[البقرة آية 138]صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ ...
[البقرة آية 138]صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ! . (قرآن). 4. "صِبْغَةُ القَوْمِ " : دينُهُمْ، شَريعَتُهُمْ. "وَدَامَتْ صِبْغَةُ الأَيَّامِ". (الجاحظ). 5. "اِتَّخَذَ الْمَوْضُوعُ صِبْغَةً جِدِّيَّةً" : شَكْلاً، لَوْناً. "صِبْغَةٌ سِيَاسِيَّةٌ".
الصِّبْغُ بالكَسْرِ وبهاءٍ والصِّبَغُ كعِنَب مِثْلُ : شِبْعٍ وشِبَعٍ والصِّباغُ : مِثْلُ كِتَابٍ كدِبْغٍ ودِباغٍ ولِبْسٍ ولِبَاسٍ : ما يُصْبَغُ بهِ وتُلَوَّنُ بهِ الثِّيابُ
وقالَ أبو زَيْدٍ : يُقَالُ : ما أخَذَه بصِبْغِ ثَمَنَه أي : لم يأْخُذْهُ بثَمَنِه بل بِغَلاءٍ وما تَرَكَهُ بصِبْغِ الثَّمَنِ أي : لمْ يَتْرُكْهُ بثَمَنِه الّذِي هُوَ ثَمَنُهُ
ويُقَالُ للجارِيَةِ أوَّلَ ما يَتسَرَّى بها أو يُعَرَّسَ بهَا : إنَّهَا لحَدِيثَةُ الصِّبْغِ بالكَسْرِ أي : أوَّلُ ما تُزُوجَ بها
وأبو بَكْرٍ أحْمَدُ بنُ أبي يَعْقُوبَ إسحاقَ بنِ أيُّوبَ بنِ يَزِيدَ الصِّبْغِيِّ بالكَسْرِ : من الفُقَهاءِ وهُوَ شَيْخُ الحاكِمِ وأخُوهُ أبو العَبّاسِ مُحَمَّدٌ وابْنُ عَمِّهِما عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أيُّوبَ سَمِعَ ابنَ الضُّرَيْسِ وأبا خَلِيفَةَ وغَيْرَهُمَا ورَوَى أبو شَيْخِ الحاكِمِ وهُوَ أبو يَعْقُوبَ إسحاقُ بنُ أيُّوبَ عن الذُّهْلِيِّ وابنِ وارَةَ وغَيْرِهِما ماتَ في شَعْبَانَ سنة 271
وفاتَه منْ هذه النِّسْبَةِ جمَاعَةٌ اشتَهَرُوا بها مثْلُ : مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرحمنِ الصِّبْغِيِّ عن تَمِيمِ بنِ طُمْغاجِ
وأبو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بن مُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ الصِّبْغِيُّ عن أبي حامِدِ بنِ الشَّرْقِيِّ
ومُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الصِّبْغِيُّ عن ابنِ خُزَيْمَةَ وماتَ 384
وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصِّبْغِيُّ : شَيْخٌ لابْنِ المُقْرِئِ
وأبو الحَسَنِ علِيُّ بنُ الحَسَنِ الصِّبْغِيُّ رَوَى عن أبي العَبّاسِ السَّرّاجِ
وغَيْرُ هؤلاء ولعَلَّهُم نُسِبُوا إلى الصِّبْغ : الّذِي تُلَوَّنُ بهِ الثِّيَابُ
