سأل الوليدة هل سقتني بعدما ... شرب المرضة فصعل حد الضحى فضل
الفضل معروف وهو ضد النقص ج : فضول وفي التوقيف للمناوي : الفضل : ابتداء إحسان بلا علة وفي المفردات للراغب : الفضل : الزيادة على الاقتصاد وذلك ضربان محمود : كفضل العلم والحلم ومذموم : كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه والفضل في المحمود أكثر استعمالا والفضول في المذموم والفضل إذا استعمل بزيادة أحد الشيئين على الآخر فعلى ثلاثة أضراب : فضل من حيث الجنس وفضل من حيث النوع كفضل الإنسان على غيره من الحيوان وفضل من حيث الذات كفضل رجل على آخر فالأولان جوهريان لا سبيل للناقص منهما أن يزيل نقصه وأن يستفيد الفضل كالفرس والحمار لا يمكنهما اكتساب فضيلة الإنسان والثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل إلى اكتسابه ومن هذا النحو التفضيل المذكور في قوله تعالى : " والله فضل بعضكم على بعض " أي في المكنة والمال والجاه والقوة وكل عطية لا يلزم إعطاؤها لمن تعطى له يقال لها فضل نحو : " واسألوا الله من فضله " وقوله تعالى : " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " متناول للأنواع الثلاثة من الفضائل . انتهى . وقد فضل كنصر وعلم الأخيرة حكاها ابن السكيت وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما أي من البابين شاذة لا نظير لها قال سيبويه : هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال : وكذلك نعم ينعم ومت تموت ودمت تدوم وكدت تكود كما في الصحاح قال شيخنا : والذي في كتاب الفرق لابن السيد : أن هذه اللغات الثلاث إنما هي في الفضل الذي يراد به الزيادة فأما الفضل الذي هو بمعنى الشرف فليس فيه إلا لغة واحدة وهي فضل يفضل كقعد يقعد ومن روى قول الشاعر :
" وجدنا نهشلا فضلت فقيما
بكسر الضاد فقد غلط ولم يفرق بين المعنيين وقال الصيمري في كتاب التبصرة له : فضل يفضل كنصر ينصر من الفضل الذي هو السؤدد وفضل يفضل بكسرهما في الماضي وضمها في المضارع من الفضلة وهي بقية الشيء انتهى وقال ابن السكيت عن أبي عبيدة : فضل منه شيء قليل فإذا قالوا يفضل ضموا الضاد فأعادوها إلى الأصل وليس في الكلام حرف من السالم يشبه هذا قال : وزعم بعض النحويين أنه يقال : حضر القاضي امرأة ثم يقولون يحضر وتحقيقه في بغية الآمال لأبي جعفر اللبلي . ورجل فاضل : ذو فضل . وفضال كشداد ومنبر ومحراب ومعظم : كثير الفضل والمعروف والخير والسماح . وهي مفضالة ومفضلة : ذات فضل سمحة . والفضيلة : خلاف النقيصة وهي الدرجة الرفيعة في الفضل والاسم من ذلك الفاضلة والجمع الفواضل . وفضله على غيره تفضيلا : مزاه أي أثبت له مزية أي خصلة تميزه عن غيره أو فضله : حكم له بالتفضيل أو صيره كذلك وقوله تعالى : " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " قيل في التفسير : إن فضيلة ابن آدم أنه يمشي قائما وأن الدواب والإبل والحمير وما أشبهها تمشي منكبة وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بفيه . والفضال ككتاب والتفاضل : التمازي في الفضل وهو التفاعل من المزية والتفاضل بين القوم : أن يكون بعضهم أفضل من بعض . وفاضلني ففضلته أفضله فضلا : غالبني في الفضل فغلبته به وكنت أفضل منه . وتفضل عليه : تمزى ومنه قوله تعالى : " يريد أن يتفضل عليكم " أي يكون له الفضل عليكم في القدر والمنزلة . أو تفضل عليه : إذا تطول وأحسن وأناله من فضله قال الشاعر :
متى زدت تقصيرا تزدني تفضلا ... كأني بالتقصير أستوجب الفضلا كأفضل عليه إفضالا قال حسان رضي الله تعالى عنه :
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل أو تفضل الرجل : ادعى الفضل على أقرانه وبه فسر قوله تعالى : " يريد أن يتفضل عليكم " كما في الصحاح . وأفضل عليه في الحسب : حاز الشرف قال ذو الإصبع :
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني الديان هنا : الذي يلي أمرك ويسوسك وأراد فتخزوني فأسكن للقافية ؛ لأن القصيدة كلها مردوفة . أفضل عنه : إذا زاد قال أوس يصف قوسا :
كتوم طلاع الكف لا دون ملئها ... ولا عجسها هم موضع الكف أفضلا والفواضل : الأيادي الجسيمة أو الجميلة وهذه عن ابن دريد يقال : فلان كثير الفواضل . وفواضل المال : ما يأتيك من غلته ومرافقه من ريع ضياعه وأرباح تجاراته وألبان ماشيته وأصوافها ولهذا قالوا : إذا عزب المال قلت مرافق صاحبها منها وكذلك الإبل إذا عزبت قل انتفاع ربها بدرها قال الشاعر :
سأبغيك مالا بالمدينة إنني ... أرى عازب الأموال قلت فواضلهوالفضلة : البقية من الشيء كالطعام وغيره إذا ترك منه شيء ومنه قولهم لبقية الماء في الماء في المزادة ولبقية الشراب في الإناء : فضلة ومنه قول العامة : الفضلة للفضيل كالفضل بالفتح والفضالة بالضم وفي الحديث : " فضل الإزار في النار " هو ما يجره على الأرض تكبرا وفي آخر : " لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ " أي ليس لأحد أن يغلب على البئر المباحة ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إناء ويملكه . وقد فضل منه شيء كنصر وسمع . قال اللحياني في نوادره : فضل مثل حسب نادر . الفضلة : الثياب التي تبتذل للنوم لأنها فضلت عن ثياب التصرف . الفضلة : الخمر ذكره أبو عبيد في باب أسماء الخمر وقال أبو حنيفة : ما يلحق من الخمر بعد القدم قال ابن سيده : وإنما سميت فضلة لأن صميمها هو الذي بقي وفضل قال أبو ذؤيب :
