سِيَةُ القَوْسِ
طَرَفُ قابِها وقيل رأْسُها وقيل ما اعْوَجَّ من رأْسِها وهو بعدَ الطَّائِفِ
والنَّسَبُ إليه سِيَوِيٌّ الأَصمعي سِيةُ القَوْسِ ما عُطِفَ من طَرَفَيْها ولها
سِيَتَان وفي السِّية الكُظْرُ وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ وكان رؤبة ابن
العجا
سِيَةُ القَوْسِ
طَرَفُ قابِها وقيل رأْسُها وقيل ما اعْوَجَّ من رأْسِها وهو بعدَ الطَّائِفِ
والنَّسَبُ إليه سِيَوِيٌّ الأَصمعي سِيةُ القَوْسِ ما عُطِفَ من طَرَفَيْها ولها
سِيَتَان وفي السِّية الكُظْرُ وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ وكان رؤبة ابن
العجاج يهمز سِئَةَ القَوْسِ وسائرُ العَرب لا يهمِزونها والجمعَ سِيَاتٌ والهاء
عوضٌمن الواو المحذوفةِ كعِدَةٍ وفي الحديث وفي يدِه قَوْسٌ آخِذٌ بِسِيَتِها ومنه
حديث أَبي سفيان فَانْثَنَتْ عَلَيَّ سِيَتَاها يعني سِيَتَيِ القَوْسِ والسِّيةُ
عِرِّيسَةُ الأَسَد والسَّايةُ الطريق عن أَبي علي وحكي ضَرَب عَلَيه سَايَتَه وهو
ثِقَله على ما جاءَ في وَزْنِ آيةٍ والسِّيُّ غيرُ مهموزٍ بكسر السين أَرض في بلاد
العَرَب مَعْروف قال زهير بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ( شأي ) الشَّأْوُ الطَّلَقُ والشَّوْطُ والشَّأْوُ
الغَايةُ والأَمَدُ وفي الحديث فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ
شَأْواً الشّأْوُ الشَّوْطُ والمَدَى ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال لخالد
ابن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وقد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فقال تَرَكْتُمَا
سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً وفي رواية شأْواً مُغَرَّباً ومُغَرِّباً
والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ ويريد بقوله تَرَكْتُما خالداً وابْنَ
الزُّبَيْر والشَّأْوُ السَّبْقُ شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً سَبَقْتُهم وشَأَيْتُ
القَوْمَ شَأْياً سبَقْتُهم قال امرؤ القيس فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه
وقالَ صِحابي قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قال ابن بري الواو ههنا بمعنى مَعْ أَي مع
عَقْدِ عذاره فأَغْنَتْ عن الخَبَر على حدِّ قولهم كُلُّ رجلٍ وضَيْعَتَه وأَنشد
أَبو القاسم الزجاجي شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ دَوارِسَ كالوَحْيِ في
المُهْرَقِ أَي أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ في الصحيفة وشَآني
الشيءُ شَأْواً أَعْجَبَني وقيل حزَنَنِي قال الحَرِثُ بن خالد المخزومي مَرَّ
الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ وقيل
شآنِي طَرَّبَنِي وقيل شاقَنِي قال ساعدة حتَّى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ
باتَتْ طِراباً وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بوزن
شَعاها الأَصمعي شَآنِي الأَمْرُ مثلُ شَعاني وشاءني مثل شاعَنِي إذا حَزَنَك وقد
جاء الحَرِثُ بنُ خالد في بيته باللغتين جميعاً وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي
أَعْجَبْتُه ويقال شُؤتُ به أَي أُعْجِبْتُ به ابن سيده وشَآني الشيءُ شَأْياً
حَزَنَني وشاقَني قال عَدِيُّ ابن زيد لَمْ أُغَمِّضْ له وشَأْيي به مَّا ذاكَ
أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ ويقال عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي
طَلَقاً أَو طَلَقَيْن وشَآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه ويقال تَشاءَى ما بينهم بوزن
تَشاعى أَي تَباعَدَ قال ذو الرُّمَّة يمدح بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة أَبوكَ تَلافى
الدِّينَ والناسَ بَعْدَما تَشاءَوْا وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ
إصارَ الدِّينِ أَيّامَ أَذْرُحٍ ورَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ ابن سيده
وشاءَني الشيءُ سبَقَني وشاءَني حَزنَني مقْلوبٌ من شَآني قال والدليل على أَنَّهُ
مقلوبٌ منه أَنه لا مصدَرَ له لم يقولوا شاءَني شَوْءاً كما قالوا شَآني شَأْواً
وأَما ابن الأَعرابي فقال هما لغتان لأَنه لم يكن نحوِيّاً فيَضْبِط مثلَ هذا وقال
الحَرِثُ بنُ خالد المخزومي فجاء بهما مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً
ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ وما لَهُنَّ بَشاشَةٌ أُصُلاً
خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ يقول مَرَّت الحُمول وهي الإبل عليها النساءُ فما
هَيَّجْنَ شَوْقَك وكنتَ قبل ذلك يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عايَنْتَ الحُمولَ