وصَبَغَهُ أي : الثَّوْبَ والشَّيْبَ ونَحْوَهُمَا بها هكذا في سائر النُّسَخِ وهُوَ غَيْرُ مُحْتاجٍ إليْهِ وإنْ كانَ ولا بُدَّ فتَذْكيرُ الضَّمِيرِ أوْلَى أي : بالصِّبِغِ كمَنَعهُ وضَرَبَهُ ونَصَرَهُ الثّانِي عن اللِّحْيَانِيِّ كما في اللِّسانِ ونَسَبهُ في التَّكْمِلَةِ إلى الفَرّاءِ صَبْغاً بالفَتْحِ وصِبَغاً كعِنَبٍ إذا لَوَّنَهُ وقالَ أبو حاتِمٍ : سمِعْتُ الأصْمَعِيَّ وأبا زَيْدٍ يَقُولانِ : صَبَغْتُ الثَّوْبَ أصْبَغُه وأصْبِغُه صِبَغاً حَسَناً الصّادُ مَكْسُورَةٌ والباءُ مُتَحَرِّكَةٌ و الّذِي يُصْبَغُ بهِ الصِّبْغُ بسُكُونِ الباءِ كالشِّبْعِ والشِّبَعِ وأنْشَد :
" واصْبَغْ ثِيابِي صِبَغَاً تَحْقِيقا
" منْ جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا قالَ : والتَّشْرِيقُ : الصَّبْغُ الخَفيفُ
قلتُ : وهُوَ قَوْلُ عُذافِرٍ الكِنْدِيِّ
ومن المَجَازِ : صَبَغَ يَدَهُ بالماءِ وفي الماءِ : إذا غَمَسَها فيه قالَهُ الأصْمَعِيُّ
قالَ الأزْهَرِيُّ : وقدْ سَمَّتِ النَّصَارَى غَمْسَهُم أولادَهُمْ في الماءِ صَبْغاً لغَمْسِهِمْ إياهُمْ فيهِ والصَّبْغُ : الغَمْسُ
ومن المَجَازِ : صَبَغَ ضَرْعُهَا أي : النّاقَةُأأكبنتسي صُبُوغاً بالضَّمِّ : امْتلأ وحَسُنَ لَوْنُه وهيَ ناقَةٌ صابِغٌ بغَيْرِ هاءٍ : إذا كانَ ضَرْعُهَا كذلكَ وهِيَ أجْوَدُها مَحْلَبَةً وأحَبُّهَا إلى النّاسِ
وصَبَغَتْ عَضَلَتُه : طَالَتْ تَصْبُغُ صُبُوغاً وبالسِّينِ أيْضاً كما تقَدَّمَ
يُقَالُ : صَبَغَ فُلاناً عِنْدَ فُلانٍ أو صَبَغُوهُ في عَيْنِه : إذا أشارَ إليْه بأنَّه مَوْضِعٌ لما قَصَدْتَهُ بهِ وهُوَ منْ قَوْلِ العَرَبِ : صَبَغَ فُلاناً بعَيْنِه : إذا أشارَ إليْهِ هكذا نَقَلُوه أو هِيَ بالمُهْمَلَةِ نَبَّهَ عليْهِ الأزْهَرِيُّ وقالَ : هُوَ غَلَطٌ إذا أرَادَتِ العَرَبُ بإشارَةٍ أو غَيْرِهَا قالُوا : صَبَعْتُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ قالَهُ أبو زَيدٍ وقدْ تَقَدَّمَ في مَوْضِعِه
والصِّبْغَةُ بالكَسْرِ : الدِّينُ قالَهُ أبو عَمْرو وحُكِيَ عن أبي عمرو أيْضاً أنَّهُ قالَ : كُلُّ ما تُقُرِّبَ بهِ إلى اللهِ فهُوَ الصِّبْغَةُ
وقيلَ : المِلَّةُ والشَّرِيعَةُ وفي التَّنْزِيل : صِبْغَةَ اللهِ ومنْ أحْسَنُ منَ اللهِ صِبْغَةً يُقَالُ : هِيَ فِطْرَةُ اللهِ تعالى أو : هِيَ الّتِي أمرَ اللهُ تعالى بها مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وهِي الخِتانَةُ اخْتَتَنَ إبْراهِيمُ صَلواتُ الله عليهِ فهِيَ الصِّبْغَةُ فجَرَتِ الصِّبْغَةُ على الخِتَانَةِ
وصَبَغَ الذِّمِّيُّ وَلَدَهُ في اليَهُودِيَةِ أو النَّصْرانِيَّةِ صِبْغَةً قَبِيحَةً : أدْخَلَهُ فيها وقالَ بَعْضُهُمْ : كانتِ النَّصَارَى تَغْمِسُ أبنَاءَها في ماءِ المَعْمُودِيَّةِ يُنَصِّرُونَهُمْ بذلك نَقَلَه الرّاغِبُ وغَيْرُه وهو ضَعِيفٌ
