الحَجَلُ محرَّكةً وإطلاقُه يُوهِم أنه بالفَتح ولا سِيَّما قولُه فيما بعدُ : والحَجَلَةُ مُحرَّكةً فتأمَّلْ : الذَّكَرُ مِن القَبَجِ الواحِدَةُ : حَجَلَةٌ وقد نَسِيَ هنا اصطلاحَه . وقال اللّيثُ : الحَجَلُ : إناثُ اليَعاقِيبِ واليَعاقِيبُ : ذُكُورها . ورَوى ابنُ شُمَيلٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " اللهُمَّ إنّي أدعُو قُريشاً وقد جَعلُوا طَعامِي كطَعامِ الحَجَلِ " قال النَّضرُ : هو القَبَجُ يأكل الحَبَّةَ بعدَ الحَبَّةِ لا يَجِدُّ في الأكل . وقال الأزهريُّ : أراد أنهم غيرُ جادِّين في إجابَتِي ولا يدخلُ منهم في دِينِ اللَّهِ إلاَّ القَليلُ بعدَ القَلِيل . وجَمعُ الحَجَلَةِ : حِبلانٌ . والحِجْلَى كدِفْلَى : اسمٌ للجَمْعُ ولا نَظِيرَ لها سِوَى ظِزبَى جَمعُ ظَرِبانٍ وهي دُوَيْبَّةٌ مُنْتِنةُ الرِّيح . قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَجّاج الثَّعْلبِيُّ :
فانْعَشْ أُصَيبِيَةً أَتَوْكَ كأنهُم ... حِجْلَى تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ جُوَّعُ كذا في العُباب ونَصُّ المحكَم :
فارْحَم أُصَيبِيَتى الذين كأنهُم ... حِجْلَى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّةِ وُقَّعُ
وفي العُباب : ويُروَى : حَجَلٌ وهذه الروايةُ أصَح يُخاطِب عبدَ الملك بنَ مَروان . ولَحْمُه مُعْتَدِلٌ ألطفُ مِن لَحْم الدُّرَّاج والفَواخِت يُسمِنُ جِدّاً . وابْتِلاعُ نِصْفِ مِثْقالٍ من كَبِدِه يَنفَعُ الصَّرْعَ . والاستِعاطُ بمَرارَتهِ كُلَّ شَهْرٍ مرَّةً يُذَكِّى الذهْنَ جِدّاً ويُقَوِّي البَصَرَ . وقال الرئيسُ : ولَحمُه ينفعُ مِن الاسْتِسقاء ويُحَسِّنُ المَعِدةَ ويَزِيدُ في الباءَةِ . والحَجَلَةُ مُحَرَّكةً : كالقُبَّةِ كما في المُحكَم . ومَوضِعٌ يُزَيَّنُ بالثِّيابِ والسُّتُورِ والأَسِرَّةِ للعَرُوس ج : حَجَلٌ بحذْف الهاء . وحِجالٌ بالكسر قال الفَرزْدَقُ :
" يا رُبَّ بَيضاءَ أُلوفٍ لِلحَجَلْ
" تَسألُ عن جَيشِ رَبِيعٍ ما فَعَلْ
" جَيشُ رَبيعٍ صالِحٌ وقَدْ قَفَلْ الحَجَلَةُ : صِغارُ الإبِلِ كما في المُحِيط وفي المُحكَم : صِغارُ الإبِلِ وأَولادُها وفي التَّهْذِيب : أولادُ الإبِلِ وَحَشْوُها ج : حَجَلٌ وقد صحَّفه المصنِّف فذكره في ج - ح - ل بتقديمِ الجيمِ على الحاءِ كما أَشَرنا إليه . وقال لَبِيدٌ رضي اللّه عنه :
لَها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِن رُؤْوسِهِ ... لها فَوْقَهُ مِمَّا تَحَلَّبُ واشِلُ يَصِفُ إبلاً بكثرةِ اللَّبَنِ وأن رُؤوسَ أولادِها صارَت قُرعاً أو صُلْعاً لكَثْرةِ ما يَسيلُ عليها مِن لَبَنِها وتتحلَّبُ أُمَّاتُها عليها . وقال ابنُ سِيدَه : ورُّبما أوقَعُوه على فَتايا المَعْزِ ورُوِيَ قولُ لُقْمانَ العادِيِّ : إنّها لَمِعْزَى حِجَل بأَحْقِيها عِجَل بكسر الحاء . قال : وعندِي أنه إتْباعٌ لِعِجَل . وحَجَّلَها تَحْجِيلاً : اتَّخَذَ لها حَجَلَةً كما في المُحكم أو أَدْخَلَها فيها كما في العُباب . حَجَّلَت المرأةُ بَنانَها : إذا لَوَّنَتْ خِضابَها وَوَقع في نُسَخ التَّهذيب : لَوَّثَتْ بالمُثلَّثة وكأنه وَهَمٌ . وحَجَلَ المُقَيَّدُ يَحْجِلُ ويَحْجُل مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب حَجْلاً بالفتح وحَجَلاناً بالتحريك : رَفَعَ رِجلاً وتَريَّثَ في مَشْيِه علَى رِجْلِه كما في المُحكَم . حَجَل الغُرابُ : نَزا في مَشْيِه كما يَحْجِلُ البَعِيرُ العَقِيرُ على ثَلاثٍ . وفي الحَدِيث : " أنَّه قالَ لِزَيدِ بنِ حارِثَةَ : أَنتَ مَوْلانا فحَجَلَ " أي : رفَع رِجْلاً وقَفَز على الأخرى مِن الفَرَح وقيل : يكون بهما إلّا أنه قَفْزٌ لا مَشْيٌ . والحَجْلُ بالكسر والفتح كما في المُحكَم وكإِبِلٍ لُغةٌ فيما نقلَه الصاغاني . يُقال أيضاً : الحِجِل مِثالُ طِمِرٍّ : الخَلْخالُ يُقال : في ساقَيها حَجْلٌ أي : خَلْخالٌ قال النابِغَةُ الذُّبْياني :
على أنّ حِجْلَيها وإن قُلتُ أُوسِعَا ... صَمُوتانِ مِن مِلْءٍ وقِلَّةِ مَنْطِقِ ج : أَحْجَالٌ وحُجولٌ . الحِجْلُ بالكسرِ : البَياضُ نَفْسُه كما في المُحكَم ج : أَحْجالٌ . أيضاً : حَلْقَتا القَيدِ يقال : خَرَجَ يَجُر رِجْلَيه ويُطابِقُ في حِجْلَيه قال عَدِيُّ بنُ زَيد :
أَعاذِلُ قد لاقَيتُ ما يَزَعُ الفَتَى ... وطابَقْتُ في الحِجْلَيْنِ مَشْىَ المقيَّدِ أيضاً : القَيْدُ نَفْسُه هذا هو الأصلُ فيه . ويُفْتَح ويقال بكسرتَينْ والجَمْع : حُجُولٌ . وتقول : القُيُودُ حُجُولُ الرجال والحُجُولُ لرَبّاتِ الحِجال : أي القُيودُ خَلاخِيلُ الرجال والخَلاخِيلُ للنِّساء . والتَّحْجِيلُ : بَياضٌ يكونُ في قَوائمِ الفَرَسِ كُلِّها قال :
" ذُو مَيعَةٍ مُحَجَّلُ القَوائمِ ويكونُ التَّحْجِيلُ في رِجْلَيْن ويَدٍ قال :
" مُحَجَّل الرِّجْلَيْنِ منْه واليَدِ ويكونُ بالعَكْس : أي في رِجْلٍ ويَدَيْن ويُقال فيهما : مُحَجَّلُ الثَّلاث مُطْلَقُ يَدٍ أو رِجْلٍ قال :
تَعادَى مِن قَوائِمِها ثَلاَثٌ ... بتَحْجِيلٍ وقائِمَةٌ بَهِيمُ يكونُ في رِجْلَيْن فَقَطْ قَلَّ أو كَثُر بعدَ أن يُجاوِزَ الأَرْساغَ ولا يُجاوِزَ الرُّكْبتَيْن والعُرقُوبَينْ لأنها مَواضِعُ الأَحْجالِ وهي الخَلاخِيلُ والقُيُودُ قال :
" ذو غُرَّةٍ مُحَجَّلُ الرِّجْلَيْن
