الفَأْسُ م مَعْروفَةٌ وهو آلةٌ من آلاتِ الحَدِيد يُحْفَرُ بها ويُقْطَعُ مؤَنَّثَةٌ ج أَفْؤُسٌ وفُؤُوسٌ وقيل : يُجْمَع فُؤْساً على فُعْلٍ . والفَأْسُ من اللِّجَام : الحَديدَةُ القائمَةُ في الحَنَكِ وقيل : هي المُعْتَرِضَةُ فيه وفي التَّهْذِيب : هي الحَديدَةُ القائمَةُ في الشَّكِيمَة قاله ابنُ شُمَيْلٍ . وقيلَ : هي الَّتي في وَسَط الشَّكيمَةِ بَيْنَ المِسْحَلَيْن . قلتُ : وعلى القَوْل الأَوَّل اقْتَصَر ابنُ دُرَيْد في كِتاب السَّرْج اللِّجَام وأَنْشَد :
يَعَضُّ علَى فاَْسِ اللِّجَامِ كأَنَّهُ ... إِذا مَا انْتَحَى سِرْحانُ دَجْنٍ مُوَائلُ قال : والمِسْحَل : حَدِيدَةٌ تَحْتَ الحَنَكِ والشَّكِيمَةُ : حَديدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ في الفَمِ وهذا خِلافُ ما تقدَّم عن بعضهم فإِنَّه فَسَّرَ الفأْسَ بالحَديدَة المُعْتَرِضَة وفيه نَظَرٌ وهذه صورةُ اللِّجَام كما صَوَّرهَا ابنُ دُرَيْدٍ في الكِتاب المَذْكُور لتَعْرِفَ الفَأْسَ من المِسْحَل . والفَأْسُ من الرَّأْس : حَرْفُ القَمَحْدُوَة المُشْرِفُ عَلَى القَفَا وقيلَ : فَأْسُ القَفَا : مُؤَخَّرُ القَمَحْدُوَةِ ومنه قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيّ : صَلَقَهُ علَى مُؤَخَّر رَأْسِه حتى فَلَقَ فَأْسَه بفَأْسِه . والفأْسُ : الشَّقُّ يقال : فَأَسَ الخَشَبَةَ أَي شَقَّهَا بالفَأْس وقال الأَزْهَريُّ : فأَسَهُ : فَلَقَه . والفَأْسُ : الضَّرْبُ بالفَأْس قال أَبو حَنيفَةَ رحمه الله تَعَالَى : فَأَسَ الشَّجَرَةَ يَفْأَسُهَا : ضَرَبَها بالفَأْس وقال غيرُه : قَطَعَها بها . والفَأْسُ : إِصابَةُ فَأْس الرَّأْسِ وقد فَأَسَهُ فَأْساً . والفأْسُ : أَكْلُ الطَّعَامِ وقد فأَسَهُ : أَكَلَهُ . فِعْلُهُنَّ كمَنَعَ . وفاسُ : د عَظيمٌ بالمَغْربِ بل قاعدَتُ وأَعْظَمُ أَمْصَارِه وأَجْمَعُه قال شيخُنَا : وهي مَسْقَطُ رَأسِي ومَحَلُّ أُناسِي :
بِلاَدٌ بهَا نِيطَتْ عَلَيَّ تَمَائمِي ... وأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُها وفيهَا يَقُولُ الشاعرُ في قَصِيدَةٍ أَوَّلُهَا :
يا فاسُ حَيَّا اللهُ أَرْضَكِ منْ ثَرىً ... وسَقَاكِ منْ صَوْب الغَمَامِ المُسْبِلِ
يا جَنَّةَ الدُّنْيا الَّتِي أَرْبَتْ علَى ... مِصْرٍ بمَنْظَرهَا البَهِيِّ الأَجْمَلِ قيلَ : بَنَاها مَولاَيَ إِدْرِيسُ بنُ عبد الله بن الحَسَن حينَ اسْتَفْحَلَ أَمْرُه بطَنْجَةَ وقيل : بل اتَّخَذَها دَارَ مُلْكِه فهي بيَدِ أَوْلاَده إِلى نَحْو الثّلاثِمائةِ سنة حتَّى تَغَلَّبَ عليَها المُتَغَلَّبُون ومع ذلك فالرِّيَاسَةُ لم تَخْرُجْ منهُم إِلى الآن . تُرِكَ هَمْزُهَا لكثرةِ الاسْتَعْمَال وقال الصّاغَانِيُّ : وهم لا يَهْمِزُونَهَا . ولذَا ذَكَرَه المصنَّفُ ثانياً في المُعْتَلّ وفي النامُوس : أَنَّ الصوَابَ فه الإِبدالُ وهي لغةٌ جائزةُ الاستعمال وأَنكَرَ بعضُ شُرّاح الشِّفَاءِ الهَمْزَ فيه وهو غَريبٌ بل كَلاَمُ مُؤَرِّخِيهَا ظاهِرٌ فيه لأَنَّهم قالُوا : إِنَّها سُمِّيَتْ بفَأْسٍ كانَتْ تُحْفَرُ بها وقيلَ : كَثُرَ كَلامُهم عند حَفْرِ أَساسَهَا : هَاتُوا الفاس وَدُّوا الفاس فسُمِّيَتْ بها . وقيل : لأَنّ مَوْلايَ إِدْريسَ سأَلَ عن اسْم ذلكَ الوَادِي فقالُوا له : ساف فسَمَّاها فاس بالقَلْب تَفاؤُلاً . وقيل : غيرُ ذلك كما بَسَطَه صاحبُ الرَّوْض بالقِرْطاس وكأَنَّهُ في أَثْناءِ سَبْعِمائةٍ خَمسٍ وعشرين