والأصْبَغُ : أعْظَمُ السُّيُولِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍومنْ أحْدَثَ في ثِيَابِه إذا ضُرِبَ فهو أصْبَغُ وكذا إذا فَزِعَ وهُو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ
وأمّا قَوْلُ رُؤْبَة :
" يُعْطِينَ منْ فَضْلِ الإلِهِ الأسْبَغِ
" سَيْباً ودُفّاعاً كسَيْلِ الأصْبَغِ قال أبو إسحاقَ : لا أدْرِي ما سَيْلُ الأصْبَغِ وقالَ الصّاغَانِيُّ : هُوَ وادٍ بالبَحْرِينِ
ومن المَجَازِ : الأصْبَغُ من الطَّيْرِ : المُبْيَضُّ الذَّنَبِ قدْ صَبَغَ الزَّرَقُ ذَنَبَهُ بلَوْنٍ يُخَالِفُ جَسَدَهُ وقَرَأْتُ في غَريبِ الحَمَامِ للحَسَنِ بنِ عبدِ اللهِ الأصْبَهَانِيِّ الكاتِبِ ما نَصُّهُ : فإذا ابْيَضَّ الرَّأْسُ كُلُّه فهُوَ الأصْبَغُ عِنْدَنا فأمّا عِنْدَ أصْحابِ الحَمامِ فهُوَ الأبْيَضُ الذَّنَبِ فإذا كان البَيَاضُ في الذَّنَبِ فهُوَ أشْعَلُ ويُسَمِّيهِ أصْحابُ الحَمَامِ الأصْبَغَ
والأصْبَغُ منَ الخَيْلِ : المُبْيَضُّ النّاصِيَةِ أو أطْرَافِ الأُذُنِ وأمّا إذا كانَ البَياضُ في الذَّنَبِ فهُوَ الأشْعَلُ قالَ أبو عُبَيْدَةَ : إذا شابَتْ ناصِيَةُ الفَرَسِ فهُوَ أسْعَفُ فإذا ابْيَضَّتْ كُلُّهَا فهُوَ أصْبَغُ قالَ : والشَّعَلُ : بَياضٌ في عُرْضِ الذَّنَبِ فإن ابْيَضَّ كُلُّه أو أطْرَافُه فهُو أصْبَغُ
وأصْبَغُ بنُ غِياثٍ : قيلَ : صحابِيٌّ
وأصْبَغُ بنُ نُباتَةَ بضَمِّ النُّونِ الحَنْظَلِيُّ الكُوفِيُّ : تابِعِيٌّ عن عَلِيٍّ وعَنْهُ رَزِينُ بنُ حَبيب الجُهَنِيُّ وزِيَادُ بنُ المُنْذِرِ الهَمْدانِيُّ قالَ الذَّهَبِيُّ : ضَعِيفٌ بمَرَّة
وأصْبَغُ بنُ الفَرَجِ المِصْرِيُّ : أعْلَمُ الخَلْقِ برَأْيِ الإمامِ مالِكٍ رحمه الله تعالى وأقْوَالُه في المَذْهَبِ مَعْرُوفَةٌ رَوَى عنْهُ الرَّبِيعُ بنُ سُلَيْمانَ الجِيزِيُّ
وأصْبَغُ بنُ زَيْدٍ الجُهَنِيُّ الواسِطِيُّ الوَرّاقُ : مُحَدِّثٌ قد وُثِّقَ
وأصْبَغُ : مَوْلى لعَمْرو بنِ حُرَيْثٍ قالَ الذَّهَبِيُّ : يُقَالُ : إنَّهُ تَغَيَّرَ
وممّا بقِيَ عليهِ : أصْبَغُ بنُ سُفيانَ الكَلْبِيُّ
وأصْبَغُ بنُ عَبدِ العَزيزِ اللَّيْثِيُّ
وأصْبَغُ بنُ دَحْيَةَ
وأصْبَغُ أبو بكْرٍ الشَّيُبَانيُّ
وأبو الأصْبَغِ : عبْدُ العَزيزِ بنُ يحيَى الحَرّانِيُّ : مُحَدِّثُونَ
والصَّبْغاءُ منَ الشّاءِ : المُبْيَضُّ طَرَفُ ذَنَبِهَا وسائِرُها أسْوَدُ والاسْمُ الصُّبْغَةُ بالضَّمِّ وقالَ أبو زَيْدٍ : إذا ابْيَضَّ طَرَفُ ذَنَبِ النَّعْجَةِ فهِيَ صَبْغاءُ
