السَّبْت : الرَّاحَةُ والسُّكونُ والقَطْعُ وتَرْكُ الأَعْمَالِ . وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً : استراحَ وسَكَنَ . وَسَبَتَ الشّيْءَ وَسَبَّتَهُ : قَطَعَه وخَصّ اللِّحْيَانيُّ به الأَعْنَاقَ . وسَبَتَتِ اللُّقْمَةُ حَلْقِي وسَبَّتَتْهُ : قَطَعَتْهُ والتَّخفيف أَكثرُ . والسَّبْتُ السَّبَات : الدَّهْرُ وسيأْتي ما يَتعلَّق به . السَّبْتُ : الحَلْقُ وفي الصَّحاح : حَلْقُ الرَّأْسِ سَبَتَ رَأْسَهُ وشَعَرَه يَسْبَتُهُ سَبْتاً ؛ وسَلَتَهُ ؛ وسَبَدَهُ : حَلَقَهُ . السَّبْتُ : إِرْسَالُ الشَّعَرِ عن العَقْصِ . السَّبْتُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ يمدحُ عبدَ اللهِ بْنَ جعفر :
وَمَطْوِيَّة الأَقْراب أَمّا نَهارُهَا ... فَسَبْتٌ وأَمّا لَيْلُهَا فذَمِيلُ والسَّبْتُ : سَيرٌ فَوقَ العَنَقِ . وقال أَبو عَمْرٍو : هو العَنَقُ وقيل : هو ضَرْبٌ من السَّيْر . وفي نسخة : سَيْرٌ للإِبِل . وسَبتَتْ . تَسْبِتُ سَبْتاً وهي سَبُوتٌ ؛ قال رُؤبَةُ :
" يَمشِي بِها ذُو المِرّةِ السَّبُوتُ
" وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ خَفِ نَحِيتُ
السَّبْتُ : الحَيْرَةُ والإِطراقُ . السَّبْتُ السَّبْقُ في العَدْوِ . والسَّبْتُ : الفَرَسُ الجَوَادُ الكثيرُ العَدْو . السَّبْتُ : الغُلامُ العَارِمُ الجَرِيّ أَي كثير الجَرْيِ . السَّبْتُ : ضَرْبُ العُنُقِ ومن المجاز : سَبَتَ عِلاَوَتَهُ : ضَرَب عُنُقَهُ . السَّبْتُ يَوْمٌ من الأًسْبُوعِ معروفٌ وهو السابعُ منه وإِنّمَا سُمِّيَ به لأَنَّ الله تعالَى ابتدأَ الخَلْقَ فيه وقطَعَ فيه بعضَ خَلْقِ الأَرْض . ويُقَال : أُمِرَ فيه بنوا إسرائيلَ بقطع الأَعْمال وتَرْكِها . وفي المحكم : إِنّمَا سَمِّيَ سَبْتاً لأَن ابتداءَ الخلْق كان من يوم الأَحَد إِلى يوم الجُمْعَة ولم يكن في السَّبْت شيءٌ من الخَلْق قالوا : فأَصبَحَتْ يومَ السَّبت مُنْسَبِتَةً أَي : قد تَمَّتْ وانقَطَعَ العملُ فيها . وقيل : سُمِّيَ بذلك لأَنَّ اليهودَ كانوا يَنقطعون فيه عن العَمل والتَّصَرُّف ج : أَسْبُتٌ وسُبُوتٌ . قال الأَزهريّ وأَخطأَ من قال : سَمِّيَ السَّبتَ لأَنَّ الله أَمَرَ بني إِسرائِيلَ فيه بالاستراحة ؛ وخَلَقَ هو عَزّ وجَلَّ السّمواتِ والأَرْضَ في ستَّةِ أَيّام آخِرُهَا يومُ الجُمُعَة ثم استراحَ وانقطعَ العملُ فسُمِّيَ السّابعُ يومَ السَّبْت . قال : هذا خطأٌ لأَنه لا يُعْلَمُ في كلام العرب سَبَتَ بمعنى استراحَ ؛ وإِنّمَا معنى سَبَتَ : قَطَعَ ولايُوصَفُ الله تعالَى وتَقدَّسَ بالاستراحَة ؛ لأَنّه لا يَتعَبُ والرّاحَةُ لا تكون إِلاّ بعد تَعَبٍ وشُغل وكِلاهما زائلٌ عن الله تعالى . قال : واتَّفَقَ أَهلُ العِلْم على أَنّ الله تعالَى ابتدأَ الخلقَ يوم السَّبْتِ ولم يَخْلُقْ يومَ الجُمْعَة ساءً ولا أَرضاً . قال : والدَّلِيلُ على صِحَّةِ ما قال ما رُوِيَ عن عبد الله بْنِ عُمَرَ قال : " خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يوم السَّبْتِ وخلق الحِجارةَ يومَ الأَحَد وخلق السُّحُبَ يومَ الاثْنَيْنِ وخلق الكُرومَ يومَ الثُّلاثاءِ وخلق الملائكةَ يومَ الأَرْبعاءِ وخلق الدَّوابَّ يوم الخَميس وخلق آدَمَ يومَ الجُمُعَة فيما بينَ العصر وغروب الشَّمْس " . قال شيخُنا : وصحّح في شرح المُهّذَّبِ أَنَّ أَوّل الأًسبوع الأَحدُ لِما رواه عبدُ اللهِ بن سلامٍ : " إِنّ الله ابتدأَ الخَلْقَ فَخَلَقَ الأَرْضَ يومَ الأَحَد والاثنين ؛ والسَّمواتِ يومَ الثُّلاثاءِ والأَربِعاءِ ؛ وما بينهما يومَ الخَمِيس والجُمُعَة " . قال القُرْطُبِيّ : وهو قولُ ابنِ مسعود وغيرِه من الصَّحابة . وتَعَقَّب البَيْهَقِيُّ ما رواه مُسْلِمٌ أَي حديث " خَلَقَ اللهَ التُّرْبةَ يومَ السَّبْت " الحديثَ بأَنَّه لا يُحْفَظُ ومُخَالِفٌ لأَهْل النَّقْل والحديثِ . قال : وهو الَّذي جزَمَ به أَبُو عُبَيْدَةَ وقال : إِنَّ السَّبْتَ هو آخِرُ الأَيّام وإِنّمَا سَمِّيَ سَبْتًا : لأَنَّهُ سُبِتَ فيه خَلْقُ كُلِّ شيْءٍ وعَمَله أَي : قُطِعَ وبه جزم في التفسير في البَقَرة . وقال الجوهَرِيُّ : وسُمِّيَ يومَ السَّبْت لاِنْقطَاع الأَيّام عندَه . وقال السُّهَيْلِيّ في الرّوْض : لم يَقُلْ بأَنَّ أَوَّلَهُ الأَحَدُ إِلاّ ابْنُ جَرِيرٍ واستدلّ له في شرح المُهّذَّب بخَبَرِ مُسْلم عن أَبي هُرَيْرَةَ السّابقِ ولهذا الخَبَر صَوَّب الإِسْنَوِيُّ - كالسُّهَيْلِيِّ وابن عَسَاكر - أَنّ أَوّلَهُ السَّبْت انتهى . السَّبْتُ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ السُّبَاتِ : أَي : النَّوْم . السَّبْت : الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ المُطْرَقُ كالسُّباتِ بالضَّمِّ . السَّبْتُ : قِيامُ اليُّهُودِ لعَنَهُم الله تعَالى بأَمْرِ السَّبْتِ . وفي لسان العرب : بأَمْرِ سَبْتِهَا . وقد سَبَتوا يَسْبِتُون ويَسْبُتُون . قال تعَالى " ويَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِم " والفِعْل : كَنَصَرَ وضَرَبَ . قال شيخُنَا : قَضِيَّتُه أَنّ المصادر السابقة كلها في جميع المَعاني يُبْنَى منها الفعلُ بالوَجْهَيْنِ والّذي في الصِّحاح أَنَّ الجميعَ بالكَسْر ولا يُضَمُّ إِلاّ في : سَبَت إِذا نامَ . قلتُ : وكذلك في : سَبَتَ إِذا نامَ . قلتُ : وكذلك في : سَبَتَ اليهودُ فإِنّه يُرْوَى فَعْلُه بالوَجْهينِ كما تقدّم . السِّبْتُ بالكَسْرِ : جُلُودُ البَقَرِ مَدبوغَةً كانَتْ أَو غَيْرَ مَدْبُوغَةٍ كذا في المُحْكَم . ونقْلَه غيرُه عن أَبي زيد . وقالأَبو حَنِيفَةَ عن الأَصمعيّ وأَبي زيد : لا يكونُ السِّبْتُ إِلاّ من جِلْدِ بقرٍ مَدْبوغ . السِّبْتُ أَيضاً : كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ أَو المدبوغُ بالقَرَظِ . وفي الصِّحاح : السِّبْتُ : جُلودُ البقَرِ المدبوغةُ بالقَرَظ تُحْذَى مِنه النِّعالُ السِّبْتِيّةُ انتهى . وقال أَبو عَمْرٍو : كُلّ مدبوغٍ فهو سِبْتٌ . قيل : مأْخُوذٌ من السَّبْت وهو الخَلْق . وفي الحديث : أَنّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأَى رَجُلاً يمشي بينَ القُبُورِ في نَعْلَيْهِ فقال : " ياصاحِبَ السِّبْتَيْنِ اخْلَعْ سِبْتَيْكِ " . قال الأَصمَعيّ : السِّبْتُ : الجِلْدُ المدبوغُ قال : فإِن كانَ عَلَيْه شَعَرٌ أَو صُوفٌ أَو وَبَرٌ فهو مُصْحَبٌ . وقال أَبو عَمْرٍو : النِّعَالُ السِّبْتِيَّة : هي المدبوغة بالقَرَظ . قال الأَزهريّ : وحديثُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يدُلُّ على أَنّ السِّبْتَ مالا شَعَرَ عليه ؛ وقالَ عَنْتَرَةُ : أَبو حَنِيفَةَ عن الأَصمعيّ وأَبي زيد : لا يكونُ السِّبْتُ إِلاّ من جِلْدِ بقرٍ مَدْبوغ . السِّبْتُ أَيضاً : كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ أَو المدبوغُ بالقَرَظِ . وفي الصِّحاح : السِّبْتُ : جُلودُ البقَرِ المدبوغةُ بالقَرَظ تُحْذَى مِنه النِّعالُ السِّبْتِيّةُ انتهى . وقال أَبو عَمْرٍو : كُلّ مدبوغٍ فهو سِبْتٌ . قيل : مأْخُوذٌ من السَّبْت وهو الخَلْق . وفي الحديث : أَنّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأَى رَجُلاً يمشي بينَ القُبُورِ في نَعْلَيْهِ فقال : " ياصاحِبَ السِّبْتَيْنِ اخْلَعْ سِبْتَيْكِ " . قال الأَصمَعيّ : السِّبْتُ : الجِلْدُ المدبوغُ قال : فإِن كانَ عَلَيْه شَعَرٌ أَو صُوفٌ أَو وَبَرٌ فهو مُصْحَبٌ . وقال أَبو عَمْرٍو : النِّعَالُ السِّبْتِيَّة : هي المدبوغة بالقَرَظ . قال الأَزهريّ : وحديثُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يدُلُّ على أَنّ السِّبْتَ مالا شَعَرَ عليه ؛ وقالَ عَنْتَرَةُ :