" إلى الوَظِيفِ مُمْسَكُ اليَدَيْنيكون في رِجْلٍ فَقَطْ قال أبو عبيدة : لا يكون التَّحْجِيلُ واقعاً في اليَدَيْن خاصَّةً إلّا مع الرجْلين ولا في يدٍ واحدةٍ دُونَ الأخْرى إلّا مع الرِّجلَين أو معَ رِجلٍ . والفَرَسُ مَحْجُولٌ ومُحَجَّلٌ ومنه الحديث : " أُمَّتِي الغُرُّ المُحَجَّلُون يومَ القِيامة " من آثار الوُضوء . ويقال : حَجَّلَت قَوائمُه تَحْجِيلاً : فإن كان البَياضُ في قَوائمِه الأربَع فهو مُحَجَّلُ أَرْبَعٍ . وإن كان في الرجْلَين جميعاً فهو مُحَجَّلُ الرِّجلَين . وإن كان بإحدى رِجْلَيه وجاوَز الأَرْساغَ فهو مُحَجَّلُ الرِّجْلِ اليُمْنى أو اليُسرى . فإنْ كان في ثَلاثِ قَوائِمَ دُونَ رِجلٍ أو دُونَ يدٍ فهو مُحَجَّلُ ثلاثٍ مُطْلَقُ يدٍ أو رِجلٍ . فإن كان مُحَجَّلَ يدٍ ورِجْلٍ مِن شِق فهو مُمْسَكُ الأيامِنِ مطْلَقُ الأياسِرِ أو مُمْسَكُ الأياسِرِ مُطْلَقُ الأيامِن . وإن كان مِن خِلافٍ قَلَّ أو كَثُر فهو مَشْكولٌ . التَّحْجِيلُ : بَياضٌ في أَخْلافِ الناقَةِ مِن آثار الصِّرار والضَّرعُ مُحَجَّلٌ : به تَحْجِيلٌ مِن آثارِ الصِّرار قال أبو النَّجْم :
" تَزِين لَحْيَىْ لاهِجٍ مُخَلَّلِ
" عَن ذي قَرامِيصَ لَها مُحَجَّلِ قال ابن السِّكِّيت : التَّحْجِيلُ : سِمَةٌ للإبِلِ وكذلك الصَّلِيبُ وأنشد لِذِي الرّمّة :
وأَشْعَثَ مَغْلُوبٍ علَى شَدَنِيَّةٍ ... يَلُوحُ بِها تَحْجِيلُها وصَلِيبُها قال الصاغاني : هكذا نُقِل عن ابنِ السِّكِّيت والرواية : تَحْجِينُها بالنون وقال أَبو عُبيد : التَّحْجِينُ : سِمَةٌ مُعوجة . وحَجَلَتْ عينُه تَحْجُلُ حُجُولاً وحَجَّلَتْ تَحْجِيلاً كِلاهما : غارَتْ يكون للإنسانِ والبَعِيرِ والفَرَسِ التَّشديدُ عن الأصمَعِي . قال ابنُ عَبّاد : حَوْجَلَ الرجُلُ : غارَتْ عيُنه . والحَوْجَلَةُ كجَوْهَرَةٍ وقد تُشَدُّ لامُها كحَوْصَلَةٍ وحَوْصَلَّة ودَوْخَلَةٍ ودَوْخَلَّة وسَوْجَلَةٍ وسَوْجَلَّة وقَوْصَرَةٍ وقَوْصَرَّة : القارُورَةُ الصَّغيرةُ الواسِعَةُ الرأس كما في العُباب زاد في المُحْكَم : شِبهُ السُّكُرَّجَةِ ونحوِها . أو هي العَظِيمَةُ الأَسْفَلِ وقِيل : ما كان شِبهَ قَوارِيرِ الذَّرِيرَة قال العَجَّاجُ :
" كأنّ عَينَيهِ مِن الغُؤُورِ
" بَعْدَ الإِنَى وعَرَقِ الغُرورِ
" قَلْتانِ في لَحْدَىْ صَفاً مَنْفورِ
" صِفْرانِ أو حَوْجَلَتا قارُورِ ج : حَواجِلُ وحَواجِيلُ ومنه قولُ الشاعر :
" كأنَّ أَعيُنَها فِيها الحَواجِيلُ وقال عَبدَةُ بن الطَّبِيب :
نَهْجٍ تَرَى حَوْلَه بَيْضَ القَطا قُبَصاً ... كأنَّه بالأَفاحِيصِ الحَواجِيلُ
حَواجِلٌ مُلِئَتْ زَيْتاً مُجَرَّدَةٌ ... ليستْ عليهِنَّ مِن خُوصٍ سَواجِيلُ قال ابنُ سِيدَه : يجوز أن يكون ألحقَ الياءَ ضَرُورةً ويجوز كونُه جَمَع الحَوْجَلَّةَ مُشدَّدةَ اللام فَعوَّض الياءَ من إحدى اللامين . والحَجْلاءُ مِن الضَّأْن : شَاةٌ ابْيَضتْ أَوْظِفَتُها وسائرُها أَسْوَدُ كما في المُحكَم والعُباب . والحاجِلاتُ مِن الإبِلِ : التي عُرقِبَتْ فَمَشَتْ على بعضِ قَوائِمها قال الجلاء ابن أرقم :
وقد بَسَأَتْ بالحاجِلاتِ إفالُها ... وسَيفِ كَرِيمٍ لا يزالُ يَصُوعُها يقول : أَنِسَتْ صِغارُ الإبلِ بالحاجِلاتِ وبسَيفِ كريمٍ لكثرة ما شاهدَتْ ذلك لأنه يُعَرقِبُها . وقولُ الجوهريّ : تَحْجُلُ كتَنْصُر : اسمُ فَرَسٍ وهو تَصحِيفٌ والصَّوابُ : عَجْلَى كسَكْرَى بالعين . قلت : قد جاء في شِعر لَبِيدٍ مثلُ ما قاله الجوهريّ كما سيأتي في خيل وأورده الجوهريّ في ج - و - ن وهذا نَصُّه :
تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَونُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعامَةُ والخَيالُفلا يكون تصحيفاً على أنه وُجِدَ في بعض نُسَخ الصِّحاح مثلُ ما قاله المصنِّف وعليه علامة الصِّحَّة . قال شيخُنا : ورُوِىَ بغير ألفٍ أيضاً . قلت : وهكذا هو بخَطِّ الجوهريّ . والحُجَيلاءُ كسُمَيراء : الماءُ الذي لا تُصِيبُه الشَّمسُ عن أبي عَمروٍ . وقال ابنُ عَبّاد : شِبهُ حُفْرةٍ في البَطْحاء مِن السَّيْل . قال ابنُ دُرَيْد : الحُجَيلَى مَقصُوراً : ع . والحَجْلاءُ : وادٍ كما في المُحكَم والعُباب . قال ابنُ عَبّاد : الحَجَّالُ كشَدَّادٍ : البَرِيقُ وفي قول طَرَفَةَ :
" ودُرُوعاً تَرَى لها حَجَّالا قال الصاغاني : لم أجِدْه في شعر طَرَفَة بن العَبد وطَرَفةُ إذا أُطْلِق فهو ابنُ العَبْد . الحَجُولُ كصَبُورٍ : البَعِيدُ . وحَجَلْ حَجَلْ مُحرَّكَتيْن : زَجْرٌ للنَّعْجَةِ أو إِشْلاءٌ لَها لِلحَلَبِ وعلى الأخير اقتصر الصاغاني . قال الفَرَّاءُ : دَبَّى حَجَلْ : لُعْبَةٌ للأعراب . وحَجَلُ بنُ عَمْرو فارِسٌ حَنَفيٌّ مِن بني حَنِيفةَ . وحَجَلٌ الشاعِرُ : عَبدٌ لبَني مازِنٍ نقله الحافِظُ هكذا . وفَرَسٌ حَجِيلٌ كأَمِيرٍ : مُحَجَّل ثَلاثٍ نقله الفَرّاءُ في نَوادِرِه . وحَجْلٌ بالفتح : عَمٌّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم واسمُه مُغِيرةُ هكذا قالوه وأمُّه هالَة بنتُ أُهَيب بنِ عبد مَناف بن زُهْرة . قال الحافظ : الذي اسمُه مُغِيرَةُ ابنُ أخيه حَجْلُ بنُ الزُّبَير بنِ عبد المُطَّلِب . مِن المَجاز : تَحْجِيل المِقْرَى والمِقْرَى : القَدَحُ الذي يُقْرَى فيه وتَحْجِيلُه : أن يُصَبَّ فيه لُبَينَةٌ قليلةٌ قَدْرَ تَحْجِيلِ الفَرَسِ ثم يُوَفَّى المِقْرَى بالماء وذلك في الجُدُوبةِ وعَوَزِ اللَّبَنِ قال ابنُ الأعرابيّ : أنشدَني المُفَضَّل :
إذا حُجِّلَ المِقْرَى يكونُ وَفاؤُه ... تَمامَ الذي تَهْوِى إليه المَوارِدُ وقيل : إذا سُتِرَ بالحَجَلَةِ ضَنّاً به ليشرَبُوه هُم قاله الأصمَعِيُّ . وأحْجلَ البَعِيرَ : أطْلَقَ قَيدَه مِن يدِه اليُسرى وَشدَّه في اليُمْنى كذا نَصُّ العُباب وفي المُحكَم : مِن يَدِه اليُمْنى وشَدَّه في اليُسرى . يُقال : حُجِلَ بينَه وبينَه كعُنيَ حَجلاً : أي حِيلَ . وفي العُباب : والتَّركيبُ يدلُّ على شيء يُطِيفُ بشيء وقد شَذَّ الحَجَلُ لهذا الطائرِ
ومما يُسْتَدْرَك عليه : الحَجْلاءُ : القَلْتُ في الصَّخْرة عن ابن عَبّاد . وقولُ الشاعر :
