المكدل كمعظم أهمله الجوهري والليث وقال الأزهري : هو المكدر واللام مبدلة من الراء قال : ووجدت أنا فيه بيتا لتأبط شرا :
ألا أبلغا سعد بن ليث وجندعا ... وكلبا أثيبوا المن غير المكدل قال الصاغاني : ولم أجده في شعره . والكندلى مقصورا ويمد القصر عن أبي حنيفة قال : ليس من شجر أرض العرب هو نبات ينبت بماء البحر قال : وإنما ذكرناه من أجل القرم ؛ لأن القرم والكندلى ينبتان بماء البحر وماء البحر مخالف للنبات مهلك له وهاتان الشجرتان تنبتان به وتتغذيان منه وأعاده المصنف في كندل إشارة إلى الخلاف في زيادة النون وأصالتها
دَلَكَه بيَدِه دَلْكاً : مَرَسَه ودَعَكَه وعَرَكَه كما في المُحْكَمِ . ومن المَجازِ : دَلَكَ الدَّهْرُ فُلاناً : إِذا أَدَّبَه وحَنَّكَه وعَلَّمَه
ومن المَجازِ : دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : غَرَبَتْ لأَنَّ الناظِرَ إِليها يَدْلِكُ عَينَيهِ فكأَنما هي الدّالِكَةُ قاله الزَّمَخْشرِي وأَنْشَدَ الجَوهَرِي :
" هذا مُقامُ قَدَمَى رَباحِ
" ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ قال قُطْرُب : بَراحِ مثل قَطامِ : اسمٌ للشّمْسِ وقال الفَرّاءُ : بِراحِ جَمْع راحَةٍ وهي الكَفُّ يَقُول : يَضَعُ كَفَّه على عَينَيهِ يَنْظُرُ هل غَرَبَت الشَّمس ؟ وهذا القَوْلُ نَقَلَه الفَرّاءُ عن العَرَب قال الأزهري : ورُوِي ذلك عن ابنِ مَسعُودٍ قال ابنُ بَرّي : ويُقَوِّي أَنّ دُلُوكَ الشّمسِ غُرُوبُها قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
مَصابِيحُ لَيسَتْ باللّواتِي يَقُودُها ... نُجومٌ ولا بالآفِلاتِ الدَّوالِكِ
ورُوِي عن ابنِ الأعرابي في قوله : دَلَكَت بِراحِ أي اسْتُرِيحَ مِنْها . أَو : دَلَكَت دُلُوكاً : إِذا اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ
أَو مالَتْ للزَّوالِ حَتّى كادَ النّاظِرُ يَحْتاجُ إِذا تَبَصَّرَها أَنْ يَكْسِرَ الشعاعَ عن بَصَرِه براحَتِه . ورُوِي عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ قال : دُلُوكُها : مَيلُها بعدَ نِصْفِ النَّهارِ . أَو زالَتْ عن كَبِدِ السَّماءِ وقتَ الظُّهْرِ رواه جابِرٌ عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللَّهُ عنهم نقَلَه الفَرّاءُ وهو أَيضاً قولُ الزَّجّاج وقال الشّاعِرُ :
ما تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِهِ ... في حَوْمَةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَر قالَ الأزهري : والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ . وفي نَوادَرِ الأَعْرابِ : دَمَكَت الشَّمسُ ودَلَكَت وعَلَتْ واعْتَلَتْ : كلّ هذا ارْتِفاعُها فتَأَمَّلْ . والدَّلِيكُ كأَمِيرٍ : تُرابٌ تَسفيهِ الرِّياحُ نقَلَه الجوهري . والدَّلِيكُ : طَعامٌ يُتَّخَذُ من الزُّبْدِ واللَّبنَ أَو من زُبْدٍ وتَمْرٍ كالثَّرِيدِ قالَ الجوهري : وأَنَا أَظُنُّه الذي يُقالُ له بالفارِسِيَّةِ : جَنْكال خُست . وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ : أَطْعِمْنا من التَّمْرِ الدَّلِيكَ وهو المَرِيسُ . والدَّلِيكُ : نَباتٌ واحِدَتُه دَلِيكَةٌ . والدَّلِيكُ أَيضاً : ثَمَرُ الوَرْدِ الأَحْمَر يَخْلُفُه يَحْمَرُّ كأَنه البُسرُ ويَنْضَجُ ويَحْلُو كأَنّه رُطَبٌ ويُعْرَفُ بالشّامِ بصُرمِ الدِّيكِ والواحِدَةُ دَلِيكَة أَو هُوَ الوَرْدُ الجَبَلِي كأَنَّه البُسرُ كِبَراً وحُمْرَةً وكالرُّطَبِ حَلاوَةً ولَذّة يُتَهادَى بِه باليَمَنِ قال الأزهري : هكذا سَمِعْتُه من أَعرابي من أَهْلِ اليَمَنِ قال : ويَنْبُتُ عِنْدنا غِياضاً . ومن المَجاز : رَجُلٌ دَلِيكٌ : حَنِيكٌ قد مارَسَ الأُمُورَ وعَرَفَها دُلُكٌ كعُنُقٍ عن ابنِ الأعْرابِي . وتَدَلَّكَ به أي بالشّيءِ : إِذا تَخَلَّقَ به . والدَّلُوكُ كصَبُورٍ : ما يُتَدَلَّكُ بهِ البدن عند الاغْتِسالِ من طِيب أَو غيرِه من الغَسُولاتِ كالعَدَسِ والأُشْنانِ كالسَّحُورِ لما يُتَسَحَّرُ بهِ والفَطُورِ لما يُفْطَرُ عليه وفي الحديث : كَتَبَ عُمَرُ إِلى خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضي اللَّهُ عنهما : بَلَغَني أَنَّكَ دَخَلْتَ الحَمّامَ بالشّامِ وأَنّ من بِها مِنَ الأَعاجِمِ أَعَدُّوا لَكَ دَلُوكاً عُجِنَ بخَمرٍ وِإنِّي أَظُنكُم آلَ المُغِيرَةِ ذَرءَ النّارِ . ويُطْلَقُ الدَّلُوكُ أَيضاً على النُّورَةِ ؛ لأنه يُدلكُ به الجَسَدُ في الحَمّام كما في الأَساسِ . والدّلاكَةُ كثمامَةٍ : ما حُلِبَ قَبل الفِيقَةِ الأولَى وقَبلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقَةُ الثّانِيَةُومن المَجازِ : فَرَسٌ مَدْلُوكٌ : أي مَدْكُوكٌ وهي التي لا إِشرافَ لحَجَبتِها كأنها دُلِكَتْ فهي مَلْساءُ مُستَوِيَة ومنه قَوْلُ أَعرابِي يَصِفُ فرَساً : المَدْلُوك الحَجَبَة الضَّخْم الأَرْنَبَة ويُقالُ : فَرَس مَدْلُوكُ الحَرقَفَةِ : إِذا كانَ مُستَوِياً . ومن المَجاز : رَجُلٌ مَدْلُوكٌ : أُلِحَّ عَلَيه في المَسأَلَةِ عن ابنِ الأَعرابِيَ . ومن المَجازِ : بَعِيرٌ مَدْلُوكٌ : دُلِكَ بالأَسْفارِ وِكُدَّ كما في العُبابِ وفي اللِّسانِ والأساسِ : عاوَدَ الأسفارَ ومَرَنَ عليها وقد دَلَكَتْه الأسْفارُ قالَ الراجِزُ :
" على عَلاواك عَلَى مَدْلُوكِ