بَطَلٌ كأَنَّ ثِيَابَهُ في سَرْحَةٍ ... يَحْذَى نَعَالَ السِّبْتِ ليس بَتَوْأَمِ مَدَحه بأَرْبَعِ خِصالٍ كِرام : أَحدهَا أَنّه جعله بطلاً أَي شجاعاً الثاني أنَّهُ جعلهُ طويلاً شبهه بالسَّرْحَة الثالث أَنَّه جعله شريفاً لِلُبْسه نِعَالَ السِّبْتِ ؛ الرابع أَنّه جَعلَه تامَّ الخَلْقِ نامِياً لأنَّ التَّوْأَم يكون أَنْقصَ خَلْقاً وقُوَّةً وعَقْلاً وخُلُقاً . كذا في اللسان . وفي الحديث : أَنّ عُبَيْدَ بْن جُرَيْج قال لابْنِ عُمَرَ : رأَيتُك تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ فقال : رأَيتُ النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَلْبَس النِّعالَ التي ليس عليها شَعَرٌ ويَتوَضَّأُ فيها فأَنا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَها . قال : إِنَّمَا اعترضَ عليه لأَنَّها نَعالُ أَهلِ النَّعْمَة والسَّعَة . وفي التَّهْذِيب : كأَنّما سُمّيَت سِبْتِيَّةً لأَنّ شَعرَها قد سُبِتَ عنها أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بِعِلاجٍ من الدِّباغ معلومٍ عند دَبَّاغِيها ومثلُه في الصِّحاح وقال ابنُ الأَعْرَابي : سُمِّيت النِّعَالُ المدبوغةُ سِبْتِيَّةً لأَنّها انسبتَتْ بالدِّباغ أَن لاَنَتْ وهو قول الهَرَوِيّ . ومن المجاز : اخْلعْ سِبْتَيْك . وأَروُنِي سِبْتَيَّ كما في الأَساس . وهو مثل قولهم : فلانٌ يَلْبَس الصّوفَ والقُطْن والإِبْرِيسَمَ أَي الثِّيَابَ المتَّخذة منها كذا في النهاية . ويُرْوَى : ياصاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ على النَّسَب وهكذا وُجِدَ بخطّ الأَزهريّ في كتابه . وإِنَمَا أَمَرَه بالخَلْعِ احتراماً للمَقابر لأَنّه يَمشِي بينها . وقيل : كان بها قذَرٌ أَو لاخْتِيَالِه في مَشْيِه . كذا في اللِّسان . قلتُ : وعلى قولِ ابنِ الأَعْرَابيّ والّذِي قبْلَه في التَّهْذِيب يَنبغِي أَن يكون بفتح السِّين وكذا ما نقله ابنُ التِّين عن الدَّاوُوديّ أَنّهَا منسوبةٌ إِلى سُوقِ السَّبْت . وفي المنتهَى : أَنّها منسوبةٌ للسُّبْت بالضَّمّ وهو نَبْتٌ يُدْبَغُ به فيكون بالفتح إِلاّ أَنْ يكون من تَغييرات النَّسَب . وأَوردَه شيخُنا . السُّبْتُ بالضَّمِّ : نَبَاتٌ كالخِطْمِيِّ عن كُراع ويُفْتحُ ؛ أَنشد قُطْربٌ :
وأَرْض يَحارُ بها المُدْلِجونَ ... تَرى السُّبْتَ فِيهَا كرُكْنِ الكثِيبِوالمُسبِتُ كمُحْسِنٍ : الَّذِي لا يَتَحرَّكُ وقد أَسْبَتَ . و : الدَّاخِلُ في يَوْمِ السَّبْتِ هكذا في سائر النُّسَخ والأَوْلَى " في السَّبْتِ " من غيرِ لفظِ " يوم " كما هو في الصِّحاحِ واللّسان وغيرَهما ؛ لأَنّ المُرادَ بالسَّبْتِ هُنا قيامُ اليهود بأَمْرِه لا اليوم وقد أَسْبَتُوا . فتأَمّلْ . والسُّبَات كغُرَابٍ : النَّوْمُ وأَصلُه الرّاحَةُ تقولُ منه : سَبَتَ يَسْبُت هذه بالضَّمّ وحدَهَا . وعن ابن الأَعْرَابِيّ في قوله عَزَّ وجَلَّ : " وجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً " أَي قَطْعاً . والسَّبْتُ : القَطْع فكأَنّه إِذا نام انقطعَ عن النّاس . وقال الزَّجّاجُ : السُّبَات : أَنْ يَنقطِعَ عن الحَركة والرُّوح في بَدَنه أَي : جَعَلْنا نَومكم راحةً لكم أَو السُّبَات : خِفَّتُه أَي النَّوْمِ كالغَشْيَة أَو ابْتداؤُهُ أَي النَّوْمِ في الرَّأْسِ حَتَّى يَبْلُغَ القلْبَ قاله ثعلب . ورجلٌ مَسْبُوتٌ من السُّبات وقد سُبِتَ عن ابْن الأَعرابيّ ؛ وأَنشد :
" وَترَكَتْ راعِيَهَا مَسْبُوتَا
" قدْ هَمَّ لمّا نامَ أَنْ يَمُوتَا وفي التَّهْذِيب : والسَّبْتُ : السُّبات وأَنشد للأَصمعيّ :
" يُصْبِحُ مَخْموراً ويُمْسِي سَبْتَا أَي مَسْبُوتاً . ويُقال : سُبِتَ المريضُ فهو مسبوتٌ وفي حديثِ عَمْرِو بن مسعودٍ قال لمُعاوِيَةَ : " ماتَسأَلُ عن شيخٍ نَوْمُهُ سُبَاتٌ وَليْلُهُ هُبَاتٌ " السُّبات : نومَ المريضِ والشِّيْخِ المُسِنّ وهو النَّوْمَةُ الخفِيفة . السُّبات : الدَّهْرُ كالسَّبْتِ ولو ذكرَه عند السَّبْت بقوله كالسُّباتِ كان أَلْيَقَ بصَنْعته . سُباتٌ بِلا لامٍ : لقبُ إِبراهِيمَ بْنِ دُبَيْسٍ الحَدَّاد المُحَدِّث عن مُحَمّدِ بن الجَهْم السّمري . والسَّبْتُ : بُرْهَةٌ من الدُّهْر قال لبِيدٌ :
وَغنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ ... لوْ كان للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَقمْتُ سَبْتاً وسَبْتَةً وسنْبَتاً وسنْبَتَةً أَي : بُرْهةً من الدَّهْر . وكفْرُسَبْتٍ : ع بالشّامِ بين طَبَرِيَّة والرَّمْلةِ . وكذا سُوقُ السَّبْتِ موضِعٌ آخَرُ . وابنَا سُبَاتٍ بالضم : الليلُ والنَّهارُ قال ابْنُ أَحمر :
وكُنَّا وهُم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقَا ... سِوًى ثمَّ كانا مُنْجِداً وتِهَامِيَا قالوا : السُّباتُ : الدُّهْرُ وابناهُ : اللَّيْلُ والنَّهَارُ . قال ابنُ بَرِّيّ : ذكر أَبو جعفر محمّدُ بنُ حبيب : أَنّ ابْنيْ سُبَاتٍ رَجُلانِ رأَى أَحدُهما صاحِبَهُ في المَنام ثمّ انتبَه وأَحدُهما صاحِبَهُ في المَنام ثمّ انتبَه وأَحَدُهما بنجْدٍ والآخرُ بتِهامَة . وقال غيرُه : ابْنا سُبَاتٍ أَخَوانِ مَضَى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشَّمْسِ ليَنْظُرَ مِنْ أَيْن تَطْلُع والآخرُ إِلى مَغْرِبِ الشّمْس لينظُرَ أَين تَغْرُبُ كذا في لسان العرب . والمسْبُوتُ : المَيِّتُ والمَغْشِيّ عليه وكذلك العَلِيلُ إِذا كان مُلْقًى كالنّائم يُغمِّضُ عَيْنيْه في أَكثرِ أَحْواله : مسبوتٌ وقد سُبِتَ كما تقدَّم . انْسَبَتتِ الرُّطَبةُ : جَرَى فيها كلِّها الإِرطابُ . وانْسَبَتَ الرُّطَبُ عَمُّه كُلَّه الإِرطابُ . ورُطَبٌ مُنْسَبِتٌ : عمَّه كلَّه الإِرْطابُ . انْسَبَتتِ الرُّطَبَةُ : أَي لانَتْ ورُطَبَةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي : ليِّنة . والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى : الجَرِيءُ المُقْدِمُ من كلّ شيْءٍ والياءُ للإِلحاق لا التّأْنيث أَلا ترَى أَن الهاءَ تَلحَقُه والتّنوين يقال سَبَنْتَاةٌ وسَبَنْدَاةٌ . قال ابنُ أَحْمَرَ يَصف رَجُلاً :