ورابِعَةٌ ألّا أُحَجِّلَ قِدْرَها ... علَى لَحْمِها حِينَ الشِّتاءِ لِنَشْبَعا فسَّره ثَعْلَب بنَسْتُرها ونَجْعَلُها في حَجَلَةٍ : أي إنَّا نطْعِمها الضِّيفان . وقولُ الشاعر :
وإنّي امرؤٌ لا تَقْشَعِرُّ ذُؤابَتِي ... مِن الذِّئبِ يَعْوِي والغُرابِ المُحَجَّلِ هكذا رواه ابنُ الأعرابيّ بفَتح الجِيم كأنه من التَّحْجِيل وهو بعيدٌ ؛ لأنه لا يُوجَدُ في الغُراب والصَّواب الكسر على أنه اسمُ فاعلٍ من حَجَّل : إذا نَزا في مَشْيِه . وفي الحديث " المرأةُ الصَّالِحةُ كالغُرابِ الأَعْصَمِ " قال ابنُ الأعرابي : هو الأبيضُ الرجلين أو الجَناحَيْن فإن كان ذَهَب إلى أنّ هذا موجودٌ في النادِرِ فرِوايتُه صحيحةٌ . وحَجَّل فُلانٌ أَمْرَه : شَهَرَهُ قال الجَعْدِيُّ يهجُو ليلى الأَخْيَلِيَّة :
أَلا حَيِّيا لَيْلَى وقُولا لَها هَلَا ... فَقدْ رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا نقلَه الأزهريُّ . وفَرَسٌ بادٍ حُجُولُه : أي مُحَجَّلٌ . والحُجَّلُ : جمع حاجِلٍ قال جَرِير :
الفَحْجَل كَجَعْفَرٍ أهمله الجَوْهَرِيّ والجماعةُ وَقَد ذَكَرَه النُّحاةُ في كتُبِهم وفَسَّروه بالأَفْحَجِ وعندي أنّه وَهَمٌ وإنّما الأَفْحَجُ هو الفَنْجَلُ للمُتَباعِدِ الفَخِذَيْن لكنّهم لمّا ذكَروه أَوْرَدْتُه تَبَعَاً لهم قال شيخنا : وصرَّحوا في بعضِ الحواشي بأنّها دَعْوَى لا يقومُ عليها دَليلٌ والحافظُ حُجَّةٌ على غيرِه ولا بِدْعَ أنْ يُسَمَّى الأَفْحَجُ فَحْجَلاً كما ذكروه وفَنْجَلاً كما زَعَمَه ثمّ رأيتُهم صرَّحوا به في مُصَنَّفاتِ الصَّرفِ قال ابنُ عُصفورٍ في المُمْتِع : لامُ الفَحْجَلِ زائدةٌ لأنّه بمعنى الأَفْحَج وقال الشيخُ أبو حيّانٍ : اللامُ في الفَحْجَلِ زائدةٌ لسقوطِها في الأَفْحَج قال : وكثرةُ الاستعمالِ لا يكونُ دليلاً إلاّ حيثُ يَتَسَاوى حَمْلُ كلِّ واحدٍ منهما على صاحبِه كالقَلبِ وأمّا هنا فسقوطُ اللامِ مع اتحادِ المعنى دليلُ الزِّيادةِ ولا يُشتَرطُ في دليلِ التصريفِ والاشتِقاقِ كثرةٌ ولا قِلَّةٌ قال شَيْخُنا : وهو كلامٌ ظاهرٌ يُعلَمُ به ما في كلامِ المُصَنِّف من القُصورِ انتهى . قلتُ : ويُحتَملُ أن يكونَ مُرَكَّباً من فَحِجَ الرجلُ : إذا تباعَدَ ما بين ساقَيْه وفَجِلَ : إذا غَلُظَ واسترخى فتكونُ أصلِيَّة فتأمَّلْ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : فحطل
الحَوْلُ : السَّنَةُ اعتِباراً بانقلابِها ودَوَرانِ الشَّمس في مَطالِعها ومَغارِبها قال اللَّه تعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعْنَ أَوْلاَدَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ " وقال : " مَتَاعاً إلى الحَولِ غَيرَ إِخْرَاجٍ " قاله الراغِبُ . وقال الحَرالِّيُّ : الحَوْلُ : تَمامُ القُوَّةِ في الشيء الذي يَنْتَهي لدَوْرةِ الشَّمس وهو العامُ الذي يَجْمَعُ كمالَ النَّباتِ الذي يُثْمِرُ فيه قواه . ج : أَحْوالٌ وحُؤُولٌ بالهمز وحُوُولٌ بالواو مع ضَمِّهما كما في المحكَم قال امرؤ القَيس :
وهل يَنْعَمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِهِ ... ثلاثِينَ شَهْراً أو ثلاثةَ أَحْوالِ وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً : تَمَّ وأحالَهُ اللَّهُ تعالى علينا : أًتمَّهُ . وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً كذا في النُّسَخ وفي المحكَم : حُؤُلاً : أَتَى . في الحديث : " مَن أَحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ " قال ابنُ الأعرابيّ : أي أَسْلَمَ لأنه تَحوَّل عمَّا كان يَعبُدُ إلى الإِسلام . أحال الرجُلُ : صارَتْ إِبِلُه حائِلاً فلم تَحْمِلْ عن أبي عمرو . أحالَ الشيء : أَتَى عليه حَوْلٌ سواءٌ كان مِن الطَّعام أو غيرِه فهو مُحِيلٌ كاحْتالَ وأَحْوَلَ أَيْضاً . أحالَ بالمَكانِ : أقامَ به حَوْلاً وقيل : أَزْمَنَ مِن غيرِ أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . كأَحْوَلَ به عن الكِسائيّ . أحالَ الحَوْلَ : بَلَغَهُ ومنه قولُ الشاعر :
" أَزائِدَ لا أَحَلْتَ الحولَ... البيت أي : أماتَكَ اللَّهُ قبلَ الحَولِ . أحالَ الشيء : تَحوَّلَ مِن حالٍ إلى حالٍ . أو أحالَ الرجُلُ : تَحوَّلَ من شيء إلى شيءٍ كحالَ حَوْلاً وحُؤُولاً بالضمِّ مع الهمزِ ومنه قولُ ابنِ الأعرابي السابقُ في تفسير الحديث . أحالَ الغَرِيمَ : زَجَّاه عنه إلى غَريمٍ آخَرَ والاسمُ : الحَوالةُ كسَحابةٍ . كذا في المحكَم . أحالَ عليه : اسْتَضْعفَه . أحالَ عليه الماءَ مِن الدَّلْو : أَفْرَغَهُ وقَلَبها قال لَبِيدٌ رضي الله عنه :
كأنَّ دُمُوعَهُ غَرْبَا سُناةٍ ... يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ أحالَ عليه بالسَّوْطِ يَضْرِبُه : أي أَقْبَلَ قال طَرَفَةُ بن العَبد :
أَحَلْتُ عليهِ بالقَطِيع فأَجْذَمَتْ ... وقد خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
أحالَ اللَّيلُ : انْصَبَّ على الأرضِ وأقْبَلَ قال الشاعرُ في صِفَة نَخْل :
" لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها
" وإن أحالَ اللَّيلُ مِن ورَائِها يَعْني أنّ النَّخلَ إنما أولادُها الفُسلانُ والذِّئابُ لا تأكلُ الفَسِيلَ فهي لا تَرهَبُها عليها وإن انصَبَّ اللَّيلُ مِن ورائها وأَقْبلَ . أحالَ في ظَهْرِ دابَّتِه : وثَبَ واسْتَوى راكِباً كحالَ حُؤُولاً . أحالَت الدارُ : تَغيَّرتْ أتى عليها أحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٍ بمعنى السَّنَة . كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها وكذلك أعامتْ وأشْهَرَتْ كذا في المحكَم والمُفْردات . وفي العُباب : أحالَت الدارُ وأحْوَلَتْ : أي أتَى عليها حَوْلٌ وكذلك الطَّعامُ وغيرُه فهو مُحِيلٌ قال الكُمَيت :
