وارَةُ : جَدّ محمد بن مُسْلم الرَّازيّ الحافظ ترجمه ابن عديّ في الكامل وأَثنى عليه وكذا الخليليّ في الإرشاد . ومما يستدرك عليه : وِيرُ بالكسْر : قريةٌ بأَصفهانَ نُسبَ إليها أَحمد بن محمد بن أبي عَمرٍو الوِيرِيّ . قال ابنُ النجّار سمعتُ منه في داره بقرية وِير عن أَبي موسى الحَافظِ محمّد بن عُمر
فصل الهاء مع الراء
فَرْعُ كلِّ شيءٍ : أعلاه والجمعُ : فُروعٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك وفي الحديث : " أيُّ الشجَرِّ أَبْعَدُ من الخارِف ؟ قالوا : فَرْعُها قال : وكذلك الصَّفُّ الأوّل " . منَ المَجاز : الفَرْعُ من القومِ : شَريفُهم يقال : هو من فُروعِهم أي من أَشْرَافِهم . الفَرْعُ : المالُ الطائلُ المُعَدُّ ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فحرَّكَه . قلتُ : لم يَضْبِطْه الجَوْهَرِيّ بالتحريك وإنّما ذَكَرَه بعدَ قولِه : وفي الحديث : " لا فَرْعَ " ثمّ قال : والفَرْعُ أيضاً ففُهِمَ منه أنّه مُحرَّكٌ . قال الشُّوَيْعِرُ :
فَمَنَّ واسْتَبقى ولم يَعْتَصِرْ ... من فَرْعِهِ مالاً ولم يَكْسِرِ هكذا أنشدَه في العُباب وفي اللِّسان : مالاً ولا المَكْسِرِ . ومِثلُه في التكملة وهو الصوابُ ثمّ إنّ المُصَنِّف قلَّدَ الصَّاغانِيّ في تَوهيمِه الجَوْهَرِيّ في ذِكرِه والصوابُ ما ذَهَبَ إليه الجَوْهَرِيّ تبَعاً لغيرِه من الأئمّة . وأمّا قولُ الشاعرِ فيُجابُ عنه بجوابَيْن : الأوّلُ : أنّه أرادَ من فَرْعِهِ فسكَّنَ للضرورة والثاني : لأنّ الفَرْعَ هنا الغُصْنَ كنى به عن حديثِ مالِه وبالكَسْر عن قَديمِه وهو الصحيح فتأمَّلْ . الفَرْع : الشَّعْرُ التّامُّ وهو مَجاز قال امرؤُ القَيسِ :
وفَرْعٍ يَزينُ المَتْنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ ... أَثيثٍ كقِنْوِ النخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ الفَرعُ : القَوسُ عُمِلَتْ من طرف القضيبِ ورأْسِه قاله الأَصمعيُّ . والقَوسُ : الفَرعُ : الغَيرُ المَشقوقَة والفِلْقُ : المَشْقوقَةُ أَو الفَرْع : من خَيرِ القِسِيِّ قاله أَبو حنيفةَ قال الشاعر :
أَرمي عليها وهي فَرْعٌ أَجمعُ ... وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصبَعُ وقال أَوسٌ :
على ضالَةٍ فَرعٍ كأَنَّ نَذيرَها ... إذا لم تُخَفِّضْهُ عن الوَحشِ أَفْكَلُ
ويقال : قوسٌ فَرْعٌ وفَرْعَةٌ . الفَرْعُ من المرأَة : شَعرُها يُقال : لها فَرْعٌ تَطَؤُه ج : فُروعٌ يقال : امرأَةٌ طَويلَةُ الفُروعِ وهو مَجازٌ . الفَرْعُ : مَجرى الماء إلى الشِّعْبِ وهو الوادي ج : فِراعٌ بالكَسرِ . الفَرْعُ من الأُذُنِ فَرْعُه هكذا في سائر النسخ قال شيخُنا : وفيه نظَرٌ ظاهرٌ لَفظاً ومَعنىً أَمّا لَفظاً فلا يَخفى أَنَّ الأُذُنَ مؤَنَّثَةٌ إجماعاً فكان الصّوابُ فرعَها والتَّأْويلُ بالعُضْوِ ونَحوِه لا يَخفى ما فيه وأَمّا مَعنىً فلا يَخفى ما فيه من الرَّكاكَةِ فهو كقولِه : وفَسَّرَ الماءَ بعدَ الجُهْدِ بالماءِ . بل تفسيرُ الماء بالماءِ أَسهَلُ وحَقُّ العِبارَةِ : ومِنْ الأُذُنِ : أَعلاها هذا هو الصَّوابُ قال ابنُ الأَثيرِ في حديث افتتاح الصَّلاةِ : كانَ يَرفَهُ يديه إلى فُروع أُذُنَيْهِ . أَي أَعاليها وفَرعُ كُلِّ شيءٍ : أَعلاه فبيَّنَ المُرادَ . انتهى . الفُرْعٌ بالضَّمِّ : ع بالحِجاز وهو من أَضخَم أَعراضِ المَدينةِ على ساكِنِها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام . قلتُ : وهي قريَةٌ بها مِنبَرٌ ونَخْلٌ ومِياهٌ بين مكَّةَ والرَّبَذَةِ عن يسارِ السُّقيا بينهما وبين المدينة ثمانيةُ بُرُدٍ وقيل : أَربَعُ ليالٍ . الفُرْعُ أَيضاً : فَرْعٌ أَي وادٍ يتفرَّعُ من كَبْكَبٍ بعرَفاتٍ ويُفتَحُ وبه ضَبَطَ البَكرِيُّ . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الفُرْعُ : ماءٌ بعينِه وأَنشدَ :
" تَرَبَّعَ الفُرْعُ بِمَرْعىً مَحمودْ الفُرْعُ : جمعُ الأَفْرَعِ لِضِدِّ الأَصْلَعِ كالفُرعانِ بالضَّمِّ كالصُّمّانِ والعُميانِ والعُورانِ والكُسْحانِ والصُّلْعانِ في جموع الأَصَمِّ والأَعمى والأَعوَرِ والأَكْسَحِ والأَصْلَعِ . وسُئلَ عُمرُ رضي الله عنه : آلصُّلْعانُ خَيرٌ أَم الفُرْعانُ ؟ فقال : الفُرعانُ خَيرٌ . أَرادَ تفضيلَ أبي بَكْرٍ رضي الله عنه على نفسِه وقد تقدَّم في صلع . وقال نصرُ بنُ الحَجّاجِ حينَ حلَقَ عمَرُ رضي الله عنه لِمَّتَهُ :