فما فضلة من أذرعات هوت بها ... مذكرة عنس كهادية الضحل كالفضال ككتاب وأنشد الأزهري :
والشاربون إذا الذوارع أغليت ... صفو الفضال بطارف وتلاد ج : فضلات محركة وفضال بالكسر قال الشاعر :
في فتية بسط الأكف مسامح ... عند الفضال قديمهم لم يدثروالفضل : جبل لهذيل نقله الصاغاني . الفضل بن عباس بن عبد المطلب : ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ورديفه بعرفة : صحابي رضي الله تعالى عنه روى عنه أخوه وأبو هريرة وأرسل عنه طائفة مات بطاعون عمواس . وفاته : الفضل بن ظالم بن خزيمة قال ابن الكلبي : له وفادة . واسم جماعة محدثين منهم : سميه وسمي أبيه الفضل بن العباس الحلبي من شيوخ النسائي ثقة والفضل بن دكين والفضل بن جعفر والفضل بن الحسن الضمري والفضل بن دلهم القصاب والفضل بن سهل الأعرج والفضل بن الصباح البغدادي والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع والفضل بن عنبسة الواسطي والفضل بن عيسى بن أبان والفضل بن الفضل المدني والفضل بن مبشر الأنصاري والفضل بن مساور البصري والفضل بن موسى السيناني والفضل بن الموفق والفضل بن يزيد والفضل بن يعقوب البصري وغير هؤلاء . وكزبير : فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي الخراساني الزاهد شيخ الحرم روى عن منصور وحصين وصفوان بن سليم وخلق وعنه القطان وابن مهدي ولوين وخلق وروى له الجماعة سوى ابن ماجة مات بالحرم في المحرم سنة 187 وقد جاوز الثمانين . الفضيل بن عياض التابعي الضعيف هو خولاني مجهول . الفضيل بن عياض الصدفي الثقة مصري مقبول مات قبل سنة عشرين ومائة . الفضيل : جماعة من المحدثين كفضيل بن حسين الجحدري وفضيل بن سليمان النميري وابن أبي عبد الله المدني وابن عبد الوهاب السكري وابن عمرو الفقيمي وابن غزوان الضبي وابن فضالة الهوزني وابن مرزوق الكوفي وابن ميسرة العقيلي وغيرهم . فضالة كسحابة ويضم جماعة من المحدثين منهم : فضالة بن خالد الجهني عن علقمة المزني وفضالة بن إبراهيم النسوي عن الليث وفضالة بن الفضل الطهوي عن أبي بكر بن عياش وفضالة بن أبي فضالة الأنصاري عن علي وعنه عبد الرحمن بن محمد بن عقيل وفضالة بن مفضل بن فضالة ابن أبي أمية البصري وعمه المبارك بن فضالة محدثون وفضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري الأوسي أبو محمد : شهد بدرا والحديبية وولي قضاء دمشق روى عنه أبو علي الجنبي وحنش الصنعاني ومحمد بن كعب وعدة مات سنة 53 ، فضالة بن هلال المزني له حديث ذكره أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب فضالة بن هند الأسلمي روى عنه عبد الرحمن بن حرملة فضالة بن عبد الله لم أجد له ذكرا في معاجم الصحابة فلينظر ذلك : صحابيون رضي الله تعالى عنهم . وفاته فضالة بن عمر بن الملوح ذكره ابن هشام وفضالة بن دينار الخزاعي له إدراك روى له الترمذي وفضالة الظفري له حديث عند بنيه وفضالة بن حارثة أخو أسماء روى له النسائي وفضالة بن شريك الأسدي الشاعر أدرك الجاهلية وفضالة بن النعمان بن قيس الأنصاري أخو سماك شهد أحدا قاله ابن سعد فضالة : رجل آخر غير منسوب من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال : إنه مات بالشام . فضيلة كجهينة : امرأة قال :
فلا تذكرا عندي فضيلة إنها ... متى ما يراجع ذكرها القلب يجهل فضالة كثمامة ع قال سلمى بن المقعد الهذلي :
عليك ذوي فضالة فاتبعهم ... وذرني إن قربي غير مخليالمفضل كمنبر ومكنسة وعنق وهذه عن الفراء : الثوب تتفضل فيه المرأة ببيتها . والتفضل : التوشح وأن يخالف اللابس بين أطراف ثوبيه على عاتقيه هكذا في النسخ والصواب : على عاتقه . ورجل فضل وامرأة فضل بضمتين كجنب كذلك متفضل ؛ أي في ثوب واحد أنشد ابن الأعرابي :
" يتبعها ترعية جاف فضل
" إن رتعت صلى وإلا لم يصل وشاهد الأنثى قول الأعشى :
ومستجيب تخال الصنج يسمعه ... إذا تردد فيه القينة الفضل وقال الجوهري : تفضلت المرأة في بيتها : إذا كانت في ثوب واحد كالخيعل ونحوه وقال غيره : تفضلت المرأة : لبست ثياب مهنتها وقال امرؤ القيس :
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل وقال أيضا :
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل أي ليست بخادم تنتطق وهي فضل تجيء وتذهب . وإنه لحسن الفضلة بالكسر من التفضل في الثوب الواحد عن أبي زيد مثل الجلسة والركبة . وفضال كشداد ابن جبير التابعي . وفضلان : اسم رجل . والفاضلة هي الفاصلة الكبرى هكذا يسميه بعضهم لفضل حرف فيها وقد ذكرت في فصل . والفضولي بالضم : المشتغل بما لا يعنيه وقال الراغب : الفضول : جمع الفضل وقد استعمل الجمع استعمال المفرد فيما لا خير فيه ولهذا نسب إليه على لفظه فقيل : فضولي لمن يشتغل بما لا يعنيه ؛ لأنه جعل علما على نوع من الكلام فنزل منزلة المفرد والفضولي في عرف الفقهاء : من ليس بمالك ولا وكيل ولا ولي زاد الصاغاني : وفتح الفاء منه خطأ . قال ابن الأعرابي : الفضولي : الخياط وكذا القراري . والفضالى كسمانى : المتفضلون أي المتطولون . ورجل مفضال على قومه وهي بهاء ذو فضل ومعروف سمح وهي كذلك ذات فضل سمحة وقد تقدم آنفا : المفضال بمعنى كثير الفضل في صيغ المبالغة . وأفضلت منه الشيء واستفضلت بمعنى واحد أي تركت منه وأبقيته والاسم منهما الفضلة قال الشاعر :