أَلَمْ تُلْمِمْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بفَيْدَ وما بُكاؤكَ بالطُّلُولِ ويقال أيضاً : أحْوَلَ فهو مُحْوِلٌ قال الكُمَيت أيضاً :
أأَبْكاكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ وقال امرؤ القيس :
مِن القاصِراتِ الطَّرفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لَأَثَّرا وأَحْوَلَ الصَّبِيُّ فهو مُحْوِلٌ : أتَى عليه حَوْلٌ مِن مَولدِه قال امرؤ القَيس :
" فأَلْهَيْتُها عن ذِي تَمائِمَ مُحْوِلِ وقيل : مُحْوِلٌ : صَغِيرٌ من غير أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . والحَوْلِيُّ : ما أَتَى عليه حَوْلٌ مِن ذي حافِرٍ وغيرِه يقال : جَمَلٌ حَوْلِيٌّ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كقولِهم فيه : نَبتٌ عامِيٌّ . ونَصّ العُباب : وكلُّ ذِي حاِفرٍ أَوْفى سَنَةً حَوْلِيٌّ . وهي بِهاءٍ ج : حَوْلِيَّاتٌ . والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحِيلَةُ مِن القِسِيِّ : المُعْوَجَّةُ في قابها أو سيَتِها وقد حالَتْ حَوْلاً . وحال وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عندَ الرَّمْي وحالَت القَوْسُ وَتَرها وفي العُباب : استحالَت القَوْسُ : انقَلَبَتْ عن حالِها التي غُمِزَتْ عليها وحصَل في قابِها اعْوِجاجٌ مِثل حالَتْ قال أبو ذُؤَيب :
وحالَتْ كحَوْلِ القَوْسِ طُلَّتْ فعُطِّلَتْ ... ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهارُهايقول : تَغيَّرتْ هذه المرأةُ كالقَوْس التي أصابها الطَّلُّ فنَدِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَرُ ثلاثَ سِنين فزاغ عَجْسُها واعوَجَّ . المُسْتحالَةُ مِن الأرْضِ : التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أَحْوالاً كذا في النسَخ وفي بعضها : أو حَوْلَيْن ونَصُّ المحكَم : وأَحْوالاً . وفي حديث مُجاهِد : " أنه كان لا يَرَى بَأْساً أن يَتَوَّركَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأرضِ المُسْتَحِيلةِ في الصَّلاة " قال الصاغانيُّ : هي التي ليست بمُسْتَوِيةٍ لأنها اسْتَحالَتْ عن الاستِواء إلى العِوَج . وكُلُّ ما تَحَوَّل أو تَغَيَّرَ مِن الاستِواء إلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحالَ وفي نُسخة : كُلّ ما تَحرَّك أو تَغيَّر . وفي العُباب : كُلُّ شيء تَحوَّلَ وتحرَّك فقد حالَ . ونصُّ المحكَم : كلّ شيء تغَيَّر إلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ . وقال الراغِب : أصلُ الحَوْلِ تغيُّرُ الشيء وانفِصالُه عن غيرِه وباعتِبار التَّغيُّرِ قِيل : حالَ الشيء يحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً . واستحالَ : تَهيَّأَ لأَن يحُولَ وبلسانِ الانفِصال قِيل : حالَ بيني وبينَك كذا . والحَوْلُ والحَيلُ والحِوَلٌ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسر والحَوِيل كأمِيرٍ والمَحَالَة والمَحالُ والاحتِيالُ والتَّحوّلُ والتَّحَيُّلُ إحْدَى عَشْرَة لُغَةً أوردها ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ما عدا الرابعةَ والسابعةَ . وفاتَتْه : المُحِيلَةُ عن الصاغاني وكذا الحُولَةُ بالضمّ عن الكسائي كلُّ ذلك الحِذْقُ وجَودَةُ النَّظَرِ والقُدْرةُ على دِقَّةِ التَّصرُّفِ . وفي المِصْباح : الحِيلَةُ : الحِذْقُ في تدبيير الأُمور وهو تَقلُّبُ الفِكر حتى يَهْتديَ إلى المقصُود . وقال الراغِبُ : الحِيلَةُ : ما يُتَوصَّلُ به إلى حالةٍ مّا في خِفْيَةٍ وأكثَرُ استعمالِه فيما في تعاطيه حِنْثٌ قد يستعمل فيما في استعماله حِكْمَةٌ ولهذا قِيل في وَصفِه تعالى : " وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " أي الوُصولِ في خِفْيةٍ مِن الناسِ إلى ما فيه حِكمةٌ وعلى هذا النَّحْو وُصِف بالمَكْر والكَيد لا على الوَصفِ المفهوم تعالى اللَّهُ عن القَبِيح . قال : والحِيلَةُ : مِن الحَوْل ولكن قُلِب واوُه ياءً لانكسار ما قبلَه ومنه قِيل : رجُلٌ حُوَلٌ . وقال أبو البَقاء : الحِيلَةُ : مِن التّحوُّلِ ؛ لأن بها يُتَحوَّلُ مِن حالٍ إلى حال بنَوعِ تدبيرٍ ولُطْفٍ يُحِيلُ بها الشيء عن ظاهِره . وشاهِدُ الحَوِيل قولُ بَشامَةَ بن عمرو :
بِعَيْنٍ كَعَيْنِ مُفِيضِ القِداحِ ... إذا ما أَراغَ يُرِيدُ الحَوِيلَا وقال الكُمَيت :
يَفُوتُ ذَوِي المَفاقِرِ أَسْهَلاهُ ... مِن القُنَّاصِ بالفَدَرِ العَتُولِ
وذات اسْمَين والألوانُ شَتَّى ... تُحَمَّقُ وهي كَيِّسَةُ الحَوِيلِيعني الرَّخَمة . وذَوُو المفَاقِرِ : الذين يَرْمُون الصَّيدَ على فُقْرةٍ : أي إمْكانٍ . والحِوَلُ والحِيَلُ كعِنَبٍ فيهما والحِيلاتُ بالكسر : جُموعُ حِيلَةٍ الأوّل نَظراً إلى الأصل واقتصر ابنُ سِيدَه على أوّلهما . ورجُلٌ حُوَلٌ كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ وهذه من النَّوادِر وحَوالِيُّ بالفتح ويُضَمّ وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ كسُكَّرِيٍّ ثمانية لُغات ذكرهُنّ ابنُ سيدَه ما عدا الثانيةَ والأخيرةَ فقد ذكرهما الصاغاني : أي شَدِيدُ الاحتِيالِ . ورجُلٌ حَوَلْوَلٌ : مُنْكَرٌ كَمِيشٌ مِن ذلك . ورجُلٌ حَوالِيُّ وحوَّلٌ : بَصيرٌ بتحويلِ الأمور . وهو حُوَّلٌ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ بَمْعنًى . يُقال : ما أَحْوَلَهُ وأَحْيَلَه وهو أحْوَلُ منكَ وأَحْيَلُ مُعاقَبَةٌ : أي أكثَرُ حِيلَةً عن الفَرّاء . يُقال : لا مَحالَةَ منه بالفتح : أي لا بُدَّ يقال : الموتُ آتٍ لا مَحالَةَ . والمُحالُ مِن الكلامِ بالضمّ : ما عُدِلَ به عن وَجْهِه . وقال الراغِبُ : هو ما جُمِعَ فيه بينَ المُتناقِضَيْن