والصَّبْغَاءُ : شَجَرَةٌ كالثُّمامِ والضَّعَةُ أعْظَمُ وَرَقاً وأنْضَرُ خُضْرَةً قالَ أبو نَصْرٍ : بَيْضَاءُ الثَّمَرِ وقالَ أبو زِيادٍ : رَمْلِيَّةٌ وهِيَ منْ مَساكِنِ الظِّبَاءِ في الصَّيْفِ يَحْتَفِرْنَ في أُصُولِهَا الكُنُس وقدْ جاءَ في الحديث : هلْ رَأيْتُمُ الصَّبْغَاءَ
وقيلَ : الصَّبْغَاءُ : الطّاقَةُ منَ النَّبْتِ إذا طَلَعَتْ كانَ ما يلي الشَّمْسَ منْ أعالِيها أخضَرَ وما يلي الظِّلَ أبْيَضَ كأنَّها سُمِّيَتْ بالنَّعْجَةِ الصَّبْغَاءِ . قلتُ : و الحديثُ المَذْكُور رَوَاهُ عَطَاءُ بنُ يَسارٍ عن أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه رَفَعَه : أنَّه ذَكَرَ قَوْماً يُخْرَجُونَ منَ النّارِ ضَبَائِرَ فيُطْرَحُونَ على نَهْرٍ منْ أنْهَارِ الجَنَّةِ فيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ قالَ صلى الله عليه وسلم : هَلْ رَأيْتُمُ الصَّبْغاءَ وفي رِوايَةٍ : ألَمْ تَرَوْهَا ما يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أُصَيْفِرُ أو أبيضُ وما يَلِي الشَّمْسَ منْهَا أُخَيْضِرُ قالَ ابنُ قُتَيْبَةَ : شَبَّهَ نَبَاتَ لحُومِهِمْ بعْدَ إحْرَاقِهَا بنَباتِ الطّاقَةِ منَ النَّبْتِ حِينَ تَطْلُعُ وذلكَ أنَّها حينَ تَطْلُعُ تَكُونُ صَبْغَاءَ
والصَّبّاغُ كشَدّادٍ : منْ يَصْبُغُ أي : يُلِّونُ الثِّيَابَ وفي اللِّسانِ : مُعَالِجُ الصَّبْغِوالصبّاغُ : الكَذّابُ ومنهُ الحديثُ : كِذْبَةٌ كَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ ويُرْوَى الصّيّاغُونُ ويُرْوَى الصّواغُونَ وهُوَ الّذِي يُلَوِّنُ الحديثُ ويَصْبُغُه ويُغَيِّرُه وعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه رَفَعَهُ : أكْذَبُ النّاسِ الصَّبّاغُونَ والصّوَاغُونَ : قالَ الخَطّابِيُّ : مَعْنَى هذا الكَلامِ أنَّ أهْلَ هاتَيْنِ الصِّناعَتَيْنِ تَكْثُر منْهُم المَوَاعِيدُ في رَدِّ المَتَاعِ وضَرْبِ المَوَاقيتِ فيهِ ورُبَّمَا وَقَعَ فيهِ الخُلْفُ فقيلَ على هذا : إنَّهُم منْ أكْذَبِ النّاسِ قالَ : ولَيْسَ المَعْنَى أنَّ كُلَّ صائِغٍ وصَبّاغٍ كاذِبٌ ولكِنَّهُ لمّا فَشَا هذا الصَّنِيعُ منْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ على عامَّتِهِمْ ذلكَ إذْ كانَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ برَصْدِ أنْ يُوجَدَ ذلكَ منْهُ قالَ : وقيلَ : إنَّ المُرادَ بهِ صِياغَةُ الكَلامِ وصَبْغَتُه وتَلْوِينُه بالبَاطِلِ كما يُقال : فُلانٌ يَصُوغُ الكَلامَ ويُزَخْرِفُه ونَحْوُ ذلكَ منَ القَوْلِ