كلا قادميها تفضل الكف نصفه ... كجيد الحبارى ريشه قد تزلعا في الحديث : " شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت " يعني حلف الفضول وهو أن هاشما وزهرة وتيما دخلوا على عبد الله بن جدعان فتحالفوا بينهم على دفع الظلم وأخذ الحق من الظالم سمي بذلك لأنهم تحالفوا أن لا يتركوا عند أحد فضلا يظلمه أحدا إلا أخذوه له منه . وقيل : سمي به تشبيها بحلف كان قديما بمكة أيام جرهم على التناصف والأخذ للضعيف من القوي والغريب من القاطن وسمي حلف الفضول لأنه قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل : الفضل بن الحارث والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة فقيل : حلف الفضول جمعا لأسماء هؤلاء كما يقال : سعد وسعود وهذا الحلف كان عقده المطيبون وهم خمس قبائل وقد ذكر في حلف وقد أوسع الكلام فيه السهيلي في الروض والثعالبي في المضاف والمنسوب وابن قتيبة في المعارف وغيرهم . ومما يستدرك عليه : رجل مفضول : مغلوب قد فضله غيره ومنه قولهم : قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل وقال الشاعر :
شمالك تفضل الأيمان إلا ... يمين أبيك نائلها الغزيرأي تغلب . والفضل بالضم وبضمتين : مصدران بمعنى الزيادة وبهما يروى الحديث : " إن لله ملائكة سيارة فضلا " أي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق . وذات الفضول بالضم ويفتح : اسم درعه صلى الله تعالى عليه وسلم سميت لفضلة كانت فيها وسعة . وفضول الغنائم : ما فضل منها حين تقسم قال ابن عنمة :
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول وقال الليث : الفضال بالكسر الثوب الواحد يتفضل به الرجل يلبسه في بيته وأنشد :
فألق فضال الوهن منه بوثبة ... حوارية قد طال هذا التفضل وامرأة فضل بضمتين : مختالة تفضل من ذيلها . وقد سموا مفضلا كمعظم وفضلون ومنية فضالة : قرية بمصر . وفي شرح المفتاح للقطب الشيرازي : اعلم أن فضلا يستعمل في موضع يستبعد فيه الأدنى ويراد به استحالة ما فوقه ولهذا يقع بين كلامين متغايري المعنى وأكثر استعماله ومجيئه بعد نفي انتهى . وفاضل بين الشيئين . والأشياء تتفاضل . ومال فلان فاضل : أي كثير : يفضل عن القوت . وفي يده فضل الزمام : أي طرفه . واستفضل ألفا : أخذه فاضلا عن حقه . والفضلى كبشرى : تأنيث الأفضل . والقاضي الفاضل عرف به أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي العسقلاني البيساني صاحب دواوين الإنشاء ووزير السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ولد سنة 529 ، سمع من السلفي وابن عساكر وتوفي سنة 596 ، ودفن هو والشاطبي في قبر واحد بالقرافة . والملك المفضل قطب الدين بن العادل أبي بكر محمد بن أيوب له ذرية بمصر يقال لهم : القطبية
فَأَمَّا آلُ ذَيَّالٍ فَإِنَّا ... وَجَدْنَاهُمْ ضَياكِلَةً عَيامَى ض ل ل
الضَّلاَلُ والضَّلاَلَةُ والضُّلُّ ويُضَمُّ والضَّلْضَلَةُ والاُضْلُولَةُ بالضَّمِّ والضِّلَّةُ بالكَسرِ وهُما مُفْرَدا أَضَالِيلَ في قَوْلَيْنِ والضَّلَلُ مُحَرَّكَةً : ضِدُّ الْهُدَى والرَّشادِ وقالَ ابنُ الكَمالِ : الضَّلالُ فَقْدُ ما يُوَصِّل إلى المطلوبِ وقيلَ : سُلُوكُ طَرِيقٍ لا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ وقالَ الرَّاغِبُ : هوَ العُدُولُ عن الطريقِ المُسْتَقِيمِ وتُضَادُّه الهِدَايةُ قالَ اللهُ تَعالى : " فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها " ويُقالُ : الضَّلالُ : لِكُلِّ عُدُ,لٍ عن الحَقِّ عَمْداً كانَ أو سَهُواً يَسِيراً كانَ أو كثيراً فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ الذي هو المُرْتَضَى صَعْبٌ جِداً ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصُوا " ولذا صَحًّ أن يُسْتَعْمَلَ لَفْظُهُ فيمَن يكونُ منه خَطَأٌ مَّا ولذلكَ نُسِبَ إِلى الأَنْبِياءِ وإِلى الكُفَّارِ وإِنْ كانَ بَيْنَ الضّلاَلَيْن بَوْنٌ بَعِيدٌ أَلاَ تَرَى أنَّهُ قالَ في النّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم : " وَوَجْدَكَ ضَالاًَّ فَهَدَى " أي غيرَ مُهْتَدٍ لِمَا سِيقَ إِلَيْكَ من النُّبُوَّةِ وقالَ تعالى في يَعْقُوبَ عليه السلامُ : " إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ " وقال أولادُهُ : " إِنَّ أبانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ " إِشَارَةً إلى شَغَفِهِ بيُوسُفَ وشَوْقِهِ إليه وقالَ عن موسى عليه السلامُ : " قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ " تَنْبيهاً أَنَّ ذلك منهُ سَهْوٌ قالَ : والضَّلالُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَرْبَانِ ضَلاَلٌ في العُلُومِ النَّظَرِيَّةِ كالضَّلالِ في معرفَةِ وَحْدَانِيَّتِهِ تَعالى ومعرِفَةِ النُّبُوَّةِ ونحوِهما المُشارِ إليْهِما بقولِهِ تَعالَى : " ومَنْ يَكْفُلْ باللهِ ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ " إلى قَوْلِهِ : " فقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً " وضَلاَلٌ في العُلُومِ العَمَلَيِّةِ كَمعرِفَةِ الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ التي هي العِبادَاتُ ضَلَلْتَ كزَلَلْتَ تَضِلُّ وتَزِلُّ أي بفتحِ العَيْنِ في المَاضِي وكسرِها في المُضارِعِ وهذه هي اللّغَةُ الفَصِيحَةُ وهي لُغَةُ نَجْدٍ وضَلِلْتَ تَضَلُّ مثل مَلِلْتَ تَمَلُّ أي بِكسرِ العَيْنِ في الماضِي وفَتْحِها في المُضَارِع وهي لُغَةُ الحِجازِ والعَالِيَةِ ورَوَى كُرَاعٌ عن بَنِي تَمِيم كَسْرَ الضَّادِ في الأَخِيرَةِ أيضاً قالَ اللِّحْيَانِيُّ : وبِهِما