وذلك يُوجَد في المَقالِ نحو أن يقال : جِسمٌ واحِدٌ في مَكانَينْ في حالةٍ واحدة . وقال غيرُه : هو الذي لا يُتَصَوَّرُ وجودُه في الخارِج . وقيل : المُحالُ : الباطِلُ مِن : حالَ الشيء يحُولُ : إذا انتقل عن جِهَتِه . كالمُستَحِيل يقال : كلامٌ مُستَحِيلٌ : أي مُحالٌ . واسْتَحالَ الشيء : صار مُحالاً . وأحالَ : أتَى به أي بالمُحال زاد الصاغانيُّ وَتَكَلَّمَ به . والمِحْوالُ كمِحْرابٍ : الرجُلُ الكَثيرُ المُحالِ في الكلام عن اللَّيث . وحَوَّلَهُ تَحوِيلاً : جَعَلَهُ مُحالاً . حَوَّلَهُ إليه : أزالَهُ . وقال الراغِبُ : حوَّلتُ الشيء فتحوَّل : غَيَّرتُه فتغيَّرَ إمّا بالذات أو بالحُكْم أو بالقَول وقولُك : حَوَّلتُ الكِتابَ : هو أن تَنقُلَ صُورةَ ما فيه إلى غيره مِن غيرِ إزالةٍ للصُّورةِ الأُولى . والاسمُ الحِوَلُ والحَوِيلُ كعِنَبٍ وأَمِيرٍ ومنه قولُه تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " كما في المُحكَم كما سيأتي . حَوَّلَ الشيء : تَحوَّلَ لا زِمٌ مُتَعَدٍّ وقولُ النابغة الجَعْدِي :
أَكَظَّكَ آبائِي فحَوَّلْتَ عَنْهُمُ ... وقُلت له يا بْنَ الحَيَا لا تَحَوَّلا يجوز أن يُستَعملَ فيه حَوَّلْت مكانَ تَحوَّلْت ويجوز أن يريد : حَوَّلْتَ رَحْلَك فحَذف المفعولَ وهذا كثيرٌ كما في المحكَم . وفي العُباب : حَوَّلتُ الشيء : نقلتُه مِن مكانٍ إلى مَكان وَحَوَّلَ أيضاً بنفسِه يتَعدَّى ولا يتَعدّى قال ذو الرُّمّة :
إذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأيتَهُ ... حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ يَصِفُ الحِرباءَ يعني تَحوَّل هذا إذا رفعتَ الظِّلّ على أنه الفاعل وفتحتَ العَشِيَّ على الظَّرف . ويُروى : الظِّلَّ العَشِيُّ على أن يكون العَشِيُّ هو الفَاعِلَ والظِّلّ مفعولٌ به . قال شَمِرٌ : حَوَّلَتِ المَجَرَّة : صارَتْ في وسَطِ السماءِ وذلك في شِدَّة الصَّيف وإقْبالِ الحَرّ قال ذو الرمة :
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلَا في رُؤوسِهِ ... إذا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوابِكِ يُقال : قَعَد هو حَوالَيهِ بفتح اللام وكسر الهاء مُثنى حَوال . وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ مُثَنًّى وحَوالهُ كسَحابٍ وأَحْوالَة على أنه جَمْعُ حَوْلٍ بمَعْنًى واحِدٍ . قال الصاغانيُّ : ولا تَقُلْ حَوالِيه بكسرِ اللّامِ . وفي حَدِيثِ الدُّعاء : " اللَّهُمَّ حَوالَينَا ولا عَلَيْنا " . وقالَ الراغِبُ : حَوْلُ الشيءِ : جانِبُه الذي يُمْكِنُه أَنْ يَحُولَ إليه قال اللَّهُ تعالى : " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرشَ وَمَنْ حَوْلَهُ " . وفي شرح شواهِدِ سِيبَويه : وقد يُقال : حَوالَيْكَ وَحَوْلَيْك وإنما يُريدون الإحاطةَ مِن كلِّ وَجْه ويَقْسِمون الجِهاتِ التي تُحِيط إلى جهتَينْ كما يُقالُ : أحاطُوا به مِن جانِبَيه ولا يُراد أنّ جانباً مِن جوانِبِه خَلا نقلَهُ شيخُنا . وشاهِدُ الأَحْوالِ قولُ امرئ القيس :
فقالَت سَباكَ اللَّهُ إنَّكَ فاضِحِى ... ألَسْتَ ترَى السُّمّارَ والناسَ أَحْوالي ؟قال ابنُ سِيده : جَعل كُلَّ جزءٍ مِن الجِزمِ المُحيطِ بها حَوْلاً ذَهب إلى المُبالغَة بذلك : أي إنه لا مكانَ حولَها إلّا وهو مشغولٌ بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تعذُّرِها عليه . واحْتَوَلُوه : احْتاشُوا عليه ونَص المحكَم والعُباب : احْتَوشُوا حَوالَيه . وحاوَلَهُ حِوالاً بالكسر ومُحاوَلَةً : رامَهُ وأراده كما في المحكَم . والاسمُ : الحَوِيلُ كأمِيرٍ كما في العُباب ومنه قولُ بَشامَةَ بنِ عمرو الذي تقدَّم . وكُلُّ مما حَجَز بينَ شَيئينِ فقد حالَ بينَهما حَوْلاً . قال الراغِبُ : يقال ذلك باعتِبارِ الانفصالِ دُونَ التَّغيُّر قال اللّه تعالى : " وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرءِ وَقَلْبِهِ " أي يَحجِزُ . وقال الراغِبُ : فيه إشارةٌ إلى ما قيل في وَصْفِه : مُقَلِّب القُلُوب وهو أن يُلقِىَ في قلبِ الإنسان ما يَصْرِفُه عن مُرادِه لحِكْمةٍ تَقْتَضِي ذلك وقِيلَ على ذلك : " وَحِيلَ بَينَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " . وفي العُباب : أي يَمْلِك عليه قَلْبَه فيُصَرِّفُه كيف شاء . قال الراغِبُ : وقال بعضُهم في معنى قوله : " يَحُولُ بَين المَرءِ وقَلْبِهِ " : هو أن يُهْلِكَه أو يَرُدَّه إلى أرذَلِ العُمر لِكَيلا يَعْلَم مِن بَعْدِ عِلْمٍ شيئاً . واسمُ الحاجِزِ : الحِوالُ والحُوَلُ ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ . وفي المُحكَم : الحِوالُ والحوال والحَوَلُ . وفي العُباب : قال اللَّيثُ : الحِوالُ بالكسر : كلّ شيء حالَ بينَ اثنين يُقال : هذا حِوالٌ بينَهما : أي حائِلٌ بينَهما كالحِجازِ والحاجِز . وحَوالُ الدَّهْرِ كسَحابٍ : تَغيّرُه وصَرفُه قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلد :
" أَلاَ مِن حَوالِ الدَّهْرِ أصبحت ثاويا وهذا مِن حُولَةِ الدَّهْرِ بالضمّ وحَوَلانِه مُحرَّكةً وحِوَلِه كعِنَبٍ وحُوَلائِه بالضم مع فَتح الواو : أي مِن عَجائِبِه . ويقال أيضاً : هو حُولَةٌ من الحُوَلِ : أي داهِيَةٌ مِن الدَّواهي . وتَحَوَّل عنه : زال إلى غَيرِه وهو مُطاوِعُ حَوَّله تَحْوِيلاً . والاسمُ الحِوَلُ كعِنَبٍ ومنه قولهُ تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " . وجَعله ابنُ سِيدَه اسماً مِن : حَوَّلَه إليه . وفي العُباب في معنى الآية : أي تَحَوُّلاً يقال : حالَ مِن مَكانِه حِوَلاً وعادَني حُبُّها عِوَداً . وقيل : الحِوَلُ : الحِيلَةُ فيكون المعنَى على هذا الوَجْهِ : لا يَحتالُون مَنْزِلاً عنها . تَحَوَّلَ : حَمَل الكارَةَ على ظَهرِه وهي الحالُ يقال : تَحَوَّلَ حالاً : حَملَها . تحوّلَ في الأمرِ : احْتالَ وهذا قد تقدَّم . تحوَّلَ الكِساءَ : جَعَل فيه شَيئاً ثم حَمَله على ظَهرِه : كما في المُحكَم . والحائلُ : المُتغيِّرُ اللَّونِ من كلِّ شيء مِن : حالَ لونُه : إذا تَغيَّر واسودَّ عن أبي نَصر ومنه الحديث : " نهى عن أن يَستَنجِيَ الرجلُ بعَظْمٍ حائلٍ " . الحائِلُ : ع بجَبَلَي طَيِّئ عن ابنِ الكَلْبي قال امرؤ القَيس :