" على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهُوكِ أَو المَدْلُوكُ : الذي في رُكْبَتَيه دَلَكٌ مُحَرَّكَةً : أي رَخاوَةٌ وذلك أَخف من الطَّرَقِ نقله الصاغاني . ومن المَجازِ : دَالَكَه أي الغَرِيمَ مُدَالَكَةً : ماطَلَه وكذلك داعَكَه وسُئلَ الحَسَنُ البَصْرِيّ : أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امْرَأَتَه ؟ فقال : نَعَم إِذا كانَ مُلْفَجاً قال أَبو عُبَيدٍ : يعني يخاطِلُ بالمَهْرِ وكلُّ مُماطِلٍ فهو مُدالِكٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الدّلَكَةُ كهُمَزَةٍ : دُوَيْبَّةٌ ولا أَحُقُّها
ودَلُوكٌ كصَبورٍ : بحَلَبَ وفيه أُسِرَ أَبو العَشائِرِ الحَسَنُ بنُ علي التَّغْلِبِيُ الأَمِيرُ الفارِس حينَ كَبَسَتْهُ عَسكَرُ الإِخْشِيدِيَّةِ مع يانَسَ المُؤْنِسِي كذا في تارِيخ حَلَبَ لابنِ العَدِيمِ . والدَّواليكُ بفتح اللاّمِ : تَحفزٌ في المَشْيِ وتَحَيّكٌ عن ابنِ عَبّادٍ كالدَّآلِيكِ وهذه بكَسرِ اللاّمِ قال :
" يَمْشِي الدَّوالَيكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ
" كأَنَّه يَطْلبُ شَأْوَ البَروَكَهْ قلتُ : هكذا أَنْشَدَه ابنُ بُزُرْجَ وقد تَقَدّم في ب ر ك وفي ب ن ك . والدُّؤْلُوكُ : الأَمْرُ العَظِيمُ يُقال : تَرَكْتُهُم في دؤْلُوكٍ دآلِيكُ أَيْضاً عن ابنِ عَبّاد أيْضاً . قال ابنُ فارِسٍ في المَقايِيسِ في هذا التَّركِيبِ : إِنّ لِلَّهِ في كُلِّ شَيءٍ سِراً ولَطِيفَةً وقد تَأَمَّلْتُ في هذا الباب - يعني بابَ الدّالِ مع اللاَّمِ - من أَوّلِه إِلى آخِرِه فلا تَرَى الدّالَ مُؤْتَلِفَةً مع اللاَّمِ بحرفٍ ثالِث إِلاّ وَهي تَدُل على حَرَكَةٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ وزَوال من مَكانٍ إِلى مَكانٍ
ومما يستدرك عليه : دَلَكْتُ السُّنْبُلَ حتَّى انْفَرَكَ قِشْرُه عن حَبهِ . والمَدْلُوكُ : المَصْقُول . ودَلَكَ الثّوْبَ : ماصَهُ ليَغْسِلَه . وقال ابنُ الأَعرابِي : الدُّلُكُ بضَمَّتَينِ : عُقَلاءُ الرجالِ . وتَدَلَّكَ الرَجُلُ : في دلك جَسَدَه عندَ الاغْتِسالِ نَقَلَه الجَوهَرِي . ودَلَكَت المَرأَةُ العَجِينَ . والدَّلاَّكُ : من يَدْلُكُ الجَسَدَ في الحَمّامِ . ويُقالُ للحَيس : الدَّلِيكَةُ كما في الأَساسِ . والدَّلَك محرَكَةً : اسمُ وَقْتِ غُروبِ الشَّمْسِ أَو زوالِها يُقال : أَتَيتُكَ عندَ الدَّلَكِ أي بالعَشِي قال رُؤْبَةُ :
" تَبَلُّجَ الزَّهْراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ ودَلَكَت الشّمْسُ : ارْتَفَعَتْ عن نَوادِرِ الأَعْرابِ وقد تَقَدّم . ودُلِكَت الأَرْضُ كعُنِيَ : أُكِلَتْ فهي مَدْلُوكَةٌ عن ابنِ الأَعرابِي . ودَلَكَ الرَّجُلَ حَقَّه : مَطَلَه . وقال الفَرّاءُ : المُدالِكُ : الذي لا يَرفَعُ نَفْسَه عن دَنيّةٍ . والمُدْلِكُ : المَطُولُ
