السِّدْر : شَجَرُ النَّبِقِ الوَاحِدَةُ بِهَاءٍ قال أَبو حَنِيفَة : قال ابنُ زِياد : السِّدْرُ من العِضَاهِ وهو لَوْنَانِ : فمنْه عُبْرِيٌّ ومنه ضَالٌ . فأَمَّا العُبْرِيّ فمَا لا شَوْكَ فيه إِلاّ ما لا يَضِيرُ . وأَما الضّالُ فذُو شَوْكٍ . وللسِّدْرِ وَرقَةٌ عَرِيضَةٌ مُدَوَّرَةٌ وربما كانت السِّدْرةُ مِحْلالاً . قال ذُو الرُّمَّة :
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي ... ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضَالاَ
قال : ونَبِقُ الضَّالِ صِغَارٌ . قال : وأَجْودُ نَبِقٍ يُعلَم بأَرْضِ العَرَب نَبِقُ هَجَرَ في بُقْعَة واحِدَة يُحْمَى للسُّلْطَان . وهو أَشَدُّ نَبِقٍ يُعْلَم حَلاوةً وأَطيَبُه رائِحة يَفُوحُ فَمُ آكِلِه وثِيَابُ مُلاَبِسِه كما يَفوح العِطْرُ . ج سِدْرَاتٌ بكَسْر فسُكُون وسِدِرَاتٌ بكَسْرَتَيْن وسِدَرَاتٌ بكسر ففتح وسِدَرٌ مثل عِنَبٍ وسُُرٌ بالضَّمّ الأَخِيرَة نادِرَة كذا في المحكم . وسِدْرَةُ بالكسر : تابِعِيّ وقيل : اسمُ امرأَةٍ رَوَتْ عن عائِشَةَ رضي اللّه عنها . وأَبو سِدْرَةَ : سُحَيْمٌ الجُهَيْمِيّ : شاعِرٌ وأبو سِدْرَةَ : خالِدُ بنُ عَمْرٍو . وقولُه تَعالى : " عنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى " وكذلك في حَدِيثِ الإِسراءِ " ثم رُفِعْتُ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى " قال الليثُ : زعمَ أَنَّهَا سِدْرَةٌ في السَّمَاءِ السّابِعَةِ لا يُجَاوِزُها مَلَكٌ ولا نَبِيّ . وقد أَظَلَّت الماءَ والجَنَّةَ . قال : ويُجْمَع على ما تقدَّم . وقال شيخُنَا : ووَردَ في الصَّحِيح أيَضاً أَنَّهَا في السَّمَاءِ السَّادِسَة وجمعَ بَيْنَهما عياضٌ باحْتِمَال أَنَّ أَصْلَها في السادسة وعَلَت وارتَفَعَت أُصولُها إِلى السابعة . قلْت : وقال ابنُ الأَثيِر : سِدْرَةُ المُنْتَهَى في أَقْصَى الجَنَّةِ إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوَّلِين والآخِرِين ولا يَتَعَدَّاها . وذُو سِدْرٍ بالكَسْر وذو سُدَيْرٍ بالتَّصْغِير والسِّدْرَتَانِ مُثَنَّى سِدْرةٍ : مَوَاضِعُ . وقَرأْت في دِيوانِ الهُذَلِيّين من شِعْر أَبِي ذُؤَيِب الهُذَلِيّ قولَه :
أَصْبَحَ منْ أُمِّ عَمْرو بَطْنُ مُرٍّ فَأَجْ ... زاعُ الرَّجِيعِ فذُو سِدْرٍ فَأَمْلاَحُ وأَمَّا ذو سُدَيْرٍ فقَاعٌ بَيْنَ البَصْرةِ والكُوفَة وسيأْتِي في كلام المصنِّف قريباً . وسَدِيرٌ كأَمِير نَهرٌ بناحِيَة الحِيرَةِ من أَرضِ العِرَاق . قال عَدِيّ :