يا دارَ ماوِيَّةَ بالحائِلِ ... فالفَرْدِ فالخَبْتَيْنِ مِن عاقِلِ وقال أيضاً :
تَبِيتُ لَبُونِي بالقُرَيَّةِ أُمَّناً ... وأَسْرَحُها غِبّاً بأَكْنافِ حائِلِالحائلُ أيضاً : ع بنَجْدٍ . والحَوالَةُ : تَحْوِيلُ نَهْرٍ إلى نَهْر كما في المحكم . قال : والحالُ : كِينَةُ الإنسانِ وما هو عليه مِن خيرٍ أو شَرّ . وقال الراغِب : الحالُ : ما يَختَصُّ به الإنسانُ وغيرُه من الأمورِ المتغيِّرة في نَفسِه وبَدَنِه وقُنْيَتِه . وقال مَرَّةً : الحالُ يُستَعْمَلُ في اللّغَةِ للصِّفةِ التي عليها المَوصوفُ وفي تعارُفِ أهلِ المَنطِق لكيفيَّةٍ سريعةِ الزَّوال نحوُ حرارةٍ وبُرودَةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضةٍ . كالحالَةِ وفي العُباب : الحالَةُ : واحِدَةُ حالِ الإنسانِ وأحوالِه . قال اللَّيثُ : الحالُ : الوَقْتُ الذي أنتَ فيه . وشَبَّه النَّحْويُّون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَهُها به من حيثُ إِنها فَضْلَةٌ مثلُه جاءت بعدَ مُضيِّ الجُمْلة ولها بالظَّرْفِ شَبَهٌ خاصٌّ من حيثُ إنها مفعولٌ فيها ومَجِيئُها لبَيانِ هَيئَةِ الفاعلِ أو المَفْعُولِ . وقال ابنُ الكَمال : الحالُ لُغَةً : نِهايةُ الماضِي وبدايةُ المستَقْبَل واصطلاحاً : ما يُبيِّن هيئةَ الفاعلِ أو المفعول به لفظاً نحو : ضربتُ زيداً قائماً أو معنًى نحو : زيدٌ في الدارِ قائماً . يؤنَّثُ ويُذَكَّرُ والتأنيثُ أكثَرُ . ج : أَحوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ . وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ : تَوخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقَبُولِها قاله أبو عمرٍو وبه فَسَّر الحديثَ : " كان يَتَحوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ " ورواه بحاءٍ غيرِ مُعْجَمة وقال : هو الصَّوابُ . وحالاتُ الدَّهْرِ وأحوالُه : صُروفُه جَمعُ حالَةٍ وحالٍ . والحال : أيضاً : الطِّينُ الأسوَدُ مِن حالَ : إذا تغَيَّر وفي حديث الكَوثَر : " حالُهُ المِسْك " . أيضاً : التّرابُ اللَّينِّ الذي يُقال له : السَّهْلَة . أيضاً : وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنفَضُ في ثَوْبٍ يقال : حالٌ مِن وَرَق ونُفاضٌ مِن وَرِق . أيضاً : الزَّوجَةُ قال ابنُ الأعرابيّ : حالُ الرجُلِ : امرأتُه هُذَلِيَّةٌ وأنشد :
" يا رُبَّ حالٍ حَوْقَلٍ وَقَّاع
" تَرَكْتُها مَدِينَةَ القِناع أيضاً : اللَّبَنُ كما في المُحكَم . أيضاً : الحَمْأَةُ هكذا خَصَّه بعضُهم بها دُونَ سائرِ الطِّين الأسْودِ ومنه الحديث : " إنَّ جِبريلَ أخذَ مِن حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَهُ فا فِرْعَوْن " . الحالُ : ما تَحْمِلُه على ظَهْرِك كما في العُباب زاد ابنُ سِيدَه : ما كانَ وقد تَحوَّلَه : إذا حَمَله وتقدَّم . أيضاً : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إذا مَشَى وهي الدَّرّاجَةُ قال عبدُ الرحمن بنُ حَسّانَ :
ما زالَ يَنْمِى جَدُّه صاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحالُ كما في العُباب . وفي اقتطافِ الأزاهر : تَجْعَلُ ذلك للصَّبِي يتَدرَّب بها على المشي . أيضاً : مَوْضِعُ اللِّبدِ مِن الفَرَسِ أو طَرِيقَةُ المَتْنِ وهو وسَطُ ظَهرِه قال امْرُؤ القَيسِ :
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ... كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزِّلِ أيضاً : الرَّمادُ الحارُّ عن ابنِ الأعرابيّ . أيضاً : الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُباب . أيضاً : د باليَمَنِ بِديارِ الأَزْد كما في العباب . زاد نَصْرٌ ثم لِبارِقٍ وشَكْرٍ منهم قال أبو المِنْهال عُيَينَةُ بن المِنْهال : لَمّا جاء الإسلامُ سارَعَتْ إليه شَكْرٌ وأبطأت بارِقٌ وهم إخوتُهم واسمُ شَكْرٍ : والان . والحَوْلَةُ : القُوَّة أو المَرَّةُ مِن الحَوْل . الحَوْلَةُ : التَّحَولُ والانقِلابُ . أيضاً الاستِواءُ على الحالِ : أي ظَهْرِ الفَرَسِ يقال : حالَ على الفَرَسِ حَوْلَةً . الحُولَةُ بالضّمِّ : العَجَبُ قال الشاعِر :
ومِن حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أَنَّنا ... لَنا غَنَمٌ مَقْصورةٌ ولَنا بَقَرْج : حُولٌ . الحُولَةُ : الأَمْرُ المُنْكَرُ الداهي وفي المُحكَم : ويُوصَفُ به فيقال : جاء بأَمْرٍ حُولَةٍ . واسْتَحالَهُ : نَظَر إليه هل يَتَحرَّكُ كما في المُحكَم كأنه طَلَبَ حَوْلَه وهو التحرُّكُ والتغيُّر . وناقَةٌ حائِلٌ : حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ كما في المُحكَم قال الراغِبُ : وذلك لتَغَيُّرِ ما جَرَتْ به عادَتُها . أو هي التي لم تَلْقَحْ سَنةً أو سنتَينْ أو سَنَواتٍ وكذلك كُلُّ حائِلٍ كذا في النُّسَخ . وفي المُحكَم : كلُّ حامِلٍ يَنْقطِعُ عنها الحَملُ سنةً أو سنواتٍ حتى تَحْمِلَ . ج : حِيالٌ بالكسر وحُولٌ بالضمِّ وحُوَّلٌ كسُكَّرٍ وحُولَلٌ وهذه اسمُ جَمعٍ كما في المحكَم ونَظِيرُه : عائِطٌ وعُوَّطٌ وعُوطَطٌ وقد تقدَّم . وشاهِدُ الحُولِ ما أنْشَدَه اللَّيثُ :