والمُدالَكَةُ : المُصابَرَةُ وقِيل : الإِلْحاحُ في التَّقاضِي . وقالَ أَبو عَمرو : التَّدْلِيكُ من قَوْلِهم دَلَّكَها : إِذا غَذّاها . ودلوكة بنت فلان : كانَتْ حَكِيمَةً مُدَبِّرَةً جاءَ ذِكْرُها في بِناءِ الأَهرامِ فانْظره
دَلُّ المرأةِ ودَلالُها ودالُولاؤُها وهذه من العُباب : تَدَلُّلُها على زَوْجِها وذلك أنْ تُرِيَه جَراءَةً عليه في تَغَنّج وتَشَكُّلٍ وفي التهذيب : وشِكْل كأنها وفي بعض نُسَخ المحكَم : كأنما تُخالِفُه وما بها خِلافٌ . وامرأةٌ ذاتُ دَلٍّ : أي شِكْلٌ تَدِلّ به . وقد دَلَّتْ تَدِل وهو صَريحٌ في أنه مِن حَدّ ضَرَب ومثلُه في العُباب والمحكَم واقتصر عليه جماعةٌ وقال بعضٌ إنه من بابَىْ تَعِبَ وضَرَب كما نقله شيخُنا . وفي التهذيب : قال شَمِرٌ : دَلالُ المرأةِ ودَلُّها : حُسْنُ الحديث وحُسْنُ المِزاح والهَيئةِ وأنشد :
فإن كان الدَّلال فلا تُلِحِّي ... وإن كان الوَداع فبالسَّلامِ ويقال : هي تَدِلُّ عليه : أي تَجْترِئ عليه . قولُ سعدٍ رضي اللّه تعالى عنه : بَينا أنا أطوفُ بالبيت إذ رأيتُ امرأَةً أعجَبني دَلُّها قال أبو عبيد : الدَّلُّ كالهَدْيِ وهما مِن السَّكينة والوَقارِ وحُسنِ الهَيئة المَنْظَرِ والشَّمائل وغيرِ ذلك . ومِثلُه قولُ الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن . ومنه قولُ حُذَيفةَ رضي اللّه تعالى عنه : ما أَعْلَمُ أحداً أَقْرَبَ سَمْتاً ولا هَدْياً ولا دَلّاً مِن رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم حئى يوارِيَه جِدارُ الأرضِ مِن ابنِ أُمِّ عَبدٍ . وأَدَلَّ عليه : انْبَسَط عليه كتَدَلَّلَ كما في المحكَم قال امرؤ القيس :
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ ... فإن كنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرمِي فأَجْمِلِي أَدَلَّ : أَوْثَقَ هكذا هو في النُّسَخ ونَصُّ الجَمهرة : أَدَلَّ عليه : وَثِقَ بمَحَبَّتِه فأفرَطَ عليه ومنه المَثَلُ : أَدَلَّ فأَمَلَ . أَدَلَ على أقرانِه : إذا أَخَذَهم مِن فَوْقُ وكذا البازِي على صَيدِه قال ماكُ بن خالِدٍ الخُناعِي :
لَيثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عِنْدَ خِيسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وأَعْراسُ أَدَلَّ الذِّئبُ : جَرِبَ وضَوِىَ نقله الصاغانيّ . والدَّالَّةُ : ما تَدِلُّ به على حَمِيمِك كما في المحكَم . وفي التهذيب : الدالَّةُ : مَن يَدِلُّ على مَن له عندَه منزلةٌ شِبه جَراءةٍ منه . ودَلَّهُ عليه يَدُلُّه دَلالَةً ويُثلَّث اقتصر ابنُ سِيدَه على الكسر وذكر الصاغانِيُّ الكسرَ والفتح قال : والفَتْحُ أعلَى . ودُلُولَةً بالضم وإطلاقه قُصُورٌ فانْدَلَّ علَى الطَّريقِ : سَدَّدَه إليه وأنشد ابنُ الأعرابيّ :