سَرَّهُ حَالُه وكَثْرةُ ما يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ وقيل : السَّدِيرُ : النَّهْر مطلقاً . وقد غَلَب على هذا النَّهْرِ . وقيل : سَديرٌ : قَصْرٌ في الحِيرَة من مَنَازلِ آلِ المُنْذِر وأَبنِيَتِهم وهو بالفارسيّة " سِهْ دِلَّي " أَي ثلاث شُعَبٍ أَو ثلاث مُداخَلاتٍ . وفي الصّحاح : وأَصْله بالفارسيّة " سِهْ دِلَه " أَي فيه قِبَابٌ مُدَاخَلَة مِثْلُ الحارِيّ بكُمَّيْنِ . وقال الأَصمَعِيّ : السَّدِير فارِسَيَّة كأَن أَصله " سِهْ دِل " أَي قُبَّة في ثَلاَثِ قِبَابٍ مُدَاخَلَة وهي التي تُسَمِّيها اليومَ الناسُ سِدِلَّي . فأَعْربتْه العرب فقالوا : سَدِيرٌ . قلْت : وما ذَكَره من أَن السِّدِلَّي بمعنَى القِبَاب المُتداخِلة فهو كَذلِك في العُرْف الآن وهكذا يُكْتَب في الصُّكُوك المستعمَلة . وأَمَّا كَون أَنَّ السَّدِير مُعرّب عنه فمَحَلُّ تأَمُّلٍ لأَن الذي يَقتضيه السانُ أَن يكون مُعَرَّباً عن " سِْ دره " أَي ذا ثلاثةِ أَبوابِ وهذا أَقرب من " سِهْ دلَّي " كما لا يَخْفَى . وسَدِيرٌ أَيضاً : أَرضٌ باليَمَن تُجلَب منها البُرَودُ المُثمّنَة . وسَدِيرٌ أَيضاً : ع بِمِصْر في الشَّرقِيَّة قُربَ العَبَّاسِيَّة . وسَدِيرُ بنُ حَِيم الصَّيْرَفِيّ : شَيْخٌ لسُفْيَانَ الثَّوْرِيّ سَمِع أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن عليّ بن الحُسَيِن قاله البُخَارِيّ في التَّاريخ . وي نوادِرِ الأَصْمَعِيّ التي رواها عنه أَبو يَعْلَى . قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : السَّدِيرُ : العُشْب . وذو سُدّيْر كزُبَيْر : قاعٌ بينَ البَصْرَةِ والكُوفَةِ وهو الذي تَقَدَّم ذِكْرُه في كلامه أَوَّلاً فهو تَكْرَارٌ كما لا يَخْفَى . والسُّدَيْر : ع بدِيارِ غَطَفَانَ قال الشاعِر :
" عَزَّ عَلَى لَيْلَى بِذِي سدُيَرْ ِ
" سُوءُ مَبِيتِي بَلَدَ الغُمَيْرِقيل : يريد : بذي سِدْرٍ فصَغَّرَ . والسُّدَيْر : ماءٌ بالحِجَازِ وفي بعض النُّسَخ بدله : وقَرْيَةٌ بِسِنْجَارَ . ويقال : سُدَيْرَةُ : بِهَاءٍ وصَوَّبه شيخُنَا . وفي معجم البَكْرِيّ : سُدَير ويقال سُدَيْرَةُ : مَاءَةٌ بين جُرَاد والمَرُّوتِ أقطعَهَا النَّبِّيّ صلّى اللّه عليه وسلَّم حُصَيْنَ بنَ مُشمِّتٍ الحِمَّانيّ فليُنْظَر . والسّادِرُ : المُتَحَيِّر من شِدَّة الحَرّ كالسَّدِرِ ككَتِف . وسَدِرَ بَصَرُه كفَرِحَ سَدَرَاً مُحَرَّكَةً وسَدَارَةً ككَرَامَة فهو سَدِرٌ : لم يَكَد يُبْصِر . وقيل : السَّدَرُ بالتَّحْرِيك شِبْهُ الدُّوَارِ وهو كَثِيراً ما يَعْرِض لرَاكِبِ البَحْر . وفي حديثِ عليٍّ رضي اللّه عنه " نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً " قيل السَّادِرُ : اللاَّهِي . وقيل : الَّذِي لا يَهْتَمُّ لشيْءٍ ولا يُبَالِي ما صَنَعَ قال :
سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَداً ... فتَناهَيْتُ وقد صَابَتْ بقُرّ ويقال : سَدِرَ البَعِيرُ كفَرِحَ يَسْدَر سَدَراً : تَحَيَّر بَصَرُه من شِدَّةِ الحَرِّ فهو سَدِرٌ . وفي الأَساس : سَدِرَ بَصرُه واسمَدَرَّ : تَحَيَّرَ فلم يُحسِن الإِدْراكَ . وفي بَصَرِه سَدَرٌ وسَمَادِيرُ . وعَينه سَدِرَةٌ . وإِنه سادِرٌ في الغَيّ : تائِهٌ وتَكلَّم سادِراً : غيرَ مُتَثَبِّت في كلامِه انتهى . وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ : سَدِرَ : قَمِرَ وسَدِرَ من شدَّة الحَرّ . وسَدِرٌ ككَتِفٍ : البَحْرُ قاله الجوهريّ . قِيل : لم يُسمع به إِلاّ في شِعْر أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت :
فكأَنّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَهَا ... سَدِرٌ تَوَاكَلَه القَوَائِمُ أَجْرَدُ وقبله :
فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطْبَاقُهَا ... وأَتَى بِسَابِعَةٍ فأَنَّى تُورَدُ وأَراد بالقَوَائِم هنا الرِّيَاحَ . وتَواكَلَتْه : تَرَكَتْه شَبَّهَ السماءَ بالبَحر عند سُكُونه وعدمِ تَمَوُّجِه . وقال ابنُ سِيدَه وأَنشدَ ثَعْلَب :
وكأَنَّ بِرْقِع والملائِكَ تَحْتَها ... سَدِرٌ تَوَاكَلَه قَوائِمُ أَرْبعُقال : سَدِرٌ : يَُور . وقَوائم أربعُ هم الملائكة لا يُدْرَى كيفَ خَلْقُهم . قال : شَبَّه الملائكة في خَوْفِها من اللّه تعالى بهذا الرَّجلِ السَّدِر . وقال الصَّاغانِيّ فيما رَدَّ به على الجوهريّ : إِن الصَّحِيحَ في الرّواية سِدْر بالكَسْر . وأَرادَ به الشَّجَرَ لا البَحْر وتَبعَه صاحِبُ النَّامُوس وشَذَّ شَيْخُنَا فأَنْكَرَه عليه . ويَأْتِي للمصنّف في " و ك ل " سِدْرٌ تَوَاكَلهُ القَوَائِمُ : لا قوائِمَ له : فتأَمَّلَ . والسِّدَارُ ككِتَاب : شِبْهُ الخِدْرِ يُعَرَّض في الخِبَاءِ . والسِّيدارَةُ بالكسْرِ : الوِقَايَةُ على رَأْس المرأَةِ تكون تَحْتَ المِقْنَعَةِ وهي العِصَابَةُ أَيضاً . وقيل : هي القَلَنْسُوَة بلا أَصْدَاغٍ عن الهَجَرِيّ . وسُدّر كقُبَّر : لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ وهي التي تُسَمَّى الطُّبَن ؛ وهي خَطٌّ مُستديرٌ يلعب بها الصِّبْيان . وفي حديث بعضهم " رأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَة يَلْعَب السُّدَّرَ " . قال ابن الأَثير : هو لُعْبَة يَلْعَب بها يُقَامَرُ بها وتُكْسَر سِينُهَا وتُضَمّ وهي فارسيّة معَرَّبة عن ثلاثةِ أَبواب . ومنه حديثُ يحيى بنِ أَبِي كثير : " السُّدَّرُ هي الشيطانةُ الصُّغْرَى " يعني أَنها من أَمْرِ الشَّيْطَانِ . قلْت : وسيأْتي للمُصَنِّف في " فرق " . ونقل شيخنا عن أَبي حَيَّان