فطَرَ الشيءَ
يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه شقه وتَفَطَّرَ الشيءُ تشقق والفَطْر الشق
وجمعه فُطُور وفي التنزيل العزيز هل ترى من فُطُور وأَنشد ثعلب شَقَقْتِ القلبَ ثم
ذَرَرْتِ فيه هواكِ فَلِيمَ فالتَأَمَ الفُطُورُ وأَصل الفَطْر الشق ومنه قوله
تعا
فطَرَ الشيءَ
يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه شقه وتَفَطَّرَ الشيءُ تشقق والفَطْر الشق
وجمعه فُطُور وفي التنزيل العزيز هل ترى من فُطُور وأَنشد ثعلب شَقَقْتِ القلبَ ثم
ذَرَرْتِ فيه هواكِ فَلِيمَ فالتَأَمَ الفُطُورُ وأَصل الفَطْر الشق ومنه قوله
تعالى إذا السماء انْفَطَرَتْ أَي انشقت وفي الحديث قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى تَفَطَّرَتْ قدماه أَي انشقتا يقال تَفَطَّرَتْ بمعنى منه أُخذ فِطْرُ
الصائم لأَنه يفتح فاه ابن سيده تَفَطَّرَ الشيءُ وفَطَر وانْفَطَر وفي التنزيل
العزيز السماء مُنْفَطِر به ذكّر على النسب كما قالوا دجاجة مُعْضِلٌ وسيف فُطَار
فيه صدوع وشقوق قال عنترة وسيفي كالعَقِيقَةِ وهو كِمْعِي سلاحي لا أَفَلَّ ولا
فُطارا ابن الأَعرابي الفُطَارِيّ من الرجال الفَدْم الذي لا خير عنده ولا شر
مأْخوذ من السيف الفُطارِ الذي لا يَقْطع وفَطَر نابُ البعير يَفْطُر فَطْراً شَقّ
وطلع فهو بعير فاطِر وقول هميان آمُلُ أن يَحْمِلَني أَمِيري على عَلاةٍ لأْمَةِ
الفُطُور يجوز أَن يكون الفُطُور فيه الشُّقوق أَي أَنها مُلْتَئِمةُ ما تباين من
غيرها فلم يَلْتَئِم وقيل معناه شديدة عند فُطورِ نابها موَثَّقة وفَطَر الناقة
( * قوله « وفطر الناقة » من باب نصر وضرب عن الفراء وما سواه من باب نصر فقط
أَفاده شرح القاموس ) والشاة يَفْطِرُها فَطْراً حلبها بأَطراف أَصابعه وقيل هو
أَن يحلبها كما تَعْقِد ثلاثين بالإِبهامين والسبابتين الجوهري الفَطْر حلب الناقة
بالسبابة والإِبهام والفُطْر القليل من اللبن حين يُحْلب التهذيب والفُطْر شيء
قليل من اللبن يحلب ساعتئذٍ تقول ما حلبنا إلا فُطْراً قال المرَّار عاقرٌ لم
يُحْتلب منها فُطُرْ أَبو عمرو الفَطِيرُ اللبن ساعة يحلب والفَطْر المَذْي شُبِّه
بالفَطْر في الحلب يقال فَطَرْتُ الناقة أَفْطُِرُها فَطْراً وهو الحلب بأَطراف
الأَصابع ابن سيده الفَطْر المذي شبه بالحَلْب لأَنه لا يكون إِلا بأَطراف
الأَصابع فلا يخرج اللبن إِلا قليلاً وكذلك المذي يخرج قليلاً وليس المنيّ كذلك
وقيل الفَطْر مأْخوذ من تَفَطَّرَتْ قدماه دماً أَي سالَتا وقيل سمي فَطْراً لأَنه
شبّه بفَطْرِ ناب البعير لأَنه يقال فَطَرَ نابُه طلع فشبّه طلوع هذا من
الإِحْليلِ بطلوع ذلك وسئل عمر رضي الله عنه عن المذي فقال ذلك الفَطْرُ كذا رواه
أَبو عبيد بالفتح ورواه ابن شميل ذلك الفُطْر بضم الفاء قال ابن الأََثير يروى
بالفتح والضم فالفتح من مصدر فَطَرَ نابُ البعير فَطْراً إذا شَقّ اللحم وطلع
فشُبِّه به خروج المذي في قلته أَو هو مصدر فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها إذا حلبتها
بأَطراف الأَصابع وأَما الضم فهو اسم ما يظهر من اللبن على حَلَمة الضَّرْع
وفَطَرَ نابُه إِذا بَزَل قال الشاعر حتى نَهَى رائِضَه عن فَرِّهِ أَنيابُ عاسٍ
شَاقِئٍ عن فَطْرِهِ وانْفَطر الثوب إِذا انشق وكذلك تَفَطَّر وتَفَطَّرَت الأَرض
بالنبات إِذا تصدعت وفي حديث عبدالملك كيف تحلبها مَصْراً أَم فَطْراً ؟ هو أَن
تحلبها بإصبعين بطرف الإِبهام والفُطْر ما تَفَطَّر من النبات والفُطْر أَيضاً جنس
من الكَمْءِ أَبيض عظام لأَن الأَرض تَنْفطر عنه واحدته فُطْرةٌ والفِطْرُ العنب
إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر والتَّفاطِيرُ أَول نبات الرَسْمِيّ
ونظيره التَّعاشِيب والتَّعاجيب وتَباشيرُ الصبحِ ولا واحد لشيء من هذه الأَربعة
والتَّفاطير والنَّفاطير بُثَر تخرج في وجه الغلام والجارية قال نَفاطيرُ الجنونِ
بوجه سَلْمَى قديماً لا تفاطيرُ الشبابِ واحدتها نُفْطور وفَطَر أَصابعَه فَطْراً
غمزها وفَطَرَ الله الخلق يَفْطُرُهم خلقهم وبدأَهم والفِطْرةُ الابتداء والاختراع
وفي التنزيل العزيز الحمد لله فاطِرِ السمواتِ والأَرضِ قال ابن عباس رضي الله
عنهما ما كنت أَدري ما فاطِرُ السموات والأَرض حتى أَتاني أَعرابيّان يختصمان في
بئر فقال أَحدهما أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابتدأْت حَفْرها وذكر أَبو العباس أَنه
سمع ابن الأَعرابي يقول أَنا أَول من فَطَرَ هذا أَي ابتدأَه والفِطْرةُ بالكسر
الخِلْقة أَنشد ثعلب هَوِّنْ عليكََ فقد نال الغِنَى رجلٌ في فِطْرةِ الكَلْب لا
بالدِّينِ والحَسَب والفِطْرةُ ما فَطَرَ الله عليه الخلقَ من المعرفة به وقد
فَطَرهُ يَفْطُرُه بالضم فَطْراً أَي خلقه الفراء في قوله تعالى فِطْرَةَ اللهِ
التي فَطَرَ الناسَ عليها لا تبديل لخلق الله قال نصبه على الفعل وقال أَبو الهيثم
الفِطْرةُ الخلقة التي يُخْلقُ عليها المولود في بطن أُمه قال وقوله تعالى الذي
فَطَرَني فإِنه سَيَهْدين أَي خلقني وكذلك قوله تعالى وما لِيَ لا أَعبدُ الذي
فَطَرَني قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ
يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها في الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة فإِذا ولَدَهُ
يهوديان هَوَّداه في حُكْم الدنيا أَو نصرانيان نَصَّرَاه في الحكم أَو مجوسيان
مَجَّساه في الحُكم وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حتى يُعَبِّر عنه لسانُه فإِن مات
قبل بلوغه مات على ما سبق له من الفِطْرةِ التي فُطرَ عليها فهذه فِطْرةُ المولود
قال وفِطْرةٌ ثانية وهي الكلمة التي يصير بها العبد مسلماً وهي شهادةُ أَن لا إله
إلا الله وأَن محمداً رسوله جاء بالحق من عنده فتلك الفِطْرةُ للدين والدليل على
ذلك حديث البَرَاءِ بن عازِب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه علَّم
رجلاً أَن يقول إذا نام وقال فإِنك إن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرةِ قال
وقوله فأَقِمْ وجهك للدين حنيفاً فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناسَ عليها فهذه
فِطْرَة فُطِرَ عليها المؤمن قال وقيل فُطِرَ كلُّ إنسان على معرفته بأَن الله
ربُّ كلِّ شيء وخالقه والله أَعلم قال وقد يقال كل مولود يُولَدُ على الفِطْرة
التي فَطَرَ الله عليها بني آدم حين أَخرجهم من صُلْب آدم كما قال تعالى وإذ أَخذ
ربُّكَ من بني آدم من ظهورهم ذُرّياتهم وأَشهدهم على أَنفسهم أَلَسْتُ بربكم قالوا
بَلى وقال أَبو عبيد بلغني عن ابن المبارك أَنه سئل عن تأْويل هذا الحديث فقال
تأْويله الحديث الآخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن أَطفال المشركين فقال
الله أَعلم بما كانوا عاملين يَذْهَبُ إلى أَنهم إنما يُولدون على ما يَصيرون إليه
من إسلامٍ أَو كفرٍ قال أَبو عبيد وسأَلت محمد بن الحسن عن تفسير هذا الحديث فقال
كان هذا في أول الإِسلام قبل نزول الفرائض يذهب إلى أَنه لو كان يُولدُ على
الفِطْرَةِ ثم مات قبل أَن يُهَوِّدَه أَبوان ما وَرِثَهُما ولا وَرِثَاه لأَنه
مسلم وهما كافران قال أَبو منصور غَبَا على محمد بن الحسن معنى قوله الحديث فذهب
إلى أَنَّ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ حُكْم
من النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الفرائض ثم نسخ ذلك الحُكْم من بَعْدُ قال وليس
الأَمرُ على ما ذهب إليه لأَن معنى كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ خبر أَخبر به
النبي صلى الله عليه وسلم عن قضاءٍ سبقَ من الله للمولود وكتابٍ كَتَبَه المَلَكُ
بأَمر الله جل وعز من سعادةٍ أَو شقاوةٍ والنَّسْخ لا يكون في الأَخْبار إنما
النسخ في الأَحْكام قال وقرأْت بخط شمر في تفسير هذين الحديثين أَن إِسحق ابن
إِبراهيم الحَنْظلي روى حديثَ أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة « الحديث » ثم قرأَ أَبو هريرة بعدما حَدَّثَ
بهذا الحديث فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها لا تَبْديل لخَلْقِ الله قال
إسحق ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم على ما فَسَّر أَبو هريرة حين قَرَأَ
فِطْرَةَ اللهِ وقولَه لا تبديل يقول لَتلْكَ الخلقةُ التي خَلَقهم عليها إِمَّا
لجنةٍ أَو لنارٍ حين أَخْرَجَ من صُلْب آدم ذرية هو خالِقُها إلى يوم القيامة فقال
هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فيقول كلُّ مولودٍ يُولَدُ على تلك الفِطْرةِ أَلا ترى
غلامَ الخَضِر عليه السلام ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طَبَعهُ الله يوم
طَبَعه كافراً وهو بين أَبوين مؤمنين فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ عليه السلام بِخلْقته
التي خَلَقَه لها ولم يُعلم موسى عليه السلام ذلك فأَراه الله تلك الآية ليزداد
عِلْماً إلى علمه قال وقوله فأَبواهُ يُهوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِه يقول بالأبوين
يُبَيِّن لكم ما تحتاجون إليه في أَحكامكم من المواريث وغيرها يقول إذا كان
الأَبوان مؤمنين فاحْكُموا لِولدهما بحكم الأبوين في الصلاة والمواريث والأَحكام
وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما بحكم الكفر ( * كذا بياض بالأصل ) أَنتم في
المواريث والصلاة وأَما خِلْقَته التي خُلِقَ لها فلا عِلْمَ لكم بذلك أَلا ترى
أَن ابن عباس رضي ا عنهما حين كَتَبَ إليه نَجْدَةُ في قتل صبيان المشركين كتب
إليه إنْ علمتَ من صبيانهم ما عَلِمَ الخضُر من الصبي الذي قتله فاقْتُلْهُم ؟
أَراد به أَنه لا يعلم عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ في ذلك لما خصه الله به كما خَصَّه
بأَمر السفينة والجدار وكان مُنْكَراً في الظاهر فَعَلَّمه الله علم الباطن
فَحَكَم بإرادة اللهتعالى في ذلك قال أَبو منصور وكذلك أَطفال قوم نوح عليه السلام
الذين دعا على آبائهم وعليهم بالغَرَقِ إنما الدعاء عليهم بذلك وهم أَطفال لأَن
الله عز وجل أَعلمه أَنهم لا يؤمنون حيث قال له لن يُؤْمِنَ من قومك إلا منْ آمن
فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا على الكفر قال أَبو منصور والذي قاله إِسحق هو القول
الصحيح الذي دَلَّ عليه الكتابُ ثم السنَّةُ وقال أَبو إسحق في قول الله عز وجل
فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها منصوب بمعنى اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله لأَن
معنى قوله فأَقِمْ وجهَك اتََّبِعِ الدينَ القَيّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله أَي
خِلْقةَ الله التي خَلَق عليها البشر قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ
مولودٍ يُولَدُ على الفِطرةِ معناه أَن الله فَطَرَ الخلق على الإِيمان به على ما
جاء في الحديث إن الله أَخْرَجَ من صلب آدم ذريتَه كالذَّرِّ وأَشهدهم على أَنفسهم
بأَنه خالِقُهم وهو قوله تعالى وإذ أَخذ ربُّك من بني آدم إلى قوله قالوا بَلى
شَهِدْنا قال وكلُّ مولودٍ هو من تلك الذريَّةِ التي شَهِدَتْ بأَن الله خالِقُها
فمعنى فِطْرَة الله أَي دينَ الله التي فَطَر الناس عليها قال الأَزهري والقول ما
قال إِسحقُ ابن إِبراهيم في تفسير الآية ومعنى الحديث قال والصحيح في قوله فِطْرةَ
اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها اعلَمْ فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها من
الشقاء والسعادة والدليل على ذلك قوله تعالى لا تَبديلَ لخلق الله أَي لا تبديل
لما خَلَقَهم له من جنة أَو نار والفِطْرةُ ابتداء الخلقة ههنا كما قال إسحق ابن
الأَثير في قوله كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ قال الفَطْرُ الابتداء
والاختراع والفِطرَةُ منه الحالة كالجِلْسةِ والرِّكْبةِ والمعنى أَنه يُولَدُ على
نوع من الجِبِلَّةِ والطَّبْعِ المُتَهَيِّء لقبول الدِّين فلو تُرك عليها لاستمر
على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها وإنما يَعْدل عنه من يَعْدل لآفة من آفات البشر
والتقليد ثم بأَولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أَديانهم عن
مقتضى الفِطْرَةِ السليمة وقيل معناه كلُّ مولودٍ يُولد على معرفة الله تعالى
والإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا وهو يُقِرّ بأَن له صانعاً وإن سَمَّاه بغير
اسمه ولو عَبَدَ معه غيره وتكرر ذكر الفِطْرةِ في الحديث وفي حديث حذيفة على غير
فِطْرَة محمد أَراد دين الإسلام الذي هو منسوب إليه وفي الحديث عَشْر من الفِطْرةِ
أَي من السُّنّة يعني سُنن الأَنبياء عليهم الصلاة والسلام التي أُمِرْنا أَن
نقتدي بهم فيها وفي حديث علي رضي الله عنه وجَبَّار القلوب على فِطَراتِها أَي على
خِلَقِها جمع فِطَر وفِطرٌ جمع فِطْرةٍ وهي جمع فِطْرةٍ ككِسْرَةٍ وكِسَرَات بفتح
طاء الجميع يقال فِطْرات وفِطَرَات وفِطِرَات ابن سيده وفَطَر الشيء أَنشأَه
وفَطَر الشيء بدأَه وفَطَرْت إصبع فلان أَي ضربتها فانْفَطَرتْ دماً والفَطْر
للصائم والاسم الفِطْر والفِطْر نقيض الصوم وقد أَفْطَرَ وفَطَر وأَفْطَرَهُ
وفَطَّرَه تَفْطِيراً قال سيبويه فَطَرْته فأَفْطَرَ نادر ورجل فِطْرٌ والفِطْرُ
القوم المُفْطِرون وقو فِطْرٌ وصف بالمصدر ومُفْطِرٌ من قوم مَفاطير عن سيبويه مثل
مُوسِرٍ ومَياسير قال أَبو الحسن إنما ذكرت مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن
يجمع بالواو والنون في المذكَّر وبالأَلف والتاء في المؤنث والفَطُور ما يُفْطَرُ
عليه وكذلك الفَطُورِيّ كأَنه منسوب إليه وفي الحديث إذا أَقبل الليل وأَدبر
النهار فقد أَفْطَرَ الصائم أَي دخل في وقت الفِطْر وحانَ له أَن يُفْطِرَ وقيل
معناه أَنه قد صار في حكم المُفْطِرين وإن لم يأْكل ولم يشرب ومنه الحديث أَفْطَرَ
الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإفطارِ وقيل حان لهما أَن يُفْطِرَا وقيل هو على
جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه
الفُطْرُ والفَطِير خلافُ الخَمِير وهو العجين الذي لم يختمر وفَطَرْتُ العجينَ
أَفْطُِره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه تقول عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ
فَطِيرٌ أَي طَرِيّ وفي حديث معاوية ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ
قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل ويقال فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر ومثله بَشَّرُتُه
فأَبْشَر وفي الحديث أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره
فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه والجمع فَطْرَى مَقصورة الكسائي
خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته بغير أَلف وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير كلاهما بغير
هاء عن اللحياني وكذلك الطين وكل ما أُعْجِلَ عن إدراكه فَطِير الليث فَطَرْتُ
العجينَ والطين وهو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته وإذا تركته ليَخْتَمِرَ
فقد خَمَّرْته واسمه الفَطِير وكل شيءٍ أَعجلته عن إدراكه فهو فَطِير يقال إِيايَ
والرأْيَ الفَطِير ومنه قولهم شَرُّ الرأْيِ الفَطِير وفَطَرَ جِلْدَه فهو فَطِيرٌ
وأَفْطَره لم يُرْوِه من دِباغٍ عن ابن الأَعرابي ويقال قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم
تُرْوِه من الدباغ والفَطِيرُ من السِّياطِ المُحَرَّمُ الذي لم يُجَدْ دباغُه
