التَّسْبِيخ : التَّخْفِيفُ وهو مَجاز . وفي الحديث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم : " أَنّ سارقاً سَرَقَ مِنْ بَيتِ عائشةَ رضي اللّه عنها شَيئاً فدَعَتْ عليه فقال لها النّبيُّ صلَّى اللّه عليه وسلّم : لاتُسَبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِك عَليه " أَي لاتُخفّفِي عنه إِثْمَه الّذي استحقَّه بالسَّرِقة بدُعائكِ عليه . يريد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عليه المسروقُ منه خَفَّف ذلك عنه . قال الشاعر :
فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه ... إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ ويقال : اللّهُمَّ سَبِّخْ عنا الأَذَى يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه . والتّسبيخ أَيضاً : التَّسْكِينُ والسُّكُونُ جميعاً . والتَّسبيخ : لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ ونَحْوِه كالصُّوفِ والوَبَر . وعن الأَعرابيّ : سَمعْت أَعرابيّاً يقول : الحمد للّه على تَسبيخِ العُرُوقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ فيه . والتَّسبيخُ : الفَرَاغُ والنَّوْمُ الشَّديدُ وقيل : هو رُقادُ كلِّ ساعةٍ . وسبَّخْتُ أَي نِمْتُ كالسَّبْخِ فيهما نقله الفرّاءُ عن أَبي عَمرٍو . وقال الزّجّاج : السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ وقُرِىء : " إِنَّ لك في النَّهَارِ سَبْخاً طَوِيلاً " قرأَ بها يَحيَى بن يَعمر . قال ابنُ الأَعرابيّ : من قَرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً . ومَعَاشاً ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ . وقال الفرّاءُ : هو من تَسبيخ القُطْنِ وهو تَوسيعُه وتَنفيشُه يقال سَبِّخِي قُطنَك أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه . والسِّبيخُ كأَميرٍ المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ فَوق جُرْحٍ الواحِدَةُ بهاءٍ سَبِيخةٌ . والسَّبِيخ أَيضاً : ما لُفَّ مِنْه بَعْدَ النَّدْف للغَزْلِ وقُطنٌ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك وكذلك من الصُّوف والوَبَر . ومن المجاز : وَرَدت ماءً حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ وهو ما تَنَاثَرَ من الرِّيشِ ونَسَلَ وهو المُسَبَّخ وج الثّلاثة سَبائِخُ قال الأَخطلُ يَذكر الكِلاَبَ :
فأَرْسَلُوهُنّ يُذْرِن التُّرَابَ كما ... يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ
والسَّبَخَة محرَّكَةً ومسكَّنَةً : أَرضٌ ذاتُ نَزٍّ ومِلْحٍ . ج سِباخٌ . وقد سَبِخَتء سَبَخاً فهي سَبِخَةٌ وأَسْبَخَتِ الأَرْضُ . والسَّبَخُ : المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فيه الأَقدامُ وقد سَبِخَ سَبَخاً . والسَّبَخَةُ : ع بالبَصرَة ومنه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ العابدُ تُفِّيَ سنة 131 ، وفي الحديث أَنه قال لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ إِنْ مَرَرتَ بها ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا وهي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ ولا تَكاد تُنبت إِلاّ بعْضَ الشَّجرِ . والسَبَخَة : مَا يَعْلُو المَاءَ من طُول التَّرْكِ كالطُّحْلُب ونحوه . وسَبَخَ في الَرض : تَبَاعَدَ كسَبَحَ وقد تقدّم . وتَسَبَّخ الحَرُّ والغَضَبُ : سَكَنَ وَفَتَرَ كسبَّخ تَسبيخاً . وأَسْبَخَ في حَفْرِهِ إِذا بَلَغَ السِّبَاخَ تقول : حَفَرَ بِئراً فأَسْبَخَ إِذا انتهَى إِلى سَبَخة
