" الفَلْجُ بفتحٍ فسكونٍ " : الظَّفَرُ والفَوْز " هذا هو المنقول فيه " كالإِفْلاجِ " رُبَاعيّاً . صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع في الأَفْعَال والسَّرَقُسْطيّ وصاحِبُ الواعِي وثابتٌ وأَبو عُبَيْدَةُ وقُطْرُبٌ في فَعَلْت وأَفْعَلت وغيرُهم . واقتَصرَ ثعلبٌ في الفَصِيح على الثلاثيّ ومُقْتَضَى كلامِه أَن يكون الرباعيُّ منه غيرَ فصيحٍ . ولم يُتَابَعْ على ذلك . يقال : فَلَجَ الرَّجلُ على خَصْمِه وأَفْلَجَ إِذا عَلاهُم وفاتَهم . وكذلك فَلَجَ الرّجُلُ أَصحابَه . وفَلَجَ بحُجَّته وفي حُجَّتِه يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً وفَلْجاً وفُلُوجاً كذلك . وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ : فازَ . وأَفْلَجَه اللهُ عَلَيْه فَلْجاً وفُلُوجاً . " والاسم " للمصدر من كلّ ذلك الفُلْجُ " بالضّمّ " فالسكون " كالفُلْجَة " بزيادة الهاءِ . وهذا الّذي ذكرَه المصنِّف من الضّمّ في اسم المصدر هو المعروف في قواعدِ اللُّغويّين والصَّرفيّين . وحكَى بعضٌ فيه الفَلَجَ محرَّكَةً فهو مستدرك عليه . قال الزَّمَخْشَريّ في شرح مقاماته : الفُلْجُ والفَلَجُ - كالرُّشْد والرَّشَد - : الظَّفَر . ومِثْلُه في الأَساس . ونَقَلَه شُرّاحُ الفَصِيح . وفي اللسان : والاسمُ من جميع ذلك الفُلْجُ والفَلَجُ يقال : لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ . قلت : هو نصُّ عِبارةِ اللِّحْيَانيّ في النَّوادر . وقال كُراع في المُجرَّد : يقال القَفِيزُ . وأَصلُه بالسُّرْيانِيَّة : " فالِغَاءُ " فعُرِّبَ . قال الجَعْدِيّ يَصف الخَمْر
أُلْقِيَ فيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا ... رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قلت : ومن هنا يُؤْخَذ قولهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرِهَا " فِلْجَان " والعَامّة تقول : فِنْجَان وفِنْجَال ولا يصحّانِ . الفِلْج من كل شيْءِ : " النِّصْفُ " وقد فَلَجَه : جعلَه نِصْفَين . " ويُفْتَح " في هذه يقال : " هُمَا فِلْجَانِ " . وقال سِيبويه : الفِلْج : الصِّنْف من الناس يُقَال : الناسُ فَلْجانِ : أَي صِنْفَانِ من داخلٍ وخارجٍ . وقال السِّيرَافيّ الفِلْج : الّذي هو النِّصْف والصِّنْف مُشْتَقّ من الفِلْج الّذي هو القَفيز فالفلْج على هذا القَوْل عربيّ لأَن سيبويه إِنما حَكَى الفلْج على أَنه عربيّ غير مشتقّ من هذا الأَعجميّ : كذا في اللسان . الفَلَجُ " بالتحريك : تَبَاعُدُ ما بين القَدَمَيْنِ " أُخُراً . وقيل : الفَلَجُ اعْوجاجُ اليَدَيْن وهو أَفْلَجُ فإِن كان في الرِّجْلَيْن فهو أَفْحَجُ قال ابن سيده : الفَلَجُ : " تَبَاعُدُ " ما بين السّاقَيْنِ وهو الفَحَجُ وهو أَيضاً تَبَاعُدُ " ما بينَ الأَسنانِ " فَلِجَ فَلَجاً وهو أَفْلَجُ : إِذا كان في