وابْنُ الصَّبّاغِ صاحِبُ الشّامِلِ هُوَ : أبو نَصْرٍ عبدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيهُ الشّافِعِيُّ المَشْهُورُ
والصُّبْغَةُ بالضَّمِّ : البُسْرَةُ قدْ نَضِجَ بَعْضُها تَقُولُ : قدْ نَزَعْتُ منَ النَّخْلَةِ صُبْغَةً أو صُبْغَتَيْنِ وهُو بالصّادِ أكْثَرُ
وكأمِيرٍ : صَبيغُ بنُ عُسَيْلٍ هكذا عُسَيْل في سائِرِ النُّسَخِ ففي بَعْضِها كزُبَيْرٍ وفي بَعْضِها كأمِيرٍ وكِلاهُمَا خَطَأٌ والصَّوابُ عِسْلٌ بكَسْرِ العَيْنِ كما ضَبَطَهُ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ : وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذلكَ في اللامِ حَدَّثَ عنهُ ابنُ أخيهِ عِسْلُ بنُ عبدِ اللهِ بن عِسْلٍ وقالَ ابنُ مَعِينٍ : بَلْ هُوَ صَبيغُ بنُ شَرِيكٍ قال الحافِظُ : القَوْلانِ صَحِيحَانِ وهُوَ صَبِيغُ بنُ شَرِيكِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرو بنِ يَرْبُوعِ التَّمِيميُّ فمنْ قالَ : صَبيغُ بنُ عِسْلٍ فقَدْ نَسَبَه إلى جَدِّهِ الأعْلَى ولَهُ أخٌ اسمُه رَبِيعَةُ شهِدَ الجَمَلَ وهُوَ الّذِي كانَ يُعَنِّتُ النّاسَ بالغَوَامِضِ والسُّؤالاتِ منْ مُتَشَابِهِ القُرْآن فنَفَاهُ عُمَرُ رضي الله عنه إلى البَصْرَةِ بَعْدَ ضَرْبِهِ وكتبَ إلى والِيها ألا يُؤْوِيَهُ تأْدِيباً ونَهى عنْ مُجَالَسَتِه
وصُبَيْغٌ كزُبَيْرٍ : ماءٌ لبنَي مُنْقِذِ بنِ أعْيَا منْ بَنِي أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ
وصُبَيْغَاءُ كحُمَيْراءَ : ع قُرْبَ طَلْح منَ الرَّمْلِ وقد سَبَقَ في الحاءِ أنَّ طَلَحَا بالتَّحّرِيكِ : مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ وبالإسْكَانِ : بَيْنَ بدْرٍ والمَدِينَةِ والمُرَادُ هُنَا هُوَ الأخِيرُ ووَجْدْتُ في المُعْجَمِ لأبي عُبَيدٍ وغَيرِه ما نَصّهُ : صَبْغَاءُ كحَمْراءَ : ناحِيَةٌ بالحِجَازِ وناحيَةٌ باليَمَامَةِ وقالَ في طَلْح بالإسْكانِ أيْضاً : إنَّه مَوْضِعٌ بينَ مَكَّةَ واليَمَامَةِ ولكنَّ الصّاغَانِيُّ ضَبَطَهُ بالتَّصْغِيرِ وإيّاهُ قَلَّدَ المُصَنِّف وبِهَا عرَفْتَ أنَّ الصَّوابَ في المَوْضِعِ صَبْغَاءُ كحَمْرَاءَ فتأمَّلْ
وأصْبَغَ عَلَيْهِ النِّعْمَةَ : لُغَةٌ في أسْبَغَها بالسِّينِ
ومن المَجَازِ : أصْبَغَتِ النَّخْلَةُ : إذا ظَهَرَ في بُسْرِهَا النُّضْجُ فهِيَ مُصْبِغٌ