لقدْ حسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعَ لم يَكُنْ ... إذا ما مَشى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ الفَرْعُ بالتَّحريكِ : أَوَّلُ ولَدٍ تُنتِجُهُ النّاقَةُ كما في الصحاحِ أَو الغَنَمُ كما في اللسانِ . وكانوا يَذبَحونَه لآلِهَتِهِم يتبرَّكونَ بذلكَ ولو قال : أَوّلُ نِتاجِ الإبِلِ والغَنَمِ كانَ أَخْصَرَ ومنه الحديثُ : لا فَرَعَ ولا عَتيرَةَ أَو كانوا إذا بلَغَت الإبِلُ ما يتمنّاهُ صاحِبُها ذبَحوا أَو إذا تَمَّتْ إبِلُ وَاحِدِ مائةٍ نحَرَ منها بعيراً كلَّ عامٍ فأَطعَمَه النّاسَ ولا يَذوقُهُ هو ولا أَهلُه وقيل : بل قدَّمَ بَكْرَهُ فنَحَرَهُ لِصَنَمِهِ قال الشاعِرُ :
إذْ لا يَزالُ قَتيلٌ تحتَ رايَتِنا ... كما تَشَحَّطَ سَقْبُ النّاسِكِ الفَرَعُ قد كانَ المسلِمونَ يفعلونَه في صدر الإسلام ثمَّ نُسِخَ ومنه الحديثُ : " فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ ولكنْ لا تَذْبَحوهُ غَراةً حتّى يَكْبَرَ " أَي اذْبَحوا الفَرَعَ ولا تَذبحوهُ صَغيراً لَحمُهُ مُلْتَصِقٌ كالغِراءِ ج : فُرُعٌ بضَمَّتينِ أَنشدَ ثعلَب :
كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه ... فُرُعٌ بينَ رِئاسٍ وحَامْ رِئاسٌ وحَام : فَحلانِ . الفَرَعُ : القِسْمُ وخَصَّ به بعضُهُم الماءَ . الفَرَعُ : ع بين البَصرة والكُوفَةِ قال سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ :
حَلَّ أَهلي حَيثُ لا أَطْلُبُها ... جانِبَ الحِصْنِ وحَلَّتْ بالفَرَعْ وقال الأَعشى :
بانَتْ سُعادُ وأَمْسى حَبْلُها انْقَطَعا ... واحْتَلَّت الغَمْرَ فالجُدَّيْنِ فالفَرَعاالفَرَعُ : مَصدَرُ الأَفرَعِ للرَّجُلِ والفَرْعاءُ للتّامِّ الشَّعرِ الأَخيرُ عن ابْن دُرَيْدٍ . وقد فَرِعَ فَرَعاً : إذا كَثُرَ شَعرُه وهو ضِدُّ صَلِعَ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : لابُدَّ للقَرْعاءِ من حَسَدِ الفَرْعاءِ وكان أَبو بَكْرٍ رضي الله تعالى عنه أَفرَعَ أَي وافِيَ الشَّعْرِ وقيل : ذا جُمَّةٍ . وكان عُمَرَُ رضي الله عنه أَصلَعَ وقد تقدَّم . وفي الحديث : " كان رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم أَفرَعَ ذا جُمَّةٍ " ويقال : إنَّه لا يُقال للرَّجُلِ إذا كان عظيمَ اللِّحيَةِ والجُمَّةِ : أَفرَعُ وإنَّما يُقال : رَجُلٌ أَفرَعُ لِضِدِّ الأَصلَعِ . قاله ابنُ دُرَيْدٍ . الفرَعُ : القَمْلُ وقيل : هو الصَّغيرُ منه ويُسَكَّنُ . والفَرَعَةُ واحِدَتُها وتُسَكَّنُ ويقال : الفَرَعَةُ : القَمْلَةُ العَظيمَةُ وبتَصغيرِها سُمِّيَتْ فُرَيْعَةُ . وجَمْعُها أَفْراعٌ . الفَرَعَةُ : جِلْدَةٌ تُزادُ في القِرْبَةِ إذا لَمْ تكُنْ وَفراءَ تامَّةً . وفَرَعَ الرَّجُلُ في الجَبَلِ كمنَعَ إذا صَعِدَ وعَلا عن ابْن الأَعْرابِيِّ وهو مَجازٌ وأَنشدَ
أَقولُ وقد جاوَزْنَ من صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها قال غيرُه : فَرَعَ إذا نزَلَ وانْحَدَرَ فهو ضِدُّ . فَرَعَ البِكْرَ : افْتَضَّها كافْتَرَعَها الأَخيرُ عن الجَوْهَرِيِّ وقيل له : افْتِراعٌ لأَنَّهُ أَوَّلُ جِماعِها . منَ المَجاز : فَرَعَ رأْسَهُ بالعَصا والسَّيْفِ فرْعاً : عَلاهُ بها ضَرْباً ويُروَى بالقافِ أَيضاً كما في الصِّحاحِ . فَرَعَ القَومَ فَرْعاً وفُروعاً : عَلاهُم بالشَّرَفِ أَو بالجَمالِ . وفي حديثِ ابن زِمْلٍ : يَكادُ يَفرَعُ النّاسَ طُولاً أَي يَعلوهُم وفي حديث سَودَةَ : كانت تَفرَعُ النّاسَ طُولاً . فَرَعَ الفَرَسَ باللِّجامِ يَفرَعُه فَرْعاً : قدَعَهُ كما في الصِّحاح زادَ غيرُه : وكَبَحَهُ وكَفَّهُ قال أَبو النَّجم :
بِمُفْرِعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَيْطَلُهْ ... نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسنا نَعْتِلُه منَ المَجاز : فَرَعَ بينَهُم يَفرَعُ فَرعاً : حجَزَ وكَفَّ وأَصلَحَ وعِبارةُ الصِّحاحِ : وفَرَعْتُ بينَهُما أَي حجَزْتُ وكَفَفْتُ عن أَبي نَصْرٍ . عن أَبي عَدنانَ : الفارِعُ : المُرتَفِعُ العالي الهَيِّئُ الحَسَنُ . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : الفارِعُ : العالي والفارِعُ : المُسْتَفِلُ فهو ضِدُّ . وفارِعٌ : ْنٌ بالمدينةِ يقال : إنَّه حِصْنُ حسّانَ بنِ ثابتِ قال مِقْيَسُ بنُ صُبابَةَ - حينَ قتل رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه هِشامِ بنِ صُبابَةَ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه ولَحِقَ مكَّةَ مُرْتَدّاً - :
ثأَرْتُ بهِ فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَهُ ... سَراةَ بَني النَّجَّارِ أَرْبابَ فارِعِ
وأَدرَكْتُ ثأْري واضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً ... وكنتُ إلى الأَوثانِ أَوَّلَ راجِعِ وقال كُثَيِّرٌ يصفُ سَحاباً :
رَسا بينَ سَلْعٍ والعَقيقِ وفارِعٍ ... إلى أُحُدٍ لِلمُزْنِ فيهِ غَشامِرُ فارِعُ : ة بوادي السَّراةِ قُربَ سايَةَ وسايَةُ : وادٍ عظيمٌ قربَ مَكَّةَ . فارِعٌ : ع بالطَّائف . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : الفَرَعَةُ مُحَرَّكَةً : أَعوانُ السُّلطانِ جَمْعُ فارِعٍ وهو مِثلُ الوازِعِ . والفَوارِعُ : تِلاعٌ مُشرِفاتُ المَسايِلِ جمعُ فارِعَةٍ . الفَوارِعُ أَيضاً : ع قال النّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ :
عَفا ذُو حُسىً مِنْ فَرْتَنَى فالفَوارِعُ ... فجَنبَا أَريِكٍ فالتِّلالُ الدَّوافِعُوكُجَهَيْنَةَ : فُرَيعَةُ بنتُ أَبي أُمامَةَ أَسعدَ بنِ زُرارَةَ أَوصى بها أَبوها وبأُخْتَيْها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم . فُرَيْعَةُ بنتُ رافِع بنِ مُعاوِيَةَ فُرَيْعَةُ بنتُ عُمَرَ هكذا في النُّسَخِ ولمْ أَجِدْ لها ذِكْراً في المَعاجِمِ . فُرَيْعَةُ بنتُ قَيسٍ من بَني جَحْجَبَى ذكَرَها ابنُ إسحاقَ . فُرَيْعَةُ بنتُ مالِكِ بنِ الدَّخْشَمِ بايَعَتْ . وفُرَيْعَةُ بنتُ مُعَوِّذ بنِ عَفراءَ أُختُ الرَّبيعِ كانت صالِحَةً . وبَقِيَ عليه : فُرَيْعَةُ بنتُ الحُبابِ بنِ رافعٍ الأَنصارِيَّة ذكرها ابنُ حَبيب وكَنّاها ابنُ سَعدٍ أُمَّ الحُبابِ . وفُرَيْعَةُ بنتُ خالد بنِ خُنَيس بنِ لَوْذانَ ذكَرَها ابنُ سَعدٍ وهي أُمُّ حسّانَ بنِ ثابِتٍ . وفُرَيْعَةُ أُمُّ إبراهيمَ بنِ نُبَيْط ذكرَها ابنُ الأَمين في الصَّحابيَّاتِ . وفُرَيعَةُ بنتُ وَهْبٍ الزُّهْرِيَّةِ . وفارِعَةُ بنتُ أَبي سُفيانَ : أُخْتُ أُمِّ حبيبَةَ لها هِجرَةٌ . فارِعَةُ بنتُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّةُ أُخْتُ أُمَيَّةَ لها وِفادَةٌ روَى عنها ابنُ عَبّاسٍ . وفارِعَةُ بنتُ مالِكِ بنِ سِنانٍ أُخْتُ أَبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ : شَهِدَت الحُدَيبِيَةَ وأُمُّها حَبيبَةُ بنتُ المُنافِقِ عَبْد الله بنِ أُبّيٍّ أَو هي كجُهَيْنَةَ وتُعرَفُ بهما لها حديثٌ في العِدَّةِ في المُوَطّأِ . وفاتَهُ : فارِعَةُ بنتُ أَسعدَ بنِ زُرارَةَ . وفارِعَةُ أَيضاً : أُختُه . وفارِعَةُ بنتُ عبد الرحمن الخَثْعَمِيَّةُ روَى عنها السَّرِيُّ بنُ عبدِ الرَّحمنَ . وفارِعَةُ بنتُ عِصام بنِ عامِرٍ البياضِيَّة ذكرَها ابنُ سَعْدٍ . وفارِعَةُ بنتُ قُرَيْبَةَ بنِ عجلانَ الأَنصارِيَّة ذكرَها ابنُ حبيب : صحابِيّاتٌ رضي الله عنهُنَّ . وحَسَّانُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه يُعرَفُ بالبنِ الفُرَيعَةِ كجُهَيْنَةَ وهي أُمُّه وقد تقدَّم ذِكرُها . وتَميمُ بنُ فِرَعٍ المَهرِيُّ المِصرِيُّ كعِنَبٍ : تابِعِيٌّ شهِدَ فتحَ الإسكندريَّة الثاني وله روايَةٌ عن عَمرو بنِ العاصِ . وأَفرَعَ في الجَبَلِ : انْحَدَرَ قال رَجُلٌ من العرَبِ : لَقِيتُ فُلاناً فارِعاً مُفرِعاً يَقولُ : أَحدُنا مُصْعِدٌ والآخرُ مُنحَدِرٌ هكذا في نُسَخِ الصِّحاح ورأَيتُ بخَطِّ الأَديبِ عبدِ القادرِ بنِ عُمَرَ البَغدادِيِّ قالَ : الصَّوابُ : أَحَدُنا صاعِدٌ لأَنَّ مُصْعِداً بمَعنى مُنحَدِر . قلتُ : ومثلُه في الأَساسِ وعندي في ذلكَ نظَرٌ وهو مَجازٌ . وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ للشّمّاخِ :
فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي ... لا يُدْرِكَنَّكَ إفراعِي وتَصعيدي إفْراعي : انحِداري ومثلُه لِبَشْرٍ :
إذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها ... ومن يطلُبِ الحاجاتِ يُفرِعْ ويُصْعِدِ كفَرَّعَ تَفريعاً قال مَعنُ بنُ أَوْسٍ :
فساروا فأَمّا جُلُّ حَيِّى ففَرَّعوا ... جَميعاً وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فصَعَّدوا أَفرَع بهم : نزَلَ يقال : أَفْرَعنا بفُلانٍ فما أَحْمَدْناه أَي نَزَلنا به . أَفرَعَ الفَرَعَةَ مُحَرَّكَةً : نَحَرَها ومنه الحديث : أَفرِعوا وقد تقدَّم . أَفرعَتِ الإبِلُ : نُتِجَت الفَرَعَ مُحَرَّكَةً وهو أَوَّلُ النَّتاجِ . أَفْرَعَ القومُ : فعلَتْ إبلُهُم ذلكَ : أَي نُتِجَت الفَرَع . أَفرعَ بَنو فُلانٍ أَي انْتَجَعوا في أَوَّل النّاسِ . أَفرَعَ فُلانٌ أَهْلَهُ : كَفَلَهُمْ هكذا في سائر النُّسَخِ ومثلُه في العبابِ وهو تَحريفٌ وقعَ فيه الصَّاغانِيُّ فقلَّدَه المُصَنِّفُ وصوابُه : وأَفرَع الوادي أَهلَه : كفاهُم فتأَمَّلْ . أَفرَعَ اللِّجامُ الفرَسَ : أَدْمَى فاهُ قال الأَعشى :
صَدَدْتَ عن الأَعداءِ يومَ عُباعِبٍ ... صُدودَ المَذاكِي أَفرَعَتْها المَساحِلُ يعني أَنَّ المَساحِلَ أَدْمَتْها كما أَفرَعَ الحَيْضُ المرأَةَ بالدَّمِ . أَفرَعَ الحديثَ والشيءَ : ابتدأَه يُقال : بئسَ ما أَفرعْتَ به أَي ابتدأْتَ به كاسْتَفْرَعَهُ وهذا عن شَمِرٍ قال الشاعِرُ يَرثي عُبيدَ بنَ أَيُّوبَ :
ودَلَّهْتَني بالحُزْنِ حتّى تَرَكْتَني ... إذا اسْتَفرَعَ القومُ الأَحاديثَ سَاهِياأَفرَعَ الأَرضَ : جَوَّلَ فيها فعرَفَ خبرَها وعلِمَ عِلْمَها . قال أَبو عَمروٍ : أَفرَعَ فُلانٌ العَروسَ : فَرَغَ أَي قضى حاجَتَه من غِشْيانِها أَي من غِشْيانِه بها . أَفرَعَت المَرأَةُ : رأَت الدَّمَ عندَ الوِلادَةِ كما في العبابِ وقيل : قَبلَ الوِلادَة كما هو نَصُّ أَبي عُبيدٍ وفي اللِّسانِ : الإفراعُ : أَوَّل ما تَرى الماخِضُ من النِّساءِ أَو الدَّوابِّ دَماً . أَفرَعَ لها الدَّمُ : بَدا لها . أَفرعَتْ : رأَتْ دَماً في أَوَّلِ ما حاضَتْ كما في المُحيطِ وفي اللِّسانِ : أَفرَعَتْ : حاضَتْ . وهو نَصُّ أَبي عُبيدٍ . في المُحيطِ : أَفرَعَتْ الضَّبُعُ الغَنَمَ : أَفسَدَتْ وأَدْمَتْ وفي اللِّسانِ : أَفرَعَت الضَّبُعُ في الغَنَمِ : قتلَتْها وأَفسَدَتها وأَنشدَ ثعلبٌ :
أَفْرَعْتِ في فُراري ... كأَنَّما ضِراري
" أَرَدْتِ ياجَعارِ وهي أَفْسَدُ شيءٍ رُئِيَ والفُرارُ : الضَّأْنُ . وأُفْرِعَ بسَيِّدِ بَني فُلانِ بالضمِّ : أَخذوه فقتلوه . وفرَّعَ تفريعاً : انحَدَرَ وصَعِدَ ضِدُّ نقله الجَوْهَرِيّ وغيرُه ولا يَخفى أَنَّ التَّفريعَ بمعنى الانحِدارِ قد سبَقَ لهُ قريباً فإعادَتُه ثانياً كأَنَّه لِبَيانِ الضِّدِّيَّةِ وسَبَقَ شاهِدُهُ أَوَّلاً ويقال : فرَّعْتُ في الجَبَلِ تَفريعاً أَي انْحَدَرْتُ وفَرَّعْتُ في الجَبَلِ أَي صَعَّدت وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : أَفْرَعَ : هَبَطَ وفَرَّعَ : صَعَّدَ . فرَّعَ الرَّجُلُ تفريعاً : ذَبَحَ الفَرَعَ مُحَرَّكَةً ومنه الحديث : " فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ ولكن لا تَذبَحوا غَراةً " ويُروَى : أَفرِعوا وقد تقدَّمَ كاسْتَفْرَعَ وأَفْرَعَ نقله الصَّاغانِيُّ . يقال : فرَّعَ من هذا الأَصلِ مسائلَ أَي جعلَها فروعَهُ فتَفَرَّعَتْ وهو مَجازٌ يُقال : هو حسَنُ التَّفريعِ للمسائلِ . وتَفَرَّعَ القَومَ : رَكِبَهُم بالشَّتْمِ ونَحوِه كما في اللسان والأَساسِ وهو مَجازٌ . قيل : تَفَرَّعَهُم : عَلاهُمْ شَرَفاً وفَاقَهُم قال الشَّاعِرُ :
وتَفَرَّعْنا من ابْنَيْ وائلٍ ... هامَةَ العِزِّ وجُرثومَ الكَرَمْ تَفَرَّعَهُم : تزَوَّجَ سيِّدَةَ نِسائهم وعُلْياهُنَّ . ويُقال : تَفَرَّعْتُ ببَني فُلانٍ أَي تزَوَّجْتُ في الذِّرْوَةِ منهم والسَّنامِ وكذلكَ تذَرَّيْتُهُم وتنَصَّيْتُهُم وهو مَجازٌ . تَفَرَّعَتِ الأَغصانُ : كَثُرَتْ فُروعُها . وفَرْوَعٌ كجَدْوَلٍ : ع قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ :
وقد هاجَني منها بوَعساءِ فَرْوَعٍ ... وأَجزاعِِ ذي اللَّهْباءِ مَنزِلَةٌ قَفْرُ ورواهُ الأَصمعيُّ لعامر بن سَدوسٍ ويُروَى : بوَعساءِ قَرْمَدٍ... فأَذْناب . قال أَبو زَيدٍ في كتاب الأَشْجارِ : الفَيْفَرعُ كفَيْفَعلٍ : شَجَرٌ ضُبِطَ بسكون الرَّاءِ وفتحِها . فُرَيْعٌ كزُبَيْرٍ : لقبُ ثعلبةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ ثعلبةَ بنِ جَذيمَةَ بنِ عوفِ بنِ بكرِ بنِ أَنمارِ بنِ عَمرو بنِ وَديعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ أَفصى بنِ عبدِ القَيْسِ هكذا ضبطَه الرُّشاطِيُّ وابنُ السَّمعانِيّ وتعقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ بأَنَّه بالقافِ . فُرَيْع : لُغَةٌ في فِرْعَوْنَ أَو ضَرورَةُ شِعْرٍ - في قول أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلت - :
حَيِّ داوودَ وابْنَ عادٍ وموسى ... وفُرَيْعٌ بُنْيانُه بالثِّقالِأي : وفِرْعَون كما في العُباب . وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف بالضَّمّ : أحَدُ بَني النَّزَّال بنِ سعدٍ المِنْقَريِّ وهو الذي قال لنَفسِه - وهو يَجودُ بها - : اخْرُجي لَكاعِ . وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف أيضاً : أحدُ بَني مُرَّةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الحارثِ بنِ عَمْرِو بن مُقاعِسِ بن كَعْبِ بنِ زَيْدِ مَناة : شاعرٌ لِصٌّ . أبو عبد الرحمنِ عَبْد الله بنُ لَهيعَةَ بنِ عُقبَةَ بنِ فُرْعانَ بنِ رَبيعَةَ الحَضْرَميُّ قاضي مِصر مُحدِّثٌ وسيأتي للمُصنِّف في لهع ونذكرُ ترجمتَه هناك . والمَفارِع : الذين يَكُفُّون بينَ الناسِ ويُصلِحون الواحدُ مِفْرَعٌ كمِنبَرٍ يقال : رجلٌ مِفْرَعٌ من قومٍ مَفارِعَ . وفي الحديث : " لا يَؤُمَنَّكُم الأَفْرَع " . نصُّ الحديث : " لا يَؤُمَنَّكم أَنْصَرُ ولا أزَنُّ ولا أَفْرَعُ " أي المُوَسْوَسُ كما في النهاية والأنْصَر : تقدّم معناه والأزَنُّ سيأتي . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الفِراع بالكَسْر : ما علا من الأرضِ وارتفعَ جَمْعُ فَرْعَةٍ ويقال : ائتِ فَرْعَةً من فِراعِ الجبَل فانْزِلْها وهي أماكنُ مرتفعَةٌ وقيل : الفَرْعَة : رأسُ الجبلِ خاصّةً وفارِعَةُ الجبلِ : أعلاه يقال : انزِلْ بفارِعَةِ الوادي واحذَرْ أَسْفَله . ويقال : فلانٌ فارِعٌ . ونَقاً فارِعٌ : مُرتفِعٌ طويلٌ . والمُفْرِع : الطويلُ من كلِّ شيءٍ . وفُروعُ المُقْلَتَيْن : أعاليهما وأنشدَ ثعلبٌ :
من المُنْطِيَاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرى في فروعِ المُقلتَيْنِ نُضوبُ وَفَرَعَ فلانٌ فلاناً فَرْعَاً وفُروعاً : عَلاه والفارِعَةُ من الغنائم : المُرتفِعةُ الصاعِدةُ من أصلِها قبل أن تُخَمَّسَ . وفَرْعَةُ الجُلَّة : أعلاها من التَّمْر . وكَتِفٌ مُفْرِعَة : عالِيَةٌ مُشرِفَةٌ عريضةٌ ورجلٌ مُفْرِعُ الكَتفِ : عريضُها وقيل : مُرتفِعُها . وفَرْعَةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعَاؤُه وفارِعَتُه كلُّه : أعلاه ومُنقَطَعُه وقيل : ما ظَهَرَ منه وارتفعَ وقيل : فارِعَتُه : حَواشيه . والفُروع : الصُّعود . وأَفْرَعَ في قَوْمِه وفرَّعَ : طالَ قال لَبيدٌ :
فَأَفْرَعَ بالرُّبابِ يَقودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخَالِ شبَّه البَرقَ بالخَيلِ البُلُقِ في أوّلِ الناس . وحكى ابنُ بَرِّيّ عن أبي عُبَيْدٍ : أَفْرَعَ في الجبلِ : صَعَّدَ وأَفْرَعَ منه : نزلَ ضِدٌّ وأنشد ابنُ برِّيٍّ في الإفْراعِ بمعنى الإصْعادِ :
إنِّي امرؤٌ من يَمانٍ حين تَنْسُبني ... وفي أُميَّةَ إفْراعي وتَصْويبي قال : فالإفْراعُ هنا : الإصعاد ؛ لأنّه ضمَّه إلى التصويب وهو الانحدار وقال عَبْد الله بنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ :
فإمّا تَرَيْني اليومَ مُزْجي ظَعينَتي ... أُصَعِّدُ سِرَّاً في البلادِ وأُفْرِعُ و أَصْعَدَ في لُؤمِه وأَفْرَعَ أي انحدر وهو مَجاز . وَضَرَبه على فَرْعَيْ أَلْيَتَيْه وهما المُماسَّانِ للأرضِ إذا قعدَ وهو مَجاز . والفَرَعُ محرّكةً : طعامٌ يُصنَعُ لنَتاجِ الإبل كالخُرْسِ لوِلادِ المرأة . والفرَع : أن يُسلَخَ جِلدُ الفَصيلِ فيُلبَسَه آخَرُ وتُعطَفَ عليه ناقةٌ سوى أمِّه فتَدِرُّ عليه نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لأوسِ بنِ حَجَرٍ - يذكرُ أَزْمَةً في شِدّةِ بَرْدٍ - :
