سَجَدَ : خَضَعَ ومنه سُجُودُ الصَّلاةِ وهو وَضْعُ الجَبْهةِ على الأرض ولا خُضُوعَ أَعظمُ منه والاسم : السِّجْدة بالكسر . وسَجَدَ : انتَصَبَ في لُغَة طَيْئ قال الأَزهريُّ : ولا يُحْفَظُ لغير الليث ضِدُّ . قال شيخنا : وقد يقال لا ضِدِّيَّة بين الخُضوع والانتصاب كما لا يَخْفَى قال ...
سَجَدَ : خَضَعَ ومنه سُجُودُ الصَّلاةِ وهو وَضْعُ الجَبْهةِ على الأرض ولا خُضُوعَ أَعظمُ منه والاسم : السِّجْدة بالكسر . وسَجَدَ : انتَصَبَ في لُغَة طَيْئ قال الأَزهريُّ : ولا يُحْفَظُ لغير الليث ضِدُّ . قال شيخنا : وقد يقال لا ضِدِّيَّة بين الخُضوع والانتصاب كما لا يَخْفَى قال بان سيده : سَجَدَ يَسجُد سُجُوداً : وَضَعَ جَبْهَتَه على الأرض وقَوْمٌ سُجَّدٌ وسُجُودٌ . وقال أبو بكر : سَجَدَ إذا انْحَنى وتَطَأمَنَ إلى الأَرضِ . وأَسْجَدَ : طَاَطَأَ رأْسَهُ وانحنى وكذلك البَعِيرُ وهو مَجاز . قال الأَسديُّ أَنشده أَبو عُبيدةَ :
" وقُلْنَ له أَسْجِدْلِلَيْلَى فأَسْجَدَا يَعنِي بَعيٍرَها أَنه طاطَأَ رأْسَه لِتَرْكَبه وقال حُمَيْد بن ثَوْر يَصف نساءً :
فَلَمَّا لَوَيْنَ علَى مِعْصَمٍ ... وَكفٍّ خَضِيبٍ وإِسوارِها
فُضُولَ أَزِمَّتِها أَسْجَدَتْ ... سُجُودَ النَّصارَى لأَحْبارِهَا يقول : لمّا ارْتَحَلْن ولَوَيْن فُضُولَ أَزمَّةِ جِمالِهِنّ على مَعاصِمِهِنّ أَسْجَدَتْ لَهُنَّ . وسَجَدتْ وأَسجَدَتْ إذا خَفَضَتْ رأْسَها لتُرْكَبَ . وفي الحديث : كانَ كِسْرَى يَسْجُدُ للطَّالعِ أَي يَتَطَامَنُ وَينحِنى والطَّالِع : هو السَّهمُ الذي يُجاوِزُ الهَدَف من أَعلاه وكانوا يَعُدُّونه كالمُقَرْطِس والذي يقع عن يَمينه وشماله يقال له : عاصِدٌ . والمعنى أَنه كان يُسْلِم لراميه ويَسْتَسْلِم . وقال الأزهريُّ : معناه أَنه كان يَخفِض رأْسه إِذا شخَص سَهْمُه وارتفعَ عن الرَّمِيَّة لِيَتَقوَّمَ السَّهمُ فيصيب الدَّارةَ
ومن المجاز : أَسجَدَ : أَدامَ النَّظَرَ مع سُكون . وفي الصّحاح : زيادةُ في إِمراضِ بالكسر أَجفَانٍ والمرادُ به : النَّظَرُ الدَّالُّ على الإِدلال قال كُثيِّر :
أَغرَّكِ مني أَنَّ دَلَّكِ عِندَنَا ... وإِسجادَ عينكِ الصَّيُودَيْنِ رَابِحُ والمَسْجَد كمَسْكَن : الجَبْهَةُ حيث يُصِيب الرجلَ نَدَبُ السُّجودِ . وهو مَجاز والآرابُ السَّبعةُ مَساجِدُ قال الله تعالى : " وأَنَّ المَساجِدَ للهِ " وقيل : هي مَوَاضِعُ السُّجودِ من الإنِسانِ : الجَبْهَةُ والأَنف واليَدَأنِ والرُّكْبتانِ والرِّجْلانِ . وقال اللَّيث : السُّجود مواضِعُه من الجَسَدِ والأرْضِ : مَساجِدُ واحِدُهَا مَسْجَد قال : والمَسْجِد اسمٌ جامعٌ حَيث سجدَ عليه
