فَحَرَّفَها ) كأَنَّه يُرِيدُ القَتْلَ ووَصَفَ بها قَطْعَ السَّيْفِ بحَدِّه
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : حَرْفَا الرَّأْسِ : شِقَاهُ . وحَرْفُ السَّفِينَةِ والنَّهْرِ : جانبُهما
وجَمْعُ الحَرْفِ : أَحْرَفٌ . وجَمْعُ الحَرْفَةِ بالكسرِ : حِرَفٌ كعِنَبٍ
وحَرَفَ عن الشَّيْءِ حَرْفاً : مَالَ وانْحَرَاَف مِزَاجُه : كحَرَّف تَحْرِيفاً والتَّحْرِيفُ : التَّحْرِيك والحِرَافُ ككِتَابٍ : الحِرْمَانُوالمُحَارَفُ بفَتْحِ الرَّاءِ : هو الذي يَحْتَرِفُ بيَدَيْهِ ولا يبلُغ كَسْبُه ما يَقِيمُه وعِيَالَهُ وهو المحرومُ الذي أُمِرْنا بالصَّدَقَةِ عليه ؛ لإِنَّه قد حُرِمَ سَهْمَهُ مِن الغَنِيمَةِ لا يَغْزُو مع المُسُلمين فبَقِيَ مَحْرُوماً فيُعْطَي مِن الصَّدَقَةِ ما يسُدُّ حِرْمَانَهُ كذا ذكَره المُفَسِّرُون في قَوْلِه تعالَى : ( وفِي أَمْوَالِهْم حَقٌّ لِلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ )
واحْتَرَفَ : اكْتَسَب لعِيَالِهِ مِن هُنَا وهُنَا . والمُحْتَرِفُ : الصَّانِعُ
وقد حُورِفَ كَسْبُ فُلانٍ : إِذا شُدِّدَ عليه في مُعَامَلَتِه وضُيِّقَ في مَعاشِهِ كأَنَّه مِيلَ برِزْقِهِ عنه
والمُحَرَّفُ كمِعَظَّمٍ : مَن ذَهَبَ مَالُه
والمِحْرَفُ كمِنْبَرٍ : مِسْبَارُ الجُرْحِ والجمعُ : مَحَارِفُ ومَحَارِيفُ قال الجَعْدِيّ
ودَعَوْتَ لَهْفَكَ بَعْدَ فَاقِرَةٍ ... تُبْدِي مَحَارِفُهَا عَنِ الْعَظْمِ وقال الأَخْفَشُ : المَحَارِفُ : وَاحِدُهَا مِحْرَفَةٍ قال سَاعِدَةُ بن جُوَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
فَإِنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصَابَ بِسَهْمِهِ ... حَشَاهُ فَعَنَّاهُ الْجَوَى والْمَحَارِفُ والمُحَارَفَةُ : شِبْهُ المُفَاخَرَةِ قال سَاعِدَةُ أَيضاً :
" فَإِنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ مِنْ جُنَيْدِ بفقد عَلِمُوا في الْغَزْوِ كَيْفَ نُحَارِفُ " وقال السُّكَّريُّ : أَي كيفَ مُحَارَفَتُنَا لهم أَي : مُعَامَلَتُنَا كما تقولُ للجَّرُل : ما حِرْفَتُكَ ؟ أَي ما عَمَلُك ونَسَبُكَ
والحُرْفُ والحُرَافُ بضَمِّهِمَا : حَيَّةٌ مُظْلِمُ اللَّونِ يضْرِبُ إِلَى السَّوادِ إِذا أخَذَ الإِنْسَانَ لم يَبْقَ فيه دَمٌ إِلا خَرَجَ
والحَرَافَةُ : طَعْمٌ يَحْرِقُ اللِّسَانَ والْفَمَ وبَصَلٌ حِرِّيفِّ ؟ كسِكِّيتٍ : يُحْرِقُ الفَمَ وله حَرَارَةٌ وقيل : كُلُّ طَعَامٍ يُحْرِقُ فَمَ آكِلِه بحَرَارَةِ مَذَاقَهِ حَرِّيفٌ . وتَحَرَّفَ لِعِيَالِهِ : تكَسَّبَ مِن كُلِّ حِرْفَة
صَدَّعَنْه يصُدُّ وَيصِدُّ صَدّاً وصُدُوداً كقُعودٍ أَعرضَ ورَجلٌ صادٌّ من قَومٍ صُدّاد وامرأةٌ صادَّةٌ من صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً قال القُطامِيُّ :
أَبصارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مائِلةٌ ... وقد أَراهُنَّ عَنْهُمْ غيرَ صُدَّأدِ ويقال : صَدَّ فُلاناً عن كذا صَدّاً إِذا مَنَعَهُ وصَرَفَهُ عنه قال الله عزَّ وجلَّ : " وصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِن دُونِ اللهِ " أَي صَدَّهَا كونُها من قَوْمٍ كافرينَ عن الإيمان . وفي التنزيل : " فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ " كأَصَدَّهُ إِصْداداً وصَدَّدَه وأَنشد الفَرَّاءُ لذي الرُّمَّة :
" أُناسٌ أَصَدُّوا النَّاسَ بالسَّيْفِ عَنْهُمُصُدُودَ السَّواقِي عن أُنُوفِ الحَوائِمِ وصَدَّ يَصُدُّ بالضّمّ ويَصِدُّن بالكسر صَدّاً وصَدِيداً : عَجَّ وَضَجَّ . وفي التنزيل : " ولمَّا ضُرِبَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنه يَصِدُّونَ " أَي يَضِجُّون ويعِجُّون وقال قُرِئ : " يَصُدُّون " أَي يُعْرِضُون . قال الأزهريّ تقول صَدَّ يصُدُّ ويصِدُّ مثل شَدَّ يَشُدّ ويَشِدّ والاختيار : يَصِدُّون بالكسر . وهي قراءة ابن عباس . وعلى قوله في تفسيره العَمَلُ . قال أَبو منصور : يقال صَدَدْتُ فُلاناً عن أَمرِهِ أَصُدُّه صَدّاً فصدَّ يَصُدُّ يستوي فيه لفظُ الواقعِ واللازمِ فإذا كان المعنى يَضِجُّ وَيعِجُّ فالوَجْهُ الجَيِّدُ صَدَّ يَصِدُّ مثل ضَجّ يَضِجُّ . ونقل شيخنا عن شروح اللامِيَّة : أَن صَدَّ اللازِمَ سواءٌ كان بمعنى ضَجَّ أَو أَعرَضَ فمضارِعُهُ بالوَجْهَيْن الكسر على القِيَاس والضّمّ على الشُّذوذ . قال : وكلامُ المصنِّف يقتضي أَن الوَجْهَيْن في معنَى ضَجَِّ فقط . وليس كذلك
وعن الليث يقال : هذه الدار على صَدَدِ هذه ودارِي صَدَدَ دارِهِ محرَّكَةَ أَي قُبَالَتَهُ وقُرْبَهُ كذا في النُّسْخ وبتذكير الضمير والصواب تأْنِيثُه كما في سائر الأُمهات نُصِبَ على الظَّرْفِ قال أَبو عُبَيْد قال ابن السِّكِّيت الصَّدَدُ والصَّقَبُ : القُرْبُ ويقال : هذا صَدَدَ هذا وبِصَدَدِه وعلى صَدَدِهِ أَي قُبَالَتَهُ . والصَّدِيدُ : ماءُ الجُرْحِ الرَّقِيقُ المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المِدَّة . وفي الحديث : يُسْقَى من صَدِيدِ أَهْلِ النار . قال ابن الأَثير : هو الدَّمُ والقَيْحُ الذي يَسِيل من الجَسَدِ . وقال ابن سِيده : الصَّدِيدُ : القَيْحُ الذِي كأَنَّه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ . والصَّدِيدُ في القرآن : ما يَسِيلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار . وقال اللَّيْث الصديد الدّمُ المُخْتلِط بالقَيْحِ في الجُرْحِ . وقيل : الصَّدِيِدُ : الحَمِيمُ إذا أُغْليَ حَتَّى خَثُرَ أَي غَلُظ نقله الصاغانيّ . والتَّصْدِيدُ : التَّصْفِيقُ . والتَّصدُّدُ : التَّعَرُّض هذا هو الأَصل وتُبْدَلُ الدالُ ياءً فيقال التَّصَدِّي والتَّصْدِيَةُ قال الله عز وجل " وما كانَ صَلاتُهُمْ عنْدَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وتَصْدِيَةً " فالمُكَاءُ : الصَّفِيرُ والتَّصْدِيةُ : التَّصْفِيقُ وقيل للتَّصْفِيق : تَصِديةٌ لأَن اليَدَيْنِ تَتصافَقانِ فيقابِل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى وصَدُّ هذه صَدَّ الأُخرَى وهما وَجْهاها . وعن ابن سيده : التَّصْدِيَةُ : التَّصْفِيقُ والصَّوتُ على تحويل التّضعيف . قال : ونظيره : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي . في حروف كثيرة . قالَ : قد عَمِلَ فيه سيبويه باباً . وقد ذَكَرَ منه يَعقُوبُ وأَبو عبيدٍ أَحرُفاً
وفي التهذيب : يقال صدَّ يُصَدِّي : تَصْدِيةً إذا صَفَّقَ وأَصله : صَدَّدَ يُصدِّدُ فكثرت الدّالات فقُلِبَت إِحداهُنَّ ياءً كما قالوا : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي والأَصلُ : قَصَصْتُ . قال : قال ذلك أَبو عُبَيْدٍ وابنُ السِّكِّيت وغيرهما . ذَهَبَ أَبو جعفرٍ الرُّسْتُمِيُّ إلى أَن التَّصْدِيَةَ من الصَّدَى وهو الصَّوتُ ولم يُستَعمل من الصَّدَى فِعْلٌ . والحَمْل على المُستعمَل أَوْلَى
قال شيخنا : هو كلامٌ ظاهرٌ وفي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ مُشَوَّشٌ . وقول الله تعالى : " أَمّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنتَ لَهُ تَصَدَّى " معناه : تَتَعرَّض له وتَمِيل إليه وتُقْبِل عليه يقال : تَصَدَّى فُلانٌ لفُلان إذا تَعَرَّضَ له . والأَصْل تَصدَّدَ . وقال الأَزهريّ : ويجوز أَن يكون معنى قوله : " فَأَنْتَ له تَصَدَّى " أَي تَتَقَرَّب إِليه من الصَّدَدِ وهو القُرْبُ كما تقدم . والصُّدَّاد كَرُمَّانِ ؟ ٍ : الحَيَّةُ عن الصاغاني ودُوَيْبَّةٌ من جنْس الجُرْذَأنِ أَو سامٌّ أَبْرَصَ وقد جاءَ في كلام قيس وفسره به أبو زيد وتَبِعَه ابنُ سيده وقيل : الوَزَغُ أَنشد يعقوب :
" مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ ثم فَسَّرَه بالوَزَغِ ج : صَدَائِدُ على غير قياس . والصُّدَّاد أَيضاً : الطريق إلى الماء . والصِّدَاد ككِتَابٍ : ما اصْطَدَّتْ به المرأةُ وهو أي الصِّدَاد : السِّتْرُ كذا في نوادر الأعراب . وصَدّاءُ كعَدَّاء : لغةٌ في صَدْآءَ وهو اسم بئرْ أَو رَكِيَّةٍ عَذْبةِ الماءِ . ورَوَى بعضُهم هذا المَثَلَ : ماءٌ ولا كَصَدَّاءَ أَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
وإِنِّي وتَهْيامِي بزَيْنَبَ كالَّذِي ... يُحَأوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وقيل لأبي عليٍّ النحويّ : هو فَعْلاءُ من المضاعف . فقال : نعم وأَنشد لِضرار بن عُتْبَةَ العَبْشَمِيّ :
كأَنِّيَ مِن وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هائِمٌ ... يُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وبعضهم يقول : صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعَاءَ قال الجوهريُّ : سأَلْتُ عنه رجلاً بالبادية فلم يَهْمِزْه . وقد مَرَّ في الهَمْز ما يقارب ذلك فراجِعْه . والصَّدُّ بالفتح ويُضَمُّ : الجَبَلُ والسين لغة فيه . قال أَبو عَمْرٍو : يقال لكل جَبلٍ : صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ . والصَّدُّ والصُّدُّ ناحِيةُ الوادِي والشِّعْبِ وهما الصَّدَّانِ . والجمع : أَصدادٌ وصُدودٌ . وصُدّاً الجبلِ : ناحِيَتاه في مَشْعَبِه وهما الصَّدَفانِ قال حُمَيْد :تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بينَ صُدَّينِ أَشْخَصَتْ ... لهُ كَفُّ رامٍ وِجْهةً لا يُريدُهَا والصُّدَّانِ بالضّمّ : شَرْخَا الفَرْقِ كذا في النُّسخ . والصواب : الفُوق . كما هو نصّ التكملة مجازاً عن جانِبَيِ الوادِي . والصَّدُود كَصَبُورٍ المِجْوَلُ نقله الصاغَانيُّ والصَّدُود ما دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ بِهِ عَيْناً وهذا عن ابن بُزُرْج . وصَدْصَدُ : اسم امرأَةٍ عن الصاغانيّ . وصَدَاصِدٌ كعُلابِطٍ : جَبَلٌ لهُذَيْرلٍ نقله الصاغَانيُّ . وأَصَدَّ الجُرْحُ إِصْدَاداً : قَيَّحَ وصَدَّدَ صَار فيه المِدَّةُ . وزاد في المصباح : صَدِئَ الجُرْحُ كفَرِحَ . والقياس يقتضيه . قاله شيخُنا
ومما يستدرك عليه : صَدَّ يَصِدُّ صَدّاً : استَغْرَب ضَحِكاً . قال الليث " إذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ " أَي يَضْحكون . والصَّدُّ : الهِجْرَانُ . والصَّدُّ : المرتفِعُ من السَّحَابِ تَراه كالجَبلِ والسِّين أَعلى . والصَّدُّ : شِعْبٌ صَغِير يَسيل فيه الماءُ قاله الضَّبِّيُّ . والصَّدُّ الجانِبُ والصَّدَدُ : الناحِيَةُ . والصَّدَدُ : القَصْدُ . قاله ابن سيده . ويقال : صَدَّ السَّبِيلُ إِذا استَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فَتَركْتَها وأَخَذْتَ غَيرَها . وتَصدَّيتُ له : أَقْبلتُ عليه . ولاصَّدَّى مَقصور : تِينٌ أَبيضُ الظاهِرِ أَكْحَلُ الجَوْفِ وهو صادِقُ الحَلاوة هذا قول أَبي حَنِيفَة . والصَّدْصَدَة : ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ . وصَدّ بالفارسية : اسم للمائة من العَدَدِ . ويقال : لا صَدَدَ لي عن ذلك ولا جَدَدَ أَي لا مانِعَ نقله الصاغانيُّ