السَّبْطُ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ وككَتِفٍ الأخيرُ لُغَةُ الحِجازِ : نَقيضُ الجَعْدِ من الشَّعرِ : المُسْتَرْسِلُ الَّذي لا حُجْنَةَ فيه وكان شَعَرُ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم لا جَعْداً ولا سَبْطاً أَي كانَ وَسَطاً بَيْنَهُما . وقَد سَبُطَ الرَّجُلُ ككَرُمَ وسَبِطَ شَعرُه مِثْلُ فَرِحَ سَبْطاً بالفَتْحِ كما هو مَضْبوطٌ عِنْدَنا أَو هو بالتَّحريك كما في الصّحاح وسُبوطاً وسُبوطَةً بضمِّهما وسَباطَةً بالفَتْحِ وهو لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ . والسَّبِطُ ككَتِفٍ : الطَّويلُ الأَلْواحِ من الرِّجالِ المُسْتَويها بَيِّنُ السَّباطَةِ وكَذلِكَ السَّبْطُ بالفَتْحِ مِثْلُ فَخِذٍ وفَخْذٍ قالَ :
" أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هو في خِلْقَتِه الَّتِي خَلَقه الله تعالى فيها لم يَزِدْ طولاً
ومن المَجَازِ : رَجُلٌ سَبْطُ اليَدَيْنِ أَي سَخِيٌّ سَمْحُ الكَفَّيْنِ بَيِّن السُّبوطَةِ وكَذلِكَ سَبِطُ اليَدَيْنِ ككَتِفٍ قالَ حَسّان رَضِيَ الله عَنْه :
رُبَّ خالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتِهِ ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْمِ الخَصِرْ وكَذلِكَ : رَجُلٌ سَبْطٌ بالمَعْروفِ : إِذا كانَ سَهْلاً وَقَدْ سَبُطَ سَباطَةً . ورَجُلٌ سَبِطُ الجِسْمِ بالفَتْحِ وككَتِفٍ : حَسَنُ القَدِّ والاسْتِواءِ من قَوْمٍ سِباطٍ بالكَسْرِ قالَ الشّاعر :
فجاءتْ بهِ سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما ... عِمامَتُه بَيْنَ الرِّجالِ لِواءُ كذا في الصّحاح والشّاعِرُ هو أَبُو حُنْدُج . وفي صِفَتهِ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم سَبِط القَصَبِ رُوِيَ بسكون الباء وبكَسْرها وهو المُمْتَدُّ الَّذي لَيْسََ فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوءٌ والقَصَبُ يُريدُ بها ساعِدَيْهِ وساقَيْهِ . وفي حَديثِ المُلاعَنَةِ : " إنْ جاءتْ به سَبْطاً فهو لِزَوْجِها " أَي مُمْتَدَّ الأَعضاءِ تامَّ الخَلْقِ . ويُقَالُ للرَّجُلِ الطَّويل الأَصابِعِ : إنَّه لَسَبْطُ البَنانِ وهو مَجازٌ . ومن المَجَازِ : مَطَرٌ سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتَدارِكٌ سَحٌّ قالَهُ شَمِرٌ . قالَ : وسَباطَتُه : كَثْرَتُه وسَعَتُه قالَ القطامي :
صافَتْ تَعَمَّجُ أَعْناقُ السُّيولِ به ... من باكِرٍ سَبِطٍ أو رائحٍ يَبِلُ أَرادَ بالسبِط : المَطَرَ الواسِعَ الكَثيرَ . والسَّبْطُ مُحَرَّكَةً : نَباتٌ كالثِّيل إلاَّ أنَّه يَطولُ ويَنْبُتُ في الرِّمال الواحِدَةُ سَبَطةٌ قالَهُ اللَّيْثُ . وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : السَّبَطُ الرَّطْبُ من النَّصِيّ فإذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ وقالَ ابن سِيدَه : السَّبَط : الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نَباتِ الرَّمْلِ وقالَ أَبُو حَنيفَةَ : وأَخْبَرَني أَعْرابِيٌّ من عَنَزَةَ أنَّ السَّبَطَ نَباتُه كالدُّخْنِ الكِبارِ دونَ الذُّرَةِ وله حَبٌّ كحَبِّ البَزْرِ لا يَخْرُجُ من أَكِمَّتِهِ إلاَّ بالدَّقِّ والنّاسُ يَسْتَخْرِجونَهُ ويَأكُلونَهُ خَبْزاً وطَبْخاً وهو مَرْعًى جَيِّدٌ . قالَ أَبُو حَنيفَة : وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّ العَرَبَ تَقول : الصِّلِّيانُ خُبْزُ الإبِلِ والسًّبَطُ : خَبيصُها . وقالَ أَبُو زِيادٍ : من الشَّجَرِ السَّبَطُ ومَنْبِتُه الرِّمالُ سُلُبٌ طِوالٌ في السَّماءِ دِقاقُ العيدانِ يَأكُلُه الغَنَم والإبِلُ وتَحتَشُّه النّاسُ فيَبيعونَه عَلَى الطُّرُقِ وليس له زَهْرَةٌ ولا شَوْكَةٌ وله وَرَقٌ دِقاقٌ عَلَى قَدْرِ الكُرّاثِ أَوَّل مَا يَخْرُج الكُرّاثُ . قالَ الصَّاغَانِيّ : والسَّبَطُ مِمّا إِذا جَفَّ ابْيَضَّ وأَشْبَه الشَّيْبَ بمَنْزِلَةِ الثَّغامِ ولِذا قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
رَأَتْ شَمَطاً تَخُصُّ به المَنايا ... شَواةَ الرَّأْسِ كالسَّبَطِ المُحيلِ