كأَنَّ اللَّيْلَ لا يَغْسُو عَليْهِ ... إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاهَ الأَمُونَا يعني النّاقةَ . السَّبَنْتَى : النَّمِرُ ويُشْبِه أَنْ يكون سُمِّيَ به لجُرْأَته وقيل السَّبَنْتَى : الأَسَدُ والأُنثى بالهاءِ ؛ قال الشَّمّاخ يَرْثي عُمَرَ بْنَ الخطّاب رضِي الله عنه :
جَزَى اللهُ خَيراً من إِمامٍ وبارَكَتْ ... يَد اللهِ في ذاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ
وما كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تكونَ وَفاته ... بكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِقال ابنُ بَرِّيّ : هكذا في الأَصل وإِنّما هو لِمُزَرِّدٍ أَخي الشَّمّاخ ورُوِي لهما . يقول : ما كنتُ أَخْشَى أَن يَقْتُلَهُ أَبو لُؤْلُؤةَ وأَن يَجْترِئَ على قتلِه والأزرقُ : العَدُوُّ . وقيل : السبنتاه اللبوءةُ الجَريئة وقيلَ النّاقةُ الجَرِيئةُ الصّدْر وليس هذا الأَخِيرُ بقَويّ . ج : سَبَانِتُ ومن العرب مَنْ يمجَعُها سَباتَى . ويُقالُ للمرأَة السَّليطة : سَبَنْتَاةٌ ويقال : هي سَبنْتاةٌ في جلْدِ خَبَندَاة . والَّسَّبْتَةُ بالفتْح : المِعْزَى . والسِّبْتَانُ بالكسْرِ : الأَحْمَقُ والمُتحَيِّرُ الذّاهِبُ اللُّبِّ . وانْسَبَتَ الخّدُّ : طالَ وامْتَدَّ مع اللِّينِ . والسَّبْتَاءُ بالمَدّ : المُنْتشِرَةُ الأُذُنِ في طُولٍ أَو قِصَرٍ نقله الصَّغانيُّ . السَّبْتاءُ من الأرْض : مثلُ الصَّحْرَاء وقيل : أَرضٌ سَبْتاءُ : لا شَجَر فيها . وقال أَبو زيد : السَّبْتاءُ : الصَّحْرَاءُ والجمع سَبَاتَى . وأَرْضٌ سَبْتَاءُ : مُستوِيَة . وسَبْتَةُ : د بالمَغْرِب في العُدْوَة قُبَالةَ الأَنْدَلُسِ وقال الشِّهابُ المَقَّرِيُّ في أَزهار الرِّياض : هي مدينةٌ بساحلِ بحر الزُّقاقِ مشهورةٌ واخْتُلِف في سَببِ تَسميتها بذلك فقيل : لاِنْقِطاعها في البحر من قولك : سَبَتَ الشَّيْءَ إِذا قَطعَه وقيل : لأَن مُخْتَطَّها هو سَبْتُ بْنُ سام بن نُوح وإِليه أَشار لسانُ الدِّين بْنُ الخطِيب التِّلِمْسانيّ الغَرْناطيّ :
حُيِّيتَ يا مُخْتطَّ سَبْتِ بْنِ نُوحْ ... بكلِّ مُزْنٍ يَغْتدِي أَو يَرُوحْ
مغْنى أَبِي الفَضْلِ عِياضِ الّذِي ... أَضْحَتْ برَيّاهُ رِيَاضٌ تَفوحْ وفيها يقول أَبو الحكم مالكُ بنُ المُرَحَّل من قصيدة طويلة مَطْلعُها :
سَلامٌ على سَبْتةِ المَغْرِبِ ... أُخَيَّةِ مَكَّةَ أَو يَثْرِبِ وفي مدحها يقولُ أَيضاً :
اخْطِر على سَبْتَةَ وانظُرْ إِلى ... جَمالِها تَصْبُو إِلى حُسْنِهِ
كأَنَّها عُودُ غِناءٍ وقدْ ... أُلْقِيَ في البَحْرِ على بَطْنِهِقال شيخنا ثم إِنّ المشهور الجاريَ على الألْسنة أَنّ النِّسبة إِليها بالفتح على لفْظِها وجزم الرّشاطيّ أَنّ النِّسبة إِليها : سِبْتِيٌّ بالكسر . وعندي فيه نظر وإِنْ قبِلَهُ منه شُيوخُنا وأَقرُّوه قياساً على البَصْرة ونحوه انتهى . ومنها أَبو الأَصْبَغ عِيسى بن عَلاءِ بن يَزِيدَ سَمِع بقُرْطُبَةَ . وأَبو القاسم مُحَمّدُ بن الفقِيه المُحَدِّث أَبي العَبّاس أَحمدَ بن حَمَدِ بنِ أَحمدَ اللَّخْمِيّ الغرفيّ مَلِكُ سَبْتةَ وابْنُ مَلِكها روى عن أَبِيه وغيره . وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الحافظ نزيل مالَقَةَ رَوَى عن محمّد بنِ غازِي السَّبْتِيّ وعنه أَبو جَعْفرِ بنِ الزُّبيْر وأًثنى عليه الاثنانِ . من تاريخ الذهبِيّ . وأَبو الحَكم مالِكُ بن المُرحَّل ناظِمُ الفصِيح أَحدُ شُيُوخ أَبي حَيّان . والقاضي المحدِّث عِياضْ بنُ موسى بن عِياضٍ اليَحْصُبِيّ . وهذان من شرحِ شيخنا . وفي أَزهار الرّياض : الشَّرِيفُ أَبو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَحمدَ بنِ طاهرٍ الحُسَيْنِيّ العَلوِيّ آخِر أَشراف سَبْتةَ كان معاصراً لِلِسان الدِّين بن الخَطيب وبينهما مُصَادَقَةٌ ومُكاتبَة وهو من ذُرِّيَّة أَبِي الطّاهر الّذي خرَجَ من صِقِلِّيَة وكانت لهم بَسبَتةَ وَجَاهَةٌ أَعادُها الله دارَ إِسلامٍ . وبخطّ ابْنِ خِلِّكان : أَبو العَبّاس أَحْمَد بنُ هارون الرَّشِيدِ العَبّاسِيّ السَّبْتِيّ الزّاهد قبرُه ببغدادَ منسوبٌ إِلى يوم السَّبْت ؛ لأَنّه تركَ الدُّنيا ورَمَى ولايَته وكان يَتكسَّبُ بيدِه في يوم السّبت ويُنْفِقُه في بقيَّة الأُسبوع ويتفرّغ للعبادة تُوُفّيَ سنة 283 ، وذكره ابنُ الجوْزي في صفة الصّفوة . والسِّبِتّ كِفِلِزٍّ : الشِّبِتّ بوزنه وسيأْتي في الشِّين وهما مُعَرَّبَاشِوِذَّا بكسر الشّين والواو ؛ وقال أَبو حنيفةَ : السِّبِتٌّ نَبتٌ معرَّبٌ من شِبِتٍّ قال : وزعَم بعضُ الرُّواة أَنّه السَّنُّوتُ كذا في اللٍّسان . وقرأْتُ في كتاب المُعَرَّب للجَوالِيقيّ ما نصه : قال الأَزهريُّ : وأَمّا الشِبِتّ لهذه البَقْلةِ المعروفة فهي مُعَرّبة . قال : وسَمِعتُ أَهل البَحْرَيْنِ يقولون لها " سِبِتٌّ " بالسّين غيرَ معجمةٍ وبالتّاءِ وأَصلها بالفارسيّة شِوِذْ وفيها لُغَة أُخرَى : سِبِط بالطّاءِ انتهى . في الحِلْيَةِ الشّرِيفَة : كان في وَجْهِهِ انْسِباتٌ أَي : طُولٌ وامْتِدادٌ نقله الصّاغَانيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْبَاتاً : إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ وقال :
أَصَمُّ أَعْمَى لا يُجِيبُ الرُّقَى ... من طُولِ إِطْراقٍ وإِسْبَاتِ والسَّبْتُ : الأُسبُوع في الحديث : " فما رأْينا الشَّمْسَ سَبْتاً " قيل : أَرادَ أُسْبُوعاً من السَّبْت إِلى السَّبْت فأَطلقَ عليه اسمَ اليومِ كما يُقَال : عِشرونَ خَرِيفاً ويُراد عِشْرُونَ سَنةً . وقيل : أَراد بالسَّبْتِ : مُدّةً من الزّمان . قليلةً كانت أَو كثيرَةً . وقد تقدّم . وحكى ثَعْلَب عن ابن الأَعرابيّ : لاتَكُ سَبْتِيًّا أَي ممّن يَصوم السَّبْتَ وَحْدَهُ . ومن الأَعْلام : أَبو محمّدٍ سَبْتِيُّ بنُ أَبي بكرِ بنِ صَدَقَةَ البغداديّ من شُيوخ الدِّمْياطيّ هكذا قَيَّده في مُعجَمه بلفظ النِّسْبَة كمَكِّيٍّ وحَرَمِيٍّ
سَبّه سَبّاً : قَطَعَه . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ :
فما كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ ... بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلاَمٌ فَسَبّْ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى ... تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
في لِسَانِ العَرَب : يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعةَ لسُحَيْمِ ابْنِ وَثِيلِ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً ثم بَدَا لَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة . وفي التَّهْذِيب : أَرَادَ بِقَوْله : سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إِبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ اْنتَهَى وسَيَأْتي في ص أَر . والتَّسَابُّ : التَّقَاطُعُ . من المجاز : سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً : طَعَنَه في السَّبَّةِ أَي الاسْتِ . وسَأَل النُّعْمَانً بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فقال : كَيْفَ صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : لَقِيتُه في الكَبَّة فطَعَنْته في السَّبَّة فأَنْفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة . الكَبَّةُ : الجَمَاعَةُ كما سَيَأْتِي . فقلتُ لأَبِي حَاتِم : كَيْفَ طَعَنَه في السَّبَّة وهُوَ فَارِسٌ فضَحِك وقال : انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه في سَبَّتِه . وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً : يا أَبَه أَقَتَلُوك ؟ قال : نَعَم أَي بُنيَّةُ وسَبُّونِي . أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه . السَّبُّ : الشَّتْمُ . وقَدْ سَبَّه يَسُبُّه : شَتَمَه سَبّاً وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى كسَبَّبَه وهو أَكثرُ مِنْ سَبَّه . وعَقَرَه وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذي الخِرَق :
" بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلاَمٌ فَسَبّْ وفي الحديث : سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق . وفي الآخر : المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان . ويقال : المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة : لا تَمْشَيِيَنَّ أَمَامَ أَبِيك ولا تجلسن قبله ولا تدعه باسمه ولا تَسْتَسِبَّ له . أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه بأَن تَسُبَّ أَبَا غَيْرك فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لك . من المجاز : أَشَارَ إِلَيْه بالسَّبَّابة السَّبّأبَةُ : الإِصْبَعُ الَّتي تَلِي الإِبْهَامَ ؛ وَهِي بَيْنَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى صِفَةٌ غَالِبة وهي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين . وتَسَابَّا : تَقَاطَعَا . والسُّبَّةُ بالضَّمِّ : العَارُ . يُقَالُ : هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك أَي عَارٌ تُسَبُّ بِه . السُّبَّة أَيضاً : مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه . وسَابَّه مُسَابَّةً وسِبَاباً : شَاتَمَه . السِّبَّةُ بالكسْر : الإِصْبَع السَّبَّابَة هكذا في النُّسَخ والصَّوَابُ المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كما قَيَّده الصاغَانِيّ . سِبَّةُ بلا لام : جَدُّ أَبِي الفَتْح مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرِشِيّ المُحَدِّث عَنِ أَبي الشَّيْخِ وابنْه أَحمد يروى عن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ . من المَجازِ : أَصَابَتْنا سَبَّةٌ بالفَتْح مِنَ الحَرّ في الصَّيْفِ سبَّةٌ مِنَ البَرْد فِي الشِّتَاءِ سَبَّةٌ مِنَ الصَّحْو وسَبَّةٌ من الرَّوْح وذلك أَن يَدُومَ أَيَّامً . وقال ابن شُمَيْل : الدَّهْرُ سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا . عن الكسَائِيّ : عِشْنَا بها سَبَّةً وسَنْبَةٌ كقَوْلك : بُرْهَةً وحِقْبَةً يعني الزَّمن من الدَّهر . ومَضَتْ سَبَّةٌ وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلاَوَةٌ . نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءٍ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص ؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الكَلاَم س ن ب كذا في لسان العرب . سَبَّةُ بلا لاَمٍ : ابْنُ ثَوْبَان نَسَبُه في بَنِي حَضْرَمَوتَ مِن الْيَمَن . والمِسَبُّ كمِكَرٍّ أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هو الرَّجُلُ الكثيرُ السِّبَابِ كالسِّبِّ بالكسر والمَسَبَّةِ بالفَتْح وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ . سُبَبَة كهُمَزَةٍ : الَّذِي يَسُبُّ النَّاسَ على القِيَاسِ في فُعَلَةٍ . والسِّبُّ بالكَسْرِ : الحَبْلُ في لُغَةِ هُذَيْل . قال أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه في وَتِدٍ أَثْبَتَه في رأْسِ الجَبَل . السِّبُّ : الخِمَارُ والعِمَامَةُ . قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ :
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي ... تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَاوأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةٌ ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا يُرِيد عمَامَتَه وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان . وقِيلَ : يَعْني اسْتَه وكان مَقْرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ . السِّبُّ : الوَتِدُ . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا . السِّبُّ : شُقَّة كَتَّانٍ رَقِيقَة كالسَّبِيبَةِ ج سُبُوبٌ وسَبَائِبُ . قَالَ أَبُو عَمْرو : السُّبُوبُ : الثِّيَابُ الرِّقَاق وَاحِدُها سِبّ وهي السَّبَائبُ وَاحِدُهَا سَبِيبَةٌ . وقال شَمِر : السَّبَائِبُ : متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخ عند التُّجَّار ومنها ما يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ في سِتٍّ . وفي الحديث : ليس في السُّبُوبِ زَكَاةٌ وهِي الثِّيَابُ الرِّقَاق يعني إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة ويروى السُّيُوبُ باليَاءٍ أَي الرِّكَاز . ويقال : السَّبِيبَةُ : شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ وقيل : هي من الكَتَّان . وفي الحديث : دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه سَبِيبَةٌ . وفي لسان العرب : السِّبُّ والسَّبِيبَةُ : الشُّقَّةُ وخَصَّها بَعْضُهم بالبَيْضَاءِ . وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ ابْنِ عَبَدَة :
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ ... مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ إِنما أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف . وسَبيبُكَ وسِبُّكَ بالكَسْر : مَنْ يُسَابُّكَ وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ . قال عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ :
لا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي ... إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ من المجاز قَوْلُهُم : إِبِل مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةٍ أَي خِيَارٌ ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا : قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذا اسْتُجِيدَت . قال الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وجَوْدَتَها :