والأَظْعانُ الهَوادِجُ وفيها النِّساءُ والأُصُلُ جَمْعُ أَصيلٍ ونَعْمانُ
مَوْضِعٌ معروفٌ والبشاشة السُّرورُ والابْتِهاج يريد أَنه لم يَبْتَهِجْ بهِنَّ
إذ مَرَرن عليه لأَنه قد فارق شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ فلم
يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به وقوله وما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لم يُحرِّكْنَ مِن
قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً سُرِرْتُ وشاءَني الشيءُ يشوءُني
ويشَيئُني شاقَني مَقْلوبٌ من شآني حكاه يعقوب وأَنشد لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ
فأَوعَبوا أَراد شآنا والدليلُ على أَنه مقلوبٌ أَنه لا مصدر له وشاءاهُ على
فاعَلَه أَي سابقه وشاءَه مثل شآهُ على القلبِ أَي سَبَقَه ورجلٌ شيِّئانٌ بوزنِ
شَيِّعان بعيدُ النظرِ ويُنْعَتُ به الفرس وهو يحتمل أَن يكون مقلوباً من شَأَى الذي
هوسبق لأَن نظره يَسْبِقُ نَظَر غيره ويحتمل أَن يكون من مادَّةٍ على حِيالِها
كشاءني الذي هو سَرَّني قال العجاج مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وشيءٌ
مُتَشاءٍ مختلِفٌ وقوله أَنشده ثعلب لَعَمْري لقد أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ
لِمَرْوانَ صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا قال ابن سيده لم يُفَسِّره واشْتَأَى
اسْتَمَع أَبو عبيد اشْتأََيْتُ اسْتَمَعْت وأَنشد للشماخ وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ ليس
بَيْنَهُما إذا هُما اشْتأَتا للسمع تَهْميلُ
( * قوله « تهميل » هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها وفي شرح القاموس تسهيل )
واشْتأَى اسْتَمَع وقال المُفَضَّل سَبَقَ ابن الأَعرابي الشَّأَى الفسادُ مثلُ
الثَّأَى قال والشَّأَى التَّفْريقُ يقال تَشاءَى القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا التهذيب
في هذه الترجمة أَيضاً ومن أَمثالهم شرٌّ ما أَشاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوبٍ وشَرٌّ
ما أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ وقد أُشِئْتُ إلى فُلانٍ وأُجِئْتُ إليه أَي أُلْجِئْتُ
إليه الليث المَشيئة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً وشَأْوُ الناقةِ بَعْرُها والسين
أَعلى الليث شَأْوُ الناقةِ زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها قال الشماخ يصف عَيْراً
وأَتانه إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوى لَهُ مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ
أَفْلَجُ وقال الأَصمعي أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ من تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ البِئْر
ويقال للزَّبيلِ المِشْآة فَشَبَّه ما يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ من رَوْثِهِما
به وقال الشماخ في الشأْوِ بمعنى الزِّمام ما إن يَزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها
مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مَجْدولُ ويقال للرجل إذا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عنه
ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً وهَيْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ قال الكميت أَعَهْدَكَ
من أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وقال المازني
في قوله يُصْبِحْنَ بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ
التجريد المتجرد الماضي والشَّوائي الشَّوائِقُ وقول الحرث بن خالد فَِما
شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي ما شُقْنَكَ ولقد نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فقد
كَبِرْتَ وصِرْتَ لا يَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ والشَّأْوُ ما أُخْرِجَ من تُرابِ
البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً نَقَّيْتُها وأَخْرَجْت
تُرابَها واسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَيضاً وحكى اللحياني شَأَوْتُ البِئْرَ
أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَيْن من تراب والمِشْآةُ الشيءُ الذي تُخْرِجهُ به
وقال غيره المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ به تُراب البئر وهو على وزن المِشْعاةِ
والجَمْع المَشائي قال لولا الإلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما ولا ظَلِلْنا بالمَشائي
قُيَّما وقُيَّمٌ جمع قائمٍ مثل صُيَّمٍ قال وقياسه قُوَّم وصُوَّم وشَأَوْتُ من
البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب اللحياني إنه لَبَعيدُ الشَّأْوِ أي الهِمَّة