وقالَ الأّزْهَرِيّ : السَّبَط : الشَّجَرَةُ لها أَغْصانٌ كَثيرَةٌ وأَصْلُها واحِدٌ . قالَ ومِنْهُ اشْتِقاقُ الأَسْباطِ كأَنَّ الوالِدَ بمَنْزِلَة الشَّجَرَةِ والأَوْلادَ بمَنْزِلَة أَغْصانِها . والسِّبْطُ بالكَسْرِ : وَلَدُ الوَلَدِ وفي المُحْكَمِ : وَلَدُ الابنِ والابْنَةِ . وفي الحَديث : " الحَسَنُ والحُسَيْنُ سِبْطا رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم ورَضِيَ عَنْهُما " . والسِّبْطُ : القَبيلَةُ من اليَهودِ وهُمُ الذين يَرْجِعونَ إِلَى أَبٍ واحِدٍ سُمِّيَ سِبْطاً لِيُفْرَقَ بَيْنَ وَلَدِ إسماعيلَ ووَلَدِ إسحاق عليهما السَّلام ج أَسْباطٌ . وقالَ أَبُو العبّاسِ : سأَلْتُ ابن الأَعْرَابِيّ : مَا مَعْنَى السِّبْطِ في كلامِ العَرَب ؟ قالَ : السِّبْطُ والسِّبْطانُ والأَسْباطُ : خاصَّةُ الأَوْلادِ والمُصاصُ مِنْهُم . وقالَ غَيْرُه : الأَسْباط : أَولادُ الأوْلادِ وقِيل : أَوْلادُ البَناتِ . قُلْتُ : وهذا القول الأخيرُ هو المَشْهورُ عندَ العامَّة وبه فَرَّقوا بَيْنَها وبين الأحْفادِ ولكنَّ كلامَ الأئمَّةِ صَريحٌ في أنَّه يَشْمَلُ وَلَدَ الابنِ والابْنَة كما صَرَّحَ به ابن سِيدَه . وقالَ الأّزْهَرِيّ : الأَسْباطُ في بَني إسحاقَ بمَنْزِلَة القبائِلِ في بَني إسماعيلَ صَلَوات الله عليهما . يُقَالُ : سُمُّوا بذلك ليُفْصَلَ بَيْنَ أَوْلادِهما . قالَ : ومَعْنَى القَبيلَة مَعْنَى الجَماعة يُقَالُ لِكُلِّ جَماعةٍ من أَبٍ وأُمٍّ : قَبيلَةٌ ويُقَالُ لكلّ جمعٍ من آباءٍ شَتَّى : قَبيلٌ بلا هاءٍ . وقوله تعالى : " وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً " أَسْباطٌ : بَدَلٌ من قوله اثْنَتَيْ عَشْرَة ولا تَمْييزٌ لأنَّ المُمَيِّز إنّما يَكون واحِداً . وقالَ الزَّجّاجُ : المَعْنى : وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً أَسْباطاً فأَسْباطاً من نَعْتِ فِرْقة كَأَنَّهُ قالَ : وجَعَلْناهُم أَسْباطاً . قالَ : وهو الوَجْه . وفي الصّحاح : وإنَّما أَنَّث لأنَّه أَرادَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ وليس الأَسْباطُ بتَفْسيرٍ ولكنَّه بَدَلٌ من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لأنَّ التَّفْسيرَ لا يَكُونُ إلاَّ واحِداً مَنْكوراً كقَولك : اثْنا عَشَر دِرْهَماً ولا يَجوز دَراهِمَ . قُلْتُ : وهذا الَّذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هو قَوْلُ الأخفش غيرَ أنَّه قالَ بعد قوله : ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يَجْعَل العَدَدَ واقِعاً عَلَى الأَسْباطِ . قالَ أَبُو العَبّاسِ : هذا غَلَطٌ لا يَخْرُج العَدَدُ عَلَى غَيْرِ الثّاني ولكنّ الفِرَقَ قبل اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حتَّى يَكُونَ اثْنَتَيْ عَشْرَة مُؤَنَّثَةً عَلَى مَا فيها كأَنَّه قالَ : وقَطَّعْناهُم فِرَقاً اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فيَصِحُّ التَّأنيثُ لما تَقَدَّم . وقالَ قُطْرُبٌ : واحدُ الأَسْباط سِبْط يُقَالُ : هذا سِبْطٌ وهذه سِبْطٌ وهؤلاء سِبْطٌ جَمْعٌ وهي الفِرْقَةُ . وفي الحَديثِ : " حُسَيْنٌ مِنِّي وأَنا من حُسَيْنٍ أَحَبَّ الله مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباطِ " . قُلْتُ : رَواه يَعْلَى بنُ مُرَّةَ الثَّقَفيُّ رَضِيَ الله عَنْه أَخْرَجَهُ التِّرمِذيُّ عن الحَسَنِ عن ابن عَيّاشٍ قالَ : حَدَّثَني عَبْدِ اللهِ بنُ عُثْمان بن خُثَيْمٍ عن سَعيد بن راشدٍ عن يَعْلَى وقالَ : حَديثٌ حَسَنٌ رواه ابنُ ماجَةَ من حَديثِ يَحْيَى بن سُلَيْم ووَهْب عن ابن خُثَيْم وأَخْرَجَهُ البَغَوِيُّ عن إسماعيل ابن عَيّاشٍ الحِمْصِيِّ عن ابن خُثَيْمٍ ولَفْظُه : " حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباط مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحِبَّ حُسَيْناً : قالَ أَبُو بَكْرٍ : أَي أُمَّةٌ من الأُمَم في الخَيْر فهو واقِعٌ عَلَى الأُمَّةِ والأُمَّةُ واقِعَةٌ عليه ومِنْهُ حَديثُ الضِّبابِ : " إنَّ الله غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ من بَني إسْرائيل فمَسَخَهُم دَوابَّ " . وسَبَّطَتِ النَّاقَةُ والنَّعْجَةُ تَسْبيطاً وهي مُسَبِّطٌ : أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمامٍ والَّذي في الصّحاح : التَّسْبيطُ في النّاقَةِ كالرِّجاعِ . ويُقَالُ أَيْضاً : سَبَّطَتِ النَّعْجَةُ إِذا أَسْقَطَت وفي العُبَاب : أو سَبَّطت النَّاقةُ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَخَلْقُه هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ قالَ : وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ وأَوْرَدَه في التَّكْمِلَة مُسْتَدْرِكاً به عَلَى الجَوْهَرِيّ مع أنَّ قَوْلَ الجَوْهَرِيّ : كالرِّجاع إشارةٌ إِلَى قَوْلِ أَبي زَيْدٍ هذا فإِنَّ نَصَّه في نَوادِرِه : يُقَالُ للنَّاقَةِ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَ خَلْقُه : قَدْ سَبَّطَت وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً . وقوله : وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ ونَصُّه : سَبَّطَتِ النّاقَةُ بولَدِها وسَبَّغَت بالغَيْنِ المُعْجَمَة إِذا أَلْقَتْه وَقَدْ نَبَتَ وَبَرُهُ قبلَ التَّمامِ . وأَسْبَطَ الرَّجُلُ فهو مُسْبِطٌ : سَكَتَ . هَكَذا هو في النُّسَخِ بالتَّاءِ فَرَقاً أَي من الفَرَقِ ومثلُه في اللِّسان وفي العُبَاب : أَطْرَقَ وسَكَن . وأَسْبَطَ بالأرْضِ : لَصِقَ بها عن ابن جَبَلَةَ . وأَسْبَطَ الرَّجُلُ إِذا وَقَعَ عَلَى الأرْضِ وامْتَدَّ وانْبَسَطَ من الضَّرْبِ أَو منَ المَرَضِ وكَذلِكَ من شُرْبِ الدَّواءِ قالَهُ أَبُو زَيْدٍ ومِنْهُ قولُهم : مالي أَراكَ مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رَأْسَك كالمُهْتَمِّ مُسْتَرْخِيَ البَدَنِ وفي حَديثِ عائِشَة رَضِيَ الله عنها : أنَّها " كانت تَضْرِبُ اليَتيمَ يَكُونُ في حَجْرِها حتَّى يُسْبِطَ " أَي يَمْتَدَّ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ . ويُقَالُ : دَخَلْتُ عَلَى المَريضِ فتَرَكْتُه مُسْبِطاً أَي لَقًى لا يَتَحَرَّكُ ولا يَتَكَلَّم . قِيل : ومِنْهُ : اسْبَطَرَّ أَي امْتَدَّ وَقَدْ تَقَدَّم في الرّاءِ . وقالَ الشَّاعِر : لْقُه هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ قالَ : وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ وأَوْرَدَه في التَّكْمِلَة مُسْتَدْرِكاً به عَلَى الجَوْهَرِيّ مع أنَّ قَوْلَ الجَوْهَرِيّ : كالرِّجاع إشارةٌ إِلَى قَوْلِ أَبي زَيْدٍ هذا فإِنَّ نَصَّه في نَوادِرِه : يُقَالُ للنَّاقَةِ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَ خَلْقُه : قَدْ سَبَّطَت وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً . وقوله : وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ ونَصُّه : سَبَّطَتِ النّاقَةُ بولَدِها وسَبَّغَت بالغَيْنِ المُعْجَمَة إِذا أَلْقَتْه وَقَدْ نَبَتَ وَبَرُهُ قبلَ التَّمامِ . وأَسْبَطَ الرَّجُلُ فهو مُسْبِطٌ : سَكَتَ . هَكَذا هو في النُّسَخِ بالتَّاءِ فَرَقاً أَي من الفَرَقِ ومثلُه في اللِّسان وفي العُبَاب : أَطْرَقَ وسَكَن . وأَسْبَطَ بالأرْضِ : لَصِقَ بها عن ابن جَبَلَةَ . وأَسْبَطَ الرَّجُلُ إِذا وَقَعَ عَلَى الأرْضِ وامْتَدَّ وانْبَسَطَ من الضَّرْبِ أَو منَ المَرَضِ وكَذلِكَ من شُرْبِ الدَّواءِ قالَهُ أَبُو زَيْدٍ ومِنْهُ قولُهم : مالي أَراكَ مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رَأْسَك كالمُهْتَمِّ مُسْتَرْخِيَ البَدَنِ وفي حَديثِ عائِشَة رَضِيَ الله عنها : أنَّها " كانت تَضْرِبُ اليَتيمَ يَكُونُ في حَجْرِها حتَّى يُسْبِطَ " أَي يَمْتَدَّ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ . ويُقَالُ : دَخَلْتُ عَلَى المَريضِ فتَرَكْتُه مُسْبِطاً أَي لَقًى لا يَتَحَرَّكُ ولا يَتَكَلَّم . قِيل : ومِنْهُ : اسْبَطَرَّ أَي امْتَدَّ وَقَدْ تَقَدَّم في الرّاءِ . وقالَ الشَّاعِر :
" قدِ لَبثَتْ منْ لَذَّةِ الخِلاطِ
" قَدْ أَسْبَطَتْ وأَيَّما إسْباطِيَعْني امْرَأَةً أُتِيَتْ فلمّا ذاقَتْ العُسَيْلَةَ مَدَّت نَفْسَها عَلَى الأرْضِ وبه يُعْرَفُ أنَّ تَقْييدَ المصنف الإسْباطَ بقوله من الضَّرْبِ فيه قُصورٌ . وأَسْبَط في نَوْمِهِ : غَمَّضَ . وأَسْبَطَ عن الأمْرِ : تَغابَى نَقَلَهُما الصَّاغَانِيّ . ويُقَالُ : ضَرَبْتُه حتَّى أَسْبَطَ أَي انْبَسَطَ وامْتَدَّ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ووَقَعَ عَلَيها فلَمْ يَقْدِرْ أنْ يَتَحَرَّك من الضَّعْفِ . وقالَ اللَّيْثُ : السَّبَطانَةُ مُحَرَّكَةً : قَناةٌ جَوْفاءُ مَضْروبَةٌ بالعَقَبِ يُرْمَى بها الطَّيْرُ وقِيل : يُرْمَى فيها بسِهامٍ صِغارٍ يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تَكادُ تُخْطِئُ . وَقَدْ ذُكِر في ز ب ط أَيْضاً . والسّاباطُ : سَقيفَةٌ بَيْنَ دارَيْنِ كما في المُحْكَم وفي الصّحاح : بَيْنَ حائِطَيْنِ تَحْتَها طَريقٌ نافِذٌ ج : سَوابيطُ وساباطاتٌ . وساباطُ : د : بما وَراءَ النَّهْرِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وساباطُ : ع بالمَدائِنِ لِكِسْرَى أَبْرَوِيزَ . قالَ الأَصْمَعِيّ : هو مُعْرَب بلاس آبادْ قالَ : وبَلاس : اسمُ رَجُلٍ . قُلْتُ : وهكذا وَقَعَ في المَعارِفِ لابن قُتَيْبَة وَقَدْ تَقَدَّم في السِّين قالَ الجَوْهَرِيّ ومِنْهُ قَوْلُ الأعْشَى :