والمَسْجِد بكسر الجيم : من أَي موضِعُ السُّجُود نَفْسه . وفي كتاب الفروق لابن بَرّيّ : المَسْجدِ : البَيْتُ الذي يُسْجَد فيه وبالفتح : مَوضع الجَبْهَةِ . وقال الزَّجَّاج : كل مَوضع يُتَعَبَّد فيهِ فهو مَسْجِد ويُفتح جيمه قال : ابن الأعرابي مسجد بفتح الجيم مِحْرَابُ البيوتِ ومُصَلَّى الجَماعاتِ . وفي الصّحاح : قال الفرّاء المَفْعَل من باب نَصر بفتح العَيْن اسماً كان أَو مصدراً ولا يَقَع فيه الفَرْق مثل دَخلَ مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه إِلا أَحْرُفاً من الأَسماءِ كمَسجِد ومَطْلِع ومَشْرِق ومَسْقِط ومَفْرِق ومَجْزِر ومَسْكن ومَرْفق ومَنْبِت ومَنْسِك فإِنهم أَلزموها كسْرَ العينِ وجَعلوا الكسر علامَة الاسمِ . والفتحُ في كله جائزٌ وإن لم نَسمَعه فقد رُوِيَ مَسْكَنٌ ومَسْكِن وسُمِعَ المَسْجَد والمَسْجِد والمَطلَع والمَطْلِع . قال وما كان من باب جَلَسَ يَجلِس فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما تقول نَزل مَنْزَلا . بفتح الزاي أي نُزُولاً وتقول هذا مَنزِله بالكسر لأنه بمعنى الدَّارِ . قال : وهو مَذْهَبٌ تَفَرَّد به هذا البابُ من بين أَخواته وذلك أَن المواضع والمصادِر في غير هذا الباب يُرَدُّ كلُّهَا إلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ولم يُكْسَر شَيءٌ فيما سِوَى المَذكورِ إِلا الأَحرف التي ذكرناها انتهى نصُّ عِبَارَة الفَرّاءِ
ومن المجاز : سَجِدَتْ رِجْلُه كفَرِحَ إذا انتفَخَتْ فهو أي الرَّجُلُ أَسْجَدُ . والأسجاد بالفتح في قول الأَسْوَد ابن يَعْفُر النَّهْشَليّ من يدوانه رواية المفضل
مِن خَمْرِ ذي نَطَفٍ أَغَنَّ مُنَطَّق ... وَافَى بها كَدَرَاهِمِ الأَسْجَادِ هم اليَهُودُ والنّصَارَى أو معناه الجِزْيَة قاله أَبو عُبَيْدَةَ ورواه بالفَتح . أَو دَراهِم الأَسجادِ هي دراهمُ الأَكاسرِة كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسجُدون لها وقيل : كانت عليها صُورَةُ كسرى فمنْ أَبصرها سَجَدَ لها أَي طَاطَأَ رأْسَه لهَأ وأَظهَرَ الخُضُوعَ قاله ابن الأَنباريّ في تفسير شِعرِ الأَسود بن يَعْفُر ورُوِي بكسر الهمزة وفُسِّر باليهود وهو قول ابن الأَعرابيّ . ومن المَجَاز : الإِسجاد : فتُورُ الظَّرْفِ وعَيْنٌ ساجِدةٌ إذا كانت فاتِرة وأَسجَدَتْ عينَها غَضَّتْها . ومن المَجَاز أيضاً : شَجَرٌ ساجدٌ وسَواجِدُ ونَخْلةٌ ساجِدةٌ إذا أَمالَهَا حَمْلُهَا وسَجَدَت النَّخْلَةُ مالَتْ ونَخلٌ سَواجِدُ : مائلةٌ عن أَبي حنيفةَ قال لبيد :
بَيْنَ الصَّفَا وخَلِيجِ العَيْنِ ساكِنَةٌ ... غُلْبٌ سَواجِدُ لم يَدْخُلْ بها الحَصَرُ وقوله تعالى : " سُجَّداً للهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ " أَي خُضَعَاءَ مُتسخِّرةُ لما سُخِّرتْ له
وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : " والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَانِ " معناه : يَستقبلانِ الشَّمِسَ ويَمِيلانِ مَعَها حتى ينْكَسرَ الفيءُ . وقوله تعالى " وخَرُّ لَهُ سُجَّداً " سُجودَ تَحِيَّةٍ لا عبادةٍ وقال الأَخفش معنى الخُرورِ في هذه الآيةِ : المرورُ لا السُّقوطُ والوقوعُ . وقال ابن عبّاس في قوله تعالى : " وادخُلوا البابَ سُجَّداً " أي رُكَّعا وقال : باب ضيُّق . وسُجُودُ المَواتِ مَحْملُه في القرآنِ طاعَتُه لما سُخِّرَ له وليس سُجودُ المَواتِ لله بأَعجبَ من هبوطِ الحجارةِ من خَشْيَةِ الله وعلينا التّسليمُ لله والإِيمانُ بما أنزَلَ من غير تَطَلُّبِ كيفية ذلك السُّجُودِ وفِقْهِه
ومما يستدرك عليه : المَسْجِدانِ : مَسْجِدُ مكَّةَ ومسجدُ المدينةِ شرَّفهما الله تعالى قال الكميتُ يمدح بني أُمَيَّةَ :
" لكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورَانِ والحَصَىلَكُمْ قِبْصُهُ ما بَيْنَ أَثْرَآ وأَقْتَرَا والمِسْجَدة بالكسر والسَّجَّادة : الخُمْرَة المَسْجُود عليها وسُمِع ضمّ السين كما في الأَساس . ورجلٌ سَجَّاد ككَتَّان وعلى وَجْهِهِ سَجَّادَة : أَثرُ السُّجودِ والسَّوَاجِد النَّخِيل المتأَصِّلة الثابتة . قاله ابن الأعرابي وبه فُسِّر قولُ لبيد . وسُورة السَّجْدة بالفتح . ويكون السُّجود بمعنَى التَّحْيَّةوالسَّفِينة تَسجُد للرِّيح أَي تَمِيل بمَيْله وهو مَجَاز ومنه أَيضاً فلانٌ ساجِدُ المَنْخرِ إذا كان ذَلِيلاً خاضعاً . والسَّجَّاد : لَقَبُ عليِّ بنِ الحُسَين بن عليّ وعليّ بن عبد الله بن عبّأس ومحمّد بن طَلْحَةَ بنِ عبدالله التَّمْيِمي رضي الله عنهم
الجَيِّدُ ككَيِّس : ضِدُّ الرَّديءِ على فَيْعل وأَصلُه جَيْوِد قلبت الواو ياءً لانكسارها ومجاورتها الياءَ ثمّ أُدغِمت الياءُ الزائدة فيها . ج جِيادٌ وجِياداتٌ جمعُ الجمعِ . أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
كمْ كانَ عِندَ بَنِي العوّامِ مِن حسَب ... ومن سُيوفٍ جِيَاداتٍ وأَرماحِ وفي الصّحاح في جمعه جَيائِدُ بالهمز على غير قياس . وجاد الشّيْءُ يَجُود جُودةً بالضّمّ وجَودَة بالفتح : صار جَيِّداً . وأَجادَهُ غيْرُه فجادَ . والتجويدُ مثْلُه . وقد قالوا أَجْوَدَهُ كما قالوا : أَطالَ وأَطْولَ وأَطابَ وأَطْيَبَ وأَلانَ وأَلْيَنَ على النُّقْصَان والتَّمام . ويقال هذا شيءٌ بَيِّنُ الجُودةِ والجَوْدة . وقد جاد جودةً وأََجاد : أَتَى بالجَيِّد من القَول أَو الفِعل . ويقال أَجادَ فُلانٌ في عَمله وأَجْوَدَ وجَادَ عَملُهُ يَجودُ جودَةً وجُدْت له بالمال جُوداً فهو مِجْوادٌ بالكسر ومُجِيدٌ أَي يُجِيد كثيراً . وصانعٌ مِجْوادٌ ومُجيدٌ . وأَنشدَ رَجلٌ رجزاً فقيل أَجاد فقيل إِنّه كان مِجْوَاداً وهُم مَجَاوِيدُ . واستجادَهُ : وَجَدَه جَيِّداً أَو طَلبَه جيِّداً وتَخيَّرَه كتَجَوَّده . وفي الأَساس : وأَجَدْتُك ثَوْباً : أَعطيْتُكَه جَيِّداً : والجَوَاد بالفتح : السَّخِيّ والسَّخِيَّة أَي الذَّكر والأُنثَى سواءٌ . واستدَلُّوا بقول أَبي شِهابٍ الهُذليّ :
صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكْرِها ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرْقُ زاخرُ وقيل : الجَوَاد : هو الّذي يُعطِي بلا مَسأَلة صيانةً للآخِذ من ذُلِّ السُّؤال . وقال :
وما الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا ما سأَلْتَه ... ولكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال وقال الكرمانيّ : الجُود : إِعطاءُ ما يَنبغِي لمن يَنبغي . وعبارةُ غيرِه : الجُودُ صفَةٌ هي مبْدأُ إِفادة ما يَنبغِي لمن ينبغي لا لعَوضٍ . فهو أَخصُّ من الإِحسان . ج أَجْوادٌ كَسَّروا فَعَالاً على أَفْعالٍ حتَّى كأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَسَّروا فَعَلاً . والكثيرُ أَجَاوِدُ على غير قياس وجُوُدٌ بضمّتين كقُذُل في قَذّال . وفي بعض النُّسخ بضمّ فسكون . ونِسْوَةٌ جُودٌ مثْل نَوَارٍ ونُورٍ . قال الأَخطلُ
" وهن بالبذْل لا بُخْلٌ ولا جُودُ وإِنّما سُكِّنت الواوُ لأَنها حرْف عِلّة وجُودَاءُ بضمٍّ ممدوداً وجُودةٌ أَلحقوا الهاءَ للجْمع كما ذهبَ إِليه سيبويه . وقد جادَ الرَّجلُ جُوداً بالضّمّ . واستجادَه : طلَبَ جُودَه ؛ فأَجادَهُ درْهَماً : أَعطاهُ إِيَّاه وفَرَسٌ جَوَادٌ للذَّكر والأُنثَى . قال :
" نَمَتْهُ جَوادٌ لا يُبَاعُ جَنينُها بيِّن الجُودة بالضّمّ أَي رائعٌ . ج جِيَادٌ وأَجيادٌ وأَجاوِيدُ . وفي حديث الصِّراط : ومِنهمْ من يَمُرُّ كأَجاوِيدِ الخيْل . هي جَمْعُ أَجْوادٍ وأَجْوادٌ جمْع جَوادٍ وكان القِيَاس أَن يقال جِوَادٌ فتصحّ الواو في الجمع لتحرَّكها في الواحدِ الذي هو جَواد كحرَكتها في طوِيل ولم يُسمَع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتَّةَ فأَجْروْا واو جَوَادٍن لوقوعها قبل الأَلف مُجْرَى الساكنِ الّذي هو واوُ ثَوْبٍ وسوْطٍ فقالوا جِياد كما قالوا حِياض وسِياط ولم يقولوا جِوَاد كما قالوا قوَام وطوال . وقد جادَ الفرسُ في عَدْوِه : صارَ رائعاً يَجُود جُودةً بالضّمّ وعليه اقتصَر في اللِّسان وجَوْدةً بالفتح كما في بعض النُّسخ وجوَّدَ تجْوِيداً وأَجْوَادَ كما قالُوا أَطالَ وأَطْولَ وقد تقدَّمَ . ويقال : جاد وأَجْوَدَ إِذا صار ذا دابَّةٍ جَوَادٍ أَو فرَسٍ جَوَادٍ فهو مُجِيدٌ من قَومٍ مَجاوِيدَ . قال الأَعشي :
فمثْلِك قد لَهْوتُ بها وأَرْضٍ ... مَهَامِهَ لا يَقُودُ بها المُجيدُ وفي حديث الاستسقاءِ ولم يأْتِ أَحدٌ من ناحِيَة إِلا حَدّثَ بالجَوْد الجَوْدُ : المطرُ الواسِعُ الغزِيرُ . وفي المحكم : الّذِي يرْوِي كلَّ شيْءٍ أَو الجَوْد من المطر : الذي لا مطر فوْقَهُ البَتّة . جمعُ جائدٍ مثْل صاحبٍ وصَحْبٍ . وجادهم المطرُ يجُودهم جَوْداً . ومَطر جَوْدٌ بَيِّن الجَوْدِ . قال أَبو الحسن : فأَمَّا ما حكَى سيبويه