الكَشْحُ : ما بين الخاصرَة إِلى الضِّلَعِ الخَلْفِ وهو من لدُنِ السُّرّة إِلى المَتْن قال طرَفة :
وآليتُ لا يَنفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً ... لعَضْبٍ رَقِيقِ الشّفرتين مُهَّندِ قال الأَزهريّ : هما كَشْحَانِ وهو مَوْقِع السَّيفِ من المُتقلَّد وفي حديث سعْد : إِنَّ أَميرَكم هذا الأَهضَمُ الكَشْحَيْن أَي دَقيقُ الخَصْرَين . قال ابن سيده : وقيل الكَشْحَانِ جانِبَا البَطْنِ من ظَاهرٍ وباطنٍ وهما من الخَيْل كذلك . وقيل : الكَشْحُ ما بين الحَجَبة إِلى الإِبط . وقيل : هو الخَصْرُ . وقيل : هو الحَشَى . والكَشْح : أَحدُ جانِبَيِ الوِشَاح . وقيل : إِنَّ الكَشْح من الجِسم إِنّما سُمِّيَ بذلك لوُقُوعه عليه . وفي الأَساس : كما قيل للإِزارِ الحَقْوُ . والمجاز : طَوَى كَشْحَه على الأَمر : أَضمَرَه وسَتَره هو نصُّ عبارة الجوهريّ وفي اللسان وغيرِه : طَوَى كَشْحَه على أَمرٍ : استمرّ عليه وكذلك الذّاهبُ القَاطعُ الرَّحمِ قال :
طَوَى كَشْحاً خليلُك والجَنَاحَا ... لِبَيْنٍ مِنْك ثُمّ غَدَا صُرَاحَا
وَطَوَى كَشْحاً على ضِغْنٍ إِذا أَضمَرَه . قال زُهَير :
وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ... فلا هُوَ أَبدَاهَا ولمْ يَتَجمْجَمِ وطَوَى كَشْحَه عنِّي إِذا قَطَعَني وعَادَاني . ومنه قول الأَعشي :
" وكان طَوَى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهبَا قال الأَزهَريّ : يحتمل قوله : وكان طَوَى كَشْحاً أَي عَزَمَ على أَمْر واستَمَّرتْ عَزيمتُه ويقال : طَوَى كَشْحَه عنه إِذا أَعرضَ عنه . والكَشْحُ : الوَدَعُ . وكلِّ ذلك كُشوحٌ لا يُكسَّر إِلاّ عليه . قال أَبو ذُؤَيب :
كأَنّ اللظِّباءَ كُشُوحُ النِّسا ... ءِ يَطْفُونَ فَوقَ ذُرَاه جُنُوحاَ قال أَبو سعيد السُّكّريّ جامعُ أَشعارِ الهُذليّين : الكَشْح وِشَاحٌ من وَدَعٍ فأَرادَ : كأَنَّ الظباءَ في بياضِها وَدَعٌ . يَطْفُون فوقَ ذُرَا الماءِ . وجُنُوحٌ : مائلة . شبَّهَ الظِّباءَ وقد ارتفَعنَ في هذا السَّيْل بكُشوحِ النِّسَاءِ عليهنّ الوَدَعُ . ثم قال : وكانت الأَوْشِحَةُ تُعْمَل من وَدَعٍ أَبيضَ والكَشَحُ بالتَّحْرِيك : داءٌ في الكَشْحِ أَي الخاصِرة يُكوَى منه أَو هو ذاتُ الجَنْب . وكَشِحَ كشَحاً : شَكَا كَشْحَه . وقد كُشِحَ كعُنِيَ كَشْحاً إِذا كُوِيَ منه ومنه سُمِّيَ المكشوح المُرَادِيُّ حِلْفاً ونَسَبُه في بَجِيلَةَ ثمّ في بني أَحْمَسَ واسمه هُبَيْرَةُ بن هِلالٍ ويقال عبدُ يغوثَ بن هُبيرةَ بنِ الحارث ابن عَمْرِو بن عامرِ بن عليّ بن أَسلمَ ابن أَحْمسَ بن الغَوث بن أَنمارٍ وهو والدُ بَجيلةَ وخَثْعَم . وفي الروض الأُنف : وإِنّمَا سُمِّيَ مكشوحاً لأَنّه ضُرِب بَسيف على كَشْحه . قال شيخنا : ويمكن الجمع بينهما بأَنَّه لما أَصيبَ في كَشْحِه بالسَّيف عالَجوه بالكَيّ . وابنُه قَيسٌ ويُكنَى أَبا شَدّاد قاتلُ الأَسودِ العَنْسِيّ من فُرْسَانِ الإِسلام . والكِشَاحُ ككِتَاب : سِمَةٌ في الكَشْحِ . ورجلٌ مكشوحٌ : وُسِمَ بالكِشَاح في أَسفلِ الضُلُوعِ . وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه : وَسَمَه هنالك . التشديدُ عن كُرَاع . والكاشِحُ : مُضمِرُ العَداوةِ المتولِّى عنك بوُدّه . والعَدُوُّ المبغِضُ كأَنّه يَطْوِى العَدَواةَ في كَشْحِه أَو كأَنّه يُولِيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوَجْهه . والاسمُ الكُشَاحَة . وفي الحَدِيث : أَفضلُ الصَّدَقةِ على ذِي الرَّحِمِ الكاشحِ قال ابن الأَثير : وسُمِّيَ العَدُوُّ كاشحاً لأَنّه وَلاّكَ كَشْحَه وأَعْرَضَ عنك . وقيل : لأَنّه يَخبَأُ العَدَاوَةَ في كَشْحِه وفيه كَبِدُه والكَبدُ بَيتُ العَدَاوَة والبَغَضَاءِ . ومنه قيل للعَدُوِّ أَسودُ الكَبِدِ كأَنَّ العدَاوَة أَحَرقَت الكَبِدَ . وكَشَحَ له بالعَداوةِ : عَادَاه وفاسَدَه ككَاشَحَه مُكاشَةً وكِشَاحاً . وكَشَحَ القَوْمَ : فَرَّقَهم يقال : مَرَّ فُلانٌ يَكْشَحُ القَوْمَ ويَشُلُّهم ويَشحَنُهُم أَي يُفَرِّقهم ويَطْرُدهم . وكشَحَتِ الدَّابَّةُ إِذا أَدخلَتْ ذَنَبَهَا بين رِجْلَيْها . وأَنشد :
يَأْوِي إِذا كَشَحَتْ إِلى أَطبَائِها ... سَلضبُ العَسِيبِ كأَنّه ذُعْلُوقُوكَشَحَ البَيْتَ : كَنَسَه لغةٌ في المهملة . وفي الأَساس : تَوَشَّحَها وتَكَشَّحَها : جَامَعَهَا وتَغَشَّاها . والمِكْشَاحُ : الفَأْس وقيل : منه الكاشِح قاله المفضَّل . والمِكْشَاح . حَدُّ السَّيْفِ كالمِكْشَح ومنه سُمِّيَ المكشوح المُرَاديّ على ما أَسلَفْنا عن كتاب الرَّوض . والتَكْشِيح : التَّقْشير والتَّسْويه لغة في المهملة . والتَّكشِيح : الكَيُّ على الكَشْح بالنّار وقد تقدّمَ أَنّه عن كراع . ومنه إِبلٌ مُكَشَّحَة . والكَشُوحُ كصَبور من السُّيوف السَّبْعَة الّتي أَهدَتها بِلْقِيسُ إِلى سِّيدنا سُليمانَ عليه وعلى نبيّنا الصّلاةُ والسَّلام نقل شيخُنَا عن رأَسِ مالِ النَّدِيمِ لابن حبيب قال : هي ذو الفَقَار والصَّمصامة ومِخْذَم ورَسُوب وضِرْس الحِمَار وذُو النُّون والكَشُوح . وكَشَحُوا عَن الماءِ وانكشَحُوا إِذا ذَهَبوا عنه وتَفَرّقوا . وفي التهذيب : كَشَحَ عن الماءِ إِذا أَدْبرَ عنه . وفي الأَساس : ولمَّا رآني كَشَحَ أَي أَدبَرَ وَولَّى بكَشْحه . وكَشَحَ الظَّلامُ وكَشَح الضوءُ أَدبرَ . وهذا مجازٌ . ومُكشَّحَةُ بضمّ فتشديد الشِّين : اسم موضعٍ باليمامة وقد مرّ في كسح والصواب ذِكْره هنا كما صرّح به ياقُوت في المعجم . ومما يستدرك عليه : الكُشَاحَة بالضّمّ : المُقاطعة . وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً : قَشَرَه . وكَشَحَ الطائرُ : صَدَرَ مُسرِعاً . وكَشَحَه : طَعَنَ في كَشْحِه . والكَشْحَانُ : القَرْنانُ أَورَدَه الفُقهاءُ ولا إِخالُه عَربيًّا قاله شيخنا نقلاً عن بعضهم . قلت : وهو خطأٌ والصوابُ بالخاءِ المعجمة وسأْتي في محلّه إِن شاءَ اللّه تعالى