فذاكَ وما أَنْجَى من المَوْتِ رَبَّه ... بساباطَ حتَّى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ يذكرُ النُّعْمانَ بن المُنْذِرِ وكان أَبْرَويزُ قَدْ حَبَسَه بساباطَ ثمَّ أَلْقاهُ تَحْتَ أَرْجُلِ الفِيَلَةِ . قُلْتُ : ويُرْوَى :
" فأَصْبَح لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحيلَةٌ ويُرْوَى : مُحَزْرَق ومِنْهُ المَثل : أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطَ قِيل : لأنَّه حَجَمَ كِسْرَى أَبَرْوِيْزَ مَرَّةً في سَفَرِه فأَغْناهُ فلم يَعُدْ للحِجامَةِ ثانِياً أو لأنه كانَ مُلازِماً ساباط المَدائِنِ وكان يَحْجِمُ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ من الجَيْشِ الَّذي ضُرِبَ عليهُم البَعْثُ بدانِقٍ واحِدٍ نَسيئَةً إِلَى وَقْتِ قُفولِهِم وكان مع ذلِكَ يَمُرُّ عَلَيْهِ الأُسْبوعُ والأُسْبوعانِ ولا يَقْرَبُه أحَدٌ فحينئِذٍ كانَ يُخْرِجُ أُمَّهُ فيَجْجُمُها ليُرِيَ النّاسَ أَنَّهُ غيرُ فارِغٍ ولئلاَّ يُقَرَّعَ بالبَطالَة . فما زالَ ذلِكَ دَأْبَه حتَّى أَنْزَفَ دَمَها وماتَتْ فَجْأَةً . فصار مَثَلاً قالَ :
مَطْبَخُهُ قَفْرٌ وطَبَّاخُه ... أَفْرَغُ من حَجّامِ ساباطِ وسَباطِ كقَطامِ : من أَسْماءِ الحُمَّى مَبْنِيُّ عَلَى الكسْرِ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
أَجَزْتُ بِفتْيَةٍ بيضٍ كِرامٍ ... كأَنَّهُمُ تَمُلُّهُمُ سَباطِقالَ السُّكَّرِيّ : وإنَّما سُمِّيَتْ بِسَباطِ لأنَّها إِذا أَخَذَت الإنْسانَ امْتَدَّ واسْتَرْخَى قالَ الصَّاغَانِيّ : ويُقَالُ : سَبَاطِ : حُمَّى نافِضٌ . وَقَدْ سُبِطَ الرجل كعُنِيَ إِذا حُمَّ . ومن المَجَازِ : وُلِدَ فُلانٌ في سُباطٍ كغُرابٍ بالسِّين والشِّين قالَ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ : يُصْرَفُ ولا يُصْرَفُ : اسمُ شَهْرٍ بالرُّومِيَّة قَبْلَ آذار يَكُونُ بَيْنَ الشِّتاء والرَّبيع قالَ الأّزْهَرِيّ : هو من فُصول الشِّتاء وفيه يَكُونُ تَمامُ اليَوْمِ الَّذي تَدورُ كُسورُه في السِّنين فإذا تَمَّ ذلِكَ اليَوْمُ في ذلِكَ الشَّهْرِ سَمَّى أَهلُ الشَّامِ تلْكَ السَّنَةَ عامَ الكَبيسِ وهو الَّذي يُتَيَمَّنُ به إِذا وُلِدَ مَوْلودٌ في تِلْكَ السَّنَةِ أو قَدِمَ قادِمٌ من بَلَدٍ . والسُّباطَةُ بالضَّمِّ : الكُناسَةُ الَّتِي تُطْرَحُ كُلَّ يَوْمٍ بأَفْنِيَةِ البُيوتِ وأَمَّا الَّذي في حَديثِ المُغيرَة : " أَتَى سُباطَةَ قَوْمٍ فبالَ قائِماً " فهو المَوْضِع الَّذي يُرْمَى فيه الأوْساخُ وما يُكْنَسُ من المَنازِلِ . وقِيل : هي الكُناسَةُ نَفْسُها وإضافَتُها إِلَى القَوْمِ إضافَةُ تَخْصيصٍ لا مِلْك ؛ لأنَّها كانت مَواتاً مُباحَةً . وأَمّا قولُه : قائِماً فقيل : لأنَّه لم يَجِدْ مَوْضِعاً للقُعودِ ؛ لأنَّ الظَّاهِرَ من السُّباطَة أن لا يَكُونَ مَوْضِعُها مُسْتَوِياً . وقِيل : لِمَرَضٍ مَنَعَه عن القُعود . وَقَدْ جاء في بعض الرِّوايات : لِعِلَّةٍ بمَأْبِضِه . وقِيل : فَعَلَه للتَّداوي من وَجَعِ الصُّلْبِ ؛ لأنَّهُمْ كانوا يَتَداوَوْنَ بذلك . وفيه أنَّ مُدافَعَة البَوْلِ مَكْروهَةٌ ؛ لأنَّهُ بالَ قائِماً في السُّباطَةِ ولم يُؤَخِّرْه . وسابِطٌ وسُبَيْطٌ كزُبَيْرٍ : اسْمان فمن الأوّل : سابِطُ بن أبي حُمَيْضَة ابن عَمْرو بن وَهْبِ بن حُذافَةَ الجُمَحِيّ له صُحبَةٌ رَوَى عنه ابنُه عبدُ الرَّحمن وله صُحْبَة أَيْضاً . وعبد الرَّحمن بن سابِطٍ الشَّاميّ تابعيُّ وقِيل : هو الجُمَحِيّ . وسَبْسَطِيَّة كأَحْمَدِيَّة ويُقَالُ : سَبَطْيَة بفَتْحِ السِّين والباء وسُكونِ الطّاءِ وتَخْفيفِ الياء وهكذا وُجِدَ مَضْبوطاً في التَّكْمِلَة : د من عَمَلِ نابُلُسَ من أَعْمالِ فِلَسْطين فيه قَبْرُ زَكريَّا ويَحْيَى عليهما الصَّلاة والسَّلام . وسابوطُ : دابَّةٌ بَحْرِيَّة كما في اللِّسان . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : جمعُ السَّبْطِ من الشَّعْرِ سِباطٌ بالكَسْرِ قالَ سِيبَوَيْه : هو الأكْثَرُ فيما كانَ عَلَى فَعْلٍ صِفَةٍ والسِّباطُ أَيْضاً : ذَوو الشَّعرِ المُسْتَرْسِل قالَ :
" قالَت سُلَيْمَى لا أُحِبُّ الجَعْدينْ
" ولا السِّباطَ إنّهم مَناتِينْ ويُكْنَى بالسَّبِطِ عن العَجَميِّ كما يُكْنَى عن العَرَبِيِّ بالجَعْدِ قالَ :
" هَلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزْعٌ مَعْدُ
" وساقيانِ سَبِطٌ وجَعْدُ وجَمع السَّبَطِ مُحَرَّكَةً للنَّباتِ : أَسْباطٌ قالَ ذو الرُّمَّة يَصِف رَمْلاً :
بَيْنَ النَّهارِ وبين اللَّيْلِ من عَقَدٍ ... عَلَى جَوانِبِه الأَسْباطُ والهَدَبُ وأَرْضٌ مَسْبَطَةٌ بالفَتْحِ : كثيرةُ السَّبَط نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وفي بعض النُّسَخ مُسْبَطَة بالضَّمِّ . وسَبَطَ عَلَيْهِ العَطاءَ إِذا تابَعَه وأَكْثَرَه وهو مجاز قِيل : ومِنْهُ اشتقاقُ السَّباطَةِ . نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وقالَ ابن دُرَيْدٍ : غَلِطَ العَجّاجُ أو رُؤْبَةُ فقال :
" كَأَنَّهُ سِبْطٌ من الأسْباطِ أَراد رجلاً وهذا غَلَطٌ كما في المُحْكَمِ قالَ الصَّاغَانِيّ : لرُؤْبة أُرْجوزَةٌ أَوَّلُها :
" شُبَّت لِعَيْنيَ غَزِلٍ مَيّاطِ
" سَعْدِيَّةٌ حَلَّتْ بذي أراطِ وللعَجّاج أُرْجوزةٌ أولها :
" وبَلْدَةٍ بَعيدَةِ النِّياطِ
" مَجْهولَةٌ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطيوالمَشْطور الَّذي شَكَّ ابن دُرَيْدٍ في قائِلِه من هذه الأُرْجوزة . وامْرَأةٌ سَبْطَةُ الخَلْقِ وسَبِطَتُه : رَخْصَتُه لَيِّنَتُه وهو مَجازٌ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . والسُّباطَةُ بالضَّمِّ : مَا سَقَطَ من الشَّعرِ إِذا سُرِّحَ . والسُّباطَةُ أَيْضاً : عِذْقُ النَّخْلَةِ بعَراجينِها ورُطَبِها . مِصْرِيَّةٌ . والسِّبْطُ بالكَسْرِ : القَرْنُ الَّذي يَجيءُ بعْدَ القَرْنِ نَقَلَهُ الزَّجَّاجُ عن بَعْضِهِم . والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ : نَخْلَةٌ تُدْرِك آخِرَ القَيْظِ . ويُقَالُ : سَبَطَ فُلانٌ عَلَى ذلِكَ الأمْرِ يَميناً وسَمَطَ عليه بالباءِ والميم أَي حَلَفَ عَلَيْهِ . ونَعْجَةٌ مَسْبوطَةٌ إِذا كانت مَسْموطَةً مَحْلوقَةً . وسبْطَةُ بن المُنْذِر السَّليحيّ كانَ يلي جِباياتِ بَني سَليحٍ . وسُوَيْبِطُ بن حَرْمَلَة القُرَشِيّ العَبْدَرِيّ بَدْرِيٌّ هاجَرَ إِلَى الحَبَشَة . وَقَدْ سَمُّوا سِبْطاً بالكَسْرِ . وكأَميرٍ : المُنْذِر بن سَبيطِ بن عَمْرو بن عَوْفٍ . أَوْرَدَه الحافِظُ في التَّبْصير . ومَنْ عُرِفَ بالسِّبْطِ : جَماعَةٌ من المُحَدِّثين . وجَرادُ بن سَبيط بن طارق رَوى عنه قَيْلُ بن عَرادَةَ
السُّبْرُوت كزُنْبُور : الأَرْض الصَّفْصَفُ وفي الصَّحاح : السُّبْروتُ من الأَرضِ : القَفْرُ والسُّبْروتُ : القاعُ لانَبَاتَ فِيهِ . السُّبْرُوت : الشَّيْءً القلِيلُ التَّافِه يقال : مالٌ سُبْرُوتٌ أَي : قليل . عن الأَصمعيّ : السُّبْرُوت : الفقِيرُ كالسِّبْريت . والسِّبْرَات بالكسر فيهما وهذه عن ابن دُريْد . والسُّبْرُت كقُنْفُذ وفي اللسان : السُّبْرُتُ والسُّبْرُوتُ والسِّبْراتُ : المُحْتاجُ المُقِلّ . وقيل : الذي لاشيْءَ له وهو السِّبْرِيتَةُ والأُنْثَى سِبْرِيتِةٌ أَيضاً . والسُّبْرُوت أَيضاً : المفْلِس . وقال أَبو زيد : رجل سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ وامرأَة سُبْرُوتَةٌ وسِبْرِيتَةٌ : إِذا كانا فَقيريْن من رجالٍ ونساءٍ سَبارِيتَ وهم المساكين والمحتاجونَ انتهى . وأَرضٌ سِبْراتٌ وسِبْرِيتٌ وسُبْرُوتٌ : لانَباتَ بها وقيل : لا شيءَ فيها . السُّبْرُوتُ : الغُلامُ الأَمْرَدُ لانَبَاَتَ بِعارِضَيْهِ و ج : سَبارِيتُ وسَبارٍ وهذه الأَخيرة نادِرَةٌ عن اللِّحيْانيّ . وحكى اللِّحيانيّ عن الأَصمعيّ : أَرضُ بنى فُلانٍ سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ لاشيءَ فيها . حكى : أَرْضٌ سَبَاريتُ مِنْ بابِ : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منها سُبْرُوتاً أَو سِبْرِيتاً . وعن أَبي عُبَيْدٍ : السَّبَارِيتُ : الفَلَوَاتُ الّتى لاشَيْءَ بها . وعن الأَصمعيّ : السَّبَارِيتُ : الأَرضُ الّتى لايَنْبُتُ فيها شَيْءٌ ؛ ومنها سُمِّي الرَّجُلُ المُعْدِمُ سُبْرُوتاً