" مالَكَ يا أَعْوَرُ لا تَنْدَلُّ
" وكيف يَنْدَلُّ امرؤٌ عِثْوَلُّ
قال شيخُنا : وصَرَّح المُلّا عبدُ الحكيم في حَواشِي المُطَوَّل : بأنه لم تَجئ الدَّلالَةُ إلّا لازماً . انتهى . قلت : وفي التهذيب : دَلَلْتُ بهذا الطَّريق دَلالَةً : عرفْتُه ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالَةً . ثم إنّ المرادَ بالتَّسديد إراءَةُ الطَّريق . وفي الاصطلاح : الدَّلالَةُ : كونُ اللَّفظِ متَى أُطْلِقَ أو أُحِسَّ فُهِم منه معناه للعِلْم بوَضْعِه . وهي مُنْقَسِمة إلى المُطابَقة والتَّضمُّن والالتِزام لأنّ اللفظَ الدالَّ بالوَضْعِ يَدُلُّ على تَمام ما وُضِع له بالمُطابَقة وعلَى جُزئِه بالتَّضمُّن إن كان له جزءٌ وعلَى ما يُلازِمه في الذِّهن بالالتِزام كالإنسان : فإنه يدلُّ على تَمامِ الحيوان الناطقِ بالمطابَقةِ وعلى أحدِهما بالتَّضمُّن وعلى قابِلِ العِلْم بالالتِزام كما هو مُفَصَّلٌ في مَوضعِه . والدِّلِّيلَى كخِلِّيفى : الدَّلالَةُ ونَصُّ المحكَم : والاسمُ الدَّلالَةُ والدُّلُولَةُ والدِّلِّيلَى . وفي التهذيب : قال أبو عبيد : الدِّلِّيلَى مِن الدَّلالة أو هو عِلْمُ الدَّلِيلِ بها ورُسُوخُه فيها قاله سيبويه . وقولُ الجوهريّ : الدِّلِّيلَى : الدَّلِيلُ سَهْوٌ لأنه مِن المَصادر . قال شيخُنا : وقد صرَّح به أيضاً غيرُ الجوهريّ ونُوقِشَ بما أشار إليه المصنِّفُ وهو غَلَطٌ مَحْضٌ فإنّ غايةَ ما فيه أنه مَصدرٌ كما قال والمَصدَرُ يُستَعمَلُ بمعنى اسمِ الفاعلِ كاد أن يكون قِياساً كاستعمالِه بمعنى اسمِ المفعول . الدَّلَّالُ كشَدَّاد : الجامِعُ بينَ البَيِّعَيْن . أيضاً : اسمُ جَماعةٍ مِن المُحَدِّثين منهم أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زُرَيق بن حُمَيد الدَّلّال ثِقَةٌ عن أبي عبد اللّه المَحامِليَّ مات سنةَ 391 . والاسمُ الدَّلالَةُ كسَحابَةٍ وكِتابةٍ قاله الفَرّاءُ كما في التهذيب . وقال ابنُ دُرَيد : الدَّلالَةُ بالفتح : حِرْفَةُ الدَّلَّال ودَلِيلٌ بَيِّنُ الدِّلالَةِ بالكسر لا غَيرُ . الدِّلالَةُ بالكسر : ما جَعَلْتَه له : أي للدَّلَّال . أيضاً للدَّلِيلِ كما في المحكَم . وقد يُفْتَحُ كما في التهذيب . وتَدَلْدَلَ : تَهَدَّلَ وتَحرَّكَ مُتَدَلِّياً قال :
" كأنَّ خُصْيَيهِ مِن التَّدَلْدُلِ
" ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِوالدَّلْدَلَةُ : تَحْرِيكُ الرَّأْسِ والأعضاءِ في المَشْيِ وأيضاً : تحريكُ الشيء المَنُوط . كالدِّلْدالِ بالكسر وقد دَلْدَلَهُ دَلْدالاً . والاسمُ الدَّلْدالُ بالفتح . والدّلْدُولُ والدُّلْدُلُ بضَمِّهما : القُنْفُذُ عن ابنِ الأعرابيّ أو عَظِيمُهُ له شَوْكٌ طِوالٌ قاله اللَّيث أو ذَكَرُه كما نقله شيخُنا . أو شِبهُه وهي دابَّةٌ تَنْتَفِضُ فترمِي بشَوكٍ كالسِّهام وفَرقُ ما بينَهما كفَرقِ ما بينَ الفِئَرة والجِرذان والبَقَرِ والجَوامِيس والعِرابِ والبَخاتِي . والدُّلْدُلُ هكذا في النُّسَخ وصوابُه بلا لامٍ وهو مضمومٌ وكأنه أطلَقه للشُّهرة : بَغْلَةٌ شَهْباءُ للنبي صلى الله عليه وسلم قيل : هي التي أهداها له المُقَوْقِسُ وصَرَّح أئمّةُ السِّيَر وبعضُ المُحَدِّثين أن دُلْدُلَ ذَكرٌ وقال ابنُ الصَّلاح : هي أُنثى نقله شيخُنا . الدُّلْدُلُ : الأمرُ العظِيمُ يقال : وقَع القَومُ في الدُّلْدُل . ودَلَّةُ ومُدِلَّةُ : بِنْتا مَنْشِجانَ كذا في النسَخ والصوابُ : مَنْجِشان الحِمْيَريّ كما هو نَصُّ المحكَم . قلت : وهو ذو مَنْجِشان بن كِلَّةَ بن رَدْمان وبنتُه مُدِلَّةُ هذه أُمّ مُرَّةَ وتَمِيم وهو الأشْعَرُ ابنا أُدَدَ بن زيد وقد تقَدّم ذلك في ن - ج - ش مُفَصَّلاً . ودِلْ بالفارِسِيَّة مكسور الأول واللامُ ساكنةٌ خفيفة : الفِؤادُ عَرَّبُوها فقالوا : دَلٌّ بالفتح والشَدِّ وسَمَّوْا بها المرأةَ وإنما فَتَحوه لأنهم لم يَجِدوا في كلامهم دِلّاً أخرجوه إلى ما في كلامهم وهو الدَّل الذي هو الدَّلالُ والشِّكْلُ كما في المحكَم . ودَلَّوَيْه بتشديد اللام المفتوحة كما في النُّسَخ والصوابُ بالضمِّ مع التشديد : لَقبُ زِيادِ بن أيوبَ بنِ زِياد الطُّوسِي البَغدادِيّ أبو هاشم وكان يَغضبُ مِن هذا اللَّقَب ثِقَةٌ حافِظٌ وكان أحمدُ يُسمِّيه شُعْبَةَ الصَّغيرَ . رَوى له البُخارِيُّ وأبو داوُد والتِّرمِذِيُّ والنَّسائي مات سنةَ 252 ، عن ستٍّ وثمانين سنة . ودُلَيلٌ كزُبَيرٍ : مُحدِّثُون . وكأَمِيرٍ : عبدُ المَلِك بنُ دَلِيلٍ عن أبيه عن السُّدِّيِّ . وأحمدُ بن حَمودِ بنِ عُمر بنِ الدَّليلِ أبو الحسين قاضي بُلْبَيس عن عبد الرحمن بن النّحّاس وكان يَحْفَظُ : مُحَدِّثان . دَلالٌ كسَحابٍ : مُخَنَّثٌ م معروف بالغِناء وحُسنِ الصَّوت اسمه ناقِدٌ وكُنيتُه أبو زيد خَصاه ابنُ حَزْمٍ مع جَماعةٍ من المُخَنَّثِين . دَلالُ بنُ عَدِيّ بنِ مالك بن سَهْل بن عمرو بن قَيس بن مُعاويَة بن جُشَم بن عَبدِ شَمْس في نَسَبِ حِميَرَ . قلت : ومنهم أحمدُ بن إسماعيل بن الحُسَين الدّلالِي أحدُ الفُقهاء باليَمَن ذكره ابنُ سَمُرَةَ والجَنَدِيُّ . والدَّلْدالُ بالفتح : الاضطِراب قال اللِّحياني : يقال : وقَع القومُ في دَلْدالٍ وبَلْبالٍ : إذا اضْطَرب أمرُهم وتَذَبْذَب . وقَوْمٌ دَلْدالٌ ودُلْدُلٌ هذه بالضمّ عن ابنِ السِّكِّيت : إذا تَدَلْدَلُوا بينَ أَمرَيْن فلم يستقِيموا . وقال ابنُ السِّكِّيت : جاء القومُ دُلْدُلاً : إذا كانوا مُذَبْذَبِين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء قال أبو مَعْدانَ الباهِلِيّ :