وِراداً وحُوّاً كلَوْنِ البَرُودِ ... طِوالَ الخُدُودِ فَحُولاً وحُولَا وحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ مُبالَغَةٌ كرَجُلِ رِجالٍ . أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً فحائِلٌ وذلك إذا حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ . إن لم تَحْمِلْ سنَتَيْن فحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ . وفي بعض النُّسَخ : أو سنتين . وقد حالَتْ حُؤُولاً كقُعُودٍ وحِيالاً وحِيالَةً بكسرِهما . وأَحالَتْ وحَوَّلَتْ وهي مُحَوِّلٌ وقيل : المُحَوِّلُ : التي تُنْتَجُ سنةً سَقْباً وسَنَةً قَلُوصاً . والحائِلُ : الأُنْثَى مِن أولادِ الإبِلِ ساعةَ تُوضَعُ كما في المُحكَم وقال غيرُه : ساعةَ تُلْقِيه مِن بَطْنِها . في العُباب : لأنه إذا نُتِجَ ووَقَع عليه اسمُ تذكيرٍ وتأنيثٍ فإنّ الذَّكَر منها سَقْبٌ والأنثى حائِلٌ . يُقال : نُتِجَت الناقَةُ حائِلاً حَسَنةً ولا أفعلُ ذلك ما أَرْزمَتْ أمُّ حائلٍ والجَمْعُ : حُوَّلٌ وحَوائِلُ . الحائلُ أيضاً : نَخْلَةٌ حَمَلتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عاماً وقد حالَتْ حُؤولاً . وقُرَّةُ بنُ عبدِ الرحمن بنِ حَيْوِيلٍ المَعافِرِيُّ مُحَدِّثٌ عن الزُّهرِيّ ويَزِيدَ بن أبي حَبِيب وعنه ابنُ وَهْب وابنُ شابُور وجَمْعٌ ضَعَّفه ابنُ مَعِين وقال أحمدُ : مُنْكَرُ الحديثِ جدّاً مات سنةَ 147 . قلت : وأبوه حَدَّث أيضاً . والمَحَالَةُ : المَنْجَنُونُ يُستَقَى عليها الماءُ قاله اللَّيث . قيل : هي البَكْرَةُ العَظِيمةُ يُستقَى بها الإبِلُ قال الأعشى :
فانْهَى خَيالَكِ يا جُبَيرُ فإنَّهُ ... في كُلِّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسادِي
تُمْسِى فَيَصْرِفُ بابُها مِن دُونِها ... غَلَقاً صَرِيفَ محالَةِ الأَمْسادِ ج : مَحالٌ ومَحاوِلُ قال :
" يَرِدْنَ واللَّيلُ مُرِمٌّ طائِرُهْ
" مُرْخًى رِواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ
" وَرا المَحالِ قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ المَحالَةُ : واسِطَةُ كذا في النّسَخ والصَّواب كما في العُباب والمحكَم : واسِطُ الظَّهْرِ فيقال : هو مَفْعَلٌ ويقال : هو فَعالٌ والمِيمُ أصليّة . قِيل : المَحالَةُ الفِقارُ كالمَحالِ فيهما . وفي المحكَم : المَحالَةُ : الفَقارَةُ ويجوز كونُه فعالة والجمعُ : المَحالُ . والحَوَلُ محرَّكةً : طهُورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العَيْن ويكونُ السَّوادُ مِن قِبَلِ الماقِ أو هو إقْبالُ الحَدَقَة على الأَنْفِ نَقلَه اللَّيث . أو هو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها أو أن تكونَ العَين كأنما تَنظُر إلى الحِجَاجِ أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحاظِ كلّ ذلك في المحكَم والمشهورُ من الأقوالِ الأَوَّلُ . وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ وهذه لُغة تَمِيمٍ كما قاله اللَّيث . واحْوَلَّتْ احْوِلالاً . وقولُ أبي خِراشٍ :
" وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِيرِقيل : معناه : انْقَلَبَتْ . وقال محمدُ ابنُ حَبِيب : صار أحْوَلَ . قال ابنُ جِنِّي : فيجبُ أن يقال : حَوِلَتْ كعَوِرَ وصَيِدَ وهو أَحْوَلُ وأَعْوَرُ وأَصْيَدُ . فعلَى قولِ ابنِ حَبيب ينبغي كونُ حالَتْ شاذّاً كما شَذّ اخْتارَ في مَعْنى اخْتَوَر . ورَجُلٌ أَحْوَلُ وحَوِلٌ ككَتِفٍ بَينُ الحَوَلِ . وأحالَ عَينَه وحَوَّلَها : صَيَّرها حَوْلاءَ أي ذاتَ حَوَلٍ . والحِوَلاءُ بالكسر والمَدّ كالعِنَباء والسِّيَراءِ قال : ولا رابعَ لها في الكلام وتُضَمُّ وهذه عن أبي زَيد كالمَشِيمَةِ للنّاقَةِ أي : الحِوَلاءُ للناقَةِ كالمَشِيمَةِ للمرأة وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَملُوءةٌ ماءً تَخرُج مع الوَلَد فيها أَغْراسٌ فيها خُطُوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ تأتي بعدَ الوَلَدِ في السَّلَى الأَوّل وذلك أوّلُ شيء يَخرُج منه . قاله ابنُ السِّكِّيت . وقد يُستَعمَلُ للمرأة . وقال أبو زيد : الحِوَلاءُ : الماءُ الذي يَخرُجُ على رأْسِ الوَلَد إذا وُلِد . وقال غيرُه : هو غِلافٌ أخضَرُ كأنه دَلْوٌ عظيمةٌ مملوءةٌ ماءً وتَتفقَّأُ حينَ تَقعُ على الأرض ثم يخرُج السَّلَى فيه القُرنتَان ثم يَخرُج بعدَ ذلك بيومٍ أو بيومين الصاءَةُ ولا تَحْمِلُ حامِلَةٌ أبداً ما كان في الرَّحِم شيء مِن الصاءَة والقَذَرِ أو تُخَلَّصَ وتُنَقَّى . ومنه قولُهم : نَزَلُوا في مِثْلِ حِوَلاءِ الناقةِ وفي مَثَلٍ : حِوَلاء السَّلَى يُريدُون بذلك الخِصْبَ وكثرةَ الماءِ والخُضْرةِ لأنّ الحِوَلاءَ ملآى ماءً رِيّاً وهو مَجازٌ . مِن مَجاز المَجاز : احْوالَّتِ الأرضُ احْوِيلالاً : اخْضَرَّتْ واستَوَى نَباتُها ويقال : رأيتُ أرضاً مِثلَ الحِوَلاءِ : إذا اخضرَّتْ وأظْلَمتْ خُضرتُها وذلك حينَ يَتفَقَّأُ بعضُها وبعضٌ لم يَتفَقَّأْ . الحِوَلُ كعِنَبٍ : الأُخْدُودُ الذي يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ عن ابنِ سِيده . والحِيالُ ككِتابٍ : خَيطٌ يُشَدُّ مِن بِطانِ البَعِير إلى حَقَبِه لئلّا يَقعَ الحَقَبُ على ثِيلِه كذا في المُحكَم . وفي العُباب : قال أبو عمرٍو : والحُوَلُ مِثالُ صُرَدٍ : الخَيْطُ الذي بينَ الحَقَبِ والبِطان . الحِيالُ : قُبالَةُ الشيء يقال : هذا حِيالَ كَلمتِك : أي مُقابَلةَ كلمتِك يُنصَبُ على الظَّرف ولو رُفع على المبتدأ والخبرِ لَجاز ولكن كذا رواه ابنُ الأعرابيّ عن العَرب قاله ابنُ سِيدَه . يُقال : قَعدَ حِيالَهُ وبحيالِه : أي بإزائه وأصلُه الواو كما في العُباب . والحَوِيلُ كأَمِيرٍ : الشاهِدُ . حَوِيل : ع كما في المُحكَم . الحَوِيلُ : الكَفِيلُ والاسمُ منه الحَوالةُ بالفتح . وعبدُ اللَّهِ بنُ حَوالَةَ الأزدَيُّ أو ابنُ حَوْلِيٍّ بفتح فسكون وتشديد الياء كذا ذكره ابنُ ماكُولا كنيته أبو حَوالَةَ صَحابِيٌّ رضي الله عنه نَزل الأُرْدُنَّ . تَرجَمتُه في تاريخ دمشق له ثلاثَةُ أحادِيث روَى عنه مَكْحولٌ ورَبِيعةُ بن يَزِيدَ وعِدَّةٌ . قال الواقِدِيُّ : مات سنةَ ثمانٍ وخمسين . وبَنُو حَوالَةَ : بَطْنٌ مِن العرَب عن ابنِ دُرَيد . وعبدُ اللَّهِ بنُ غَطَفانَ كان اسمُه عبدَ العُزَّى فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم فسُمِّيَ بَنُوه بَني مُحَوَّلَةَ كمُعَظَّمةٍ هكذا ذكره ابنُ الأعرابيّ ونقله عنه ابنُ سِيدَه وغيرُه ونقله الصاغانيُ أيضاً ولكنه قال : لم أجِدْ في الصَّحابة مَن اسمُه عبدُ اللّه بن غَطَفانَ . قلت : وتصفَّحْتُ مَعاجِمَ الصّحابة ممّا تَيسَّرتْ عندي كمُعجَم ابنِ فَهْد والذَّهبي وابنِ شاهين والإصابة للحافظ فلم أجِدْ مَن اسمُه هكذا فيهم فلْيُنظَر ذلك . والمُحَوَّلُ كمُعَظَّمٍ : ع غَربيَّ بَغْدادَ وفي العُباب : قريةٌ نَزِهَةٌ على نهر عيسى غَربيَ بغداد . وفي معجم ياقوت : باب مُحَوَّل : مَحلَّةٌ كبيرة من مَحالِّ بغداد كانت متصلةً بالكَرخ وهي الآن منفردةٌ كالقَرية ذات جامعٍ وسُوق مستَغْنِية بنفسها في غَربيِّ الكَرْخ . وحاوَلْتُ له بَصَرِى مُحاوَلَةً : حَدَّدْتُه نحوَه ورَمَيتُ به عن ابنِ سِيدَه . وامرأَةٌ مُحِيلٌ وناقَةٌ مُحِيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ : إذا ولَدَتْ غلاماً إثْرَ جاريةٍ أو عَكَستْ أي جارِيةً إثْرَ غُلامٍ نقله الصاغاني عن الكِسائي . قال : ويُقال لها : العَكُومُ أيضاً : إذا حَمَلتْ عاماً ذَكَراً وعاماً أنثى . ورَجُلٌ مُستَحالَةٌ : إذاكان طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر . ن طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شاةٌ حائِلٌ : لم تَحْمِلْ وشاءٌ حِيالٌ ومنه حديثُ أمّ مَعْبَد رضي الله تعالى عنها : " والشَّاءُ عازِبٌ حِيالٌ " . وحالَ عن العَهْدِ حُؤُولاً : انقَلَب . وحالَ لونُه : اسْوَدَّ . وحالَ إلى مكانٍ آخَرَ : أي تَحوَّلَ . وحالَ الشَّخصُ : أي تَحرَّك . وقال أَبُو الهَيثَم فيما أَكْتَبَ ابنَه : يقال للقَوم إذا أَمْحَلُوا فقَلَّ لبنُهم : حالَ صَبُوحُهم علي غَبُوقِهم : أي صار صَبُوحُهم وغَبُوقُهم واحداً . وحالَ الشيء : انصَبَّ . والحَوْلُ والحِيلَةُ والقُوَّةُ واحِدٌ . وفي الحديث : " لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللّه العَلِي العظيم كَنْزٌ مِن كُنوزِ الجَنّة " قالَ أبو الهَيثم : الحَوْلُ هنا : الحَرَكةُ والمعنى : لا حَرَكَةَ ولا استطاعةَ إلّا بمشيئةِ اللَّه تعالى . وقال الراغِبُ : الحَوْلُ : مالَهُ مِن القُوّة في أحدِ هذه الأُمورِ الثلاثة : نَفْسِه وجِسمِه وقُنْيتِه ومنه : " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه " . وحَوْلِيُّ الحَصَى : صِغارُها . والحِوَالَةُ : اسمٌ مِن الإحالة . والمَحِيلَةُ : الحِيلَةُ . وحُولُ الناقةِ بالضمّ : حِيالُها قال :
لَقِحْنَ على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً ... مِن العَيشِ حتّى كُلُّهنُّ مُمَتَّعُ وقال الكِسائي : سمعتُهم يقولون : لا حُولَةَ له : أي لا حِيلَةَ له وأنشد :
لَهُ حُولَةٌ في كُلِّ أَمْرٍ أَرَاغَهُ ... يُقَضِّى بها الأمْرَ الذي كاد صاحِبُهْ وقال أبو سَعِيد : يقالُ للذي يُحالُ عليه وللذي يَقْبَلُ الحَوالَةَ : حَيِّلٌ ككَيِّسٍ وهما الحَيلانِ كما يُقال : البَيِّعانِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : أحالَ بفُلانٍ الخُبْزَ : إذا سَمِنَ عنه وكلُّ شيء يُسْمَنُ عنه فهو كذلك . وأحالَ : أقبلَ قال الفَرزْدَقُ يُخاطِبُ هُبَيرَةَ بنَ ضَمْضَم :
وكنتَ كذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رأى دَماً ... بصاحِبِه يَوماً أحالَ على الدَّمِ أي أقْبلَ عليه . وفي المَثَل :
" تَجنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعْدُوأي تركَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاءَ . وأحالَ عليه الحولُ : أي حالَ . وحالَ الشيء : أتَى عليه الحَوْلُ كما في المِصباح . وأحالَ عليه بدَيْنه إحالَةً . وقال اللِّحْيانيُّ : أَحال اللَّهُ عليه الحَوْلَ هكذا ذكره مُتَعدِّياً . قال : وأحالَ الرجلُ إِبِلَه العامَ : إذا لم يُضْرِبْها الفَحْلَ . قال : وأَحْوَلْتُ عينَه : أي جعلتُها ذاتِ حَوَلٍ . واحْتالَ عليه بالدَّيْن مِن الحَوالَة . وأرضٌ مُحْتالَةٌ : لم يُصِبها المَطَرُ وهو مَجازٌ . واسْتحالَ الجَهامَ : نَظَر إليه . وفي الحديث : " بِكَ أُحاوِلُ " قال الأزهريُّ : معناه : بِكَ أُطالِبُ . وحالَ وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عِندَ الرَّمْي . وحالَت القَوْسُ وتَرَهَا . وفي المَثَلِ : أَحْوَلُ مِن بَوْلِ الجَمَلِ ؛ لأن بَؤلَه لا يخرج مستقيماً يَذْهَبُ به في إحْدَى الناحِيتيْن . والحائِلُ : كلُّ شَيءٍ تحرَّكَ في مكانِه . وحِيالُ ككِتابٍ : بَلدةٌ مِن أعمال سِنْجار نَزَلَ بها الإمامُ شمسُ الدين أبو بكر عبد العزيز ابن القُطْب سيّدي عبد القادِر الجَيلاني قُدِّس سِرُّه في سنة 508 ، فنُسِب ولدُه إليها وبها وُلِد حَفيدُه الزاهِد شمسُ الدين أبو الكرم محمد بن شِرشِيق الحِيالِيُّ شيخُ بِلاد الجَزيرة في سنة 651 ، وتوفي بها سنَة 739 . والحَيَّالُ كشَدّادٍ : صاحبُ الحِيلة وكذلك الحِيَلِي بكسرٍ ففتح . وحولّة بتشديد اللام : لَقَب جماعةٍ بطَرابُلُسِ الشام . وحَيوِيلُ بنُ ناشِرَةَ المِصْريّ الأعورُ رَوى عن عمرو بن العاص وشًهِد صِفّينَ مع مُعاوية