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها ... رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ يَقُولُ : مَنْ نَظَر إِلَيْها سَبَّهَا وقَالَ لَهَا : قَاتَلَهَا اللهُ مَا أَجْوَدَهَا ! يقال : بَيْنَهُم أُسْبُوبَةٌ بالضَّمِّ وأَسَابِيبُ يَتَسَابُّون بِهَا أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ . والتَّسَابُّ : التَّشَاتُمُ . وتَقُولُ : مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ أَسَابِيبُ . والسَّبَبُ : الحَبْلُ كالسِّبِّ والجَمْعُ كالجَمْعِ . والسُّبُوبُ : الحِبَال . وقَوْلُه تَعَالَى : فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً في سَقْفِه ثُمَّ لِيَقْطَعْ أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه مِنْ فَوْق . وقال خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ : السَّبَبُ من الحِبَالِ : القَوِيُّ الطَّوِيلُ وقال : ولا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَاً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَدَرَ بِه . وفي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ سَبَاً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ أَي حَبْلاً وقيل : لا يُسَمَّى ذلك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه . قَالَ شَيْخُنَا : وفي كَلاَم الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ وقَوْله :
" جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبيَجُوزُ أَنْ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قال ابنُ دُريد : هذِه امْرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وهو السَّبَب ثم أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاء لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ . السَّبَبُ : كُلُّ ما يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه . وفي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ : كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ به إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه . وجَعَلتُ فلاناً لِي سَببَاً إِلَى فُلاَنٍ في حَاجَتي أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة . ومن المجاز : سَبَّبَ اللهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر . وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرىً : سوَّيتُه . واسْتَسَبَّ له الأَمْرُ كَذَا في الأَساس قال الأَزهريّ : وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا لأَنَّ المُسَبَّبَ عليه المَالُ جُعل سَببَاً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْلِ الفَيْءِ . السَّبَبُ : اعْتِلاَق قَرَابَة . وَفِي الحَدِيث : كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي النَّسَب بِالوِلاَدَة والسَّبَبُ بِالزَّوَاج وهو مِنَ السَّبَبِ وهو الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ ثم استُعِير لِكُلّ ما يُتَوَصَّل به إِلَى شَيْء . السَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشّعر : حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ وهو على ضَربين : سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان . فالمَقرُونَانِ : ما تَوالَت فِيهِما ثَلاَثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نحو مُتَفَا من مُتَفَاعِلُن وعَلَتُنْ من مُفَاعَلَتُن فحركَة التَّاء من مُتَفَا قد قَرَنَت السَّبَبَيْن وكَذَلِك حَرَكَةُ اللاَّم من عَلَتُن قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِد منْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ ونحو عِيلُن من مَفَاعِيلُن وهَذِه الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على ما قد أَحْكَمَتْه صِنَاعَةُ العَرُوضِ وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عليها . ج أَي في الكُلِّ أَسْبَابٌ . وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ قَالَه ابْنُ عَبَّاس . وقال أَبُو زَيْد : الأَسْبَابُ : المَنَازِلُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
" وتَقَطَّعَت أَسْبَابُها ورِمَامُها فيه الوَجْهَانِ : المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ . واللهُ عَزَّ وجَلَّ مُسَيِّبُ الأَسْبَاب ومِنْهُ التَّسْبِيبُ . وأَسْبَابُ السَّمَاءِ : مَرَاقيها . قَالَ زُهَيْر :
" وَمَن هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَهاولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ أَو نَوَاحِيهَا . قال الأَعْشَى :
لَئن كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً ... ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرَ حتى تَهُرَّه ... وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ أَو أَبْوَابُهَا وعليها اقْتَصَرَ ابن السّيد في الفرق . قال عَزَّ وجَلَّ : لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّموَات قيل : هِيَ أَبْوَابُها . وَفِي حَدِيث عُقْبَة : وإِنْ كَانَ رِزْقُه في الأَسْبَاب أَي في طُرُقِ السَّمَاءِ وأَبوابِها . وقَطَع اللهُ بِهِ السَّبَبَ أَي الحياة . والسَّبِيبُ كأَمِيرٍ مِنَ الفَرَسِ : شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة . وفي الصَّحاحِ : السَّبِيبُ : شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب ولم يَذكُرِ الْفَرَس . وقال الرِّيَاشِيّ : هو شَعَر الذَّنَبِ . وقال أَبُو عُبَيْدةَ : هو شَعَر النّاصِيَة وأَنْشَد :
" بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِوفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ . وعَقَدوا أَسَابِيبَ خَيْلهِم . وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات السبائب . السَّبِيبُ : الخُصْلَةُ مِن الشَّعْرِ كالسَّبِيبَة جَمْعُه سَبَائِب . ومن المجاز : امرأَةٌ طوِيلَةُ السَّبَائِب : الذَّوَائِبِ . وعليه سَبَائِبُ الدَّم : طَرَائِقُه كذا في الأَساس . وفي حديث اسْتِسْقَاءِ عُمَر - رَضِي الله عَنْه - رأَيْتُ العَبَّاسَ وقد طَالَ عُمَرَ وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرَه يَعْنِي ذَوَائِبَه . قوله : وقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ منه . والسَّبِيبَةُ : العِضَاهُ تكثُر في المَكَانِ . و : ع . و : نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ وقِيلَ : قَرْيَةٌ في نَوَاحي قَصْر ابن هُبَيْرة . وذُو الأَسْبَابِ : المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو مَلِكٌ من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ مَلَك مائَةً وعِشْرِينَ سَنَة . سَبَّى كحَتّى : مَاءٌ لسُلَيْم . وفي معجم نصر : مَاءٌ في أَرض فَزَارَة . وتَسَبْسَبَ المَاءُ : جَرَى وسَالَ . وسَبْسَبَهُ : أَسَالَه . والسَّبْسَبُ : المَفَازَةُ والقَفْرُ أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ . وعن ابن شُمَيْل : السَّبْسَبُ : الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لا مَاءَ بها ولا أَنِيسَ . وفي حَديث قُسٍّ : فبينا أَجُولُ سَبْسَبَها . ويروى بَسْبَسَها وهُمَا بِمَعْنىً . وقال أَبو عُبَيْد : السَّبَاسبُ والبَسَابِسُ : القِفَارُ . حكى اللِّحْيَانيّ : بَلَدٌ سَبْسَبٌ و بلد سَبَاسِبُ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه سَبْسَباً ثم جَمَعُوه عَلَى هذَا وقال أَبو خَيْرة : السَّبْسَب : الأَرْضُ الجَدْبَةُ . ومنهم من ضَبَطَ سُبَاسِب بالضم وهو الأَكْثَر ؛ لأَنّه صِفةُ مُفْرَد كعُلاَبط كذَا قَالَ شَيْخُنَا . وقال أَبو عمرو : سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً . وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه . وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً . وسَبْسَبَ بَوْلَه : أَرْسَلَه . والسَّبَاسِبُ : أَيَّامُ السَّعَانِين . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلاَء . وَفِي الحَدِيث إِنَّ الله تعالى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ العيد . يَوْمَ السَّبَاسِب عِيدٌ لِلنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين . قَالَ النَّابغَةُ
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ ... يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ يَعْنِي عِيداً لَهُم . والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب : شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام . وفي كتاب أَبي حَنيفَة : الرِّحَال . قال الشاعِر يَصف قَانِصاً
" ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
" لاطٍ بصَفْراءَ كَتُومِ المَذْهَب
" وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ وقال رُؤْبَةُ :
" راحَتْ ورَاحَ كَعَصَا السَّبْسَابْ وهو لُغَةٌ في السَّبْسَبِ أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا وهو وَهَم والصَّحِيح : السَّيْسَبُ بالتَّحْتِيَّةِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً . من المجاز قَوْلُهم : سَبَّابُ العَرَاقِيبِ ويَعْنُونَ بِهِ السَّيْف ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها . وفي الأَساس : كأَنَّمَا يُعَادِيَها ويَسُبُّهَا . سَبُّوبَةُ : اسْمٌ أَو لَقَبٌ . ومُحَمَّد بْنُ إسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ بمَكَّةَ : مُحَدِّثٌ عن عبد الرزَّاقِ واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ : هكَذا أَو هُوَ بمُعْجَمَة وسَيَأْتِي . وَسَبُّوبَة : لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ . وفاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة . ومما يستدرك عليه : سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ومَاتَ سنة 466 وجَاءَ في رَجَزِ رُؤْبَةً المُسَبِّي بمَعْنَى المُسَبِّب . قال :
" إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ المُسَبِّي
البَيْتُ من الشَّعَرِ : ما زاد على طريقةٍ واحدةٍ يَقعُ على الصَّغير والكبير قد يقال للمَبنِيّ من المَدَرِ م وهو معروف والخِباءُ : بيتٌ صغيرٌ من صُوفٍ أو شَعَرٍ فإذا كان أَكبَرَ من الخِباءِ فهو بَيْتٌ ثم مِظَلَّة إذا كَبُرتْ عن البيت وهي تُسمَّى بَيْتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُزَوَّقاً . وقال ابنُ الكلبيّ : بُيُوت العرب ستّة : قُبَّةٌ مِن أَدَمٍ وَمِظَلَّةٌ من شَعَر وخِباءٌ من صوف وبِجَادٌ من وَبَر وخَيْمَةٌ من شَجَر وأُقْنَةٌ من حَجَر وسوط من شعر وهو أصغرُها . وقال البغداديّ : الخِبَاءُ : بَيتٌ يُعْملُ من وَبرٍ أَو صوف أَو شَعر ويكون على عَمودينِ أَو ثلاثة والبيتُ يكونُ على ستَّة أعمدة إلى تسعة . وفي التَّوشيح : إِنهم أَطلَقوا الخِباءَ على البيت كيف كان كما نقله شيخُنا ج : أَبْياتٌ كسَيْف وأَسْيَاف وهو قليل وبُيُوتٌ بالضّمّ كما هو الأَشهرُ وبالكسر وقُرِئَ بهما في المُتَوَاتِر وجج أَي : جمع الجمع على ما ذكَره الجَوْهَرِيُّ أَبايِيتُ وهو جمع تكسير حكاه الجوهريُّ عن سيبويهِ وهو مثل أَقوالٍ وأَقاوِيلَ وبُيُوتاتٌ جمع سلامة لجمعِ التكسيرِ السّابق . حكَى أَبو عليّ عن الفراءِ أَبْيَاواتٌ وهذا نادرٌ وتَصْغِيرُه بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ الأَخير بكسر أَوَّلِه ولا تَقُلْ : بُوَيْتٌ ونسبه الجوهريُّ للعامَّة وكذلك القول في تصغير شَيْخ وعَيْرٍ وشَيْءٍ وأَشباهِها . البيتُ : الشَّرَفُ والجمعُ : البُيُوتُ ثمّ يُجْمَعُ بُيُوتَات جمع الجمع . وفي المُحْكم : والبيتُ من بُيُوتاتِ العرب : الذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَبِيلةِ كآل حِصْنٍ الفَزَارِيِيّنَ وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ وآلِ عَبْدِ المَدَانِ الحارِثيِّينَ . وكان ابنُ الكلبيّ يزعمُ أَنّ هذِه البُيوتاتِ أَعلَى بيوتِ العَرب . ويقَالُ : بَيْتُ تَمِيم في بني حَنْظَلَةَ أي : شَرُفُهَا . وقال العَبّاس رضي الله عنه يمدَحُ سيِّدنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم :
حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المهَيْمِنُ مِن ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ
أَراد ببيتِه شَرَفَه العالِيَ . البَيْتُ أَيضاً : الشرِيفُ وفلانٌ بَيتُ قومِه : أَي شَريفُهم عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابيّ . من المجَاز : البَيت : التَّزْوِيجُ يُقال : باتَ فُلانٌ أي : تَزَوَّج وذا عن كُراع . ويقَال : بَنَى فلانٌ على امْرَأَتِهِ بَيْتاً : إذا أَعْرَسَ بها وأَدْخَلها بَيْتاً مضروباً وقد نَقَل إِليه ما يَحتاجون إِليه من آلَة وفِراش وغيرِه . وامْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : أَصابتْ بَيْتاً وَبَعْلاً . بَيْتُ الرَّجل : القَصْرُ ومنه قولُ جِبريلَ عليه السلامُ : " بَشِّزْ خَدِيجةَ ببَيْتِ من قَصَبٍ " أَراد : بِقَصْر من لُؤلوةٍ مُجَوَّفَةٍ أَو بِقَصْرٍ من زُمُرُّذَةٍ . وبيتُ الرجل : دارُه . وبَيْته : قَصْرُه وشَرفُه . ونقل السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ مثلَ ذلك عن الخَطّابِيِّ وصَحَّحه ؛ قال : ولكن لِذكْرِ البَيْتِ هاهُنا بهذا اللَّفْظ - ولم يقل : بقَصْر - معنىً لائق بصُورَة الحالِ وذلك أَنّهَا كانت رَبَّةَ بيتِ إِسلام لم يكن على الأَرْض بيتُ إِسلامٍ إِلاّ بَيْتَهَا حين آمَنَت . وأَيضاً فإنّها أَوّلُ من بَنَى بَيتاً في الإِسلام بتزويجها رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلم ورغبتِهَا فيه وجزاءُ الفعلِ يُذْكَرُ بلفظ الفعل وإِن كان أَشرفَ منه . ومن هذا الباب " مَنْ بَنَى للهِ مسجداً بَنَى اللهُ له مٍثلَه في الجَنَّة " ثُمَّ لم يُرِدْ مِثْلَه في كونه مَسجداً ولا في صفتِه ولكن قابلَ البُنْيَانَ بالبُنْيَانِ أَي : كما بَنَى بُنِيَ له فوقَعَتِ المُماثَلَةُ لا في ذات المَبْنِيّ . وإِذا ثَبَتَ هذا فمن ها هنا اقتضت الفصاحةُ أَن يُعَبَّر لها عَمّا بُشِّرَتْ به بلفْظ البَيْت وإنْ كان فيه مالاَ عَيْنٌ رأَتْه ولا أُذُنٌ سَمِعَتْه ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ . انتهى بتصرُّفٍ يسير وهو كلام حَسنٌ راجِعْه في الرَّوْض . وفي الصّحاح : البيتُ أَيضاً : عِيَالُ الرَّجلِ ؛ قال الرّاجز :