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال ... أقوامِ سَقْبَاً مُجَلّلاً فَرَعَا أرادَ مُجَلّلاً جِلْدَ فَرَعِ فاختَصرَ الكلامَ . ويقال : قد أَفْرَعَ القومُ إذا فَعَلَت إبلُهم ذلك . والهَيْدَب : الجافي الخِلقَةِ الكثيرُ الشَّعرِ من الرِّجال والعَبام : الثقيل . وفارَعَ الرجلَ : كَفاه وحملَ عنه قال حَسّانُ بنُ ثابتٍ - رضي الله عنه - :
وأُنشِدُكم والبَغْيُ مُهلِكُ أَهْلِه ... إذا الضيفُ لم يوجَدْ له من يُفارِعُهْوَفَرَعَ الأرضَ وفَرَّعَها : جَوَّلَ فيها كَأَفْرَعَها . وفرَّعَ بين القومِ تَفْرِيعاً : فرَّقَ وَحَجَزَ ومنه حديثُ عَلْقَمةَ : كان يُفَرِّعُ بين الغنَمِ . أي يُفَرِّق . قال ابنُ الأثير : وذكره الهرَويُّ في القاف . وقال : قال أبو موسى : وهو من هَفَوَاتِه . وأَفْرَعَ سَفَرَه وحاجتَه : أخذَ فيهما . وأَفْرَعوا من سفَرِهم : قدِموا وليسَ ذلك أوانَ قُدومِهم . وافْتَرَعوا الحديثَ : ابْتَدَؤُوه عن شَمِرٍ . وأَفْرَعها الحَيضُ : أَدْمَاها . والفُرْعَة بالضَّمّ : دَمُ البِكرِ عند الافْتِضاض . ويقال : هذا أوّلُ صَيْدٍ فَرَعَه أي أراقَ دَمَه . قال يزيدُ بنُ مُرَّةَ : من أمثالِهم : أوّل الصيدِ فَرَعٌ . قال : وهو مُشبَّهٌ بأوّلِ النِّتاج . وفارِعٌ وفُرَيْعةٌ وفارِعَةٌ : أسماءُ رجالٍ ومن الثاني : عَبْد الله بنُ محمد بنِ فُرَيْعةَ الأزْديُّ عن عَفّانَ . ومُنازِلُ بنُ فُرْعانَ : من رَهْطِ الأحنفِ بنِ قَيْسٍ . قلتُ : وهو أخو فُرْعانَ بنِ الأعْرَفِ الذي ذَكَرَه . والأفْرَع : بطنٌ من حِمْيَرَ . والفارِعان : اسمُ أرضٍ قال الطِّرْماحُ : ونحنُ أجارَتْ بالأُقَيْصِرِ هامُنا طُهَيَّةَ يَوْمَ الفارِعَيْنِ بلا عَقْدِ وفُروعُ الجَوْزاءِ : أشَدُّ ما يكون من الحرِّ نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لأبي خَراشٍ :
وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ ... ذَكا النارِ من نَجْمِ الفُروعِ طَويلُ قلتُ : والروايةُ : وظلَّ لها . أي للأُتُن وهكذا رواه أبو سعيدٍ : الفُروع بالعَين المُهمَلةِ وقال في قولِ الهُذَليِّ - وهو أُميَّةُ بنُ أبي عائِذٍ - :
وَذَكَرها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُو ... عِ من صَيْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمالِ قال : هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين وهو أشدُّ ما يكون من الحَرِّ فإذا جاءتْ الفُروع بالغين وهي من نجومِ الدَّلْوِ كان الزمانُ حينَئِذٍ بارِداً ولا فَيْحَ حينئذٍ . قلتُ : ورواه الجُمَحيُّ بالغين وسيأتي . ومحمد بنُ عُمَيْرةَ بن أبي شَمِرِ بنِ فُرْعانَ بن قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْد الله : شاعرٌ وهو المعروفُ بالمُقَنَّع كان مُقَنَّعاً الدهرَ وسيأتي في قنع . وأَتَيْتُه في فَرْعَةٍ من النهار وهي الصَّدْرُ وهو مَجاز . ويقال : هو يَفْتَرِعُ أَبْكَارَ المعاني وهو مَجاز . وفُرَيْعُ بنُ سَلامان كزُبَيْرٍ : بَطْنٌ من الأَزْدِ . واختُلِفَ في عَبْد الله بنِ عِمْرانَ التَّميميِّ الفُرَيْعيِّ الذي روى عن مُجاهِدٍ وعنه شُعبَةُ فقيل : بالفاء وقيل : بالقاف كما سيأتي . وموسى بنُ جابرٍ الجُعْفِيُّ يعرفُ بابنِ الفُرَيْعَة : شاعرٌ . وفُرْعانُ الكِنْديُّ المُلقَّبُ بذي الدُّروعِ ذَكَرَه المُصَنِّف في درع والفَرْعُ بالفَتْح : مَوْضِعٌ وراءَ الفُرُكِ . وذو الفَرْعِ : أَطْوَلُ جبَلٍ بأَجَأَ بأَوْسَطِها
الوَرَعُ مُحَرَّكَةً : التَّقْوَى والتَّحَرُّجُ والكَفُّ عن المَحَارِمِ وقد وَرِعَ الرَّجُلُ كوَرِثَ هذه هي اللغَةُ المَشْهُورَةُ الّتِي اقْتَصَرَ عليْهَا الجَمَاهِيرُ واعْتَمَدَها الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ وغَيْرُه وأقَرَّه شُرّاحُه في التَّسْهِيلِ ومَشَى عليْه ابنْهُ في شَرْحِ اللامِيَّةِ ووَجِلَ وهذهِ عنِ اللِّحْيَانِيِّ ووَضَعَ وهذهِ عنْ سِيَبَوَيْهِ وحَكَاهَا عن العَرَبِ على القِياسِ فهو ممّا جاءَ بالوَجْهَيْنِ وهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على ابْنِ مالِكٍ وكَرُمَ يَرِعُ ويَوْرَعُ ويَرَعُ ويَوْرُعُ ورَاعَةً ووَرْعاً بالفَتْحِ ويُضَمُّ أي : تَحَرَّجَ وتَوَقَّى عنِ المَحَارِمِ وأصْلُ الوَرَعِ : الكَفُّ عن المَحَارِمِ ثم استُعِيرَ للكَفِّ عن الحَلالِ والمُباحِ