أَسنانِه تَفرُّقٌ وهو التَّفْليجُ أَيضاً . وفي التّهذيب والصّحاح : الفَلَجُ في الأَسنانِ : تَباعُدُ ما بينَ الثَّنَايَا والرَّبَاعِيَاتِ خِلْقةً فإِنْ تُكُلِّفَ فهو التَّفْليج . " وهو أَفْلَجُ الأَسنانِ " وامرأَةٌ فَلْجَاءُ الأَسنانِ . قال ابن دُريد : " لا بُدَّ من ذِكْر الأَسنانِ " نقله الجوهَرِيّ . وقد جاءَ في وَصْفه صلّى الله عليه وسلّم : " كان أَفْلضجَ الثَّنِيَّتَيْنِ " وفي روايةٍ " مُفَلَّجَ الأَسنانِ " كما في الشَّمائل . وفي الشِّفَاءِ " كان أَفْلَجَ أَبْلَجَ " قال شيخنا : وإِذا عَرفتَ هذا ظهرَ لك أَن ما قالَه ابنُ دُرَيْدٍ : إِنْ أَراد لا بُدّ من ذكر الأَسنان وما بمعناها كالثَّنَايَا كان على طريقِ التَّوْصيف أَو لأَخفّ الأَمرِ ولكنه غيرُ مسلَّم أَيضاً لمَا ذَكَره أَهلُ اللّغَة من أَن في الجمهرة أُموراً غير مُسلَّمة . وبما ذُكِرَ تَبَيَّن أَنه لا اعتراضَ على ما في الشّفاءِ ولا يَأْبَاه كونُ أَفلَجَ له معنىً آخَرُ لأَن القَرِينَةَ مُصَحِّحةٌ للاستعمال . انتهى . ثم إِن الفَلَجَ في الأَسنان إِن كَانَ المرادُ تَباعُدَ ما بينها وتَفْرِيقَها كلَّهَا فهو مذمومٌ ليس من الحُسْنِ في شَيْءٍ وإِنما يَحْسُن بين الثّنايا لتفصيلِه بين ما ارْتَصَّ من بَقِيَّة الأَسنان وتَنفُّسِ المتكلِّم الفَصِيح منه فَلْيُحَقَّقْ كلامُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجمهرةِ . وفي الأَساس : استَقَيْتُ الماءَ من الفَلَجِ : أَي الجَدْوَلِ . قال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : الفَلَجُ : العَيْنُ الجارِيَةُ والماءُ الجارِي يقال ماءٌ فَلَجٌ وعَيْنٌ فَلَجٌ والجمع فَلَجَاتٌ وقال ابن السِّيد في الفَرْق : الفَلَج : الجارِي من العين . والفَلَج : البِئرُ الكبيرة عن ابن كُنَاسة . وماءٌ فَلَجٌ : جار . وذكره أَبو حنيفة الدِّينَوريّ بالحاءِ المهملة وقال في موضع آخَر : سُمِّيَ الماءُ الجاري فَلَجاً لأَنه قد حَفَر في الأَرضِ وفَرَّقَ بينَ جانِبَيْهَا مأْخُوذٌ من فَلَجِ الأَسنانِ . قلتُ : فهو إِذنْ من المجاز . في اللسان : الفَلَج بالتَّحْرِيك " : النَّهْبُ " عن أَبي عُبَيْدٍ . وقيل : هو النَّهْرُ " الصَّغِيرُ " وقيل : هو الماءُ الجَارِي . قال عَبِيدٌ :
أَو فَلَج ببَطْنِ وادٍ ... للماءِ من تَحْتِه قَسِيبُ قال الجوهريّ : " ولو رُوِيَ : " في بطون وادٍ " لاسْتَقَامَ وَزْنُ البيتِ . والجمعُ أَفلاجٌ . وقال الأَعشى :
فما فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى ... له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كُلِّ مَوْرِدٍ " وغَلِطَ الجوهَريّ في تسكين لامه " . نَصُّه في صحاحه : والفَلْج : نَهرٌ صغيرٌ . قال العَجّاج :
" فَصَبَّحَا عَيْناً رِوىً وفَلْجَا قال : والفَلَجُ بالتحريك لُغة فيه . قال ابن بَرِّيّ : صوابُ إِنشادِه :
