القُمْرَةُ بالضَّمّ : لَوْنٌ إِلى الخُضْرَة أَو بَياضٌ فيه كُدْرَةٌ أَو البَياضُ الصافِي حِمَارٌ أَقْمَرُ . والعَرَب تقولُ في السَّماءِ إِذا رَأَتْهَا : كَأَنَّهَا بَطْنُ أَتان قَمْرَاء فهِي أَمْطَرُ ما تَكُون . وفي حَدِيث الدَّجّالِ : هِجَانٌ أَقْمَرُ . قال ابنُ قُتَيْبَةَ : الأَقْمَرُ : الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ والأُنْثَى قَمْرَاءُ . ويُقالُ للسَّحَابِ الذي يَشْتَدُّ ضَوْءُه لِكَثْرَةِ مائِه : سَحابٌ أَقْمَرُ . وفي حديث حَلِيمَة : ومَعَها أَتانٌ قَمْرَاءُ أَي بَيْضَاءُ . والقَمَرُ الّذِي في السَّمَاءِ معروفٌ . قال ابنُ سِيدَه : يَكُونُ في اللَّيْلَةِ الثالِثَةِ من الشَّهْر وهو مُشْتَقُّ من القُمْرَة والجَمْعُ أَقْمَارٌ . وقال أَبو الهَيْثَمِ : يُسَمَّى القَمَرُ لِلَيْلَتَيْن من أَوّلِ الشَّهْرِ هِلالاً ولِلَيْلَتَيْنِ من آخرِه لَيْلَةَ سِتٍّ وعِشْرِين ولَيْلَةَ سَبْعٍ وعِشْرِين : هِلالاً ويُسَمَّى ما بَيْنَ ذلك قَمَراً . وفي الصّحاح : القَمَرُ بَعْدَ ثَلاثٍ إِلى آخِرِ الشَّهْرِ يُسَمَّى قَمَراً لِبَيَاضِه . والقَمْرَاءُ : ضَوْءُهُ أَي القَمَرِ . والقَمْرَاءُ طائرٌ صَغِيرٌ من الدَّخَاخِيلِ . وفي التَّهْذِيب : القَمْرَاءُ : دُخَّلَةٌ من الدُّخَّل . والقَمْرَاءُ : لَيْلَةٌ فيها القَمَرُ قال :
يا حَبَّذَا القَمْرَاءُ واللَّيْلُ السَّاجُ ... وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاَءِ النَّسّاخْ وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ : لَيْلٌ قَمْرَاءُ . قال ابنُ سِيدَه : وهُوَ غَرِيبٌ . قال : وعِنْدِي أَنَّه عَنَى باللَّيْل اللَّيْلَةَ أَو أَنَّثَه على تَأْنِيثِ الجَمْع . وسيأْتي للمصنّف في ظ ل م كالمُقْمِرَةِ والمُقْمِرِ كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ والقَمِرَةُ كفَرِحَة يُقَال : لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ أَي قَمْرَاءُ ؛ عن ابنِ الأَعرابيّ . قال : وقِيلَ لِرَجُل : أَيُّ النِّسَاءِ أَحَبٌّ إِلَيْك ؟ قال بَيْضَاءُ بَهْتَرَةٌ حالِيَةٌ عَطِرَةٌ حَيِيَّة خَفِرَةٌ كأَنّهَا لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ . قال ابنُ سِيدَه : وقَمِرَةٌ عندي على النَّسَب . ووَجْهٌ أَقْمَرُ : مُشَبَّهٌ به أَي بالقَمَرِ في بَياضِ اللَّوْنِ . وأَقْمَرَ الرَّجُلُ : ارْتَقَبَ طُلُوعَه قال ابنُ أَحْمَرَ :
لا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه ... لا عَنْ رِضَاكَ ولا بالكُرْهِ مُغْتَصبَا وتَقَمَّر الأَسَدُ : طَلَبَ الصَّيْدَ في القَمَر هكذا في النُّسخ والصَّوابُ : في القَمْرَاءِ ومنه قول عبدِ الله بن عَنَمةَ الضَّبِّي :
أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشَاءُ به عَلَى سِرْحانِ
سَقَطَ العَشَاءُ به عَلَى مُتَقَمِّرٍ ... حامِي الذِّمَارِ مُعَاوِدِ الأَقْرَانِ قال ابنُ بَرّيّ : هذا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْراً فَوَقَع في شرٍّ . قال : وأَصْلُه أَنْ يكونَ الرَّجُل في مفَازَةٍ فيَعْوِي لتُجِيبَهُ الكِلابُ بنُبَاحِها فيَعْلَمَ إِذا نَبَحتْه الكِلابُ أَنّه مَوْضِعُ الحَيِّ فيَسْتَضِيفُهم فيَسْمَع الأَسَدُ أَو الذِّئبُ عُوَاءَهُ فيَقْصِد إِليه فيَأْكُله . ومن المَجَاز : تَقَمَّرَ المَرْأَةَ : بَصُرَ بِهَا في القَمْرَاءِ وقِيلَ : اخْتَدَعَهَا وطَلَبَ غِرَّتَهَا كما يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ ؛ قاله الأصمعيّ . وقِيلَ : ابْتَنَى عَلَيْهَا في القَمْرَاءِ أَي ضَوْءِ القَمَر . وقال أَبو عَمْروٍ : تَقَمَّرها : أَتاها في القَمْراءِ . وبِكُلِّ ذلك فُسِّر قولُ الأَعشى :
تَقَمَّرَهَا شَيْخٌ عِشَاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضَاعِيَّةً تأْتِي الكَوَاهِنَ ناشِصَاوقَمِرَ السِّقاءُ كفَرِحَ قَمَراً : بانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه قال ابنُ سِيدَه : وهُوَ شَئٌ يُصِيبُ القِرْبةَ من القَمَرِ كالاحْتِرَاقِ . وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً : تَحَيَّرَ بَصَرُه في الثَّلْجِ فلم يُبْصِر . وقَمِرَ الظَّبْيُ : أَخَذَ نُورُ القَمَرِ عَيْنَيْه فحارَ ؛ قاله ابنُ القَطّاع . وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً : أَرِقَ في القَمَرِ فلَمْ يَنَمْ . وقَمِرَتِ الإِبِلُ : رَوِيَتْ من الماءِ وقِيل : إِذا تأَخَّر عَشاؤُهَا أَو طالَ في القَمَرِ . وقَمِرَ المَاءُ والكَلأُ وغَيْرُهُمَا : كَثُرَ وقال ابنُ القَطّاع : قَمِرَ الشَّيءُ : كَثُرَ . وماءٌ قَمِرٌ كفَرِح : كَثِيرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
في رَأْسِه نَطّافَةٌ ذاتُ أُشَرْ ... كنَطَفَانِ الشَّنِّ في المَاءِ القَمِرْ وفي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذَكَرَ الدَّجّال فقال : هِجَانٌ أَقْمَرُ . قال ابنُ قُتَيْبَةَ : الأَقْمَرُ : الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ والأُنْثَى قَمْرَاءُ . وأَقْمَرَ الثَّمَرُ هكذا بالمُثَلَّثَة في سائر النُّسخ والصَّوابُ التَّمْر بالفَوِْقّية : تَأَخَّرَ إِيْنَاعُه ولم يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ فتَذْهَب حَلاوَتُه وطَعْمُه زادَ ابنُ القَطّاعِ : من يُبْسِه . وأَقْمَرتِ الإِبِلُ : وَقَعَتْ في كَلإٍ كثيرٍ قاله ابنُ القَطّاعِ ونَقَلَه صاحبُ اللّسَان . وقَامَرَه