من قولهم : أَخذتْنا بالجَوْد وفَوْقَه فإِنما هي مبالغةٌ وتشنيع وإِلاّ فليس فوق الجَوْدِ شيْءٌ قال ابن سيده : هذا قولُ بعضهم . وسَماءٌ جَوْدٌ وُصِفت بالمصدر . وفي كَلام بعْضِ الأَوائل : هَاجتْ بنا سَمَاءٌ جَوْدٌ وكان كذا وكذا وسحابةٌ جوْدٌ كذلك حكاه ابن الأَعرابيّ . ومَطَرَتَانِ جَوْدانِ . وقد جِيدُوا أَي مُطِرُوا مَطَراً جَوْداً . وجِيدَت الأَرضُ : سَقاها الجَوْدُ . وقال الأَصمعيّ : الجَوْد : أَن تُمْطَرَ الأَرضُ حتَّى يَلْتقِيَ الثَّرَيَانِ . وأُجِيدَتِ الأَرضُ كذلك وهذه عن الصاغانيّ . فهي مَجُودةٌ : أَصابَها مَطرٌ جَوْدٌ . وقَولُ صخْرِ الغَيّ :
يُلاعِبُ الرِّيحَ بالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ ... والوابِلُونَ وتَهْتَانُ التَّجَاوِيدِ يكون جَمْعاً لا واحدَ له كالتَّعَاجِيب والتّعَاشِيب والتَّبَاشير وقد يكون جَمْعَ تَجْوَادٍ . وجَادَت العَيْنُ تَجُود جَوْداً بالفتح وجُؤُوداً كقُعُودٍ : كَثُرَ دَمْعُهَا عن اللِّحْيَانيّ . وجادَ المَريضُ بِنَفْسِهِ عند الموْت يَجُود جَوْداً وجُؤُداً قَارَبَ أَن يَقْضِيَ يقال هو يَجُود بنَفْسِه إِذا كَان في السِّياق . والعرب تقول : هو يَجُود بنَفْسه أَي يُخرِجها ويَدْفعها كما يَدْفَع الإِنسانُ مالَه وهو مَجاز . وحَتْفٌ مُجِيدٌ أَي حاضِرٌ . وهو مَجاز قيل أُخِذَ من جَوْدِ المَطَر . قال أَبو خراش :
غَدَا يَرْتَادُ في حَجَرَات غَيْثٍ ... فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ والجُوَادُ كغُرابٍ : العَطَشُ أَو شِدَّتُه قال الباهليّ :
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّى بَطِيءٌ ... كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِى جُوَادَا والجَوْدَة : العَطْشَةُ . قال ذو الرُّمَّة :
تُعاطِيهِ أَحْيَاناً وقَدْ جِيد جَوْدَةً ... رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ وفي التهذيب : جِيدَ الرّجلُ يُجَادُ جُوَاداً وجَوْدَةً فهو مَجُودٌ إِذا عَطِش أَوْ جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاَكِ كأَنّ الهلاكَ جادَه قال خِدَاش بن زُهَير :
تَرَكْتُ الوَاهِبيَّ لَدَى مَكَرٍّ ... إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَا والجُوَاد : النُّعَاس . وجادَه الهَوَى : شاقَهُ والنُّعَاسُ : غَلَبَه فهو مَجودٌ كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه . والمَجُودُ : الذي يُجهَد من النُّعَاس وغيرِه عن اللِّحْيَانيّ وبه فُسِّر قول لَبِيد :
ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى ... عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ وقيل : معنَى مَجُود أَي شَيِّق . وقال الأَصمعيّ : معناه صُبّ عليه من جَوْدِ المَطَر وهو الكَثِير منه . وجَاوَدَ فلانٌ فُلاناً فَجَادَه إِذا غَلَبَهُ بالجُودِ كما يقال : ماجَده من المجد . ومن المَجاز : إِنِّي لأُجَادُ إِليْكَ أَي إِلى لِقائك أَي أَشْتَاقُ وأُسَاقُ كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ أَي مَطَره . وإِنه ليُجاد إِلى كلّ شيءٍ يَهُوله . والجُودُ بالضّمّ : الجُوعُ كالجُوسِ لغة هُذليّة يقال جُوداً له وجُوساً له . قال أَبو خِراش الهُذليّ يرثي زُهَير بن العَجْوَة :
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه ... من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُويُروَى من القُرّ لمَّا اسْتَدْلقَتْه أَي استخرَجَته من حَيث كان . والشمائلُ جمع الشَّمأَل أَي إِذا هاجَت الشَّمال في الشِّتاءِ والشمائل أَيضاً : الأَريحيَّة أَي هَزّته شمائلُه . وقال : كاد يُعطِي إِزاره وكَرِه أَن يقول أَعطَى إِزارَه فيكون قد وصفَه بالأَفْن والجُنون . ويفسَّر الجُود أَيضاً في البيت بالسَّخاءِ عن الأَصمعيّ . والجُود : اسمُ قَلْعَةٍ في جَبَلِ شَطِبٍ نقله الصاغانيّ . وجُودَةُ بالضّم : وادٍ باليَمَنِ والصواب أَنه قَلْتٌ في وادٍ باليمن كذا صرّحَ به أَبو عُبَيْد . والجُودِيُّ بالضّمّ وتشديد الياءِ : موضِع وقال الزَّجّاج : هو جَبَلٌ بآمِدَ وقيل جَبَلٌ بالجَزِيرةِ قُرْبَ المَوْصِلِ وقيل بالشأْم وقيل بالهِنْد اسْتوَتْ عليه سَفينةُ نُوحٍ عليه وعلى نبيِّنا أَفضلُ الصّلاة والسَّلام وكان ذلك يومَ عاشوراءَ من المحرمّ . وقرأَ الأَعمش واسْتَوَتْ على الجُودِي بإِرسال الياءِ وذلك جائز للتخفيف . والجُودِيُّ : جَبَلٌ بأَجَأَ وقال أُميَّة بن أَبي الصلت :
سُبْحَانَه ثُمّ سُبحاناً يعود له ... وقَبْلَنا سبَّحَ الجُوديّ والجُمُدُ وأَبُو الجُودِيُّ : تابِعيٌّ لا يُعرف اسمه ولا يُعرف إِلاّ بكُنْيتِه قاله الصاغانيّ . وأَبو الجُودِيّ : كُنْية الحارث بن عُمَيرٍ الأَسديِّ الشاميّ سَكَنَ وَاسِطَ روَى عن سَعيدِ بن المُهاجِر الحِمْصيّ قاله المِزّيّ قال الصاغانيّ : هو متأَخّر شَيخُ شُعْبَةَ ابنِ الحَجّاج العَتَكيّ . والجَادِيُّ : الزَّعْفَرانُ . قال كُثيِّر عزّةَ :
يُباشِرْن فأَرَ المِسْك في كلِّ مَهْجَعٍ ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بهن مَفِيدُ أَي مَدُوف كذا في الصّحاح . ويقال : أَجادَ فُلانٌ بالوَلَد إِذا وَلدَهُ جَوْاداً وكذَا أَجَادَ به أَبَواهُ . قال الفرزدق :
قومٌ أَبوهمْ أَبو العاصِي أَجَادَ بِهم ... قَرْمٌ نجيبٌ لِجَدَّاتِ مَناجِيب وتَجَاوَدُوا : نَظَرُوا أَيُّهمْ أَجْوَدُ حُجّةً قال أَبو سعيد : سَمعْتُ أَعرابِيَّا قال : كنْتُ أَجلِس إِلَى قَوْم يَتجاوبون وَيتَجاوَدُون . فقلْت له : ما يَتجاوَدونَ ؟ فقال : يَنظرُون أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً . والجُوِدياءُ بالضّمّ الكِساءُ نَبطيّة أَو فارسيّة وعَرّبة الأَعشي فقال :
وبَيدَاءَ تحسِبُ آرامَها ... رجالَ إِيادٍ بأَجْيَادِهَا وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيد الطَّائيّ في صِفة الأَسَدِ :
حتّى إِذا مَا رَأَى الأَبْصَارَ قد غَفَلَتْ ... واجْتَابَ من ظُلْمَةٍ جُودِيَّ سَمُّورِقال : جُودِيّ بالنّبطية هي جُودياءُ أَراد جُبّةَ سَمُّورٍ . وأَجادَهُ النَّقْدَ : أَعطاهُ جِيَاداً . وشاعِرٌ مِجْوَادٌ أَي مُجِيدٌ يُجِيد كَثيراً . والجِيدُ بالكسر يائيٌّ وسيأْتي ذكره قريباً . ويَجُودَهُ بفتح التّحتيّة وضمّ الجيم : ع ببلادِ تميم وقد تقدّم في الموحّدة بدل التحتية ذِكْر بَجُودات بلفْظ الجمْع وأَنّه موَاضِعُ في دِيار بني سَعْد وربَّما قالوا بَجُودة وبنو سَعْدٍ قومٌ من تميم فتأَمَّلْ . وجَوُّ جَوادَةَ بفتح الجيمين : موضعٌ ببلادِ طَيّىءٍ لبني ثُعَلَ منهم . وقولهم : وَقَعُوا في أَبي جَادٍ أَي بَاطِلٍ . عن أَبي زيد وهو كُنْيَة رجلٍ من مُلوك حِمْير وقد تقدَّم بيانه . ومما يستدرك عليه : تَجوّدْتُهَا لك أَي تَخَيَّرتُ الأَجودَ منها . وأَجْوَاد العرب مذكورون وجاد إِليه : مالَ . وأَجْيَادٌ : جَبَلٌ بمكَّةَ شرّفَها اللّه تعالى ويقال أَجْيادِين بفتح الهمزَةِ وكسر الدال وجاءَ ذِكرُه في الحديث وكثير منهم من يُصحِّفه بالنّون سُمِّيَ بذلك لموضِع خَيْلِ تُبّع كما سُمِّيَ قُعَيقِعَانُ لموضِعِ سِلاَحه . وعَدَا عَدْواً جَوَاداً وسارَ عُقْبَةً جَوَاداً أَي بَعِيدَةً حَثِيثَةً وعُقبتَيْنِ جَوَادَيْن وعُقَباً جِياداً وأَجْوَاداً كذلك إِذا كانت بعيدةً . ويقال : جَوَّدَ في عَدْوِهِ تَجويداً وأَجادَه : قَتَلَه . وجَوْدَانُ : اسم . وتَجوّدَ في صَنْعه : تَنَوَّقَ فيها . وجَوَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ وَديعةَ بن شَلخب الأَكبر : بطْن من حَضرموت منهم جَوّاد بن أَجير بن جَوّاد الجَوَّاديّ . وجَوْدَانُ بن عَبد اللّه البصْريّ عن جريرِ بن حازِمٍ . وجَوْدَانُ قبيلةٌ من الجَهَاضِم . وكسَحَابٍ : جَوَادُ بنُ عَمْرِو بن محمّد الصَّدفيّ الذي نُسِبَ إِليه سَقيفةُ جَادٍ بمصْر روى عنه ابنُ عُمير توفِّيَ سنة 180 ، ذكره ابن يونس . ويقال للذي غلبه النَّومُ : مَجُودٌ كأَنَّ النَّومَ جَادَه أَي مَطَره قال لبيد :
ومَجُودٍ من صُبَاباتِ الكَرَى ... عاطِفِ النُّمْرقِ صَدْقِ المُبْتَذَل وأَبو الجُودِيّ : راجزٌ مشهور قيل فيه :
لو قد حَدَاهُنَّ أَبو الجُودِيِّ ... بَرَجَزٍ مُسحَنْفِرِ الرَّوِيِّ أَنشده المبرِّد في كتاب ما اتَّفَق لفظُه واختلفَ معناه . ولَيلَى بنت الجُودِيّ التي عَشِقها عبد الرحمن بن أَبي بكر الصّديق وتَزوّجها وله فيها شِعْرٌ وخيرٌ مشهور . وأَبو البركات محمّد بن عاسر الأَجدابيّ الجُوديّ نسب لخدْمة بدْر الدِّين جُودِي القيمديّ أَجاز له الكاشغريّ وطبقتُه وهو جَدّ العلاّمة مُغُلْطاي لأُمّه نقَله الحافظ