" تَذَكَّرَا عَيْناً رِوىً وفَلَجَا بتحريك الّلام . وبعده :
" فرَاحَ يَحْدُوهَا وبَاتَ نَيْرَجَا والجمع أَفْلاَجٌ . قال امرؤ القَيْس :
" بعَيْنَيّ ظُعْنُ الحَيِّ لمَّا تَحَمَّلوالَدَى جانِبِ الأَفْلاَجِ مِن جَنْب تَيْمَرَاوقد يُوصَف به فيقال : ماءٌ فَلَجٌ وعَيْنٌ فَلَجٌ . وقيل : الفَلَج : الماءُ الجارِي من العَين ؛ قاله اللّيْث . وقال ياقوت في معجم البلدان : الفَلَجُ : مدينةٌ بأَرضِ اليَمَامة لبنِي جَعْدَةَ وقُشَيْرٍ ابْنَيّ كَعْبِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ لبني رَبيعَةَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدّ بنِ عَدْنَانَ قال الجَعْدي :
" نَحْنُ بنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفُلَجْ قلت : وأَنشد ابنُ هِشَام في المَغَنى قول الرّاجز :
" نحن بنو ضَبَّةَ أَصحابُ الفَلَجْقال البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شرْحه : إِنّ التحريكَ غيرُ معروف وإِنه وقعَ للرَاجز على جِهة الضرورة والإِتباع للفَتْحة . قال شيخُنا : وهذا منه قُصورٌ وعدمُ اطّلاع واغترارٌ بما في القَامُوس والصّحاح من الاقتصار الّذي يُنافي دَعْوَى الإِحاطَةِ والاتّساع ثم قال : وما قَاله الدّمامينيّ مَبْنيٌّ على شَرْح الفَلْج بالظَّفَرِ وشَرَحه غيرُهُ بأَنّه اسمُ مَوضعٍ . انتهى . و " الأَفْلَج : البَعيدُ ما بين اليَدَيْنِ " وفي اللسان : وقيل الأَفلجُ : الّذي اعْوِجاجُه في يَدَيْه فإِن كان في رِجْليه فهو أَفْحَجُ . " وغَلِطَ الجوهريّ في قوله : البعيدُ ما بين الثَّدْيَيْنِ " . وفي اللسان : الأَفْلَجُ أَيضاً من الرجال : البَعيدُ ما بين الثَّدْيَينِ . قال شيخُنا : وقد تَعَقَّبوه بأَنّ المعنى واحدٌ وهو المقصود من التعبير وقالوا : يَلزمُ عادَةً من تَبَاعُدِ ما بينِ الثَّدْيَين تباعُدُ ما بَيْن اليَدَينِ والثَّدْيُ عامٌّ في الرِّجال والنِّسَاءِ كما تقدّك فلا غلطَ . الفَلْجُ والفَالِجُ : البَعِيرُ ذو السَّنامَيْن وهو الّذي بين البَخْتِيّ والعَرَبيّ سُمِّيَ بذلك لأَن سَنامه نِصْفَانِ والجمع الفَوَالِجُ . وفي الصّحَاح : " الفَالِجُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ذو السَّنامَيْن يُحْمَل من السِّنْدِ " البلادِ المعروفةِ " للفِحْلَةِ " بالكسر . وقد ورد في الحديث " : أَنّ فالِجاً تَردَّى في بِئرٍ " . وقيل : سُمِّيَ بذلك لأَن سَنَامَيْه يَخْتلِف مَيْلُهما . والفَلْج والفُلْج : القَمْر . والفَالِجُ في حديث عليّ رضي الله عنه : " إِن المُسلِمَ ما لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ وتُغْرِي به لِئامَ النّاسِ كاليَاسِرِ الفالِجِ " اليَاسِرُ المُقَامِرُ الفَالِجُ : " الفائزُ من السِّهَام " . سَهْمٌ فَالِجٌ : فائزٌ . وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى أَصحابه إِذا