مُقَامَرَةً وقِمَاراً فقَمَرَه كنَصَرَه يَقْمُرُهُ قَمْراً وتَقَمَّرَهُ : رَاهَنَه فغَلَبَهُ وهُوَ التَّقَامُرُ . وفي الصّحاح : قَمَرْتُ الرَّجلَ أَقْمِرُه بالكَسْر إِذا لاَعَبْتَهُ فيه فغَلَبْتَهُ وقامَرْتُهُ فقَمَرْتُهُ أَقْمُرُه بالضَّمّ قَمْراً إِذا فاخَرْتَه عليه فَغلبْتَه وتَقَمَّر الرّجلُ : غَلَبَ من يُقَامِرُه . وقال ابنُ القَطّاع في التهذيب : قَمَرْتُه قَمْراً وأَقْمَرْته : غَلَبْتهُ في اللَّعِب . وقَمِيرُك : مُقَامِرُك عن ابنِ جِنّى ج أَقْمَارٌ عنه أَيضاً وهو شاذٌّ كنَصِير وأَنْصَار . وقد قَمَرَهُ يَقْمِرُهُ بالكَسْر قَمْراً . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ في شرح بَيْتِ الأَعْشَى السابق ذِكْرُه يقال : تَقَمَّرَ المَرْأَةَ : تَزَوَّجَها وذَهَب بها . وقال ثَعْلب : سأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيّ عن معْنَى قوله : تَقَمَّرها فقال : وَقَعَ عَلَيْهَا وهو ساكِتٌ فظَنَّتْه شَيْطَاناً . والقُمْرِيَّةُ بالضَّمِّ : ضَرْبٌ من الحَمَامِ هو نصُّ المُحْكمِ وفيه : من الحَمَائمِ ج قَمَارِىُّ بكسر الراءِ غير مَصْرُوف وفَتَحها بعضُهُمْ ولَهُ وجْهٌ وقُمْرٌ بالضَّمّ وشاهد الأَخِيرِ قولُ أَبِي عامِرٍ جَدِّ العبّاسِ ابنِ مِرْداس السُلَمِيّ :
لا نَسَب اليَوْمَ ولا خُلّةً ... اتَّسعَ الفَتْقُ على الرّاتقِ
لا صُلْحَ بيْني فاعْلَموهُ ولا ... بيْنَكُمُ ما حملَتْ عاتِقِي
سَيْفِي وما كُنَّا بنَجْدٍ وما ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوَادِ بالشَّاهِقِوقال الجوهريّ : القُمْرِيُّ : منسوبٌ إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ وقُمْرٌ إِمّا أَنْ يكونَ جَمْعَ أَقْمَرَ مثل أَحْمَر وحُمْر وإِمّا أَنْ يكون جمْعَ قُمَرِىّ مثل رُوْمِى ورُومٍ وزِنْجِىّ وزِنْجٍ أَو الأُنْثَى من القَمَارِىّ قُمْرِيَّة والذَّكَرُ ساقُ حرٍّ ؛ وقيل الياءُ في قُمْرِيّ للمُبَالَغَة وقيل لِلنّسْبَة . واخْتُلِف فيه فقِيلَ إِلى جَبَلٍ أَو مَوْضِع أَو غَيْرِ ذلك ؛ كما حَقَّقه شَيْخُنا في شرح الكفاية . ونَخْلَةٌ مِقْمَارٌ : بَيْضَاءُ البُسْرِ . وأَقْمَرَ البُسْرُ : لم يَنْضَجْ حتَّى أَدْرَكَه البَرْدُ فلم تَكُنْ له حَلاوَة . والمَقْمُورُ : الشَّرّ . ويُقَال في المَثَل : وَضَعْتُ يدي بينَ إِحْدَى مَقْمُورَتَيْن أَي بين إِحْدَى شَرَّتَيْن ؛ قال أَبو زَيْد . وبَنُو قَمَرٍ مُحرّكةً : حيٌّ منْ مهْرَة بن حَيْدَانَ . وغُبُّ القَمرِ : ع بيْنَ ظَفَارِ والشِّحْر على يَمين منْ أَيْمَنَ من الهِنْد ؛ قاله الصاغانيّ . وبنو قُمَيْرٍ كزُبَيْرٍ : بطْنٌ من مَهْرَةَ ؛ كذا قاله الحَافظُ والصَّوابُ أَنّه بَطْنٌ من خُزَاعَة وهو قُمَيْرُ بنُ حُبَشِيَّة ابن سَلُول مِنْهم بُسْرُ بنُ سُفْيَانَ وسَيأْتي الاخْتلافُ فيه في المُسْتَدْرَكَات . وقَمَارِ كقَطَامِ : ع يُجْلب منه العُودُ القَمَارِيّ وهو ببلاد الهنْد ويُذْكَرُ مع مَنْدلٍ ويُنْسَب إِليه العُودُ كذلك فيُقَالُ : العُودُ القَمَارِيُّ والمَنْدَليُّ . وقَمَرُ المُقَنَّعِ كمُعَظَّم : لَقَبُ ثوْر بن عُمَيْرةَ من بني الشَّيْطَان ابن الحارث الولاّدة بن عَمْرو بن الحارث الأَكْبَر بن مُعَاويَةَ بن كِنْدة أَحد الدَّجَاجلَة الَّذين ادَّعَوا الأُلُوهيَّة بطريق التَّنَاسُخ . وكان من جُمْلَة ما أَظْهَره صُورة قَمَرِ هو الَّذي أَظْهَره في الجَوِّ احْتيالاً يَطْلُعُ ويرَاهُ النَّاسُ من مَسَافَة شَهْريْن من مَوْضعه ثمّ يَغيبُ أَو أَنَّه منْ عَكْس شُعَاعِ عَيْن الزِّئْبق كما قالَهُ الصاغَانيّ . قال شيخُنَا : وقد ذَكَرَه المَعرِّيّ في قوله :
أَفِقْ إِنَّمَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُه ... ضَلالٌ وغَىٌّ مثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ ولَمَّا اشْتَهَر أَمرُه قَصَدَه الناسُ وحَاصَرُوه في قَلْعَته . فلمَّا تَيَقَّنَ بالهَلاك جمَعَ نِساءَه وسَقَاهُنَّ سُمّاً فمُتْنَ ثم تَناوَل شَرْبَةً منه فماتَ لَعَنَةُ الله ؛ قالَهُ ابنُ خلّكان . قال شيخُنَا : ولم يَتَعَرَّض له المُصَنّف في قنعِ وإِنّمَا أَوردَهُ هُنَا استطراداً وكان واجبَ الذِّكْر في مَظنَّته ومادَّته وهذا من عاداته الغيرْ الحسنَة . وسيأْتي التَّنْبيهُ على ذلك في ق ن ع إِن شاءَ الله تَعالَى . وقَمِيرُ بنْتُ عمْروٍ كأَميرٍ : اسمُ امْرَأَة مَسْرُوقِ بن الأَجْدَعِ الهَمْدانيّ . وقُمْرٌ بالضَّمّ : عِ وراءَ بلاد الزَّنْج يُجْلَبُ منه الوَرق القُمَاريّ ولا يُقَال : القُمْريّ كما حققّه الصاغانيّ وهو ورقٌ حِرِّيفٌ طَيِّب الطَّعْم . قلتُ : وهو ورَقُ التُّنْبُل - كقُنْفُذ - رائحتُه كرائحة القرَنفُل يَهْضمُ الطَّعامَ ويُقوِّي اللِّثة والمعِدةَ وفيه تَفْريحٌ عجيبٌ . وسيأْتِي ذِكْرُه في مَوْضعه إِن شاءَ الله تعالَى . وممّا يُستدرك عليه : أَقْمَرَتْ لَيْلَتُنَا : أَضاءَتْ . وأَقْمَرْنا : طَلَعَ عَلَيْنَا القَمَرُ . وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال للَّذِي قَلَصَتْ قُلْفَتُه حتَّى بَدا رَأْسُ ذَكَرِه : عَضَّهُ القَمَر . ومن المَجَازِ : العَرَبُ تقولُ : اسْتَرْعَيْتُ مالِي القَمَرَ إِذا تَرَكتهُ هَمَلاً لَيْلاً بِلا راعٍ يَحْفَظُه واسْتَرْعَيْتُه الشَّمْسَ إِذا أَهْمَلْته نَهارً . قال طَرَفَةُ :
وكانَ لَهَا جارانِ قابُوسُ مِنْهُمَا ... وبِشْرٌ ولَمْ أَسْتَرْعِها الشَّمْسَ والقَمَرْ أَي لم أُهْمِلْها . وأَرادَ البَعِيثُ هذا المَعْنَى بقوله :
بحَبْلِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها ... وما غَرَّنِي مِنْهَا الكَوَاكِبُ والقَمَرْ ومن أَمْثَالِهم : اللَّيْلُ طَوِيلٌ وأَنْتَ مُقْمِرٌ . وغابَ قُمَيْر كزُبَيْرٍ : وهو القَمَرُ عِنْدَ المَحَاقِ . وقَمِرَ الكَتّانُ كفَرِحَ : احْتَرَقَ من القَمَرِ . وأَراد الشاعِرُ هذا المعنَى في قَوْله :لا تَعْجَبُوا من بِلَى غِلالَتِه ... قد زَرّ أَزرَارَه على القَمَرِ والقَمَرَانِ : الشَّمْسُ والقَمَر على التَّغْلِيب . وتَقَمَّرْتُه : أَتْيتُه في القَمْراءِ . وقَمَرُوا الطَّيْرَ : عَشَّوْهَا في اللَّيْل بالنارِ لِيَصيدُوهَا . وتَقَمَّرَ الصَّيّادُ الظِّبَاءَ والطَّيْرَ باللَّيْل إِذا صادَهَا في ضَوْءِ القَمَرِ فتَقْمَر أَبْصَارُهَا فتُصاد . وقال أَبو زُبَيْد يَصِفُ الأَسَد : ورَاحَ على آثارِهِمْ يَتَقَمَّرُ . أَي يَتعاهَدُ غِرَّتَهم . وسَحابَ أَقْمَرُ : مَلآنُ والجمعُ قُمْرٌ قال الشاعر :
سَقَى دارَهَا جَوْنُ الرَّبَابةِ مُخْضِلٌ ... يَسُحُّ فَضِيضَ الماءِ مِنْ قَلَعٍ قُمْرِ وقُمْرَةُ عَنْزٍ : موضِعٌ قال الطِّرِمّاح : بقُمْرَةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّمَا حَصْدِ . وقَمَرُ الشتاءِ يُضْرَب به المَثَلُ في الضَّيَاع فيقال : أَضْيَعُ من قَمَرِ الشّتاءِ لأَنّه لا يُجْلَسُ فيه كما يُجْلَسُ في قَمَر الصَّيْف للسَّمَر . وجَبَلُ القَمَرِ الذي مِنْه مَنْبَعُ النّيلِ هو بالتَّحْرِيكِ وجَزَم قومٌ بأَنّه بالضَّمِّ . وفي قَوَانِينِ الدَّواوينِ أَنَّ يَنْبُوعَ النِّيلِ من خَلْفِ الاسْتِوَاءِ من جَبَلٍ هُنَاك يُعْرَفُ بجَبَلِ القَمَر وذُكِرَ أَنّه قَافٌ . وقِيل : يَأْتِي من خَلْف خَطّ الاسْتِوَاءِ بأَحَدَ عشَرَ دَرَجَة إلى الجَنُوب . وزُهَيْرُ بنُ محمّد بنِ تُمَيْرِ بن شُعْبَةَ الشّاشِيّ كزُبَيْرٍ عن عبدِ الرَّزّاقِ وغَيْرِه . وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمّدِ بنِ مَنْصُورٍ الحَضْرَمِيُّ القَمَرِيُّ مُحَرَّكَة كَتَبَ عنه السِّلّفِيّ . وعبدُ الكَرِيم بنَ مَنْصُور القُمَرِيُّ بالضَّمّ : حَدّثَ عنِ أَصحابِ الأُرْمَوِيّ وله شِعْرٌ وكانَ يُقْرِئ الحَدِيثَ بمَسْجِد قُمْرِيّةَ غَرْبِيَّ مدينةِ السَّلامِ فنُسِب إِلَيْه . والقُمْرِيُّ أَيضاً : شاعِرٌ ذَكَرَهُ ابن نُقْطَةَ . ومن القُدَمَاءِ : أَبو الأَزْهَرِ الحَجّاجُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَفْلَحَ المِصْرِيُّ القُمْرِيُّ رَوَى عن مالِكٍ واللَّيْثِ . وأَخُوه فُلَيْحُ ابنُ سُلَيْمَانَ رَوَى عنه سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ . قيل فيهمَا : إِنَّهُمَا مَنْسُوبان إِلى القُمْرِ : قَرْيَة بمِصْرَ . ونَسَبُوه