وأصْبَغَتِ النّاقَةُ : إذا ألْقَتْ وَلَدَها وقَدْ أشْعَرَ كصَبَّغَتْ تَصَبيغاً فيهِمَا أي : في الناقَةِ والنَّخْلَةِ قالَ الأزْهَرِيُّ : ومنَ العَرَبِ منْ يَقُولُ : صَبَّغَتِ النّاقَةُ وهِيَ مُصَبِّغٌ بالصادِ والسِّينُ أكْثَرُ وقد تقدَّمَ عن الأصْمَعِيِّ . وأمَّا التَّصْبِيغُ في النَّخْلَةِ فلَمْ يُعْرَفْ و الّذِي ذكَرَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ : صَبَّغَتِ البُسْرَةُ تَصْبِيغاً : مِثْلُ ذَنَّبَتْ وعِبَارَةُ الأسَاسِ : صَبَّغَتِ الرُّطَبَةُ : مِثْلُ تَلَوَّنَتْ وبهذا تَعْرِفُ ما في كلامِ المُصَنِّف من المُخالفَةِ لنُصُوصِ الأئِمَّةِ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وهُوَ مجازٌومن المَجَازِ أيْضاً : اصْطَبَغَ فُلانٌ بالصِّبْغِ أطْلَقَه فأوْهَمَ الفَتْحَ ولَيْسَ كذلكَ بلْ هُوَ بالكَسْرِ ثُمَّ إنَّهُ ذكَرَه ولمْ يَسْبِق لَهُ تَفْسِيرُه فظاهِرُه أنَّهُ الّذِي تُلَوَّنُ بهِ الثِّيَابُ ولَيْسَ كذلكَ بل المُرَادُ بهِ الخُلُّ والزَّيتُ ونَحْوُهُما من الإدامِ كما سَيَأْتِي أي : ائْتَدَمَ بهِ ولَوَّنَ
وقالَ اللِّحْيَانِيُّ : تَصَبَّغَ في الدِّين تَصَبُّغاً منَ الصِّبْغَة وكذا تَصَبَّغَ صِبْغَةً حَسَنَةً وفَسَّرَه الزَّمخْشَرِيُّ فقالَ : أي حسُنَ حالُه
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : الصِّبْغُ والصِّبَاغُ بالكَسْرِ : ما يُصْطَبَغُ بهِ من الإدامِ وقد ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ الصِّبْغَ بهذا المَعْنَى ومنهُ قولُه تعالى في الزَّيْتُونِ : تَنْبُتُ بالدُّهْنِ وصِبْغٍ للآكِلينَ يَعْنِي دُهْنَه وقالَ الفَرّاءُ : يَقُولُ : الآكِلُونَ يَصْطَبِغُونَ بالزَّيْتِ وقالَ الزَّجاجُ : أرادَ بالصِّبْغِ الزَّيْتُونَ قالَ الأزْهَرِيُّ : وهذا أجْوَدُ القَوْلَيْنِ
وصَبَغَ اللُّقْمَةَ يَصْبِغُهُا صَبْغاً : دَهَنَها وغَمَسَها وكُلُّ ما غُمِسَ فقَدْ صُبِغَ
ويُطْلَقُ الصِّبْغُ والصِّباغُ أيْضاً على الخَلّ لأنَّ الخُبْزَ يغْمَسُ بهِ ومنْهُ قَوْلُهم : نِعْمَ الصِّبْغُ الخَلُّ
وجَمْعُ الصِّبَاغِ : أصْبِغَةٌ يُقَالُ : كَثُرَتِ الأصْبِغَةُ على مائِدَتِه وهُو مجازٌ
ويُقَالُ : إنَّ الصِّباغَ جَمْعُ صِبْغٍ ومنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزَ :
" بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ منْ صِباغِ واصْطَبَغَ بكَذا : تَلَوَّنَ بهِ وهُو مجازٌ
ويُقَالُ : صَبَغَتِ النّاقَةُ مَشَافِرَها بالماءِ : إذا غَمَسَتْهَا فيهِ وأنْشَدَ الأصْمَعِيُّ قَوْلَ الرّاجِزِ :
