الفِرْدَوْس بالكَسْر وأَطْلَق في ضَبْط ما بَقِيَ لشُهْرَته : الأَوْدِيَةُ الَّتي تُنْبِتُ ضُرُوباً من النَّبْت وعِبَارَةُ المحْكَم : هو الوَادِي الخَصِيبُ عنْدَ العَرَب كالبُسْتَان . وقال الزَّجَاج : حَقيقَةُ الفِرْدَوْس أَنّه البُسْتَانُ الذي يَجْمَعُ كُلَّ ما يكُونُ في البَسَاتِينِ قال : وكذلك هو عنْدَ كُلِّ أَهْل لُغَةٍ . وقيل : الفِرْدَوْس عنْدَ العَرب : المَوْضِعُ تكونُ فيه الكُرُومُ وأَهْلُ الشام يقولون للبَسَاتِينِ والكُرومِ : الفَرَادِيس . وقال أَهْلُ اللُّغَة : الفِرْدَوْس هُمْ فيهَا خَالدونَ وإِنَّما أَنَّثَ لأَنَّه عَنَى به الجَنّةَ وهو قَليلٌ ولذا أَتَى بلفظ قد . واخْتُلِفَ في لَفْظَةِ الفِرْدَوْس فقيل : عَرَبيَّةٌ وهو قولُ الفَرّاءِ أَو رُوميَّةٌ نُقِلَتْ إِلى العَرَبيَّة نقلَه الزَّجّاجُ وابنُ سيدَه أو سُرْيانيَّةٌ نقلَه الزَّجَّاجُ أَيضاً
وفِرْدَوْسُ : اسمُ رَوْضَة دونَ اليَمَامَة لبَنِي يَرْبُوع بن حَنظلَةَ ابن مالك بن زَيْد مَنَاةَ بن تَمِيمٍ وفيه يَقُولُ الشّاعر :
" تَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْسِ والبِشْرُ دُونَهَاوأَيْهَاتَ منْ أَوْطانِهَا حَوْثُ حَلَّتِ وفِرْدَوْسٌ : ماءٌ لبَنِي تَمِيمٍ قُرْبَ الكُوفَة وهو بعَيْنه الرَّوْضَةُ الّتي لبَني يَرْبُوعٍ منهم المُشْتَمِلَةُ على ميَاهٍ يُسَمَّى كُلُّ وَاحدٍ منها بالفِرْدَوْس وهذا من المصنِّف غريبٌ كيف يُكرِّرهما وهُمَا وَاحدٌ وأَحْيَاناً يَفْعل ذلك في كِتَابه . وقَلْعَةُ فِرْدَوْسٍ بقَزْوِينَ وإِليها نُسِبَ أَبو الفَتْح نَصْرُ بنُ رِضْوانَ بن ثَروان الفِرْدَوْسيُّ أَجازَ الخَطيبَ عبدَ القاهر بنَ عبد الله الطُّوسيَّ والتَّقيَّ سلَيْمَانَ بنَ حَمْزةَ . مات سنة 647 . وكذا الوَليُّ المشهور الشَّيْخُ نَجِيب الدِّن الفِرْدَوْسيُّ صاحب الطَّريقة الفِرْدَوْسيَّة والمدفونُ بالحَوْض الشَّمْسيِّ من حَضْرة دهْلي حَرَسَها الله تعالَى وسائرَ بلاد الإِسلام . والفُرْدُوس كعُصْفُورٍ : النُّزُلُ يكونُ في الطَّعَام نقلَه ابنُ درَيْدٍ عن قَوْمٍ من أَهْل البَحْرَيْن . والفَرَادِيس بلفظ الجَمْع : ع قُرْبَ دِمَشْقَ وقد تَقدَّم أَنَّ أَهْلَ الشام يُسَمُّونَ مَوَاضِعَ الكُرُوم فَرَادِيسَ وإِليه يُضَافُ بابٌ منْ أَبْوابهَا المَشْهورة . والفَرَادِيس أَيْضاً : ع قُرْبَ حَلَبَ بَيْنَ بَرِّيَّة خُسَافَ وحاضِرِ طَيِّءٍ . ورَجُلٌ فُرَادِسٌ كعُلاَبِطٍ : ضَخْمُ العِظَامِ نقلَه ابنُ عَبّادٍ . والفَرْدَسَةُ : السَّعَةُ و منه صَدْرٌ مُفَرْدَسٌ أَي وَاسِعٌ أو ومِنْه اشْتقَاقُ الفِرْدَوْس كما نَقَلَه ابنُ القَطّاع وهذا يؤَيِّد أنْ يكونَ عَرَبيّاً ويَدلُّ له أَيضاً قَوْلُ حَسّانٍ :
وإنّ ثَوَابَ الله كُلَّ مُوَحِّدٍ ... جِنَانٌ من الفِرْدَوْس فيهَا يُخلَّدُ وفَرْدَسَه : صَرَعَه وقال كُراع : الفَرْدَسَةُ : الصَّرْعُ القَبِيحُ يقَال : أَخَذَه ففَرْدَسَه إِذا ضَرَب به الأَرْضَ ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ فنَسَبَه إِلى اللَّيْث . وفَرْدَسَ الجُلَّةَ : حَشَاها مُكْتَنِزاً وقد فُرْدِيَتْ عن أَبي عَمْرٍ . وممّا يسْتَدْرَك عليه : الفِرْدَوْس : الرَّوْضَةُ عن السِّيرافيِّ والفِرْدَوْس : خُضْرَةُ الأَعْشَابِ . والفِرْدَوْسُ : حَدِيقَةٌ في الجَنَّة وهو الفِرْدَوْسُ الأَعْلَى الَّتي جاءَ ذِكْرُهَا في الحَديث . وقالَ اللَّيْثُ : كَرْمٌ مُفَرْدَسٌ أَي مُعَرَّشٌ . وقال العَجَّاجُ :
" وكَلْكَلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَسَا قالَ أَبو عَمْرٍو : أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنزً . والمُفَرْدَسُ : العَرِيضُ الصَّدْرِ . وفِرْدَوْسٌ الأَشْعَريُّ ويقال : ابنُ الأَشْعَريِّ فَرْدٌ سَمِعَ الثَّوْريَّ . وباب فِرْدَوْسٍ : أَحَدُ أَبوابِ دارِ الخِلافَة نقلَه الصّاغَانِيُّ . وزَيْنُ الأَئمَّة عبد السَّلام بنُ محمّد بن عليٍّ الخُوَارزْمِيُّ الفِرْدَوْسيُّ اشتَهر بذلكَ لروايته كتَابَ الفِرْدَوْسِ الأَعْلَى عن مُؤلِّفه شَهْرَدَارَ بنِ شيرُوَيْه روَى عنه صاعِدُ بنُ يوسفَ الخُوارَزْميُّ