إلى المُجْمَل وأَنْكَرَ بعضُهم ذلك ؛ كذا حَقَّقه البُلْبَيْسِيّ في الأَنْسَاب . وبُسْرُ بنُ سُفْيَانَ القَمِيرِيّ بفَتْح القافِ وكسر الميم . قال الرُّشاطِيّ : كَتَبَ إِليه النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم يَدْعُوه إِلى الإِسْلام ؛ كذا قاله الحافِظُ في التَّبْصِير . قُلْتُ : وهو بُسْرُ بن سُفْيَانَ بنِ عَمْرِو بن عُوَيْمرِ بنِ صِرْمَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ قَمِير كان شَرِيفاً شاعِراً نَسَبَهُ ابنُ الكَلْبِيّ . وفي أَصلِ الرُّشَاطِيّ : قُمَيْر كزُبَيْرٍ : حَيٌّ من خُزَاعَةَ وهو قُمَيْر بن حَبَشِيَّةَ بنِ سَلُول . وفي أُسْدِ الغَابَةَ مِثْلُ ما عِنْدَ بنِ الكلْبِيّ ووافَقَه الهَمْذانِيّ إِلاَّ أَنَّهُمَا ضَبَطَاهُ كزُبَيْر . وقُمَيْرٌ كزُبَيْرٍ : ماءٌ يَمانٍ . والقَمْرِيُّ بالفَتْح : وَادٍ يَصُبُّ جَنُوبِيَّ غَمْرَةَ وشَمَالِيَّ الدَّبِيل ؛ كذا في مُخْتَصَرِ البُلْدَان . وقُمَيْرُ بنُ مالِكِ بن سَوادٍ كزُبَيْر : بَطْن من الأَنْصَارِ
" قَمَصَ الفَرَسُ وغَيْرُه يَقْمُصُ " بالضَّمّ " ويَقْمِصُ " بالكَسْرِ " قَمْصاً وقُمَاصاً بالضَّمّ والكَسْرِ " واقْتَصَر الجَوْهَرِيّ على الكَسْرِ : ومَنَعَ الضَّمَّ وهُمَا جَمِيعاً في كِتَاب " يافِع ويَفَعَة " فَقَال : هو قُمَاصُ الدَّابَّةِ وقِمَاصُه " أَوْ إِذَا صَارَ " ذلِك " عادَةً له فبالضَّمِّ وهُوَ " أَي القَمْصُ والقُمَاصُ " أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ ويَطْرَحَهُمَا مَعاً ويَعْجِنَ برِجْلَيْهِ " وهو الاسْتِنَانُ أَيضاً . قَمَصَ " البَحْرُ بالسَّفينة " إِذا " حرَّكَهَا " بالمَوْجِ كما في الصّحاح وهو مَجاز . من المَجازِ : القِمَاصُ " ككِتَابٍ : القَلَقُ " والنُّفُورُ " والوَثْبُ ويُضَمُّ " . يُقَالُ : هذِهِ دَابَّةٌ فيهَا قِمَاصٌ وقُمَاصٌ . وزادَ في اللِّسَان الفَتْحَ أَيضاً فهو مُثَلَّث قال : والضَّمُّ أَفْصَحُ . في المَثَل : " " ما بِالعيْرِ منْ قُمَاصِ " " بالوَجْهَيْن " يُضْرَبُ لضَعِيفٍ لا حَرَاكَ بِهِ ولمَنْ ذَلَّ بَعْدَ عزّ " نَقَلهما الصَّاغَانِيُّ وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ ويُرْوَى المَثَل أَيْضاً : " أَفَلاَ قمَاصَ بالبَعِيرِ " وهذا حَكَاهُ سِيبَوَيْه . وفي حَدِيث سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ " فقَمَصَتْ بِهِ فصَرَعَتْه " أَي وَثَبَتْ ونَفَرَت فأَلْقَتْهُ . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ " لتَقْمِصَنَّ بكم الأَرْضُ قُمَاصَ النُّفُرِ " يَعْني الزَّلْزَلَةَ . والقُمَاصُ بالضَّمِّ : أَن لا يَسْتَقرَّ في مَوْضِعٍ تَرَاه يَقْمصُ فيَثِبُ منْ مَكَانه منْ غَيْرِ صَبْرٍ . ويُقَال للْقَلِقِ : قد أَخَذَهُ القُمَاصُ . وفي حديث عُمَرَ : " فقَمَصَ مِنْهَا قَمْصاً : أَي نَفَرَ وأَعْرَضَ . القَمُوصُ " كصَبُورٍ : الدَّابَّةٌ تَقمِصُ بصَاحِبِها " أَيْ تَثِبُ . قال امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ ناقَةً :
