السَّلْسَبِيلُ : اللَّيِّنُ الذي لا خُشُونَةَ فيهِ وَرُبُّما وُصِفَ بهِ الماءُ يُقالُ : شَرَابٌ سَلْسَبِيلٌ أي سَهْلُ المَدْخَلِ في الْحَلْقِ وقيلَ : هوَ الخَمْرُ ومنهُ قَوْلُ عبدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ :
إنَّهُم عنْدَ رَبِّهِم في جِنَانٍ ... يَشْرَبُونَ الرَّحِيقَ والسَّلْسَبِيلاَ
عَلَى أَنَّهُ عَطْفٌ مُرَادِفٌ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : لَمْ أَسْمَعْ سَلْسَبِيلَ إلاَّ في القُرْآنِ قالَ تَعالَى : " عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً " قالَ الزَّجَّاجُ : عَيْنٌ في الْجَنَّةِ وهو في اللُّغَةِ : لِمَا كانَ في غَايَةِ السَّلاَسَةِ فَكَأَنَّ العَيْنَ سَمِّيَتْ لِصِفَتِها . وقد مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْه على أَنَّهُ صِفةٌ وفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ وقال أبو بَكْرٍ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ السَّلْسَبِيلُ اسْماً لِلْعَيْنِ فَنُوِّنَ وحَقُّهُ أن لا يُجْرَى لِتَعْرِيفِه وتَأْنِيثِهِ ليكونَ مُوافِقاً رُؤُوسَ الآياتِ المُنَوَّنَةِ إِذْ كانَ التَّوْفِيقُ بَيْنَهُما أَخَفَّ على اللِّسانِ وأسْهَلَ عَلى القَارِئِ ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ صِفَةً للعَيْنِ ونَعْتاً له فإِذا كانَ وَصْفاً زالَ عنهُ ثِقَلُ التَّعْرِيفِ واسْتَحَقَّ الإِجْراءَ . وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ : سَلْسَبِيلاً : يَنْسَلُّ في حُلُوقِهِم انْسِلاَلاً وقالَ أَبو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ : مَعْناهُ لَيِّنَةً فِيما بَيْنَ الحَنْجَرَةِ والحَلْقِ . وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ كالصَّاغَانِيِّ في س ل ل وتَقدَّمَ الكَلامُ هُناكَ عن الأَخْفَشِ بِمِثْلِ ذلك . بَقِيَ أَنَّهُ يُقالُ في جَمْعِهِ : سَلاَسِبُ وسَلاَسِيبُ وجَمْعُ السَّلْسَبِيلَةِ السَّلْسَبِيلاَتُ وأَمَّا مَنْ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : سلْ رَبَّكَ سَبِيلاً إلى هذهِ العَيْنِ فهوَ خَطَأٌ غيرُ جائِزٍ . ومُسْلِمُ بنُ قادِمٍ السَّلْسَبِيلِيُّ البَغْدادِيُّ مَوْلَى سَلْسَبِيلٍ أَحَدِ الخِصْيانِ بِدَارِ الْخِلافَةِ نُسِبَ إِلَيْهِ رَوى عن بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيدِ وعنهُ أبو القاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ
بَلَتَهُ يَبْلِتُهُ بَلْتاً : قَطَعَهُ . بَلِتَ كَفَرِحَ ونَصَرَ : انْقَطَعَ كانْبَلَتَ . قال ابنُ منظور : زَعَمَ أَهلُ اللُّغَةِ أَنَّ بَلَتَهُ مقلوبٌ عن : بَتَلَهُ قال : وليس كذلك لوجود المَصْدَر وأَنشد في الصِّحاحِ لِلشَّنْفَري :
كَأَنّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصّهُ ... على أَمِّها وإِنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلِتِ أَي : تَنْقَطِع حَياءً . ومن رواه بالكسر يعني : تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّل . وانْبَلَتَ الرَّجُلُ : انْقَطَعَ في كُلِّ خيرِ وشَرٍّ . وبَلَتَ الرّجُلُ يَبْلُت وبَلِتَ بالكسر وأَبْلَتَ : انْقَطَع من الكلام فلم يتكلم . وبَلِتَ يَبْلَتُ : إِذا لم يَتَحَرَّكْ وسَكَتْ . وقيل : بَلَتَ الحياءُ الكلامَ : إِذا قَطعَه . والبِلِّيتُ كسِكِّيت لَفْظاً ومَعْنًى وهو الزِّمِّيتُ عن أَبي عَمْرٍو . البِلِّيتُ : الرَّجُلُ الفصيحُ الّذي يَبْلِتُ النّاسَ أَي يَقْطَعُهم . وقيل : البِلِّيتُ من الرِّجالِ : البَيِّنُ العاقِلُ اللَّبِيبُ الأَريبُ عن أَبي عَمْرٍو أَيضاً ؛ وأَنشد :
" أَلا أَرَى ذا الضَّعْفَةِ الهَبِيتَا
" المُسْتَطَارَ قَلْبُهُ المَسْحوتَا
" يُشَاهِلُ العَمَيْثَلَ البِلِّيتَا
" الصَّمَكِيكَ الهَشِمَ الزّمِّيتَا وعَبَّر ابنُ الأَعْرابيّ عنه بأَنه التّامُّ وأَنشد :
" وصاحِبٍ صاحَبْتُهُ زَمِيتَ
" مُيَمِّنٍ في قَوْلِهِ بِلِّيتِ
" لَيْسَ على الزّادِ بِمُسْتَمِيتِ قال : وكأَنّه ضِدٌّ وإِن كان الضِّدّانِ في التَّصريف . وقَدْ بَلُتَ كَكَرُمَ : إِذا فَصُحَ . عن أَبي عَمْرٍو : يقالُ : أَبْلَتَهُ يَمِيناً : إِذا حَلَّفَهُ وبَلَتَ هو . البُلَتُ كصُرَدٍ : طائرٌ سيأَتي في كلام المصنّف فيما بعدُ مُكَرَّراً . مَبْلَت كمَقْعَد : ع والّذي في الجَمْهَرَة : مَبْلَث آخره ثاءٌ مثلّثة فليُنْظَرْ . المُبَلَّتُ كمُعَظَّمٍ : المُحَسَّنُ من الكلامِ كالمُسَرَّجِ عن الكِسَائيّ . المُبَلَّتُ أَيضاً : المَهْرُ المَضْمُونُ بلغةِ حِمْيَرَ قال :
" وما زُوِّجَتْ إِلا بمَهْرٍ مُبَلَّتِ أَي مضمون . هكذا أَنشده الجوهَريّ وهو للطِّرِمّاحِ والرِّوايةُ :
وما ابْتَلَتِ الأَقْوامُ لَيْلَةَ حُرَّةٍ ... لَنَا عَنْوَةً إِلاّ بِمَهْرٍ مُبَلَّتِ
وبَلْتَيْتُهُ بَلْتَاتاً كَقَلْسَيْتُهُ قَلْساءً : قَطَعْتُهُ . وبَلْتٌ بفتح فسكون : اسْمٌ . وفي حديث سليمانَ على نبيّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام : " احْشُروا الطَّيْرَ إِلاّ الشَّنْقاءَ والرَّنْقاءَ والبُلَتَ " قال ؛ ابنُ الأَثير : الشَّنْقَاءُ : التي تَزقُّ فِراخَهَا . والرَّنْقَاءُ : القاعدةُ على البَيْضِ البُلَتُ كصُرَدٍ : طائرٌ مُحْتَرِقُ الرِّيشِ إِنْ وَقَعَتْ رِيشَةٌ منه في الطَّيْرِ أَحْرَقَتْهُ . هكذا نصُّ عبارته . وممّا يتعلَّق به : البَلَتُ مُحَرَّكَةً : الانقطاع . ورَجُلٌ بَلْتٌ كزَيْدٍ : عَدْلٌ . وبَلَّتَ الكَلامَ : فصَّله تفصيلاً . وتَبّاً له بَلْتاً : أَي قَطْعاً أَرادَ : قاطعاً فوضعَ المصدرَ موضعَ الصِّفة . ويُقَالُ : لئِنْ فعلتَ كَذَا وكَذَا لَيَكونَنّ بَلْتَةَ ما بَيْني وبَيْنكَ إِذا أَوْعَده بالهِجْرَان وكذلك بَتْلَةَ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ بمعناه . وبابُلُتُّ : موضعٌ بالرَّيّ منه يَحْيَى بنُ عبدِ الله بن الضّحّاك الحَرّانيُّ الرّازِيّ عن الأَوزاعيّ . ذكره ابنُ أَبي مَرْيَمَ