أَنها بالفَتْح كبَقَّم . قلْت : فهو مُثَلَّث وقد أَغفلَه المُصَنّف . والأَسْدَرانِ : المَنْكِبانِ : وقيل : عِرْقانِ في العَيْنَيْنِ أَو تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ . وفي المثل : " جاءَ يَضْرِب أَسْدَرَيْه " يُضرَب للفارِغ الذي لا شُغْلَ له . وفي حديث الحَسَن : يَضْرِب أَسْدَرَيْه أَي عِطْفَيْه ومَنْكِبَيْه يَضْرِب بيَدَيْه عليهما وهو بمَعْنى الفارِغ . قال أَبو زَيْد . يقال للرجل إِذَا جاءَ فارِغاً : جاءَ يَنْفُض أَسْدَرَيْه . وقال بعضهم : جاءَ يَنْفُض أَصْدَرَيْه أَي عِطْفَيْه . قال : وأَسْدَرَاه : مَنْكِباه : وقال ابن السِّكِّيت : جاءَ يَنْفُض أَزْدَرَيْه بالزَّاي أَي جاءَ فارِغاً ليس بيده شَيْءٌ ولم يَقْضِ طَلِبَتَه وقد تقدّم شيْءٌ من ذلك في أَزْدَرَيه . ويقال : سَدَرَ الشَّعرَ فانْسَدَر وكذلك السِّتْرَ لُغَةٌ في سَدَلَه فانْسَدَلَ أَي أَْسَلَه وأَرْخاهُ . وانْسَدَر : أَسْرَعَ بعضَ الإِسراع . وقال أَبُو عُبَيْد : يقال : انْسَدَر فُلانٌ يَعْدُو وانْصَلَتَ يَعْدُو إِذَا انْحَدَرَ واسْتَمَرَّ في عَدْوِه ُمْسِرعاً
وممّا يُسْتدرَك عليه : سَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً : شَقَّه عن يَعْقُوب . وشَعرٌ مَسْدُورٌ كمَسْدُول أَي مُسْتَرْسِل . وسَدَرَ ثَوبَه سَدْراً إِذَا أَرْسَلَه طُولاً عن اللِّحْيَانيّ . وقال أَبو عَمْرو : تَسَدَّرَ بثَوْبِه إِذَا تَجَلَّلَ به . والسَّدِيرُ كأَمِير : مَنْبَعُ الماءِ عن ابنٌ سِيدَه . وسَدِيرُ النَّخْلِ : سَوَادُه ومُجْتَمَعُه . وقال أَبو عَمْرٍو : سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْس يقول : سَدَلَ الرَّجلُ في البِلاد وسَدَرَ إِذَا ذَهَب فيها فلم يُثْنِه شَيْءٌ . وبنو سادِرَةَ : حَيٌّ من العرب . وسِدْرَةُ بالكسر : قَبِيلَةٌ . قال :
" قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذَا لُهَا
" وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى ورَجلٌ سَنْدَرَى : شَدِيدٌ مقلوبٌ عن سَرَنْدَى . وأَبو موسى السِّدْرَانِيّ بالكَسْر : صُوفِيٌّ مَشْهُور من المَغْرِب . والسِّدَْة بالكسر : من مَنَازِل حَاجِّ مِصْر . والسَّدَّار ككَتَّان : الذي يَبِيع وَرَقَ السِّدْرِ . وقد نُسِبَ إِليه جماعةٌ . وسِدْرةُ بن عَمرٍو في قَيْس عَيْلانَ . وفي تلامذة الأَصمَعِيّ رَجلٌ يُعرَفُ بالسِّدْرِيّ بَصْريّ وهو نِسْبَةٌ لمن يطْحَنُ وَرَقَ السِّدْرِ ويَبيعُه . وسَدُورٌ كصَبُور ويقال سَدِيوَرُ بفتح فكسر فسكون ففتح قرية بمَرْو فيها قَبْر الرَّبِيع بنِ أَنَسٍ صاحِبِ أَبي العَالِيَة الرِّيَاحِيّ . وبنُو السدرى : قَومٌ من العَلَويّين