غَلَبَهُم . وفي حديثٍ آخَرَ : " أَيُّنَا فَلَجَ أَصحابَه " . وفي حديث سعدٍ : " فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ " : أَي القامِرَ الغالِبَ . قال : ويجوز أَن يكون السّهْمَ الّذي سَبَقَ به في النِّضَال . الفالِجُ : مَرَضٌ من الأَمراضِ يَتَكوَّنُ من " اسْتِرْخَاءِ " أَحدِ شقَّيِ البَدَنِ طُولاً ؛ هذا نَصُّ الزَّمَخْشَريّ في الأَسَاس . وزاد في شَرْحِ نَظْم الفصيح : فيَبْطُلُ إِحساسُه وحَرَكَتُه وربما كان في عُضْوٍ واحدٍ . وفي اللسان هو رِيحٌ يأْخُذُ الإِنسانَ فَيَذْهَب بشِقِّه . ومثلُه قول الخَليل في كتاب العَين . وقد يَعْرِض ذلك " لأَحَدِ شِقَّيِ البَدَنِ " ويَحْدُث بغْتةً " لانْصِبابِ خِلْطٍ بَلْغَمِيّ " فأَوّلُ ما يُورِث أَنه " تَنْسَدّ منه مَسالِكُ الرُّوحِ " وهو حاصلُ كلامِ الأَطباءِ . وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " الفَالِجُ داءُ الأَنبياءِ " . وقال التَّدْمُريّ في شرح الفصيح : الفالِج : داءٌ يُصيب الإِنسانَ عند امتلاءِ بُطُون الدَّماغ من بعضِ الرُّطوبات فيَبْطُل منه الحِسُّ وحَركاتُ الأَعضاءِ ويَبْقَى العَليلُ كالمَيتِ لا يَعْقِل شيئاً . والمَفْلُوجُ : صاحبُ الفالِج . وقد " فُلِجَ كعُنِيَ " - اقتصر عليه ثعلبٌ في الفَصِيح وتَبعَه المشاهيرُ من الأَئمّة زاد شيخُنَا : وبَقِيَ على المصنّف أَنه يقال : فَلِجَ بالكسر كَعَلِمَ ؛ حكاهَا ابنُ القَطَّاع والسَّرَقُسْطِيّ وغيرُهُمَا - " فهو مَفْلُوجٌ " قال ابن دُرَيْد : لأَنّه ذَهَبَ نِصْفُه . وقال ابن سيده : فُلِجَ فالِجاً أَحَدُ ما جاءَ من المصادرِ على مِثَالِ فاعِلٍ . بلا لامٍ : " ابنُ خَلاَوَةَ " الأَشْجَعِيّ اسمُ رَجلٍ كان من قِصَّته أَنه " قِيلَ له يَوْمَ الرَّقَم " - محرّكةً من أَيّامهم المشهورة - " لمّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرَى " هكذا في نسختنا وفي بعضها : لمّا قتلَ أَنيسٌ الأَسَديّ ولا يصحّ " : أَتَنْصُر أُنَيْساً ؟ فقال : إِني منه بَرِيٌ . وَمنه قولُ المُتَبَرِّئِ من الأَمْر " : فُلانٌ يَدَّعِي عَلَيَّ فَوْدَيْن وعِلاوَةً و " أَنا منه فالِجُ بنُ خَلاَوَة " : أَي أَنا منه بَرِيٌ ؛ قاله الأَصمعيُّ وعن أَبي زيدٍ : يقال للرجل إِذا وَقَعَ في أَمْرٍ قدْ كان منه بمَعْزِلٍ : كنتَ من هذَا فالِجَ بنَ خَلاَوَة يا فَتى . وفي اللّسَان : ومثلُه قول الأَصمعيّ : لا نَاقَةَ لي في هذا ولا جَمَلَ رواه شَمِرٌ لابنِ هانئٍ عنه . " والفَلُّوجَةُ كسَفُّودَة : القَرْيَةُ منالسَّوَادِ . و " هي أَيضاً " الأَرضُ المُصْلَحَةُ " الطّيِّبَةُ البيضَاءُ المُسْتَخْرَجَةُ " للزَّرْع " و " ج فَلالِيجُ . و " منه سُمِّيَ " ع " : مَوْضِعٌ " بالعِراق " فَلُّوجَةَ . وفي اللسان : " بالفُرات " بدل : " العِراق " . قال ابن دُريد في المفلوجِ : سُمِّيَ به لأَنه ذَهَل