الساجد المنتصب
في لغة طيّء قال الأَزهري ولا يحفظ لغير الليث ابن سيده سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً
وضع جبهته بالأَرض وقوم سُجَّدٌ وسجود وقوله عز وجل وخروا له سجداً هذا سجود
إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل قال
الزجاج إِن
الساجد المنتصب
في لغة طيّء قال الأَزهري ولا يحفظ لغير الليث ابن سيده سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً
وضع جبهته بالأَرض وقوم سُجَّدٌ وسجود وقوله عز وجل وخروا له سجداً هذا سجود
إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل قال
الزجاج إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم قال وقيل خروا له
سجداً أَي خروا لله سجداً قال الأَزهري هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم
سجدوا ليوسف دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين قال إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً
والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من
غير أَن أَشركوا بالله شيئاً وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل
فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله وفيه وجه آخر لأَهل العربية وهو أَن يجعل اللام
في قوله وخروا له سجداً وفي قوله رأَيتهم لي ساجدين لام من أَجل المعنى وخروا من
أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم
وأَعز جانبهم ووسع بيوسف عليه السلام وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل
عيونهم وقال العجاج تَسْمَعُ لِلجَرْعِ إِذا استُحِيرا للماء في أَجوافها خَريرَا
أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع وقوله تعالى وإِذ قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم قال أَبو إِسحق السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله عز
وجل إِنما خلق ما يعقل لعبادته والمسجَد والمسجِد الذي يسجد فيه وفي الصحاح واحد
المساجد وقال الزجاج كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد أَلا ترى أَن النبي صلى الله
عليه وسلم قال جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً وقوله عز وجل ومن أَظلم ممن منع
مساجد الله المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟ قال وقد
كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل
قال سيبويه وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ
كما قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود يعني أَنه ليس على الفعل ولو كان على الفعل
لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ
ابن الأَعرابي مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت ومصلى الجماعات مسجِد بكسر الجيم
والمساجد جمعها والمساجد أَيضاً الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد
ويقال سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده الجوهري قال الفراء كل
ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح اسماً كان أَو مصدراً
ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه إِلا أَحرفاً من الأَسماء
أَلزموها كسر العين من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط
والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت
والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك فجعلوا الكسر علامة الاسم وربما فتحه بعض العرب في
الاسم فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع قال والفتح
في كله جائز وإِن لم نسمعه قال وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع
بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما تقول نزل منزَلاً بفتح الزاي تريد نزل نزولاً
وهذا منزِله فتكسر لأَنك تعني الدار قال وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين
أَخواته وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا
يقع فيها الفرق ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها
والمسجدان مسجد مكة ومسجد المدينة شرفهما الله عز وجل وقال الكميت يمدح بني أُمية
لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا
القِبْصُ العدد وقوله من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي
لكم العدد الكثير من جميع الناس المُثْري منهم والمُقْتِر والمِسْجَدَةُ
والسَّجَّادَةُ الخُمْرَةُ المسجود عليها والسَّجَّادةُ أَثر السجود في الوجه
أَيضاً والمَسْجَدُ بالفتح جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود وقوله تعالى وإِن
المساجد لله قيل هي مواضع السجود من الإِنسان الجبهة والأَنف واليدان والركبتان
والرجلان وقال الليث في قوله وإِن المساجد لله قال السجود مواضعه من الجسد والأَرض
مساجد واحدها مسجَد قال والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه وفيه حديث لا يسجد بعد أَن
يكون اتخذ لذلك فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه وقيل في قوله وإِن
المساجد لله أَراد أَن السجود لله وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض أَبو بكر سجد
إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض وأَسجَدَ الرجلُ طأْطأَ رأْسه وانحنى وكذلك البعير
قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها
أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه وقال حميد بن ثور يصف نساء فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ
سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن
أَسْجدت لهن قال ابن بري صواب إِنشاده فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ وكَفٍّ خضيبٍ
وأَسوارِها فُضولَ أَزِمَّتِها أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت
وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ وفي الحديث كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن
وينحني والطالِعُ هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه وكانوا يعدونه
كالمُقَرْطِسِ والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ والمعنى أَنه كان يسلم
لراميه ويستسلم وقال الأَزهري معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه وارتفع عن
الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ والإِسجادُ فُتورُ الطرفِ وعين ساجدة
إِذا كانت فاترة والإِسجادُ إِدامة النظر مع سكون وفي الصحاح إِدامة النظر
وإِمراضُ الأَجفان قال كثير أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ عندنا وإِسجادَ
عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ رابحُ ابن الأَعرابي الإِسجاد بكسر الهمزة اليهودُ وأَنشد