والاسْمُ : الرِّعَةُ والرِّيعَةُ بكَسْرِهِمَا الأخِيرَةُ على القَلْبِ كما في المُحْكَم يُقَالُ : فُلانٌ سَيِّيءُ الرِّعَةِ أي : قَلِيلُ الوَرَعِ كما في العُبابِ
وفي النِّهَايَةِ : وَرِعَ يرِعُ رِعَةً مِثْلُ : وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً وهُوَ وَرِعٌ ككَتِفٍ أي مُتَّقٍ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً واقْتَصَرَ على وَرِعَ كوَرِثَ
والوَرَعُ بالتَّحْرِيكِ أيْضاً : الجَبَانُ قالَ اللَّيْثُ : سُمِّيَ بهِ لإحْجَامِه ونُكُوصِهِ ومِثْلُه قَوْلُ ابنِ دُرَيدٍ قالَ ذو الإصْبَعِ العَدْوَانِيُّ :
إنْ تَزْعُمَا أنَّنِي كَبِرْتُ فلَمْ ... أُلْفَ بَخِيلاً نِكْساً ولا وَرَعا وقالَ الأعْشَى :
أنْضَيْتُها بَعْدَما طَالَ الهِبَابُ بها ... تَؤُمُّ هَوْذَةَ لا نِكْساً ولا وَرَعَا وفي الصِّحاحِ : قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : وأصْحَابنا يذْهَبُونَ بالوَرَعِ إلى الجَبَانِ ولَيْسَ كذلكَ وإنَّما الوَرَعُ : الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الّذِي لا غَناءَ عِنْدَه وقيلَ : هُوَ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ منَ المالِ وغَيْرِه كالرَّأْيِ والعَقْلِ والبَدَنِ فعَمَّهُ
قلتُ : ويَشْهَدُ لما ذهَبَ إليْهِ اللَّيثُ وابْنُ دُريْدٍ قَوْلَ الرّاجِزِ :
" لا هَيَّبَانٌ قَلْبُهُ مَنّانُ
" ولا نَخِيبٌ وَرَعٌ جَبانُ فهذهِ كُلُّها منْ صِفَات الجَبَانِ الفِعْلُ منْهَما أي : من الجَبَانِ والصَّغِيرِ : وَرَعَ كوَضَعَ وكَرُمَ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وفي اللِّسانِ : وأُرَى يَرَعُ بالفَتْحِ لُغَةً فيهِ إشارَةً إلى أنَّهُ كوَضَعَ الّذِي قَدَّمَه المُصَنِّف
وفاتَه : وَرِعَ يَرِعُ كوَرِثَ يَرِثُ حَكاهُ ثَعْلَبٌ عن يَعْقُوبَ هُنَا كما في اللِّسانِ ورَاعَةً ووَرَاعاً وَوَرْعَةً بالفَتْحِ في الكُلِّ ويُضَمُّ . الأخِيرُ ووُرُوعاً كقُعُودٍ ووُرْعاً بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على وُرُوعٍ كقُعُودٍ وعلى وُرْع بالضَّمِّ ووَرَاعَةٍ
وفَاتَهُ : الوُرُوعَةُ بالضَّمِّ نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ في قَوْلِه : رَجُلٌ وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعَةِ أي : جَبانٌ وفاتَه أيْضاً : وَرَعاً مُحَرَّكَةً نَقَلَه ثَعْلَبٌ والوَراعَةُ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرَ وَرُعَ ككَرُمَ كَرامَةً أو وَرِعَ كوَرِثَ وِراثَةً وكِلاهُمَا صحِيحٌ في القِيَاسِ والاسْتِعْمَالِ أي : جَبُنَ وصَغُرَ وضَعُفَ
والرِّعَةُ بالكَسْرِ : الهَدْيُ وحُسْنُ الهَيْئَةِ أو سُوءُهَا قالَهُ الأصْمَعِيُّ وهُوَ ضِدٌّ وفي حديثِ الحَسَنِ البَصري : ازْدَحَمُوا علَيْهِ فرَأى مِنْهُمْ رِعَةً سَيِّئَةً فقالَ : اللَّهُمَّ إليْكَ يُرِيدُ بالرِّعَةِ هُنَا : الاحْتِشَامَ والكَفَّ عنْ سُوءِ الأدَبِ أي : لَمْ يُحْسِنوا ذلكَ وفي حديثِ الدُّعَاءِ : وأعِذْنِي منْ سُوءِ الرِّعَةِ أي : منْ سُوءِ الكَفِّ عَمّا لا يَنْبَغِي
والرِّعَةُ : الشَّأْنُ والأمْرُ والأدَبُ يُقَالُ : هُمْ حَسَنٌ رِعَتُهُمْ بهذا المَعْنَى وأنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" رِعَةَ الأحْمَقِ يَرْضَى ما صَنَعْ وفَسَّرَهُ فقال : رِعَةُ الأحْمَقِ : حالَتُه الّتِي يَرْضَى بِها
ويُقَالُ : مالُهُ أوْرَاعٌ أي : صِغارٌ جَمْعُ وَرَعٍ بالتَّحْرِيكِ وهوَ منْ بَقِيَّةِ قَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ الّذِي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والفِعْلُ : وَرُعَ : ككَرُمَ وَراعَةً ووُرْعاً ووُرُوعاً بضَمِّهِمَا
قلتُ : وهذا تَكْرارٌ معَ ما سَبَقَ لهُ لأنَّ مُرَادَه أنَّ الفِعْلَ منْ قَوْلِهِم : مالَهُ أوْرَاعٌ وهو جَمْعُ وَرَعٍ للضَّعِيفِ الصَّغِيرِ وقَدْ وَرُعَ وهذا قَدْ تَقَدَّمَ فتأمَّلْ