" مالِي إِذا أَنْزِعُهَا صَأَيْتُ
" أَكِبَرٌ قد غالَنِي أَم بَيْتُ وهو مجاز . وبَيتُ الرَّجُل : امْرَأَتُهُ ويُكْنَى عن المرأَة بالبَيْت . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : العربُ تَكْنِي عن المرأَة بالبَيْت قاله الأَصمعيُّ وأَنشدَ :
" أَكِبَرٌ غَيَّرَنِي أَمْ بَيْتُ ؟ سَمَّى اللهُ تعالَى الكَعْبَة البَيْتَ الحَرَام شرَّفها الله تعالى . قال ابْنُ سِيدُه : وبيتُ الله تعالى : الكَعْبَةُ . قال الفارسيُّ : وذلك كما قيل للخليفة : عبدُ الله وللجَنَّة : دارُ السَّلام . قُلْت : فإِذا هو عَلَمٌ بالغَلَبَة على الكَعْبَة فيكون مَجازاً كالَّذِي يأْتي بعدَه هو قوله : البَيْتُ : القَبْرُ أي : على التَّشْبِيهِ قاله ابْنُ دُريْدٍ وأَنشد لِلَبِيدٍ :
وصاحِبِ مَلحُوبٍ فُجٍعْنَا بِيَوِمِهِ ... وعندَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرٍ وفي حديثِ أَبي ذَرٍّ : " كيف تَصْنعُ إِذا ماتَ النّاسُ حتَّى يكونَ البَيْتُ بالوَصِيف ؟ " قال ابْنُ الأَثير : أَراد بالبيت هُنَا القبرَ . والوَصِيفُ : الغُلامُ . أَراد أَنّ مواضِعَ القبور تَضيقُ فيبْتاعون كُلَّ قَبرٍ بوَصِيف . في ألأَساس : من المجاز قولُهم : تُزُوِّجَتْ فلانةُ على بَيْتٍ : أي على فَرْشٍ يَكْفِي البَيتَ . وفي حديث عائشة رضي الله عنها " تَزَوَّجَنِي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على بَيْتٍ قِيمتهُ خمسون دِرهماً " أي : على مَتَاع بَيتٍ فحُذِفَ المضَاف وأُقيِمَ المضَافُ إِليه مُقامَه . من المجَاز : البَيْت بَيْتَ الشّاعِرِ سُمِّيَ بَيْتاً لأَنَّهُ كلامٌ جُمِع منظوماً فصار كبَيتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ ورِوَاقٍ وعُمُدٍ . وقولُ الشّاعر :
وَبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطِي بَنَيْتهُ ... بأَسْمَرَ مَشْقوقٍ الخَياشِيمِ يَرْعُفُقال : يَعْني بَيتَ شِعْر كتَبَه بالقَلَم . كذا في التَّهْذيب . وفي اللسَان : والبَيْت من الشَّعْر مُشتقٌّ من بَيتِ الخِبَاءِ وهو يَقَعُ على الصَّغِير والكبير كالرجزِ والطَّويل وذلك لأَنّه يضمُّ الكلامَ كما يَضمُّ البَيتُ أَهلَه ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً على التَّشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها والجمعُ أَبياتٌ . وحكى سيبويهِ في جمعه : بُيُوتٌ وهكذا قاله ابنُ جِنّي . قال أَبو الحسن : وإِذا كان البَيتُ من الشِّعْر مُشَبَّهاً بالبَيت من الخِبَاءِ وسائر البِناءِ لم يَمْتَنِعْ أَن يُكسَّر على ما كُسِّر عليه . والبَيُّوتُ كَخَرُّوبٍ : المَاءَ الباردُ يُقال : ماءٌ بَيُّوتٌ : باتَ فَبَرَد قال غَسَّانُ السَّلِيطِيُّ :
كَفاكَ فأَغْناكَ ابنُ نَضْلَةَ بعدَها ... عُلاَلَةَ بيُّوتٍ من الماءِ قارسِ قال الأَزهريّ : سمِعتُ أَعرابِيًّا يقولُ : اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ . أي : من لَبَنٍ حُلِبَ لَيلاً وحُقِنَ في السِّقاءِ حتى بَرَدَ فيه لَيلاً . وكذلك الماءُ إذا بَردَ في البَرّادة لَيلاً : بَيُّوتٌ . وأَمّا ما أَنشده ابن الأَعْرَابيّ :
" فَصَبَّحتْ حَوْضَ قَرىً بَيُّوتَا قال أُراه أَراد قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً فقَلَب . والقَرَى : ما يُجمَع في الحَوض من الماءِ ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماءِ خيرٌ من أَن يكونَ صفةً للحَوض إِذْ لا مَعنى لوَصْفِ الحَوْضِ . كذا في اللسان . البَيُّوت : الغابُّ من الخُبْزِ كالبائتِ يُقال : خُبْزٌ بائتٌ وكذلك البَيُّوت . البَيُّوتُ أَيضاً : الأَمْرُ يَبِيتُ لَهُ - وفي نسخة : عليه . ومثلُه في الصِّحاح - صاحِبُهُ مُهْتَمًّا به قال الهُذَلِيُّ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عائذ :
وأجْعَلُ فُقْرَتَها عُدَّةً ... إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضَالِ وهَمٌّ بَيُّوتٌ : باتَ في الصَّدْر قال :
" على طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ في المُحْكَمِ : بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا وكذا يَبيتُ ويَبَات بَيْتا وبَياتاً كسَحاب ومَبِيتاً كمَقِيل وَبيْتُوتَةً : أَي يَفْعَلُه لَيْلاً وليْس مِنَ النَّوْمِ . وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ الجوهريِّ : باتَ يبِيت ويَبَاتُ بيْتُوتَةً ؛ وبات يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : ظَلَّ شيخُنا عن العَلاّمَة الدَّنوشَرِيّ في معنى قوله : وليس من النَّوم أَنَّ الفِعْلَ ليس من النَّوم أي : ليس نَوْماً فإِذا نامَ ليْلاً لايَصِحُّ أَنْ يُقَالَ : باتَ يَنامُ ؛ قال : وبعضُهم فَهِمَ قولَه : وليس من النَّوم على غير هذا الوجْهِ وقال : معناه : وليس ما ذُكر من الصّادر من النوم أي : ليس معناه بالنَّوْم فليُتَأَمَّل قال ويَجوز على هذا أَنْ يُقال : بات زيدٌ نائماً . وقَوَّى جماعةٌ هذا الفهمَ قاله الشّيخً ياسينُ في حواشي التَّصْريح وقال مُلاً عبدُ الحكيم في حواشيه على المُطَولّ : لمَا أَنشد :