وفِطْرٌ من أَسمائهم مُخَدِّثٌ وهو فِطْرُ بن خليفة
معنى
في قاموس معاجم
الطَّيَرانُ
حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً
وطَيْرورة عن اللحياني وكراع وابن قتيبة وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه يُعَدى
بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر الصحاح وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى
والطَّيرُ معر
الطَّيَرانُ
حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً
وطَيْرورة عن اللحياني وكراع وابن قتيبة وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه يُعَدى
بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر الصحاح وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى
والطَّيرُ معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ مؤنث والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ
وهي قليلة التهذيب وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى فاَّما قوله أَنشده الفارسي هُمُ
أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ
فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ قال ونحنُ كَشَفْنا عن
مُعاوِيةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ
كما قلنا وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول ومثله قولُ ابن مقبل كأَنَّ نَزْوَ
فِراخِ الهَامِ بَيْنهُمُ نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ
كَثيرةُ الطَّيْرِ فأَما قوله تعالى إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو
جِرْماً وقوله فأَنفخ فيه الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة
لوجهين أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في
الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه وإِنما يقع
النَّفْخُ في الجَوْهَر قال وجميع هذا قول الفارسي قال وقد يجوز أَن يكون الطائرُ
اسماً للجَمْع كالجامل والباقر وجمعُ الطائر أَطْيارٌ وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما
يُكَسَّرُ عليه مثلُه فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ وقد
تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد قال
ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ وقرئ فيكون طَيْراً
بإِذْنِ الله وقال ثعلب الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم ثم
انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور قال الأَزهري وهو ثِقَةٌ
الجوهري الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ
مثل فَرْخ وأَفْراخ وفي الحديث الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ
قال كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي فهو طائرٌ مَجازاً أَرادَ على رِجْل
قَدَرٍ جار وقضاءٍ ماضٍ من خيرٍ أَو شرٍّ وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها أَي أَنها
إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها وقَعَتْ
على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل وفي رواية أُخرى الرُّؤْيا على
رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر يُرِيد
أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر
أَحوالِه فكيف ما يكون على رِجْلِه ؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة فمنكم شَيْبةُ
الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي
سيِّدِنا رسول الله « صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس
الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ تَرَكَنَا رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ يعني أَنه
استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ فضَرَبَ
ذلك مَثَلاً وقيل أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ
الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ وما الذي يفْدِي منه
المُحْرِمُ إِذا أَصابه وأَشْباه ذلك ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك
عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ
الجاهلية وقوله عز وجل ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه قال ابن جني هو من التطوع
المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ وقد
يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً وذلك أَنه قد قالوا طارُوا عَلاهُنَّ
فَشُكْ عَلاها وقال العنبري طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب
وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح فقوله
تعالى ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه على هذا مُفِيدٌ أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه
بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ والتَّطايُرُ
التَّفَرُّقُ والذهابُ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن
الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي
كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ وفي حديث عُرْوة حتى
تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً وفي حديث ابن مسعود
فَقَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي
ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ والاسْتِطارَةُ
والتَّطايُرُ التفرُّقُ والذهابُ وفي حديث علي كرّم الله تعالى وجهه فأَطَرْتُ
الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن قال ابن الأَثير
وقيل الهمزة أَصلية وقد تقدم وتطايَرَ الشيءُ طارَ وتفرَّقَ ويقال للقوم إِذا
كانوا هادئينَ ساكِنينَ كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع
إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه وقال
الجوهري كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ وأَصله أَن الغُراب
يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة فلا يُحَرِّكُ
البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير
قولهم هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه ويقال أُطِيرَ الغُرابُ فهو مُطارٌ قال
النابغة ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ ليس غرابُها بمُطارِ وفلان
ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه
طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى
حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن ومنه قول بعض أَصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم إِنّا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي
كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ
ذلك الطَّيْرِ والطَّيْرُ الاسمُ من التَّطَيّر ومنه قولهم لا طَيْرَ إِلاَّ
طَيْرُ اللهِ كما يقال لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله وأَنشد الأَصمعي قال أَنشدناه
الأَحْمر تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ
يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ أَحايِيناً وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة رضوان الله
عليهم كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم
طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ قال الكميت
وحِلْمُك عِزٌّ إِذا ما حَلُمْت وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم ازجُرْ
أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك والطائرُ ما تيمَّنْتَ به أَو
تَشاءَمْت وأَصله في ذي الجناح وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه
طائرُ اللهِ لا طائرُك فرَفَعُوه على إِرادة هذا طائرُ الله وفيه معنى الدعاء وإِن
شئت نَصَبْتَ أَيضاً وقال ابن الأَنباري معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك
وما تَتخوّفُه وقال اللحياني يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك
وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك قال يقولون هذا كلَّه إِذا
تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله وقيل بنصبهما على
معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك قال والمصدرُ منه الطِّيَرَة وجَرَى
له الطائرُ بأَمرِ كذا وجاء في الشر قال الله عز وجل أَلا إِنَّما طائرُهم عند
الله المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة
لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا وقال بعضهم طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى جَرَتْ
لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ فإِن
تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به والاسم الطيَرَةُ
والطِّيْرَةُ والطُّورةُ وقال أَبو عبيد الطائرُ عند العرب الحَظُّ وهو الذي تسميه
العرب البَخْتَ وقال الفراء الطائرُ معناه عندهم العمَلُ وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه
الذي قُلِّدَه وقيل رِزْقُه والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر وفي حديث أُمّ
العَلاء الأَنصارية اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل
نَصِيبنا منهم عثمانُ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح معناه أَن الرجُلين
كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه وطائرُ
الإِنسانِ ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له ومنه الحديث بالمَيْمونِ
طائِرُه أَي بالمُبارَكِ حَظُّه ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ
والبارِحِ وقوله عز وجل وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه قيل حَظُّه
وقيل عَمَلُه وقال المفسرون ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ
خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر أَن لكل امرئ
الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه وإِنما قيل للحظِّ من الخير
والشرّ طائرٌ لقول العرب جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر على طريق الفَأْلِ
والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً فخاطَبَهُم اللهُ بما
يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه وقرئ
طائرَه وطَيْرَه والمعنى فيهما قيل عملُه خيرُه وشرُّه وقيل شَقاؤه وسَعادتُه قال
أَبو منصور والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل
خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته وعَلِم
المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى
بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما
هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه فذلك قولُه عز وجل وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه
أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند
كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون وهو غيرُ مُخالف
لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم والعرب تقول أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ
القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه ومنه قول لبيد
يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه تَطيرُ عَدائِد
الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ الأَنْصباءُ
واحدُها شِرْكٌ وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ
وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده وقوله عز وجل في قصة ثمود
وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ عليه السلام قالوا اطَّيَّرنا بك
وبِمَنْ معك قال طائركم عند الله معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله وقيل معنى
قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا وهو في الأَصل تَطَيَّرنا فأَجابَهم الله تعالى
فقال طائرُكُم مَعَكم أَي شُؤْمُكم معَكم وهو كُفْرُهم وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ
وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها والتَّطَيُّرُ
بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها فسمّوا
الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على
لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ وقال لا عَدْوَى ولا
طِيَرَةَ ولا هامةَ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ
وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ
على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم وهو عَليل فأَوْهَمَه سلامَتَه
من عِلّته وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته والطِّيَرَةُ
مُضادّةٌ للفَأْلِ وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت
النبي صلى الله عليه وسلم الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى
عنها والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ الجوهري
تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء والاسم منه الطِّيَرَةُ بكسر الطاء وفتح الياء مثال
العِنَبةِ وقد تُسَكَّنُ الياءُ وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء وفي
الحديث أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ قال ابن الأَثير وهو مصدرُ
تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً قال ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما قال
وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما
وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر
أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ ومنه الحديث ثلاثة لا
يَسْلَم منها أَحَدٌ الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظنُّ قيل فما نصْنعُ ؟ قال إِذا
تَطَيَّرْتَ فامْضِ وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ وقوله
تعالى قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في
الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها وفي الحديث الطِّيَرَةُ شِرْكٌ
وما مِنّا إِلاَّ ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل قال ابن الأَثير هكذا جاء
الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ
إِلى قَلْبه الكراهةُ فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع وهذا كحديثه الآخر
ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا فأَظْهَر المستثنى وقيل
إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث وإِنما جَعَل
الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو
تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك وقولُه
ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل
على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به وفي
الحديث أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم جمع طِيرَة ويقال للرجل
الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ وفرس مُطارٌ حديدُ الفُؤاد
ماضٍ والتَّطايُر والاسْتِطارةُ التفرُّق واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في
الهواء وغُبار طيّار ومُسْتَطِير مُنْتَشر وصُبْحٌ مُسْتَطِير ساطِعٌ منتشر وكذلك