نِصْفُه . ومنه قيلَ : الفَلِيجَةُ " كسَفِينَة " وهو " شُقَّةٌ من شُقَق " البَيتِ . وقال الأَصمعيّ : من شُقَقِ " الخِبَاءِ " . قال : ولا أَدرِي أَين تكون هي . قال عُمَر ابن لَجَإٍ : دِ . و " هي أَيضاً " الأَرضُ المُصْلَحَةُ " الطّيِّبَةُ البيضَاءُ المُسْتَخْرَجَةُ " للزَّرْع " و " ج فَلالِيجُ . و " منه سُمِّيَ " ع " : مَوْضِعٌ " بالعِراق " فَلُّوجَةَ . وفي اللسان : " بالفُرات " بدل : " العِراق " . قال ابن دُريد في المفلوجِ : سُمِّيَ به لأَنه ذَهَل نِصْفُه . ومنه قيلَ : الفَلِيجَةُ " كسَفِينَة " وهو " شُقَّةٌ من شُقَق " البَيتِ . وقال الأَصمعيّ : من شُقَقِ " الخِبَاءِ " . قال : ولا أَدرِي أَين تكون هي . قال عُمَر ابن لَجَإٍ :
تَمَشَّى غَيرَ مُشْتَمِل بثَوْبٍ ... سِوَى خَلِّ الفَلِيجَةِ بالخِلاَلِ وفي المُحْكَم : وقول سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَليّ :
لَظَلَّتْ عليه أُمُّ شِبْل كأَنَّها ... إِذا شَبِعَتْ منه فَلِيجٌ مُمَدَّدُ يجوز أَن يكون أَراد : فَلِيجَةً ممدَّدَةً فحذَف ويجوز أَن يكون ممّا يقال بالهاءِ وبغير الهاءِ ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يُفَارقُ واحِدَه إِلاّ بالهاءِ . في قول ابن طُفَيْل
تَوَضَّحْنَ في عَلْيَاءَ قَفْرٍ كأَنّها ... مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعَارِضْنَ تالِيَا قال ابنُ جَنْبةَ : هو " كالتَّنُّورِ : الكاتِبُ " قلت : ويُطْلَق على المدبِّر الحاسِبِ من قَولِهم : هو يُفلِّج الأَمْرَ أَي ينظر فيه ويُقَسِّمه ويدَبِّره . فَلُّوجٌ : " ع " . يقال : " أَمْرٌ مُفَلَّجٌ كمُعَظَّم : غيرُ مُستقيم " على جِهَته " ورَجلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا " وفَلِجُها أَي " مُتَفَرِّجُها " الأَخيرة من الأَساس ؛ هكذا في النّسخ وفي بعضها : مُنْفَرِجُها من بابِ الانفعال وهو خلافُ المُتَراصّ الأَسنانِ . وفي صِفته صلّى الله عليه وسلّم : " أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ " وفي روايةٍ : " أَفْلَجَ الأَسنانِ " وفي أُخْرَى : " أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن " . " وإِفْلِيجُ كإِزْمِيل : ع " . " وفُلْجَةُ " بالتسكين " : ع بَين مَكَّةَ والبَصرَةِ " وقيل : هو الفَلَج المتقدّم ذِكْرُه . في المثل : " مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ " . و " أَفْلَجَه " الله عليه فَلْجاً وفُلُوجاً : " أَظْفَره " وغَلَّبَه وفَضَّلَه . أَفْلَجَ اللهُ " بُرْهَانَه : قَوَّمَه وأَظْهَرَه " . والاسم من جميع ذلك الفُلْجُ والفَلَجُ يقال : لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ وفي حديث مَعْنِ بن يَزِيد : " بايَعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم وخاصمتُ " إِليه " فَأَفْلَجَني " أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمي . " وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه " : إِذا " تَشَقَّقتْ " . ومما يستدريك عليه من هذه المادّة . امرأَة مُتفلِّجَة : وهي الّتي تَفعل ذلك بأَسنانها رَغْبةً في التَّحسين . ومنه الحديث " أَنه لَعَنَ المُتَفلِّجاتِ للحُسْن " . والفَلَج محَرَّكةً : انْقِلابُ القَدَم على الوَحْشِيّ وزَوَالُ الكَعْب . وهَنٌ أَفْبلَجُ : مُتَبَاعِدُ الأَسْكَتَيْن . وفَرَسٌ أَفْلَجُ : متباعِدُ الحَرْقَفَتين . ويقال من ذلك كلّه : فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجَةً عن اللِّحْيَانيّ . والفِلْجَةُ : القِطْعَة من البِجَادِ . وتَعَالَ : أَفَالِجْك أُموراً من الحَقِّ " أَي " أُسَابِقك إِلى الفَلَج لأَيِّنا يكون من فالَجَ فُلاناً ففَلَجه يَفْلُجه : خاصَمَه فخَصَمَه وغَلَبَه ورجلٌ فالِجٌ في حُجَّتهِ وفَلْجٌ كما يقال بالِغٌ وبَلْغٌ وثابِتٌ وثَبْتٌ . والفُلُجُ بضمّتين : السّاقِيةُ الّتي تَجْرِي إِلى جَميعِ الحائطِ . والفُلْجَانُ : سَوَاقِي الزَّرْعِ . والفَلَجَاتُ : المَزَارِعُ . قال :
دَعُوا فَلَجَاتِ الشَّأْمِ قدْ حالَ دُونَهَا ... طِعَانٌ كأَفْواهِ المَخَاضِ الأَوَراكِ وهو مذكور في الحاءِ . والفَلَج : الصُّبْح . قال حُميدُ بنُ ثَوْرٍ
عن القَرَاميصِ بأَعْلَى لاحِبٍ ... مُعبَّدٍ من عَهْدِ عادٍ كالفَلَجْوانْفَلَجَ الصُّبْحُ كانْبَلَجَ . واسْتَفْلَجَ فُلانٌ بأَمْرِه - بالجيم والحاءِ - مَلَكَه . وفَلجَتْ فُلاَنَةُ بقَلْبي : ذَهَبَتْ به وهذه وما قبلها من الأساس . وفي الحديث ذِكْرُ فَلَجَ وهو محرَّكةً : قَريةٌ عظيمةٌ من ناحيةِ اليَمامة ومَوضعٌ باليَمن من مساكنِ عادٍ ؛ كذا في أَنساب أَبي عُبيدٍ البَكْرِيّ . قلت : ومن الأَخير ابنُ المُهَاجِر ؛ ذَكَر ذلك الهَمْدَانيُّ في أَسماءِ الشُّهور والأَيّام . وفَالُوجَةُ : قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينَ . وفَالِجٌ : اسْمٌ . قال الشّاعِر :
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فَالِجٍ ... فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ وفالجانُ : قريةٌ بتُونسَ
" وَلَجَ " البَيتَ " يَلِجُ وُلُوجاً " بالضّمّ " ولِجَةً " كعِدَةٍ وتَولَّجَ إِذا " دَخَلَ " . في الصّحاح واللِّسان : قال سيبويه : إِنما جاءَ مصدرُه وُلُوجاً وهو من مصادرِ غير المتعَدّي علَى معنى وَلَجْتُ فيه . وفي المحكم : فأَمّا سيبويه فذَهبَ إِلى إِسقاطِ الوَسَط وأَمَّا محمّدُ بنُ يَزيدَ فذَهبَ إِلى أَنه مُتعَدٍّ بغيرِ وَسطٍ . قال شيخنا : قلت : فظاهِرُ كلامِ سيبويه أَنّ وَلَجَ من الأَفعالِ المتعدِّيَة ولا قائلَ به فإِن أَرادَ تعديتَه للظّرف كوَلَجْت المَكَانَ ونحوَه فهو كدَخَلْت وغيرِه من الأَفعال الَّلازمة التي تَنصب الظُّروفَ . وإِن أَراد أَنه