الأَسود وافى بها كدراهم الإِسجاد
( * قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس من خمر ذي نطق أغن منطق )
أَبو عبيدة يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم
الأَسجاد قال ابن الأَنباري دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها
صُوَرٌ وقيل كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر
الخضوع قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي
( * قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي
اليها أحد )
ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها وسجدت النخلة إِذا مالت ونخل سواجد مائلة عن أَبي
حنيفة وأَنشد للبيد بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ لم يدخل بها
الخَصَرُ قال وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة قال وأَنشد في
وصف بعير سانية لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ أَوْ دَقَّ النَّعامَ
الساجدا قال ابن سيده كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً وسجد خضع قال
الشاعر ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة وهو وضع الجبهة على
الأَرض ولا خضوع أَعظم منه والاسم السجدة بالكسر وسورة السجدة بالفتح وكل من ذل
وخضع لما أُمر به فقد سجد ومنه قوله تعالى تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً
لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له وقال الفراء في قوله تعالى والنجم
والشجر يسجدان معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء ويكون السجود
على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية
) ويكون السجود بمعنى التحية وأَنشد مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُدُ قال ومن
قال في قوله عز وجل وخروا له سجداً سجود تحية لا عبادة وقال الأَخفش معنى الخرور
في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع ابن عباس وقوله عز وجل وادخلوا الباب سجداً
قال باب ضيق وقال سجداً ركعاً وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ومنه
قوله تعالى أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض إِلى قوله وكثير
حق عليه العذاب وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله وعلينا
التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه لأَن الله عز
وجل لم يفقهناه ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا
الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه كما قال الله عز وجل وإِن من شيء
إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم
معنى
في قاموس معاجم
الجَيِّد نقيض
الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم
أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم
كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه
جي
الجَيِّد نقيض
الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم
أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم
كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه
جيائد بالهمز على غير قياس وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً وأَجدت
الشيءَ فجاد والتَّجويد مثله وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا أَطال وأَطْوَلَ
وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام ويقال هذا شيء جَيِّدٌ
بَيِّن الجُودة والجَوْدة وقد جاد جَوْدة وأَجاد أَتى بالجَيِّد من القول أَو
الفعل ويقال أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة وجُدْت له بالمال
جُوداً ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً وأَجَدْته
النقد أَعطيته جياداً واستجدت الشيء أَعددته جيداً واستَجاد الشيءَ وجَده جَيِّداً
أَو طلبه جيداً ورجل جَواد سخيّ وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع أَجواد كسَّروا
فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي
غلبته بالجود كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً بالضم
فهو جواد وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة وأَجواد
وأَجاودُ وجُوُداء وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور قال أَبو شهاب
الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بشَكرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرْقُ زاخِر
قوله العرق زاخر قال ابن برّي فيه عدّة أَقوال أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود
بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال عرق فلان
زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم الثالث أَن يكون
المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره
الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم وفي
الحديث تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها قال أَبو سعيد سمعت أَعرابيّاً قال
كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له ما يتجاودون ؟ فقال ينظرون أَيهم
أَجود حجة وأَجواد العرب مذكورون فأَجواد أَهل الكوفة هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن
خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي وأَجواد أَهل البصرة عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى
أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء
أَجود من أَجواد الكوفة وأَجواد الحجاز عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله
بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة فهؤلاء الأَجواد
المشهورون وأَجواد الناس بعد ذلك كثير والكثير أَجاود على غير قياس وجُود وجُودة
أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة وقد جاد جُوداً وقول ساعدة
إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ جادت بِنائلها إِليه مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى
لأَنه في معنى مالت إِليه ونساء جُود قال الأَخطل وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا
جُود واستجاده طلب جوده ويقال جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً وقال الفرزدق قوم
أَبوهم أَبو العاصي أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً
أَعطاه إِياه وفرس جواد بَيِّنُ الجُودة والأُنثى جواد أَيضاً قال نَمَتْهُ جَواد
لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح أَفضل من الحمل على عشرين جواداً وفي حديث
سليم بن صرد فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد ويجوز أَن يريد سيراً