قُرِئَ قَوْلُه أيضاً قالَ اللِّحْيانِيُّ : وبِهِما قُرِئَ قَوْلُه تعالى : " قُلْ إِنْ ضَلِلْتُ فَإِنَّما أَضَلُّ على نَفْسِي " الأخِيرَةُ قِراءَةُ أبي حَيْوَةَ وقَرَأَ يحيى بنُ وَثَّابٍ : " إِضَلُّ " بكسرِ الهمزةِ وفتحِ الضّادِ وهي لُغَةُ تَمِيمٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وكانَ يحيى بنُ وَثَّابٍ يَقْرَأُ كُلَّ شَيْءٍ في القُرْآنِ : ضَلِلْت وضَلِلْنا بِكسرِ اللاَّمِ ورَجُلٌ ضَالٌّ : تَالٌّ وأَمَّا قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ " ولا الضَّاَلِّينَ " بِهَمْزِ الأَلِفِ فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَجِ لا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ فَإِذا اضْطُرُّوا إلى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ إلى أَقْرَبِ الحروفِ إليه وهوَ الهَمْزَةُ قالَ : وعلى ذلكَ ما حَكاهُ أبو زَيْدٍ مِن قَوْلِهِمْ : شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ . قلتُ : وهي قَرَاءَةُ أيوبَ السَّخْتِيانِيُّ وقد بَسَطَهُ ابنُ جِنِّيٍ في الْمُحْتَسَبِ وذكرَ تَوْجِيهَ هذه القِراءَةِ فانْظِرْهُ . والضَّلُولُ : الضَّالُّ قال :
لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَنَّ مَالِي ... بَنِيَّ وأَنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُوضَلِلْتُ الدَّارَ والمَسْجِدَ والطَّرِيقَ كَمَلِلْتُ وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لا يُهْتَدَى له وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ ضَلالاً وضَلالَةً أي ذَهَبَ وفي الصِّحاحِ : قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لا يُهْتَدَى له قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : قالَ أبو عَمْرِو بنِ العَلاءِ : إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ : ضَلِلْتُهُ وإذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ : أَضْلَلْتُهُ قالَ : يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لا يَضِلُّ وإِنَّما أنتَ تَضِلُّ عنه وإذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ فقد ضَلَّتْ عَنْكَ تقولُ للشَّيْءِ الثَّابِتِ في مَوضِعِهِ إَِّ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ : ضَلَلْتُهُ قال الْفَرَزْدَقُ :
ولقد ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ والْفَرَسَ : ذَهَبَا عَنْهُ وانْفَلَتَا قالَ أبو عَمْرٍو : أَضْلَلْتُ بَعِيرِي إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ وأَضْلَلْتُهُ إِضْلالاً إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ ولا تَدْرِي أين أَخَذَ وكُلُّ ما جاءَ مِنَ الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ : ضَلَلْتُهُ وما جاءَ مِنَ المَفْعُولِ به قلتَ : أَضْلَلْتُهُ كَضَلَّهُما قالَ يُونُسُ : يُقالُ في غيرِ الثَّابِتِ : ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ أي أَضَلَّهُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : خَالَفَهُم يُونُسُ في هذا . وضَلَّ الشَّيْءُ يَضِلُّ أي بفتحِ العَينِ في الماضِي وكسرِها في المُضَارِعُ وتُفْتَحُ الضَّادُ في المُضَارعُ أي مع كَسْرِ العَيْنِ في الماضي وبهذا يَنْدَفِعُ ما أَوْرَدَهُ شيخُنا قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ في مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ ولا وَجْهَ له إذ لا حَرْفَ حَلْقٍ فيه والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ في المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى . نعمْ لو قالَ : وضَلَّ كزَلَّ ومَلَّ لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ ضَلاَلاً مَصْدَرٌ لهما كسَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً : ضَاعَ ومنه قولُه تَعالى : " ضَلَّ سَعْيُهُم في الْحَياةِ الدُّنْيَا " أي ضاعَ وهو مجازٌوضَلَّ الرَّجُلُ : ماتَ وصارَ تُراباً وعِظَاماً فَضَلَّ فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ وفي التَّنْزِيلِ العزيزِ : " أَئِذَا ضَلَلْنَا في الأَرْضِ " أي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً فَضَلَلْنَا في الأَرْضِ فلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا وقالَ الرَّاغِبُ : هو كِنايةٌ عن المَوْتِ واسْتِحَالَةِ البَدَنِ وقُرِئَ بالصَّادِ كما تَقَدَّم . وضَلَّ الشَّيْءُ : إِذا خَفِيَ وغَابَ ومنهُ ضَلَّ الماءُ في اللَّبَنِ وهو مَجازٌ ويُقالُ : ضَلَّ الكافِرُ إِذا غَابَ عن الحُجَّةِ وضَلَّ النَّاسِي إذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ وفي الحديثِ : أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي فإِذا صَرْتُ حُمَماً فاسْهَكُونِي ثُمَّ ذُرُّونِي لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ أي أَغِيبُ عن عَذَابِ اللهِ وقالَ القُتَيْبِيُّ : أي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي . وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً : أُنْسِيَهُ والضَّلالُ : النِّسْيانُ ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى : " مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى " أي تَغِيبَ عن حِفْظِها أو يَغِيبَ حِفْظُها عنها قالَ الرَّاغِبُ : وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ في الإِنْسانِ وقُرِئَ : " إِن تَضِلَّ " بِكَسرِ الهَمْزَةِ فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ قالَ الزَّجَّاجُ : المَعْنَى في " إن تَضِلَّ " إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ قالَ : وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لا غَيْرُ ومَنْ قَرَأَ : " أن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ " وهي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى ومِنْ أَجْلِ أن تُذَكِّرَها فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ : فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ وإِنَّما اُعِدَّ هذا لِلإِذْكارِ ؟ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ الإِضْلالَ جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ لأنَّ الإِضْلالَ هو السَّبَبُ الذي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ قالَ : ومِثْلُهُ : أَعْدَدْتُ هذا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لا للْمَيْلِ ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ هذا هو البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى ومنه قولُهُ تَعالى : " قالَ . فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ الضَّالِّينَ " تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ . ويُقالُ : ضَلَّنِي فُلانٌ فلم أَقْدِرْ عليهِ : أي ذَهَبَ عَنِّي قال ابنُ هَرْمَةَ :
والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي تَضِلُّني عِلَلِيأي تَذْهبُ عَنِّي . والضُّلَّةُ بالضَّمِّ : الْحِذْقُ بالدَّلالَةِ في السَّفَرِ قالَهُ الفَرَّاءُ . والضَّلَّةُ بالْفَتْحِ : الحَيْرَةُ وقد ضَلَّ ضَلَّةً إِذا تَحَيَّرَ قالَهُ ابنُ السِّيدِ . وأيضاً : الْغَيْبَةُ لِخَيْرٍ ونَصُّ المُحْكَمِ : في خَيْرٍ أو شَرٍّ . والضَّالَّةُ مِنَ الإبِلِ : التي تَبْقَى بِمَضْيَعَةٍ بَلا رَبٍّ يُعْرَفُِ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : الضَّالَّةُ هي الضَّائِعَةُ مِنْ كُلَّ ما يُقْتَنَى مِنَ الحَيَوان وغَيرِهِ وهي في الأَصْلِ فاعِلَةٌ ثمَّ اتَّسِعَ فيها فصارَتْ مِنَ الصِّفاتِ الغالِبَةِ وقال الجَوْهَرِيُّ : الضَّالَّةُ : ما ضَلَّ مِنَ البَهِيمَةِ لِلذَّكَرَِ والأُنْثَى زادَ غيرُه : والاثْنَيْنِ والجَمِيعُ ويُجْمَعُ عَلى ضَوَالَّ وفي الحديثِ : إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِي الإِبِلِ فقالَ : ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ أو المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ وقد تُطلَقُ الضَّالَّةُ على المعاني ومنه : الحِكْمَةُ ضَالَّةْ المُؤْمِنِ أي لا يَزالُ يَتَطَلَّبُها كَما يَتَطَلَّبُ الرَّجُلُ ضَالَّتَهُ . وقالَ الكِسائِيُّ : وَقَعَ في وَادِي تُضُلِّلَ بِضَمَّتَيْنِ وكَسْرِ اللاَّمِ المُشَدَّدَةِ وقد تُفْتَحُ الضَّادُ وهذهِ عن ابنِ عَبَّادٍ وذَكَرَها أيضاً ابنُ سِيدَه وهو الْبَاطِلُ مِثلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ كُلُّه لا يَنْصَرِفُ كما في الصِّحاحِ وفي الأَساسِ : وَقَعُوا في وادِي تُضُلِّلَ أي هَلَكوا وهو مَجازٌ . وضَلَّلَهُ تَضْلِيلاً وتَضْلاَلاً بالفتحِ : صَيَّرَهُ إِلى الضَّلالِ وقيلَ : نَسَبَهُ إِليه قالَ الرَّاعِي :
وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغِي الهُدَى فيَزِيدُنِي تَضْلِيلاَ قال ابنُ سِيدَه : هكذا قالَهُ الرَّاعِي بالوَقْصِ وهو حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتفاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلكَ ورَوضتْهُ ولَما أَتَيْتُ على الكَمالِ . وأَرْضٌ مَضَلَّةٌ بفتحِ الضَّادِ ومَضِلَّةٌ بكسرِها نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ وضُلَضِلَةٌ كعُلَبِطَةٍ وهذه عن الصّاغَانِيِّ : يُضَلُّ فِيها الطَّرِيقُ كَما في الصِّحاحِ زادَ غيرُه : ولا يُهْتَدَى وقيلَ : أَرْضٌ مَضَلَّةٌ : تَحْمِلُكَ إِلى الضَّلالِ كَما هو القِياسُ في كُلِّ مَفْعَلَةٍ على ما نَقَلَهُ الخَفاجِيُّ في شَرْخِ الشِّفاءِ ومَرَّ في جهل ومثلُهُ الحديثُ : الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ وقالَ بعضُهم : أَرْضٌ مَضِلَّةٌ ومَزلَّةٌ وهو اسْمٌ ولو كانَ نَعْتاً لَكانَ بغيرِ الْهاءِ ويُقالُ : فلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضلَّة الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ سَواءٌ وقيلَ : أَرْضٌ مَضَلَّةٌ وأَرْضُونَ مَضَلاَّتٌ . والضِّلِّيلُ كَسِكِّيتٍ : الْكَثِيرُ الضَّلالِ في الدِّينِ وهو مَجازٌ وفي العُبابِ : رَجُلٌ ضِلِّيلٌ أي ضَالٌّ جِداً وهوَ الكثِيرُ التَّبَع لِلضَّلاَلِ قالَ رُؤْبَةُ :
" قُلْتُ لِزِيْرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ
" ضِلِّيلِ أَهْواءِ الصِّبَا يُنَدِّمُهْوقالَ غَيْرُه : رَجُلٌ ضِلِّيلٌ : لا يُقْلِعُ عن الضَّلالَةِ . والمُضَلَّلُ كَمُعَظَّم وفي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ بِكِسْرِ اللاَّمِ أيضاً هكذا هو مَضْبُوطٌ بهما مَعاً : الذِي لا يُوَفِّي بِخَيْرٍ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : الذي لا يُوَفَّقُ لِخَيرٍ أي ضَالٌّ جِدّاً وقيلَ : صاحِبُ غِوَاياتٍ وبَطالاتٍ . والْمَلِكُ الْمُضَلَّلُ والضِّلّيلُ : امْرُؤُ الْقَيْسِ كانَ يُقالُ له ذلكَ وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه وقد سُئِلَ عن أَشْعَرِ الشُّعَراءِ فقالَ : إِنْ كَانَ ولا بُدَّ فالمَلِكُ الضِّلِّيلُ . يَعْنِي امْرَأَ القَيْسِ وفي العُبابِ . قيلَ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ ثَلاثَةٌ المَلِكُ الضِّلِّيلُ والشيخُ أبو عَقِيل والغُلاَمُ القَتِيل . الشيخ أبو عَقِيل لَبِيدُ بنُ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عنه والْغُلامُ القَتِيلُ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ . ويُقالُ : هو ضُلُّ بْنُ ضُلٍّ بِكَسْرِهِما عن ابنِ عَبَّادٍ وضَمِّهِما عن الجَوْهَرِيِّ : أي مُنْهِمِكٌ في الضَّلالِ كَما في المُحْكَمِ أو لا يُعْرَفُ هُوَ ولا أَبُوهُ وكذلكَ : قُلُّ بنُ قُلٍّ وعلى هذا المَعْنَى اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُهما أو لا خَيْرَ فيهِ وهوَ رَاجِعٌ لِلْمَعْنَى الأَوَّلِ وقيلَ : إِذا لَمْ يَدْرِ مَنْ هُو ومِمَّن هو وهوَ الضَّلالُ بنُ الأَلاَلِ والضَّلالُ بنُ فَهْلَل وابنُ ثَهْلَل والضَّلالُ بنُ التَّلال كُلُّهُ بهذا المَعْنى . ومِنَ المَجازِ : هو ابْنُهُ لِضِلَّةٍ بالكَسْرِ : أي لِغَيْرِ رِشْدَةٍ عن أبي زَيْدٍ وفي الأَساسِ : لِغَيِّةٍ . وذَهَبَ دَمُهُ ضِلَّةً : أي بِلا ثَأْرٍ أي هَدَراً لَم يُثْأَرْ به وهو مَجازٌ . ويُقالُ : هوَ تِبْعُ ضِلَّةٍ بِكَسْرِ التَّاءِ والضَّادِ بالإضَافَةِ عن ثَعْلَبٍ وأيضاً بالْوَصْفِ وكذلكَ رَوَاهُ ابْن الأَعْرابِيِّ : أي لا خَيْرَ فيه ولا خَيْرَ عندَهُ كذلك فَسَّرَاهُ وقالَ ابنُ الأَعْرابي مَرَّةً : هو تِبْعُ ضِلَّة : أي دَاهِيَةٌ لا خَيْرَ فيهِ ويُرْوَى : تِبْعُ صِلَّةٍ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ كما في اللّسانِ والعُبابِ وكَذَا ضُلُّ أَضْلاَلٍ بالْكَسْرِ والضَّمِّ أي دَاهِيَة لا خَيْرَ فيه وقيلَ : إذا قِيلَ بالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَلَيٍَْ فيهِ إِلاَّ الكَسْرُ وقد تَقَدَّم . وأَضَلَّهُ : دَفَنَهُ والشَّيْءَ : غَيَّبَهُ وهوَ مَجازٌ قالَ المُخَبَّلُ :
" أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَهاوفَارِسَها في الدَّهْرًِ قَيْسَ بنَ عاصِمِ وقالَ النَّابِغَةُ يَرْثِي النُّعْمانَ بنَ الحارِثِ الغَسَّانِيَّ :
فَإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكُ حَيَاتِي وإِنْ تَمُتْ ... فما في حَياةٍ بعدَ مَوْتِكَ طَائِلُ
فآبَ مُضِلُّهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالْجَوْلاَنِ حَزْمٌ ونَائِلُ أي دَافِنُوهُ حينَ ماتَ وعَيْنٌ جَلِيَّةٌ : أي خَبَرٌ صادِقٌ أَنَّهُ ماتَ والجَوْلاَنُ : مَوْضِعٌ بالشَّامِ . أي دُفِنَ بِدَفْنِ النَّعْمانِ الحَزْمُ والعَطَاءُ . وأَضَلِّتْ بهِ أُمُّهُ : دَفَنَتْهُ نادرٌ عن ابْن الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
فَتَىً ما أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ ... مِنَ القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْأي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَةَ . والضَّللُ بِالتَّحْرِيكِ : الْماءُ الجَارِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ لا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ يُقالُ : ماءٌ ضَلَلٌ أو هو الماءُ الْجَارِي بَيْنَ الشَّجَرِ . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : ضَلاَضِلُ الْمَاءِ وصَلاَصِلُهُ : بَقاياه الواحِدَةُ ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلَةٌ . وأَرْضٌ ضَلْضِلَةٌ وضَلَضِلٌ بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِما وكَعُلَبِطَةٍ وعُلَبِطٍ وعُلاَبِطٍ وهذهِ عن اللِّحْيانِيِّ وقُنْفُذَةٍ وهذِهِ عن ابنِ دُرَيْدٍ : غَلِيظَةٌ وقالَ سِيبَوَيْهِ : الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَن الضَّلاَضِلِ وقالَ الفَرَّاءُ : مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنْدِلٌ : وهو الشَّدِيدُ ذُو الحِجَارَةِ قالَ : أَرادُوا ضَلَضِيِل وجَنَدِيل على بِنَاءِ حَمَصِيصِ وصَمَكِيك فَحَذَفُوا اليَاءَ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلَةُ : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ عن الأَصْمَعِيِّ قالَ : كأَنَّهُ قَصْرُ الضَّلاضِلِ . وهِيَ أيضاً أي الضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ كما في الصِّحاحِ وقُنْفُذَةٍ كَما في الجَمْهَرَةِ والضَّلَضِلُ والضَّلَضِلَةُ بفَتْحَتَيْنِ فيهما كما هوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ : الْحِجَارَةُ يُقِلُّهَا الرَّجُلُ وليسَ في الكَلامِ المُضاعَفِ غيرُهُ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِصَخْرِ الغَيِّ :
" أَلَسْتَ أيامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ
" وبعدُ إِذْ نحنُِ عَلى الضُّلَضِلَهْ كَما في الصِّحاحِ وفي التَّهْذِيبِ : الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْرَ ما يُقِلُّهُ الرَّجُلُ أو فَوْقَ ذلكَ أَمْلَسَ يكونُ في بُطُونِ الأَوْدِيَةِ وليسَ في بابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُها . وكُعُلاَبِطٍ وعُلَبِطَةٍ : الدَّلِيلُ الْحاذقُ عن ابْن الأَعْرابِيِّ والصَّوابُ : و'ُلَبِطٍ كما هُوَ نَصُّ العُبابِ . وتَضْلاَلٌ بالفتحِ ع ويُقالُ لِلْباطِلِ : ضُلَّ بِتَضْلاَلِ قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ الأَسَدِيُّ :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لاتَ حِينَ ادِّكارِها ... وقد حُنِيَ الأَضْلاَعُ ضُلٌّ بِتَضْلالِ . كَما في الصِّحاحِ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : حَكاهُ أبو عليٍّ عن أبي زَيْدٍ : ضُلاًّ بالنَّصْبِ قالَ : ومِثْلُهُ لِلعَجَّاجِ :
" يَنْشُدُ أَجْمَالاً وما مِن أَجْمَالْ
" يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّةً بِتَضْلالْ قلتُ : ومَنْ رَوَاهُ هكذا كأَنَّهُ قالَ : تَذَكَّرْتُ لَيْلَى ضَلاَلاً . فَوَضعَ ضُلاًّ مَوْضِعَ ضَلاَلاً وقالَ أبو سَهْلٍ : في نَوِادِرِ أبي زَيْدٍ : بِتَضْلاَلْ مُقَيّداً وهكذا رَوَاهُ الأَخْفَشُ وهو غيرُ جائِزٍ في العَرُوضِ عندَ الخَلِيلِ وإِطْلاقُها لا يَجُوزُ في العَرَبِيَّةِ والبيتُ حُجَّةٌ لِلأَخْفَشِ وفيهِ كَلامٌ مَوْدُوعٌ في كُتُبِ الفَنِّ . وفي المَثَلِ : يا ضُلَّ ما تَجْرِي بِهِ العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويَا تَلَفَهُ يَقُولُهُ قَصِيرُ بنُ سَعْدٍ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ حينَ صارَ معهُ إلى الزَّبَّاءِ فلَمَّا صارَ في عَمَلِها نَدِمَ فقالَ لهُ قَصِيرٌ : ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليهِ فَإِنَّهُ لا يُشَقُّ غُبَارُهُ . وكَعُلَبِطَةٍ وهُدْهُدٍ وعلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ نَصْرٌ في كتابِهِ وكذا الصّاغَانِيُّ : ع قالَ نَصْرٌ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِتَمِيمٍ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِصَخْرٍ وقيلَ لِصُخَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ :
" أَلَسْتَ أيامَ حَضرْنَا الأَعْزِلَهْ
" وقبلُ إِذْ نحنُ على الضُّلَضِلَهْ قلتُ : وسبَق هذا البيتُ مِنْ إِنْشادِ الجَوْهَرِيِّ لِلأَصْمَعِيِّ شاهِداً على مَعْنى الحَجَرِ الذي يُقِلُهُ الإِنْسانُ وفيهِ : وبعدُ إِذْ نحنُ . وضَلِيلاَءُ بِفَتْحٍ فكَسْرٍ : ع ويُقالُ : هو بالظَّاءِ المُشالِةِ كَما سَيأْتِي . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : أَضَلَّهُ : جَعَلَهُ ضَالاًّ قالَ الأَزْهَرِيُّ : الإِضْلالُ في كلامِ العَرَبِ ضِدُّ الإِرْشادِ يُقالُ : أَضْلَلْتُ : فُلاناً إِذا وَجَّهْتُه لِلضَّلالِ عن الطَّرِيقِ وإياهُ أرادَ لَبيدٌ :
مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبالِ ومَن شاءَ أَضَلّقالَ لَبِيدٌ هذا في جاهِلِيَّتِهِ فَوافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ العَزيزَ : " يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ " . قال : وقد يَقَعُ أَضَلَّهُم في غيرِ هذا المَوْضِعِ عَلى الحَمْلِ على الضَّلالِ والدُّخُولِ فيه كقولِهِ تعالى : " رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ " أي ضَلُّوا بِسَبَبِها لأنَّ الأَصْنامَ لا تَفْعَلُ شَيْئاً ولا تَعْقِلُ . وقال الرَّاغِبُ : الإِضْلالُ ضَرْبان : أَحَدُهما أنْ يَكُونَ سَبَبُهُ الضَّلالَ وذلكَ على وَجْهَيْنِ إِمَّا بأَنْ يَضِلَّ عنكَ الشَّيْءُ كقَوْلِكَ : أَضْلَلْتُ البَعِيرَ أي ضَلَّ عَنِّي وإِمَّا أَنْ يُحْكَمَ بِضَلالِهِ . والضَّلالُ في هذينِ سَبَبٌ لِلإِضْلالِ والضَّرْبُ الثاني أَنْ يكونَ الإِضْلالُ سَبَباً للضَّلالِ وهو أن يُزَيَّنَ لِلإِنْسانِ الباطِلُ لِيَضِلَّ كَقَوْلِهِ تَعالى : " لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُم أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ " أي : يَتَحَرَّرُونَ أَفْعالاً يَقْصِدُونَ بها أَنْ تَضِلَّ فَلا يَحْصَلُ مِنْ فِعْلِهِم ذلكَ إِلاَّ ما فيهِ ضَلالُ أَنْفُسِهم وقالَ عن الشَّيْطانِ : " ولأُضِلَّنَّهُمْ ولأُمَنِّيَنَّهُمْ " وقالَ في الشَّيْطانِ : " ولَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً " وإِضْلالُ اللهِ تَعالى لِلإِنْسانِ على وَجْهَيْنِ : أَحْدُهما : أن يكونَ سَبَبُه الضَّلالَ وهو أن يَضِلَّ الإِنْسانُ فيَحْكُمَ اللهُ تَعالى عليه بذلكَ في الدُّنْيا ويَعْدِلَ به عن طريقِ الجَنَّةِ إِلى النَّارِ في الآخِرَةِ وذلكَ إِضْلالٌ هو عَدْلٌ وحَقٌّ والحُكْمُ على الضَّالِّ بِضَلالِهِ والعُدُولُ به عن طَرِيقِ الجَنَّةِ إِلى النَّارِ عَدْلٌ والثاني مِنْ إَضْلالِ اللهِ : هو أَنَّ اللهَ تعالى وَضَعَ جِبِلَّةَ الإِنْسانِ عَلى هَيْئَةٍ إِذا رَاعَى طَرِيقاً مَحْمُوداً كان أَو مَذْمُوماً أَلِفَهُ واسْتَطابَهُ ولَزِمَهُ وتَعَسَّرَ صَرْفُهُ وانْصِرافُهُ عنهُ ويَصِيرُ ذلكَ كالطَّبْعِ الذي يَأْبَى على النَّاقِلِ ولذلكَ قيل : الْعادَةُ طَبْعٌ ثانٍ وهذه الْقُ,َّةُ في الإِنْسانِ فِعْلٌ إِلهِيٌّ وإِذا كان كذلكَ صَحَّ أَنْ يُنْسَبَ ضَلالُ العَبْدِ إِلى اللهِ مِنْ هذا الوَجْهِ فيُقالُ : أَضَلَّهُ اللهُ لأنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ سَبَباً في وُقُوعِ فِعْلٍ صَحَّ نِسْبَةُ ذلكَ الفِعْلِ إِلَيْهِ لا عَلى الوَجْهِ الذي يَتَصَوَّرُهُ الجَهَلَةُ ولِمَا قُلْنا : جَعَلَ الإِضْلاَلَ المَنْسُوبَ إِلى نَفْسِهِ لِلْكافِرِ والفاسِقِ دُونَ المُؤْمِنِ بل نَفَى عن نَفْسِهِ إِضْلاَلَ المُؤْمِنِ فقالَ : " وما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ " وقال في الكافِرِ والفاسِقِ : " والَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وأَضَلَ أَعْمالَهُمْ " " ومَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ " " كذلكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرينَ " ويُضٍلُّ اللهُ الظَّالِمينَ " وعلى هذا النَّحْو تَقْلِيبُ الأَفْئِدَةِ والخَتْمُ على القَلْبِ والزِّيادَةُ في المَرضِ انْتَهى . ويُقالُ : هو ضَالٌّ تَالٌّ وقولُه تعالى : " ولا الضَّالِّينَ " قيلَ : عَنَى بهم النَّصارَى . وقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
رَآهَا الْفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً مِن الْبِيضِ الْكِرَامِ الْعَطابِلِ قالَ السُّكَّرِيُّ : طُلِبَ منهُ أَنْ يَضِلَّ فَضَلَّ كَما يُقالُ : جُنَّ جُنُونُه ومِثْلُهُ في الصَِّحاحِ . ويُقالُ : ضَلَّ ضَلالُهُ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
إِذا نَاقَةٌ شُدَّةْ بِرَحْلٍ ونُمْرُقٍ ... إلى حَكَمٍ بَعْدِي فَضَلَ ضَلالُهَاوأَضَلَّهُ : وَجَدَهُ ضالاً : ضَيَّعَهُ وأَهْلَكَهُ . وأَضَلَّهُ : وَجَدّهُ ضَالاًّ كأَحْمَدَهُ وأَبْخَلَهُ ومنهُ الحديثُ : أَتَى قَوْماً فَأَضلَّهُم أي وَجَدَهُم ضُلاَّلاً غيرَ مُهْتَدِينَ إِلَى الحَقِّ . وقولُهُ تَعالى : " إِنَّ الْمُجْرِمِينَ في ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ " أي هَلاَكٍ . والضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ : الضّلالُ . وقولُهُ تَعالى : " لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسَى " أي لا يَضِلُّ عَن رَبِّي ولا يَضِلُّ رَبِّي عَنْهُ أي لا يُغْفِلُه وقيلَ : أي لا يَفُوتُهُ وقيلَ : لا يَغِيبُ عن شَيْءٍ ولا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ . وقَوْلُهُ تَعالَى : " في تَضْلِيلٍ " أي في باطِلٍ وإِضْلاَلٍ لأَنْفُسِهم . والمُضِلُّ : السّرَابُ قالَ الشاعِرُ :
أَعْدَدْتُ لِلْحَدَثانِ كُلّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلائِحَةِ المُضِلِّ جَرُورِ والمُتَضَالُّ : أَنْ يَرَى أَنَّهُ ضَالٌّ يُقالُ : إِنَّكَ تَهْدِي الضَّالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ . وضَلالَةُ العَمَلِ : بُطْلاَنُهُ وضَياعُهُ وقالَ أبو إِسْحاقَ في قَولِهِ تَعالى : " أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ " أي لَمْ يُجازِهم عَلى ما عِمِلُوا مِنْ خَيْرٍ وهذا كَما تَقُولُ لِلَّذِي عَمِلَ عَمَلاً لم يَعُدْ عليهْ نَفْعُهُ : قد ضَلًَّ سَعْيُكَ . وضَلَّ عن القَصْدِ إِذا جَارَ . وفُلانٌ يَلُومُنِي ضَلَّةً إِذا لَمْ يُوَفَّقْ للرَّشَادِ في عَذْلِهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفِتْنَةٌ مَضَلَّةٌ : تُضِلُّ النَّاسَ وكذلكَ : طَرِيقٌ مَضَلٌّ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : المَضَلُّ : الأَرْضُ المَتِيهَةُ وقالَ غيرُهُ : أَرْضٌ مَضَلٌّ : يَضِلُّ الناسُ فيها والْمَجْهَلُ كذلك . يُقالُ : أَخَذْت أرْضاً مَضِلَّةً ومَضلَّةً وأَخَذْ أرضاً مَجْهَلاً مَضَلاً وأَنْشَدَ :
أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إِنَّها ... لنا بالمْرَوْرَاةِ المَضلِّ طَرُوقُ ويُقالُ : أَضَلَّ اللهُ ضَلالكَ أي ضَلَّ عنهُ فذهَبَ فَلا تَضِلُّ نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ قال : وقَوْلُهم مَلَّ مَلالُكَ أي ذهَبَ عَنْكَ حتى لا تَمَلَّ . والأُضْلُولَةُ بالضَّمِّ : الضَّلالُ والجَمْعُ الأَضَالِيلُ قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ :
" وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضالِيلُ ويُقالُ : تَمادَى في أَضالِيلِ الهَوَى قالَ شَيخُنا : قيل : لا واحِدَ له وقيلَ : وَاحِدُهُ مُقَدَّرٌ وقيلَ : مَسْمُوعٌ وهو أُضْلُولَةٌ أو أُضْلُولٌ أو إِضٍلِيلٌ أو غيرُ ذلك . وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : أَضَلَّنِي أَمْرُ كذا وكذا أي لم أَقْدِرُ عليه وأَنْشَدَ :
إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَنِي ... تُرِيدُ مَالِي أَضَلَّنِي عِلَلِي أي فارَقَتْنِي فلم أَقْدِرْ عليها . والضُّلُّ بالضَّمِّ : اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً أي في ضَلاَلَةٍ وذَهَبَ ضِلَّةٍ أي لم يُدْرَ أينَ ذَهَبَ . ووقَعَ في وادِي تَضْلَلَ وتِضْلِلَ بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرَتَيْنِ كِلاهُما عن ابنِ عَبَّادٍ . ويُقالُ : ضَلِّلْ ماءَكَ أسَرِّحْهُ . وتَضلَّلَ الماءُ مِنْ تَحْتِ الحَجَرِ : أي : ذَهَبَ . وضَلَّ الشَّيْءُ : تَلِفَ . والمُضَلَّلُ بنُ مالِكٍ كَمُعَظَّمٍ هو جَدُّ خالِدِ بنِ قَيْسٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وأياُ عَنَى الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ بِقَوْلِهِ :
فقَبْلِيَ ماتَ الخَالِدَانِ كِلاهُما ... عِميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ والثَّاني : خالِدُ بنُ نَضْلَةَ