السَّبْرُ بفتح فسكون : امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغَيْرِه . يقال : سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ ويَسْبِرَهُ سَبْراً : نَظَرَ مِقْدَارَه وقاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه هكذا بالوَجهين عند أَئِمَّةِ اللُّغَة وصَرَّح به غَيرُ واحد . وقَضِيَّة اصْطِلاحِ المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يقال بالضَّمّ ككَتَب . وقوله " وغيره " يَشمَلُ الحَزْرَ والتَّجْرِبَةَ والاخْتِبارَ واستخراجَ كُنْهِ الأَمرِ . ومنه حدِيثُ الغَارِ " قال له أَبو بكر : لا تَدخُلَه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك " أَي أَختَبِرَه وأَعْتَبِرَه وأَنْظُرَ هل فيه أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي . وفرَّقَ في المِصْباح فقال : سَبَرَ الجُرْحَ كنَصَر . وسَبَرَ القَومَ إِذَا تأَمَّلَهم بالوَجْهَيَيْنِ كقَتَل وضَرَب نقلَه شَيْخُنا . قلْت : وهو وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً كالاسْتِبَارِ وكلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه واستَبَرْتَه . السَّبْرُ : الأَسَدُ قاله المُؤرِّج . والسَّبْرُ : الأَصْلُ واللَّوْنُ والجَمَالُ والهَيْئَةُ الحَسَنَةُ والزِّيُّ والمَنْظَرُ ويُكْسَر في هذه الأَرْبَعَة . قال أَبو زَيْد الكِلاَبيّ : وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من العراق فقال : أَمَّا اللِّسَانُ فبَدَوِيّ وأَمّا السِّبْر بالكَسْر : الزِّيُّ والهَيْئَة . قال : وقالت بَدَوِيَّةٌ : أَعجَبَنا سِبْرُ فُلان أَي حُسْنُ حالِه وخِصْبُه في بَدَنِه . وقالت : رأَيتُه سَيِّءَ السِّبْرِ إِذَا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بَدَنَه فجَعَلَت السِّبْرِ بمَعْنَيَيْن . ويقال : إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذَا كان حَسَنَ السَّحْنَاءِ والهَيْئَةِ . وفي الحَدِيث " يَخْرُج رَجلٌ من النّارِ وقد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه " أَي هَيْئَته . والسِّبْرُ : حُسْنُ الهَيْئَةِ والجَمَالُ . ويقال : فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ إِذَا كان جَمِيلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ . قال الشاعر :
أَنَا ابنُ أَبِي البَرَاءِ وكُلُّ قَوْمٍ ... لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهمْ رِدَاءُ
وسِبْرِي أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ ... وأَنِّي لا يُزايِلُني الحَيَاءُ وقال أَبو زَيْد : السِّبْر : مَا عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدَّابَّة أو كَرَمَها من قِبَل أَبِيهَا والسِّبْر أَيضاً : مَعْرِفَتُك الدَّابَّة بخِصْب أَو بجَدْبٍ . والمَسْبُورُ : الحَسَنُها أَي الهَيْئَةِ . والسِّبْر بالكسر : العَدَاوَةُ . وبه فَسَّرَ المُؤَرِّج قَوْلَ الفَرزدق :
" بجَنْبَيْ جُلاَلٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهمُخَوَادِرُ في الأَخْيَاس ما بَيْنَهَا سِبْرُ أَي عَداوة . قال الأَزْهَرِيّ : وهو غَرِيب . وقال الصاغانيّ : وقرأْت في النَّقائِض :
لِحَيٍّ حِلاَلٍ يَدْفَع الضَّيْمَ عَنهمُ ... هَوَادِرُ في الأَجْوَافِ ليسَ لَهَا سِبْرُ والسِّبْرُ : الشَّبَهُ وبه فُسِّر حدِيثُ الزُّبَيْر " أَنه قِيل له . " مُرْ بَنِيك حتّى يَتَزَوَّجُوا في الغَرائِب فقد غَلَبَ عليهم سِبْرُ أَبِي بَكْر ونُحُولُه " . قال ابنُ الأَعرابيِّ : أَي شَبَهُ أَبِي بكْر قال : وكان أَبو بَكْرٍ دَقِيقَ المَحَاسِنِ نَحِيفَ البَدَنِ فأَمَرَهم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهُم الغَرائِبَ ليَجْتَمِع لهم حُسْنُ أَبِي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِه . ويقال : عَرَفَه بسِبْر أَبِيه أَي بهَيْئَتِهِ وشَبَهِه . وقال الشاعر وهو القَتَّال الكِلابِيّ :
أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شَلِيلٍ ... وهَل يَخْفَى علَى النَّاسِ النَّهارُ
عَلَيْنَا سِبْرُه ولكُلّ فَحْلٍ ... عَلى أَوْلادِه منه نِجَارُ والسَّبْرَةُ بالفَتْح وذِكْر الفَتْحِ مُسْتَدْرك : الغَدَاةُ البارِدَةُ . وقيل : هي ما بَيْن السَّحَر إِلى الصَّباح . وقيل : ما بَيْن غُدْوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمس ج سَبَرَاتٌ مُحرَّكة . وفي الحَدِيث " فِيمَ يَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَى يا مُحَمَّد فسكَت ثُمَّ وَضَع الرَّبُ تَعَالى يدَه بين كَتِفَيه فأَلْهَمَه إِلى أَن قال : في المُضِيِّ إِلى الجُمُعَاتِ وإِسباغِ الوُضُوءِ في السَّبَرَات " . وقال الحُطَيْئة :
عِظَامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها ... يُبَاكِرْن حَدَّ المَاءِ في السَّبَراتِيعني شِدّةَ بَرْدِ الشِّتاءِ والسَّنَةِ . وفي حديثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام " فدَخَل عليها رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم في غَدَاةٍ سَبْرَةٍ " . وسَبْرَةُ بنُ العَوَّال مشتقّ منه وكذا سَبْرَةُ بنُ أَبِي سَبْرَةَ الجُعْفِيّ رَوَى عنه عُمَيْرُ بنُ سَعْد وله وِفَادَة أَخرجه الثَّلاثة . وسَبْرَةُ بنُ عَمْرٍو التَّمِيميّ وَفَدَ مع الأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ وأَخْرجَه أبو عَمْرٍو . وسَبْرَةُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيّ رَوَى عنه جُبَيْر بن نُفَيْر وبُسْرُ بُن عُبَيد اللّه وهو أَخُو خُرَيْم . وسَبْرَةُ بنُ الفاكِهِ الأَسَدِيّ رَوَى عنه سالِمُ بن أَبي الجَعْد ويقال : هو ابنُ الفَاكِه صحابِيُّون . وكذا سَبْرة بن عَوْسَجة . قال مَرْوَان بن سَعِيد : له صُحْبة . وقيل : هو سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ روَى عنه من وَلدِه الرَّبِيعُ بنُ سَبْرَة وحَفِيداه : عبدُ الملك وعبدُ العَزِيز ابنا الرّبيع سَمِعَا عن أَبيهِما وعن جَدّهما ومن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ العزيز بنِ الرَّبِيع سَمِعَ أَباه وعنه إِسحاق ابن يَزِيد ويعقوب بن مُحَمَّد وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد العزيز حدَّث عن عَمِّه عَبْدِ المَلِك وعنه الحُمَيْدِيّ كذا في تاريخ البخاريّ وذكر الحافِظُ في التَّبْصِير عَبْدَ اللّه بنَ عُمَر بنِ عَبْدِ العزيز وحَدِيثُه في مُسنَد الإِمام أَحْمَد في المُتْعة . وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِىُّ . قال أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ : سأَلتُ أَبا دَاوُودَ عن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فقال : مُفْتِى أَهلِ المَدِينَةِ . قلت : هو مُحَمَّد بن عبد اللّه بن مُحَمَّد بن أَبي سَبْرَة بن أَبي رُهْم بن عبد العزيز بن أَبي قَيْس بن عَبْد وُدِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد اللّه وأَفتَى بالمدينة عن شَرِيكٍ وابن أَبي ذِئْبٍ وعنه ابن جُرَيج وعبد الرَّزَّاق ونزَلَ بغدَادَ ومات بها وقال ابنُ مُعِينٍ : ليس حديثه بشيْءٍ وله أَخٌ اسمه مُحَمَّد أَيضاً وَلِيَ قضاءَ المدينةِ عن هِشَامِ بن عُرْوَة لا يُحتَجُّ به . وسِبْرِتُ كزِبْرِج : د بالمَغْرِبِ قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ وقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً في الثَّاءِ الفَوْقِيَّة . وقال الصَّاغَانِيّ : سَبْرَةُ : من مُدُن إِفريقِيّةَ . والسَّاِبريُّ : ثَوْبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ قال ذُو الرُّمَّة :
فجَاءَتْ بنَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه ... علَى عَصَوَيْهَا سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ ومِنْهُ المثل " عَرْضٌ سابِرِيٌ " أَي رَقِيقٌ ليس بمُحَقَّق . يقوله : من يُعرَض عليه الشيْءُ عَرْضاًَ لا يُبَالَغُ فيه لأَنَّه أَي السَّابِرِيّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ . قال الشاعر :
بمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُهَا ... وعَيْشٍ كمِثْلِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ وفي حَدِيث حَبِيب بن أبي ثَابِتٍ : " رأَيْتُ على ابن عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيّاً أسَتشِفُّ ما وَرَاءَه " . كلُّ رقِيق عندهم سَابِرِيٌّ والأصل فيه الدُّوُرع السَّابِرِيَّة منسوبة إلى سابُورَ . والسَّابِرِيٌّ : تَمْرٌ جَيِّدٌ طَيِّبٌ . يقال : أجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ . والسَّابِرِيُّ : دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ في إحْكام صَنْعةٍ مَنْسُوبة إلى الملك سابُورَ . وسابُورُ ذُو الأكتافِ : مَلِك العَجَم مُعَّربُ شَاهْ بور مَعْنَاه ابن السُّلطان . سابُورُ : كُورَةٌ بفارِسَ مِدينَتُها نَوْبَنْدَجانُ قريبة من شِعْب بَوَّانَ بينها وبين أرَّجَانَ سِتَّة وعشرون فَرْسخاً وبينها وبين شِيرَازَ مِثلُ ذلك وقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي في شِعْره . أبُو العَبَّاس أحمد بن عبد الله ابن سابورَ الدَّقّاق بغدادِيّ عن أبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وغيره وعبد الله بن مُحَمَّد بن سابورَ الشِّيرازِيُّ محدِّثانِ قال الذَّهَبِيّ : رَوَى لنا عنه الأبَرقُوهِىّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً . والسُّبْرُورُ بالضَّمّ : الفَقِيرُ الذي لا مالَ له كالسُّبْروتِ حكاه أبو علي : وأنشد :تُطْعِم المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْهَا ... مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا قال ابنُ سِيدَه : فإذا صَحَّ هذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ . ومن المَجَاز : أرضٌ سُبْرُورٌ لا نَباتَ بِهَا وكذَلك سُبْرُوتٌ . والسِّبَارُ ككِتَاب والْمِسْبَارُ كمِحْرَاب : ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ ويُقَدَّرُ به غَوْرُه قال الشاعر يصف جُرْحَها :