جاء الحَزائِمُ والزَّبائنُ دُلْدُلاً ... لا سابِقِينَ ولا مع القُطَّانِ قال : والحَزِيمَتان والزَّبينتان مِن باهِلَةَ . وانْدَلَّ : انْصَبَّ نقله الصاغانيُّ . والدُّلَّى كرُبَّى : المَحَجَّةُ الواضِحَةُ عن ابنِ الأعرابيّ ووقَع في التَّهْذِيب في آخرِ تركيب ل - د - د عن أبي عمرٍو : الدَّلِيلَةُ : المَحَجَّةُ البَيضاء فانظُر ذلك
ومما يُسْتَدرَك عليه : الدَّلِيلُ : ما يُستَدَلُّ به وأيضاً : الدَّالُّ وقيل : هو المُرشِدُ وما به الإرشادُ الجمع : أَدِلَّةٌ وأَدِلاَّءُ وقولُ الشاعِر :
شَدُّوا المَطَيَّ على دَلِيلٍ دائبٍ ... مِن أهلِ كاظِمةٍ بسِيفِ الأَبْحُرِ أي علَى دَلالَةِ دَلِيلٍ كأنه قال : مُعتَمِدين على دَليلٍ . ويقال : ما دَلَّك عليَّ : أي جَرَّأك قال :
فإن تَكُ مَدْلُولاً عليَ فإنَّنِي ... لِعَهْدِك لا غُمْرٌ ولستُ بفانِي أراد : فإن جَرَّأكَ عليَ حِلْمِي فإني لا أُقِرُّ بالظُّلم قال قَيسُ بن زُهَير :أظُنُّ الحِلْمَ دَلَّ عليَ قَوْمِي ... وقد يُستَجْهَلُ الرجُلُ الحَلِيمُ والمُدِلُّ بالشَّجاعة : الجريءُ . وقال ابنُ الأعرابيّ : المُدَلِّل : الذي يَتجنَّى في غيرِ مَوضِعِ تَجَنٍّ . قال : ودُلَّ فُلانٌ : إذا هُدِي . ودَلَّ : إذا افتَخَر . وقال الفَرَّاء : الدُّلَّةُ : المِنَّةُ والدَّلّة : الإدْلالُ . وقال ابنُ الأعرابيّ : دَلَّ يَدُلُّ : إذا هَدَى ودَلَّ يَدِلُّ : إذا مَنَّ بعَطائه . والأَدَلُّ : المَنَّانُ بعَمَلِه . وقال أبو زيد : ادَّلَلْتُ بالطَّريق ادِّلالاً . وتدَلْدَلَ الشيء وتَدَرْدَرَ : إذا تَحرَّكَ . وقال الكِسائيُّ : دَلْدَلَ في الأرضِ وبَلْبَلَ وقَلْقَلَ : ذَهب فيها . والاستِدلالُ : تَقرِيرُ الدَّلِيلِ لإثبات المَدْلُول وقد يكون مُطاوِعاً لِدَلَّهُ الطَّرِيقَ . والدَّلائِلُ : جمعُ دَلِيلَةٍ أو دَلالةٍ ويُجمَع الدَّلالَةُ على دَلالاتٍ وأنشد أبو عبيد :
" انَّى امرُؤٌ بالطُّرْقِ ذو دَلالاتْ وقول أهلِ بَغْداد : فُلانَة مُدَلَّلَةُ فُلانٍ : أي مُرَبّاتُه : ليس من كلام العَرب قاله الصاغانيُّ . وبَنُو مُدِلّ بن ذي رُعَين : بَطْنٌ مِن حِمْيَر . وحامِدُ بن أحمد بن دَلُّويه الدَّسْتُوائيّ المعروف . بالدَّلُّوىْ عن أبي أحمد الحاكِم وغيرِه . وأبو بكر محمد بن أحمد بن دَلُّويه النَّيسابُورِيّ روَى عن البُخارِيّ بِرَّ الوالِدَيْن