والمعْرُوفُ السين
معنى
في قاموس معاجم
السَّيْبُ
العَطاءُ والعُرْفُ والنافِلةُ وفي حديث الاستسقاءِ واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي
عَطاءً ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً والسُّيُوبُ الرِّكاز لأَنها من
سَيْبِ اللّهِ وعطائه وقال ثعلب هي المَعادِنُ وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ وفي
السُّ
السَّيْبُ
العَطاءُ والعُرْفُ والنافِلةُ وفي حديث الاستسقاءِ واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي
عَطاءً ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً والسُّيُوبُ الرِّكاز لأَنها من
سَيْبِ اللّهِ وعطائه وقال ثعلب هي المَعادِنُ وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ وفي
السُّيُوبِ الخُمُسُ قال أَبو عبيد السُّيُوبُ الرِّكازُ قال ولا أُراه أُخِذَ
إِلا من السَّيبِ وهو العطاءُ وأَنشد
فما أَنا منْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإٍ ... وما أَنا مِنْ سَيْبِ الإِلهِ بآيِسِ
وقال أَبو سعيد السُّيُوبُ عُروق من الذهب والفضة تَسِيبُ في المَعْدِن أَي تَتكون
فيه ( 1 )
( 1 قوله « أي تتكون إلخ » عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ ) وتَظْهَر سميت سُيوباً
لانْسِيابِها في الأَرض قال الزمخشري السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يريد به المالَ المدفون
في الجاهلية أَو المَعْدِن لأَنه من فضلِ اللّه وعَطائه لمن أَصابَه وسَيْبُ
الفرَس شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرديُّ السَّفينة والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ
يَسِيبُ سَيْباً جَرى والسِّيبُ مَجْرَى الماءِ وجَمْعُه سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ
مشى مُسرِعاً وسابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً أَنشد ثعلب
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ
يَسِيبُ ؟
وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه وفي
الحديث [ ص 478 ] أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ
فَنُهِيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ
يقال سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى وانْسابَ فلان نحوكُم رجَعَ وسَيَّبَ الشيءَ
تركَه وسَيَّبَ الدَّابَّةَ أَو الناقةَ أَو الشيءَ تركَه يَسِيبُ حيث شاءَ وكلُّ
دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها فهي سائبةٌ والسائبةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا
وَلاءَ له والسائبةُ البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه فيُسَيَّبُ ولا يُرْكَب ولا
يُحْمَلُ عليه والسائبة التي في القرآن العزيز في قوله تعالى ما جَعَلَ اللّهُ منْ
بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ أَو
بَرِئَ من عِلَّةٍ أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال ناقَتي
سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا تُحََّلأُ عن ماءٍ ولا تُمْنَعُ
من كَلإٍ ولا تُركَب وقيل بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً أَو عَظْماً
فتُعْرَفُ بذلك فأُغِيرَ على رَجل من العرب فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها فرَكِب
سائبةً فقيل أَتَرْكَبُ حَراماً ؟ فقال يَركَبُ الحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له
فذهَبَتْ مَثَلاً وفي الصحاح السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ في
الجاهِلِيَّةِ لِنَذْرٍ ونحوه وقد قيل هي أُمُّ البَحِيرَةِ كانتِ الناقةُ إِذا
ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن كُلُّهنَّ إِناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يَشْرَبْ
لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ
والنساءُ جَميعاً وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ فتسمى البَحِيرةَ وهي
بمَنْزلةِ أُمِّها في أَنها سائبةٌ والجمع سُيَّبٌ مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ ونائحةٍ
ونُوَّحٍ وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال هو سائبةٌ فقد عَتَقَ ولا يكون
وَلاؤُه لِمُعْتِقِه ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه قال ابن
الأَثير قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ قال كان الرَّجُلُ إِذا
نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ أَو غير ذلك قال ناقَتي سائبةٌ
فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ ولا مَرْعًى ولا تُحْلَبُ ولا تُرْكَب وكان إِذا أَعْتَقَ