تَظَاهَرَ فيها النَّيُّ لا هِيَ بَكْرَةٌ ... ولا ذَاتُ ضَفْرٍ في الزِّمَم قَمُوصُ وقال عَديُّ بنُ زَيْد :
ومُرْتَقَى نِيقٍ عَلَى نَقْنَق ... أَدْبَرَ عَوْدِ ذِي لِكَافٍ قَمُوصْ " كالقَمِيصِ " أَيضاً كأَمِيرٍ وهو البِرْذَوْنُ الكَثِيرُ القُمَاصِ . القَمُوصُ : " الأَسَدُ " عن ابن خالَوَيْه هو " القَلِقُ " الَّذِي " لا يَسْتَقِرّ " في مَكَانٍ لأَنّه يَطُوفُ في طَلَبِ الفَرَائسِ وهو مَأْخُوذٌ من القُمَاصِ . القَمُوصُ : " جَبَلٌ بخَيْبَرَ عليه حصْنُ أَبِي الحُقَيْقِ اليَهُوديّ " . " والقَمِيص " : الَّذي يُلْبَس مُذَكَّر " وقَدْ يُؤَنَّث " - إِذا عُنِيَ به الدِّرْعٌ . وقد أَنَّثَهُ جَرِيرٌ حينَ أَرادَ به الدِّرْعَ :
تَدْعُو هَوَازِنَ والقَميصُ مُفَاضَةٌ ... تَحْتَ النِّطَاق تُشَدُّ بالأَزْرار
فإِنَّهُ أَراد : وقَميصُه درْعٌ مُفَاضَةٌ . ويُرْوَى : تَدْعُو رَبِيعَةَ يَعْنِي له رَبِيَعَةَ بْنَ مَالكِ بن حَنْظَلَه - : " م " معروفٌ . وذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ الجَزَريّ وغَيْرُه أَنَّ القَمِيصَ ثَوْبٌ مَخيطٌ بكُمَّيْنِ غَيْرُ مُفرجٍ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَاب " أَوْ لاَ يَكُونُ إِلاَّ من قُطْن " أَو كَتّانٍ . وفي بَعْض النُّسَخ : ولا يَكُون بالوَاو " وأَمَّا منَ الصُّوفَ فَلا " نقَلَه الصّاغَانيّ . وفي شَرْحِ الشَّمَائِلِ لابْنِ حَجَرٍ المَكِّيّ بعد ما نَقَلَ عبَارَةَ المُصَنِّف وكَأَنَّ حَصْرَهُ المَذْكُورِ لِلْغَالب . قال شَيْخُنا : وقال قَوْمٌ : ولَعَلَّه مَأْخُوذٌ من الجِلْدَة الَّتي هيَ غِلاَفُ القَلْبِ وقِيلَ : مَأْخُوذٌ من التَّقَمُّصِ وهو التَّقَلُّب . " ج قُمُصٌ " بضَمَّتَيْن " وأَقْمِصَةٌ وقُمْصَانٌ " بالضَّمِّ . القَمِيصُ : " المَشِيمَةُ " نَقَلَه الصَّاغَانيّ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَميصُ : " غلافُ القَلْبِ " وهو مَجاز . وقال ابنُ سِيدَه : قَميصُ القَلْبِ : شَحْمُه أُرَاهُ على التَّشْبِيه . وفي الأَسَاس : يُقَال : هَتَكَ الخَوْفُ قَمِيصَ قَلْبِه . من المَجازِ " في الحَديث " : " قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " إِنَّ الله سَيُقَمِّصُكَ قَميصاً " وإِنَّكَ سَتُلاصُ على خَلْعِه فإِيّاكَ وخَلْعَهُ " هكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ بسَنَدِهِ . ويُرْوَى : " فَإِنْ أَرادُوكَ عَلَى خَلْعه فلا تَخْلَعُهُ " " أَي " إِنَّ اللهَ " سيُلْبسُك لبَاسَ الخلاَفَةِ " أَي يُشَرِّفُكَ بها ويُزَيِّنك كما يُشَرَّفُ ويُزَيَّنُ المَخْلُوعُ عليه بخِلْعَتِهِ . والإلاصَةُ : الإِدارَةُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَراد بالقَميص الحلاَفَةَ في هذا الحَدِيث وهو من أَحْسَنِ الاسْتِعَارَاتِ . " والقِمِصَّى كزِمِكَّى : القِبِصَّى " وهو العَدْوُ السَّرِيعُ عن الفَرّاءِ وقال كُرَاع : القِمِصَّى : القُمَاصُ . " والقَمَصُ مُحَرَّكَةً : ذُبَابٌ صِغَارٌ تكونُ فَوْقَ الماءِ " الوَاحدة قَمَصَةٌ كَذَا في بَعْض نُسَخِ الصّحاح " أَو البَقُّ الصِّغَارُ " يَكُونُ " على الماءِ الرَّاكِدِ " قَالَه ابنُ دُرَيْد . القَمَصُ أَيضاً : " الجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ من بَيْضِهِ " والوَاحِدَةُ قَمَصَةٌ . " وقَمَّصَهُ تَقْمِيصاً : أَلْبَسَهُ قَميصاً فتَقَمَّصَ هُوَ " أَي لَبِسَهُ . وقد يُسْتَعَارُ فيُقَالُ : تَقَمَّصَ الإِمَارَةَ وتَقَمَّصَ الوِلاَيَةَ وتَقَمَّصَ لِبَاسَ العِزِّ
وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قمَّصَ الثَّوْبَ تَقْمِيصاً : قَطَع منه قَمِيصاَ . ويُقَال : قَمِّصْ هذا الثَّوْبَ كما يُقَال : قَبِّ هذا الثَّوْبَ أَي اقْطَعْه قَبَاءً عن اللِّحْيَانيّ . وإِنّه لحَسَنُ القِمْصَةِ بالكَسْر عن اللِّحْيَانيّ أَيضاً . وتَقَمَّص في النَّهْرِ : تَقَلَّبَ وانْغَمَسَ والسِّين لُغَة فيه . والقَامِصَةُ : النّاقِزَة برِجْلِهَا هو في حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم اللهُ تَعالَى وَجْهَهُ وقد مَرَّ في " ق ر ص " . ويقال للفَرَس إِنّه لقَامِصُ العُرقوبِ وذلِكَ إِذا شَنِجَ نَسَاهُ فقَمَصَتْ رِجْلُه . عن ابن الأَعْرَابِيّ . ويُقَال للكَذَّاب : إِنَّه لَقَمُوصُ الحَنْجَرة حَكَاه يَعْقُوبُ عن كُرَاع وقد مَرّ في " غ و ص " أَيضاً وَهُوَ مَجَاز . وتَقَامَص الصِّبْيَانُ . وبَيْنَهُم مُقامَصَةٌ . وقَمَّصَتِ النَّاقَةُ بالرَّدِيف : مَضَتْ بهِ نَشِيطَةً وهو مَجَاز . وأَبو الفَتْحِ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي القاسِم بنِ أَبِي سَعْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ القَمَّاصُ كشَدَّادٍ من شُيُوخِ أَبي سَعْد السَّمْعَانِيّ نُسِب إِلى بَيْعِ القُمْصَانِ مَات سنة 507 . ومُنْيَةُ القُمُّصِ بضمّ القَافِ والمِيمِ المُشَدَّدة : قَرْيَةٌ بمِصُرَ بالقُرْب من مُنْيَةِ ابنِ سَلْسِيل ومِنْهَا الجَلالُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ القُمُّصِيّ من شُيُوخِ الجَلالِ السُّيُوطِيّ رَحِمَهُما الله تَعالَى