" قدْ صَبَغَتْ مَشَافِرَاً كالأشْبارْ
" تُرْبِي على ما قُدَّ يَفْرِيهِ الفَارْ
" مَسْكُ شَبُوبَيْنِ لها بأصْبارْ وصَبَغَهُ يَصْبُغُهُ من حَدِّ نَصَرَ : لُغَةٌ في صَبَغَ كضَرَبَ ومَنَعَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ ففيهِ التَّثْلِيثُ صَبْغاً وصِبَغَةً كعِنَبَةٍ الأخِيرُ عن أبي حَنِيفَةَ
والصَّبْغُ بالفَتْحِ : المَصْدَرُ وجَمْعُه : أصْباغٌ وجَمْعُ الصِّباغِ : أصْبِغَةٌ وجَمْعُ الجَمْع : أصابِيغُ
واصْطَبَغَ : اتَّخَذَ الصِّبْغَ
والصِّبَاغَةُ بالكَسْرِ : حِرْفَةُ الصَّبّاغِ
وثِيَابٌ مُصَبَّغَةُ شُدِّدَ للكَثْرَةِ قالَ رُؤْبَةُ :
" قدْ عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ وثَوْبٌ صَبِيغٌ وثِيَابٌ صَبيغٌ أي : مَصْبُوغٌ فعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٌ
ويُقَالُ : صَبَغُوه في عَيْنهِ أي : غَيَّرُوه عِنْدَهُ وأخْبَرُوه أنَّهُ قدْ تَغَيَّرَ عَمّا كانَ عَلَيْهِ وأصْلُ الصَّبْغِ في كلامِ العَرَبِ : التَّغْييرُ ومنْهُ صَبْغُ الثَّوْبِ : إذا غُيِّرَ لَوْنُه وأُزِيلَ عنْ حالِه إلى حالِ سَوادٍ أوْ حُمْرَةٍ أو صُفْرَةٍ
والصَّبْغُ في الفَرَسِ مُحَرَّكَةً : أنْ تَبْيَضَّ الثُّنَّةُ كُلُّهَا ولا يتَّصِلَ بَياضُها ببَيَاضِ التَّحْجِيلِ
والأصْبَغُ : نَوْعٌ منَ الطُّيُورِ ضَعِيفٌ
وصَبَغَ الثَّوْبُ صُبُوغاً : طالَ واتَّسَعَ لُغَةٌ في سَبَغَ
وصَبَغَتِ الإبِلُ في الرِّعْيِ تَصْبُغُ فهِيَ صابِغَةٌ وصَبَغَتْ فيه رأْسَها وكذلكَ صَبَأَتْ بالهَمْزِ قالَ جَنْدَلٌ يَصِفُ إبِلاً :
" قَطَعْتُها برُجُعٍ أبْلاءِ
" إذا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْمَاءِ والصَّبْغَاءُ : مَوْضِعٌ بالحِجَازِ
وبَنُو صَبْغَاءَ : حَيٌّ منَ العَرَبِ
وقَدْ سَمَّوْا صِبْغاً بالكَسْرِ وصُبَيْغاً كزُبَيْرٍ
وصَبَغَ يَدَهُ بالعَمَلِ وبِفَنٍّ من العِلْمِ وهو مجازٌ
وخالِدُ بنُ يَزِيدَ : مَوْلَى أبي الصَّبِيغِ مِصْرِيٌّ فقِيهٌ حَدَّثَ عنْهُ مُفَضَّلُ بنُ فَضالَةَ وابْنُه عَبْدُ الرَّحِيمِ الفَقِيهُ منْ أصْحابِ مالِكٍ
ونَجَبَةُ بنُ صَبِيغٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ
وأبو الصَّبِيغِ مَوْلى خالِدٍ منْ فَوْقُ هُوَ مَوْلَى عُمَيْرِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيِّ منْ أسْفَلَ ومنْ مَوالِيه سَعِيدُ بنُ الحَكَمِ بنِ أبي مَرْيَمَ مَوْلَى أبي فاطِمَةَ مَوْلى أبي الصبيغِ مَوْلَى بنِي جُمَحَ مَشْهُورٌ