عَبْداً فقال هو سائِبةٌ فلا عَقْل بينهما ولا مِيراثَ وأَصلُه من تَسْيِيبِ
الدَّوابِّ وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ حيث شاءَتْ وفي الحديث رأَيتُ عَمْرو بن
لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب وهي التي
نَهى اللّهُ عنها بقوله ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ فالسَّائبة
أُمُّ البَحِيرَةِ وهو مَذْكور في موضعه وقيل كان أَبو العالِيةِ سائبةً فلما
هَلَكَ أُتِيَ مَولاه بميراثِه فقال هو سائبةٌ وأَبى أَنْ يأْخُذَه وقال الشافعيّ
إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً ولم يَدَعْ وارثاً غير
مولاه الذي أَعْتَقَه فميراثُه لمُعْتِقِه لأَن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم جَعَلَ
الوَلاءَ لُحْمةً كَلُحْمةِ النَّسَب فكما أَنَّ لُحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِعُ
كذلك الوَلاءُ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ وروي عن عُمَرَ
رَضي اللّه عنه أَنه قال السَّائِبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما قال أَبو عبيدة في قوله
ليَوْمهما أَي يَوْمِ القيامةِ واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه وتصدّق
بصدقتِه فيه يقول فلا يَرجِعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا
وذلك كالرَّجل [ ص 479 ] يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك
مالاً ولا وارثَ له فلا ينبغي لِمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِيراثِه شيئاً إِلا أَن
يَجْعَلَهُ في مِثْله وقال ابن الأَثير قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما أَي
يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ أَي مَن أَعْتَقَ سائِبَتَه وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ
فلا يَرْجِعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا وإِن وَرِثَهما عنه
أَحدٌ فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما قال وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ وطَلَبِ
الأَجْرِ لا على أَنه حرامٌ وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ
جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر وفي حديث عبدِاللّه السَّائبةُ يَضعُ مالَه
حيثُ شاءَ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِبةً ولا يكون ولاؤُه لِمُعْتِقِه ولا
وارِثَ له فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه وفي الحديث
عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً
السَّائِبتانِ بَدَنَتانِ أَهْداهما النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إِلى البَيْت
فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما سمَّاهُما سائِبَتَيْنِ لأَنه
سَيَّبَهُما للّه تعالى وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ أَنَّ الحيلةَ بالمَنْطِقِ
أَبْلَغُ من السُّيُوبِ في الكَلِمِ السُّيُوبُ ما سُيِّبَ وخُلِّي فسابَ أَي
ذَهَبَ وسابَ في الكلام خاضَ فيه بهَذْرٍ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه
أَبلَغُ من الإِكثارِ ويقال سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ
والسَّيَابُ مثل السَّحابِ البَلَحُ قال أَبو حنيفة هو البُسْر الأَخضرُ واحدته
سَيابةٌ وبها سمي الرَّجل قال أُحَيْحةُ
أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْب ومَقْتَلِه سَيابَهْ
فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه فقلت سُيَّابٌ وسُيّابةٌ قال أَبو زبيد
أَيَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخالُ نَكْهَتَها باللَّيْلِ
سُيَّابَا
أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً الأَصمعي إِذا تعقد الطلع حتى يصير
بلحاً فهو السَّيابُ مُخَفَّف واحدته سَيابةٌ وقال شمر هو السَّدَى والسَّداءُ
ممدود بلغة أَهل المدينة وهي السيَّابةُ بلغةِ وادي القُرَى وأَنشد للَبيدٍ
سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ ولا أَثَرُ قال وسمعت البحرانيين تقول سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ لو سَأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها هي بفتح
السين والتخفيف البَلحَةُ وجمعها سَيابٌ والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسيّ قال أَبو
العلاءِ وبه سُمِّيَ سيبويه سِيب تُفَّاحٌ وَوَيْه رائحتُه فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ
وسائبٌ اسمٌ من سابَ يَسِيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى
والمُسَيَّبُ من شُعَرائِهم والسُّوبانُ اسم وادٍ واللّه تعالى أَعلم