" وباتَ وباتَتْ لَهُ لَيْلةٌالبيت : إِنّ بات فيه تامَّة بمعنى : أَقامَ ليلاً ونزلَ به نام أَوْ لا فلا يُنافِي قوَه : " ولم تَرْقُدِ " انتهى . قلتُ وقال أبْنَ كَيسانَ : باتَ يَجوز أَن يَجْرِي مَجْرَى نامَ وأَنْ يَجرىَ مَجْرَى كان قالَهُ في كان وأخواتها . قال الزّجّاج : كلّ من أَدْرَكَه اللّيْلُ فقد باتَ نامَ أَوْ لم يَنَمْ . وفي التنزيل العزيز " والَّذِينَ يَبِيتَونَ لِرَبَّهِمْ سُجَّداً وقِيَاماً " . والاسم من كلِّ ذلك البِيتَة . وفي التّهْذِيب عن الفَراءِ : بات الرَّجُل : إِذا سَهِرَ الليلَ كلَّه في طاعةِ الله أَو مَعْصِيَتِه . وقال اللَّيْث : البَيْتوتَة : دُخولُك في اللَّيل يُقَال : بِتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا قال : ومن قال : باتَ فُلانٌ إِذا نام فقد أَخطاَ أَلا تَرى أَنَّك تقولُ : بِتُّ أُراعِي النُّجُومَ . معناه : بِتُّ أَنظُرُ إِليها فيكف يَنَامُ وهو يَنظُرُ إِليها : وقَدْ بِتُّ القَوْمَ وبِتُّ بِهِم وبتُّ عِنْدَهُم حكاه أَبو عُبَيْد . يُقَالُ : أَباتَك الله إِبَاتَةً حَسَنَةً وباتَ بَيْتُوتةً صالِحةً . قال ابنُ سِيدَهْ وغيرُهُ : وأَباته اللهُ بخير وأَباتَهُ اللهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ بالكسر أي أحسن إباتة لكنَّه أَراد به الضَّرْبَ من المَبيت فبناهُ على فِعْلِه كما قالوا : قَتَلْتُهُ شَرَّ قِتْلةٍ وبِئسَتِ المِيتَةُ إِنّمَا أَرادوا الضَّرْبَ الَّذي أَصابَه من القَتْل والموت . وبَيَّتَ الأَمْرَ : عَمِلَهُ أَو دَبَّرَهُ لَيْلاً . وفي التَّنْزيل العزيز : " بَيَّتَ طائِفِةٌ مِنْهُم غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ " وفيه : " إِذْ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ " . وقال الزَّجَّاجُ : كُلُّ ما فُكِّر فيه أَو خِيضَ بليلٍ فقد بُيِّتَ . ويُقَال : بُيِّتَ بلَيْلٍ ودُبِّر بليلٍ بمعنًى واحدٍ . وقولُهُ . " والله يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُون " أَي : يُدَبِّرون ويُقَدِّرون من السُّوءِ ليْلا . وبُيِّتَ الشيءُ : أَي قُدِّرَ . وفي الحديث " أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً ولا يُقَيِّلهُ " أَي : إذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الَّليْل ولا إِلى القائله بل يُعَجِّل قِسْمَتَهُ . بَيَّتَ النخْلَ : شَذَّبَها من شَوْكِها وسَعَفِها وقد مرّ التّشذيب في ش ذ ب . بَيَّتَ القَوْمَ العدُوَّ : أَوْقعَ بهم لَيْلاً والاسم البَيَاتُ وأَتاهم الأَمْرُ بَياتاً أَي : أَتاهم في جَوْفِ اللَّيْل . ويقال : بَيَّتَ فلانٌ بَنِي فُلانٍ : إِذا أَتاهم بَيَاتاً فكبَسَهم وهم غارُّونَ . وفي الحديث : " أَنّه سُئلَ عن أَهْل الدَّار يُبَيَّتُون " أي : يُصابُون ليْلاً . وتَبْيِيتُ العَدُوِّ : هو أَنْ يُقْصَدَ في اللَّيْل من غير أَن يَعلَمَ فيُؤخَذ بَغْتَةً وهو البَيَاتُ ومنه الحديث : " إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا : " حم لا يُنْصَرُونَ " . وفي الحديث : " لا صِيامَ لمنْ لمْ يُبَيِّتِ الصِّيامَ " أي : يَنوِهِ من اللّيل يُقَال : بيَّتَ فلانٌ رأْيَه إِذا فَكَّر فيه وخَمَّرَه . وكلُّ ما دُبِّرَ فيه وفُكِّرَ بلَيْلٍ فقد بُيِّتَ . ومنه الحَدِيث : " هذا أَمْرٌ بُيِّتَ بِلِيْل " . والبِيتَةُ بالكسْرِ : القُوتُ كالبِيتِ بغير هاءٍ يُقال : ما عِنْدَه بِيتُ لَيلَةٍ ولا بِيْتَة لَيلة : أَي قُوتُ لَيلةٍ . والبِيتة أَيضاً : حالُ المَبِيت قال طَرَفةُ :
ظلَلْت بذي الأَرطَى فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ ... بِبِيتَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِالمبِيتُ : الموضعُ الذي يُباتُ فيه والمًسْتَبِيت : الفَقِيرُ . يُقَالٌ : امْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : إِذا أَصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً . وتَبيَّتَهُ عن حاجَتِهِ : إِذا حَبَسَهُ عنْها . فُلانٌ لا يَسْتَبِيتُ لَيْلَةً : أَي مالَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ من القُوتِ . وسِنُّ بَيُّوتَةٌ بالتَّشديد : أَي لا تَسْقُطُ نقله الصّاغانيُّ . وبيَاتٌ كسحَابٍ : ة الصّوَابُ في هذه ككَتَّان والأَشبهُ أَن تكون من قُرَى المَغْرِب فإِنّه ينْسَب إِليها محمّد بن سَلْمان بن أَحمدَ المُرَّاكِشِيّ الصِّنْهَاجِيّ البتَّاتِيّ المقرِي من شُيوخ الإِسكَنْدرِيَّة سمع ابنَ رَواح وعنه الوانِي كما قيَّدَه الحافِظ . بَيَاتُ : كُورةٌ قُرْب واسِطَ منها عِزُّ الدِّين حسنُ بْنُ أَبِي العشَائِرِ بن محمود البيَاتِيّ الواسطيّ عن الكمال أَحمد الدّخميسيّ وعنه أَبو العَلاَءِ الفَرضِيّ . ومما يستدرك عليه : البُيوت الغَيْرُ المَسْكُونة في قوله تعلى : " لَيْسَ علَيْكُم جنَاحٌ " الآية يَعْنِي بها الخَانات وحَوانِيتَ التِّجَار والمواضِعَ الَّتي تُبَاع فيها الأَشياءُ ويُبِيحُ أُهلُها دخولَها . وقيل : إِنَّه يعني بها الخَرِبات الّتي يَدْخُلُهَا الرجلُ لبَوْلٍ أَو غائط . وقولُه تعالى : " في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ " قال الزَّجاج : أَراد المساجدَ قال : وقال الحسن : يَعني بَيْتَ المقْدِس . قال أَبو الحسن : وجَمَعَهُ تفخيماً وتعظيماً . وقد يكونُ البيتُ للعَنكبوتِ والضَّبّ وغيرِه من ذَوَات الجِحرِ وفي التنزيل العزيز " وإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوت " وفي المحكم : قال يعقوبُ : السُّرْفَةُ دابَّةٌ تَبنِي لنفْسها بَيتاً من كِسارٍ العِيدان وكذلك قال أَبو عُبَيْدٍ فجعل لها بَيتاً . وقال أَبو عُبيْدٍ أَيضاً : الصَّيْدَانُ دابَّةٌ تَعمل لنَفسها بَيتاً في جَوف الأَرض وتُعمِّيهِ . قال : وكُلُّ ذلك أُراه على التَّشبيه ببيت الإِنسان . والبَيْتُ : السَّفينة قال نُوحٌ على نبيِّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام حِينَ دعا رَبَّهُ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ولِوَالِدَيَّ ولِمَنْ دخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً " فسمَّى سَفينَتَهُ الّتي رَكِبَهَا بيتاً . وأَهلُ بَيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلَّم : أَزواجُه وبِنْتُه وعلِيّ رضي الله عنهم . قال سيبويه : أَكثر الأَسماءِ دخُولاً في الاختصاص : بنُو فُلانٍ ومَعْشرٌ مُضَافة وأَهلُ البيت وآلُ فلانٍ . وفي الصّحاحِ : هو جارِي بَيْتَ بَيْتَ قال سِيبَوَيْهِ : من العرب من يَبنِيه كخمْسَةَ عَشَرَ ومنهم من يُضِيفه إِلاّ في حدّ الحالِ . وهو جارِي بَيتاً لِبَيتٍ وبيَتٌ لِبيْتٍ أَيضاً . وفي التّهذيب : هو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي : ملاصِقاً بُنِياَ على الفَتح ؛ لأَنّهما اسمانِ جُعِلا واحداً . وابْتَاتَ : أَي : بَيَّتَ نقلَه الصّاغانيّ . وعن ابن الأَعرابيّ : العربُ تقول : أَبيت وأَبَات وأَصِيدُ وأَصادُ ويَمُوت ويَمَات ويَدُوم ويَدَام وأَعيف وأَعاف ويقال : أَخِيل الغَيْث بناحِيَتكم وأَخال لُغَةٌ وأَزِيل يُقَال : زالَ يرِيدونَ أَزَالُ كذا في لسان العرب . وأَبْياتُ حُسَينٍ وبَيْتُ الفَقِيهِ أَحمدَ بْنِ مُوسى : مدينتانِ باليمن . وبيتٌ : اسم موضع قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
بوَجهِ بَنِي أَخِي أَسدٍ قَنَوْنَا ... إِلى بيْتٍ إِلى بَرْكِ الغِمَادِ قلت : وقرَأْت في المعجم لياقوت : إِنه يَبْتٌ بتقديم التحْتِيّة على الموَحَّدَة فلا أَدري أَيُّهما أَصَحُّ فليُراجعْ . وبنوْالبَيْتِيّ : قَبيلة من العَلَوِيَّة باليمن
فصل التاءِ المُثَنَّاة الفوقية مع مثلها