يَتعدَّى لمفعول به صريح كصربْت زيداً فلا يَصِحّ ولا يَثْبُتُ . وكلام سيبويهِ أَوَّلَه السِّيرافي وغيرُه ووَهَّمَه كثيرٌ من شُرَّاحِهِ . انتهى . " كاتَّلَج " مَوالِجَ " على افْتَعَل " أَي دَخَل مَداخِلَ . أَصلُه اوْتَلَج أُبدِلت الوَاوُ تاءً ثمّ أُدغِمَت . " وأَوْلجْتُه وأَتْلَجْته " بمعنىً أَي أَدْخَلْته . قال شيخنا : ففيه استعمالُ افتعَلَ لازماً ومتعدِّياً . قلت : ليس الأَمر ما ذَكَر وإِنّما هو أَتْلجْتهُ من باب الإِفعال والتاءُ منقلِبة عن الواو وهكذا مضبوطٌ في سائر النَّسخ . وفي اللسان : " قد اتَّلَج الظَّبيُ في كِناسِه وأَتْلَجَه فيه الحَرُّ أَي أَوْلَجه . في التنزيل : " وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً " قال أَبو عُبيد : " الوَليجة " : البِطَانة و " الدَّخيلة وخاصَّتُك من الرجال " تُطلَق على الواحِد وغيرِه . وفي العناية في آل عمران : استُعيرت لمَن اخْتصَّ بك بدليل قولهم : لَبِسْتُ فُلاناً إِذا اخْتَصَصْتَه . قلت : فهو إِذنْ مَجاز . الوَلِيجة : " مَنْ تَتَّخِذه مُعتمِداً عليه من غير أَهلِك " وبه فَسَّرَ بعضٌ الآيةَ . وقال الفرَّاءُ : الوَليجةُ : البِطَانةُ من المُشركين . وقال أَبو عُبيد : وَليجة كلّ شيءٍ أَوْلجتَه فيه وليس منه فهو وَليجَتُه . " وهو وَلِيجَتُهم أَي لَصِيقٌ بهم " وليس منهم . وجمعُ الوَليجةِ الوَلائجُ . " والوَلَجَةُ محرَّكةً " : موضعٌ أَو " كَهْفٌ تَسْتتِرُ فيه المارَّةُ من مَطَرٍ وغيرِه ومَعْطِفُ الوَادِي " الأَخير عن ابن الأَعرابيّ وجمعُه عنده وِلاَجٌ بالكسر . و " ج " الوَلَجَة " أَوْلاَجٌ ووَلَجٌ " الأَخير محرَّكة . " والوالِجة : الدُّبَيْلَةُ " وهو دَاءٌ في الجَوْف . " والرَّجلُ المُوْلوجُ " : الذي أَصابَتْه الوالِجةُ . الوالِجَة : " وَجَعٌ في الإِنسان " . " والتَّوْلَجُ : كِناسُ " الظِّبْيِ أَو " الوَحْشِ " الَّذي يَلِجُ فيه . التاءُ فيه مبدَلَةٌ من الواوِ . والدَّوْلَجُ لغةٌ فيه . وداله عند سيبويهِ بَدَل من تاءٍ فهو على هذا بدَلٌ من بَدَلٍ . وَعدَّه كُراع فَوْعَلاً . قال ابن سِيده : وليس بشيْءٍ . قال جَريرٌ يُهجو البَعِيثَ المُجاشِعِيَّ :
" كأَنّه ذِيخٌ إِذا ما مَعَجَا
" مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجَا وأَنشد ابن الأَعرابيّ لطُرَيحٍ يمدحُ الوَلِيدَ بنَ عبدِ المَلِك
أَنت ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولمْ ... تَعْطِفْ عليكَ الحُنِيُّ والوُلُجُقال : الحُنِيّ " والولُجُ بضمّتين : النَّواحِي والأَزِقَّة . و " الوُلُج : " مَغارِفُ العَسَل " جمعُ وِلاَجٍ بالكسر . وللخَلِيَّةِ وِلاَجَانِ هما طَبَقَاها من أَعلاَها إِلى أَسفلِها . وقيل : وِلاَجُها : بابُها . الوَلَجُ " بالتَّحريك : الطَّريقُ في الرَّمْل " " والتُّلَج كصُرَدٍ : فَرْخُ العُقابِ " وقد تقدّم في