بخْ كقَدْ أَي عظُمَ الأَمرُ وفَخُمَ وهي كلمةٌ تُقالُ وَحْدَها قال شيخنا : كلامُه كالصَّريح في أَنّها فعْلٌ ماضٍ لأَنه شرحَها به وفيه نَظَرٌ وقد تُكَرَّرُ فيقال بخٍ بَخْ الأَوّا منوَّن والثاني مُسكَّن كقولك غَاقٍ غاقْ وقُلْ في الإِفراد بخْ ساكنة وبَخ مكسورةً وبَخ منوّنةً مكسورةً وبَخٌ منوّنَةً مضمومة ويقال : بخْ بَخْ مُسكَّنين وبخٍ بَخٍ منوَّنَين مكسورين مخَفَّفين وبخٍّ بخٍّ منوّنين مكسورين مُشَدّدين كلَّ ذلك كلمةٌ تُقال عند الرِّضا والإِعجابِ بالشَّيءِ أَو الفَخْرِ والْمَدْحِ وقد تُستعمل للإِنكار وتكون للرِّفق بالشيْءِ وللمُبَالغة كما حكاهما في عُقود الزَّبرجد . وقال أَبو حيَّانَ في شَرح التسهيل : قالوا في الحذف : بخٍ بخٍ بالكسر وبَخْ بَخْ بالتسكين وهي كلمةٌ تقال عند استعظام الشّيْءِ قال : فأَمّا من كسَره فلأَنّه لمّا حذف التقَى ساكِنانِ الخاءُ الأُولى والتنوين فكُسِر الخاءُ . وأَمَّا منْ سَكَّنَ فلأَنّه لما حذف اللام حذفَ معها التنوين فبقِيَ الأَوْسَطُ على سكونه . وقال السُّهيْليّ في الرّوْض الأُنف : بَخ بخ كلمةٌ معناها التعجُّب وفيها لُغات : بَخْ بسكون الخاءِ وبكسرها مع التنوين وبتشديدها مع التنوين وعدمه . وفي اللسان : قال ابن السِّكِّيت بَخٍ بَخٍ وبَهٍ بَهٍ بمعنًى واحدٍ . قال ابن الأَنباريّ : معنى بَخْ بَخْ تَعظيمُ الأَمر وتَفخيمهُ وسَكنت الخاءُ فيه كما سكَنت اللّامُ في هَلْ وبلْ . وفي التهذيب وبَخْ كلمةٌ تقال عند الإِعجاب بالشيْءِ تُخفَّف وتثقَّل وقال : بَخْ بَخْ لهذا كَرماً فوقَ الكَرَمْ . وقال أَبو الهيثم : بَخْ بخْ كلمةٌ تتكلَّم بها عند تَفضيلِك الشيْءَ وكذلك بذَخ وَجَخْ . وتَبَخْبَخَ الحَرُّ كتخَبْخَب وباخ : سَكَنَ بعضُ فَورته . وبَخْبِخُوا عَنْكُم من الظَّهِيرة : أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا وهو مقلوب منه . وتَبخْبَخت الغَنمُ : سَكَنَتْ حَيْثُ - وفي بعضِ الأُمّهات : أَينما - كانتْ . وبَخْبَخَ البعِيرُ بَخبخةً وبَخْباخاً : هدرَ وبَخْبَاخُه : هدِيرٌ يَملأُ فَمَه بشِقْشقته . وهو جَملٌ بَخباخُ الهَدِيرِ . وقيلَ : بَخْبَاخُه : أَوّلُ هدِيرِه . وبَخبَخَ الرَّجلُ : أَبرَدَ مَنَ الظَّهِيرةِ كَخبْخَبَ . وقد وردَ في الحديث كما تقدَّم . وتَبخْبَخَ لَحْمُه أَي الرّجلِ : صار يُسمعُ له صوتٌ مِنْ هُزالٍ بَعْدَ سِمنٍ . وريّما شُدِّدت كالاسم . وقد جمعَها الشاعرُ فقال يصف بيتاً :
رَوافدُه أَكرمَ الرّافدَاتِ ... بَخٍ لك بخٍّ لبَحْرِ خِضَمّْ وعن أَبي عَمْرو : بَخٍّ إِذا سَكَّن مِنْ غَضَبِهِ وخَبَّ من الخَبَب . وبَخَّ في النّوم غَطَّ كبَخْبَخَ . وعن ابن الأَعرابيّ : إِبلٌ مُبَخبخةٌ أَي عظيمةُ الأَجوافِ وهي المُخبْخَبة وقد تقدَّم مقلوبٌ مأْخوذٌ من بخ بخ . والعرب تقول للشيْءِ تَمدحه : بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ : فكأَنَّها من عِظَمها إِذا رآها النّاسُ قالوا : ما أَحسنَها . وقال ابن سيده : وإِبِلٌ مُبَخْبَخةٌ : يقال لها : بَخ بَخ إِعجاباً بها . وعن ابن الأَعرابيّ : البَّخُّ : الرَّجُلُ السَّرِيّ . ودِرْهمٌ بَخِيٌّ مخفّفاً وقد تشدّد الخاءُ إِذا كُتِبَ علَيه بَخْ وَمعْمَعيٌّ : كُتِبَ عليه معْ مضاعفاً لأَنّه منقوصٌ وإِنّما يُضاعَف إِذا كان في حالِ إِفراده مُخفَّفاً لأَنّه لا يَتمكّن في التصريف في حال تخفيفه فيحتملُ طول التضاعف . ومن ذلك ما يثقَّل فيُكتفَى بتثقيله . وإِنّما حُمِل ذلك على ما يجري على أَلسنةِ النَّاس فوجدُوا بخّ مثقّلاً في مستعمل الكلام ووجدوا مع مخفّفاً وجرْس الخاءِ أَمتنُ من جَرْس العين فكرهوا تثقيلَ العَين فافهَمْ ذلك . وقال الأَصمعيّ : دِرْهم بَخِيٌّ : خفيفة لأَنّه منسوب إِلى بَخْ وبَخْ خفيفةُ الخاءِ وهو كقولهم ثَوبٌ يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيّق وهو من الأَضداد . قال : والعامّة تقول بخّيّ بتشديد الخاءِ وليس بصواب . وقال أَبو حاتم : لو نُسِب إِلى بَخ على الأَصل قيل بَخَويّ كما إِذا نُسِب إِلى دَمٍ قيل دَمويّ . ومما يستدرك عليه : بَخبَخ الرّجلُ : قال بَخ بَخ . وفي الحديث " أَنَّه لما قرأَ " وسارِعُوا إِلى مَغْفِرةٍ مِنْ رَبِّكم وَجَنّة " قال : بَخ بَخ " . وقال الحجّاج لأَعشى هَمْدَان في قوله :بَيْنَ الأَشجِّ وبين قيسٍ باذِخٌ ... بَخْبَخْ لوالدِه وللمولُودِ واللّه لا بَخْبَخْتَ بَعْدَهَا . وعن الأَصمعيّ : رَجلٌ وَخْواخٌ وبَخْباخ إِذا استَرْخَى بَطْنُه واتَّسَعَ جِلْدُه