البَرْق والشَّيْب والشرُّ وفي التنزيل العزيز ويَخافُون يوماً كان شَرُّه
مُسْتَطِيراً واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ فهو
مُسْتَطِير وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ
والجماعَ وبه تحلّ صلاة الفجر وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه
العزيز وأَما الفجر المستطيل باللام فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب
السِّرْحان وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً وهو الصبح الكاذب عند
العرب وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير هو الذي انتشر ضوءه
واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل وفي حديث بني قريظة وهانَ على سَراةِ بني
لُؤَيٍّ حَرِيقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها
ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه وقد
اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة تَبَيّن في أَجزائهما
واسْتَطارَت الزُّجاجةُ تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها واسْتطارَ
الحائطُ انْصدَع من أَوله إِلى آخره واسْتطارَ فيه الشَّقّ ارتفع ويقال اسْتطارَ
فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً وأَنشد إِذا اسْتُطِيرَتْ من
جُفون الأَغْمادْ فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في
الحائط إِذا انتشر فيه واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء يقال
اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ وقال عنترة متى
ما تَلْقَني فَرْدَينِ تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير
الفرسُ فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ وقول عدي كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ
غادِيةٍ لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل أَراد مُسْتَطاراً فحذف
التاء كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت وتَطايَرَ الشيءُ طال وفي الحديث خُذْ ما
تَطايَرَ من شَعرِك وفي رواية من شَعرِ رأْسِك أَي طال وتفرق واسْتُطِير الشيءُ
أَي طُيِّر قال الراجز إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما
يقال فَحْلٌ هائِجٌ ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ وبئر
مَطارةٌ واسعةُ الغَمِ قال الشاعر كأَنّ حَفِيفَها إِذ بَرّكوها هُوِيّ الرِّيحِ
في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ أَلْقَحها كلَّها وقيل إِنما ذلك إِذا
أَعْجَلت اللَّقَحَ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح
وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل فهي ضامِنٌ
ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح وأَنشد طَيّرها
تعَلُّقُ الإِلْقاح في الهَيْجِ قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا
ومَطارِ ومُطارٌ كلاهما موضع واختار ابن حمزة مُطاراً بضم الميم وهكذا أَنشد هذا
البيت حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار وسنذكر ذلك في مطر
وقال أَبو حنيفة مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف والمُسْطارُ من الخمر
أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها
والمُطَيَّرُ ضَرْبٌ من البُرود وقول العُجَير السلولي إِذا ما مَشَتْ نادى بما في
ثِيابها ذَكِيٌّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ قال أَبو حنيفة المُطَيَّر هنا
ضربٌ من صنعته وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود فإِذا كان كذلك كان بدلاً
من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً وقيل هو مقلوب عن المُطَرَّى
قال ابن سيده ولا يُعْجِبني وقيل المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر قال ابن بري
المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود قال ابن هَرْمَة
أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى إِذا نِمْنا أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ
إِذ طَرَقَتْكَ باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً موضع
بالهند يجلب منه العُود وطارَ الشعر طالَ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي طِيرِي
بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي
اعْلَقي به ومِخْراق كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف أَي لم يَتزوّج
لئيمةً قط سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة والطائرُ فرس
قتادة بن جرير وذو المَطارة جبل وقوله في الحديث رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في
سبيل الله يَطِير على مَتْنِه أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ وفي
حديث وابِصَة فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها
وتعلّق بها والمَطارُ موضع الطيَرانِ
معنى
في قاموس معاجم
الطَّوْرُ
التارَةُ تقول طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعد تارة وقال الشاعر في وصف
السَّلِيم تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ قال ابن بري صوابه تُطَلِّقُه
طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ والبيت للنابغة الذبياني وهو بكماله تَناذَرها
الراقُونَ من سُوءِ
الطَّوْرُ
التارَةُ تقول طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعد تارة وقال الشاعر في وصف
السَّلِيم تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ قال ابن بري صوابه تُطَلِّقُه
طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ والبيت للنابغة الذبياني وهو بكماله تَناذَرها
الراقُونَ من سُوءِ سَمِّها نُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وقبله فبِتُّ
كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ من الرُّقْشِ في أَنيابِها السُّمُّ ناقعُ يريد أَنه
بات من تَوَعُّدِ النعمان على مثل هذه الحالة وكان حَلَف للنُّعْمان أَنه لم يتعرض
له بهِجاءٍ ولهذا قال بعد هذا فإِن كنتُ لا ذو الضِّغْنِ عَنِّي مُكَذَّبٌ ولا
حَلِفي على البراءةِ نافعُ ولا أَنا مأْمونٌ بشيء أَقُولُه وأَنْتَ بأَمْرٍ لا
محالَة واقعُ فإِنكَ كالليلِ الذي هو مُدْرِكي وإِن خِلْتُ أَن المُنْتأَى عنكَ
واسِعُ وجمع الطَّوْرِ أَطْوارٌ والناسُ أَطْوَارٌ أَي أَخْيافٌ على حالات شتَّى
والطِّوْر الحالُ وجمعه أَطْوارٌ قال الله تعالى وقد خَلَقكُم أَطْوَاراً معناه
ضُرُوباً وأَحوالاً مختلفةً وقال ثعلب أَطْواراً أَي خِلَقاً مختلفة كلُّ واحد على
حدة وقال الفراء خلقكم أَطْواراً قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظْماً وقال الأَخفش
طَوْراً علقة وطَوْراً مضغة وقال غيره أَراد اختلافَ المَناظِر والأَخْلاقِ قال
الشاعر والمرْءُ يَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ وفي حديث سطيح فإِنّ ذا
الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاريرُ الأَطْوارُ الحالاتُ المختلفةُ والتاراتُ والحدودُ
واحدُها طَوْرٌ أَي مَرّةً مُلْكٌ ومَرَّةً هُلْكٌ ومَرّةً بُؤْسٌ ومَرّةً نُعْم
والطَّوْرُ والطَّوارُ
( * قوله « والطور والطوار » بالفتح والضم ) ما كان على حَذْوِ الشيء أَو
بِحِذائِه ورأَيت حَبْلاً بطَوارِ هذا الحائط أَي بِطُوله ويقال هذه الدار على طَوَارِ
هذه الدار أَي حائطُها متصلٌ بحائطها على نَسق واحدٍ قال أَبو بكر وكل شيء ساوَى
شيئاً فهو طَوْرُه وطُوَارُه وأَنشد ابن الأَعرابي في الطَّوَارِ بمعنى الحَدِّ
أَو الطُّولِ وطَعْنَة خَلْسٍ قد طَعَنْتُ مُرِشّة كعطِّ الرداءِ ما يُشَكُّ
طَوَارُها قال طَوارُها طُولُها ويقال جانبا فَمِها وطَوَارُ الدارِ وطِوَارُها ما
كان مُمْتدّاً معَها من الفِنَاء والطَّوْرةُ فِنَاءُ الدار والطَّوْرةُ
الأَبْنِيةُ وفلان لا يَطُورُني أَي لا يَقْرَبُ طَوَارِي ويقال لا تَطُر حَرَانا
أَي لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنا وفلان يَطُورُ بفلان أَي كأَنه يَحُوم حَوالَيْه
ويَدْنُو منه ويقال لا أَطُورُ به أَي لا أَقْرَبُه وفي حديث علي كرم الله وجهه
والله لا أَطُورُ به ما سَمَر سَمِيرٌ أَي لا أَقْرَبُه أَبداً والطَّوْرُ الحدُّ
بين الشيئين وعدا طَوْرَه أَي جاوَزَ حَدَّه وقَدْرَه وبلغ أَطْوَرَيْهِ أَي غايةَ
ما يُحاوِلُه أَبو زيد من أَمثالهم في بلوغ الرجل النهايةَ في العِلْم بَلَغَ
فلانٌ أَطْوَرِيه بكسر الراء أَي أَقْصاه وبلغ فلان في العلم أَطْوَرَيْهِ أَي
حدَّيْه أَولَه وآخرَه وقال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول بلغ فلان أَطورِيه بخفض
الراء غايتَه وهِمَّتَه ابن السكيت بلغت من فلان أَطْوَرَيْه أَي الجَهْدَ
والغَايةَ في أَمْرِه وقال الأَصمعي لقيت منه الأَمَرِّينَ والأَطْوَرِينَ
والأَقْوَرِينَ بمعنى واحد ويقال ركب فلان الدهر وأَطْوَرَيه أَي طَرَفَيْه وفي
حديث النَّبِيذ تعَدَّى طَوْرَه أَي حَدَّه وحالَه الذي يَخُصُّه ويَحِلُّ فيه
شُرْبُه وطارَ حَوْلَ الشيء طَوْراً وطَوَرَاناً حام والطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ
يَطُورُ والعرب تقول ما بالدارِ طُورِيٌّ ولا دُورِيٌّ أَي أَحدٌ ولا طُورَانِيٌّ
مِثلُه قال العجاج وبَلْدة ليس بها طُورِيٌّ والطُّورُ الجبَلُ وطُورُ سِينَاءَ جَبل
بالشام وهو بالسُّرْيانية طُورَى والنسبُ إِليه طُورِيٌّ وطُورانِيٌّ وفي التنزيل
العزيز وشجرةٍ تَخْرُجُ من طُورِ سَيْناءَ الطُّورُ في كلام العرب الجَبلُ وقيل
إِن سَيناء حجارة وقيل إِنه اسم المكان وحَمَامٌ طُورانِيٌّ وطُورِيٌّ منسوب إِليه
وقيل هو منسوب إِلى جبل يقال له طُرْآن نسب شاذ ويقال جاء من بلد بعيد وقال الفراء
في قوله تعالى والطُّورِ وكتابٍ مَسْطورٍ أَقْسَم الله تعالى به قال وهو الجبل
الذي بِمَدْيَنَ الذي كَلّم اللهُ تعالى موسى عليه السلام عليه تكليماً
والطُّورِيُّ الوَحْشِيُّ من الطَّيرِ والناسِ وقال بعض أَهل اللغة في قول ذي
الرمة أَعارِيبُ طُورِيّون عن كلّ قَريةٍ حِذارَ المنايا أَبو حِذَارَ المقَادِرِ
قال طُورِيّون أَي وَحْشِيّون يَحِيدُون عن القُرَى حِذارَ الوباء والتَّلَفِ
كأَنهم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ وهو جبل بالشام ورجل طُورِي أَي غَرِيبٌ