المثنّاو " أَصْلُه وُلَجٌ " قلبَت الواوُ تاءً . في التَّهذيب من نوادر الأَعرابِ : وَلَّجَ مالَه تَوليجاً . " تَوْليجُ المالِ : جَعْلُه في حَياتك لبعضِ وَلَدِك فيَتسامَعُ النَّاسُ " بذلك " فَينْقَدِعونَ " أَي يَنْكَفُّون " عن سُؤالِك " لعدَمِ دُخولِه في حَوْزَةِ المِلْك . " ووَلْوَالجُ " بالفتح " : د بِبَذَخْشَانَ " خلفَ بَلْخ وطَخارِسْتانَ . قال في المعجم : وأَحْسَب أَنها مدينةُ مُزاحِمِ بنِ بِسْطامٍ يُنْسَب إِليها أَبو الفتح عبدُ الرَّشيدِ بنُ أَبي حَنيفةَ النُّعمَانِ بنِ عبدِ الرّزّاقِ بنِ عبدِ الله الوَلْوَالِجِيّ إِمامٌ فاضلٌ سَكَن سَمَرْقَنْدَ وسمِعَ الحَديثَ ورواه وُلِدَ ببلدِه سنة 467 ، سَمِعَ ببَلْخ أَبا القاسم أَحمدَ بنَ مُحمَّدٍ الخَليليَّ وأَبا جعفر محمّدَ بنَ الحُسين السِّمِنْجانيّ وبِبُخَارَا أَبا بَكْرٍ محمّدَ بنَ منصورِ بنِ الحَسن النَّسَفيَّ وغيرَهم ولم يَذكر وَفاتَه . قلت : وتُوُفِّيَ تقريباً بعد الأَربعينَ وخَمْسِمائةٍ كذا في لُبابِ الأَنسابِ . ومما يستدرك عليه : المَوْلَجُ : المَدْخَلُ . وتَولَّجَ : دَخَلَ . قال الشاعر :
فإِن القَوافِي يَتَّلِجْنَ مَوالِجاً ... تَضايَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ والوِلاَجُ : البابُ . والوِلاَجُ : الغامضُ من الأَرْض والوَادِي . والجمْعُ وُلُوجٌ ووُلُوجٌ الأَخيرة نادرةٌ لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعُولٍ . والوَالِجةُ : السِّباعُ والحَيَّاتُ لاسْتِتارِها بالنَّهارِ في الأَوْلاَج . وقد جاءَ في حديث ابن مسعود . والوَلَجُ والوَلَجَةُ : شَيْءٌ يكون بين يَدَيْ فِنَاءِ القَوْم . ورجل خَرّاجٌ وَلاَّجٌ وخَرُوجٌ وَلُوجٌ وخُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثال هُمَزَةٍ : أَي كثيرُ الدُّخولِ والخُروجِ . وشَرٌّتالِجٌ . وقال اللّيث : جاءَ في بعض الرُّقَى : أَعوذُ باللهِ من شرِّ كُلِّ تالجٍ ومَالجٍ . والوالِجة مَدينة مُزاحِمِ بنِ بسْطامٍ . قيل : وهي وُلْوَالِجُ . والوَلْجَتانِ : هما وَلْجَةُ عِمرانَ ووَلْجَةُ عَليّ وتَلِيجَةُ الثَّلاثةُ من قُرَى الضَّواحِي . وتَلُّوجُ كتَنُّور في نَواحِي دِمياطَ وتُنسب إِليها شَبْرا ؛ كذا في قوانين ابن الجيعان . والوَلَجَةُ : ناحيةٌ بالمغرِب من أَعمال تاهَرْتَ ؛ ذكَرها الحافظُ السِّلَفيّ ؛ وموضِعٌ بأَرضِ العِراق عن يَسارِ القاصِدِ لمَكَّةَ من القادسِيَّةِ وبينها وبين القادِسِيَّةِ فَيْضٌ من فُيوضِماءِ الفُراتِ . والوَلَجَةُ : بأَرْضِ كَسْكَرَ موْضع ممّا يَلِي البَرَّ واقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد جَيشَ الفُرْسِ فهزَمَهم ؛ ذكره في الفتوح " في صفر سنة 1 وقال القَعْقاعُ بنُ عَمْرٍو :
ولم أَرَ قَوْماً مِثلَ قَومٍ رَأَيتُهمْ ... على وَلَجَاتِ البَرِّ أَحْمَى وأَنْجَبَا كذا في المعجم