جواداً كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود
جُودة بالضم فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد وأَجياد جبل
بمكة صانها الله تعالى وشرّفها سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قُعَيْقِعان لموضع
سلاحه وفي الحديث باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد المجيد
صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته
قوية أَو ضعيفة وفي حديث الصراط ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل هي جمع أَجواد
وأَجواد جمع جواد وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد
رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك شبهها بالفرس
أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان
بذلك أَنشد ثعلب إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ
العُصْفورْ
( * قوله « زل فوه » هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع
بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً )
والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد
الذي هو جواد كحركتها في طويل ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة
فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا
جياد كما قالوا حياض وسياط ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال وقد جاد في عدوه
وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد قال الأَعشى
فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ
الفرسَ طلبه جَواداً وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة
وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً كذلك إِذا كانت بعيدة ويقال جوّد في
عدوه تجويداً وجاد المطر جَوْداً وبَلَ فهو جائد والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب
وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً ومطر جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز وفي المحكم يروي
كل شيء وقيل الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة وفي حديث الاستسقاء ولم يأْت
أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير قال الحسن فأَما ما
حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع وإِلاَّ فليس
فوق الجَوْد شيء قال ابن سيده هذا قول بعضهم وسماء جَوْد وصفت بالمصدر وفي كلام
بعض الأَوائل هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا وسحابة جَوْد كذلك حكاه ابن
الأَعرابي وجِيدَت الأَرضُ سقاها الجَوْد ومنه الحديث تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا
أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً وتقول مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين وأَرض مَجُودة
أَصابها مطر جَوْد وقال الراجز والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي
الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان وقول صخر الغيّ يلاعِبُ الريحَ
بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له
كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير وقد يكون جمع تَجْواد وجادت العين تَجُود
جَوْداً وجُؤُوداً كثر دمعها عن اللحياني وحتف مُجِيدٌ حاضر قيل أُخذ من جَوْدِ
المطر قال أَبو خراش غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ
مُجِيدُ وأَجاده قتله وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً قارب أَن
يِقْضِيَ يقال هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق والعرب تقول هو يَجُود بنفسه
معناه يسوق بنفسه من قولهم إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه وفي
الحديث فإِذا ابنه إِبراهيم عليه السلام يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع
الإِنسان ماله يجود به قال والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت ويقال
جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده وأَنشد وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ
لدى مِكَرٍّ إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا ويقال إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي
أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه
وإِني لأُجادُ إِلى القتال لأَشتاق إِليه وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً فهو مَجُود
إِذا عَطِش والجَوْدة العَطشة وقيل الجُوادُ بالضم جَهد العطش التهذيب وقد جِيدَ
فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة وقال ذو الرمة تُعاطِيه أَحياناً إِذا جِيدَ
جَوْدة رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة وقال الباهلي
ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً ويقال
للذي غلبه النوم مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره قال والمَجُود الذي يُجْهَد من
النعاس وغيره عن اللحياني وبه فسر قول لبيد ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى عاطِفِ
النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ يعني
أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه وقيل معنى قوله ومجود من صبابات الكرى قيل معناه
شَيِّق وقال الأَصمعي معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه والجُواد
النعاس وجادَه النعاس غلبه وجاده هواها شاقه والجُود الجوع قال أَبو خراش تَكادُ
يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال
وقال الأَصمعي من الجُود أَي من السخاءِ ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل
والجُوديُّ موضع وقيل جبل وقال الزجاج هو جبل بآمد وقيل جبل بالجزيرة استوت عليه
سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام وفي التنزيل العزيز واستوت على الجوديّ
وقرأَ الأَعمش واستوت على الجودي بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي
بفعل الأُنثى مثل حطي ثم أُدخل عليه الأَلف واللام عن الفراءِ وقال أُمية ابن أَبي
الصلت سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو
الجُوديّ رجل قال لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ
مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ بالذال وسنذكره والجِودِياء
بالنبطية أَو الفارسية الكساء وعربه الأَعشى فقال وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها
رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان اسم الجوهري والجاديُّ الزعفران قال كثير عزة
يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ
المَفِيدُ المَدوف