" تَرُدّ السِّبَارَ على السّابِرِ وفي التّهْذِيب : السِّبَار : فَتِيلَةٌ تُجْعَل في الجُرْح وأنشد :
" تَرُدُّ على السَّابِرِيِّ السِّبَارَا ومن أمثال الأساس لولا المِسْبَار ما عُرِف غَوُر الجُرْح . والإمامُ أبو مُحَمَّد عبدُ الملك ابن عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ السِّبَارِيّ البُخَارِيّ إلى سِبَارَى بالكَسْر قَرْية ببُخارَى حَدَّثَ بتارِيخ بُخَارَى عن مُؤَلِّفهِ أبي عبد الله مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن غُنْجَارَ وعنه أبو الفَضْل بكر ابن مُحَمَّد بن علي الزّنجويّ وغيره . وسُبَرٌ وسُبْرَةُ كصُرَدٍ وقُتْرَةٍ : طائِرٌ دون الصَّقْر كذا في المحكم وأنشد اللّيث للأخطل :
والحارِثَ بنَ أبي عَوْف لَعْبِنَ بِه ... حتَّى تَعاوَرَه العِقْبَانُ والسُّبَرُ وسُبَر كصُرَد أوْ سُبْرَة مثل قُتْرة أو سُبَيْر مثل زُبَيْر : بِئْرٌ عادِيَّةٌ لتَيْمِ الرِّبَابِ في جَبَل يقال له السِّبْرَاة . وسَبَّر كَبَقَّم : كَثِيبٌ بين بَدْرٍ والمَدِينة هناك قَسَم صَلَّى الله عليه وسلم الغَنائِم قال شيخُنَا يُزَاد على النَّظَائِر السابِقَة في " تَوّج وبَذّرَ وجيّر " قلت : : وضبطه الصاغانيّ بكسر الموحّدة المُشَدَّدة وهو الصواب . وفي الحَدِيث : " لا بأْس وأن يُصَلِّيَ الرَّجلُ وفي كُمِّه سَبُّورة " هي كتَنُّومَة : جَرِيدةَ من الألْواحِ من ساجِ يُكْتَبُ عليها التّذاكِيرُ فإذا استْغَنْوا عنها مَحَوْها كسَفُّورة كما سيأتيْ وهي مُعرَّبة وجماعةٌ من أهل الحَدِيث يَرْوُونَهَا سَتُّورة وهو خَطَأٌ . والمُسْبَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ : الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّيْلِ
ومما يستدرك عليه : المَسْبَرةُ : المَخْبَرَة . وحَمِدْت مَسْبَرَه ومَخْبَرَه . والسِّبْر : مَاءُ الوَجْهِ والجمْع أسْبَارٌ . والسَّبَارَي بالفَتْح : أرضُ . قال لبيد :
دَرَى بالسّبَارَى حَبَّةٌ إثْرَ مَيَّةٍ ... مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوَادِمِ وأسْبَارُ بالفَتْح : قَريةٌ بباب أصْبَهانَ يقال لها : جَيٌّ . منها أبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد الله بن الفَرُّخَانَ الزاهد كان مُجابَ الدَّعوة . وسَبِيرَى : بفتح فكسْر : قَرْية بِبُخَارَى قيل هي سِبَارَى المذكورة منها أبو حفص عُمَر بن حفص بن عُمَر بن عُثْمَان بن عُمَر بن الحَسَن الهَمْدَانّي عن عليّ بن حجرٍ ويوسف بن عيسى وعنه مُحَمَّد بن صَابر الرِّباطيّ توفي سنة 294 ، ذكرَه الأمير وأبو سعيد السَّبِيريّ روَى عنه إسحاقُ بن أحمد السُّلَمِيّ . وسُبْران كعُثْمَانَ : موضعٌ بنواحِي البَامِيَانِ وهو صُقْعٌ بين بُسْتٌ وكابُلَ وبين الجِبَال عُيُونُ ماءٍ لا تَقْبَل النَّجَاسةَ إِذَا أُلقِىَ فيها شْيءٌ منها مَاجَ وغَلاَ نحوَ جِهَةِ المُلْقِى فإن أدركَه أحَاطَ به حتى يُغْرِقَه . وسليمان بن مُحَمَّد السَّبْرِىّ عن أبي بكر بن أبي سَبْرَةً وعنه عبد الجَبّار المُساحِقَيّ ذكرَه الحافظ ومحمد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن الحسن بن حَمدانَ الفَقِيهُ السَّابُورِيّ رَوَى عنه هِبَة الله الشِّيرازيّ . والسَّابرِيّ : نِسْبَةٌ إسماعيل بن سَمِيعٍ الحَنفيّ لبيْعه الثيابَ السَّابِرِيّة من رِجالِ مُسْلمٍ ضبطَه ابن السَّمْعَانيّ بفتْح الموحّدة وتعَقَّبه الرَّضيّ الشاطبيّ فقال : الصّواب بالكسر كذا في تَبْصِير المُنْتَبِه للحافظ . وسُبَارَى بالضَّمّ : قرية بمصر وقد دَخَلتُهَا . وأبو سَبْرَةَ عبد الله بن عابِس النَّخَعيّ : مقبولٌ من الثالثة . وسَبْرَةُ بن المُسَيَّب بن نَجَبَة كلاهما عن ابن عَبّاس وسُلَيمان بن سَبْرَةَ عن مُعَاذٍ وعنه أبو وائلٍومن المَجَاز : فيه خَيْرٌ كَثِيرٌ لا يُسْبَر وأَمرٌ عَظِيم لا يُسْبَر ومفَازَة لا تُسْبَر أَي لا يُعرَف قَدْرُ سَعَتها . وإسْبَرْت بكسر فسكون ففتح : مدينةٌ عظيمةٌ بالروم خَرَجَ منها العلماءُ . وسِبْرَاة بالكَسْر : ماءٌ لتَيْمِ الرِّباب