ووَرِعَ كوَرِثَ : كَفَّ ومِنْهُ الحديثُ : وبَنَهْيه يَرِعُونَ أي يَكُفُّونَ وفي حديثٍ آخَرَ : وإذا أشْفَى وَرِعَ أي : إذا أشْرَفَ على مَعْصِيَةٍ كَفَّ وهذا أيْضاً قد تَقَدَّمَ في أوَّلِ المادَّةِ إذ المُرَادُ بالتَّقْوَى هُوَ الكَفُّ عنِ المَحارِمِ فتأمَّلْ ذلك
والوَرِيعُ كأمِيرٍ : الكافُّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والوَرِيعَةُ بهاءٍ : فَرَسٌ للأحْوَصِ بنِ عَمْروٍ الكَلْبِيِّ وهَبَها لمالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيميِّ رضي الله عنه وكانَتْ فَرَسَه نِصابُ قدْ عُقِرَتْ تَحْتَه فحَمَلَه الأحْوَصُ على الوَرِيعَةِ فقالَ مالِكٌ يَشْكُرُه :
ورُدَّ نَزِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ ... وأعْقِبْهُ الوَرِيعَةَ منْ نِصابِ وأنْشَدَهُ المازِنِيُّ فقال : ورُدَّ خَلِيلَنا
والوَرِيعَةُ : ع قيلَ : حَزْمٌ لبَنِي فُقَيْم قالَ جَرِيرٌ :
أيُقيمُ أهْلُكِ بالسِّتَارِ وأصْعَدَتْ ... بَيْنَ الوَرِيعَةِ والمَقَادِ حُمُولُ وقالَ المُرَقِّشُ الأصْغَرُ يَصِفُ الظُّعْنَ :
" تَحَمَّلْنَ منْ جَوِّ الوَرِيعَةِ بَعْدَمَاتعالى النَّهَارُ واجْتَزَعْنَ الصَّرائِمَا وأوْرَعَ بَيْنَهُمَا إيراعاً : حَجَزَ وكَفَّ لُغَةٌ في وَرَّعَ تَوْرِيعاً عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
ووَرَّعَهُ عن الشَّيءِ تَوْرِيعاً : كَفَّهُ عنْهُ ومنه حديثُ عُمَرَ رضي الله عنه : وَرِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهِ أي : إذا رَأيْتَه في مَنْزِلِكَ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ ولا تَنْظُرْ ما يَكُونُ منه كما في الصِّحاحِ
وفَسَّرَه ثعلبٌ فقال : يقول : إذا شَعَرْتَ به في مَنْزِلَكِ فادْفَعْهُ واكْفُفْهُ عن أخْذِ مَتاعِكَ ولا تُراعِهِ أي : لا تُشْهِدْ عليهِ وقيلَ : مَعْناهُ : رُدَّهُ بتَعَرُّضٍ لَهُ وتَنْبِيهٍ وقالَ أبو عُبَيدٍ : ولا تُرَاعِهِ أي : لا تَنْتَظِرْ فيهِ شَيئاً وكُلُّ شَيءٍ تَنْتَظِرُه فأنْتَ تُرَاعِيهِ وتَرْعاهُ وكُلُّ شَيءٍ كَفَفْتَه فقَدْ وَرَّعْتَهُ وفي حديثِ عُمَرَ قالَ للسّائِبِ : وَرِّعْ عَنِّ ] في الدِّرْهَمِ والدِّرْهَمَيْنِ أي : كُفَّ عَنِّي الخُصُومَ أنْ تَقْضِيَ وتَنُوبَ عَنِّي في ذلكَووَرَّعَ الإبِلَ عنِ الماءِ : رَدَّهَا فارْتَدَّتْ قالَ الرّاعِي :
" يَقُولُ الّذِي يَرْجُو البَقِيَّةَ وَرِّعُواعنِ الماءِ لا يُطْرَقْ وهُنَّ طَوارِقُهْ ومُحاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ كمُحَدِّثٍ : مُحَدِّثٌ قالَ الذَّهَبِيُّ : مُسْتَقِيمُ الحَديثِ لا مُنْكَرَ لهُ ولكنْ قالَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ : كانَ مُغَفَّلاً جِدّاً لمْ يَكُنْ منْ أصْحَابِ الحديثِ وقالَ أبو حاتِمٍ : لَيْسَ بالمَتِينِ وقالَ أبو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ وقدْ ذَكَرْنَا في حضر شَيئاً من ذلكَ
والمُوارَعَةُ : المُناطَقَةُ والمُكَالَمَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لحَسّإن رضي الله عنه :
نَشَدْتُ بَنِي النَّجَارِ أفْعَالَ والِدٍ ... إذا العانِ لمْ يُوجَدْ لَهُ منْ يُوَارِعُهْ ويُرْوَى يُوَازِعُه بالزايِ
والمُوَارَعَةُ أيْضاً : المُشَاوَرَةُ وبه فُسِّرَ الحديثُ : كانَ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ يُوَارِعَانِ عَليّاً رضي الله عنهم أي : يَسْتَشِيرانِهِ كما في العُبابِ والنِّهايَةِ وأصْلُه منَ المُنَاطَقَةِ والمُكَالَمَةِ
وتَوَرَّعَ الرَّجُلُ منْ كذا أي : تَحَرَّجَ منْهُ وأصْلُه في المَحَارِمِ ثم اسْتُعِيرَ للكَفِّ عنِ المُبَاحِ والحَلالِ ومنْهُ المُتَوَرِّعُ للتَّقِيِّ المُتَحَرِّجِ
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : وَرَّعَ بَيْنَهُمَا تَوْرِيعاً : حَجَزَ وأوْرَعَ أعْلَى
ووَرَّعَ الفَرَسَ : حَبَسَهُ بلِجامِه قالَ أبو دُوَادٍ :
فبَيْننا نوَرِّعُه باللِّجام ... نُرِيدُ بهِ قَنَصاً أو غِوارَا أي : نَكُفُّه ونَحْبِسُه بهِ
وما وَرَّعَ أنْ فَعَلَ كذا وكذا أي : ما كَذَّبَ
وسَمَّوا مُوَرِّعاً ووَرِيعَةَ كمُحَدِّثٍ وسَفِينَةٍ